رواية جمعني بك القدر الفصل الثالث 3 بقلم ايمان شلبي

 




رواية جمعني بك القدر الفصل الثالث بقلم ايمان شلبي



امضي يا عروسه

رفعت عيوني،،واخدت من "جدي" الدفتر والقلم،اخدت نفس عميق بعدهامضيت بكل هدوء وانا جوايا امل ويقين ان اللي جاي كله خير،علي الرغم من اعتراضي إلا اني طول حياتي عارفه بل متأكده أن الخير فيما اختاره الله،متأكده أن ربنا حاططني في المكان المناسب،الخير
ربنا بيحب عباده حتي لو بيغلطوا بدل المره مليون لكن في النهايه يستغفروا،بيحبهم وعلي حسب مقدرتهم وصبرهم وقوه إيمانهم بيحطهم في اختبارات عارف ان هما قدها عارف أن هي خير ليهم

بعد ما مضيت الاوضه اتملت بالستات،الزعاريط،التهليل!
وعند الرجاله صوت الرصاص ،الطبل،التحطيب

جو غريب،مُريب،مش معتاد،كنت بشوفه في الافلام والمسلسلات،عمري ما كنت اتخيل يحصل في الواقع
ولا حتي في احلامي

-إيمان أنتِ لسه زعلانه مني؟!

رفعت عيوني في عيون ماما،مقدرتش اتحمل نظراتها،دموعها،خوفها لتخسرني

قومت شديتها في حُضني وانا بهمس بوجع:
-لا 
ضمتني اكتر لحضنها وهي بتهمس بصوت مبحوح:
-صدقيني اللي عملته انا وباباكي هو الصح!
-ممكن افهم ليه؟!

خرجت من حُضني،مسحت دموعي برقه،بعدها مسحت دموعها وحاوطت وشي:
-انتِ عارفه أن أنتِ اغلي حاجه في حياتي؟
-عارفه 
-اوعدك هتعرفي كل حاجه لكن مش دلوقتي
-اومال أمتي!
-اوعدك في اقرب وقت بس ارجوكي لما تعرفي سامحيني

-ياماما ارجوكي فهميني.....

قطعت كلامي لما دخل جدي وقال بخشونه:
-يالا ياحُرمة منك ليها العريس عايز يشوف عروسته 

فجأه الكل خرج حتي ماما وكأنها ما صدقت تهرب من سؤالي

منكرش ان قلبي وكل ذره في كياني كانوا بيتنفضوا من الخوف والرهبة والحزن

خبط علي الباب وقال بهدوء:
-ادخل يا عروسه ؟ 
-اتفضل
اخدت نفس عميق ورديت بثبات عكس الكركبة،اللغبطة،الخوف اللي ملازمني!

دخل،كانت عيوني في الارض،لمحت جزمة كلاسيك بتلمع،شميت نفس ريحة البرفيوم،بدأت ارفع عيوني ببطئ كل تفصيله كانت تجنن،كان لابس بدله سودا،قميص ابيض،عضلات بارزه،جسم رياضي،وفجأه رفعت عيوني في عيونه،لوهله حسيت بأناء تلج وقع فوق دماغي،مكانش هو،كنت علي امل يكون هو لكن للأسف طلع شخص تاني خالص نسخة من الشخص اللي كنت ههرب معاه في الملامح

-انت!

رفع حاجبه ورد بهدوء:
-انتِ تعرفيني؟

رفعت انا كمان حاجبي ورديت بغيظ:
-انت مش فاكرني

ابتسم بذهول:
-هو أحنا اتقابلنا قبل كده وانا معرفش؟!

-انت هتستهبل مش كُنا هنهرب سوا وانت سيبتني وجريت لما اتقفشنا يانطع انت

-نطع!!!
-بس انا مش فاهمة حاجه ازاي هربت وازاي انت اللي اتجوزتني و........

سكت لحظه لما استوعبت أن اللي واقف قدامي مكانش "يونس" إنما اخوه التوأم اللي ضحي واتجوزني مكانه 

-نهار اسوووود ايه اللي أنا بقوله ده حد ينادي حد يكلم حد يلحقني!

حط أيده في جيوبه وقال بعبث وخبث:
-يعني أنتِ كمان كنتِ عايزه تهربي ياعروسة

-هه ا أنا ا انا....ايه ده ايه ده ثانيه كده احنا اتفقنا هنعدي الليله ونتطلق بكل هدوء صح ؟ صح يالا تصبح علي خير

-وانتِ برضو بتصدقي اي كلام يتقالك؟

قالها بنفس الخبث فلفيت بعد ما كنت علي باب الحمام 

-نعممممم ياخويا يعني ايه انت كنت بتضحك عليا 

-امممم حاجة زي كده!
-وحياة امك 
-توء توء وليه نجيب سيره الام دلوقتي 

قربت منه بسرعه البرق،شديته من قميصه وانا ببص جوا عيونه بشراسة،غيظ،عصبيه مفرطة

-انت مش قولتلي هنعدي الليله وتطلقني مش ده كلام رجاله ولا انا متجوزة عيل صغير بيرجع في كلامه و....

مسك ايدي الاتنين وضغط عليهم ضغطه بسيطه لكنها وجعتني،بعدهم عن قميصه ورد من بين أسنانه:
-في واحدة محترمه تغلط في جوزها كده مش عيب؟؟

-انا مش عايزاك ولا طايقاك و.....

-وانا مش عايزك ولا طايقك وفي الأساس انا كنت هخطب وبحب البنت اللي كنت هخطبها لكن اتفرض عليا اعمل دور مش دوري بسبب غلطه اخ تافه وطايش،بصي يابنت الناس احنا متجوزين برضاكي أو غصب عنك متجوزين،والليله فرحنا واحنا في الصعيد والناس كلها واقفه تحت اظن عارفه عوايدنا!!

هزيت راسي بهسترية،رجعت خطوتين لورا،بدأت انهار،
انهارت قوتي،انهار ثباتي،بدأت اعيط وأصرخ بهستريه مفرطه وانا بردد بكل خوف:
-لا لا لا لا لا 

-هشششش اهدي اهدي خلاص والله مش هعملك حاجه اهدي

قالها وهو بيقف قدامي وبيشاورلي اهدي لكني مسمعتش فضلت اصرخ زي المجنونه وانا بلزق في الحيطه وبغمض عيوني بكل قوتي،وفجأه حسيت بدفا غريب،فتحت عيوني ببطئ،لاقيت نفسي جوا حُضنه،محاوطني بأيد واحدة والأيد التانيه بتطبطب علي راسي وهو بيهمس بنبرة دافيه وحنينة:
-متخافيش اهدي،خدي نفس وبطلي عياط والله ماهعملك حاجه

تلقائياً مسكت في قميصه وهمست بدموع:
-هتطلقني صح؟!

اتنهد وهو بيسند راسه فوق راسي وقال:
-هطلقك بس مش دلوقتي علي الاقل يفوت اسبوعين ولا شهر ونتطلق

-وعد؟!

بعدني برفق وحاوط وشي بين أيديه وهو بيمسح دموعي:
-وعد بس ممكن تبطلي عياط؟!

ابتسمت ابتسامه بسيطه وهزيت راسي:
-حاضر 

الباب خبط فأتنفضت ومسكت كتفه وانا ببصله وببلع ريقي بتوتر 

ضغط عليها وهمس بهدوء:
-متخافيش 

راح فتح الباب كان جدي اللي اول ما شافه اندهش وقال بصدمه:
-وه انت لساتك بخلاجاتك ياولدي و.....

قاطعه بصرامه وحده واحترام:
-بعد اذن حضرتك اللي في بالك ده مش هيحصل انا مش موافق 

-وه وه كيف يعني دي عوايد و.....
-عوايد قديمه المفروض مع تقدم العصر تختفي واظن حضرتك عاقل وفاهم في الدين كويس وعارف أن ده حرام وعيب فلو سمحت خلي الكل يمشي دي حاجه بيني وبين مراتي عن اذنك تصبح علي خير

قال كلامه وقفل الباب في وشه،اما عني ابتسمت تلقائياً وانا بتنهد براحه،مكنتش متخيله أن في حد عاقل ومتفتح في البلد دي!

-هتفضلي بفستانك؟!

سألني فخرجت من شرودي وهزيت راسي بنفي واتحركت نحيه الحمام 

بعد شويه خرجت،كان قاعد علي الكنبه لابس تيشرت ابيض وبنطلون اسود بيبص في الفون بأبتسامه كلها حزن،حنين،حُب!

-احم

ارتبك وقفل الفون بسرعة وهو بيقول بتوتر:
-ا أنتِ هنا من بدري؟

هزيت راسي بنفي:
-لا 

شال القماشه اللي كانت فوق الاكل وقالي:
-طب يالا تعالي ناكل انا واقع من الجوع 
-لا شكراً كل انت الف هنا
-مش جعانه!
-لا
-لا ازاي أنتِ مأكلتيش حاجه من الصبح
-وانت عرفت منين؟؟
-امممم عروسه مغصوبه علي الجوازة،خايفه ومتوتره طبيعي مش هتقدر تاكل 

اخدت نفس عميق وقعدت علي السرير وسكت

ابتسم وهو بيشاورلي بعيونه علي الاسدال اللي كنت لابساه:
-بس حلو الاسدال ده اوي

رفعت حاجبي وقولت بغيظ:
-بتتريق؟!
-الصراحة ؟؟
-الصراحة!
-انا زي جوزك يعني البسي براحتك متكتفيش نفسك 
-بس احنا اتفقنا انك هتطلقني!

اتنهد وسند ظهره علي الكنبه:
-صدقيني هطلقك 
-هو انا ممكن اسأل سؤال
-اسألي
-البنت اللي كنت هتخطبها عرفت ان فرحك النهاردة؟!

ابتسم ابتسامة حزينه وهز رأسه:
-كانت من المعازيم 
-معقولة!!
-بكره تعرف اني عملت كدة غصب عني

رديت بشراسة والدموع بتلمع في عيوني:
-بس انت مكنتش مضطر ابداً تلعب دور مش دورك 
ذنبها ايه البنت المسكينه،ذنبها ايه تحضر فرح حبيبها وهي متخيله أنه بيحب مراته،تخيل احساسها،تخيل قلبها عامل ازاي،حرام عليك علي الأقل كنت تفهمها انما متسبهاش كده لدماغها،متسبهاش تفكر أو تحس انها مش كفايه علشان كده انت سيبتها وروحت لغيرها و......

-ومين قال إن انا معرفتهاش،هي عارفه كل حاجة لكن حتي لو عارفه طبيعي هتتضايق وهتحس بالغيره فكرة اني معاكي حتي لو جوازنا مجرد لعبه واجعها

-طب وليه تخليها طول الليل تفكر كلمها يا يوسف

-اكلمها!

-ايوة كلمها،افضل معاها،حسسها انك بتحبها وأنها مسأله وقت وكل حاجه هتنتهي ارجوك متسبهاش لدماغها 

-انتِ ازاي كدة!

ابتسمت ابتسامة حزينه ورديت بنبرة مبحوحة:
-يمكن علشان مؤمنة بالحب
مؤمنه بيه لدرجه كنت بتخيل نفسي كل يوم بطله من ابطال الروايات اللي بقرأها،كان نفسي نهايه قصتي تكون مختلفه،كان نفسي ولو لمره واحده بس اخد الحاجه اللي بحبها لكن للأسف اهلي والقدر والنصيب كان ليهم رأي تاني

-شكلك بتحبي!

قالها فجأه فرفعت عيوني في عيونه بخضه وتوتر:
-هه ل لا لا طبعا م.....
-وايه المشكله من حقك تحبي،من حقك تختاري الشخص اللي اتفق عليه عقلك وقلبك سوا الحب مش عيب يا إيمان

كنت لسه هرد لكن الفون بتاع "يوسف" رن اول ما شاف الرقم ارتبك ووشه جاب ميه لون،وقتها عرفت مين اللي بيكلمه،ابتسمت وانا بهزله راسي بأبتسامه وبشجعه يرد،اخد نفس عميق ورد عليها،وقتها حسيت وجودي في لحظة خاصه زي دي مش لطيف فأنسحبت،روحت نحيه البلكونه

-إيمان انا لازم انزل حالاً

قالها بلهفه فلفيت بخضه وقلق:
-في ايه ؟
-مي في المستشفي انا هروحلها  
-طب استني لو حد شافك هتقوله ايه 
-هتصرف متقلقيش 

***************************
الله اكبر الله اكبر 

الساعة 5:14 وقت آذان الفجر،كنت واقفه في البلكونة مستنياه بقلق،بقاله اكتر من تلت ساعات نازل،مفيش لا حس ولا خبر،ياتري البنت حصلها ايه،ياتري هو اصلا جراله ايه،حد شافه،اتخانق مع اهلها،حد عمله حاجة، طب والبنت؟! 

ياتري البنت كويسة ولا من الحزن والقهرة اللي جواها حصلها حاجه خطيره 

يارب يارب كل حاجه تبقي بخير انا مش حِمل وجع قلب مش حِمل افضل عايشه بذنب مليش دخل فيه 

فاتت ساعه ونص ولسه لحد اللحظة دي مظهرش

الفون بتاعي رن،كان رقم غريب،رديت بلهفه كنت متوقعه يكون هو وبالفعل كان هو لكن ياريته ما كلمني

-الو 
-يوسف انت فين قلقتني عليك انت كويس البنت كويسه ا.....

-إيمان انا اسف أنتِ طالق 

ملحقتش استوعب جملته ولاقيته قفل في وشي فضلت حوالي ربع ساعه ساكته بعدها فوقت ،مكانتش صدمه قويه اوي الحقيقة،كان متوقع يحصل ده
مكانش مضطر يعيش دور المضحي علي حساب قلبه وقلب البنت اللي بيحبها،كان لازم لما يحس بخسارتها يقول استوب ينهي كل حاجه واي حاجة قبل ما يفوت الآوان!

*****************************
تاني يوم الصبح كان الخبر انتشر في البلد كلها معرفش ازاي وامتي عرفوا باللي حصل لكن اللي اعرفه انها هتبقي بحر دم محدش هيقدر يوقفه

-إيمان أنتِ كويسة؟

سألتني ماما فرفعت راسي من بين ايديا ورديت بهدوء:
-مش فارق معايا كل اللي فارق معايا ليه يحصل كل ده
اتنين من نفس العيله يهربوا مني يوم الفرح،كان ايه لازمتها من الأساس الجوازة دي لما هي مبنيه علي الإجبار من الطرفين!

سندت رأسها علي الكنبه وهي بتهمس بقهر:
-منه لله اللي كان السبب
-مين ياماما مين اللي كان السبب ؟؟

-عمك الله يرحمه هو السبب،من 10 سنين وبسبب الحقد والطمع اللي كانوا ماليين قلبه قتل كبير عيله السنوسي قتله علشان اتجوز الست اللي بيحبها،ومن يومها والدم مبيقفش،كل رجاله العيله اتصفت،ابوكي قرر ياخدنا ونسافر انا وأنتِ وهو قبل ما حد يطوله وتتيتمي لكن للأسف اللي كُنا بنحاول نهرب منه قدرنا اخو الراجل اللي مات شاف أبوكي من فتره ولولا أنه راجل متفتح وعنده قلب كان قتله بدم بارد،قعد معاه واتفقوا لازم الطار ده ينتهي،قاله أن العيله كلها بتدور عليه وأنه الدور عليه هو ولو حد عطر فيه هنعزي فيه،اتفقوا يجوزوكي ليوسف

-بس اللي كان هيتجوزني يونس!

-معرفش انا كنت فاكره أنه يوسف اخوه علشان كده وافقت لما سمعت أنه شاب متدين ومحترم لو كنت أعرف أنه يونس الشاب الطايش المستهتر والله ما كنت وافقت يابنتي كنت هحاول الاقي حلول ونهرب مكنتش هحطك في الموقف ده أبداً 

-وانتِ لما سألتي عنه مكنتيش تعرفي أنه بيحب واحده وهيخطبها؟؟

-محدش قالي!

اخدت نفس عميق ورديت بحيره وخوف:
-طب وبعدين ياماما هنعمل ايه،اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل أبداً ده هيزود بحر الدم اللي ما بينا

كانت لسه هترد لكن الباب خبط،فتحت الخدامه دخل بابا بعدها جدي اللي كان واضح علامات الغضب علي وشه 

بلعت ريقي بخوف،مسكت في كتف ماما وانا بهمس:
-انا خايفة 
-خايفة من ايه أنتِ ذنبك ايه 

-قسماً عظماً اللي عمله الواد ده هو وأخوه ما هيعدي بالساهل هه طبعاً رافضين يجابلونا "يقابلونا" هيجابلونا بأي وش بعد اللي عمله شويه الحريم اللي في عيلتهم!!!

"السلام عليكم ورحمه الله" 

قال شاب دخل فجأه من الباب اللي كان لسه مفتوح،اول ما شوفته تنحت،قلبي دق بسرعه البرق،حسيت فجأه بالأمان،الهدوء،الراحة،والاشتياق،كان هو،نفس الصوت،نفس العيون،نفس ريحه البرفيوم،نفس الرزانة

"انت اتشاهد علي روحك يابن السنوسي"

قالها جدي وهو بيخرج مسدس من الجلابيه بتاعته فصرخت بخوف وبدون تردد جريت عليه ووقفت قدامه:
-لاااااااااا

صحيح هو متأذاش لكن أنا اللي اتأذيت،حسيت بألم رهيب في ظهري،رفعت عيوني في عيونه اللي كانت كلها ذُعر وصدمه وذهول،مسكت في الجلابيه بتاعته وغمضت عيوني ببطئ،اخر حاجة سمعتها قبل ما اغيب عن الوعي 

-ليه ليه عملتي كده؟!

****************************
-اصحي بقي كفايه كدة ارجوكي كفايه تعذبيني!

فتحت عيوني فجأة،بصيت جنبي لاقيته قاعد علي كُرسي قدام السرير،ماسك ايدي وساند رأسه عليها وهو بيهمس بنبرة حزينه:
-انا معرفش ليه عملتي كدة؟!
ليه انقذتيني

-علشان ملكش ذنب؟

رفع رأسه بلهفه ورد بابتسامه:
-انتِ فوقتي حمد لله علي السلامه اللهم لك الحمد والشكر يارب الحمد لله أنتِ كويسة؟ شايفاني سامعاني حاسه بيا ؟

ابتسمت ابتسامه بسيطه وانا بحاول اقوم:
-شايفاك 
-استني هسندك 

قرب مني بسرعه وحاول يعدلني فغمضت عيوني تلقائياً،حط مخدة ورا ظهري وحاوط وسطي فأعترضت وانا بتوجع:
-لا لا مش هينفع نادي الممرضه تساعدني أو خلي ماما تيجي

رد بهدوء وهو مازال محاوطني:
-مفيش داعي أنتِ مراتي انا اولي اساعد مراتي مش كدة!

رديت ببلاهة:
-مرات مين؟
-مراتي
-انا !
-في حد تاني معانا في الأوضة
-ايه الجنان ده مراتك ازاي وامتي و.....
-ممكن تهدي وانا هفهمك كل حاجه؟!

رديت بوهن:
-اتفضل 

اتنهد وقعد علي طرف السرير وقال:
-انا ايهم السنوسي ابن عم يونس ويوسف
انا اللي ساعدت يونس يهرب وقتها،كنت عامل نفسي بجري وراه علشان محدش يشك فيا،صحيح يونس شاب طايش وملهوش في المسؤوليه بس مكانش من حقنا ندبسه في جوازه هو ملهوش ذنب فيها

ابتسمت ورديت بسخرية:
-لكن اتدبس انا؟!

-متزعليش من يوسف،هو حاول وقتها ينقذ موقف ويحافظ علي كرامتك قدام البلد

-هه وتاني يوم فضحني قدام كل البلد!

-مش بأيده كان غصب عنه خاف يخسر البنت الوحيده اللي حبها،علي فكره هو حكالي انك قولتيله كلمها ومتسبهاش لدماغها،وانا والله لما جيت وقتها بيت جدك كانت نيتي خير،خوفت علي عيلتي خوفت نخسر اكتر مش هفضل واقف متكتف لحد ما يتصفوا واحد ورا التاني بسبب حاجة حصلت زمان محدش فينا كان ليه دخل فيها!

كانت نيتي اطلب ايدك واتجوزك قدام كل البلد واردلك كرامتك لكن الغضب عمي جدك عن أنه حتي يسمع مني وكان حقه،لما الرصاصه صابتك وجينا بيكي علي المستشفي هنا طلبت منه اتجوزك وبالفعل اتجوزتك والبلد كلها حالياً عارفه انك مراتي،انا اسف لو اللي حصل مكانش بأرادتك بس كان لازم اعمل كده قبل ما أفقد فرد جديد من عيلتي وقبل ما أنتِ كمان تفقدي باباكي

سندت راسي علي المخدة،غمضت عيوني،واخدت نفس طويل،جوايا مشاعر كتير متلغبطة مش قادره احدد انا مبسوطه ولا زعلانه خايفة ولا متطمنة،عايزه اهرب واسيب كل حاجه ولا عايزه افضل هنا معاه لأخر العمر!

معرفش ايه حصلي من وقت ما شوفته،حالي اتشقلب بالمعني الحرفي،ليه حسيت من اول لحظه إن في شيئ هيربطنا ببعض،ليه كان جوايا يقين تام أن "أيهم" هيكون بطل قصتي الجديده هيكون بدايتها ونهايتها السعيده اللي في بالي 

-انا اسف
قالها وهو بيمسك ايدي وبيبوس باطنها برقه

رديت بهمس وانا بفتح عيوني:
-بتتأسف علي ايه ؟

-علي كل اللي حصل انا عارف ان ملكيش ذنب ولا حد مننا كان ليه ذنب عموماً 

-ازاي اتجوزتني وانا لسه في شهور العِدة

-بس أنتِ ملكيش شهور عِدة!
-ازاي مش انا كنت متجوزه

ابتسم ورد بهدوء:

بسم الله الرحمن الرحيم 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾
[

الأحزاب: 49

صدق الله العظيم 

ابتسمت ورديت بأعجاب وراحة نفسية:
-مكنتش اعرف يعني احنا جوازنا مش باطل؟!

هز رأسه بنفي:
-لو مش موافقه هيكون باطل!
-بس انا موافقه 

قولتها بتلقائيه فأبتسم ابتسامه جميله خطفت قلبي وضغط علي ايدي وهو بيقول:
-وانا كمان موافق وعلشان تطمني انا مش عايش هنا،انا عايش في القاهره،بعمل دكتوراه،وعرفت من مامتك انك عايزه تعملي دراسات عُليا،وان كل خوفك من الجواز كان بسبب انك خايفه تتجوزي شخص يحطم احلامك،بس أنا مش الشخص ده انا هساعدك وهقف جنبك للنهايه انا بقدر وبحترم البنت اللي ليها طموح واحلام ومش ممكن اقف في طريقك مهما كان،هنسافر سوا وهتفضلي عايشه في بيت أهلك،كأننا لسه مخطوبين وبنتعرف علي بعض وقت ما تحسي بالأمان وقت ما تكون واثقه فيا هنعمل احلي واجمل فرح يليق بيكي وسط اهلك واصحابك وكل الناس اللي بتحبيهم عارف ان ظروف جوازنا مكانتش افضل حاجه لكن اوعدك هعوضك والله 

في الحقيقه انا اتصدمت!
مكنتش متخيله ابداً أن البلد اللي كنت خايفه اخطيها برجلي خوفاً من وجود راجل يحطم احلامي وطموحي يكون جواها راجل جنتل،وسيم ،مثقف ،متفاهم هيساعدني اخطي اول خطوه في حلمي

طلع اللي يتخاف منه ميجيش احسن ولا اجمل ولا الطف منه في الحقيقه 

فتي احلامي لاقيته هنا وسط رفضي وخوفي وتمردي 

*****************************
بعد مرور خمس شهور 

-ها عملتي ايه النهارده احكيلي؟

سألني واحنا قاعدين مع بعض في الكافيه اللي بنقعد فيه كل يوم،اخدت نفس عميق ورديت بتعب وإرهاق:
-كان يوم صعب اوي بجد،من الصبح بلف مع مي صاحبتي علي فستان فرحها

-طب وبعدين لاقيتوا حاجه؟

ابتسمت ابتسامه بسيطه وانا بفتكر شكلها في الفستان:
-اه لاقينا فستان خطير كأنه معمول مخصوص علشانها 

-ربنا يسعدها هو الفرح الشهر اللي جاي؟
-اه
-وانتِ قررتي هتلبسي ايه؟

هزيت اكتافي بحيرة:
-معرفش لسه مشوفتش بفكر اشتري فستان سواريه 
-ماشي تمام شوفي هتروحي امتي وقوليلي علشان اعمل حسابي في فلوس 

رديت بأستغراب:
-ليه؟
-علشان تشتري الفستان ياحبيبي 
-ا أحم لا لا انا معايا فلوس والله و....
-انا عارف انك معاكي فلوس بس انا مسؤول منك 

ابتسمت بخجل ورديت بهمس:
-ربنا يخليك ليا هتيجي معايا الفرح مش كدة؟

رفع رأسه لفوق بتفكير:
-امممم أنتِ عايزاني احضر؟
-اكيد 

ابتسم ومسك ايدي باسها برقه:
-يبقي هحضر

-بعد الفرح اعمل حسابك علي فلوس تانيه بقي
-ليه؟
-علشان هشتري فستان 
-عندك فرح تاني؟
-توء هشتري فستان فرح

رد ببلاهة:
-ليه؟

سندت ايدي علي خدي وانا ببص في عيونه وقولت:
-علشان فرحي علي حبيبي 

رمش بعيونه اكتر من مره وهو مش مستوعب فأخدت نفس عميق وحطيت ايدي فوق أيده:
-أيهم انا من اول يوم شوفتك وانا حاسه ان في حاجه هتربطنا ببعض،شعور الامان اللي حسيت بيه وانا معاك وسط الضلمه والتوهة اللي كنت فيها،رعشه ايدي وقلبي وكل حواسي في قُربك،وتفكيري فيك طول الليل،دُعايا أنك تكون العريس علي الأقل هبطل ذُعر،كل حاجه حسيت بيها معاك مكانتش صدفه كانت بدايه لقصه غريبه لكن نهايتها سعيده،نهايتها راحه وامان وبيت دافي وأطفال جميله قلوبها تشبه قلبك،انا بحبك يا ايهم أمتي وازاي وليه معرفش بس كل اللي اعرفه اني عايزه اكون معاك طول الوقت وطول العمر

ابتسم وعيونه لمعت بالدموع وهو بيضغط فوق ايدي:
-اول يوم شوفتك روحت صليت الفجر ونمت لاقيتك ظاهره في احلامي عرفت أن في شيئ هيربطنا انا كمان بحبك يا إيمي

 "ده اللي ما بيني وبينك كان ف السما متقدر ..
لازم كنت هحبك مهما لقانا اتأخر♥️

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم




شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات