رواية حارة العاشقين الفصل السابع والاربعون بقلم نهله زغلول
شقة 'عائلة الجبالي'
ما أن رأت 'لميس' نظرات عيني 'يوسف' الشاردة مع الموسيقي العربية ابتسمت قائلة :
-أنا بعشق كل أغاني أم كلثوم
لم يستمع 'يوسف' لكلماتها مصوب عينيه إلي تفاصيل وجهها بالتزامن مع تلك الشامة المنقوشة علي رقبتها ..
فقد فشلت كل محاولاته الدفاعية للبقاء في صموده ..
-غربية بعطر شرقي شمالية دفء جنوبي
وضعت ساعديها حول كتفيها بعد أن شعرت بالبرد ..
ابتسمت 'صافي' تخبرها :
-الشتاء في إسكندرية حاجة ثانية خالص غير إنجلترا
ابتسمت 'لميس' بجمال أحوال الطقس :
-في انجلترا مش بنشوف الشمس خالص ظلام علشان كده سموها عاصمة الضباب
لفت وجهها تنظر إلى موج البحر قائلة :
-إسكندرية حاجة ثانية خالص
سألهم 'سليم' :
-هناكل و بعدها نروح المعمورة
قهقه 'عمر' قائلاً :
-أنت عايز تروح الملاهي شكلك كده
-أنت ناسي أن صافي حامل
قهقهت 'صافي' بعد أن لاعبت حاجبيها عالياً :
-هركب بردوا
دارت عيني 'يوسف' مستغل انشغالهم جميعهم واضع سترته الجلدية فوق سبابة يده اليسري
يطلب منها ارتدائها :
-الجو بارد
ابتسمت 'لميس' تأخذها من يديه ترتديها قائلة :
-شكراً
سأله 'سليم' :
-مالك يا يوسف
مط 'يوسف' شفته السفلية بضيق :
-مفيش حاجة أنا بس اتخنقت شوية
سألته 'لميس' :
-في حاجة مضايقاك
قلب 'يوسف' عينيه فقد نفذه صبره من إعجابه الشديد بها :
-وأنت مالك بصراحة وجودك اللي مضايقني
أعتذر لها 'عمر' قائلاً :
-إحنا آسفين يا لميس
نفث 'يوسف' دخان سيجارته متمتم :
-غبي رجعت تحب ثاني
استمر في إهانته لها بعد أن شعر بتلك الدقات العالية..
نكزه 'سليم' في كتفه الأيمن قائلاً :
-ما تحترم نفسك يا يوسف أنت ناسي أنها ضيفة و محمود قاعد يقول علينا أيه
عدلت 'لميس' من جلستها قائلة :
-انا عملت دراسات من كل انحاء العالم علي كل انواع الرجالة لكن مش ناوية أرجع إنجلترا غير و أنا مروضة الشرقي عدو المرأة
قلب 'يوسف' عينيه وهو يرد عليها :
-أنا همشي أحسن
نهض من مكانه متوجهاً إلى الخارج بينما تبعه أشقائه 'عمر' و 'سليم'
اعتذرت لها 'صافي' واضعة أنامل يديها حول وجهها قائلة :
-يوسف عصبي لكن طيب أوي
أنت لسة متعرفهوش
خرج 'يوسف' متوجهاً إلى الممر المؤدي إلى الباب الخلفي منعته هذه المرأة قائلة :
-يوسف
زفر لاعنا تلك الحالة قائلاً :
-خير
ابتسمت بخبث تسأله :
-أيه اتجوزت و لا لسة أنا أصلي اتجوزت
أكملت بتشفي :
-مش قلت لك هتعيش طول عمرك لوحدك طبعك صعب و مفيش واحدة تتحمله
اخفض 'عمر' رأسه خجلاً
ينظر إلى شقيقه 'سليم' بعد أن رأي خجل شقيقه 'يوسف'
رفعت 'لميس' حاجبيها عالياً تحاول أن تفهم ما يحدث !!
بعد أن رأت المرأة الواقفة تتشفي في هذا الوسيم تارة خجله أمامها تارة أخرى ..
نهضت من مكانها متوجهاً إلى الخارج ..
سألتها 'صافي' :
-رايحة فين يا لميس
لم تجيبها 'لميس' ؟!
توجهت إلى الخارج تتابع !!
ما يحدث معه ؟!
إستمرت هذه المرأة في إهانتها له قائلة :
-مردتيش عليا أيه لسانك وقف
مش قلت لك هتعيش طول عمرك لوحدك طبعك صعب و مفيش واحدة تتحمله
-مين دي يا حبيبي مش تعرفني
قالتها 'لميس' بعد أن لفت ساعدها الأيمن حول خصره
بينما ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه المرأة الواقفة أمامه
ازدرد 'يوسف' لعابه واضع يديه حول وجه يجيبها :
-نورهان
مدت 'لميس' يدها اليمني ترحب بها قائلة :
-أهلا و سهلاً أنا لميس خطيبة يوسف
استند 'سليم' علي كتف 'عمر' يتابعان للنهاية ..
أكملت 'نورهان' و هي تستشيط غضبا بعد أن انتبهت أنها ترتدي سترته الجلدية :
-غريبة يا يوسف
-كنت بتقول أن الرحلة فردية و هتكمل لوحدك
-كنت بتقول عايز واحدة محجبة
-فعلا شبه بعض مش الشكل بس نفس الطباع
-مبروك .. عن إذنكم
-اتفضلي
قالتها 'لميس' بعد أن وضعت يدها اليسرى علي ظهر 'يوسف'
ما أن خرجت 'نورهان' أبتعدت عنه 'لميس' تعدل من هيئتها تسأله :
-أنت عملت لها أيه شكلها بتحبك ليه تضيعها من أيديك حد يلاقي حد يحبه بالشكل ده
-مكنتش بتحبني
قالها 'يوسف' متوجهاً إلى خارج المطعم
تبعته 'لميس' متمتمة بالسب لنفسها عند رؤيتها شقيقيه واقفين أمامها ..
توقف 'يوسف' أمام السيارة يفتح بابها
ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه رؤيته لها واقفة تنتظر فتح الباب
ما أن فتحه جلست 'لميس' على المقعد المجاور له تقفله مرة أخرى قائلة :
-أنا عايزة اتمشي بالعربية
-
"داخل المطعم"
سألتهم 'صافي' :
-كنتوا فين
أومأ 'عمر' برأسه :
-مفيش حاجة خلينا نتغدا
سألته 'صافي' :
-يوسف و لميس راحوا فين
أبتسم 'سليم' و هو يغمز لشقيقه 'عمر' :
-مع بعض
قلبت 'صافي' عينيها :
-هيضايقها بكلامه يا سليم
أبتسم 'سليم' و هو يرتشف الماء :
-هي اللي راحت معاه متخافيش علي أختك أخويا مش هياكلها
-
بداخل سيارة 'يوسف'
تنحنحت 'لميس' و هي تسأله :
-أنت بتقول أنها مكنتش بتحبك
استمر 'يوسف' في قيادة السيارة مستندا بساعده الأيسر فوق النافذة واضع سيجارته بداخل شفتيه
سألته 'لميس' للمرة الثانية :
-مردتيش عليا
توقف 'يوسف' بالسيارة يسألها :
-ساعدتيني ليه
بللت شفتيها بطرف لسانها :
-علشان أنت إبن عمي
أومأ برأسه موافقة يسألها :
-قلت عايزة تشوفي إسكندرية
ابتسمت 'لميس' و هي تنظر إليه :
-ياريت
طلب منها 'يوسف' وضع حزام الامان :
-حطي الحزام
-
شقة 'مياسين'
مددت بجسدها فوق الأريكة رافعة ساعدها الأيمن خلف مؤخرة رأسها تسأله :
-أنا بقيت مطمنة علي لميس و هي مع أهلها
قالت لي أن صخر وافق علي العيادة
سألته :
-أيه رأيك لو أفتح لك العيادة معاها في نفس الدور
أنت أخصائي أمراض الدم و علاج الأورام
و لميس علم الجنس و الإستشارات الزوجية
عادت تسأله :
-باشا أنت مش بترد عليا ليه
كان واقفاً أمام شرفة المنزل واضعاً يديه بداخل جيب بنطاله يراقب الجالسة علي الأريكة تشاهد التلفاز
-
مزرعة 'عائلة المصري'
قرع الباب خرجت 'الخادمة' من غرفة الطبخ تفتحه..
سألتها الواقفة أمامها :
-باشا فين
إجابتها 'الخادمة' :
-اتفضلي هقوله أنك عايزاه
أشارت لها بالتوقف :
-أنا داخلة أقوله بنفسي
ابتسمت 'الخادمة' بعد أن أقفلت الباب متوجهة إلى داخل غرفة الطبخ مرة أخرى ..
ما أن توجهت إلى داخل غرفة نومه دارت عينيها تبحث عنه استمعت إلى صوت المياه علمت بأنه بداخل غرفة الحمام وضعت يدها اليمني علي اوكرة الباب متوجهة إلى الداخل ..
دقائق من الوقت
من مراقبتها للجالس بداخل حوض الاستحمام شارد الذهن كانت كافية لتسارع دقات قلبها ..
أبتسم عند رؤيته الواقفة أمامه سألها :
-رجعت ثاني كنت فاكرة أنها معايا مش كده
فركت يديها بعد أن فضح أمرها علم بأنها أتت بدافع الغيرة عليه
إجابته :
-لأ أنا رجعت بصفتي مديرة أعمالك مش مراتك
قهقه 'باشا' يوماً برأسه يخبرها :
-طيب كويس أنك رجعت ثاني أنا كنت محتاج مديرة أعمال ليا تنظم لي مواعيد الوزارة
رفعت حاجبها الأيمن عالياً تخبره :
-و مواعيد إتفاقية الجواز بينا
خليك مع مراتك اللي بتحبها و بالنسبة لي مجرد زوج لرغباتي مش أكثر علاقة جنسية من غير مشاعر
ضعف صوته يسأله :
-شريفة بلاش الطريقة دي أنت مراتي
أومأت برأسها رافضة :
-لأ مش مراتك أنا مديرة أعمالك و مراتك باتفاقية جواز علاقة جنسية من غير مشاعر و أنا عايزاك
أومأ برأسه موافقة :
-شريفة روحي أنت مش حاسة بتعملي أيه
صاحت به :
-العشيقة تمشي لكن مراتك تيجي تنام هنا
أومأ برأسه موافقة :
-حاضر اخرجي علشان أخرج
-
'عائلة الجبالي'
استندت 'لميس' بساعديها فوق نافذة السيارة مبتسمة معجبة بحالة الطقس
طلب منها 'يوسف' إغلاق النافذة :
-الجو بارد
أخرجت كف يدها اليمني مستمتعة بسقوط الأمطار :
-الجو بارد لكن دافئ مش عارفه ازاي
أبتسم 'يوسف' مستمراً في قيادة السيارة
سألته 'لميس' :
-أنت واخدني فين
-
مزرعة 'باشا'
بعد خروج 'باشا' من غرفة الحمام سألها :
-عايزة تتعاملي زي الساقطات
اخفضت 'شريفة' رأسها متمتمة :
-أنت مجرد زوج علشان الرغبة الجنسية مش أكثر و أنا بالنسبة لك مديرة أعمالك يعني بلاش نكدب علي بعض
دفع 'باشا' جسدها العاري إلي السرير رافعا ساعديها فوق رأسها :
-في الأول لما عملت إتفاقية الجواز كنت فاكر أنك طمعانة في منصب مرات الوزير
-بصراحة حبيت اختبرك أن مريض بالكانسر
-مكنش عندي نسبة ثقة فيك و لو ١٪
-قلت إنك مش هتقدري تكملي مع واحد مريض
-رجعت شكيت ثاني قلت أكيد وافقت على الشروط علشان تبقي أرملة الوزير و هتورث
-شكوكي زادت أكثر لما قلت نعمل خطوبة آسر و فيروز
-لكن اللي شفته في عينيك لما أتصلت بيا صدف و لما رجعت ثاني فهمت أنك غيرانة
دمعت عيناي 'شريفة' قائلة :
-عندك حق تعمل فيا أكثر من كده لأن وافقت و رجعت ثاني
اخفضت رأسها تطلب منه الإنفصال عنها :
-طلقني و مش عايزة منك حاجة
بعد تفكيرك فيا ده لا يمكن أفضل معاك لحظة واحدة
أومأ 'باشا' برأسه رافضاً :
-لأ .. مش هطلقك
رفعت 'شريفة' راسها وهي تقبل يده اليمني :
-طلقني خليني أرجع ثاني شريفة اللي أنا أعرفها اللي ادامك دي واحدة ضعيفة أنا معرفهاش
خليني أرجع احترامي لنفسي
صفعة قوية علي عضلات صدره عاري تبعده عنها :
-طلقني خليني أمشي
-
'عائلة الجبالي'
انتفضت 'لميس' عندما استمعت إلى صوت خروج الهواء من إطارات السيارة
حدقت عيون 'يوسف' يخبرها :
-كاوتش العربية
أرتجف جسد 'لميس' تسأله :
-هتعمل أيه أنا خايفة
-هغير كاوتش العربية الموضوع سهل خايفة من أيه
قالها 'يوسف' بعد أن رأي نظرات عيونها خوفها
-
شقة 'عائلة الجبالي'
اخفض 'الحاج صالح' صوته يسأل إبنه 'صخر' :
-أيه رأيك في لميس ناخدها لزين
استند 'صخر' بظهره إلي مسند الأريكة :
-بصراحة البت عجبتني أوي جميلة و متعلمة
فصل حديثهما دخول أبنائه 'سليم' يتبعه 'عمر'
من بعدهم زوج شقيقته 'محمود'
سألهم 'صخر' :
-رجعتوا بدري فين يوسف و لميس
تنحنح 'سليم' يخبره بعدم علمه :
-مش عارف كان ورانا بالعربية و معاه لميس
استمع 'صخر' إلى أزيز هاتفه المحمول رفعه من فوق المنضدة
ينظر إلى إسم المتصل به
ما أن رأي أنه إبنه 'يوسف' ضغط على زر الرد وضعه على أذنه اليسرى قائلاً :
-أنت فين
-العربية اتعطلت بينا
قالها 'يوسف' بعد أن جلس الرصيف المقابل لسيارته
-أهم حاجة لميس أنت فين
قالها 'صخر' بعد أن نهض من مكانه
-مستنية في العربية
أكمل كلماته :
-أنا في طريق إسكندرية الصحراوي
-بتعمل إيه هناك يا أبن الكلب يا واطي
قالها 'صخر' بعد أن أستمع إلي صوت 'مياسين' تسأل عن ابنتها
-هي لميس فين
مسح 'صخر' مقدمة رأسه يسب و يلعن نفسه :
-ادامك قد أيه علشان ترجع
-لو لقيت عربية يبقي هنوصل الفجر
قالها 'يوسف' بعد أن فتح باب السيارة يجلس على المقعد الأمامي الخاص بالقيادة
-
مزرعة 'باشا'
ما أن ذهبت 'شريفة' جلس 'باشا' على حافة السرير ..
بعد أن علم أنها تعشقه تمتم بالسب لنفسه ..
-
شقة 'شريفة'
جلست على الأرض قرفصاء واضعة يديها فوق رأسها
استمعت إلى صوت رنين هاتفها المحمول رفعته أمام عينيها ..
ما أن رأت أنه صديقها 'عز الدين' ابتسمت ضاغطة علي زر الرد وضتعه على أذنها اليمني قائلة :
-عز الدين محتاجة لك أوي
أبتسم 'عز الدين' :
-عاملة أيه يا شريفة أخبار آسر أيه
دمعت عيني 'شريفة' تخبره :
-عز الدين أنا عايزة أشوفك احكي لك زي زمان
-أيه رأيك أعدي عليك أنا كمان عايز أتكلم معاك
مسحت 'شريفة' دموعها وهي تسأله :
-مياسين مش كده
عز الدين أنت معذب نفسك و معذبها معاك
تنحنح 'عز الدين' ينهي ذلك الجدال :
-مصبرتيش أنها تكمل علاجها و يعدي سنتين لحد مرحلة الشفاء التام
ابتسمت 'شريفة' بعد أن استمعت إلى ارتجاف صوته :
-أنت عايزها تستني كل ده حرام عليك
-لازم تكمل علاجها الأول و بعدها تقرر هي عايزة تكمل معايا علشان بتحبني و لا علشان هي كانت محتاجة لي ممكن بعدها الشعور ده يروح بعد الشفاء .. فهمت قصدي
-
شقة 'فريدة'
إعادة 'فريدة' اتصالها الهاتفي
'عز الدين' قائلة :
-مشغول ليه بتكلم مين
-
شقة 'شريفة'
-اهم حاجة شعور الطبيب مش المريضة
أبتسم 'عز الدين' يسألها :
-انت مين مزعلك
تنهدت 'شريفة' بضيق قائلة :
-اتجوزت
-ألف مبروك
وضعت 'شريفة' يدها اليمني موضع قلبها قائلة :
-افتكر أن متجوزاه طمعانة في منصبه و فلوسه
دمعت عيونها قائلة :
-أنا مش عارفه اعمل إيه في قلبي اللي حبه
لما أطلقت من فراس حاولت كتير أوي أن أنسي احتياجاتي زي أي ست
لكن هو حاجة تانية لمسته كلامه شخصيته شكله صوته
لعنت نفسها :
-أنا قلقانة عليه لأنه مريض بالكانسر
أنا عايزة اطمن عليه وحشني أوي
و في نفس الوقت عايزة انتقم منه عايزاه يندم على كلامه عايزة اوجعه أيه رأيك نتقابل في النادي
-
مزرعة 'عائلة المصري'
-باشا أنا ربع ساعة بظبط و هكون عندك و معايا الحرس واقفين أدام الباب
نفث 'باشا' دخان سيجارته :
-أنا مستني مش شايف أن غريبة حكاية إجتماع في نادي
-أنت وزير الشباب والرياضة يعني مش عايزينك تقليدي لا لبس و كلام تبقي قريب من الشباب
-
