رواية مجرد وهم الفصل الرابع 4 والاخير بقلم ناهد خالد


 رواية مجرد وهم الفصل الرابع والاخير

عدى ٣ شهور... 
تم الطلاق رسمي بين ياسر وفريدة، واتجوز ياسر من سمر من شهر ونص، وعرفت "فريدة" الخبر من "فرحة" اختها وكان ردها يومها صادم لاختها لما قالت بهدوء "ربنا يسعدهم ويهديه"، وفضلت "فرحة" متابعاها، قلقانة عليها وهي حاسه انها بتداري زعلها، وهي فعلاً كانت زعلانة، بس مش لدرجة الانهيار، كانت بدأت تتخطى ياسر في حياتها، وخصوصًا أنه الحمد لله مدهاش سبب يخليها تتعلق بيه جامد او تحبه لدرجة كبيرة، هي يدوب كانت بتبدأ تحبه، وهو قطع كل الطرق لأن الحب ده يستمر. 

_ياه قصة حزينة بصحيح. 

قالها "زين" وهو بيسمع حكايتها مع طليقها، فبصتله بغيظ من تريقته، ضحك وقال:

_متبصليش كده، القصة دي كلكوا مغفلين وغلطانين فيها، وانتِ أولهم. 

_انا؟؟؟! 

قالتها بذهول وهي بتشاور لنفسها، فقال باصرار:

_اه انتي، إيه يخليكي تقبلي بواحد عنده تجربة قبلك لسه مخرجش منها، وحتى لو أهله زوقه الكلام وقالوا كان بيحبها ومعدش، محستيش في فترة الخطوبة بعدم اهتمام منه؟ بأنه مقالكيش كلمة حلوة؟ لو قولتي انه كان بيهتم ومغرقك كلام حب هسحب كلامي فورًا وهقول إنك كنتي ضحية. 

ضيقت عينها كأنها بتفتكر او كلامه ضايقها وقالت بصوت واطي:

_لا معملش كده. 

_يعني الراجل كان باين انه مش داخل الخطوبة دي بمزاجه، أو حتى لسه مش عارف ينسى اللي كانت في حياته، إيه يخليكِ تحطي نفسك في خانة إنك تبقي مهددة، حياتك معاه على كف عفريت، مرتبطة بواحد قلبه وعقله مش معاكي! كنتِ عاوزه تتجوزي وخلاص! 

قالها بسخرية، لكنها ردت بدموع:

_اه، تصدق إنك حطيت ايدك على مربط الفرس، انا فعلاً كنت عاوزه اتجوز وخلاص.. 

اتنهدت وكملت:

_كنت خوفت من الوحدة، فرحة بتنزل مصر شهرين بس وباقي السنة مع جوزها في كندا، وانا مبقتش صغيرة، بقى عندي ٢٧ سنة، خوفت.. خوفت افضل ارفض لحد ما الاقي عندي ٤٠ سنة ولوحدي، خصوصًا إني معنديش عيلة، يمكن لو كانت اختي متجوزتش ولسه معايا مكنتش هفكر ولا هخاف كده، يمكن لو كان عندي ام او اب عايشين كنت عيشت معاهم ومخفتش، انا فعلا حسبتها من الناحية دي، فاقنعت نفسي ان بعد الجواز اكيد الوضع هيختلف.

-اوهمتي نفسك.

رددها بتصحيح لكلمتها, وكمل:

-عارفة اختيارك لشريك حياتك شبه إيه, شبه بالضبط لما تروحي تشتري فستان هو عاجبك بس فيه حبة زوايد مش مستلتفه شكلها, فتاخديه على أمل إنك تعدلي في شكله, قوليلي بقى لو خدتي الفستان وبعدها لاقيتي الزوايد دي مش هينفع تنفصل عنه يأما هيبوظ, هتعملي إيه؟ هترجعيه لصاحب المحل ولا هتلبسيه وخلاص وتتأقلمي مع شكله ما هو عاجبك؟ 

وقبل ما ترد رد هو:

-مش عاوز منك إجابة, لأن الغلط كان من البداية مادام فيه حاجه مش عجباكي مكنتيش تخدي الموديل كله, في حاجات كتير مينفعش نوهم نفسنا فيها بالتعديل, وأهله كانوا غلطانين لأنهم زي ما قولتي لأمه, دخلوا ابنهم بيوت الناس وهم عارفين انه لسه مش متقبل ده ومخرجش من تجربته, وهو غلطان لأنه مصارحكيش بالحقيقة من الأول, وأوهم نفسه إنه هيتأقلم وهيتعود عليكي وشال ذنبك.

اتنهد وبصلها وقال:

-الوضوح يا فريدة... الوضوح وإننا منوهمش نفسنا هو اكتر حاجة بتمشي علاقتنا صح, وتولد علاقات سليمة بعيد عن الزيف والخداع, بس احمدي ربنا إنك خرجتِ من التجربة ولحقتِ نفسك. 

------------------------- 

-بس زين ده شكله مهتم اوي.

قالتها "فرحة" وهي بتكلمها في التليفون, فضحكت ضحكة عالية وهي بتقول:

-تحبي اصدمك؟ اصل بقالك شوية كل ما اجيب سيرته تلسني بكلام ملوش لازمة. 

-إيه متجوز؟

سألتها "فرحة" بقلق فجاوبت:

-هو بعيدًا عن إنه مش متجوز, هو أرمل يعني مراته متوفية بقالها 3 سنين وهو مش ناوي يتجوز, لكن نسيت اقولك إنه عنده 43 سنة, يعني اخويا الكبير وش.

-الفرق بينكوا 16 سنة! كتير يا خسارة. 

ضحكت وهي بتقول:

-يا حبيبتي زين بيعاملني إني اخته الصغيرة واللي عزز ده علاقته بخاله وإنهم صحاب من زمان, وانا بشوفه اخويا الكبير, ربنا عوضني بيه عشان يكون جنبي وقت عوزه, تعرفي إنه بعتلي واحده من البنات اللي بيشتغلوا عندهم في البيت عشان تقعد معايا لحد الولادة, خايف اتعب ومحدش معايا.

-ربنا يباركله يا رب ويجعل جزاه خير, وانتِ برضو قدميله حاجات حلوة, يعني متخليهوش هو اللي عطول بيعمل الحلو معاكي ومفيش منك مقابل.

ردت وهي بتبص للأكل اللي بتجهزه وضحكت وقالت:

-بعمله صينية كوسة بالبشاميل, عرفت إنه بيحبها, وعندهم في البيت اهله لهم طقوس معينة في الأكل وهلثي وكده... فقولت اروق عليه. 

-ايوه يا عم!. 

------------------------- 
بعد مرور 4 شهور... 

-يا خراب بيتك يا ابني, مش هتسيبك في حالك, هتبيعك اللي وراك واللي قدامك.

-بس بقى يا ام ياسر احنا اعصابنا مش متحملة ندب!

قالها أبوه وهو قاعد قدامهم راسه محنية وكأنه مش قادر يرفع عينه فيهم.

-حاول تصلح الدنيا معاها, البت دي هي وأهلها نابها أزرق. 

رفع راسه لهم وعينه محمرة زي الدم:
-مش هرجعها, بقولك رفعت صوتها عليا وشتمتني, وبتهددني بأهلها, وفوق كل ده عوزاني ادخل ابنها مدرسة خاصة بيدفعولها 40 الف في السنة, اجيب منين؟ 

-مش ابنها ده نفقته على أبوه؟ 

سألته أمه من بين دموعها فرد:

-اه, بس ابوه عاند ومش عاوز يدخله خاص, وراح قدمله في حكومي وراحت هي سحبت ورقه.

حاول يمسك أعصابه وميكملش كلام لكنه مقدرش وكمل:

-لا وكمان عوزاني قال أشارك اخوها في رحلة عمره لأمها في عيد الأم الجاي, طب وانا مالي! انا اديها تجيب لأمها عباية ولا هدية بسيطة, لكن اروح ادفع الوفات ليه! 

سمعوا خبط الباب فقام "ياسر" فتح لقى اخوها في وشه بيدخل بكل همجية:

-وسع هاخد هدوم اختي, واعمل حسابك مش هترجع إلا لما تنفذ كل اللي هي عايزاه.

-يبقى مش عايزها.

قالها رد عليه والغضب ماليه, وبعد أسبوع كان بدأ في إجراءات الطلاق, ولكن كانت واخده كل حاجة في شقته, حتى فرشه, وسابتله الشقة حيطان بس, حتى شبكتها بعتها قبل الطلاق وكانوا كاتبين عليه مؤخر 400 الف دفعهم لها.

وقف في نص الشقة يبص حواليه بحسرة, مش قادر يستوعب اللي وصله, سمع صوت وراه فلف شاف أبوه شايل "زين" ابنه, فابتسم بتلقائية واتحرك ناحيته بلهفة  وسمع ابوه بيقوله:

-قولت مفيش غير زين باشا هيخرجك من الحالة دي. 

----------- 
والحقيقة عزيزي القارئ في أخطاء مبنقدرش نصلحها, وغلطتنا الأولى بتكون نتيجة سيئة لكل اللي حصل بعدها, مش دايمًا المجازفة حلوة, ساعات بتكون خراب, وغرق, وخصوصًا لو على وهم إن شخص هيتغير! مش كل اللي اتجوزوا بعض غصب حبوا بعض وعاشوا في تبات ونبات! الأغلبية كان الطلاق نهاية. 

تمت بحمد الله 

تعليقات