رواية انين الروح الفصل الرابع بقلم الست ورد
..
صرخت بخوف لما شُفت راجل في نص الصالة.
لابس أسود في أسود وظهره ليا.
التفت له متفاجئة، وقرب مني وهو بيهديني:
"اهدي… ده أنا."
"عبدالرحمن."
"عيونه."
"أنت بتعمل إيه هنا؟"
قلب عينيه بملل:
"كنت بتفسح في الشقة."
"متهزرش يا عبدالرحمن، دخلت منين؟"
"من الباب."
"عبدالرحمن!"
قولتها بحدة.
"قفوشة انتِ يا حبيبتي."
كمل كلامه وأنا مربّعة إيدي.
"قولت أكيد نايمة، محبتش أقلقها، ففتحت الباب وانتي عارفة عندي نسخة من المقتاح. وبعدين… دي الحمد لله على السلامة اللي مستقبِلّني بيها."
ابتسمتله بسماجة،
وسبّيته ودخلت الأوضة.
قفّلت الباب في وشه.
لسه مكملش شهر جاي ليه.
ابتسمت براحَة في قلبي، وقلت لنفسي
أكيد مش هسامحه بسرعة.
أنتِ عبيطة هو اعتذرلك أصلًا؟ علشان تقولي هتسامحيه
نامي يا ورد.
سمعت صوته وهو بيخبط على الباب:
"افتحي يا حبيبي… كل ده علشان يعني جيت من غير ما قلتيلك؟"
لأ… وإنت الصادق يا حبيبي.
أنا بتعالج عند دكتورة نفسية بسببك.
كم هذا العالم أود خنقه.
"طب افتحي يا ورد، الجو ساقع يرضيكِ أنام في البرد واتعب؟"
بصراحة الجو تلج.
حبيبي هياخد برد.
تصدقي وتؤمني بالله إنك ماعندك كرامة؟
أكيد مش هينام هنا في الأوضة مش غبيه أنا.
طلّعتيله بطانية من الدولاب ومخدة، وفتحت الباب.
لقيت على وشه علامات الراحة بس
راحت بسرعة لما لقاني برمي عليه البطانية
والمخدة وبقفِل الباب في وشه.
رجالة عاوزة الـ…
خلاص يا ورد، نامي يا حبيبي.
وراكي بكرة يوم ما يعلم بيه إلا ربنا.
نمت وصحيت تاني يوم متأخر كالعاده.
طلعت واخدت شاور منعش، وعملت الروتين المعتاد.
الفجر فاتني للمره اللي مش عارفه كام عددها
بحاول أقرب من ربنا،
بحاول أتوكل عليه في كل حاجه.
فتحت الشاشه على سوره البقره، وشغلت بخور… ونسيت تماماً إن في كائن موجود في البيت.
"يا روقانك يا عم."
اتخضّيت… لأ، أترعبت ومسكت قلبي.
"طلعتي فافي يا ورد."
قالها بسخريه هنهزر أحنا ولا هنهزر
بصيتله بعصبيه ومردتش،
كنت هقوم أمشي بس هو مسك إيدي.
"ورد، في حاجه حصلت وأنا معرفهاش؟"
الدموع اتجمعت في عيني،
وكنت عاوزه أعيط.
"طب فيه إيه؟ أنا آسف بجد… بس ممكن أعرف فيه ايه؟"
قلتله وأنا خلاص فاض بيا:
"فيه إني تعبت يا عبد الرحمن… تعبت من كل حاجه. تعبت من حياتنا اللي مش موجوده، تعبت منك ومن وجودك اللي زي عدمه. إنت مكنتش كده… إنت كنت حنين ومبتسبنيش لحظه. دلوقتي كل اللي فارق معاك شغلك، ولازم تبقى في مركز كذا وكذا… وأنا فين يا عبد الرحمن من ده كله؟! أهملتني لدرجه إني بقيت بكلم الحيطان."
كان سايبني أطلع اللي جوايا،
لأني خلاص خلصت…
روحي فاضت وقلبي اتقسم نصين.
ضربته في صدره بإيدي وأنا بصرخ بقهر:
"إنت فين من كل ده يا عبد الرحمن؟! بسبَبك خسرت ابننا اللي مشوفناهوش! تعبت منك… بتيجي من الشغل تروح لصحابك وتسيبني طول اليوم، وإنت عارف إني ماليش أهل، وحتى أهلك في مدينه تانيه. طلقني يا عبد الرحمن!"
انهرت انهيار كامل.
هو كان مصدوم،
الدموع ماليه عينه،
ومش عارف يقول إيه…
أصل مفيش كلام يتقال.
أخدني في حضنه وهو بيعتذر، ودموعه نازله.
"أنا آسف… حقك عليا. مكنتش أعرف إن جواكِ كل ده… والله ما كان قصدي أبعد عنكِ كده.أنا مش عارف اقولك ايه،بس سامحيني يا ورد… أنا بجد اسف بس بلاش تجيبي سيره الطلاق دي تاني، فاهمه؟"
حسيت بدموعه نازله على رقبتي،
وده خلاني أعيط أكتر وأنا بشدد من اختضانه ليا.
عبد الرحمن في الأول والآخر…
هو جوزي وحبيبي.
جسمي قشعر لما حط إيده على بطني وقال بصوت مكسور:
"وخليه يسامحني هو كمان… حقكم عليا أنتم الاتنين. نجيب غيره وغيره وغيره… بس إنتِ متتعبيش ولا تعبي نفسك. موفتيش بوعدك ليا وأهملتي صحتك."
"وإنت كمان موفتش بوعدك ليا… وأهملتني."
واضح إن إحنا الاتنين أهملنا بعض.
ندمه كان باين وبيوجع.
بعدت عنه وأنا مقرره من جوايا إني مش هسامحه غير لما يتغير.
"آسفه يا عبد الرحمن، مش هعرف أسامحك غير لما تتغير."
كنت همشي بس هو وقفني:
"قوليلي أعمل إيه… واللي عاوزاه هعملهولك."
"والله مش هقعد أقولك اعمل كذا وكذا… إنت اعرف من نفسك يا باشمهندس."
سيبته ودخلت الأوضه.
لبست دريس بينك عسول،
وسيبت شعري
وحطيت بينسه علي شكل فيونكه،
ورشيت برفيوم.
دخلت المطبخ أعمل فطار،
وأنا متجاهلاه تماماً.
حطيت إيدي على بطني
"وعلشانك… هخلي بابي يقول حقي برقابتي، هعلمه الأدب."
طبعاً هتسأليني دلوقتي
فين أعراض الحمل؟
زي ما قلتلكم…
أنا شخصيه كتومه.
كفايه بشكيلكم وجعي مع جوزي،
هاقعد أشغلكم بوجعي مع حملي.
يبقى الواد وأبوه؟! كتير أوي يا رب.
لمحته بطرف عيني واقف على باب المطبخ،
مربع إيده وباصصلي بإنبهار.
ما اهتمتش بيه.
"تحبي أساعدك في حاجه؟"
ارد ولا مردش
مردش حاضر …
"لأ، شكراً."
طنّش كلامي كالعادة
ابن الـ
عيب يا ورد عيب ياما
وقعد يقطع سلطه.
بصراحه؟ إيه يالا الاحترافيه في التقطيع دي؟!
تليفونه رن.
"هشوف مين وجايلِك."
دخل بعدها بثواني المطبخ
وعلامات الغضب ماليه وشه.
بصيتله باستغراب:
"في إيه؟"
قال بغضب:
"مين أستاذ محمد ده اللي بيرن عليك؟"
… أحيه!
أنا ناسيه إن نغمة تليفوني وتليفونه شبه بعض.
..يتبع..
صغير مع الاسف لأني تعبانه بس ان شاء الله هعوضكم بكره بواحد طويل
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم