رواية بين نارين الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نور الدين

 



رواية بين نارين الفصل الرابع بقلم هاجر نور الدين

_ مش عايزك تزعلي من مراتي، هي مش قصدها.

كانت رسالة مازن ليا واللي شوفتها الصبح لما صحيت ولكن هو كان باعتها من بالليل، بصيتلها شوية.

بتأمل فيها وبتأمل في كلمة "مراتي" الغريبة عليا من مازن،
متضايقة يمكن، ولكن مش على مازن هو ميخصنيش، هو بس يمكن عشان خدعني ودخل حياتي فجأة بدون ما يعرفني.

رديت عليه بكل بساطة وقولت:

= وهزعل ليه، دا حقها إنها تغير على جوزها يعني.

إتنهدت، قومت من مكاني روحت آخد شاور،
بعد ما طلعت الموبايل بتاعي رن.

قلقت وقلبي وقع في رجليا لأني مغيرة الخط،
كان رقم غريب وكنت مترددة أرد.

ولكن رديت وفتحت المكالمة وسكتت أسمع مين الأول،
كان صوت واحد غريب وبيقول:

_ صباح الخير معايا أستاذة روميساء؟

رديت بهدوء وحذر وقولت:

= مين معايا؟

جاوبني وقال بنبرة حساها بشوشة:

_ أنا حاتم الـ Hr في شركة الدعايا والإعلان اللي حضرتك قدمتي فيها، كنت حابب أبلغ حضرتك إن تم قبولك في الوظيفة وتقدري تبدأي معانا من بكرا لو تحبي.

إبتسامتي وسعت تدريجيًا وأنا بتنهد وباخد نفسي براحة،
جاوبتهُ بسعادة وقولت:

= تمام تمام، حضرتك قولي المواعيد وهاجي من بكرا إن شاء الله.

ضحك وقال:

_ تمام مواعيدنا من 9 الصبح إن شاء الله، في إنتظارك.

قفلت معاه وأنا هموت من الفرحة،
مش عشان محتاجة فلوس الفترة دي لأ.

عشان هرجع لمجالي اللي بحبهُ واللي بقدر أتفنن فيه،
بقدر أثبت نفسي وبثبت لنفسي مش لحد إني شاطرة ومتعوضش.

حسيت إن النهاردا يوم لطيف جدًا،
لما قالي إسم وعنوان الشركة في ماسدچ.

إفتكرتها ولكن للأيف بعيدة شوية عن مكان سكني الحالي،
قررت أكلم السمسار وأظبط معاه يشوفلي شقة قريبة من الشغل.

حاولت أتفاوض معاه عشان إيجار الـ 3 شهور اللي دفعاهم مقدم في الشقة دي واللي مكانش قليل نهائي على فكرة.

ولكن بعد كلام كتير قررنا إن هو هيشيل شهر وأنا هشيل شهر وكدا نبقى متراضيين.

وافقت الحقيقة وقالي هيدورلي على شقة مناسبة،
وافقتهُ وقفلت معاه المكالمة على أساس أول ما يوصل لحاجة يبلغني.

قولت مش مشكلة هنزل قبلها بساعتين ولا ساعة ونص عشان مضمنش المواصلات.

بدأت أحضر فطار وأنا مبوسطة وخلاص النهاردا آخر يوم هبقى عاطلة فيه.

اليوم عدا بسرعة وبدون أحداث الحقيقة كان طلبعي وهادي،
لحد بالليل مكنتش فتحت النت وكنت قاعدة متابعة مسلسل شاددني جدًا لحد ما خلصتهُ.

فتحت النت وكان مازن رادد عليا وبيقول:

_ أنا كنت هقولك والله بس مجاش وقت مناسب، أنا مش عايزك تفهميني غلط والله أنا بس مكنتش عارف أجبهالك إزاي خصوصًا إني مقفلتش موضوعنا جوايا.

إتنهدت بتعب وحيرة، كنت باصة للرسالة بعدم رضا،
لسة فيك طبع الخيانة ودلوقتي عايز تخليني أنا الوحشة؟

بعتتلهُ بكل هدوء:

= او سمحت يا مازن أنا مش عايزة كلام مالهوش لازمة،
أنا واحدة متجوزة أو كنت متجوزة وإنت واحد متجوز وربنا يخليلك مراتك، مبقناش روميساء ومازن بتوع زمان، أنا شايلالك جميلك آه، بس مستحيل أعمل حاجة عكس تربيتي وعكس الصح.

خلصت وأنا راضية عن كل كلمة قولتها،
دخل على الرسالة أول ما بعتتها ولكن فات دقيقتين ومردش.

مهتمتش وقفلت الموبايل ونمت،
تاني يوم الساعة 6 بالظبط كنت صحيت وبجري في الشقة عشان أجهز بسرعة وأنزل عشان مش عايزة اتأخر.

لحد ما خلصت وطلبت أوبر لإني مش هلحق بالمواصلات الساعة كانت 8 إلا ربع أصلًا.

وصلت الشركة كانت الساعة 9:10 بعد ما فضلت أستعجل بتاع الأوبر طول الطريق ووترتهُ معايا.

طلعت بسرعة لمكتب الـ Hr وكنت بنهج من كتر الجري،
خبطت ودخلت وأنا بحاول أنظم نفسي وقولت:

_ صباح الخير.

كانت شاب يمكن في أواخر العشرينات،
إبتسم وبص في الساعة وقال:

= من أول يوم تأخير؟

إبتسمت وقولت بتوتر وإحراج:

_ أنا أسفة بجد بس عشان لسة معرفش الطريق ومدتهُ كويس لإني مش من إسكندرية، وهنقل جنب الشغل عشان التأخير دا ميحصلش تاني بس مستنية آلاقي مكان كويس.

كنت بتكلم بسرعة أثناء ما أنا باخد نفسي، ضحك على شكلي وقال بطريقة مرحة وسلسة:

= خلاص خلاص إهدي مالك متوترة كدا ليه عادي، ليكِ سماح ربع ساعة عمومًا عشان الطريق، تعالي معايا هوريكِ مكتبك.

قام من مكانهُ وهو بيقول آخر جملة ومشي قدامي،
إبتسمت وقولت براحة:

_ شكرًا بجد.

إبتسم وبصلي بجنب عينهُ ومتكلمش،
وقف قدام مكتب وفتحهُ ودخل وهو بيشاورلي وبيتكلم وقال:

= دا بقى هيبقى المكتب المشترك بتاعك من زمايلك من القسم اللي هتشتغلي فيه.

كان قاعد في المكتب 3 بنات وإتنين شباب،
كانوا بيبصولي بتفحص وفضول.

عادي طبيعي بالنسبة لآي حد قديم وموظف جديد داخل عليه،
بتبقى مرارة البدايات، في آي حاجة عمومًا بدايتها بتبقى حلوة إلا إنك تبقى موظف جديد في بلد محدش يعرفك فيها.

إبتسمت وحاولت أكون بطبيعتي مش لطيفة ولا حاجة وقولت:

_ صباح الخير، إن شاء الله نعمل شغل كويس مع بعض.

ردوا بصوت يكاد يكون مش مسموع أصلًا وقالوا ماعادا شاب واحد كان بيتكلم بإبتسامة:

= صباح النور.

عادي مهتمتش متعودة على كدا في بداية آي مكان،
بصيت ناحية الـ Hr وقولت بإبتسامة وتساؤل:

_ طيب مين هيعرفني نظام الشغل ماشي هنا إزاي؟

شاور ناحية بنت من الـ 3 اللي قاعدين وقال بإبتسامة:

= مريم أقدم واحدة هنا، هي اللي هتفهمك الشغل هنا نظامهُ إي بالظبط.

بصيت ناحية ما شاور وكانت أكتر بنت كيشارية فيهم،
بصتلي بهدوء ورجعت بصت للاب قدامها بدون حتى إبتسامة.

بصيتلهُ بجنب عيني وبنظرات رجاء،
غمض عيونهُ وهز راسهُ بمعنى "معلش" وسابني رجع مكتبهُ.

دخلت قعدت معاهم تحديدًا جنب البنت دي،
مستنياها تتكلم ولكن مفيش متجاهلاني تمامًا.

أخر ما زهقت قولت:

_ حضرتك مش حابة تعرفيني طيب قوليلي وهقولهُ يغير اللي يفهمني عادي!

بصتلي وقالت بنبرة معجبتنيش:

= حضرتي بتعمل حاجة مهمة هخلص وهفهمك ممكن تستني؟

سكتت وأنا بصالها بضيق، سكتت مش ضعف لأ،
ولكن عشان موظف لسة في يومهُ الأول وحابب إنهُ يكمل في الشركة دي لازم يسكت ويتجنب المشاكل الفترة دي لحد ما بثبت نفسهُ بس، بعد كدا هعرفها أنا مين.

بعد حوالي أكتر من ساعتين مقعداني جنبها بدون هدف،
أخيرًا جات فتحت لاب جديد على السيستم بتاع الشغل وفهمتني نظامهم ماشي إزاي.

فهمت بسرعة لإن كل دا شغلي من قديم وبدأت شغل،
بعد ما اليوم خلص سلمت الشغل اللي كان مطلوب مِني وروحت.

كنت مروحة في الطريق وأنا مبسوطة بصراحة،
حياتي بدأت ترجع تاني لسابق عهدها.

وأنا في الطريق السمسار كلمني وقال:

_ مساء الخير يا ست روميساء، أنا لقيتلك شقة بنفس المواصفات اللي حضرتك عايزاها ولكن سعرها عالي شوية عن دي عشان المنطقة بس راقية شوية.

إتكلمت بتنهيدة وقولت:

= مفيش مشكلة، بس بالله عليك عجلي في أستلامها عشان الشغل بتاعي جنبها والمواصلات صعبة عليا بدري.

إتكلم وقال ببساطة:

_ لأ عادي تقدري تستلميها من بكرا، بس هاتي حد ينقلك حاجتك اللي جبتيها من الشقة التانية للشقة دي ونكتب العقد في وقتها أستلميها.

إتكلمت براحة وأنا حاسة إن كل حاجة بتمشي زي ما أنا عايزة لأول مرة وقولت بإبتسامة:

= خلاص ماشي، هتفق مع حد ينقلي حاجتي الصبح للشقة ابعتلي العنوان بالتفصيل ورقم الشقة ونمضي العقد بكرا لما أرجع من الشغل هناك.

قفلت معاه وأنا مرتاحة وبعتلي العنوان في رسالة،
فورًا بعتتها للشخص اللي كان جاي يعملي تشطيبات في الشقة القديمة وقالي إني لو عوزت حاجة زي كدا يكلمني لإنهُ شغال فيها برضوا.

بعتتلهُ وإتفقت معاه هييجي الساعة 8 بالليل بعد ما أرجع من الشغل عشان أعرف أبقى واقفة معاهم وهما بينقلوا الحاجات وأقفل وراهم.

وصلت أخيرًا وقبل ما أطلع وقفت قدام العمارة أفتكر لو ناقصني حاجة قبل ما أطلع.

كنت هروح السوبر ماركت أفتكر هناك ولكن قبل ما أتحرك وقف قدامي مازن معرفش جِه منين وقال بإبتسامة مبقتش حباها:

_ عاملة إي يا روميساء مرتاحة؟

بصيتلهُ بهدوء وقولت:

= الحمدلله يا مازن، خير؟

إتكلم بعدم رضا وقال بضيق:

_ ليه بجد بتعامليني كدا، أنا بجد بحبك... يعني أقصد بعزك.

بصيتلهُ جامد وبعدين وديت وشي ناحية باب العمارة وقولت:

= عن إذنك أنا لازم أطلع عشان تعبانة ومحتاجة أنام، تصبح على خير.

سيبتهُ وطلعت من غير ما أجيب حاجة حتى،
كنت فعلًا محتاجة أهرب منهُ قبل ما يخيب بالكلام مرة تانية.

ولكن مخدتش بالي إن مراتهُ كانت واقفة من غير ما نعرف يمكن قصادنا ولكن من ناحية ضهرنا، على بُعد خطوتين تلاتة مش كتير.

هو حتى مخادش بالهُ منها ومِشي وشهُ في الأرض ومتضايق،
إتكلمت بغيظ وغيرة وقالت:

_ صدقيني مكنتش عايزة أعملك حاجة بعد ما شوفت رسالتك إمبارح ولكن إنتِ وجودك خطر عليا وعلى حياتي الزوجية وحبي الوحيد اللي أتمنيتهُ، أنا أسفة بجد.

خلصت كلامها وصورت العمارة وبعتتها في رسالة لحد منعرفش هو مين وكتبت عنوان المكان وقالت:

_ هي موجودة في العمارة دي في العنوان اللي بعتتهولك، ياريت في أسرع وقت بقى.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات