رواية قلبه لم يكن لي الفصل الرابع 4 بقلم ألاء محمد

 

رواية قلبه لم يكن لي الفصل الرابع بقلم ألاء محمد

•أنس بصوت ثابت: 
آية، أنا عايز أقولك حاجة، ومش هلف ولا أدور. أنا بحبك. 

-اتجمدت مكانها، قلبها وقع في رجلها. رفعت عينيها بسرعة وقالت بحدة:
إنت بتستهبل؟! إنت حتى ما تعرفنيش!

•أنس ابتسم ابتسامة هادية، لكنها مليانة صدق:
أنا عارفك من سكوتك، من نظرة عنيك كل ما تبصي للفراغ، من الدموع اللي بتحاولي تخبيها. يمكن ما أعرفش كل تفاصيلك، لكن أنا حافظ وجعك من غير ما تحكي. وأنا قررت، أفضّل وراكي لحد ما يوم من الأيام تلاقي نفسك بتبصي عليا بنفس النظرة.

-حاولت تضحك بسخرية، تخبي ارتباكها:
إنت مجنون؟! أنا لسه طالعة من علاقة كسرتني، مش هينفع.

•أنس بكل ثقة وهدوء:
 عارف. وعشان كده مش هطلب منك حاجة دلوقتي. سيبيني أحبك أنا، والباقي هييجي مع الوقت.

وقرب من السور اكتر ، صوته نازل هادي:
علشان كده سيبي الحكاية دي عليا. أنا مش طالب منك تحبيني دلوقتي، أنا طالب فرصة أبقى سبب إن قلبك يرجع يدق.

سكتت، مش عارفة ترد. دمعة نزلت من عينها من غير ما تحس، دخلت بسرعة جوا، لكن قلبها، لأول مرة من شهور حس بخبطة مختلفة.

الكلمة دي كسرت حواجز جواها، بس خبّت ارتعاشة إيدها بسرعة.
--------------
 تاني يوم آية قاعدة في البلكونة، ماسكة طبق فاكهة صغيرة.
•أنس يطل عليها بابتسامة خبيثة:
 إيه ده؟! كل ده لوحدك؟! مش المفروض الجيران ليهم نصيب؟

+آية تتأفف: 
 نصيب إيه يا عم؟ روح اشتري من السوق.

•أنس يمد إيده بسرعة وياخد قطعة فاكهة من الطبق:
 السوق إيه، وأنا عندي جارة بخيلة زيك؟

-آية بتنرفز وتضرب إيده بخفة: 
 إنت قليل الأدب بجد!

•أنس يضحك وهو بياكل: 
 وإنتي بجد شكلك وانتي متنرفزه احلي من وانتي ساكته. 

-آية بغضب مصتنع: 
علي فكره انت رخم؟ 

•أنس بحب: 
وانا عاجبني اني رخم معاكي وبس. 

تضحك غصب عنها، وبعدين فجأة عينيها تلمع بدمعة:
افتكرت مرة كانت بتطبخ لمالك وتستناه عشان يتعشوا سوا، وهو دخل البيت مرمي على الكنبة وقال ببرود:
ما ليش نفس، كلي إنتي.
ولقيت نفسها أكلت لوحدها، والدموع بتنزل في طبقها.

ترجع للحاضر، تبص لأنس اللي بيضحك معاها على نفس الطبق، وتحس فرق السما والأرض.

بعدها بشوايه أنس يرمي كرة صغيرة على بلكونتها وهي سرحانه: 

- إنت مجنون؟! هتكسر حاجة!

•أنس يضحك: 
 طب رجعيها، أهو نلعب زي العيال.

-مش هرجع حاجة!

•أنس يتسلق السور اللي بينهم بخوف مصطنع: 
طب أهو جاي أخدها بنفسي، يا رب ما أقع!

تجري تمسك الكرة وتحدفه بيها في وشه،وهو يضحك زي الأطفال.
آية تضحك هي كمان، بس فجأة تتجمد…
افتكرت يوم كانت قاعدة تهزر مع مالك، قالت له كلمة بهزار، فرد عليها ببرود:
إنتي تافهة.
والكلمة دي فضلت محفورة في قلبها.

تبص لأنس اللي فرحان بالهزار، وتقول في سرها:
هو إزاي في حد بيعرف يضحك من قلبه كده؟ وإزاي أنا كنت عايشة مع حد عمره ما حاول يرسم ابتسامة على وشي؟

-آية وهي قاعدة مع أنس، تحكي له بحذر:
 كان نفسي زمان أتعلم بيانو، بس الظروف منعتني.

•أنس يضحك وبعدين يتكلم بجدية: 
 وماله! هاتي كيبورد صغير وأنا أجيبلك أبلكيشن تعليمي، ونلعب سوا، إيه المشكلة؟

-تبصله باستغراب:
 إنت واخدها هزار.

• يرد وهو بيبص في عينيها:
 لا، واخدها بجد. اللي ما حققتيهوش زمان، ممكن نلحقه دلوقتي.

ساعتها قلبها يخونها، وتفتكر يوم كانت حكت لمالك نفس الحلم، رد عليها وهو ماسك الموبايل:
هو ناقصنا مصاريف كمان؟ عيشي الواقع.

دمعة تنزل من عينيها من غير ما تقصد

•أنس بيلاحظ إنها دايمًا بتشرب قهوتها بنص معلقة سكر. في يوم يجيب لها كوباية ويحطها قدامها:
 نص معلقة زي ما بتحبي.

-آية تسأله بارتباك:
 إنت عرفت إزاي؟

• أنا ملاحظ كل حاجة تخصك، حتى اللي إنتي فاكرة محدش واخد باله منها.

ترجع بعقلها لمالك، تفتكر إنه سنتين كاملين ما كانش يعرف حتى هي بتحب قهوة ولا شاي.

آية ترجع أوضتها بالليل بعد ما قعدت مع أنس.
تمسك ورقة قديمة كانت كاتبة فيها بخط إيدها أيام ما كانت مع مالك:
"نفسي يوم تحس بيا، بنفسياتي البسيطة، بأحلامي الصغيرة." 

تبص للورقة، وبعدين تبص للكتاب اللي أنس كان مديهولها في نفس اليوم.
تحس لأول مرة إن في حد دخل جواها بجد، من غير ما يستأذن.
-------------------
بعد تلت شهور من محاولاته وصبره، آية رجعت من الشغل تعبانة. فتحت باب شقتها، لقت بلكونتها كلها مليانة ورد صغير مرشوش كأنه مطر.
وعلى الترابيزة، كتابها المفضل مفتوح، وعلى أول صفحة مكتوب بخطه:

"لكل وجع نهاية، ولكل حكاية بداية جديدة، إيه رأيك تبقي بطلة فصلي الجاي؟"

وبين الصفحات، لقت خاتم بسيط جدًا، فضي لامع.

خرجت للبلكونة مرتبكة، لقت أنس واقف في بلكونته، عينيه مثبتة فيها.
•قال بصوت واثق، بس فيه رجفة خفيفة وإصرار:
 آية، أنا مش جاي أضيّع وقتك. أنا بحبك بجد وعايز آخد خطوة. حدديلي ميعاد مع أبوكي.

-رفعت عينيها بسرعة، قلبها يخبط، وتحاول تمسك نفسها:
 ليه؟ ليه حبيتني أصلاً؟ أنا ما عنديش حاجة تستاهل.

•قرب شوية من السور، وصوته بقى أعمق:
حبيتك عشان إنتي إنتي. عشان دموعك اللي محدش شافها وأنا شفتها. عشان ضحكتك اللي بتطلع غصب عنك وأنا بعيش عليها. عشان خوفك من الدنيا وأنا نفسي أكون أمانك.
حبيتك عشان أول مرة في حياتي لقيت نفسي في حد.

وبعدين انا سبتك سبع شهور لحد ما تتعافي وتقدري تكرري براحتك ومش هسيبك تاني ابدا كفايه لحد كده! 

-آية اتلخبطت، دموعها نزلت وهي مش قادرة تبص له. سكتت ثواني طويلة وبعدين قالت بصوت واطي:
تمام. هكلم بابا.

قلبها خبط جامد، دموعها نزلت من غير ما تقصد. دخلت جوا الشقة وهي مش عارفة تمسك نفسها.
--------------

اليوم اللي أنس جه فيه مع أهله، البيت كله متوتر.
أنس قاعد في الصالون، ثابت، عينيه ما بتسيبش آية.
قبل ما يتكلم، الباب اتفتح بعنف.

~مالك داخل، وشه متغير، عينه فيها نار اتكلم بعنف: 
إيه اللي بيحصل هنا؟!

وأول ما شاف أنس قاعد جنبها، الدم غلي في عروقه. مشي بسرعة، مسكه من هدومه وزقه على الحيطة.
 انت قاعد جانبها ليه؟ إبعد عنها يا ابن الكلب! دي مراتي!

•أنس شد نفسه بقوة، رد بحدة وهو بيزقه لتحت:
كانت! دلوقتي هي حرّة تختار، وإنت آخر واحد يتكلم عن الحرية بعد ما كسرتها!

~مالك فقد عقله، مد إيده وضرب أنس بالبونية في وشه. أنس وقع على الترابيزة، دم سال من شفايفه، لكنه وقف تاني، وبضربة واحدة رد عليه وخلاه يوقع. 

-آية بصراخ: 
كفاية! إنتو هتقتلوا بعض!

•أنس بص لها بسرعة وصوته مليان صدق:
أنا بحارب عشانك، ومستعد اموت كمان. 

~مالك صرخ، عينيه مغرقة دموع:
وأنا بحارب عشان أرجعك! حتى لو موتت هنا قدامك!

آية وقفت في النص، دموعها نازلة، وإيدها بترتعش، قلبها بيتقطع نصين.
•أنس بيلاحظ نظراتها لمالك قلبه اتقبض وقال بصوت هادي بس موجوع:
عموما يا آية، أنا بتمنى لك الخير والسعادة. شوفي إنتي عايزة تبقي مع مين، أنا مش هضغط عليكي. بس شوفي إنتِ عايزة مين… أنا هتمنى لك الخير، حتى لو مش معايا.

~مالك يضحك بسخرية وبنبرة غرور:
أيوه يا آية، قولي. أنا عارف إنك كده كده هتختاريني. مفيش حد يقدر ياخد مكاني عندك علشان انا عارف انك بتحبني. 

-آية تاخد نفس تقيل، دموعها بتغرق وشها، لكن صوتها ثابت بطريقة تخض:
أنا لو هختار فأنت يا مالك. 

الفصل الخامس من هنا 

شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات