رواية زواج بلا قلب الفصل السابع والخمسون
🌹 عند ليلى 🌹
🌻مكتب ليلى🌻 :
(ليلى قاعدة على مكتبها، بتركّز في مراجعة أوراق بدقة. بعد ما تخلص، تقوم شايلة الملفات وبتتجه ناحية مكتب ماهر.)
مكتب ماهر
(ماهر قاعد بيفحص شوية مستندات، وأول ما يشوف ليلى داخلة، ترتسم ابتسامة واسعة على وشه.)
ماهر (مبتسم): صباح الخير يا ليلى… شكل اليوم هيبقى أحلى بدخولك.
ليلى (بهدوء وهي تمد الملفات): صباح الخير يا ماهر… دي الأوراق اللي محتاجة توقيعك.
(ماهر يستلم الأوراق ويبدأ يراجعها، بعد شوية يرفع عينه يبصلها.)
ماهر: بجد شغلك يفرّح… إزاي لسه جديدة وقدرتي تعملي كل دا في يومين؟
ليلى (بخجل بسيط): شكراً… أنا بس بعمل اللي عليا وبحاول أخلص الشغل.
(ماهر يحاول يلطّف الجو بنكتة.)
ماهر (ضاحك): أيوه كدا؟ شكلك ناوية تسحبيلنا البساط من تحت رجلينا.
ليلى (تضحك بخفة): لا والله… بلاش مبالغة.
(ماهر يمد إيده ياخد ملف تاني منها، بالغلط أصابعه تلمس أصابعها. اللحظة تتجمّد، وعينيهم يتقابلوا من غير ما أي حد يسحب إيده.)
فجأة — الباب يتفتح بعنف!
(لميس داخلة بخطوات سريعة، عينيها بتلف في المكتب لحد ما تستقر على المشهد قدامها. تتجمد، وبعدها صوتها يعلو بانفعال.)
لميس (بانفعال): إيه دا؟! إيه اللي أنا شايفاه؟!
(تبص لليلى بغضب): مين إنتي؟! إيه اللي جابك هنا؟ وليه ماسكة إيد ماهر؟!
(ليلى تتلبك، مش فاهمة حاجة من الموقف.)
ليلى (بتوتر): استني لحظة… إنتي فاهمة غلط، أنا…
(ماهر يقطع كلامها بسرعة وبصرامة.)
ماهر (بحدة): لميس! كفاية… ليلى مش محتاجة تديكي أي تفسيرات. اللي حصل دا كان صدفة.
لميس (بصوت متكسر): صدفة؟! طول عمرك كل حاجة عندك اسمها صدفة! وأنا؟! أنا اللي سنين بجري وراك، عمرك ما بصيتلي، واليوم واقف تلمس إيد بنت تانية!
(ماهر ينفجر غضباً.)
ماهر (صارخ): لميس! للمرة الأخيرة… أنا ما بحبكيش! ومش هحبك لا دلوقتي ولا بعد مية سنة! إوعي تنزلي من كرامتك بالشكل دا!
(الصدمة ترتسم على وش لميس، دموعها تنزل غصب عنها. تبص لماهر بنظرة وجع، وبعدين تبص لليلى اللي واقفة محتارة ومش فاهمة حاجة.)
لميس (بصوت متقطع): يعني كدا… لدرجة دي بتكرهني؟ حتى رحمة ما عندكش؟!
(تضحك ضحكة قصيرة باكية وتمسح دموعها بسرعة.)
لميس: حاضر… مش هانزل من كرامتي تاني. استنى اليوم اللي أخليك تيجي تحت رجلي وتترجاني أكون معاك.
ماهر (بارد): اعملي اللي إنتي عايزة .
(لميس تلف وتخرج من المكتب بخطوات سريعة، الباب يتقفل وراها بعنف. الجو يتقلب لصمت خانق. ليلى واقفة متوترة، تبص لماهر باستغراب.)
ليلى (بحذر): ماهر… مين دي؟ وإيه اللي كان بيحصل؟
ماهر (متنفس بحدة): متشغليش بالك… دي مجرد واحدة مهووسة بيا.
ليلى (بتردد): بس واضح إنها بتحبك… ليه ما ادتهاش فرصة؟
ماهر (بعصبية وهو يبعد نظره): عندي أسبابي… خلينا ننسى الموضوع.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
🌹 عند أدم 🌹
🌻 مكتب أدم 🌻 :
(آدم قاعد على مكتبه، ماسك قلم ووشه جدّي وهو بيراجع أوراق. الباب يخبط بخفة وبعدين يتفتح بدون استئذان. إلين داخلة، خطواتها بطيئة ومتمايلة، ابتسامة ماكرة على وشها.)
إلين (بصوت ناعم): صباح الخير يا سيد آدم… شكلك غرقان في الشغل كالعادة.
(تحط ملفات فوق مكتبه بطريقة متعمدة عشان تلفت انتباهه.)
آدم (يرفع عينه بنفاذ صبر): إيه دا؟
إلين (بمايعة): ملفات محتاجة توقيعك… قولت أجيبها بنفسي. يمكن نفتكر الأيام الحلوة.
(آدم يتنهد بغيظ، ياخد الملفات ويمسك القلم بسرعة عشان يخلص.)
إلين (بتقرب بخطوة وهي تبصله نظرة مستفزة): بس بجد… مراتك ليلى؟ أنا كل يوم بشوفها طالعة داخلة مكتب أخوك ماهر… شكلها لقت حد يسليها.
(آدم يرفع عينه لها فجأة، عيونه فيها شرر.)
آدم (بحدة): إلين… خلي بالك من كلامك. أنا واثق في مراتي، وفاهم هي إيه وبتعمل إيه.
إلين (تضحك بخفة مستفزة): واثق؟! إنت اللي طول عمرك كنت مش بيثق في أي ست. ناسي نفسك كنت إيه؟ الفتى المدلل، اللعوب، اللي كل البنات بتتمنى نظرة منه… إزاي بعد كل دا اخترت واحدة عادية زي ليلى؟
(آدم يرمي القلم بعصبية على المكتب ويقف واقف، صوته عالي وغاضب.)
آدم: اسمعي يا إلين… ليلى مش "واحدة عادية". دي مراتي، وأنا بحبها… وأي كلمة تانية عن ليلى مش هاسمح بيها.
(إلين تتجمد لحظة من صوته الغاضب، بس تحاول تخفي ارتباكها وتضحك بخبث.)
إلين: بحبها؟! يا خسارة يا آدم… كنت فاكرة إنك مش من النوع اللي يحب.
(آدم يقترب منها بخطوات تقيلة، نظرته صارمة.)
آدم: كفاية لعب يا إلين… الشغل هنا شغل وبس. المرة الجاية اللي تدخلي فيها مكتبي، دخلي ومعاكي شغل حقيقي… غير كدا، الباب قدامك.
(إلين تبتسم ابتسامة صفراء، تحاول تبان قوية، وبعدين تلف وتخرج من المكتب بخطوات سريعة. و آدم معصب وهو ياخد نفس عميق، إيده ماسكة طرف المكتب بقوة من الغضب.)
المشهد (تكملة بعد خروج إلين):
آدم كان لسه واقف مكانه بعد ما خرجت إلين، إيده ماسكة القلم بس عينيه مش شايفة الورق. كلامها عن ليلى وماهر بيعيد يرن في دماغه زي صدى تقيل. فجأة قام من مكانه بعصبية، الكرسي اتزق لورا بقوة.
خطواته تقيلة وهو رايح ناحية مكتب ماهر. أول ما شاف ليلى طالعة من عنده، الدم غلى في عروقه يجر ليلى من إيدها بقوة .
ليلى اتفاجئت و حاولت تفهم:
ليلى:
في إيه يا آدم؟
هو ما ادهاش فرصة، مسكها من دراعها بقسوة وسحبها ناحيته. دخل بيها مكتبه وقفل الباب بعنف لدرجة إن المقبض اتهز. دفعها على الحيطا، صوته طالع زي الرعد:
آدم (بعصبية):
هو إيه اللي وداكي عند ماهر؟! إيه اللي يخليكي تدخلي مكتبه لوحدك؟
ليلى (بصوت متلخبط وهي بتحاول تفلت):
كنت رايحة في شغل، هو المدير والمسؤول، وأنا محتاجة منه حاجة تخص الأوراق…
آدم (مقاطعها وهو بيصرخ):
شغل إيه! أنا موجود! أي حاجة ليكي تتقاللي أنا الأول!
اسمعي كويس… دي آخر مرة تروحي عنده لوحدك، فاهمة ولا لأ؟!
ليلى فتحت عينيها بدهشة، قلبها واجعها من شدته، سألت بصوت بيرتعش:
ليلى:
ليه يا آدم؟ أنت… بتغير؟
آدم اتجمد لثواني، كأنه اتكشف. عينيه اتنقلت بسرعة بعيد عنها، ووشه اتوتر