رواية خيوط مظلمة الفصل الخامس 5 بقلم مينو


رواية خيوط مظلمة الفصل الخامس بقلم مينو

زياد اتكلم بشك وصوته فيه نبرة تحدي:
_ كمّلي جملتك… خوفتي ليه !!!

براءة بلعت ريقها وهي بصّة على ستها بعيون مضطربة وقالت بضيق:
_ حضرتك انت متجوز… وأنا مقبلش حد عايز يتجوز من ورا مراته.

زياد ابتسم ببرود وسخرية واضحة:
_ دي حاجه متخصكيش، الشرع محلل أربعة… وبعدين أنا جيت أنقذك من شغل الخدامين. هو في حد يطول يتجوز زياد السيوفي مرّة واحدة؟ فوقي بقا.

براءة قالت بقر*ف وهي عينيها محمرة من الغضب:
_ هو فعلا مش عايزه أطول… عشان مش عايزاك أصلا.

زياد اتعصب وصوته علا وهو بيخبط إيده في الترابيزة:
_ اسمعي يا بت انتي ! ستّك موافقة، غير كده الباقي ميهمنيش. فاهمة؟!! النهارده تحضري نفسك… وبعد ساعتين تكوني جاهزة. وإلا أقسم بالله هتشوفي مني الوش التاني!

مشي زياد وهو متنرفز، وعفاف قربت من براءة بخبث وقالت بصوت كله تحريض:
_ يا عبـــ...يطة! هو حد يطول جوازة زي دي؟ ده إنتي هتوصلي لحاجة تانية، هتبقي غنية وهتصرفي على أمك… وهتعيشي حياتك بدل المرمطة دي.

براءة دموعها نزلت وهي بتقول بحرقة:
_ بس أنا مش ب*نت… لو عرف هتبقى فضي*حة.

ستها شددت كلامها بحزم وخبث في عينيها:
_ بس يا بت! اكتمي على الموضوع ده، متقوليش لحد حاجة لحد ما تتجوزي… وبعدين نتصرف.

براءة بصوت مخنوق من العياط وضيق:
_ أنا مش مرتاحة… ومش عايزة أتجوز. أنا عايزة أشتغل وأصرف على أمي التعبانة.

عفاف عضّ"ت على سنانها وقالت بغيظ:
_ طب بصي يا حلوة… من هنا ورايح هتسمعي كلامي. عارفة ليه؟ عشان إنتي عايشة على كتافي! فلوسي كلها رايحة عليكي إنتي وأمك. وهتتجوزي النهارده يعني هتتجوزي. يلا من وشي… يلااا.

براءة دخلت الأوضة وهي دموعها مغرقاها وقلبها بيتق"طع. قعدت تعيط بحر*قة لحد ما اختنقت من كتر العياط، وساعة كاملة عدّت وهي مش قادرة تتحرك ولا حتى تلبس. لحد ما ستها دخلت عليها وأجبر*تها بالعافية تلبس الفستان.

براءة لبسته بالعا"فية وهي منهارة، وعيونها مليانة دموع. ستها وقفت قدامها بتحذير قاسي:
_ خلي بالك… متفتحيش موضوع الختا"""*ن ده خالص! تسكتي لحد ما تتجوزي… وأوعي تنطقي بحرف. سامعة؟

براءة كانت بتترعش، دموعها مغرقاها ووشها شاحب. وفجأة الباب اتفتح وزياد دخل ومعاه المأذون. ستها مسكت إيد براءة وسحبتها غص*ب لبرّة.

زياد أول ما شافها اتسمر مكانه، عيناه مسحوا ملامحها بنهم، جمالها شدّه رغم دموعها، بلع ريقه بشوق وقال بسرعة:
_ يلا يا مولانا… اكتب. خلينا نلم الليلة دي.

المأذون بص له باستغراب وهو بيقلب في الورق:
_ استنى يا أستاذ زياد… البنت دي صغيرة أوي. واضح إنها لسه ما كملتش ستاشر سنة. وأنا مقدرش أوثق عقدها رسمي.

زياد ضحك بسخرية وهو بيرفع حواجبه:
_ يا مولانا، ما تعقدهاش. إحنا مش أول ناس نكتب كتاب بالطريقة دي. الورق كله تمام… وولي أمرها موجود.

المأذون بصّ لبراءة، لاحظ دموعها اللي نازلة بصمت وخوفها اللي مالي وشها.
_ طيب يا بنتي… إنتِ موافقة على الجواز ده؟

براءة حاولت تفتح بقها عشان تقول حاجة، بس عفاف ضر"بتها في ضهرها بخفة وقالت مبتسمة:
_ أكيد موافقة يا مولانا… هي بس مكسوفة.

براءة دموعها نزلت أكتر، صوتها مخنوق وهي بتحاول تنطق:
_ أنا… أنا…

زياد مسك إيدها بعصبية وضغط عليها وقال بحدة:
_ قولي موافقة… وبطّلي عياط.

المأذون اتنحنح وضغط على كلماته:
_ أنا مش هكتب إلا لما أسمع موافقتها بصوتها.

عفاف قربت من ودنها وهمست بنبرة تهديد:
_ لو فتحت بقك بكلمة غلط… هاطر*دك إنتي وأمك في الشارع. فاهمة؟

براءة بلعت ريقها وهي بترتعش، وبصوت مخنوق من العياط قالت:
_ م… موافقة.

المأذون كتب العقد بتردد، قلبه مش مطمئن. زياد ابتسم ابتسامة باردة كلها شهو*ة وانتصار، عيونه مثبتة على براءة:
_ مبروك يا عروسة… من النهاردة بقيتي مراتي.
براءة حست نفسها متحاصرة بين تهد""يد ستها وضغط زياد، قلبها وجعها على نفسها وعلى عمرها اللي بيتسر*ق. زياد مد إيده وخد إيديها وهو بياخد نفس تقيل:
_ يلا بقا… أنا هاخد العروسة معايا يا حجة.

عفاف فرحت وكأنها كسبت صفقة العمر، وقالت بضحك عالي:
_ أكيد طبعًا، دي مراتك يا بني… ألف مبروك.

براءة مشيت ورا زياد وهي بتعيط في صمت، دموعها نازلة غصب عنها وصوت شهقتها مكتوم. زياد لاحظ عليها وضاق صد"ره وقال بنبرة متعصبة:
_ براااءه… أنا صدعت. إنتي كبرتي على العياط ده، اتهدي بقى.

وصلوا البيت، وزياد ماسكها كأنه بيجرها جَر. دخلوا الشقة بسرعة، طلعوا على الأوضة، قفل الباب بقوة ورمى الجاكيت على الأرض وبدأ يفك زرا"ير قميصه. قرب منها ور"ماها على السرير، عينيه مليانة ر"غبة.

براءة شهقت جامد، صوتها كان طفولي وهي بتعيط بخوف:
_ أنا خايفة… إنت بتعمل إيه! متقربش… بالله عليك.

زياد قرب أكتر وصوته فيه غِل وشهو""*ة:
_ متخافيش… مش هخليكي تحسي بيا. ومش عايز تشنج… اثبتي وبطلي عياط.

هي فضلت تعيط زي الأطفال، صر*خت وهي بتستغيث بأمها وكأنها بتدور على حضن يحميها. زياد اتعصب صوته خرج غليظ:
_ بسس… اصبري.

قعد شوية يحاول يسيطر على الوضع، لكن فجأة وشه اتبدل للصدمة، بعد عنها بسرعة وقال بانفعال:
_ هو إنتي مش بـ....نت؟؟ بنو*ت؟؟

براءة كانت منهارة، عينيها بتتقفل من التعب، جسمها كله بيرتعش لحد ما أغمى عليها.

زياد مسك رأسه بعصبية ونرفزة، ضرب كف بكف وقال بصوت عالي:
_ يعني إيه أنا اضحك عليا أنا!! إزاي؟ معقولة البت دي حد لمسها قبلي؟ دي كانت مرعوبة ومتعرفش حاجة… هتج*نن، لا لا… أنا مش هسيب الحوار ده.

عدى الليل، والصبح لما صحيت براءة لقت نفسها مش لابسة هدومها، اتكمشت في نفسها وسحبت الغطا لحد دقنها. بصت ناحية زياد لقت ضهره ليها. كانت عايزة تقوم، بس لقيت إيده فجأة ماسكة إيدها يشدها ليه. عينيه كلها استحقا*ر وقرب منها وقال بصوت واطي بس كله غضب:
_ قوليلي بقى… اللي أنا شوفته ده صح؟ ومين عمل فيكي كدا؟ تردي من غير نقاش… هممم؟

براءة حاولت تبعد عنه وهي بتعيط، دموعها نازلة بحر*قة. هو اتنرفز وقفل عينه بقوة وقال بضيق:
_ أنا مش عايز عياط… من امبارح وانتي مش سايبة العياط. نفسي أفهم… بتعيطي على إيه؟؟؟

براءة بصوت متق"طع ودموعها مغرقاها:
_ أنا تعبانة… مش قادرة.

زياد مسك وشه بإيده، ضيق باين في ملامحه، وقال ببرود جار"ح:
_ معلش… هتخفي. وبعدين إنتي هتعملي عليا الخضرة الشر"يفة؟ قولي مين عمل معاكي كدا… انطقي.

براءة اتشهقت من العياط وقالت ببراءة وهي بترتعش:
_ إنت أول واحد… محدش قرب مني والله.

زياد حاول يسيطر على غضبه، نظرته محتارة فيها، صوته هدي شوية:
_ ماشي يا ستي… أنا أول واحد. بس أنا مشوفتش حاجة تثبت… حتى انك بن"ت تحبي نجرب تاني يمكن أنا غلطان؟

براءة شهقت بخوف، جسمها كله بيرتعش:
_ لا لا… بالله عليك مش عايزة كدا.

زياد قام من على السرير، عقله بيغلي، مش قادر يصدق، داخل الحمام وخرج وهو لسه متضايق. لقاها قاعدة بتعيط بنفس الطفولية.

قال ببرود:
_ قومي اعملي فطار. وبعد الفطار تجهزي… هتروحي الشقة تخدمي البيت، ولا كأن في حاجة حصلت بينا. هنا مراتي… هناك خدامة. فاهمة؟

براءة هزت راسها بالدموع وقامت بالعافية، عملت الفطار وهي بتح"بس وجعها، وزياد فطر. بعدين خدها في العربية وقرب من البيت، صوته كان كله تحذير:
_ انزلي… روحي البيت، وأنا عندي شغل. هرجع أخدك نرجع البيت.

براءة اتلخبطت وقالت بخوف:
_ بس… الست هانم مش هتدخلني البيت بعد اللي حصل.

زياد رد بجمود:
_ لا… أنا كلمتها. لو عملت معاكي حاجة… قوليلي. يلا انزلي.

براءة نزلت وهي بتترعش، قربت من البيت وخبطت. ملك فتحت لها بسخرية:
_ خشي بسرعة… واعملي الأكل. عندي أهلي جايين ومش عايزة تأخير ولا غلطة… ماشي؟؟

براءة هزت راسها بخوف، دخلت المطبخ وجهزت الأكل بالعافية. أهل ملك جم وقعدوا، وهي واقفة في المطبخ وبتعيط من وجع بطنها. فجأة سمعت ملك بتناديها تجيب طبق شربة.

وهي خارجة من المطبخ اتخبطت في حد، الشربة وقعت على جس"مها. صر"خت بدموع من الحر*ق، وبصت للي قدامها… كانت صدمة لما شافته للمرة التانية.

غسان بصوت هادي وهو بيحاول يطمنها:
_ اهدي… متقلقيش .
جاب لها مية بسرعة، بلل قماشة وبدأ يخفف الوجع من عليها. براءة مش قادرة تستحمل الحر"قة، دموعها نازلة:
_ إنت عايز مني إيه؟ عرفت مكاني إزاي؟
غسان وهو بيضغط القماشة على إيديها، صوته فيه ضيق:
_ يعني هو أنا هجري وراكي؟ أنا أخو ملك… ومعرفش إنك بتخدمي هنا.
فجأة دخل زياد المطبخ، عيونه مو"لعة غضب، صوته انفجر:
_ إنت بتعمل إيه يا غساااان مع الخدامة؟ بتقلب عيشك معاها؟؟؟
براءة شهقت بخضة، عينيها اتسعت وهي شايفة نظرات زياد الحمرا… واضح إنه مش ناوي يعديها على خير.ووووو


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات