رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والستون
مر اليوم وجنى الليل بستارة المظلمة ولازال زاهر وحمزة يجوبون الفنادق بحثا علي زهور
ول ينتهوا من البحث في كثير من الفنادق الكبيرة والمتوسطة لم يتركوا فندق أولكاندا إلا وقد سألوا بها ليعودا خائبين الرجاء يصعدا إلى السيارة.
حمزة: مخلاناش فندق في البلد ما دورنا ش فيه لولا انه من المستحيل يحصل لو واحد في الميه كنت قالت ليك نروح نسأل في فندق زهروان.
زاهر يضع رأسه على عجلة القيادة يغمض عينه بإرهاق يستمع لكلمات حمزة بملل ليرفع رأسه ويلتف لحمزة بذهول! ويحدثة:
اتصور أول مرة تتكلم صح بالرغم من انه احتمال صغير ألا انه ممكن يكون أقوى ليدير سيارته ويتجه لطريق المعادي للذهاب للفندق الخاص بعمهم.
حمزة بهلع من سرعة زاهر بالقيادة
حمزة: هدي شويه يا زاهر الدنيا ما طارتش، نتصل بحازم أكيد يعني لو هي بتشتغل هناك كان عرف انت ناسي انه مدير العاملين بالفندق.
زاهر: اتصل بيه وانا هتصل بتيته اسالها امكن تكون رجعت بيت قريبتها.
حمزة: وهو يتصل علي حازم طيب وقف العربيه علي جنب بطريقتك دي هنعمل حادثة اكيد،والعمر مش بعزقة، وحرام نضيع أرواح الناس، ليصمت وهو يستمع لصوت حازم.
حمزة: السلام عليكم حازم بقلك احنا دورنا علي زهروان بكل فنادق البلد ملهاش أثر.
ليقطعه حازم: انتم فين ارجعوا البيت وانتم هتفهموا كل حاجه ،
حازم تنهد بحزن وصوت مكسور، حمزة زهروان بقالها شهر كامل شغاله بالفندق ومحدش كان عارف ولا هي نفسها كانت تعرف انه ملك والدها.
حمزة: نرجع البيت ليه هي زهروان رجعت معاكم.
حازم: ارجعوا البيت؛ وانتم تعرفوا كل حاجة بابا بيتصل هقفل معاك وانت ارجع البيت انت وزاهر جدو محتاجكم.
حمزة: يابني فهمني في ايه وليه مُصر علي اننا نرجع البيت، ليظفر بضيق ويكمل قفل الحيوان من غير ما يفهمنا ايه ال حصل.
زاهر: قالك ايه .
حمزة: بيقولي روحوا البيت ضروري وانتم تعرفوا كل حاجة.
زاهر: أنا برن على تيته مش بترد الموضوع بقي يقلق.
حمزة: ارجع البيت اكيد في حاجه حصلت، حازم مش من عادته يبق متوتر كده الا اذا كان في كارثة عملها.
زاهر أدار السيارة وعاد بالطريق مرة اخرى متوجها لبيت العائله قصر الغمراوي.
يترجل كل منهما سريعا ويصعد ا درجات الدرج الخارجي بسرعة يدلفا للداخل من باب القصر المفتوح على مصراعيه يتفجاءَ
بوجود جديهما وباقي العائلة.
يخطوا تجاه الجده فور وقوع عينهم عليها وهي تبكي والجد يربت على كتفها.
زاهر أول من وصل لجدته جثى على ركبتيه يربت على يدها بخوف
زاهر: تيته بتبكي ليه.؟
لا يجد رد منها تبكي بلا توقف تشهق وتزداد بضم شي بين يديها
ليلتف لجده التى تتساقط دموعه بلا هوادة ينظر له بزهول!
زاهر لنفسه هامسا: معقولة عبد الرحيم الغمراوي بيبكي دي معجزه
أكيد حصل حاجة ليهلع قلبه من تلك الفكرة ليتجه إلى عمه بالسؤال.
زاهر: عمي فهمنا ايه ال حصل وجدو وتيته يبكون ليه بالطريقة دي.
حمزة: بابا حصل ايه زهروان جرالها حاجه قالها وهو يرتعد مما سيسمعه.
زيدان: للأسف زهروان محدش عارف طرقها، وزاد وغطى البنت جارتهم رجعت من شغلها وقالت ان زهروان متهمه بالسرقة من الفندق
وهربت مع حد.
زاهر: انا مش فاهم حاجه ايه الكلام المش مفهوم ده.
زيدان: المصيبة ان حازم أكد كلام البنت، وقال انها فعلا متهمه بالسرقة والمصيبة الأكبر مشتركة بخطف شخص ومش عارفين ليه و ازاي عملت كده.
حمزة: ايه الجنان ده حازم إجنن ولا ايه معقولة بنت زي زهروان تعمل كل ده تسرق وتخطف وكمان من فندق طويل عريض كل شبر فيه كاميرات مراقبة، وأمن بيفتش الهواء الداخل، أنا لا يمكن أصدق.
ليقاطعه صوت من خلفه.
أيوي نصدق كل حاجه أكيد ليها حد تتعاون معاه ماهو مش صدفه تشتغل في الوقت ال زايد عمل العملية لا وتمسك جناح Vib لكبار نزلاء بالفندق وفجاءة كده كل ده يحصل من غير ما حد يعرف،وكمان مين قالكم إن قربتها مكنتش تعرف انها شغالة فيه، ابصم لكم بالعشرة مكنتش هي ال مخططلها كل ده والحصل تمثيل في تمثيل.
لتصمت وسط ذهولها وذهول الجميع! إثر تلقيها صفعة قوية.!
عبد الرحيم رفع رأسه جفف دمعاته
صوت أنفاسه يعلو وهو يستمع لتلك الكلمات عن حفيدته ليهب واقفا ويرفع يده ويهويها علي وجه التي تتحدث، وينهرهها ويشير لها بالصمت.
عبد الرحيم: جاتلك الجراءة تتهمي بنت أخوكي، بدل ما تحاولي تخففي عن امك، نزله اتهام وراء اتهام وفوق كل ده بتتهمي الست ال ربتها وعلمتها وصرفت عليها طول السنين ال فاتت بالتهم دي،لا ومراعتيش وجودي ووجود امك ال مش مبطلة بكاه من وقت ما رجعت، حتي ما هنش عليكي تهديها،ليكمل بحزن طول عمرك بتكرهي زياد يازينه ومش بتحبيةوما صدقتي لقيتي حجه تكرهي الكل في بنته، للاسف انانيتك وحقدك مبتعرفيش تخبيهم.
زينه بزهول ودموع تسيل علي وجنتها: انا عمري ماكرهت زياد صحيح كنت بغير منه واحنا صغيرين بس عمري ماكرهته، ولما ربطت الاحداث ببعض، لقيته منطقي ماهو مش معقوله، تشتغل في الفندق شهر ومايلفتهاش اسم الفندق ال اسمها علي اسمه، وكمان قربتها دي ازاي مسألتهاش عنه ومتعرفش مكانه ال اذا كانت مرتبه مل ده ولا وتقابل حمزة وبالصدفة مرات حسن صحبة تكون دكتورة في نفس الكلية وتكتشف بالصدفة قال ايه زهروان بنت زياد وحسن يجي يحكلها كل حاجه، وقال ايه تصدم تمشي وتسيب المستشفي تروح الفندق والسرقة تتم، ماهي وضحة زي الشمس اهي كله متخطله وال يأكد كلامي حسن نفسة ال راح وراكم الحارة، عشان يأكد كلام قربتها ويبعد التهمه عنها.
لتصمت وتلتف للخلف برعشة قويه بجسدها وهي تستمع لصوت من الخلف ارعبها.
_________
زايد بعد أن تفقد كاميرات المراقبة بعنايه شديدة، أجري عدة إتصالات
ولم يترك الفندق ال بعد الأنتهاء من معرفة جزء من الحقيقة وعاد مع ابنه بعد ان شعر بالتعب بعد بذله لمجهود وهو لازال في فترة نقاهة بعد، ليقف مصعوق وهو يسمع كلمات شقيقته لم يتحمل ما يسمعه يصرخ بها أن تصمت.
زايد /زينه اخرسي خالص، البنت فعلا طلعت بريئه من كل الاتهامات دي حتي انها مكنتش تعرف بإن الفندق فندق ابوها، أنا مرجعتش غير لما عرفت الحقيقة كامله، ومش بس كدة عرفت ايه ال حصل من اول ما اشتغلت بالفندق للدقيقة دي، الحاجه الوحيده ال هتجنني راحت فين!
كل هذا تحت مسامع الجميع الذين هبوا واقفين بزهول مما يسمعون ليصمت زايد وهو يري والدته تقترب منه وهي تتعثر بخطاها ليسرع تجاهها يمسك يدها بيده وباليد ألاخري احاط كتفها، خطي بها واجلسها علي ألاريكه وجلس بجوارها.
زهور الام: ببكاء وصوت متحشرج زايد قولي الحقيقة الكلام ال سمعته من البنت جارتها كذب وان بنت ابني معملتش حاجه من ال قالته، قولي كل حاجه انت عرفتها.
زايد يرفع يده يزيح دمعات والدته من علي وجنتيها ويقبل جبهتها وينحني رغم الم صدره يقبل يدها.
زايد: اهدي يا امي وانا هحكيلك كل حاجه ممكن الاول حد فيكم يحكيلي ال حصل بالضبط.
زيدان: انا هحكيلك كل حاجه حصلت من بعد ما مشيت، ليعود بالوقت لقبل ساعة.
زيدان: ماما كانت بتكلم مع الست أحلام عن زهور وامها ومن امته رجعوا الحارة،حتى حسن قال كل ال حصل وازاى مراته هي الـ عرفت زهروان وبلغته،واحنا قاعدين لقينا بنت دخله علينا الشقه وبتقول.
البنت: الحقي يا خالتي أحلام الحقي.
لتهب احلام من جلستها بخوف وبصوت مهزوز.
احلام: إلينا في ايه يا بنتي مالك مخضوضة كده ليه حصل ايه زهور حصلها ايه قوليلي.
الينا: وقفت قليلا تنظر للجالسين،
لتذهب لها احلام تهزها.
احلام: انطقي يا إلينا زهور حصلها ايه.
الينا:وعينها على الجميع تبتلع ريقها بصعوبة وبصوت مهزوز، زهور سرقة موبايلات وحاجات من الغالية من أوض الفندق بتاعت نزلاء الفندق واللي زاد وغطى،سرقة الجناح المسئولة عنه واخذت مبالغ منه وساعة دهب وخرجت من غير ما حد يعرف ولا يشك فيها.
أحلام: التفت للجميع الكلام ده كله كذب زهور لا يمكن تعمل اي حاجه من ال اتحكى ده، زهور بتخاف من ربنا وعمر ما نزل جوفها لقمه حرام ولا بصت لحاجة في ايد حد، وليه تمد ايديها وفي نفس اليوم ال تعرف فيه اصلها وفصلها هتستفاد ايه لو عملت كده هتشوه سمعتها بيدها وزهور ال ربتها وعرفها اكتر من نفسي استحالة
تمد ايدها علي حاجه مش بتاعتها، دي كانت بتموت من الجوع و متمدش ايديها على حباية فاكهه من ال بتبعها في السوق وهي قاعده علي فرش حد من البائعين زميلنا هتمد ايدها،على فلوس وكمان حرام، انت ناسيه ياإلينا انتي بنفسك قلتي ايه عليها لما كالتي شيكولاتايه من الأوضة اللي كنت بتنضفوها سوى وهي ال اشترت الشيكولاته وتاني يوم حطتها مكانها عشان متحملش ذنبك، ده كلامك ليا أناو امك وستك من فترة ولا نسيتي زهور الا بتسيب ال في ايدها مهما كان وتصلي فرضها، بقي زهور تمد ايديها لحاجه مش حاجتها وياريت في يوم عادي دي في يوم تكسر وسطها اليوم ال فضلت تحلم بيه طول عمرها انها تشوف ابوها وتترمي بحضنه بقي زهور هتعمل ده وهي مكسورة مدبوحه بموت حلمها.
أحلام وهي تقترب من إلينا تمسكها من كتفها .
أحلام: قوليلي يا إلينا الحقيقة مين ال لبس زهور المصيبة دي واستغل حالتها.
يحي مقاطع أحلام: إلينا تعالي هنا انتي مش كنتي مسافرة البلد مع اهلك عند اختك رجعتي امته وكمان انتي بترجعي من الشغل امتى بالضبط اللي اعرفه انك بترجعي في مواعيد زهور صح يا احلام يعني المفروض بترجعي الساعه عشرة بالليل دلوقتي الساعه لسه ثمانية.
إلينا بلجلجه وتوتر: أنا أنا استأذنت عشان ابلغ خالتي أحلام وأجي الحق زهور وانصحها ترد الحاجة قبل البوليس ما يجي يفتش البيت.
أحلام بعصبية: يجي البوليس يفتش البيت زي ماهو عاوز معندناش حاجة نخبيها بس البنت لسة ما رجعتش يا يحيى أنا خايفة ال عمل العملة السودة دي يكون أذها واستغل كسرتها.
عبدالرحيم: إقترب من إلينا، بهدوء ينظر لها مقيمها، قوليلي يا بنتي اسم الفندق اللي بيشتغلوا فيه اسمه إيه واحنا نتصرف.
إلينا تلتف تنظر لأحلام تسألها بعيونها عن هذا الشخص وهل تخبره أم لا؟
أحلا فهمت نظرات عيونها لتصرخ بها: انطقي إسم الفندق إيه.
إلينا بخوف من نظرات الجميع المصوبة تجاهها : إسمه إسمه زهروان المعادي.
ليختل توازن عبدالرحيم وكاد يسقط لولا يد ابنه زيدان لحقت به وساعده يجلس.
زهور الام: زيدان إتصل بسرعه على زايد ولا حازم شوف الكلام ده صحيح وزهروان موجودة بالفندق ولا لا.
زيدان عاد مرة أخرى للوقت الحالي طبعا اتصلت بحازم ال أكد كلام البنت وان زهروان متهمه بنفس التهم وزاد عليها خطفت نزيل مهم بالفندق ومش معروف السبب.
ولما قربتها سمعت الكلام ده ولقتنا مش عارفين نعمل ايه وتقريبا كلنا شكنا فيها قامت طردتنا من بيتها وخصوصا حسن قال زهور في حالة هستيريا ممكن تعمل اي حاجه من غير ما تشعر تنفيس عن غضبها وحزنها.
مستحملتش كلمة من حد فينا وفضلت تصرخ وتزعق واغم عليها وجوزها جرى بيها علي
المستشفى مع حسن وقبل منها كان طردنا من شقته.
زهور الام: خلاص كلكم عرفتوا ال حصل هتعملوا ايه هتسيبوا بنت عمكم هتسيبوا زهروان محناش عارفين حصلها ايه ولا هي فين
هتسيب حفيدتك يا عبدالرحيم هتسبها، ولا تكون مصدق الكلام الخايب ال قالته البنت ال من اول كلمة بان كذبها وأنها بتحاول تلبس زهروان مصيبة وانا اتأكدت لما استغلت وقوع احلام وانا بدور علي حاجه نفوقها بيها والبنت دخلت اوضه وكانت بتخرج حاجه من شنطتها لولا أنا دخلت عليها
وعملت حجه بدور علي برفان تفوق بيه أحلام ولما بصيت في الاوضة لقيتها اوضة سلسبيل انا عارفها كويس ولقيت دي صورة صغيرة لزهروان وتجهش في البكاء.
ليلتف الجميع حولها.
زايد: اوعدك يا أمي مش هيغمض لي جفن غير لما القيها واجبها هنا.
عبدالرحيم : زيدان اتصل بكل معارفنا بالداخلية يقلبوا البلد عليها لحد ما يلقوها.
وانت يا حمزة أكيد عارف شكلها تروح علي الحارة تفضل مراقب البيت مترجعش غير في حالة من اتنين يا تجيبها وتجي، يا نتصل عليك ونقولك تعالى غير كدة مشوفش وشك مفهوم.
زاهر انت وحازم علي كل مستشفيات البلد تدوروا عليها، وانا هروح لحسن المستشفى اتطمن على أحلام مهما كان دى ال ربت حفيدتي وليها حق في العملته.
زايد: شعر بنغزة شديدة بصدرة استغل انشغال الجميع وصعد إلى غرفة نومه رمي نفسه على الفراش يتحسس موضع جرحه الذي يئن من آلامه وهو يغمض عينه ليفيق على يد تتلمس وجنته ليبتسم ويفتح عينيه ويرفع نفسه رغم آلمه يجذب صاحبة اليد إلى صدره.
زايد: حبيبة بابي ليه لسه مانمتش لحد دلوقتي.
سيسيليا: بابي انا زعلانه منك اوى مش جيت اوضتي واتطمنت عليا
زي كل يوم انام انا ازاي من غير ما تحكي لي حكاية سلسبيل زي كل يوم.
زايد: يغمض عينه ويعض شفته يكتم أه موجعه ل يربت على ظهرها بحنان، سلسبيل دي حلم ما فقتش منه جرح متألمش نار مش تنطفي شوق ما بيترويش سلسبيل نبع جف واندفن عشقها مرض ملوش دواء كل عشقها ماتوا وبقوا تحت التراب ياميتين وهم عايشين، سلسبيل مش بس جمال سلسبيل سحرها جنن العشاق لو ليلي ليها مجنون سلسبيل ليها ألف مجنون، احكيلك عن سلسبيل واقول ايه سلسبيل حكايتها مبتنتهيش،وخوفي من الجاي يا ترى هاوفي بوعدي لها ولا هكون جبان زي ما ضيعتها من بين إيديا زمان، وراحت لغيري، ياتري يا زايد هتعمل ايه وهتقف قدمها ازاي ليغمض عينيه ويذهب في غفوة لا يعلم كم مر عليه من وقت ليفيق بعدها على صوت رنات هاتفه ليهب فزعا وهو يستمع لكلمات المتحدث.
___________
وائل كاد يفتك بعبدالرؤوف بعد استماعه لهمساته اقترب منه يمسكه من تلابيبه.
عبدالرؤوف:انت مجنون ولابيك جان وخر يدك عني ويش تسوي يا مخبول قالها وهو يتلقى لكمة قوية من يد وائل.
وائل بغيرة وعيون تكاد تخرج من مقلتيه: ايه الكلام ال سمعتك بتقوله ده، وازاي تسمح لنفسك تحبها انت متعرفش دي مين؟ ليصمت إثر تلقيه دفعة من عبدالرؤوف ويصدم مما سمع ليجلس بانهيار .
عبدالرؤوف:دفع وائل بعيد عنه ويش بيك يا مخبول زهور بنتي خيتك،وانا ما جلت ما يعيبها انا احدث نفسي على ما صار بي وقت ريتها وعيوني وقعوا عليها وقلبي انخطف لما سمعت صوتها.
وائل: ضربة لكمة أخرى بغتة لا انت اجننت ازاي تقول الكلام ده قدامي.
عبدالرؤوف: وهو يتلمس موضع الكمة اعذر لي جراءتي يا اخي، اعرف انك خالها ومقام ابيها ليصمت إثر جلوس وائل علي الاريكه بعيون جاحظة ينظر له، ويقترب منه بحذر وش صارلك ايش قلت اغضبك والله لولا الظرف ما مناسب ولا وضعي هالا كنت تجدمت ليك وطلبتها للزواج منك.
وائل لم يتمالك نفسه ليهب واقفا لكمة مرة اخرى يسقطه أرضا من قوتها ويتركه ويرحل من المنزل قبل أن يفتك به يغلق الباب خلفه بعنف وعبدالرؤوف فاقد الوعي ممدد على الأرض أثر ارتطامه بها.
وائل خرج يسرع بخطواته مهرولا كأنه يسبق الريح تجاه دوار العمده يضرب الأرض بقدمه من شدة غضبه ليدخل الدوار تفاجأ بجلوس والدتة ليقف مغمض عينه بوجع.
روحيه تقف فور رؤيتها لابنها بتلك الحالة ووجه الشاحب وعينيه المغرورة بالدموع تقترب منه تسأله ما به لتتفاجأ برتمائة بأحضانها!؟
روحية: فيك إيه يا نضري جاي متبهدل كده ليه من بعد العشاء وانا مستنياك كنت فين وايه ال فيك؟!
وائل: بحزن رجعت يا مه رجعت، ولما رحت زي كل يوم عند البيت سمعت صوتها قلبي طار من الفرحة،قلت خلاص السعد جالي، أكيد رجعت وهتفضل هنا أكيد لو طلبتها للجواز مش هتمانع هي وامي أحلام، قلت استغل الفرصة أضرب الحديد وهو سخن تلقيها جاية مكسورة،من مصر وعيشتها وخصوصا لما امى احلام اجوزت وبقت لوحدة قلت حالي زي حالها، لا تعيرني ولا أعيرها، قلت توبها زي توبي، مفهاش حاجه كام سنه أكبر منها، حبي ليها والعز ال هعيشهولها، مكنتش تحلم بيه يوم هتوافق عليا اتريني طلعت هواء بالنسبالها شيفاني خالها وفرق السن طلع مش بس كام سنه لا ال يشوفني يقول أبوها تعرفي يامه ، أنا النهاردة بس حسيت بالتعب شفتي السنين ال فاتت وقد ايه انا تعبت واتغربت،مايجيش نقطة في بحر ال انا فيه دلوقتي، إتكسرت قدام نفسي،
لأول مرة أحس بإني قليل.
ليرفع رأسه يخرج من احضان امه ليواجهها بجلستها، انا محبتش زهور يمه زى ماكنت فاكر لا أنا حبيت وضعها ال زي وضعي هي زهور بنت سلسبيل وانا بدير ابن روحية زي شفيق ما كان بيقولى يا ابن روحية.
روحيه: قولي في ايه حصل خلاك تقول الكلام ده، وزهور رجعت البلد ولا ايه قالتلك ايه خلاك بلشكل ده!؟
اعتدل وائل واخذ نفس عميق وهب واقفا يخرج أنفاسه بقوه وخلف بعضها وقص على روحية كل ما حدث حتى عودته للدوار.
روحية ببكاء: انت ابن بكر وروحية ابني معروف اصلك وفصلك حتي شفيق معروف هو مين واصلة وعائلته مين زهور لا من توبك ولا تنفعك إن كنت وافقتك قبل أحلام ماتجوز كنت موافقه عشانك انت وكلامك عن حبها ال دخل قلبك، انت محبتش زهور، انت حبيت البنت القوية الجدعه، وفي نفس الوقت مكسورة انت وهي حالكم واحد بس انت نسيت أهم حاجة زهور عافية لكن مش زي أحلام
زمان أغلب شفيق معاها، وزقني عليها عشان تحبه ومن زنى وكلامي انضحك عليها بكلمتين بس ربنا نجاها واتورط أنا هي عاشت مرفوعه الراس وانا عشت زليله ومكسورة،هى اخدت قلب أكتر إنسان أنا حبيته و ضحيت بشرفي وبنفسي عشانه وكفاءها بأنه كتب ابنه وحيدة باسم أبوها ومكتفاش بكده خلف اتفاقي معاه وكتبه باسمها ،اال زي زهور عمرها ما هتسلم قلبها لحد بس لما هتحب، مش هتخبي ولا تضعف بدليل أحلام حبت شفيق بس هي ماغفرتلوش عملته وال جرالها منه بالرغم من إنزلال شفيق ليها وجنانه بحبها ،لكن لما عشقت وقلبها مال اول ما قال يا جواز إجوزته ، يابني قلبك لسه مد قش لـ تستاهله كل ال انت فيه ده مش حب بدليل انك مشيت وسبتها،ما غيرتش عليها ولا خفت انك سايبها مع راجل غريب، تعرف شفيق انا اتأكدت انه فعلا بيحب أحلام اول ليله لها في بيت بكر كان زي المجنون كسر الاوضه بتاعته مكتفاش بكده لا راح لبكر البيت وهدده يلمس أحلام لدرجة انه عرض عليه أرض وفلوس، شوف الفرق بينك وبينه.
وائل: ابتعد عن والدته ينظر لها بذهول! معقوله يمه ال بتقوليه ده
أنا محبتهاش امال اللي حسيت بيه ايه !؟
روحية: لا اللي حسيت بيه مش حب يابني، ده احتياج لحد تحس انه في نفس ظروفك أو اقل منك بس لو فكرت في نفسك شويه كنت فهمت انت محتاج تحب وتتحب محتاج زوجه متعرفش ماضيك، تعيش معاها وانت مرتاح البال وانك مش عريان قدمها محتاج ست
تحبك وتهتم بيك تكون انت اول اهتمامها لكن زهور زيها زيك محتاجه كل ده محتاجه اب وزوج وحبيب محتاجه ال يديها مش ال يأخذ منها محتاجه حنان ودلع ال شفته في حياتها يديها الحق في ده
كل واحد فيكم محتاج حد تاني في حياته.
لتربت على يده وتومي له برأسها، كلامي هو الصح يا بني لسه اللي قلبك هايحيا بحبها مستنياك، قوم بينا نروح بيت أحلام ما يصحش نسيب البنت في حالتها دي مع واحد منعرفش هو مين، ويبقى لها إيه.
________
يقف خارج الغرفه يكاد يفتك بالواقفه أمامه بنظراته يكور يده يضغط عليها يستمع من حوله لتقطقت عظمات يده يكز على أسنانه ويضيق عينيه وهو يري وجهها الشاحب ونظراتها بشاشة الهاتف بين الحين والأخر وتلك أصوات الرسائل التي لا تنقطع.
يحيى: يقترب منها بهدوء وحش كاسر يتربص بفريسته ل يباغتها ويلتقف الهاتف من بين يديها وينظر إلي شاشته وسط ارتباكها ليرفع عينه يصوبها عليها وبصوت
مزلزل.
يحيى: هتحكي كل حاجه ولا اتصل بابوكي يجي يأخدك البلد، وال حصل زمان مع إلين هتلقية بس بقي المرة دي هيكون أصعب،
لان قبلها هبلغ البوليس كل حاجه وتليفونك شاهد عليكي.
إلينا وبكاء وخوف وبصوت ضعيف: ابوس على ايدك ياعم يحيى بلاش بوليس ولا بابا يعرف
أنا هحكيلك كل حاجه بس وحياة خالتى احلام متجبش سيرة لحد،
اوعدنى الكلام اللي هقوله محدش يعرفه غيري انا وانت وبس،لتصمت وتلتف للخلف برعب وهي تسمع صوت خلفها مباشرتًا.
حسن خرج من حجرة الكشف التي ترقد بها أحلام وبجوارها زوجته وبعد الانتهاء من الكشف خرج ليطمئن زوجها الذي كاد أن يفتك به
ل يدخل الغرفه للإطمئنان عليها، فور اقترابه من الباب وفتحه استمع لكلمات يحيى لتلك الفتاة التى أصر يحيى اصطحابها رغم اعتراضها وتحججها بتعبها من العمل وما حدث فيه، يستمع إلى الحديث الدائر بينهما ليذهل من رد الفتاة!
حسن : مش هينفع الكلام هنا، اتفضلوا قدامى على المكتب.
إلينا تبتلع ريقها بخوف أتت تعترض وجدت يد يحيى تجذبها ويخطو بها إلى المكان الذي يشير حسن بإتجاهه.
يدخل حسن غرفة مكتبه وخلفه يحيى يدفع إلينا للداخل ويغلق الباب خلفه.
حسن أشار لهم بالجلوس وتحدث وهو يجلس على الكرسي المواجه لإيلينا ينظر لعينيها التي تتهرب من النظر له.
حسن: بعد اذنك يا معلم يحيى،في سؤال مهم جدا محتاج أعرفه قبل اى حاجه.
يحيى: إتفضل يا دكتور بس في الاول طمنى على مراتى.
حسن: اطمن الست أحلام فاقت وبقت كويسة جداً الحمدلله شوية ترتاح وتقدر تخرجوا بعد ما تخلص المحلول، بس دلوقتي القمورة تحكنا كل الحكاية بعد ما تجاوب على سؤالي.
إلينا: سؤال ايه؟
حسن: من أمته عرفتي إن زهورهي زهروان بنت صاحب الفندق وليه في الوقت ده بالذات حصلت المشكله.؟
إلينا بتوتر: تفرك بيدها وتنظر ليحيى الذي إقترب من مكان جلوسها،لتتحدث بصوت ضعيف
انا معرفتش غير من فترة صغيرة بعد ما
لفت اسمها ال هو اسم الفندق وانا بكلم مع
مع خطيبي وبعدها اتفقنا ندور وراء الموضوع وعرف ان زهور بنت صاحب الفندق، وعشان هو كان مزنوق في قرشين يكمل تجهيزات الشقه وبابا كان مديله آخر فرصة يشطبها اتفق مع اتنين صحابه في الفندق من الشغالين معاه في الأمن وبنتين من بتوع الهوم سيرفس وكل كام يوم ناخد شويه حاجات خفيفه من اوض الزباين ميلحظوش انها بتختفي،وبما ان زهور هي صاحبة الفندق،ومتعرفش هنستغل النقطه دي ناخد كل حاجة ولو اكتشفنا هنلبسه لها واكيد وقتها هتتعرف انها صاحبه الفندق ومحدش هيأزيها وبكدة نكون استفدنا مش هنكشف و
و و طبعا زهور كانت مسئولة عن أكبر جناح بالفندق وانا كنت معاها فترة وعرفت من ريسنا إن صاحب الجناح ادلها مكافأة كبيرة ظرف مليان دولارات مش فلوس مصري
خلنها طلعت الجناح ووحده من المشتركين معانا وقفت اتكلمت معاها كان ماجد اخذ الظرف وتليفونها ولما خلص نادي علي البنت يعرفها انه خلص، بس هو ده ال حصل والعزراء ماكذبت ولافي كلمه.
لتتفاجا