رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السابع والستون
روحية فور دخولها لبيت أحلام شعرت بارتجاف جسدها برودة تدب في أوصالها شعرت بأن أحد اعتصر قلبها عينها إغروت بالدموع وهما يجوبان المنزل باشتياق لمن بناه لها بيده وعلى ذوقها ، طالما أخبرتة برغبتها في منزل ليس كابيوت الأرياف تريد منزل هي من تقوم باختيار كل شئ به ليفاجئها ببناء هذا المنزل كما تخيلته اعده بكل مدخراته حتى صرفها عن آخرها وعدها باستكمال تجهيزاته كلما ادخر من راتبه، لتنتبها ارتجافه أكبر كادت تستسلم لها
لولا كلمات والدها مع هذا الغريب التي أخرجتها من نوبة بكاء كانت تجاهد في التغلب عليها، لتأخذ نفس عميق وتعاود الإلتفاف لهما، تبتسم على كلمات وائل له، تنظر للغريب بشفقه على حالته وكيف لا يستطيع الوقوف ولا فتح عينيه لتخبر والدها.
روحية: وائل الجدع بينه تعبان أوي مش قادر يصلب طولة
اديله شويه ماية بردين يجروا الدم بعروقة واكلة يابني بينه
بقالة فترة كبيرة مكلش وضغطه نزل.
وائل: ينظر الي عبدالرؤوف بطرف عينه، جتدة على الفاضي
ال يشوفك يتغر فيك ويقول وحش؛ وانت ورق مش قادر تصلب طولك.
عبدالرؤوف محاولا التحدث، يحرك لسانه بضعف بعد جفاف حلقة يبتلع ارياقة كاشواق في جوفه.
عبدالرؤوف: والله يا أخى لولا ال زيي يحمد ربه ملايينا لمرات لان لساته عايش لداحين والله ال ريته ومريت بيه الفترة هاد تشيب الراس وتوجع القلوب وزيد يدك الثقيل واخدك على خوانه لى تقتلني وتتركنى بلا شفقه بين الحياه
والموت.
وائل: بالرغم مش فاهم قصدك بكلامك لكن تتعدل اشرب الاول واغسل وشك وكلك لقمتين، تصلب بيهم طولك، وابق نفهم حكايتك، ومين انت وزهور فيها ايه.
روحية تتلفت حول نفسها: صحيح اومال زهور فين.
وائل يشير لها على احدي الغرف.
وائل: بالأوضة اللى وراكي طوالي.
روحية ادارت جسدها تعالت ضربات قلبها وهي تخطو تجاه الغرفه كل خطوه تهبط دمعه حارقة تقف عند باب الغرفه تشعر بانسحاب روحها بيد مرتعشة تضع يدها على مقبض الباب تشعر بلفحة هواء بارد ضربتها ليختل توازنها مع مداهمتها ذكرى طالما جاهدت في محوها من ذكرتها تزامنا مع شعورها بتلك البروده التي شعرت بها لتدخل الغرفة مع تزايد ضربات قلبها لتقع عينيها على زهور وهي متكورة حول نفسها وتضم يدها إلي صدرها وجسدها ينتفض تشعر بارتجاج الفراش من شدة ارتجاف زهور لتسرع تجاهها تجلس بجوارها على الفراش تمسد على جبهتها تشعر ببرودتها تخفض وجهها وتقترب منها تسمع هذيان زهور ومناداتها على أحد لتعتدل وتتمدد جوارها متكئة على إحدى يديها والاخر تمسد بها علي رأس زهور وجبهتها، تعاودها ذكري مشابه لها من سنوات وهي في عمر زهور، تنظر وعينها مثبته أمامها على المرأة تتذكر.
روحيه انتظرت بكر في مكانهم المفضل ذالك المكان السري الذي يلتقيان به بعد عودتها من المدرسة ظلت فترة جالسة، تنتظره دون جدوى لتعاود الرحيل لمنزلها، لكن فضولها مع
شعور سيطر عليهم بحدوث خطب ما صارت تجاه المنزل في بعد وقت الظهيرة مع اشتداد حرارة الجو وخلو الطريق من المارة اتجهت نحو بيت بكر تتلفت يمين ويسار وخلفها تري هل أحد مار بالطريق رآها لتتنفس براحه وتدق علي الباب ليفتح معها لتشعر بوجود خطب ما لتنادي على بكر عدة مرات، لتدخل سريعا للمنزل وهي تستمع لصوت عواء كلب يقترب منها تدلف للداخل تنظر الى المنزل بإبتسامه وهي تري المنزل أعدّه بكر مثلما أخبرته به،لتدخل لإحدى غرفه وهي تسمع صوت شخصان يتحدثان خارج البيت ودولوفهم للداخل لتطمئن وهي تسمع وترى من ثقب في مقبض الباب بكر والشخص يدخلان اثاث للغرفة المجاورة ليغيبا في الغرفه يدخل بكر ويخرج حامل قطع من الأثاث
بعد وقت خرج الشخص واغلق الباب الخارجي وظل بكر بالغرفة لتتنفس الصعداء واتت تفتح الباب لتخرج فجئت
ببكر يدخل الغرفه ليصدم هو الآخر من وجودها.
لتشهق برعب تخرج الكلمات من فمها بصعوبة وما زاد من توترها وقوف بكر أمامها عاري الصدر،ليقترب منها بكر يسالها!؟
بكر: روحية! دخلتي ازاي هنا!؟ ومن امتى وانتِ هنا؟
روحية: تبتلع لعابها أنا أنا قلقت عليك لما مجتش في معادنا
قلت اجي اطمن عليك، لقيت الباب مفتوح كنت همشي بس لقيت كلب برة خفت دخلت واول ما بعد ولسه هخرج سمعت صوتك انت واحد معاك خفت يشوفني جريت استخبيت في الاوضة دي وكل ما أخرج الاقيك رايح جاي تدخل عفش.
بكر بسعادة: اسف يا حبيبتي خالتك تقلقي عليا، غصب عنى عبال ما نزلت البندر و جبت اوضة النوم اللى كانت عجباكي في بيت ابن خالتك وجبت كام حاجة عجبتني ويارب يعجُبكِ، واكيد ربنا بيحبني عشان تشوفيها بنفسك
ولو معجبكيش لونها الحق أغيرها.
روحية بفرحه: بجد يا بكر جبت اوضة النوم ! بس دي غاليه اوي جبت فلوسها منين وانت خلصت ورثك في بناء البيت.!؟
بكر: تعالي بس شفيها عشان لو حاجه مش عجبتك الحق اغيرها وبالمرة تقولي ط الحاجات اللي جبتها لك.
دخلت روحية لغرفة النوم تكاد تطير من الفرحه وهي ترى تلك الغرفة بلونها الذهبي ذو النقوش الفرعونية تدور بالغرفه حول نفسها بسعادة لتقف وهي ترى بكر يقوم بفتح خزانة الملابس تنظر إلي الملابس المعلقة بذهول! تقترب منها تمسها بيدها تخرج أحدهم تضعه علي جسدها و تنظر إلى المرآة وتلتف بفرحة غامرة تجاه بكر تشكره على تلك الهدايا التي أحضرها لها، تعاود النظر للمرآة تنظر بها لتفتح عينها وتستدير لبكر وهو يرفع بيده حقيبة هدايا مخرج منها كندارة
بيضاء ذو كعب عالي مدبب كما تمنت في مقابلة بينهما أن تسمح لها والدتها بشراء واحدة، تخطفها من بين يديه وتنحني وترتديها بقدميها تخطو خطوتين وتتعرقل أخرى حتى نجحت في الاعتدال تبتسم ل بكر الذي ينظر لها بعشق تخطو تجاهه
خطوة والثانية وتتعرقل لتسقط بين يديه ويسقطان سويا على الفراش وسط شهقاتها ينظران الى بعضهما ليتوهان معا في دوامة لم يفيقا من تلك الدوامة الا علي صرخة روحية بعد شعورها بألم لينتفض بكر يلملم ملابسه ويعتذر لروحية التي تبكى وتصق وجهها.
بكر: يقترب منها روحية سامحنى والله ما حسيت بنفسي سامحني سامحنى لا انا ولا انت خططنا لده واوعدك، هتقدملك قريب اوي اكمل تجهيز باقي البيت وعشان تطمني هكتب ورقة اعترف انك مراتى وال حصل ما بينا ده انا مسئول قدام ربنا والقانون بنتيجته، موافقة يا روحية موافقة .
روحية: ببكاء تحاول النهوض وتهز رأسها بالموافقة.
بكر: خليك مرتاحه هجيب ورقة وقلم وهاجي بسرعه.
قليلا وعاد بكر بورقه وكتب كل ما قاله واعطها الورقة بعد ان كتب واقر بكل شئ ساعدها بالنهوض يتركها ترتدي ملابسها وخرج ينتظرها،حتى انتهت وخرجت من الغرفة تزيح دموعها، ينظر لها بكر بشفقة يعتذر منها ويسير أمامها يفتح باب المنزل يتفقد الطريق ليخرج أمامها وتلحقه هي تخرج من المنزل تسرع خطاها مبتعدة عن المنزل حتى بعدت عنه، مرت الايام وهم يتقابلوا بمكانهم السري، واعترف بكر لشفيق برغبته بخطبة روحية ويريد مساعدته
لإقناع والده وزوجة عمه ليستغلها شفيق لمصلحته للإيقاع بأحلام وإقناعها بحبه لها، لتمر الأيام وتنجرف مع بكر في متاهة أعمق لتنتج تلك الدوامة بوحدها وائل.
لتزيح دموعها المتساقطة وهي تسمع أنين زهور ومناداتها بصوت ضعيف على شخص وتصمت مرة أخرى.
___________
زهور ترى فى منامها فتاة ترتدى ملابس مزخرفه بالوان متداخلة تدور حول نفسها تتطاير تنورتها لأعلى وهناك شخص يقف بعيد مناديا عليها يفتح يديه وعلى وجهه ابتسامة متسعه، وهناك صوت من بعيد يحثها بالذهاب إليه، لتفيق من نومها ببتسامه وهي تشعر بيد تتلمس وجنتها بحنان تفتح عينها عدة مرات، تتأكد من بجوارها.
زهور: سيتي روحية قالتها بصوت يكاد يسمع.
روحية: بابتسامة ايوة ستك روحية يازهور.
لتعتدل روحية وزهور لازالت كما هي ممددة بالفراش تضم تلك الأوراق لصدرها.
روحية: بشفقه احكيلي يا زهور ايه ال مزعلك وأحلام مجتش معاكي ليه، في حاجه حصلت ما بينكم.
زهور: تشعر بصداع تغمض عينيها من شدة المها لتبكي ترتمي بأحضان روحيه التي تربت على يدها بحنان أموي
لتقص على روحية كل شئ ومعرفتها بموت والدها حتى مجيئها للبلدة مع عبدالرؤوف.
روحية تحدثها بحزن تطيب من وجعها: يااه يازهور الجدع ال برة ده ربنا وقعه في طريقك عشان تنقذه من الموت ووقعك في سكته عشان ينقذك من نفسك سبحان الله فعلا ربنا مخلقش حاجه ضارة أبدا فكري كده لو كنتي رجعتي لبيت ستك احلام بالحارة مكنتيش هتشوفي الجدع ده ولا هتنقذ يه وممكن وقتها كانوا قتلوه ولا ذبحوه،وكمان انتي لو كنتي لسة هناك قريتي الكلام ده كنتى عملتى ايه اول حاجه كنتي هتعمليها ايه هتنتقمى من الكل اولهم امك وعائلتك لكن لما جيتي هنا وانقذتى الجدع وقريتي كل كلمة كتبها ابوكي وعرفتي جزء من الحقيقة أكيد في حاجه جواكى اتغيرت إترحمى على ابوكى اترحمي عيله يا زهور ونفذ ى وصيته.
زهور ببكاء تغمض عينها تشتد بضم الاوراق بيدها تبكي وتترحم على أبيها .
روحية: تربت على كتفها بحنان هسيبك شوية مع نفسك وهخرج اطمن وائل والجدع ال برة تكوني هديتى وفكرتى شوية ولما تحسي انك بقيتي احسن نادى عليا يا تخرجي تكلي لك لقمة تُصلبى بيها طولك وتقدرى تفكرى فى ال جاى.
تومى زهور برأسها بالموافقة وتخرج من الغرفة فور خروجها تجد وائل وعبد الرؤوف يقفان أمامها يسألونها عن زهور وما بها وكيف حالها؟
تشير لهم بالجلوس وتقص عليهم كل ما قالته زهور لها،
تنظر بحزن لعبد الرؤوف وتحدثه.
روحية: سبحان الله ربنا نجاك على ايد زهور وفي نفس الوقت ربنا نجها من نفسها لتصمت وهي تري باب الغرفة
يفتح وزهور تخرج من الغرفة تحمل بيدها حقيبة يدها .
__________
زهور: بعد خروج روحية جلست لدقائق تفكر في كلماتها، لتجمع الأوراق وترتبها واعادتها بالمظروف ووضعتها بحقيبتها هبطت من على الفراش تهندم ملابسها وتزيح عبراتها المتساقطة تعيد تنظيم حجابها وقفت أمام المرآة
زهور: لازم ارجع قوية ال جاي مش سهل ومش صعب، بس
كله متوقف على سلسبيل وباقي الحقيقة وقتها بس هحدد انتقم واخد حقى وحق ابويا ولا أكتفي باخد ورثى وابعد، بس فى الاول لازم اتغير وانسي طيبة قلبى لازم ادوس على قلبى وامحى كل الخوف ال جوايا ااه الخوف الكلمة دى لازم تنتهى من قاموسي تسحب نفس عميق وتخرج من الغرفة.