رواية زواج بلا قلب الفصل الثامن والستون 68 والاخير بقلم ادم نارو


    رواية زواج بلا قلب الفصل الثامن والستون والاخير

(الليل غرقان في ضلمة حالكة، متقطعة بلمبات ضعيفة متوزعة حوالين أطراف المزرعة. ريحة التراب والحطب مالية الجو، والهوى تقيل كإن الدنيا واقفة مستنية حاجة تحصل.)

(آدم واقف في نص الساحة، ماسك مسدس في إيده، أنفاسه سريعة لكن عنيه ثابتة. صوت رصاص بيتردد من بعيد، وصرخات رجالة بتختفي وسط السكون.)

آدم (بهمس عصبي):
– فينك يا حاج...

(يجري بخطوات سريعة ناحية الحظيرة، سلاحه متشبت في إيده. وهو بيقرب، يسمع صوت خشب بيتكسر وباب بيصرّ.)

(آدم يقف فجأة، يلزق في الحيطة، يسمع رجالة جايين من بعيد بتهامسوا.)

أحد الرجالة:
– لازم نلاقيه.
رجل تاني:
– خلينا ندور في الجهة التانية.

(الرجالة يبعدوا، آدم يتنفس بعمق و يكمل جريه لحد ما يوصل للحظيرة. يرفع مسدسه يصوب... بس يتفاجئ إن أبوه الحاج التامي وماهر مستخبيين جوا.)

الحاج التامي (مصدوم):
– آدم؟ إيه اللي بيحصل؟ الأصوات دي مين دول؟

آدم:
– عارف عندك مليون سؤال... بس دلوقتي مش وقتها. روحوا البيت. أول ما تجتمعوا، هيخرجوكم بره المزرعة.

ماهر (مستفز):
– إنت بتقول إيه؟ مين الناس دي وعايزين مننا إيه؟

آدم (بحزم):
– ماهر... اسمعني. إحنا كنا إخوات ولسه بعتبرك أخويا رغم اللي عملته فيا، عشان عارف إنك ماكنتش بإرادتك. بس لو لسه بتحترم أخوك الكبير، اسمع كلامي وروّح البيت... هناك هيحتاجوك أكتر.

(ماهر يبصله شوية وبعدين يومي برأسه بالموافقة.)

الحاج التامي:
– اهتم بنفسك يا ابني.
آدم:
– تمام.

(يمشي ماهر مع أبوه. بعدها آدم يتنهد ويروح بكل ثقة خطوة خطوة ناحية الرجالة. يلاقي اللي واقف قصاده "مراد" شريكه القديم. آدم ماينصدمش كإنه كان عارف.)

آدم (ببرود):
– أهلين مراد.

مراد (ساخر):
– أهلًا آدم... بقالنا كتير ما شفناش بعض. وحشتني!

آدم:
– اللي زيك مستحيل يوحشوا حد... خونة كلكوا خونة و كمان جباء ، جايلي بالليل وفي وقت مش معايا رجالي.

مراد:
– عشان إنت نقطة ضعفك إنك وحيد.

آدم (بابتسامة غامقة):
– مين قالك إني عندي نقطة ضعف؟

مراد (متفاجئ):
– قصدك إيه؟

(رجالة آدم يطلعوا فجأة من كل ناحية. عددهم كبير جدا . مراد يتفاجئ، كان فاكر آدم لوحده.)

مراد (مصدوم):
– إزاي عرفت إني هاجي؟

آدم:
– إنت فاكر نفسك أذكى واحد؟
(المشهد ينتقل عند سمية وهي في أوضتها. فجأة يرن تليفونها. مساعدها يبلغها الخبر الصاعق: آدم هو ابنها الحقيقي. سمية تتصدم وتخرج تجري.)

(الحراس يمنعوها. صوتها يوصل للحاج التامي وهي بتصرخ  اللي بيجري هو وماهر.)

سمية (بجنون):
– سيبوني! سيبوني أروح لابني!

الحاج التامي:
– إيه يا سمية؟ إنتي اتجننتي؟

ماهر:
– اهدّي يا ماما أنا هنا!

سمية (بدموع):
– مش قصدي إنت... قصدي آدم! (تبص للحاج) آدم ابني يا حاج!

(الجميع يتصدم.)

الحاج التامي (مذهول):
– وأخيرًا عرفتي... بس في الوقت الغلط.

سمية (بإصرار):
– بتكلم بجد... ثرية ضحكت علينا. الولد اللي مات وأنا  بنجبوا هو آدم.

الحاج التامي (مصعوق):
– إيه؟ إيه الهزار ده؟ مستحيل... أنا دفنته بإيدي!

سمية:
– وأنا كمان ماكنتش مصدقة... بس دي تحاليل  ده ابني!

(تمد أوراق التحليل. الحاج يقرأها وينصدم. سمية تستغل انشغالهم وتهرب تجري ناحية آدم. الحاج التامي يلحقها هو وماهر.)

سمية (بتصرخ):
– ابني... آدم! آدم!

(الرصاص مالي المكان، والدخان مغطي الساحة. صرخات وناس ساقطة على الأرض.)

(آدم يشوفها وسط النار، يتجمد من الصدمة.)

آدم (بصدمة):
– إيه اللي جابها هنا؟!

(رصاصة تتوجه ليها، لكن الحاج التامي يرمي نفسه قدامها. تصيب كتفه. آدم ينهار.)

آدم (بأعلى صوته لأول مرة):
– باباااا! لااا!

(آدم يجري له، يشيله بين دراعاته.)

سمية:
– الحاج لا !  مش ممكن تروح وتسيبني.

آدم (بدموع):
– بابا... إنت بخير؟  بتتوجع؟

الحاج التامي (بابتسامة رغم الدم):
– بخير ..... صدقني دي أجمل لحظة في حياتي. سمعتك أخيرًا بتناديني "بابا". سامحني يا ابني على اللي عملته فيك.

آدم (والدمع مالي عينيه):
– مسامحك... أنا أصلًا عمري ما زعلت منك.

(يبص لماهر.)

آدم:
– خد بابا وامشوا  بسرعة... وصّله المستشفى.

ماهر:
– حاضر.

(ماهر يسند أبوه ويمشي. آدم يسحب سمية يتخبوا ورا حيطة.)

آدم (بعصبية ممزوجة بالدموع):
– مش قلتلك تفضلي في أوضتك؟ ليه بتعذبينا؟ ليه بتحبي تشوفيني ضعيف؟! روحي من هنا!

سمية (منهارة):
– والله ما هسيبك غير لما تسامحني... سامحني يا ابني.

آدم:
– دلوقتي؟! لاقية وقت غير ده؟

سمية (بتبكي):
– أيوة... دلوقتي. أنا كنت غلطة... نيران الغيرة عمتني. سامحني.

آدم (بغضب وصدمة):
– ليه؟ ليه دلوقتي؟ وليه غيرتي رأيك؟

سمية (بدموع):
– عشان إنت ابني... ابني الحقيقي يا آدم.

آدم (مصدوم):
– إيه؟ إنتي بتخرفي؟

سمية:
– والله العظيم إنت ابني.

آدم (مشدوه):
– لا... لو جننتي قوليها. أنا وإنتي عارفين إن أمي هي ثرية.

سمية:
– والله ما بكذب...

(مراد يوجّه سلاحه عليهم. سمية تدفع آدم وتاخد الرصاصة بداله. تقع والدم ماليها.)

آدم (بيصرخ):
– لااااا!

(يجري عليها، يحاول يفحصها بخوف.)

آدم (مترجف):
– ليه؟ ليه تعملي كده؟ ليه تخليني ضعيف؟

سمية (وهي بتنزف):
– سامحني... ده أقل حاجة أعملها عشانك.

آدم (بيبكي وهو شايلها):
– عمري ما كرهتك... حتى وأنا مش فاهم ليه كنتي قاسية. سامحتك من زمان.

سمية (بابتسامة ضعيفة):
– الحمد لله... هموت مرتاحة دلوقتي.

آدم (منهار):
– لا... مش هسيبك! أنا أول مرة أحس إني عندي عيلة. مستحيل تروحي وتسيبيني.

(مراد يقرب ساخر.)

مراد:
– ياااه... منظر يستاهل. آدم السيوفي بيبكي! لو كنت عارف، كنت قتلتها من زمان.

آدم (بعين حمراء):
– هتدفع تمن غالي... على كل حاجة عملتها.

مراد:
– إزاي؟ هاقتلك إنت وأمك، وبعدها أختك وأخوك وأبوك... وبعدها مراتك ليلى الحلوة. هخليها مراتي وأعذبها.

آدم (بغضب قاتل):
– لو قربت من عيلتي... همسحك من الدنيا.

(فجأة صفارات الشرطة تملأ المكان. عربيات الأمن تدخل وتقبض على مراد ورجالته. مراد مذهول يبص لآدم.)

مراد:
– إزاي؟

آدم (يقرب منه ويتمتم في ودنه):
– شكلك لسه ماعرفتش يعني إيه تبقى قصاد آدم السيوفي.

(مراد يتسحب للسجن. سمية تتحول للمستشفى. آدم يرجع البيت، يلاقي ليلى بتجري وتحضنه.)

ليلى (بدموع):
– آدم؟ كنت خايفة عليك!

آدم:
– متخافيش... أنا هنا. ووعدي ليكي مش هكسره أبدًا.

(يدخل شرطي.)

الشرطي:
– السيد آدم... لازم تيجي معانا مركز الشرطة عشان الإجراءات.

ليلى:
– ليه؟ هو ماعملش حاجة!

آدم:
– متخافيش يا ليلى... مجرد إجراءات. هخلص وأرجع. إنتي روحي ارتاحي.

ليلى:
– بس متتأخرش عليا.
آدم:
– أوعدك.

---

بعد سنتين:

(العيلة كلها قاعدة في الحديقة. بيحتفلوا بعيد ميلاد ابن آدم وليلى "أكرم". سمية والحاج التامي اتعافوا وبقوا كويسين. أسية اتخطبت لراجل بيحبها لشخصيتها. ماهر رجع يشتغل في الفندق ولميس اشتغلت معاه وبدأت مشاعر بينهم. مراد انتحر في السجن خوفًا من مواجهة آدم. عز الدين اتعاقب واتعلم الدرس.)

(آدم يبص لليلى وهي شايلة ابنهم، ويبتسم.)

تمت بحمد الله 

تعليقات