رواية من اجل ابنائي تزوجتك الفصل السادس 6 بقلم صفاء حسني


 رواية من اجل ابنائي تزوجتك الفصل السادس 

ناهد مسحت دموعها بسرعة، قلبها بيدق بعشوائية، وحست بكلام حسام زي الصاعقة.

ناهد وهي متلخبطة ووشها محمّر:
ـ أنا وإنت إزاي يا دكتور؟!

ابتسم حسام بهدوء وهو بيحاول يخفّف توترها:
ـ أهيه طلعت دكتورة حلوة منك.

ناهد رفعت عينيها له، ولسه الحرج ماليها:
ـ آه... ما هي ساعات وساعات كده.

ضحك حسام وقال وهو بيهزر:
ـ يعني عندك حالة... ساعة تروح وساعة تيجي؟

قهقهت ناهد من غير ما تاخد بالها، ضحكة بريئة وخرجة من قلبها، تخطف الأنظار. حسام اتأملها وهو بيبتسم من غير ما يحس بنفسه.

قال لها بنبرة إعجاب:
ـ قلتي إيه؟

ناهد وهي لسه بتضحك وبصوت متقطع:
ـ في إيه يا... دكتور؟

قرب منها حسام أكتر وبصوت واثق:
ـ برافو عليكي... هو ده المطلوب. قبل ما تتكلمي، حاولي تدققي في الحروف الصح. وواحدة واحدة... وأنا معاكي. في حضني، وفي بيتي... هتتكلمي أحسن من بنات مصر كلها.

الكلمات وقفت ناهد مكانها. عينيها لمعت، مش عارفة ترد من المفاجأة والحرج. قلبها لأول مرة حس إنه بيتخطف من مجرد كلمة.

ناهد بخجل وهي بتتهرب بعينيها:
ـ طب... إنت سألت بابا؟

حسام بابتسامة جانبية:
ـ يعني موافقة؟ لو موافقة... أنا أروح أسأله.

ناهد بكسوف شديد وهي بتجري تسيب المكان:
ـ روح اسأل بابا!

حسام نادى عليها وهو مش فاهم خجلها:
ـ مش فاهم... إنتِ موافقة ولا لأ؟

في لحظة، كانت ناهد اختفت من قدامه، وسابته محتار، قلبه بيدق بسرعة. وبعد دقيقة، ظهرت تاني من بعيد، وقالت بصوت منخفض مليان خجل:
ـ السكوت علامة الرضا... ومافيش بنت ليها رأي قبل موافقة أبوها... وأنا بنت العمدة.

ضحك حسام من قلبه وقالها بصوت عالي:
ـ وأنا بحبك يا ناهد.

ناهد وشها احمّر أكتر، جريت بسرعة على أوضتها، قلبها بيخبط كأنه هيوقعها من مكانها. أول ما قفلت الباب، مسكت التليفون، واتصلت بصاحبتها إبتسام، مش قادرة تمسك نفسها من الفرحة والخوف في نفس الوقت.

✨ من أجل أبنائي تزوجتك – صفاء حسني الطيب

الفصل السادس 

كانت ناهد لسه مش مصدقة اللي حصل، دموعها لسه سايبة أثرها على خدودها، لكن ضحكتها مع حسام كسرت الحاجز اللي بينها وبينه.
دخلت على صديقتها ابتسام تكلمها بلهفة:

ابتسام: "أخبارك إيه يا وحشة؟ مش بتسألي من بعد الامتحانات."
ناهد: "الدكتور حسام طلب إيدي للجواز."

ما لحقتش تكمل، فتحية دخلت تنادي:
فتحية: "اتفضل عند العمدة، بيقولك الغدا جهّز."
حسام: "حاضر."

جلس حسام على سفرة العمدة مع الرجال الكبار، وبعد ما خلصوا الأكل، قام العمدة عباس يعرّف بيه:
عباس: "أعرّفكم… ده تكتورة بتي في الشامعة، ودي شهادتها، طلعت من الأوائل هناك."
الرجال: "ألف مبروك يا حضرة العمدة… عقبالك تفرّح بيها وهي عروسة."

ابتسم حسام وقال قدام الكل:
حسام: "إن شاء الله بعد شهر من النهاردة، لو حضرت العمدة موافق، هتجوز أنا وناهد."

اتصدم عباس من المفاجأة:
عباس: "حضرتك بتتكلم بجد يا دكتور؟"
حسام: "آه يا عمي. أنا دكتور في الجامعة، وأبوي رجل أعمال معروف في مصر. أمي متوفية، وعندي أخ بيدرس زي ناهد. ليا الشرف إني أتجوز بنت حضرتك، ذات الأدب والأخلاق."
عباس: "أكيد ليا الشرف يا ابني… ما دمت دخلت من الباب، تبقى ابن أصول. وأنا ما تمنيتش لبنتي أكتر من كده."
الرجال: "ألف مبروك يا حضرة العمدة، ألف مبروك."
حسام: "هرجع مصر أبلّغ أبوي، ونيجي نتكلم في كل حاجة."
عباس: "ودي الأصول يا ابن الأصول."

رجعت ناهد تبشر صاحبتها.
ابتسام: "بتتكلمي جد؟ المعيد حسام الحسيني بنفسه؟"
ناهد: "آه والله، لحد دلوقتي مش مصدقة."
ابتسام: "عجيبة دي! جيه إمتى عندكم؟"
ناهد: "من ساعة تقريبًا… كنت فاكرة جاي بخصوص نقلي، لما قولتيلي عن قرار الجامعة."
ابتسام: "هو سحره في دقايق ولا إيه؟ ازاي نطقك اتعدل كده؟"
ناهد: "مش عارفة… حسيت لازم أركز في كل كلمة."
ابتسام: "ماشي يا ناهد… الدكتور هيساعدك تصلحي النطق بس بطريقة تانية خالص… بحضنه بقى! أنا بحسدك يا بت."
ناهد: "و حياة أمك متقوريش."
ابتسام: "ده أنا بس؟ كل الجامعة هتغير منك!"

وفعلاً، في ساعات قليلة، الخبر انتشر. ووصل لفارس.

كان سامح وأحمد قاعدين على القهوة في الكلية.
سامح: "سمعتوا نكتة الموسم؟ الدكتور حسام، أخو فارس، هيتجوز ناهد!"
أحمد: "ناهد؟ اللي كل حروفها ملخبطة؟ حتى اسمها بتقوله بالـ ت مش الدال؟"
مكارم: "بلاش تنمّر يا جماعة. البنت متفوقة وشاطرة، وزين ما اختارها الدكتور حسام."

فجأة دخل فارس، سامح لمّح له:
سامح: "ألف مبروك لأخوك على ناهد!"
فارس (مندهش): "مش فاهم… إيه اللي بتقوله؟"
أحمد: "بلاش تمثيل علينا. عايز تفهمنا إنك مش عارف؟ أخوك سافر وطلب إيد ناهد عباس."

وش فارس قلب ألوان من الصدمة:
فارس: "مستحيل… ناهد دي بتاعتي أنا!"
سامح: "إيه الهبل ده؟"
فارس (بغضب): "أنا بتكلم جد! بحب ناهد من زمان، وكنت ناوي أخلص دراستي وأطلبها. بس حسام… هو دايمًا ياخد كل حاجة. والله ما هينولها!"

سابهم فارس وجرى على مكتب أبوه.
فارس: "سمعت اللي حصل؟ ابنك الكبير اتجنن… رفض سها وجري يتجوز بت فلاحة!"
محمد الحسيني (مصعوق): "إيه؟ مين قال الكلام ده؟"
فارس: "الجامعة كلها بتتكلم."
محمد الحسيني (بحدة): "لا وألف لا! لو حصل مش هياخد مني مليم."

ابتسم فارس بخبث:
فارس: "صح كده… ومع الوقت الكل ينسى، وأكون أنا اللي واقف على رجلي وأتجوزها."

لكن خطته ما مشيتش. حسام واجه الإدارة لما سمع إنهم رفضوا ناهد.
حسام (بغضب): "مشكلتكم إيه؟ إنها ما تبقاش معيدة؟ رفدتوا البنت؟"
المدير: "وإنت كمان هيتحاسب عليك… وعدتها بحاجة وإنت عارف القرار."
حسام: "تمام. أنا كمان مستقيل… وألف كلية تتمنى تاخدني أنا ومراتي. سلام."

ومن ساعتها، الجد الكبير وقف ضد حسام بسبب دسائس فارس.

✨ من أجل أبنائي تزوجتك – صفاء حسني الطيب

جلست ناهد مع بسنت في غرفة هادئة، عيونها مليانة دموع ووجع. بدأت تحكي كل اللي حصَل:

ناهد: "أنا ما كنتش عارفة ليه كان بيحاربني كده في كل مكان… حتى الجامعة. أبويا وافق على حسام وكتبنا الكتاب، وعزمنا سها ومحمود في فرحنا. جدّك ما حضرش، ولا عمّك… واتنقلنا على إسكندرية. اشتغلت هناك في كلية، وأنا كملت تعليمي… وإنتي جيتي. فضلنا هناك بعيد عن الطمع وعن جدّك ٧ سنين."

استمرت ناهد، بصوت مليان حزن:
ناهد: "أبوكي اتعين في شركة كبيرة، لحد ما اكتشف إن عنده مشكلة في القلب. وقتها طلبت منه يسافر يتعالج بره، بس هو رفض… عنيد جدًا. ومن يوم ما قرر يسيّب كل اللي في نظره بألف وش، هو يرتاح… بس الحزن بيفضل في القلب. خصوصًا لما أبوه هدده يكتب كل حاجة باسم فارس. حصلت له أزمة، ونُقل على المستشفى… وقالوا له إن شريان ضيق محتاج يتغير، وضرورة السفر عند دكتور كبير بره. أبوكي رفض ورجعنا القاهرة. وقتها اتلغت العمودية، وأبويا كمان ما استحملش وراح فيها… أمي عاشت معايا وباعت كل حاجة تخصنا عشان يعملوا العملية، بس هو رفض برضه."

نظرت بسنت بقلق:
بسنت: "حقيقة إيه يا ماما؟"
ناهد (بضعف واستحياء): "أنا مش عايزاكي تكرّهي عمّك…"

بسنت: "بس حصل أي حاجة؟ لازم أكون عارفة كل حاجة عشان أقدر أدافع عنك."

ناهد: "أنا اتصلت بعمّك بعد ما ابتسام أقنعتني إني لازم أتكلم معاه كصديقة من الجامعة… فعلاً اتصلت."

ناهد: "ألو… ممكن أكلم أستاذ فارس؟"
فارس: "أنا فارس… إنتِ مين؟"
ناهد: "أنا ناهد عبّاس، مرات أخوك."

فارس انصدم وفرح:
فارس: "بس ناهد؟ لا أكيد إنتِ بتضحكي عليّ."
ناهد: "أخوك تعبان جدًا… محتاج عملية ضروري في الخارج، لازم تنقذوه."

غضب فارس أخذ مجراه:
فارس: "يعني المرة اللي اتكلمتي فيها، عشان حسام ماشي؟ لازم أستغل الفرصة وأوقعكم في بعض."
ناهد: "أخوك تعبان… وده مش وقت الكلام دا!"

ناهد: "أنا مش مصدقة… هو أنا عملت فيك إيه؟ ليه حاربتني أنا وحسام طول السنين دي؟"
فارس: "هو أخدك منّي… وكنت لازم أعرف."

ناهد (بغضب ودموع): "مش عايزة أسمع حاجة تاني… جوزي تعبان… اللي هو أخوك… وأنت بتتكلم في الماضي!"

حاولت ناهد تقف، وتمكّنت، وغادرت المكان.
فارس: "صدقيني أنا بحبك… وفي يوم هتكوني ليا."

ظهر سامح:
سامح: "إيه رأيك يا باشا… قدرت تجيبها هنا!"
فارس: "فين الصور؟"

مي كانت مذهولة:
مي: "انت صورت مرات أخوك؟ ده إنت شيطان!"
فارس: "كان لازم… عشان ترجعلي، وعرفت إنه تعبان أوي."

قررت ناهد الانتقال بعيدًا: باعت شقة الإسكندرية، ونقلت بسنت معها.

ناهد: "مش مهم يسوء سمعتي… المهم إنكم تفضلوا في حضني، إنتِ وإخواتك يا بسنت."
بسنت (دموع): "ربنا يخليكي ليا يا ماما… وهاذاكر وأكون دكتورة قلب عشان كل فقير يلاقي العلاج."
ناهد: "وعد يا بسنت."
بسنت: "وعد يا أحلى أم في الدنيا."
ناهد: "مش عاوزة أسمع منك تاني إن إخواتك مش إخواتك."
بسنت: "آسفة جدًا يا ماما… ومش هتكرّر تاني."

تمام 💛 هنسّق لك المشهد ده بأسلوب درامي سلس، مع الحفاظ على المشاعر الدقيقة والتتابع المنطقي للأحداث:

✨ الفصل الجديد – ناهد وبسنت وسيف

جلست ناهد مع بسنت في الصباح، تحدّثت بحزم وحنان:

ناهد: "أنا الحياة علمتني إن ما فيش أصدقاء، وعشان كده بمنعك إنك تعملي صداقات. بس لو حابة، خلود ممكن تروح كل سبت تذاكري معاها، لأن أجازتي يوم السبت، والحمد لله الشغل الجديد كفانا… ما بقيتش محتاجة شغل إضافي. وإخواتك بدأوا يكبروا، دخلوا ٣ إبتدائي، وأنا هعلمهم يعتمدوا على نفسهم."

بسنت حضنت أمها بحنان شديد:
بسنت: "أنا بحبك يا ماما… إنتِ أحلى أم في الدنيا كلّها."

ناهد بابتسامة: "وإنتِ كمان أجمل بنت في الدنيا كلها."

ومن هنا بدأت بسنت تلتزم بالذهاب كل سبت لخلود، وتذاكر معها بانتظام.

في المقابل، كل محاولة حازم للتقرب من بسنت باءت بالفشل، لأنها أقنعت نفسها أن الحب دمر حياة والدتها. كانت تعلم جيدًا أن حب عمها لوالدتها دفعه لارتكاب أفعال لا تُغتفر، حتى وصل به الحد إلى محاولة تشويه سمعة والدتها تحت ذرائع الحب.

ومع ذلك، كل يوم كان حازم يشعر أن حبه وإعجابه ببسنت يزداد…

أما مي، فكانت غاضبة بشدة، لأنها شعرت أن حازم بدأ ينجح ويتفوق في دراسته بسبب اهتمام بسنت، وأصبح هو وخلود مثال للتفوق والعمل الجاد، وتعلموا من بسنت درسًا مهمًا: مهما كانت الظروف المحيطة، لا بد أن تخلق كيانك الخاص، تمامًا كما فعلت بسنت بتعليم والدتها.

لكن للأسف، من كثرة حديث مي عن سيف أمام بسنت، وأحيانًا مدح والدتها لأخلاقه، بدأت مشاعرها تجاهه تتحرك تدريجيًا.

أما سيف، فكانت مشاعره تتحرك نحو ناهد بشكل واضح، ومرات الأيام كانت دائمًا تمر به في المدينة. كل يوم سبت كان يقف قبل أن تذهب بسنت، يتحدث معها، ويوصلها إلى منزلها بحجة أن مدير ناهد طلب منه ذلك… لكنه كان يريد معرفة كل شيء عنها: ما تحبه وما تكرهه، واستغل بسنت في ذلك.

سيف بابتسامة: "إنتِ دمك خفيف… مش زي ماما."
بسنت ضاحكة: "بالعكس، ماما دمها خفيف جدًا… وبتفطسني من الضحك لما تقلّد نفسها وهي صغيرة هههه، مش قادر أمسك نفسي."
سيف: "واضح إنك تحبي ماما أوي."
بسنت: "أكيد… دي ماما وبابا وكل حاجة ليا… ربنا يخليها ليا يارب."
سيف بفضول: "طب ليه ماما دايمًا عيونها حزينة؟"

وهنا يظهر التوتر الأول، فالموضوع بدأ يتعقد، وسيف يحاول الاقتراب من أسرار ناهد، بينما بسنت لا تزال توازن بين حبها لوالدتها وحبها للاطلاع على حياة الآخرين.

تعليقات