رواية بين نارين الفصل السابع بقلم هاجر نور الدين
_ أخيرًا لقيتك يا رورو؟
بسرعة حاولت أقفل الباب وأنا في عز صدمتي،
ولكن إبراهيم كان أسرع مِني لما زق الباب جامد.
وعلى أثر دا رجعت لورا من قوة الخبطة،
كنت قلقانة وخايفة ومش عايزاه يقرب أكتر.
إتكلمت بزعيق وقولت وأنا بصرخ:
= إبعد عني عايز إي تاني مِني، إلحقوني يا جماعة؟
قربت مِني هالة أختي وهند مراتهُ التانية واحدة حطت إيديها على بُقي تكتم صوتي والتانية مسكتني من دراعي تشل حركتي.
بصيت ناحية أختي وأنا عيوني بتتملي دموع من اللي بتعملهُ،
او كان جاي منها مكانش هيبقى فارق ولكن أختي!
بعدت نظرها عني وبصت ناحية إبراهيم وقالت بقلة صبر وقلق:
_ وبعدين هتعمل معاها إي بسرعة عشان صوتها دا ومتلمش الناس علينا.
إتكلم إبراهيم وقال وهو بيطلع حاجة من جيبهُ:
= هقولك دلوقتي هنعمل إي، هنعمل حاجة مشابهة باللي عملتها فيا.
الحاجة اللي طلعها من جيبهُ كانت حقنة،
شوفتها برقت بصدمة وأنا بحاول أفلت من إيديهم اللي بتشد عليا أكتر.
إتكلمت هالة وقالت بتساؤل وقلق:
_ هي إي الحقنة دي متفقناش على كدا،
أنا بساعدك عشان جاي تاخد مراتك بس!
بصيتلها بجنب عيني بسخط وإحتقار،
إتكلم إبراهيم بسخرية وقال:
= إي نار الأخوة إشتعلت فيكِ فجأة!
وبعدين لأ مبتعملش كدا عشان زوج وزرجتهُ إنتِ بتعملي كدا عشان الشقة يا مادية، ولكن هطمنك برضوا دي حبيبتي، دا مجرد منوم عشان نرجعها معانا القاهرة وهناك هنشوف هعمل إي معاها.
كنت كل دا بحاول على قد ما أقدر إني أفلت منهم برضوا،
لحد ما قدرت أعض إيد هالة اللي بعدتها عني ثواني بألم.
صرخت بصوت عالي ورجعت حطت إيديها تاني على بُقي،
إتكلم إبراهيم بغضب وهو بيحضر الإبرة:
_ إنتِ شكلك مش عايزاها تخلص على خير.
خلص جملتهُ وأداني الحقنة في دراعي مرة واحدة وسك صراخي المكتوم.
إتكلم إبراهيم بإبتسامة شرانية وقال:
= خلاص جه الوقت اللي أخليكي فيه تندمي على كل حاجة عملتيها معايا وبعد كدا هبقى أربيكِ بمعرفتي.
كنت بدأت أحس بدوخة وهبوط،
كنت بقاوم على قد ما أقدر لحد ما سمعت صوت هادي بيقول:
_ طيب وإنت عارف مين هيربيك إنت كمان؟
بصينا كلنا ناحية الصوت واللي كان صوت حاتم،
كان ماسك موبايلهُ وبيصور ڤيديو وهو ساند على الحيطة بهدوء.
إتكلم إبراهيم بصدمة وقال بزعيق:
= إنت مين وبتعمل إي هنا؟
ضحك حاتم بسخرية وقال:
_ أكيد اللي هيربيك الحكومة عشان إحما في بلد قانون ومتقبلش باللي بتعملهُ دا وحالة خطف وجايب ناس، عمومًا أنا سجات كل حاجة هنا.
خلص كلامهُ وقفل الڤيديو وحط الموبايل في جيب البنطلون،
إتكلم إبراهيم بغضب وقال:
= إمسح اللي صورتهُ وغور برا من هنا يلا عشان مخربش حياتك.
رد عليه حاتم وهو مبتسم وقال وهو بيشمر دراعات القميص بتاعهُ:
_ ودلوقتي برا الڤيديو في اللي هيربيك قبل الحكومة،
وهيعرفك إزاي تتعامل مع الستات وخصوصًا روميساء.
خلص كلامهُ ونزل بعدها ضرب في إبراهيم اللي مكانش بيعرف القتال خالص وكان مستقوي بفلوسهُ بس.
ودي كانت أخر حاجة شوفتها قبل ما أغيب عن الوعيوأنا سامعة صوت سرينة الشرطة.
فات وقت معرفش قد إي ولكنني فوقت لقيت نفسي على سريري.
كنت دايخة جدًا جدًا،
بصيت ناحية الشباك اللي كان مدخل إضاءة قوية وكنا بالنهار.
حاولت أقوم وأصحي جسمي اللي كان مرهق وأعصابهُ بايظة إلى حدًا ما.
فتحت باب الأوضة وكانت سارة أخت حاتم قاعدة على الكنبة ماسكة الموبايل.
أول ما شافتني قربت مني وقالت بتساؤل وقلق:
_ إنتِ صحيتي كويسة يا حبيبتي؟
إبتسمت بهدوء وقولت بتساؤل:
= الحمدلله بخير، إي اللي حصل يا سارة، فين حاتم؟
إتكلمت سارة وهي بتقعدني على الكنبة وبتقعد جنبي:
_ إستريحي بس كدا وعايزة أقولك إن حاتم من إمبارح بالليل في القسم مع الشرطة بيتابع حقك اللي عند إبراهيم بنفسهُ مع المحامي الشاطر بتاعنا عشان يضمن حبس إبراهيم.
إتكلمت بفرحة ولكن كنت بحاول أخفيها وقولت بقلق في نفس الوقت:
= الحمدلله، طيب هو حاتم مرجعش ليه لحد دلوقتي مش كتير كدا؟
إتكلمت سارة وقالت بإبتسامة:
_ لأ لأ دا العادي، هو لسة قافل معايا من شوية أصلًا سألني لو صحيتي وهو كان خلص وجاي في الطريق ومعاه الفطار.
إبتسمت وإتنهدت براحة،
كنت قاعدة مبسوطة بصراحة باللي عملهُ حاتم.
يمكن عشان دي أول مرة حد يعمل كدا عشاني ويبقى مهتم بيا وبصحتي وحياتي عشاني أنا مش عشان حاجة بتتقدملهُ في المقابل.
بعد شوية كان حاتم وصل وجاب مامتهُ معايا للشقة بتاعتي،
حضروا الفطار وقعدنا فطرنا مع بعض، بعد الفطار إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ يعني كدا خلاص يا حاتم إبراهيم كدا الأكيد مش هيخرج منها؟
إتكلم حاتم بإبتسامة وهو بيشرب الشاي وقال:
= خلاص إبراهيم أقل حاجة 10 سنين دا خطف وفي إتنين متواطئين معاه كمان، بس هما مشيوا يعني وأنا سلمتلهم الڤيديو بعد ما عملت غشاوة على وشهم عشان أختك بس.
خدت نفس كبير بسبب حمل وهم وقولت بتريقة:
_ أختي!
لأ كنت سيبتها هي مبقيتش خلاص.
سكت شوية وبعدين قال بتذكر:
= أه صح الڤيديو اللي صورتهُ ليه دا يهد شركاتهُ كلها،
ويخلي كل العملاء اللي عندهُ ميتعاملوش معاه تاني.
ودا شيء طبيعي عشان خايفين على مصالحهم،
فـ سيبت القرار دا ليكي لو ننزل الڤيديو ونفضح شخصيتهُ الحقيقية للناس ودا بعد ما عملت غشاوة عليكِ وعلى الإتنين التانيين وسيبت وشهُ هو بس.
إبتسمت بحماس وشكر حقيقي وقولت:
_ طبعًا نزلهُ مش محتاج تقولي، دا هدف مهم جدًا من أهدافي يا حاتم، أنا لازم أوقعهُ وأخليه حتى بعد ما يطلع بـ 10 سنين ميلاقيش حاجة، الـ 10 سنين دي قليلة عليه خالص وهتخلص بدون ما نحس.
إبتسم حاتم وقال بهدوء:
= والله إعملي اللي يريحك واللي حاسة إنهُ هيخليكِ راضية،
وبالنسبة للراجل اللي كلمناه إمبارح رد عليا وقالي إنهُ لقى مشتري للشقة بالمصنع، ومشتري تاني للعربية وهكذا أصل الحاجات دي يعتبر مهنتهُ الزباين.
إبتسمت بسعادة أكبر وقولت:
_طيب ياريت نعجل في الموضوع دا، وياريت لو النهاردا لإني خايفة يحصل حاجة كدا.
إتكلم حاتم بتساؤل وقال:
= حاجة إي دي؟
إتكلمت بهدوء وقولت:
_ إبراهيم كتب شقة من الشقق بتوعهُ لـ هالة أختي عشان تدلهُ على مكاني ودا اللي فهمتهُ من الكلام وهالة دايمًا كانت عينيها على شقة الزمالك.
إتكلم حاتم بنبرة إطمئنان وقال:
= لأ متقلقيش النهاردا هو كدا كدا هيخلص كل حاجة.
بالليل كنا فعلًا راجعين أنا وحاتم من برا بعد ما خلصنا كل حاجة وكل مشتري إشترى الحاجات دي.
حتى اللي إشترى الشقة بدأ يشتغل فيها من دلوقتي عشان خاطر هو عريس ولقاها لُقطة بالنسبالهُ.
إتنهدت براحة وقولت لحاتم قبل ما نطلع:
_ حقيقي يا حاتم شكرًا جدًا، أنا والله مش عارفة من غيرك كنت عملت إي بجد، حقيقي شكرًا شكرًا شكرًا.
إبتسم وقال بنبرة محرجة:
= متقوليش كدا بجد خلاص دا واجبي.
إبتسمت وسكتت، وعدت بعدها الأيام عادي جدًا.
لحد بعدها بيومين لقيت هالة بتكلمني وبتقول بكل بجاحة وزعيق:
_ هو إنتِ بيعتي شقة الزمالك؟
مين إداكِ الحق أصلًا دي شقتي أنا،
بقى أنا أتطرد الطردة دي لتاني مرة وبسببك…
قفلت السكة في وشها وهي بتتكلم،
بصراحة المشكلة الكُبرى في حياتي ما صدقت خلصت منها.
مش عايزة حاجة تعكر مزاجي تاني واللي زي هالة دي ميتزعلش عليه حتى لو كان أختي.
*بعد 4 شهور*
كان حصل أحداث كتير في الفترة اللي فاتت دي،
منهم الحلو ومنهم الوحش، منهم السعيد ومنهم الحزين.
كـ طبيعة الحياة والدنيا يعني،
ولكن أهم الأحداث إني أستملت ورقة طلاقي من أكتر من شهرين بعد ما الحكم إتنفذ.
وخلصت فترة العدة كمان بقالي شوية حلوين،
نفسيتي بقت أحسن بكتير وثبتت نفسي أكتر في الشغل.
حصل مشادات بيني وببن مريم كتير جدًا بسبب حاتم،
ولكن كنت على قد ما بقدر بتلاشاها.
لحد النهاردا قررت هي تمشي خالص وتسيب الشركة،
عارفين السبب كان إي؟
النهاردا كنت قاعدة في البريك عادي،
وحاتم كالعادة قاعد معايا بناكل.
هي جات كالعادة يعني وتطفلت علينا،
ولكن حاتم كالعادة برضوا إعتبرها مش موجودة.
طلع من جيبهُ فجأة وبدون سابق إنذار ورقة وعلبة خاتم صغيرة.
بصيتلهُ وبصيت للعلبة كذا مرة وأنا مش مستوعبة،
إتكلم بإبتسامة وقال:
_ إفتحيها!
مسكت العلبة وفتحتها كان جواها خاتم دهب،
الورقة كان مكتوب فيها كلمة واحدة بس:
"تتجوزيني؟".
مريم شافت الورقة واللي مكتوب فيها قامت بغضب وبتشنج وسابتنا ومشيت.
بصيت ناحية حاتم وأنا لسة مصدومة وفضلت متنحة شوية،
إتكلم بإبتسامة وقال:
_ تتجوزيني يا روميساء؟
شرقت في وسط أكلي وهو إداني مياه،
شربت وبعدين قولت بتوتر وأنا بقوم:
= مش عارفة، يعني أقصد موافقة، لأ لأ أقصد لازم تقعد مع عمي وخالي الأول.
خدت بعدها حاجتي ومشيت وأنا متوترة جدًا وهو بيضحك عليا.
بعدها فعلًا بإسبوع كانت خطوبتنا بعد ما قعد مع أهلي،
وإتفقنا إن الفرح كمان سنة بالظبط.
حقيقي يمكن كل اللي أنا مريت بيه صعب،
وكنت دايمًا بين نارين، سواء نار مازن أو إبراهيم.
ولكن متأكدة إن ربنا كان شايلي كل الخير بعد الأحداث دي كلها وإن كل دول كانوا مطبات وطُرق عشان توصلني عند حاتم.
عند جنة ربنا في الأرض، حاتم كان بمثابة جنتي الخاصة في الأرض اللي ربنا رزقني بيها.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
