رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والسبعون 74 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والسبعون 

زيدان يجوب الغرفة ذهابا وايابا، ممسك الهاتف في يده ينظر به كل ثانيه يكاد يسقط أرضا من القلق، قدماه لم تعد تحملاه 
ضربات قلبه سريعه، يشعر بالاختناق والبكاء،يعض شفتاه 
يكتم أنينه من العجز، يتلفت حوله جالس بشقة خالته لم يدخلها غير مرات لا تتجاوز أصابع يديه، اليوم هو حبسها حبيس غرفة، نعم متسعة لكن تطبق على روحه، إنارة خافضة،
تحيطه ذكريات، لم يعيشها ينظر بعين مرغوة بالدموع 
، علي تلك الصور المعلقة بالحائط حوله، يدور حول نفسه 

يتلفت بكل زاويه، صور لطفولة شقيقه، فرت دمعه هاربه 
سحب نفس عميق كتمه بداخله،يصرخ بصوت مكتوم باااه 
موجعه فالحنين غلبه، لذكرى يوم قضاه مع زياد بمفردهم، واعترافه بحبه لابنة عمه، هذا الحب الذي جلب كل هذه المتاعب؛ يلوم حالة على أنانيته فضل حبه لابنة عمه وشروط 

عمه المجحفة في حق والده وشقيقه، حتى يتزوج من هواها قلبه، نعم لازال يهيم بها عشقا، ولعل حبه أصبح عشق مجنون ليلى، لكن فى تلك اللحظه فقط شعر بجدران الغرفة يطبقون عليه يكاد يخنق،أغمض عينه تتدحرج دموعه متتاليه، وما أصعب تلك الدموع، تحرق كل جزء تتدحرج عليه، ما بهم اليوم هو وحبه السبب به هكذا يجوب بعقله، 

احن جزعه يضع يديه على ركبتيه يتنفس بصوت عالي، يرفع جزعه لاعلى يصرخ بصوت عالي، ليفتح باب الغرفة، يلتف لمن دخل، يسرع بخطواته يرتمي بأحضانه.
____
زهروان الأم فتحت باب غرفة شقيقتها لحظة دخولها لمنزلها، حنينها لشقيقتها الكبرى التى ربتها منذ صغيرها، كانت امها وابيها وكل عائلتها،حرمت حالها من الزواج حتى اطمأنت عليها زوجتها لمن احبته، ضحت بميراثها عندما تعثر عبدالرحيم وباعت ميراثها واعطته لها تساعد عبدالرحيم، 
عندما واجهتها لما فعلت ذالك منزل والدهم هو آخر ذكري لهم، اخبرتها بان سعادتها لديها أهم من كل أموال الدنيا، 

انتقلت لتعيش في منزل بالإيجار حتى لا تكون عبء عليها وعلى زوجها، راعتها كما ترعى  الأم رضيعها، تعود بذاكرتها فى احدى الليالى  كانتا جالستين على طاولة بعيدة عن الأنظار في إحدى الحفلات، التابعة للشركة، وأثناء جلوسهما، أت زوجها وهمس لها برغبة أحد رجال الأعمال، الأغنياء الزواج  من شقيقتها، بعد أيام من إقناعها وافقت، وتزوجت ذلك الشخص ولكن لم يرزقها الله بأطفال، تمر 

الأيام والسنين ولم تنجب زهروان، يمرض زوجها ويصبح قعيد الفراش تمرضه زهروان لأكثر من خمس عشر سنة، 
تفيق يوما على أسوأ خبر موت زوج شقيقتها، ومرضها بعدوى فيروسية، جعلتها  مصابة بمتلازمه تؤدي الى ضمور عضلات جسدها مع التقدم بالعمر، لم تستطع تمريضها ولا رعايتها، لم تستطع رد جميلها وتضحياتها، انهمكت بزوجها وأبنائها، عندما طلبت إحدى بناتها ترعها،رفض زوجها، 

وأرسل فلذة كبدها زياد طفلها الصغير الذي لا يقوى على رفع يده، يرعى خالته المريضة، بكت بقهر ظلمت أعز إثنين بحياتها،شقيقتها وابنها،  ثلاث عشر سنة  قضاها طفلها مع 
خالته، أصبح شاب يافع قوي الشخصية، تزوج باموال عملة راتبه الذي يتقاضاه من عمله في فندق خالته، وعمله بشركات والده، رفض رفض قاطع مساعدتها له، تزوج بفتاة كان يعشقها لا يخجل من اعترافه بحبه لها، كم غارت في تلك الفترة من إهتمامه بها، أحد عشر شهر مدة زواجه، كم تندم الآن بعد فوات الزمن من المشكلات التى فعلتها مع زوجته، 
كم تتمنى من رجوع الأيام  والسنون وتعتز منها  تدعوا الله بعودة حفيدتها، تتنفس رائحة ولدها، تحنو عليها، تعوضها عن سنوات شقها وحرمانها من والدها، تجلس على الفراش 

تتلمس موضع نوم شقيقتها تبكى بقهر ترفع قدمها وتتمدد مكان شقيقتها، تمد يدها للكمود جوارها تسحب إطار بع صورة لشقيقتها وولدها تغمض عينها بعد فترة طويلة  تنظر لهما. 
___
أحلام ويحى  ممددان علي الفراش  يحاوط يحيى أحلام بيده وأحلام تضع رأسها على صدرة. 
أحلام: يحيى تفتكر زهور فين دلوقتي، من وقت وائل ما طمنا عليها لحد دلوقتي، مش عارفين مكانها وبتعمل ايه. 
يحيى: متقلقيش يا أحلام مش دكتور حسن، اتصل من شوية وطمنك عليها ليعتدل مرة واحده جاذب يده من حول خصرها، الا قوليلي يا ست أحلام، دكتور حسن ده عرف نمرتك منين ولما رديت أنا، يقولى بكل برود، لو سمحت 
أنا طالب الست أحلام وعاوز أكلمها، هو فاكرنى سوسن ولا 
إيه.؟ 
أحلام:  والنبي انت فايق يايحيى هو ده وقته، وانا ايه عرفنى هو عمل كده  ليه، بس أكيد زهور هى اللى عطته الرقم. 
يحيى: والله لولا مسكت نفسي عشان عارف قلقك على زهور، لاكنت رايح ليه لحد المستشفى  مخرج عنيه من مكانهم، مش هنسي كلامه ليكى وهو بيقولك، لسه زي ما انتى يا ست أحلام، متغيرتيش زي القمر وصغيرة. 
أحلام: بضحك والله ما قدرة أنا كنت في ايه ولا ايه، ولا سمعته ولا رديت عليه، عقلى مع زهور. 
يحيى: مش خلاص اطمنتى عليها متقلقيش زهور صاحبة حق وجدعه والكل حواليها، وانا بلغت كام راجل تبعي  هيقتروها  فى كل مكان هتروحه واي، حاجه غريبه يحسوا بيها هيبلغونى. 
أحلام:  مش عارفه  ليه قلقانه عليها، يا حبيبتي   في يوم واحد مر عليها  سنين  وجع وحزن سنين حرمان عرفت حاجات عقل رجالة كبيرة يشت منها،قلبى وجعنى عليها 
عيلة صغيرة اتصدمت صدمات متتعدش ولا تتوصف.
يحيى:  حكمة ربنا مالناش فيها يد،قدر وربنا كتبه،ظهر الحقيقة قدمها واحمدي ربنا،انها عرفت كل حاجه بالوقت المناسب والصح ولسه وائل رانن عليكى من ساعة قبل ما يرجع البلد.

أحلام: الحمد لله ربنا يطمنا عليها.
يحيى: ايه هنفضل طول الليل نتكلم وناسيه اننا لسه عرسان جداد.
أحلام بخحل من كلماته، والله انت فايق ورايق هو ده وقته.
يحيى:هه طبعا وقته ونص،ينحني مقبلها ويحاوطها بيده،
يبتسم على خجلها الذي لا ينتهي.   
______
زهور  خرجت  من المستشفى  سريعا تخطو بخطى مهرولة 
على وجهها علامات الدجر صدرها  يصعد ويهبط، تقسم بداخلها بأن  تنتقم من كل من آذوها على طريقتها، اخرجت هاتف روحية من جزلانها  واجرت اتصال هاتفي وأغلقته بعد أن أخبرت من اتصلت به ما تريد أشارت لسيارة أجرة صعدت بها أخبرت السائق  بمكان  وجهتها، شاردة فيما سمعت،حزينه على ما تفوهت به لكن تشجع حالها وتهدئ من روعها  تطمئن حتى  وصلت لوجهتها ترجلت من السيارة بعد دقيقه كامله تلتقط انفاسها وتظفرها لتشجع حالها، وقفت قليلا تنظر الى الفندق من الخارج،تتذكر ذلك اليوم الذي رغبة في التقاط صور لمدخل الفندق وتعرف زايد عليها ومناداتها بأسم سلسبيل، أيام قليلة مرت على ذلك اليوم، جعلتها تعاني أوجاع يشيب لها الولدان، كلما خطتت خطوة  تجاه المدخل 
قلبها تزداد شدة ضرباته، لتقف تتلو بعض الآيات القرآنية، 
والأدعية، استدعت شجاعتها  رفعت وجهها دخلت تخطوا 
تجاه الفندق تسير بثقة تحاول أن لا تشتت حالها بما تراه من الداخل تجبر عينيها أن لا تحيد  عن وجهتها حتى، وصلت 
للاستقبال، وقفت بهدوء وثقة وبصوت خرج متزن وبثقة  سألت موظف الاستقبال عن مكان مدير الفندق،ليسألها 
الموظف،عما تريد من المدير،فهو ممكن أن يساعدها.
زهور أشارت له بالاقتراب وهمست بالقرب منه.
زهور: خمس دقايق و استقالتك تكون على مكتب  المدير 
لترفع صوتها مفهوم.
نظر الموظف لها وأطلق ضحكة عاليه  لفتت أنظار بعد  رواد الفندق القاربين وايضا زميلته الواقفة  جواره، تقترب منه تسأل عما يضحك، ليخبرها بما أخبرته به زهور. 
زهور تعقد يدها على صدرها  تضرب بقدمها الأرض، تنظر للموظفين بنظرة تفحصيه،  لتعتدل بوقفتها تضرب بيدها  
على مكتب الإستقبال وبصوت دب الرعب بالاثنين، من يسمعه يقسم بأن من أخرجت هذا الصوت ليست فتاة ابنة العشرين ربيعا وإنما هى إمرأة فوق الاربعين. 
زهور: خمس ثواني بعد ما انهي كلامي مش عوزه اشوف وش واحد في فيكم هنا  مفهوم  . 
تركتهم وتوجهت الى مكان وقوف أحد العاملين  أخبرته بمكان  مكتب المدير ليشير لها على مكانه وتتجه ناحيته تخطوا خطوة والثانية تقف مرة واحدة ملتفة  للموظفين، تجدهما ينظران لها بذهول، تشير لهم بيها وهي تنظر بساعة يدها  وترحل من مكانها، تتجه إلى مكان إشارة العامل لها، تدخل الى المكان تجد فتاة جالسة على مكتب منكبه على عملها  على جهاز الكمبيوتر أمامها. 
زهور:  وقفت أمام المكتب تضرب بيدها  عليه، ترفع الجلسة نظرها للأعلى ترجع ظهرها للخلف تسأل زهور عما تريد. 
الموظفة:   أفندم تلزم خدمة. 
زهور: تشير على باب مغلق بالقرب من مكتب الموظفة، ده مكتب مدير الفندق. 
الموظفه:   اممم و حضرتك بتسألى ليه. 
زهور: هتعرفي بعد ثانية واحدة، لتتركها زهور وتتجه ناحية الباب  وسط سخط الفتاة وصوت مناداتها على زهور  وصل لمسامع  زايد بالداخل. 
هالة الموظفة: استنى عندك حضرتك رايحه فين هى وكالة من غير بواب،ومالهاش صاحب. 
زهور: دون أن  تلتف لها، حالا هتشوفي صاحبها، تفتح الباب وتدخل للمكتب ليهب زايد واقفا. 
هالة:  أسفة يا فندم الأنسة  دخلت بالطريقة دي،  حالا هبلغ الأمن يجوا يخرجوها. 
زهور توجهت إلى المكتب تسير بخطى ثابته  حتى وصلت بجوار زايد الذي ابتعد لا اراديا عن مكان وقوفه،لتجلس زهور على الكرسي أمام المكتب  تضع جزلانها أمامها،
ترجع ظهرها للخلف،تشير إلى هالة،اتفضلى اطلبي الأمن  ،وبعدها استقالتك تكون قدامي انتي والاتنين بتوع الاستقبال. 
هالة واقفه تنظر بذهول لزايد  المتجمد مكانه لا يتحرك أو ينبس بكلمة واحدة! 
زهور:  هتفضلي وقفة كتير  اتفضلى نفذي اللى قلت عليه، واه قبل ما تمشي بلغى مدير الحسابات ومدير العالمين  والعلاقات العامة والاصطف كامل على اجتماع بعد ساعه في قاعة من قاعات الفندق، واتصلى بالمحامين المسئولين عن المشاكل القانونية وقبل كل ده جميع ملفات وحسابات وايرادات الفندق تكون قدامى هنا، يلا اتفضلى نفذي اللى قلتلك عليه. 
هالة تنظر لزايد الواقف ينظر لزهور دون  حركه او تعليق على كلامها، تحمحم لينظر لها ولا تجد استجابه. 
زهور: هتفضلى وقفه كتير، يلا اتفضلى  اعملى اللى قلت عليه واه مدير أمن الفندق ومدير المشتريات يكونوا هنا. 
هالة: زايد باشا هو فى ايه بالظبط، وأ نفذ كلام الأنسة ولا اطلب ليها ألامن. 
زايد:  كما هو لا يتحرك او ينطق بكلمه، كل ما فعله وضع يده علي المكتب أحن رأسه يسحب نفس عميق وراء الأخر. 
زهور: أوامرك تأخديها مني أنا، الباشا بتاعك مالوش صفه هنا، من الساعه دي، لان خلاص صاحبة الفندق رجعت، وهتستلم الفندق وسلسله الفنادق التابعة ليه. 
هالة:  ها هى مين؟ 
زهور بعصبيه: هبت واقفه تضرب المكتب بيدها  ،اللى قلتلك عليه نفيذيه بالحرف الواحد وحالا هتعرفي مين صاحبة الفندق.
التف زايد تجاه هالة،أشار لها بالخروج وتنفيذ ما طلبته زهور. 
خرجت هالة بعد أن أشار زايد لها، وسط حديثها  لنفسها 
تتسأل عن هاوية الفتاة؟ وعلي ماهية  زايد الواقف لا يتحرك او يتنفس،  امسكت  هاتف المكتب وقامت بالاتصال بمن طالبتهم ليحضروا لمكتب المدير العام وايضا باقي الموظفين أخبرتهم على مكان الاجتماع  بقاعة من قاعات الفندق. 
أغلقت الهاتف سريعا وسط سمعها صوت عالى خارج من المكتب، إقتربت  من باب المكتب تستمع  لما يقال لتضع يدها علي فمها وهي تستمع كلمات زايد وزهور التى عالى صوتها 
تقسم بالانتقام منه ومن جميع أفراد عائلته. 
تبتعد سريعا عن المكتب  وهي تسمع صوت أحد يدق علي باب مكتبها، تسمح لمن يدق علي الباب  ليدخل مدير الحسابات  ومن معه. 
يقفوا مصدومين من الصوت وهم يرون باب المكتب فتح 
ووقف فتاه تشير بيدها وتصرخ بصوت عالى. 
زهور:  اتفضل برة الفندق، ومش عاوزة اشوفك  هنا مرة تانيه وأنا بنفسي هراجع كل حسابات الفندق، ووقتها المحاكم بنا. 
ذهل الجميع  من خروج زايد مطأطأ الرأس. 
ظل الجميع يتبعه بأنظارة حتى خرج نهائيا  من المكتب، ليلتفوا على  صوت قوي.
زهور:  حضراتكم واقفين كده ليه سايبين اشغلكم ووقفين 
تتفرجوا يلا الكل يتفضل على  مكتبه الشو خلص، وانتى ياهانم  عملتي اللى قلتلك عليه. 
هالة:  ايوة يافندم  كل اللى امرتى بيه حصل،والاصطف 
موجودين بالقاعه الكببرة بالفندق والاستاذة مدير الامن والحسابات.
زهور:  والمحامي فين مش قلتلك يجي معاهم.
هالة: بلغته يافندم  وهو بالطريق.
زهور: اتفضلوا على القاعه واول ما المحامى يوصل بلغنى.

زهور خطتت امام الجميع تخرج من باب المكتب وسط تسألهم من تلك الفتاه.
وقفت زهور فجاءة  والتفت لهم، تحدثهم بحده. 
زهور:  هتفضلوا واقفين تتهامسوا كتير اتفضلوا قدامي ورونا طريق  القاعه منين. 
هالة: اتفضلى يا فندم  القاعه بالدور الاول. 
خطوا جميعا تجاه الدرج يصعدوا خلف زهور التى تصعد الدرج بهدوء وثقه لتستمع لاحد يتحدث خلفها. 
الشخص: مين دي اللى يشفها ويشوف طرقتها يحلف دي قوة  عبد الرحيم به الغمراوي، أنا اشتغلت سبع سنين عنده بالشركه قبل ما زايد بيه ينقلني لهنا. 
تصل القاعه يفتح الامن لها الباب تخطو للقاعه رافعه وجهها لاعلى  اتجهت  للمكان المخصص لها وقفت بكل شموخ واشارت للجمبع بالجلوس، تمسك المايك وعينها تجوب القاعه حتى وقعت على  أحدهم لتبتسم بروية و  لتسحب نفس عميق تخرجه بأريحيه  ترفع المايك أمامها تخطوا عدة خطوات حتي وقفت بمنتصف المكان المخصص لها. 
زهور:   كلكم بتسألوا أنا مين والاجتماع ده كله ليه. 
اولا:  أنا مين انا زهروان زياد الغمراوي صاحبة ومديرة سلسله  فنادق زهروان. 
تصمت وسط تعالي اصوات الجميع. 
ودخول. 
____
تجمع الشباب الأربعة بعد خروجهم بحازم من المستشفى بصعوبة قاتله، توجهوا إلى، محل ملابس في منطقة شعبية  اشتروا أكثر من قطعة مختلفة الألوان والأشكال، ينظر كل منهما للآخر بنظرات تنم تلي استيائهم بصعوبة بالغة ابدل حازم ما يرتديه، وارتداء قميص فضفاض وبنطال من الجينز 
ينظر لما يرتديه باشمئزاز، خرجوا اربعتهم، يمشون على أقدامهم حتى ابتعدوا عن الشارع الرئيسي  يتوقفوا أمام عربة 
تقف  عند  مدخل  منزل  بسيط  ترجل  من  بداخلها أشار لهم بالصعود خلفه، يصعدوا أربعتهم  على درجات الدرج 
المنهدمة بصعوبة حتى وصلوا  أمام باب مفتوح  خطو للداخل يلتفتون  فى كل أركان  المنزل  بذهول! 
يشير لهم بالدخول وغلق الباب  خلفهم، يجلس على مقعد وحيد بالمكان، يضع قدم على الأخرى، يحدثهم بصوت
رخيم. 
الشخص: الشقة دي هنفضل فيها  سواد الليل، وان شاء الله من  الفجر هنتوكل على الله  وهنمشي على مكان آمن. 
زين ينظر للمتحدث من رأسه لأخمص قدميه، يخطوا تجاهه يتوقف بالقرب منه يضم يديه لصدرة  .  
زين: ممكن بقى تعرفنا حضرتك مين، ومكان ايه اللى هنروحله  و مين  اللى اداك  الحق  تتكلم   و فوضك  . 
الشخص: بابتسامة عريضة  هجاوبك من آخر سؤالك 
مين فوضنى وادانى الحق بالكلام، جدك عبدالرحيم  وعمك زايد، مكان ايه اللى هتروحه  ان شاء الله  بكرة هتشوفو بنفسك ومتأكد إنه  هيعجبك اوي. 
لينظر إلى وجوههم  ويكمل حديثة  ينزل قدمه ويقف يخطو تجاه الباب ويتوقف قبل خطوات من الباب، يلتف لهم. 
الشخص:  اه نسيت سؤالك الأول أنا مين، أنا يا سيدي 
الفاضل ابقى وائل  المعداوي، يلا بعد اذنكم  همشي أنا 
أجيب أكل تأكلوا لقمه تسندوا نفسكم، يخطو خطوة اخرى
يتوقف مسندا باب الشقة يلتف لهم يحدثهم. 
وائل: اخ كنت هنسي أهم حاجه جدكم أكد عليها. 
الشباب الأربعة بصوت واحد  ايه هى. 
وائل: موبايلاتكم  تجبوها اسلمها ليه وانا رايح أقبله. 
زاهر بعصبيه: وإحنا ايه اللى يخلينا نصدقك، ونتأكد من كلامك  ازاي. 
وائل بهدوء:  أكيد حضرتك دكتور زاهر، امم تقدر تتأكد بنفسك بس للاسف مش هينفع تتصل بتليفونات أي حد من عائلتك بأي رقم من ارقام  تليفوناتكم، ثانيا الرقم الوحيد 
ال ها تتوصلوا به مع عائلتك هو رقم تليفونى أنا.   

حمزة:  بعصبيه زايده عن الحد مين انت عشان تكلمنا بالشكل ده. 
وائل بهدوء مميت وابتسامه سامجه: متهيئلى قلت لحضرتكم من شوية أنا وائل المعداوى ليضرب يديه ببعضهما، أخ نسيت أهم حاجه  فعلا عندك حق عرفتكم بيا غلط.، أنا غلطان حقكم عليا، معاكم العبد لله العمدة وائل شفيق المعداوي. 
بعين جاحظة وأفواه مفتوحة مما سمعوا يقف الاربع شباب 
مذهولين! مما سمعوا يفيقوا على صوت غلق باب الشقة 
ينظران إلى الباب تارة وإلى بعضهم تارة أخرى، حازم لازال ملتزم الصمت  حتى خرج وائل من المنزل، دون أن ينبث ببنت كلمة توجه إلى باب المنزل مد يده على مقبض الباب يفتحه ليبتعد ضارب الباب بقدمه ويصرخ مناديا على وائل  بصوت جهوري. 
حازم: ووائل هقتلك افتح الباب بقلك. 
يقترب  الجميع منه ليوقفوه  على  ما يفعله، من ضرب باب المنزل بقدمه ومناداته بهذه التهديدات، يكفيهم ما هم فيه الآن. 

وائل  فور خروجه من المنزل بعد إلقائه تلك الكلمات، خطى خارج المنزل يغلقه من الخارج بالمفتاح، ويسند رأسه على الباب من الخارج يضع يده على قلبه يهدأ من روعه، ليفزع علي صوت ضرب أحدهم الباب بعنف ومنادات أحدهم عليه
، مطلق وابل من التهديدات والسباب، يهبط الدرج سريعا، 
محدثا حاله  . 
وائل: الحمد لله خرجت على آخر لحظه، لو كنت فضلت 
ثانيه كمان كأنهم زمنهم  كلونى وحلو ورايا، بسم الله ماشاء الله  الواحد فيهم قد الحيطه، عضلات بطول وعرض،ليضحك خارجا من المنزل، الله يخرب بيت أفكارك يا زهور،كنت هضيعيني، قونا على الباقى يارب. 

سحب زاهر حازم محاوطه بيده من خلف الباب يوقفه على ما يفعله وسط تزمر حازم، وهو يحاولفك حصارة من أخيه الذي يحاوطه بجسده. 
حازم: سبني يا زاهر سبني أخرج من هنا، عجبك كلام اسمه ايه ده، سيبني خليني أعرفه حجمه، لازم أخرج. 
حمزة: ما تهدأ يا أخى، مش عمى قايلك على المصيبة اللى إحنا فيها، ناسي بمجرد خروجك من هنا هيتقبض عليك مش بس عليك هيتقبض علينا كلنا، بتهم ظلم فاهم معنى الكلام إيه. 

حازم على نفس غضبه: انا ما يهمنيش يتقبض عليا، أنا اللى غلطت، وكنت السبب في المصايب دي، وانا لازم اتحمل نتيجه غلطى. 
زين جلس على الكرسي الوحيد بالمكان لازم  نتروى بشويش، ونفكر بهدوء،نعتبرها فترة تحدي 
واستجمام، وأكيد جدك وعمك ليهم وجه نظر بده. 
حمزة: عمك وجدك ده مربط الفرس، يعرفوا ال كان هنا منين، عشان يثقوا فيه لا مش بس ثقة ده الباشا مش باين من الارض وعمل سبع رجاله فى بعض، ويهددنا. 

زاهر يبحث بعينيه عن مكان يجلس به  يتلفت يمين ويسار 
تقع عينه  على فراش أرضي وعليه متكأ، يشير بيده تجاهه   
زاهر:  شايفين اللى انا شايفه ده؛ اقطع دراعى ما كان كل ده مقصود، جدو وبابا مهما وصل بهم الأمر استحالة  يوصل تفكيرهم لده، عندي شعور قوي فى حاجه مش مفهومه!. 
زين: كله محصل بعضه، وأنا من رأيي نهداء، نعتبر الا احنا فيه  فترة استجمام نجمع فيها افكارنا، وندرس كل حاجه حصلت معانا ونرتب الأحداث، وبعدين نتناقش في كل صغيرة وكبيرة، ووقت ما نلاقى حل، ومش أى حل لا حل جذري ونهائي، يخرجنا من المصايب  اللى احنا فيها، ونخلص منها نهائي. 
جلس الأربعة على الأرض بعد خلع نعالهم تمددوا على الفراش بعد أن حاولوا الجلوس عدة مرات، لم يستطيعوا لشعورهم بعدم الراحة. 
بعد قليل سمعوا صوت رنين هاتف قريب منهم  وقف حمزة، يخطوا تجاه الصوت حتى وصل لمنضدة بوسط  المكان  نظر عليها وجد هاتف صغير ذو ماركه قديمه، أمسكه ووقف  مذهولا مما مكتوب بشاشته، يلتف للجميع. 
حمزة: العمدة المعداوي  باعت رسالة، بيقول كم  اجهزوا، قدمنا ساعة ونمشي هو خلاص آمن الطريق، ايه ده ده بعت رساله تانيه، بيقول نسيب تليفوناتنا هنا أأمن لينا، ولو حابين أكل معين نكتبه في رساله، وهو يصرف فى الموضوع وهيجيبه. 
زاهر: ماليش نفس، بس قوله يعدي علي اي صيدليه يجيب الادويه اللى هقولك عليها عشان حمزة، نسيت خالص، اجبها واحنا بطريقنا لهنا. 
زين: اي اكل مش فارق  بس اهم حاجه  القهوة مش قادر افتح عنيا،وانا لو نمت مش هقوم من التعب ولو بعد اسبوع. 
حازم: مش عاوز اى حاجه  ، مين له نفس ياكل في المصايب اللى نزله علينا دي؟!. 

حمزة أرسل رسالة بطلباتهم وعاد يجلس مكانه، تمدد على الفراش وضع رأسه على  متكئ من الموضوع واغمض عينه 
يفكر بما حدث منذ بداية يومه، يتذكر ما مر به منذ أمس مقابلته الغريبه، لابنة عمه وتلك الطريقه الغريبه  التى قبلها بها، تشق ابتسامة وجهه وهو يتذكر توبيخها له، يتلمس  تلك الوشوم  بيده  تختفي ابتسامته و يجز على أسنانه، بقي أنا شبه الحمار وقصاص الحمير يحلق ليهم نفس حلقتي، اه لو اشوفك. 
زين شارد بملكوته يتذكر معزبته زوجته التى منذ عقد قرانهما وهي تتجنبه، حتى تجمع العائلة تتخلف عنه، اغمض عينه بحزن يحدث نفسه:  إن  شاء الله اول ما المشاكل تنحل، هطلقها وأسبها لحال سبيلها واتمنى لها تعيش  بسعادة مع اللي اختاره قلبها، يتذكر كم حاول معها وصبر سنوات عليها لعلها تلين، طلب منها ألاف المرات أن يخرجوا سويا يقضوا بعض الوقت  معا، او تناول الطعام  لم توافق نهائيا، لو طلبها للجلوس معا يتناقشون في حياتهم، ترفض رفض قاطع وتخبره، بان يتفق مع  والدتها، ليقسم بأنه سوف  ينسى حبها ويعتصر قلبه ولن يتنازل عن كرامة، ليقرر أن ينفذ ما عقد عليه قبل أن  يرحل للمكان الذي يحدثهم عنه  وائل. 
زاهر: فور تمدده على الفراش غط في نوم عميق. 
حازم: يلوم نفسه على طيبته وثقته العمياء فيمن حوله، أقسم أن يتعامل مع الجميع  بحذر ولا يعطي ثقته  لاى إنسان على وجه الأرض. 
بعد ساعة أو أكثر نهضوا من مكانهم على صوت، رنين الهاتف، يفتح  حمزة الصوت، يأتيه صوت وائل يخبرهم بالهبوط لاسفل، فقد حان موعد رحيلهم،  وحثهم على ترك هواتفهم قبل رحيلهم. 
فعل الأربع شباب  كما أخبرهم به وهبطوا الدرج بعد غلق الباب، وجدوا سيارة تقف أمام باب المنزل ووائل جالس بها  
أمام عجلة القيادة، صعدوا بها، زين جلس جواره وجلس الآخرون بالخلف، انطلق وائل بالسيارة وسط سخط الجميع من حجمها وضيقها و سرعتها البطيئة، مر أكثر من نصف ساعة على رحيلهم ليمد وائل يده بكيس به عصائر وبعض الوجبات السريعة، أخذها زين ووزع على الجميع تناولوها دون حديث، ليلتف وائل لهم بضحكه عاليه. 
وائل:  هههه نوم العوافي  يا  غمراوية، ربنا يعنى على اللى جاى، والله يسمح يا زهور على  أفكارك السوداء. 
بعد قيادة لأكثر من ساعتين وبالقرب من مدخل القرية، توقف بالسيارة بجانب الطريق، هز زين الجالس جواره، ليفيق من نومه هو واخواته.


تعليقات