رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثالث والثمانون
قابع بسيارته يجلس بجوار النافذة عينه على الفندق ابتسامة خبيثة على وجهه شاردا في تلك العينين رفع يده يتلمس صدرة يغمض عينيه يسحب نفس عميق وتتسع إبتسامته
يهمس لنفسه أول مرة يطلع من وراء نهال دي خير يرفع يده يرسم منحنيات جسد فيحاجه الهواء، ولا زال يحدث نفسه جمال وحلاوه وجسم كيرفي منحوت نحت يحرك لسانه على شفتاه
يتذكر كيف جذبها من بين براثن نهال يشتد في ضمها وحركة يده على ظهرها وشعوره بالخواء فور ابتعادها عنه وعينه التي تتفرص بجسدها حتى خروجه من مكتبها.
يلتف للجالس أمام مقود السيارة بأمر.
_ عماد عشر دقايق تقب وتغطس تجبلي كل كلمة وحركة ليها بالفندق من وقت ما دخلته لحد ما نامت لو طولت تجبلي النفس ال اتنفسته متترددش.
عماد ببلاهه: قصدك مين يا باشا.
يعاود الالتفاف ينظر له نظرة يكاد يفتك به بعينيه، ليبلع الاخر رمقة بصعوبه يحرك رابطة عنقه يحدثه بتوتر، وهو يترجل من السيارة والآخر ينظر له بوعيد.
عماد: آسف يا باشا ثواني وكل أوامرك مجابة.
الباشا: خمس دقائق وتكون عندي معاك تفاصيل يومها حتى أكلت ايه شربت ايه.
يحدث نفسه بعد رحيل مساعدة للفندق: الغبي بيسأل هى مين
وهل ينسى القمر يعاود رسم منحنايتها بيديه ويتأوه، ااه دي مش بس جمال وحلاوة لا دي فرسة فرسة ربحانه هي اللي هتقش كل حاجه ههههه وأنا الفارس اللي يفوز بسباق واهمهم الفرسة هي ليلة واحدة بس ليلة هتكون بألف ليلة أتمتع بجمالها وجسمها، ووقتها مش هيهمني أي حد لا نهال ا
المجنونه ولا عبدالرحيم، هههه وقتها هتكون خاتم في صباعي العبها زي ما أنا عايز صحيح متستهلش اللي هعمله فيها في الاول بس بعد كدة هعيشها ملكة، ماهي ملكة بالفعل،
أعرف بس أدخلها منين وازاي وبعدها.
يتلمس صدرة بحركه شهوانيه وعينه بالخارج تتحرك مع القادم تجاه السيارة والفرحة على وجه، يصعد مكانه يتحدث بفخر والآخر يسأل بفضول.
الباشا: ها طمني عرفت حاجه.
عماد: أيوه ياباشا من وقت مادخلت الفندق وهي بتسأل عن واحدة اسمها سلسبيل.
الباشا: سلسبيل مين دى وبتسأل عليها ليه.
عماد: محدش عارف ياباشا بس شكلها حد مهم اوي لانها كلفت هالة تجيب ليها أسماء ستات مقيمين بشكل دائم في الفندق او ستات بتجي كل ليلة للزباين.
الباشا: وكل ده ليه.
عماد معرفش كل اللي قدرت اوصله أسم الست اللي بتسأل عليها سلسبيل هو ده الأسم ياباشا.
الباشا بعصبية مفرطة: هعمل بيه ايه واعرف ازاى مين دي وسبب اهتمامها بيها.
عماد حاجه تمخول يا باشا.
الباشا: اخلص يا عماد شف حل.
عماد بتفكير: بس لقيتها ياباشا هنعرف مين دي والسر وراء اهتمامها بيها.
الباشا بلهفة: ازاي قولي.
عماد: البنت إيها يا باشا صاحبتها وجارتها في الحارة، اللي لولاها مكناش عرفنا أن بنت زياد عايشة.
الباشا: صح برافو يا عماد اطلع على الشقة واتصل جيب البنت دي من تحت الارض.
عماد متقلقش يا باشا نص ساعه بالضبط وهتلاقيها تحت رجليك ياباشا.
يجري اتصال هاتفي وبعد دقايق وصلوا إلى شقة فخمة في منطقة راقية، جالس ينفخ سيجارة الكوبي عينه على الباب يعتدل للخلف يضع قدم على الأخرى وإحدى يديه على قدمه
عينة تتفرس في التي تخطو تجاهه ممسكة بملابس من يسير بجوارها .
دون أي مقدمات فور اقترابهم انهال عليهم بالاسئله والأخرى تجيب عليه بسلاسة ويسر كلما سألها عن شئ .
يشير لها بالانصراف، بعد أن ألقى لمن معها بمبلغ مالى كبير على الطاولة أمامه.، فور خروجهم هب واقفا إ نحن يطفئ سيجارة الكوبي خطى تجاه النافذة الزجاجية يقف ينظر على الطريق يحدث مساعدة .
الباشا: سمعت اللي قالوا عليه، تجبلي المطلوب، وتجي على هنا، أنا هتصل بالمحامي يجهز كام ورقة تعدي تجيبهم في طريقك.
عماد: تحت أمرك يا باشا
في أوامر ثانية تؤمر بيها حضرتك .
الباشا: بمكر طبعا اهم حاجه اسمعني هتعمل ايه والكلام ده تحفظهولها زي اسمها ومتنساش بقي أهم حاجه البهدلة ال فيها والضنق اللي عاشته، إختار واحدة تمثل الدور
مظبوط من غير ما تأفور، يلا شوف هتعملها ازاي لو الموضوع مشي زي ما رسمه في دماغي، كل أحلامك هتتحقق والفندق هيكون باسمك وملك ليك، هرتاح ساعتين تلاتة وعاوز اول حاجه افتح عنيا عليهم ألاقيك بتقول كله تمام وسيب الباقي عليا.
عماد بفرحه واضحه يكاد يطير من السعادة يتشكر ه ويتحدث بخضوع: ربنا يخليك ليا ياباشا منتحرمش من كرمك علينا، حط في بطنك بطيخه صيفي يا باشا نام وارتاح ومن النجمة هتلاقيها عند حضرتك.
غادر عماد وفور خروجه اتجه إلى النافذة يراقب الطريق حتى خرج عماد من البناية وصعد إلى سيارته ظل يراقب بعينيه حتى إبتعد عن مرمى بصره، التف بجزعه أخرج هاتفه وقام بإرسال رسالة ، سحب نفس وأخرجه برواية وعلى مهل، وخطي تجاه غرفة نومه تسطح على الفراش شارد الذهن يلامس صدره و ابتسامه حالمه على ثغرة ترخي جفونه وذهب في نوم عميق.
____
الظلام يخيم على المكان يجلس عينه على الباب يعتدل بجلسته فور سماعه صوت إدارة مفتاح الباب، يكور لسانه بفمه ويهب واقفا يمشي بهدوء وهو يستمع الى كلمات التي تهمس بها لـ أحدهم بالهاتف تضع يدها على قابص الإضاءة تشهق فزعه يسقط الهاتف من يدها وهي ترى الواقف خلفها.
ينحني يلتقطه من على الأرض يفتح السماعة الخارجية
يستمع لكلمات المتحدث بعين تشتعل غضبا ليلقي الهاتف ويرفع يده ويهوى بها على وجه الواقفة ترتجف تسقط أرضا تخرج صرخة مدوية من قوة الصفعه وينحني يجذبها من خصلات شعرها الكيرلي يصفعها بيده الاخرى على وجهها مرات متتالية لم يترك خصلاتها حتى مع صدوح جرس الباب ، ليرفعها لتقف وهو يجذبها، وصوت صراخها المتوسل له جعل من يقف على الباب يزيد من خبطاته.
يفتح الباب بعصبية لأول مرة بحياته يكون على تلك الحالة.
يدلف للمنزل ويغلق خلفه ينهره على ما يفعلة يحاول تخليص المتوسلة له من بين يديه والآخر يشتد يجذب خصلات شعرها يكاد يخلع له من جذورة، لينجح أخيرا من تخليصها و يحدثه بلطف.
_ ماجد استهدي بالله مالك في ايه ومن امتى بتتعصب كده
البنت عملت ايه عشان تضربها بالشكل ده، انت عمرك ما مديت ايدك على ولادك ودايما كنت بتقول الضرب مش حل بالتربية يا يحيي.
ماجد: طلعت غلطان يا يحيي، بنتي اللي كان يضرب بها المثل في كل حاجه الأدب والأخلاق والتدين، طلعت ممثلة شاطرة حتى على ابوها وامها.
يجلس على اقرب كرسي يلتقط أنفاسه يمسح على وجهه بيده
أقولك إيه يا صاحبي أقولك أنا انكسر ضهري وبنتي طلعتني راجل مش محترم.
يحيى يقترب منه يجلس على الكرسي القريب منه ينظر تجاه الجالسة تبكي تضع يدها على وجنتها نظرة إحتكار ودونية ،يعاود النظر لصديقة بشفقه على حالته و يعاود النظر إليها مرة إخرى يكاد يفتك بها لكن خوفا على شعور صديقة .تحدث محاولا التخفيف عنه
: إلينا إستحالة تعمل حاجه غلط يا ماجد دي تربيتك انت ونفين.
ماجد: كنت فاكر كده يا صاحبي، للاسف خيبت ظني باللي عرفته وسمعته بوداني.
يحيي: إهدى بس وخد نفسك إنت تعبان والانفعال غلط عليك.
ماجد: أهدى إزاي بعد اللى عرفته أهدى إزاي وبنتي
بتكذب علينا وقالت رفضوا يدوها أجازة من الشغل النهاردة بسأل عليها في الفندق بعد ما إمها فضلت ترن عليها فوق الخمسين رنه ومفيش رد اتصلت على مديرها بالفندق قالي انها أجازة من إسبوع وجات من يومين أخذت راتبها وقعدت شوية مع زميلاتها ومشيت، مقدرتش استنى جيت في أول قطار.
طول الطريق هتجنن ودماغي بتودي وتجيب حصل ايه مش بتردي ليه على إتصالات إمها، كل الافكار السودة جات في دماغي، جيت جري على البيت ملقتهاش نزلت رحت سالت عليها عند كل قريبنا ومعارفنا ملقتهاش رحت الفندق سألت عليها البنات اللي شغالين معاها محدش شفها من يومين.
يسحب نفس عميق يده ترتجف و ينظر للأسفل وفي بنات منهم قالوا كلام كسرني وجرحني حسيت اني بنظرهم راجل مش محترم يا يحيي صاحبك طلع راجل مش تمام كل كلمة قالوها نزلت عليا سكاكين بتقطع في قلبي، ماجد آل عاش طول عمره الناس تحلف بأخلاقه بنته طلعته راجل مش تمام
تعبت من اللف والتدوير رجعت من تاني على هنا لقيتها مرجعتش فضلت مستنيها ، طول الليل ولحد وش الصبح دخله تسحب وبتتوشوش في التليفون وبتقول دخلت الشقة وأحلام ويحيى مشافونيش ولا حسوا بيا هاخد هدومى واروح البلد، وياريت وقفت على كده يحيى، سمعت بودنى وفهمت البنات كانوا يقصدوا ايه،
يحيى : ينظر لها نظرة تكاد تحرقها متصدقش كلام حد يا ماجد إلينا إستحالة تعمل حاجه غلط وتزعل لك منها.
ماجد: للأسف يا يحيي طلع حقيقي كل كلمة طلعت حقيقيه،
سمعت بودنى والحيوان جورج خطبها بيكلمها.
تنهد بوجع شديد وهو ينظر إليها بحسرة،
ليقص عليه بعد ما أخذ منها الهاتف وقام بتشغيل السماعة الخارجية.
المتحدث: خلاص يا جميل أيام الفقر خلاص راحت، الفلوس بتاعت النهاردة كدة خلاص كل مشاكلنا اتحلت ترجعى من البلد هاجى أحدد الإكليل مع عمي ونتجوز ونسافر إيطاليا ونلف العالم، بعد الباشا ما انبسط منك، بس ما قولتليش اخدتى كام بالضبط،بعد ما خرجنا خدت الفلوس لشنطتك وما رضيتش تخلينا نعدها.
ليصمت من القهر وينظر إلى إبنته وفجأة انقض عليها يضربها ويصرخ بها بقهر: فضحتني بتبيعي نفسك بتبيعي شرف بالفلوس عملتلك ايه عشان تفضحيني بالشكل ده ، ليبتعد عنها بصعوبة وهو ينهال عليها بيديه بالصفعات على جسدها ورأسها أبعده يحيي بعيدا بعد حملة بالقوة بعيد عنها، وصرخاتها المترجية له وقسمها بأنها لم تفعل شئ مما يتخيله.
يجلس على الأرض يسند ظهره للاريكه يبكي بقهر، يدعو
على نفسه بالموت قبل أن يفضح على يد إبنته، يحيي يجلس بجواره يربت على فخذه يتراجه بالتريث حتى يفهم الأمر من إبنته بعد قسمها بأنها لم تدنس شرفة وأن ما حدث ليس كما تخيل.
يحيى : انطقي إحكي ابوكي قلبه هيقف، معنى كلام خطيبك ايه.
إلينا تنظر لحالة والدها والعرق الذي يتصبب من جبهته وصوت نحيبه، تنظر للأسفل: الباشا ده مدير جورج عرف ان زهور جارتنا وسألني كم سؤال عن سلسبيل ام زهور، وصدقني يا بابا هو ده كل اللي حصل والفلوس ال جورج قال عليها مكافأة المدير لينا على المعلومات.
يحيى: ومدير جورج يعرف زهور منين وبيسأل ليه علي سلسبيل انتي قولتيله ايه.
إلينا: معرفش كل اللي سأل عليه، مين سلسبيل وحكايتها ايه وأنا حكيت ليه كل حاجه أعرفها وسمعتها من خالتي أحلام وزهور.
يحيى شرد بكلام إلينا يحدث نفسه: ايه علاقة مدير جورج بسلسبيل بيسأل عليها ليه ويعرف زهور منين ، في حلقة مفقودة تربط الاثنين ببعض، يرفع رأسه يسأل إلينا، ينتفض على صرخها مع تمايل صديقة على جانبه لا يتحرك.
يصرخ بها إحضار كوب ماء يحاول أن يساعده على رشف بعض منه، لا يجد استجابة .
يحيى : ماجد رد عليا مالك يبني ايه حصل لا يجد استجابة.
يصرخ بها وهي تصرخ وتنادي على والدها: اتصلي على الاسعاف بسرعه.
بعد قليل حضرت سيارة الإسعاف وتم نقل ماجد إلى المستشفى وتم الكشف عليه ووضع بغرفة العناية المشددة بعد تدهور حالته الصحية خرج الطبيب يخبرهم بأن لدية انسداد بالشريان التاجي ولابد من عمل عملية فورا لان هناك صمام لابد من تغييره.
إلينا ببكاء: حضرتك مستني ايه اعمله العملية وأي مصاريف أنا مستعدة.
يحيى ينظر لها باشمئزاز وقرف، حضرتك شوف كل المطلوب حتى لو هان سفرة برة البلد.
الطبيب: للاسف المستشفى دلوقتى مافهاش طبيب جراحة قلب الوقت متأخر والدكتور مسافر في مؤتمر طبي، لو تقدروا تنقلوا المريض مستشفي تانيه ياريت يكون بسرعه او نقدر نشوف دكتور جراحة قلب نستدعيه للمستشفى.
يحيى: ساكت ليه يا دكتور من بدري دلوقتي قولنا ايه المطلوب وشوف موضوع الدكتور ده.
الطبيب: اتفضل معايا على الإدارة نشوف هنعمل ايه ونحاول نشوف دكتور متفرغ الوقت ده مع اني متاكد مافيش غير دكتور أحمد المغربي أشطر وأنجح دكتور جراحة قلب في مصر ال يقدر يتعامل مع الحالة .
يحيى: شوف المطلوب يا دكتور وكل اللي يطلبه انا جاهز بيه.
دلف يحيى خلف الطبيب لمكتب الادارة و بدأوا في الاتصال بالطبيب أحمد الذي لبى النداء ولم يتوانى، بعد أقل من ساعتين حضر الطبيب أحمد وبعد أن درس الحالة والسجل المرضى لـ ماجد أمر بتجهيز غرفة العمليات، ليشرع في
إجراء العملية التي استمرت أكثر من ست ساعات
كانو الأصعب على يحيى الذي لم يتحمل البقاء في مكان واحد مع إلينا التى لم تتوقف عن البكاء، يرحل من جوارها ويذهب بعيدا حتى خرج لى حديقة المشفى مع بزوغ ضوء النهار يجلس على الأريكة الخشبية يخرج هاتفه الذي لا يتوقف على الاتصال يسرع بفتحه فور وقوعه على اسم المتصل.
_____
تقف أمام المرآة تهندم ملابسها تدقق فيها ثم تعاود النظر لملابسها تنظر لنفسها بإشمئزاز تدير وجهها ترفع يدها تشتم رائحتها تضحك على حالها وتعاود النظر للمرأة تحدث نفسها.
_ من أمته يا بنت سلسبيل. بيهمك شكل هدومك ولا ريحتك
فوقي يا زهور خلاص يومين عز عشتيها هيغيروكى ، لحقتي تنسي الله يرحم لما كانت الهدوم بتستنى عليكي بالاسبوع نايمة قايمة بيهم مكنتيش بتبقي قرفانه ليه يا بنت سلسبيل، ولا العز فعلا بينسى ههه، اعقلي كدة إنتى هنا عشان حاجتين وصية أبوكِ والعهد اللي اخذتيه على نفسك إنك تنفيذية للنهاية لا هتتهنى ولا يهدأ بالك الأ لم تقبلي سلسبيل وتاخذي حقك منها .
تعض شفتها بتوتر عينها تغيم بي سحابة من الدموع تتنهد تنهيدة طويلة ثم تأخذ نفس وزفرته بهدوء، التقطت حقيبتها وخطت تجاه باب الغرفة وقفت لثانيتين تشجع حالها وأدارت قابض الباب وفتحته وخرجت من الغرفه تمشي بخطوات ثابتة يد بجوارها والأخرى تحمل حقيبتها تخطو بخطى ثابتة.
حتى وصلت المصعد المخصص للنزلاء، فور فتح باب المصعد وجدت هالة السكرتيرة تخرج منه حاملة بيدها ملف كبير أشارت لها بالمكوث مكانها ودلفت تقف بجوارها، تنظر إلى ما تحمله بيدها يلفت نظرها اسم مكتوب عليه لتلتقط الملف من فوق يد هالة السكرتيرة.
ـ تحدثها باللجلجة عرفتي حاجه عنها قولي فين أوضتها.
هالة تنظر للأسفل تكور ورقة بيدها تضغط عليها وعين مرقرقة بالدموع وصوت متقطع للأسف يا فندم ملهاش أوضة هنا بعد ما سألت كل العاملين بالفندق وراجعت سجلات الزباين عرفت من واحد من بتوع الأمن اللي ليهم سنين بيشتغلوا هنا .
زهور: وصلتي ليها فين أوضتها عرفتي ايه عنها قولي كل اللي تعرفيه..
يتوقف المصعد تخرج زهور وبجوارها هالة فور فتح بابه، لتتوقف زهور تلتف لها تلتقط الملف من يدها تتصفحه والأخرى تجيبها
_ هي كانت بتيجي كل يوم هنا بالفعل كام سنه، تجي تسأل على زياد بيه وتمشي
لان محدش من عاملين الفندق يعرف حاجه عنه لأن عبدالرحيم به غير الأصتف كله وطبعا كانوا بــ يرفضون يقبلوها ولا حتى يعرفوها إن زياد بيه إتوفي، من سنتين بس إختفت ومحدش عارف راحت فين، بس أنا أنا عرفت مكانها وهي راحت فين، بالصدفة البحتة إفتكرت موظف إختفى من سنتين و مجاش الفندق من آخر مرة جات سلسبيل لهنا وزايد بيه طردها ورمها قدام الفندق.
ـ قلبها يدق بسرعة يدها تتصبب عرقا شعرت بقدمها تسمرا مكانهم لم تستطيع التحرك سعادة وفرحة واضحه تجلت عليها تحاول السيطرة على فرحتها لم تسمع باقي كلام السكرتيرة، كل ما يتردد على سمعها، عرفت مكانها، بصوت تغلغة الفرحه وأنفاس متلاحقة من كثرة كبتها لسعادتها.
زهور: بتقولي ايه عرفتي مكانها بجد يا مدام هالة عرفتي مكانها.
هالة تنظر لحالتها بألم تومي برأسها دون أن تتحدث، رفعت يدها أخرجت ورقة من الملف ومدت يدها المرتجفة لها.
هالة: ده العنوان اللي ساكنة فيه؟
زهور خطفت الورقة تقرأها تختلط الحروف عليها بعد ما غيمت سحابة الدموع بقطرات غيثها أنفها تلون بلون حمرة زاهيه شفتاها ترتجفان مع نطقها كل حرف.
زهور : مدام هاله العنوان ده فين أنا معرفش المنطقة دي
ممكن تقوليلي المكان ده فين وأقول لسواق التاكسي وديني فين.
هاله بصوت ضعيف: في عربية هتوصل حضرتك للمكان
منتظره قدام الفندق، بعد حضرتك ما تنهي الأجتماع هتوصلك للعنوان.
زهور تحدثها وهي تخطو تجاه الخارج تسرع بخطواتها
: أجلي كل حاجه بعد ما أرجع متشكرة أوي يا مدام هالة.
هالة تنظر في إثرها تبلع ريقها تنطق كلمتها بمرارة: سامحيني غصب عني معنديش رفاهية الرفض ماسكني من ايدي اللي وجعاني.
خرجت زهور بسرعة من الفندق تقف تبحث عن السيارة بعينها تسمع صوت زمور سيارة تسرع بخطواتها تجاهها قدمها تكاد لا تلامس الأرض تصعد للسيارة دون تفكير
وقبل أن تنطق بكلمة انطلق السائق بسرعة.
السائق: بخبث متقلقيش يا هانم مدام هالة قالت لي على العنوان، عشر دقايق ونوصل.
أومأت برأسها دون أن تنطق كلمة واحدة تضم حقيبتها قلبها تتسارع دقاته عينها على الطريق تتسع ابتسامتها تهمس بين نفسها.
زهور: تغمض عينها تتخيل لقائها بأمها تتسأل مع حالها ماذا سيحدث فور وقوع عينها عليا تتعرف عليا بسهولة ولا لا ياترى لما اشوفها انا هعمل ايه هجري عليها احضنها واعوض سنين بعدها عني، ولا أسلم بايدي بس وأكتفي بعتاب عنيا ليها ، طيب اقولها ماما ولا سلسبيل، أكلم عادي معاها ولا عتبها على بعدها السنين دي عني، اسالها ليه هربت وسبتني، ولا استنى هي تحكيلي حكايتها و اللى حصلها السنين دي كلها.
يا ترى لما تعرف اني بنتها و بتشوفني لأول مرة هتفرح ولا شعورها هيكون ايه، يا ترى شكلها ايه، فعلا زي ما الكل بيقول اني شبها ولا لأ، طيب ليه مرجعتش البلد، ولا سألت مرة عليا، وازاي تفضل العمر ده كله متحاولش تدور في مكان تاني وتسأل عليه، ليه بتسأل في الفندق بس، مع انهم كانوا عايشين في بيت واكيد لو كانت راحة كانت عرفت انه توفي على الاقل حد من الجيران هيكون عارف انه توفي.
ليه ما رحتش لصحبة عمي حسن ، شعرت بنغزه في قلبها تجهم وجهها فور ورود تلك الأسئلة بعقلها ترفع عينها وتلتف لباب العربة المفتوح بجوارها والسائق يخبرها
بالوصول، تترجل من السيارة تنظر للمكان بذهول واستغراب التفت للسائق الذي يسير خلفها تسأله.
زهور: هو ده العنوان لتفتح الورقة التي لا زالت تكورها بيدها تتحدث بعفويه بس المكان هنا راقي جدا والعنوان المكتوب هنا مكتوب بحارة إسمها.
السائق مقاطعها: اتفضلى حضرتك هتعرفي كل حاجه.
تشعر بريبة وقلبها ينقبض تخطو ببطئ تستمع لكلمات السائق الذي يحدثها دون أن تنطق بكلمة تسأل نفسها
هو ليه مفكرتش في الكلام ده مسألتش نفسي الاسئله
دي قبل كده ليه هو انا هفضل كده تعبانه كتير إمتى هرتاح من كل ده، يفتح السائق باب المصعد تدلف داخله وخلفها السائق، رجفه انتابتها كلما إرتفع المصعد لأعلى تشعر بروحها تنسحب منها قلبها يدق بسرعه رهيبه ثقل على أكتافها حتى توقف المصعد ترجل السائق أمامها تترجل من المصعد تقدم قدم وترجع الأخرى حتى توقف السائق أمام إحدى الشقق تتلفت حولها بخوف يدها أصبحت كلبوظ
من شدة برودتها، تبتلع ريقها مرات متتالية فور أن فتح الباب وأشار السائق لها بالدخول، تدلف للداخل تقف مستمرة مكانها فور سماع صوت ينادي عليها ويجذبها.