رواية القاضي المتهم الفصل الثامن والاخير
دلف للداخل قابلته والدته :
رجعت إمتى حبيبي ... تحرك يبحث بعينه متسائلا:
هي فين ؟... ضيقت والدته عيناها متسائلة :
هي مين استمع إلى خطواتها وصوتها :
بدر حبيبي، إيه المفاجأة الحلوة دي ! قالتها وهي تلقي نفسها بأحضانه .
صفعة قوية هوت على وجنتيها، ثم زمجر كاسد جريح :
بقى انت يا حقيرة تلعبي بيا مين اللي سلط الممرضة تقتل جدي وتنهم رهف ....
جذيها من خصلاتها التي أصبحت بقبضته، جذبها يتحرك بها وسط صرخات والدته وصرخاتها ...
بكت من قوة آلامها عندما شعرت بتمزق خصلاتها .
رفعها من خصلاتها :
عمري ما ما فكرت ! إلي
و دلوقتي لازم تتعاقبي بالا بالميس .
أمد ايدي على واحدة ست وخصوصا إنها بنت خالتي :
بدر.. وحياة ربنا ماكنش قص قصدي يموت الممرضة الغبية معرفتش تتصرف، أنا و ا قولت تعمل حاجة
لتهم فيها رهف بس وحياة ربنا ماكان قصدي .
جز على أسنانه وتحدث بفحيح
ليه يا حيوانة هي كانت عملت فيكي ايه ... إذا كان أنا مكنتش بكلمها وكنت يبعدها انت مالك
وما لها .. قالها وهو يدفعها بقوة حتى اصطدم جبيتها بالجدار
نهضت تصيح ترمقه بغضب :
كنت عايزة اتخلص منها وخصوصا بعد ما عرفت إن جدك ناوي يجوز هالك ، بوصية سرقتها من
المحامي اقدريت تغرز عيناها بعمق عيناه و هدفت :
أه مالك مصدوم جدك ربنا ينتقم منه لا رحمني وهو عايش ولا هو ميث
صفعها بقوة :
انت واحدة مجرمة زبالة لازم تتعاقبي بالميس .
توقفت نهال نهز رأسها لم تستوعب حديث لميس، اقتربت منها :
انجننتي بالميس تلوتي إيدك بالدم ليه يابنتي ؟!
تراجعت تهز رأسها كالمجنونة :
علشان ابنك يبعد عنها ويرجعلي ايه مش دا اللي كنتي عايزاه يا خالتو، ولا دلوقتي أنا بقيت
وحشة ... أشارت بسبباتها :
لا فوقي يا خالتو ، أنا عملت كدا بعد ما اقتعديني إن بدر بيحبني بس جده اللي مسيطر عليه .
نظر إلى والدته بذهول :
إزاي تقولي كدا وانت عارفة أولا الظروف اللي اتحطيت فيها كنت عمري ما اتجوزتها 15
وصلت الشرطة بعدما أخبرهم بدر بمكان الممرضة التي أخفتها لميس منذ خروج رهف من السجن .
عليها في وسط صرخاتها، بينما والدته التي جلست بصدمة بعدما استمعت إلى تم القبض عا
اعترافات لميس ...
اشار لوالدته :
دي اللي كنتي . عايزاها أم لأولادي .. قالها قالها وتحرك متجها إلى إلى حبه الدفين بأعماق روحه ..
استقل السيارة وقادها بسرعة، ظل يضرب على المقود كاد أن يكسر معصمه، ويزار بغضب كلما تذكر ما صار لها، اعتصر قلبه من فراقها ودقات قلبه تعلن عن عصيانها بالنبض العنيف، كلما تخيل
له اقترابها منه مرة أخرى .
وصل بعد فترة وجيزة، داف للداخل يبحث. عنها ...
لسة فاكر يا بدر، استدار إليها بلهفة قائلا :
فين مراتي يا طنط كوثر... أشارت بعينيها على غرفتها بعدما وجدت لهفته بعينيه
ولج الداخل بهدوء، كانت تغفو كحورية بحر انتفض قلبه عندما وجد شحوب وجهها وفقداتها
الكثير من الوزن لمست أنامله وجنتيها .. ظل يمرر أنامله يرسمها إلى أن وصل إلى ثغرها
وضع جبينه فوق خاصتها
واحتضنه بقبلة مشتاقة، فتحت عيناها بعدما سحب نفسها بقبلاته :
همست باسمه :
بدر.. وزع قبلات متناثرة على وجهها بالكامل قائلا :
روح بدر
نهضت تدفعه بقوة وصوت بكائها أصاب نياط قلبه :
ابعد بقولك إياك تقرب مني .
قامت بتحطيم كل ما تطاله يديها صارخة بجنون :
جاي ليه 15 خلاص انتقمت وأخدت حقك... اقتربت منه وغرزت عيناها بمقلتيه تلكمه بصدره :
انتقمت وارتحت .. موت ابني وكسرتني، أشارت على قلبها :
دبخت دا. هز راسه و اقترب، ولكن قاطعهما دلوف والدها كالمعتوه :
جاي هنا ليه يابن القاضي ؟...
رفع سلاحه امام وجه بدر:
ارمي عليها يمين الطلاق وبالثلاثة يابن القاضي .
هزة عنيفة أصابت جسدها وهي توزع نظراتها بينهما شعرت بانسحاب روحها بعدما اقترب بدر :
يبقى كتر خيرك يا أستاذ مالك، وكذا يبقى عيلة القاضي كلها ريحتك .
اقترب والدها وعاصفة انتقامية تجلت على ملامحه حتى وضع السلاح برأسه وهتف بنبرة
قوية :
هقولهم إنك الهجمت على بنتي، وحاولت تقتلها .. خطت إلى أن توقفت أمام بدر :
بابا إنت بتعمل إيه مستحيل اللي ناوي نعملة دار ايه متلوث ايدك باندم ... رمقت پدر و نطقت
بلسان تقيل :
هو كدا كدا هيطلقني، مش محتاجة إنك تلوث إبدك بالدم يابابا...
استدارت إليه وهتفت وهي تطالعه بعيناها التي انطقاً بريقها اللامع :
طلقني يا بدر، ميقاش بينا حياة تالي .
جذبها من رسعها بقوة وزمجر معلقا إياها:
بقولك فوقي واسمعي اللي بقولك عليه طلاق من مطلق واخبطي دماغك في الحيطة ... تارت
رغاسب والدها ، ودفعه يبعده عن ابنته :
أنا لازم أخلص منك ، انت ايه ، ايه كمية الشر دي...
لم يكترث لحديثه، واتجه يجذبها للخروج ولكن توقف عندما أطلق مالك رصاصته لتستقر بصدر
بدر
شهقة خرجت من فمها مع إنسياب عبراتها حينما وجدت دمائه التي لونت قميصه .. احتضنت
راسه وبكت بنحيب تصرخ بدخول والدتها المصدومة .
هرولت والدتها تجذب منشفة لكتم الدماء، وابنتها في حالة انهيار تام
صرحت كوثر بمالك :
اتصل بالإسعاف إنت مش شايقه عمال ينزف ازاي ؟!
نظر إلى بدر الملقى على الأرض بصدمة ، كيف وصل لتلك المرحلة من الإجرام ... ارتجفت يديه
قبض على كفيها يهمس بألم تجلى بملامحه :
اليهوى على فراش ابنته ، فيما نهضت كوثر مهرولة للخارج تبحث عن هاتفها المهاتفة الإسعاف ...
أنا كويس متبكيش... شهقات مرتفعة وهي تضم رأسه لقد فقدت السيطرة متناسية أنها طبيبة. صاحت والدتها بعدما جديت حقيبتها :
حبيبتي ياله شوفي جوزك واعملي له إسعافات أولية .
شهقت تنزل برأسها تمنعه من الحديث :
أسكت يا بدر ما تتكلمش ، ضغط على كفيها :
أنا بحبك... قالها وأغلق عيناه، لتنهض كالمجنونة، تنزع قميصه الذي تلطخ بدمائه، وتحاول إيقاف النزيف، مع رجفة بكفيها وهي تحاول إنقاذه، بعد قدرة وصلت سيارة الإسعاف متجهة إلى المشفى هرولت خلف المسعفين المتجهين به إلى غرفة العمليات التي تجهز بعدما هاتفتهم
رهف بالحالة ....
توقفت تنظر إلى دخوله الغرفة إلى أن أغلق الباب .. ضمتها والدتها واتجهت تجلس بها على المقعد.
وصلت والدة بدر بعد إبلاغها من استعلامات المشفى توقفت أمام رهف متسائلة :
بدر فين يا رهف ، ومين ضربه بالنار ....
دفنت رأسها بأحضان والدتها تبكي بقوة كلما تذكرت كلماته القليلة ... أجابتها كوثر
أقعدي بانهال هو في العمليات دلوقتي شوية ويطلع ...
يعني هو عايش .... قالتها بقلب مكلوم
هزت كوثر رأسها بإيماءة حزينة على تلك السيدة ....
جلست وقلبها ينتفض بعنف وكأنه سيفارق الحياة مرت ساعات والحال كما هو عليه، توقفت
خرج الطبيب يزيل الماسك من فوق وجهه قائلا :
رهف بعدما شعرت بانصهار صدرها التغيب الأطباء بالداخل .... واتجهت تقتحم باب الغرفة إلا أن
إحنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا .
جلست تحتضن رأسها بين راحتيها مطبقة الجفنين اقتربت والدتها تربت على ظهرها ...
سحبت نفشا قويا لتتبط نوبة البكاء التي اختفت جوفها ، مع ارتجاف شفتيها ..
مع قتلي يا ماما ....
ضمت كوثر رأسها تهمس لها ببعض الآيات القرآنية مردقة :
اهدي حبيبتي كله هيعدي ان شاء الله .
مرت الساعات كالسيف على الرقاب والكل في حالة ترقب إلى أن استمع الطبيب إلى إنذار الأجهزة ، توقفت والدته تبكي حينما وجدت استنفار من الأطباء باتجاه غرفة العناية .. نصبت عودها وتحركت بجسد مرتجف تقف تنظر من الزجاج الشقاق وهم يحاولون انعاش قلبه ... دلفت
رهف بساقين هشة تكاد تحملتها إلى أن وصلت إليه...
دقت تهمس باذنه :
بدر فوق علشان خاطري، أنا مسمحاك أرجوك متعملش فيا كدا .. مرت لحظات وهي تحتضن كفيه ودموعها تنساب كالشلال على وجنتيها، تراجع الطبيب بعدما استمع إلى نبضات قلبه مرة أخرى :
ضغطه مش مساعد يادكتور.. قالتها أحدى الطبيبات ...
أوماً وهو يقترب منه يفحص مؤشراته الحيوية .. بسط كفيه إلى رهف :
رهف قومي هيكون كويس صدقيني دا عادي في العمليات اللي ذي كدا، متنسيش الرصاصة
كانت قريبة أوي من منطقة القلب.
الشيست يكف زميلها عندما داهمتها تلك الغمامة تهمس له :
حسن متخبيش عليا حاجة ، هيكون كويس ...
تحرك بها بعدما أشار الممرضة :
اهتمي بشغلك وأي تطور بلغيني ....
تمام يادكتور ...
خرجت رهف... هروقت ناهد إلى الطبيب :
طمني يادكتور ، بدر عامل إيه ؟...
ابتسم بعملية :
الوضع مستقر يا مدام ناهد مفيش قلق .
تنهدت بارتياح وعيناها على رهف التي تحركت بخطى مترنحة حتى كادت أن تسقط ....
وصل ضابط الشرطة للتحقيق ، جلست بوهن شديد وعيناها على والدها الذي توقف أمام الضابط، وأردف بما حدث .
مرت عدة ساعات والوضع كما هو عليه، نهضت مرة أخرى متجهة إلى غرفته، وجدت والدتة تخرج من عنده ..
توقفت شاهد امامها تمنع دخولها بعدما علمت بما صار
أنا مش هنكر إلى حبيتك بعد جوازك من إبني ، وقتها فيه حاجات كتير رجعت له بعد ماكنت
يئست، بس احد ان أبوكي يرجع ويحاول يقتله ... فأنا هقفلك حتى لو هو رفض، و النهاردة بس عرفت إن جوازكم غلطة، أنتوا زمان قتلتوا هاني مش هستنى لما تموتوا ابنه ، خدي كرهك لابني وامشي ...
مش عايزة الحفيد اللي كنت هموت عليه من واحدة بتكره ابني ...
أغمضت عيناها تشعر وكأن أحدهم يقبض على عنقها ، هزت رأسها ودفعت الباب للدخول :
أول ما يفوق هبعد عنكوا، متخافيش .. فتحت الباب ودلفت إليه ، خطت إلى أن وصلت إلى
جسده المسجى، جلست بجواره و رفعت کفه تحتضنه تم الجنت تطبع قبلة بباطن كفيه ...
أول شخص قلبي دق له، حبيتك أوي يا بدر.. أطلقت زفرة قوية خرجت بتألم قلبها وهي تتذكر حياتها المأساوية بعد سفره .. توقفت الكلمات على أعتاب شفتيها للحظات، رفعت كفيها تملس على وجهه ثم نهضت وطبعت قبلة مطولة فوق جبينه قائلة :
اطمن عليك وبعد كدا تبعد علشان منگرهش بعض أكثر من كدا، عارفة إنك بتكرهني، ما أنا بنت الراجل اللي قتل باباك، وحاول يقتلك كمان ....
احتوت راحتيه وطبعت قبلة بداخلهما
لتستدير كي تغادر الغرفة إلا أنه ضغط على كفيها بهمس :
" يحبك".. قالها بصوت خافت منقطع .
انحنت كي تستمع إلى ما قاله، ولكنه ذهب بنومه مرة أخرى ...
ابتسمت حينما استيقظ، وضعت جبينها فوق خاصته وسحبت نفنا طويلا مختلفا بأنفاسه :
أهم حاجة إنك كويس، الحمد لله كنت هموت من الخوف عليك، ألف سلامة عليك .. ظلت
للحظات على حالتها ثم دقت من شفتيه تجذب تنفسه وتقبله ثم اعتدلت وطالعته لبعض
اللحظات ثم تحركت للخارج .. وصلت إلى الخارج، توقفت أمام ناهد واردفت :
بدر فاق .. شوية وهيصحى وينقلوه غرفة ثانية .. قالتها واستدارت إلى والدتها :
ماما باله علشان نمشي .
ألف سلامة على بدر يا نهال ... طالعتها منهكمة ثم أشارت إلى رهف :
أتمنى منقهاش تاني تعلقت رهف يكف والدتها وتحركت دون حديث .. ظلت نظراتها عليهما
إلى أن اختفوا .. دلفت تجلس بجوار ابنها لبعض الوقت، استمعت الى همسه باسمها
مسدت على رأسه بحنان امومی :
حمد الله على سلامتك حبيبي.. مزر لسانه على شفتيه وحاول التحدث بصوت متعب :
رهف ، فين ؟
سحبت نفسا قويا وظلت على صمتها تطالعه إلى أن دلف الطبيب وقام بفحصه ثم أردف بعملية
لا عال العال.. حمد الله على السلامة باحضرة القاضي .
شكرا لحضرتك.. ظل لبعض الوقت إلى أن استعاد وعيه كاملا .. دلف كريم :
ياااه يا راجل أنا كنت فقدت الأمل إنك تصحى ثاني ... حمد الله على سلامتك يا صاحبي ...
الله يسلمك .. قاطعهم دلوف الضابط المكلف بالقضية :
حمد الله على سلامتك يا بدر .
الله يسلمك يا اسامة ....
طبعا مش محتاج أقولك أنا هنا ليه بس قبل الشغل كنت عايز اطمن عليك .
أوما له دون حديث ...
اشارا للكاتب ب المسؤول معه :
جاهز ناخد أقوالك ... هز رأسه وعيناه على كريم :
مفيش قضية اصلا يا اسامة الأستاذ مالك كان بيوريني المسدس بتاعه ومأخدتش بالي وأنا باخده إنه جاهز على الاطلاق، والرصاصة . صابتني .
توقعت أعين كريم مدهونا، فلقد قصت له رهف عن ما صار فقاطع . لع حديثه : بدر إيه اللي بتقوله ؟!
استدار بوجهه قائلا :
انت كنت معايا وشوفت اللي حصل !!
هز رأسه بالنفي فأردف بدر :
يبقى متدخلش، تم توجه إلى أسامة :
اللي حصل قولتهولك .
پس کلام مدام رهف غير كدا !!
شعر بنبضات قلبه تتقاذف بين ضلو ضلوعه حينما ذكر اسمها ، ذهب . بشروده و ابتسامة تسللت عبر
شفتيه متذكرا حديثها ، إلى إلى أن قط قطع شروده :
ما جاوبتش ، دكتورة رهف مقالتش نفس الكلام ....
حمحم معتذرا :
دكتورة رهف ره ماكنتش تش موجودة دخلت على صوت المسدس واللي شافته أوحى لها غير كدا . بعد فترة من أسئلة وكيل النيابة خرج وتركه بعد نفي تهمة مالك ، جلس كريم بجواره بدلوف
والدته :
ليه لقبت التهمة عن مالك يا بدر ؟! هرولت والدته إليه :
طلعت الراجل اللي كان عايز يقتلك يا بدر ... وقبل كدا قتل باباك .
ماما اللي حصل أنا قولته مفيش حد كان عايز يقتلني، وممكن أعرف مراتي فين ؟.. ليه لما
فوقت مالقتهاش رغم اني كنت حاسس بوجودها .
البنت دي مطلقها خلاص ما بقتش عايزاها ... أنا طردتها من هنا لازم تبعد عنك .
تاجج صدره صعودا وهبوطا من حديث والدته الذي شق صدره متألقا فوق آلامه فقال:
كريم ساعدني عايز أقوم .
هاجت والدته وتيران الحقد على رهف ازدادت فهتفت مويخة :
اتجننت عايز تخرج وجرحك لسة بينزف علشان ايه دا كله ... اعتدل متألقا ، اقترب منه كريم :
بدر ممکن تهدی، طيب استنى تشوف الدكتور هيقول إيه ...
نهض ولكن لم يستطع مقاومة الدوران الذي استولى على جسده ... جلس محاولا أخذ أنفاسه
التي اضطريت بعدما ضغط على جرحه ... ساعده كريم بالتسطح
إهدى وأنا هروح لها او يا يرضيك .
نشبت يكفيه :
عايز مراني ياكريم ....
مرت عدة أيام بعدما رفض الطبيب تحركه بسبب جرحه الذي تزف مما جعله واقدا بفراشه ولم بعد لديه القدرة على التحرك .
عند رهف جلست بشرفتها تضع رأسها فوق ركبتيها وذهبت بشرودها إلى لحظاتهما معا، انسابت عيراتها غير وجنتيها وقلبها بأن وجفا، كيف تتخلى عن مشاعرها التي اقتحمت دواخلها و اعلنته عاشقها حد النخاع .
همست لنفسها :
هتقدري تعيشي بعيد عنه ... طيب ما هو ما بيحبنيش إيه اللي يخليني أفضل معاه ... دافعي عن كبريائك بارهف، لازم تبعدي حتى لو بتحبيه، تأكدي او حبك كان مستحيل يبعد عنك .
زفرت مختلقة، تتراجع بجسدها تنظر لقطرات المطر خلف الزجاج ودعت ربها :
يارب أخرج حبه من قلبي يارب ريح قلبي من عذابه ... دقائق من الوقت وهي تتابع بعيداها الباكية وقلبها المتألم قطرات المطر، ولسان حالها يريح قلبها إلى أن استمعت إلى صوت والدتها
وهي تملس على رأسها :
قومي نتعشى حبيبتي يقالك كام يوم و إنت قافلة على نفسك ....
رفعت راسها لوالدتها بعيونها الباكية ....
ماما عايزة تسافر وترجع زي ماكنا ما بقتش عايزة أقعد هنا ...
جديت والدتها المقعد وجلست بمقابلتها :
و بدر یا رهف هتقدري تبعدي عنه .....
زي ماهو قدر زمان يا ماما، لازم أبعد. أنا مش في قلبه كفاية وجع بقي ....
احتضنت كفيها تنظر بداخل مقلتيها :
غلطانة يا حبيبة ماما بدر بيعشقك مشفتهوش لما كنتي في المشفى دا كان هيولع في الدكاترة .
قطعت حديث والدتها. متوقعة :
ماما ممكن توافقي على طلبي لازم تمشي من هنا، وبالنسبة الطلاقي هو أكيد هيطلقني، أنا
كلمت كام مستشفى برة وقبلوني كمان، وقررت تسافر بعد يومين بعد موافقة حضرتك، اسفة انصرفت من غير ما أقولك ، بس حقيقي أنا قررت ومش هتراجع ... استمعوا إلى طرقات الخادمة
دكتورة رهف أستاذ كريم عايز يقابل حضرتك .
نظرت لوالدتها مستفهمة، ثم نهضت متحركة متجهة جهة للخارج بعدما . دما ارتدت رداء صلاتها :
اهلا استاذ كريم .
توقف بمحاذاتها وأردف :
أهلا دكتورة رهف, أنا جاي أخدك ، بدر عايز يشوفك ..
جلست تشير إليه بالجلوس :
اتفضل ... ما قالش عايز ايه ايه ؟..
إنت حتى مسألتيش عامل ايه ان
طالعته بصمت للحظات ثم اردفت :
بدل فاق أكيد هيكون كويس، وصله سلامي وحمد الله على سلامته أتمنى يطلقني بهدوء.
إحنا ناس كبار وعاقلين بما فيه الكفاية من مضطرين توقف قدام بعض في المحاكم ... قالتها
وتوقفت بعد وصول والدتها ثم تابعت حديثها وعيناها على والدتها :
ماما أنا قولت كل اللي عندي للاستاذ كريم .
حتى بعد ما يدر النازل عن القضية ونفي التهمة عن الاستاذ مالك .. استدارت سريعا غير
مستوعبة ما تلفظ به قطبت جبينها :
وليه يعمل كدا .. اقترب منها وعيناة تخترق وقوفها :
السؤال دا اجابته مش عندي ....
تحركت للداخل دون حديث يت آخر ...
اردفت کوتر وتر قائلة :
رهف هتسافر بعد يومين، بلغ بدر هي خلاص قررت إنها ما تقعدتش هذا .
أوما لي الها وتحرك رك مغادرا المكان .
بعد يومين وهو اليوم المقرر السفر رهف .. توقفت کوثر تحاوظ المكان بوداع من : نظراتها .
بخروج رهف من غرفتها تحمل أشياءها الخاصة بحقيبة صغيرة، استمع إلى صوت | الباب فتحت رهف توقفت تنظر لوالدها يعتاب ثم تراجعت للخلف لدلوفه ... اتجه للداخل يبحث عن
طليقته :
کوثر خلاص هتسافروا ؟.. لو مضايقين متى وعد مش هتشوفوا وشي .
اومات له قائلة :
أنا مسافر علشان بنتي يا مالك، هي مش مرتاحة، والمكان اللي بنتي ترتاح فيه هكون معاها فيه
بعد اذنك يا بابا لازم تتحرك باقي نص ساعة يادوب للحق الطيارة .
بعد قليل توفقت لتنهي اجراءات سفرها هي ووالدتها ... وضع كفيه فوق جواز سفرها ....
ينفع تسافري من غير إذن جوزك 15 حتى لو بالواسطة ياست الدكتورة ...
تراقص قلبها فرخا وهي تراه بهيئته الرجولية الخاطفة للأنفاس ، لتهمس اسمه :
"بدر" .. لم يدعها تكمل حديثها ليجذبها بقوة لأحضانه :
روحه وحياته ... دفن وجهة بحجابها :
عايز أشيلك وأدور بيكي ينفع ...
جنون شغف عشق ينازع روحها يفوق انتزاع الروح من الجسد..
حاولت التملص من بين يديه بعدما حاول حملها :
بدر ابعد انت صدرك مجروح .
ضفها بقوة حتى شعرت بإذابة ضلوعها بين أحضانه من قوة ضمته :
فداك بدر وحياته كلها ....
خرجت من أحضانه مع السياب نسياب عبراتها :
ليه دا كله ؟!..
احتضن وجهها يضع حبينة فوق جبينها يسحب أنفاسها بقبلته المجنونة . أمام الجميع، لقد
سحبت عقله ولم يعد لديه سوى دقات قلبه المرتفعة بجنون عشقها ، هامنا بتقطع من قبلته :
بحبك .. بحبك .. بحبك قالها وهو يحملها ويدور بها تملصت منه خوفا عليه وبكت بشهقات وهي
ترى آلامه على ملامح وجهه :
كفاية صدقت ... انزلها بهدوء يضغط على خه خصرها بعدما شعري بانسحاب أنفاسه ...
رفعت كفيها على وجهه تنظر إليه :
ينفع كدا، أخدت ايه ....
ضمها متحركا ينظر إلى كوثر :
ترجع بيتنا يا روحي .. بسطت كفيها تحاوط خصره :
نروح المستشفى الأول يا حضرة القاضي اطمن عليك .
تلفت حوله يهمس بجوار أذنيها :
حضرة القاضي هيتجنن ويبوسك ثاني ... دفنت رأسها بصدره بعدما جذبها بقوة يجاهد الكثير
العشق من جولاته :
والكثير بداخله من مشاعره التي سيطرت عليه لتذوق شهدها المسكر .. ليعلمها إتقانها لفنون
هتمشي ولا تتأخد بوضع مخل ....
رفعت رأسها تنظر إليه :
مش عيب تبقى قاضي وتتاخد بفعل فاضح يا حضرة القاضي ....
داعب أنفها قائلا :
عادي باروحي ما اذا القاضي المتهم
"بحبك"
تمت بحمد الله