![]() |
رواية جرح فتي الفصل الثامن بقلم ولاء علي
ــ وبعدين إيه المحزن في كدا؟ كانوا مزعلينك وأنتِ صغيرة نرجع بالزمن ونضربهم لك ؟
رفعت السكينة في وشي وبعدين رجعت نزلتها وهي بتقول:
ــ خِف استظراف يا خفيف.
ــ تؤ تؤ يا فاتن هانم، كنت فاكرك أرق من إنك ترفعي السكينة على جوزك! دا إتضحك عليا بقى!
ــ لا أهو أنت متعرفش بالقرارات الجديدة ولا إيه ؟
ــ لاء الصراحة مش بتابع.
ــ البضاعة المباعة لا تُرد ولا تستبدل يا بشمهندس.
ــ تشبيهك رهيب يا بنتي، يا ريت الموهبة دي تندفن.
ــ سيبك من الموهبة دي علشان محدش بيقدرها اليومين الإنسان بطل يقدر أخوه الإنسان من زمان.
ــ لاء أنا ممكن أعيط وازعل علشان مواهبك المدفونة دي وبعدين أدفنها أكتر.
إتعصبت وعلت صوتها وقالت:
ــ أنت مســتــفــــز.
ــ أنا يا بنتي ربنا يسامحك وأهو الإنسان وهو بيظلم أخوه الإنسان وييجي عليه.
ــ علي.
ـــ إحنا بالليل متأخر.
ــ حلو يعني أعمل إيه ؟
ــ نفسي أنزل أتمشى على البحر بالليل ونقعد نحكي لحد الصبح.
ــ من عنيا يا ست فاتن حمامة.
ــ أروح أغير يعني؟
ضحكت على حماسها وقولت:
ــ طيب نأكل الأول وبعدها ننزل.
ـــــــــــــــــــــ
حطيت الأكل وهو جه ورايا بطبق السلطة .
قولت بحماس:
ـــ هنتمشى لحد ما رجلينا توجعنا، وبعدها إيه بقى نروح نشتري روايات كتير .
ــ خلصي يا مصروف الشهر خلصيه.
ــ القراءة غذاء الروح يا علي.
ــ وعلى كدا لما نجوع هنأكل ورق ونأكل كلمات، معلش أصل القراءة غذاء الروح.
بصيت في الطبق وبدأت أكل وأنا لاوية بوزي.
ــ خلاص متزعليش، هنجيب يا ستي.
رفعت عيني ليه وبصيت بنظرة إنتصار ليه فقال:
ــ أقسم بالله أنا عارف حركاتك دي.
ــ هتتراجع هعضك في إيدك.
ــ طب على فكرة بقى زمان كنتي عاقلة وهادية وراسية!
ــ لاء دا أنا بس مكنتش واخدة عليك وكنت يدوبك واحد جارنا إنما دلوقتي أنت مننا وعلينا عادي.
بص ليا وابتسم بحب وقال:
ــ عارفة يا فاتن؟
ــ عرفني يا سيدي.
ــ أنا ممتن ليكي أنتِ وأبوكي إمتنان، في حاجات الواحد لو عاش عمره يشكر ربنا عليها ويسد دينها للي قدامه هيحس إنه مش كفاية.
أنا عرفت حكايته من بابا من أيام الخطوبة، لكن حبي ليه وكمان إن بابا كان متمسك بيه هما اللي انتصروا، ولو رجع بيا الزمن هختاره ومش هندم برضوا.
ــ إوعى تقول كدا يا علي، إحنا واحد، الحياة مش شد وجذب وخناقات على قد ما هي حب وود و مشاركة، وبعدين فاتن حمامة كل أفلامها فيها حب ينفع أنا كمان كـ فاتن أتخلى عن الحب لما ألاقيه؟ يرضيك يتقالي فاتن حمامة منك ومعملش زيها؟
ــ لاء أنا أتبثت مع أنا اللي دوري التثبيت.
ــ شوفت بقى ميزة الروايات بتعلمنا نثبت اللي قدامنا.
حط إيده على وشه بنفاذ صبر وقال:
ــ يعني كل دا تثبيت وخلاص، صوتوا يا جماعة يمكن حد يلحقنا.
ــ قول إنك بتطلع من الموضوع علشان متخليناش ننزل نتمشى قول.
ــ وحياة ربنا لو ما دخلتي وجهزتي في عشر دقايق بالكتير لمفيش نزول، يلا بقى وإبقي إتأخري براحتك بقى.
ــ خلاص على بال ما اغير أنت تلم الأكل وتغسل الأطباق.
ــ روحي يا شيخة بالله بسرعة .
ــ جدع حبيبي.
دخلت وأنا مبتسمة، إختارت فستان بني و لفيت طرحة لونها أبيض، بعدها فتحت الدولاب واختارت منه قميص لونه بني وبنطول بيج ليه علشان نكون مطقمين مع بعض.
حطيتهم على السرير ورشيت عليهم برفان.
بعد ربع ساعة كنا طلعنا، وبعد مشي عشر دقايق أو ربع ساعة كنا قدام البحر.
قعدت على صخرة وفضلت باصة للبحر وسرحت معاه وفضلت ساكته.
ــ بتفكري في إيه ؟
ــ بفكر في ترتيبات ربنا لكل حاجة كنا مفكرينها مش خير لينا، وفي حاجات وجعتنا وزعلتنا ومكناش متمنيين إنها تحصل من غيرها كنا ممكن منبقاش بالنضج اللي في بالنا.
قعد على الأرض سند رأسه على رجلي ــ مفيش حد حوالينا ـــ قعدت احرك إيدي على شعره لأني عارفة إنه بيحب الحركة دي.
ــ وايه بقى اللي خلى دا ييجي في بالك دلوقتي ؟
بصيت للبحر وأنا بحاول أبان عادي وقولت:
ــ عادي، مجرد تفكير جه في بالي.
ــ فاتن.
ــ قول يا علي.
ــ إيه اللي حصل لما شوفتي أصحابك؟ أنتِ من وقتها وأنتِ بتتحججي ومش عايزة تتكلمي.
مسحت دمعة فرت من عيني وقولت:
ــ أصل لوهلة لما شوفتهم صعبت عليا نفسي أوي... بس والله بعدها حمدت ربنا وقولت عادي .
إتعدل من مكانه وقعد يهدي فيا ويطبطب عليا.
ــ إحكي لي اللي حصل لما شوفتيهم، علشان شكلها مكانتش مجرد مقابلة فيها سلام وبس.
ــ هحكي لك من أول فاتن البنت الصغيرة أم ضفاير، من زمان وبابا قافل علينا ومش بيحب إن حد يضايقنا بكلمة حتى، وماما دقة قديمة مش إن البنت تطلع أو تدخل ومن بيتها لمدرسة وبس، عارف زمان أنا كنت شاطرة قوي في المدرسة وكنت بطلع من الأوائل، ماما وبابا كانوا فخورين بيا وكانوا مش ممانعين إني أكمل، لحد ما إيه بقى كنت في تالتة إعدادي وبعد ما النتيجة ظهرت ونجحت وجيبت مجموع الثانوية وعديته كمان واحدة من البنتين دول جات أمهم قعدت مع أمي وقعدت تخوفها بقى من ثانوي وتقول كلام كدب.
ــ وبعدين ؟
ــ ماما خافت وصدقتها وقالت لبابا فاقتنعوا إني مش هكمل، ساعتها قعدت أتحايل عليهم كتير إني أكمل فدخلوني تجارة بحيث أخد الدبلوم وأكتفي بيه.. أحلامي مكانش ليه حد ولا سقف، وما انتهتش، دخلت وكنت شاطرة برضوا وبتحدى نفسي وأطلع من الأوائل وجيت في سنة تالتة جيبت مجموع كلية التجارة من غير ما أحتاج لمعادلة أو حاجة، بس بابا رفض إني أكمل وقال كفاية لحد الدبلوم الجامعة بعيدة علينا.
سكت دقيقة وبعدين كملت:
ــ النهاردة بقى شوفت البنت اللي أمها جات لأمي وكانت راجعة من شغلها ما هي دخلت ثانوية وكملت وكانت شغالة بشهادتها، فأنا لما شوفتها صِعبت عليا نفسي وحسيت إن كان ممكن ابقى أحسن كمان بس لو كنت كملت.
خلصت كلامي وقعدت أعيط.
ــ المفروض إن هي دي الخروجة اللي هتشمي نفسك فيها وتغيري مودك، هار اسوح يا فاتن دا إتغير للأسوأ، إهدي وأنا والله لأعوضك.
ــ إيه هدخل الكلية؟
ــ وليه لاء؟
ــ بعيدة يا علي دي، الكلام كان يحصل قبل ما إتجوز المفروض، يعني كفاية هتوازن بين الشغل ودراستك وكمان أنا أقدم فنتضغط! كدا كدا فات الاوان.
آخر جملة طلعت مني بيأس فرد هو وقال:
ــ مفيش أوان فات ولا حاجة، بس هنعمل إتفاق.
ــ إيه هو؟
ــ أنا وأنتِ هنكون منافسين لبعض وهنشوف مين هيجيب درجات أعلى وتقديره يكون أحسن، ونشوف مين فينا أشطر وهيطلع من الأوائل.
مسحت دموعي وقولت بتحدي وتفاخر:
ــ وسع كدا أنت بس، متقارنش نفسك بيا أنا هبقى دكتورة في الجامعة، وهبقى الدكتورة فاتن.
ضحك عليا وهو بيخبط ايده الاتنين في بعض وبيقول:
ــ يا حول الله يارب، عندك كمية تقلبات قلبت دماغي معاها.
ــ والله أعيط تاني!
ــ لاء كفاية يلا نروح أسهل.
خِلصت المعادلة و حبيب عيني نجح فيها وبقى مهندس قد الدنيا.
قدمت في الكلية وماما اعترضت بس بابا قال ملناش دعوة مش جوزها موافق.
بعد
في أثناء ما أنا قاعدة بذاكر في وش علي اللي مفحوت علشان إمتحانه بكرا قعدت أعيط .
ــ طيب وليه العياط دلوقتي ؟
ــ أصلي تخيلت لو الطلق جاني وولدت وأنا بمتحن فحسيت إني لازم اعيط.
حط القلم على الترابيزة وشال النضارة ومسح على عينه وهو بيقول بنفاذ صبر:
ــ فاتن حبيبتي، أنتِ في الشهر السابع يعني قدامك شهرين، وبعدين إيه أم الحمل اللي جاي لك بالعياط دا؟ أنا تعبت أقسم بالله.
كملت عياط وقولت:
ــ قول إنك زهقت مني قول، أنا أصلاً كنت قعدت جنب أمي أحسن، أصلاً بنتك هي اللي نكدية وبتخليني أعيط على حاجات عبيطة.
ــ لاء أخص عليها، ذاكري بس وبإذن تولدي بعد ما السنة اللي مقاعدش فيها غير عشرين يوم دي تخلص.
كملنا مذاكرة، بالمناسبة أنا طلعت التانية على الدفعة الترم وهو طلع الأول للأسف فجايزته كانت كيكة.
وحالياً التحدي إن أنا اللي أطلع الأولى.
ـــــــــــــــــــ
بعد سبعتاشر سنة، ربنا رزقني بعائشة و زيدان والتوأم زين وزينة.
ــ يا شوية تحف إتظبطوا، ويلا كل واحد يجهز علشان مدرستكم، معاكم سبع دقايق إنتو الأربعة وأقسم بالله لو ما فوقتوا لهفوقكم بتلج في قفاكم.
انتشروا الأربعة فدخلت المطبخ ولقيتها واقفة تجهز الفطار وعلى وشها إبتسامة واسعة وقالت:
ــ أقسم بالله ما حد بيظبتهم غيرك، دا أنا بيطلع عيني على بال ما أصحيهم.
ــ شوفتي بقى أنا مسيطر قد إيه ؟
ــ ومربي تروما لطلابك.
ضحكت وقولت:
ــ أعمل لهم إيه طيب ما جو إني أبقى طيبدا بح خلص من زمان يا دكتور.
بعد ما خلصنا وكل واحد راحل لشغله، بالمناسبة كسبنا التحدي وكل واحد مننا بقى دكتور فعلاً في الكلية اللي دخلها والنهاردة كان أول يوم في السنة الدراسية الجديدة.
كنت في المكتب ودخل شاب في حدود العشرين سنة وهو متوتر ومش عارف يقف على رجليه.
ــ حضرتك اسمك علي ..... ..... ...
ــ أيوا.
ــ أنا اسمي شريف سعيد .... ....
ــ أنت ابن سعيد أخويا ؟
هز رأسه وقال:
ــ أيوا وأنا من طلاب حضرتك.
قولت وأنا بافتكر الاسم اللي مر عليا بالفعل ووقفت عنده شوية النهاردة وبعدها قولت وراد يكون تشابه أسماء فعديته.
ــ أقدر أساعدك في إيه يا شريف ؟ أنت مهما كان في مقام ابني.
قال بتوتر:
ــ أنا عارف اللي أبويا وجدتي عملوه معاك، وكنت بدور على حضرتك علشان أوصل لك كلام جدتي ومتوقعتش إن حضرتك تكون نفسك عمي علي فكنت هروح وأدور في العنوان اللي خدته.
طلع من جيبه ورقة ومدها ليا وقال:
ــ جدتي إتوفت من شهر، بس هي كانت قايلة لي أوصل لك الكلام دا .
مد ليا الورقة فخدتها منه بهدوء ظاهري.
فتحتها فهو قال :
ــ هي طلبت مني اكتب لها ساعتها، الكلام اتكتب قبل وفاتها بيوم.
بدأت أقرأه.
" علي، ولدي الوسطاني، ربنا ميبضيعش حق حد، ودي حاجة عرفتها بس عرفتها متأخر قوي، أنا واثقة إن وأنت بتشوف كلامي ده فأنا أكيد موتت، بس ربنا إبتلاني يا ولدي بأمراض الدنيا. ظلمناك وجينا كلنا عليك كتير قوي، إتقهرت وإتكسرت مننا كتير، بس والله أنا ندمانة، ولو يرجع بيا الزمن لكنت ضميت لحضني وطبطبت عليك، بس هو الواحد مننا كدا مبيعرفش قيمة الحاجة غير بعد ما تضيع من إيديه، أنا فقدت أحن واحد في عيالي، كلهم قسيوا علي يا ولدي، لولا إن شريف واد أخوك عيدور عليا لكان زماني موتت من بدري، كل يوم معرفش أنام من كتر الإحسان بالذنب وإني ظلمتك، الواد شريف جات له كليته في إسكندرية، قولت له يدور عليك، قالي إنه شاف دكتور عنده بنفس اسمك بس أنا قولت له إنك مكملتش علامك وطلعت من المدرسة، سامحني يا ولدي، سامحنا كلنا.“
معرفتش أسيطر على دموعي، إفتكرت كل مرة اتقهرت وإتكسرت فيها. كل مر اتبلوا عليا وحاولوا يكسروني، حتى لما طلبت منهم يقفوا جنبي ورجعت خايب الرجى من ييجي تمنتاشر سنة.
طلعت موبايلي .
ــ أكتب رقمك يا شريف علشان لو احتاجتك، وأنت منين ما تحتاج حاجة أنا موجود، أنا بس دلوقتي محتاج أروح البلد.
طلعت ورنيت على فاتن.
ــ فاتن أنا مسافر على البلد، أنا بابلغك علشان تكوني عارفة لو غيبت.
ــ إهدى بس وبلد إيه دي كمان؟
ــ رايح بلدي، محتاج أروح.
ــ استنى طيب دقيقتين وأكون عندك.
على ماطلعت علشان أركب العربية هي كانت جت ومستنياني.
ركبت وأنا مش شايف قدامي وكل حاجة حصلت زمان عمالة تتعاد قدامي وكأنه سيناريو متصور.
ــ علي في إيه ؟
قولت بانهيار:
ــ في إنها جاية تحس بالذنب وتطلب مني اسامحها وهي بتموت، ويوم ما تحس بالذنب تمو.ت، هي ماتت وطالبة مني اسامحها، حتى أبويا من عشر سنين لما مات طلب مننا نسامحه.
ــ علي عشان خاطري إهدى ، لو مش قادر ممكن اسوق أنا بس متأذيش نفسك، كل دا عدى يا علي وفات.
ــ عدى عليا وداس عليا وفرمني معداش بالساهل.
فضلت ساكت طول الطريق ووصلنا في وقت قياسي وأول حاجة عملتها إني اتوجهت للمقابر، قبرها وقبره جنب بعض.
بصيت عليهم بدموع وقولت:
ــ أنا مش مسامحكم، ولو إيه حصل والله ما هقدر أسامح حد منكم حتى إخواتي، ليه بتحسوا بالذنب وانتو رايحين تموتوا بس ؟ مش هتردوا عليا صح؟ وأنتِ يا أمي أنا عم شريف ابن ابنك، نفسه الدكتور بتاعه، أصل أنا كنت بتعلم من وراكم وربنا عوضني وبقيت دكتور مهندس، وبقيت أب حنين على ولادي وطلبوا حتة من السماء أنا عندي إستعداد اجيبها لهم... بس أنا مش مسامح في قهرتي ولا إنهم عاشوا وأنا إتداس عليا عشانهم، أما أنت يا أبويا فربنا مايستمحكش برضوا علشان لولا انانيتكم مكانش زماني واقف راجل ملو هدومي مكسور وبعيط زي العيل.
قربت فاتن مني وهي بتعيط وتقول:
ــ عشان خاطري كفاية ويلا نمشي.
ــ سيبيني معاهم.
شدتني وهو بتقول:
ــ يلا يا علي.
جه سعيد أخويا وهو بيبص ليا بحقد وبيقول:
ــ خدت كل حاجة.
رديت عليه بجنون:
ــ خدت إيه طيب؟ ولا كان بعد إيه ؟ ما بعد مرمطة، هو في حاجة صحيت لقيتها جاهزة؟ أنت كنت وسط أهلك وأنا كنت ملقح في أي حتة.
ــ شوف بقيت فين وإحنا مبقاش حيلتنا حاجة، حتى الأرض راحت وكل حاجة مبقاش حيلتنا حاجة.
ــ عارف، تستاهل ..
وقفت ما بين فاتن وهي بتقول:
ــ عشان خاطري يا علي يلا من هنا دا مش مكاننا.
مشينا وروحنا.
رجعنا البيت وفضلت قاعد لوحدي شوية في البلكونة لحد ما الولاد دخلوا.
ــ بابا.
ــ قول يا زيدان.
ــ إحنا بنحبك.
ــ وأنا كمان بحبكم كلكم إنتو أغلى ما ليا.
دخلت فاتن:
ــ وأمهم مبقتش مهمة دلوقتي وإتركنت على الرف.
ــ وأنا أقدر يا ست الكل، دا أنتِ الكل في الكل، بس سيبوني لوحدي بالله عليكم.
قربت عائشة وهي بتقول:
ــ طب جرب تطرنا كدا يا سي بابا وأنا والله أعيط لكم .
ــ مقدرتيش تورثي من أمك حاجة غير إنك تبقي عيوطة؟
قربوا زين وزينة وقالوا:
ــ إحنا ورثنا منك البرود.
ــ هار مش فايت، أنا بارد؟
ــ ماما هي اللي قالت لنا كدا.
بصيت ليها فقالت بسرعة:
ــ يعني قصدي مريح نفسك وسايبني معاهم ، غير كدا يعني أنت حبيبي.
ــ هتثبت أنا كدا يعني ؟
ــ آه.
ربنا عوضني بعيلة بمعنى كلمة عيلة، أتمنى أفضل في نظرهم الأب الكويس الحنين اللي يفتخروا وأفضل في نظر فاتن الزوج الحنين اللي بيحمل ليها المودة والرحمة.
" فتى ظل مجروح لسنوات فجائت عائلة على هيئة بلسم لترمم جروحه، كان كلما ظن أنه تعافى أبكته الأيام، ولكن في نهاية المطاف جُبِر، تعلم من جروحه ألا يكون طرفًا مؤذٍ أو ظالم.. نشأ في مكانٍ مسموم لكنه كان كالترياق."
#لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا
