رواية بين التضحية والحب كامله جميع الفصول بقلم فونا
_دي مش أختي!
كانت القاعة كلها أضواء وتصفيق. ليلى واقفة على المسرح، فستانها بيبرق تحت الكاميرات، وابتسامتها واخدة قلوب الجمهور. المذيع أعلن:
_ "الممثلة الصاعدة… ليلى حسن!"
الكل بيهتف باسمها، وهي بترفع الكاس الفضي والدموع مالية عينيها. قالت بصوت متأثر:
_ "الجاي أحلى… ودي بس البداية."
وسط الزحمة دي، في آخر الصف، مريم كانت واقفة بالهدوم البسيطة اللي اشترتها من المرتب الصغير بتاع شغلها. التصفيق كان بيدوي، بس جواها كان صمت تقيل. كل اللي فكرت فيه إنها لولا السنين اللي ضحت بيها عشان أختها توصل لليلة دي… مكنش حد هيهتف باسم "ليلى".
بس الأوجع… إن ليلى من فوق المسرح، ما بصتش حتى ناحية أختها.
خلصت الحفلة وبدأ كل واحد يتجه لبيته.
مريم كانت واقفة برا القاعة مستنية ليلي ، فجأة أمن المكان قربو منها وبصولها بأستغراب لأن شكلها بسيط جدا مش زي المكان اللي هي فيه!!!
اتكلم واحد من أفراد الأمن
_ حضرتك مستنيه حد.
رديت بهدوء_اه مستنية ليلي أختي.
بصولي بصدمة
_الفنانة ليلي تبقي أختك أنتِ!!!
_دي مش أختي.
وده كان صوت ليلي اللي كانت بصالي بضيق
وجهت كلامها لبتوع الأمن
_اتفضلو أنتم دلوقتي.
فضلنا أنا وليلي بس هي تبصلي بضيق وأنا ابصلها بحزن
اتكلمت ليلي بعصبية
_كنتي هتفضحيني
بصيتلها بصدمة
_بتستعري مني يا ليلي، أنا أختك اللي ضحيت بكل حاجة عشانك!!!
اتكلمت بسخرية
_هنبدأ جو الصعبنيات بقي.
حاولت أهدي نفسي
_اتفضلي قدامي عشان نروح
بصتلي بقرف
_مستحيل أمشي معاكي بلبسك ده!!
وسابتني ومشيت كنت بصالها بحزن وبتحسر علي حياتي اللي ضاعت بسبب اهتمامي بيها هي وبس!!!
روحت البيت وأنا مضايقة وأول ما فتحت الباب لقيت ماما بتزعق لليلي
_ في ايه يا ماما صوتك جايب آخر الشارع
اتكلمت ماما بعصبية
_أختك باينها اتهبلت في دماغها وقال ايه هتسيب البيت وتمشي تعيش لوحدها.
بصيت لليلي بصدمة
_يعني ايه.
اتكلمت ليلي بعصبية
_يعني أنا زهقت من العيشة بتاعتكو،أنا بقيت مشهورة ومعروفة خلاص يعني مينفعش أعيش في البيت المقرف ده،وهمشي يعني همشي ومحدش هيمنعني
عم الصمت في الأوضة بعد ما ماما نزلت علي وش ليلي بقلم
كنا مصدومين وخصوصاً أن دي أول مرة ماما تمد أيدها علي حد فينا.
اتكلمت ماما بحدة
_شكلك اتدلعتي زيادة عن اللزوم ومحتاجة تتربي تاني
كنت لسه هتكلم بس ماما رفضت وكملت كلامها
_يكون في علمك مفيش تمثيل تاني!!!
ومفيش نزول من البيت يا ليلي،وأنا هعرف اربيكي ازاي،كنا بنفضل نقول صغيرة وبتتدلع بس الدلع لما يقلب بقلة أدب وقلة رباية يبقي لازم نقف، وأختك اللي بتستعري منها هي اللي عملتك يا ليلي فاهمة!!!!
هي اللي ضحت بحاجات كتير أنتِ متعرفيش عنها حاجة عشان بس تخليكي مبسوطة!!!
كملت بزعيق_اتفضلي علي أوضتك ومش عايزة أشوف وشك
دخلت ليلي أوضتها وفضلت أنا وماما برا
فضلت أهدي في ماما وجبتلها دواء الضغط
عدت نص ساعة والبيت كان هادي لغاية ما كان في خبط جامد علي الباب
روحت فتحت لقيت ظابط قدامي
_حضرتك الانسه مريم
اتكلمت بتوتر_اه
_مطلوب القبض عليكي بتهمة احتجاز غير قانوني للممثلة ليلي
مريم وقفت مصدومة، مش فاهمة أي حاجة. قلبها بيدق بسرعة، وعينيها راحت فورًا ناحية أوضة ليلى واتكلمت بصدمة.
_يعني ايه
طلعت ليلى من أوضتها بهدوء، واقفة عند الباب وابتسامة باردة على وشها.
مريم بصوت مكسور
_ليلي إنتِ عملتي البلاغ ده؟!
ليلي ببرود
_أنا قلت الحقيقة… إنتِ ماكنتيش سايباني أعيش حياتي زي ما أنا عايزة.
مريم حست الدنيا بتلف بيها. ماما وقفت قدام الظابط وهي مش مصدقة.
اتكلمت ماما بعصبيه
_يا بيه، دي أختها! ازاي يعني هتحبسها؟!
اتكلم الظابط بهدوء
_البلاغ رسمي، والتحقيق هيحدد كل حاجة.
حاولت اتكلم وصوتي طلع مهزوز
_يا ليلى… إنتِ فاهمة إن حياتي كلها ضاعت عشانك؟ ضحيت بكل حاجة عشان الليلة دي؟ وفي الآخر تجبيلي البوليس؟!
الظابط مد إيده عشان ياخدها، وهي لسه واقفة مش مصدقة اللي بيحصل، والدموع بتنزل من غير ما تحس.
ماما وقفت مصدومة، ملامحها اتبدلت فجأة من الدهشة للغضب، عينيها بتلمع بدموع مقهورة وصوتها عالي بيرجّ الحيطان
_إنتِ اتجننتي يا ليلى؟! ده بدل ما تبوسي راس أختك وتشكريها على اللي عملته عشانك؟! إنتِ فاكرة نفسك مين؟ فاكرة الشهرة هتخليكي أحسن مننا؟! والله لأوريكي يعني إيه أم!
ليلى حاولت تتكلم:
_ماما، اسمعيني بس…
لكن ماما قطعتها بصوت مرتعش من كتر العصبية
_اسمعك إيه؟! إنتِ اللي لازم تسمعي! البيت ده لو اتخرب مش هيتخرب غير على دماغك! أختك اللي بتستعري منها هي اللي باعت عمرها عشانك، وإنتي مكافأتها إنك تبعتي لها البوليس؟!
الأم قربت منها بسرعة، مسكت إيديها بقوة وهي بتبص جوا عينيها:
_والله لتندمي على كل دمعة نزلت من عيون أختك، وهخلي الشهرة دي تتحول لكابوس عمرك ما هتنسيه!
الجيران اتجمعوا، والظابط واقف مش عارف يتكلم كان باصص لمريم بشفقة، وليلى لأول مرة ملامحها اتبدلت وبدأ يظهر الخوف في وشها من عصبية أمها.
الأم بصت للظابط وهي بترتعش من الغضب:
_خد بنتي لو عايز، بس أنا حقها هعرف اجيبه!!
--
البيت كان هادي بعد ما عربية الشرطة خرجت بمريم، بس الصمت ده كان مرعب. ماما واقفة قدام ليلى، عينيها حمراء من الدموع، وصوتها واطي بس فيه نبرة تخوّف
اتكلمت ماما بحدة
_إنتِ عارفة إنتِ عملتِ إيه يا ليلى؟ إنتِ كسرتي البيت ده نصين… وضيعتي أختك اللي لولاها ماكنتيش هتوصلي للمكان ده أصلا.
ليلى حاولت تتماسك:
_ماما… إنتِ مش فاهمة، أنا بس كنت عايزة…
لكن الأم قطعتها بصوت عالي
_عايزة إيه؟ شهرة؟ فلوس؟ تبقي نجمة؟ طب اسمعي وعقلك في راسك… النجومية اللي بتتباهي بيها دي أنا هخليها سبب فضيحتك. إنتِ فاكرة الشهرة سند؟ لأ، دي ممكن تبقى سيف يقطعك لو حد عارف يضرب صح.
ليلى بدأت تتوتر:
ماما إنتي بتقولي إيه؟
ماما قربت منها خطوة بخطوة، نظرتها قاسية، ملامحها مش ماما الطيبة اللي ليلى متعودة عليها:
أنا اللي ربيتك، وأنا اللي هعرف إزاي أوقّفك عند حدك. مريم بنتي، وأنا هطلعها من المصيبة اللي إنتِ رميتيها فيها، بس إنتِ… لأ، إنتِ هتعرفي يعني إيه أم لو اتحولت لعدو.
الجيران اللي كانوا واقفين بيتفرجوا حسّوا إن في مصيبة جاية، وليلى لأول مرة وشها اتبدل للخوف.
اتكلمت ماما بصوت مخيف
_من النهاردة، إنتِ مش بس فقدتي أختك… إنتِ فقدتي قلبي أنا كمان،قلبي وربي غضبانين عليكي يا ليلي
---
في مكان تاني"
شخص مجهول كان قاعد في كافيه وجاله مكالمة من رقم معين
_ الآنسة مريم اتقبض عليها وهي حاليا في القسم!!!