رواية عائلة الشناوي كامله جميع الفصول بقلم مصطفى محسن
أنا اسمي عادل الشناوي، عندي ٣٥ سنة، وبشتغل مهندس في شركة غاز مصر.
اتولدت وعشت عمري كله في قرية صغيرة في الأقصر… القرية دي اسمها الشناوي.
القرية دي مش زي أي قرية… عشان اللي ساكنين فيها كلهم من عيلتي، عيلة الشناوي.
أنا عايش في بيت أبويا الله يرحمه… جمال الشناوي.
البيت ده كبير، قديم، كل حجر ليه ذكرة، وليه ريحة الماضي وصوت الذكريات في كل ركن.
ابويا مات من ١٥ سنة، وانا وامى عايشين فى البيت ده من وقت ما اتولدت ومليش اخوات.
أنا ما اتجوزتش… عشان حياتي كلها كانت حوالين شغلي وأمي.
بس الحقيقة… مش ده السبب الوحيد.
اللي خلاني ما استقرش إن عمتي سماح وعمي حمدان كانوا طمعانين في البيت.
كانوا بييجوا يزورونا، بس نظراتهم كانت بتكشف اللي جواهم.
مرة أمي بصّتلي وهي خايفة وقالت:
ـ "خلي بالك منهم يا عادل… هما مش عايزين لينا الخير وعنيهم على البيت."
أنا بكل هدوء قولتلها:
ـ "اطمني يا أمي… البيت ده بتاعنا، حقنا محدش هياخده."
بس الواضح إنهم ماكانوش هيسيبونا في حالنا.
ابتدوا يحاولوا يضغطوا علينا بالكلام… بالتهديد… وبعدين لجأوا لحاجة أسوأ.
في ليلة من الليالي، وأنا راجع متأخر من الشغل، لقيت أمي قاعدة في الصالة، وهى خايفه.
قالتلي بصوت مبحوح:
ـ "يا عادل… في حد بيرمي حاجة قدام باب البيت كل يوم… ورق ملفوف بخيط أحمر… وأنا بخافه ألمسه."
أنا بعصبية قلتلها:
ـ "أكيد شغل عمتي وعمّي… عاوزين يطفّشونا."
وفعلاً… ماعدّاش كام يوم، وبدأت أحلم كوابيس غريبة.
كنت أصحى بالليل ألاقي…