اسكريبت الجشعة والفقير كامل وحصري بقلم سارة بركات
في فندق ضخم جدًا مقام به حفلة ضخمة لشخصٍ معروف ومهم به حشود كبيرة متجمعة في قاعة ذلك الفندق، وفي ذات الوقت في غرفة صغيرة بداخل مطعم الفندق كانت بطلتنا روضة تقف أمام خزانة ملابس توجد بها ملابس عملها والتي بدأت بإرتدائِها بتأنٍ لكي تبدأ عملها وأيضًا صديقتها التي تقف خلفها والتي تُدعى روان كانت تفعل المثل، تنهدت روضة وهي تضع أحمر الشفاه على شفتيها وتنظر لمرآتها ثم أردفت بانبهار:
- شوفتي الأوبهة إللي بره دي كلها، كل دول جايين عشان الحفلة دي، للدرجادي في ناس أغنياء أوي كده، طب يا رب اللي بتمناه يكون منهم أهو يخرجني من الفقر إللي أنا فيه.
أردفت روان بتنبيه وهي تلتفت إليها:
- روضة إحنا جايين عشان نشتغل وبس مش عشان نحب ونفكر في الكلام الفارغ ده.
روضة بضيق:
- من حقي أحلم حتى لو لكام لحظة يا هادمة اللذات.
روان بتنهيدة:
- بلا هادمة لذات بلا بتاع يلا بينا عشان هنتنفتخ لو اتأخرنا.
خرجت الإثنتان من الغرفة ثم بدأتا بتوزيع المشروبات في القاعة .. وفي مكانٍ ما بالقاعة كان بطلنا ماجد يرتدي حُلة سوداء راقية وينظر إلى ساعة يده بعينيه السوداويتين وعاد يطالع صديقه الواقف بجانبه ويتحدث مع بعض رجال الأعمال بالقاعة .. ظل ينتظر أن ينهي صديقه الحديث مع هؤلاء الرجال وبالفعل انتهي صديقه من ذلك وكاد أن يذهب لرجال أعمالٍ آخرين ولكن ماجد أوقفه بأنه أمسك ذراعه بهدوء:
- هنمشي إمتى؟
عقد صديقه حاجبيه بتعجب وطالع ساعة يده الثمينة:
- لسه بدري يا ماجد! ملحقناش، وبعدين إنت جاي تسيبني في الحفل اللي معمول عشاني .. *أردف بمرح* إخص على الصحوبية.
أردف ماجد بهدوء:
- بص أنا جيت عشان خاطرك بس أنا عايز أمشي يا مراد أنا ورايا مشاغل ووالدتي مش عايز أسيبها لوحدها أكتر من كده، وبصراحة مش حابب المكان ومش حابب الناس هنا.
تنهد مراد ثم أردف:
- تمام يا ماجد نصاية طيب وهنهي الحفل حاضر.
- مش محتاج تنهيها أنا بعد نص ساعة همشي تمام؟ مرضي كده؟
هز مراد رأسه مردفًا:
- مَرضي يا صاحبي.
التفت ماجد للخلف لكي يذهب للحمام ولكنه تفاجأ بكمية مهولة من المشروبات تقع عليه.
منذ بضع دقايق:
كانت تحمل أكواب العصائر الزجاجية على صينية فضية تقدمها لضيوف الحفل وترحب بهم وخلفها روان تفعل المثل، وأثناء سيرها انكسر كعب حذائها الأسود وحاولت أن توازن جسدها وبالفعل استطاعت ولكن الصينية التي كانت تحملها وقعت على أحد الضيوف.
شهقت بفزع مما حدث لا تصدق أنها وقعت في موقف مثل هذا وفي حفل ضخم هكذا! .. كان ماجد يطالع مظهره بتعجب بعد أن كانت حُلته نظيفة ومهندمة، الآن أصبح ذلك الوصف لا ينطبق عليها إطلاقًا، وجميع من في القاعة كانوا يتابعون مايحدث في تعجب.
اقتربت منه في هلع وتلقائية ممسكة بعضًا من المحارم الورقية تعتذر وهي ترتعش وتقوم بمحاولة مسح ثيابه من تلك البقع أو بمعنى أدق الخريطة الكبيرة المرسومة باللون البرتقالي على ثيابه.
روضة بارتعاش:
- أنا آسفة، مكنش قصدي يا بيه، حقك عليا.
أمسك بيدها يحاول ايقافها..
- مافيش مشكلة .. حصل خير.
تدخل مراد بضيق:
- هو إيه إللي حصل خير ياماجد!! .. انت عارف تمن البدلة دي بكام؟؟ ده أضعاف مرتبها كله و......
قاطعه ماجد بضيق منه:
- مراد، خلاص أنا قولت حصل خير.
ثم التفت للفتاة المنكسة رأسها أرضًا ..
- ماتقلقيش مافيش حاجة هتحصل.
رفعت رأسها لكي تعبر عن امتنانها وشُكرها له .. ولكنها اصطدمت بعينين سودايتين قويتين وقعت في سحرهما لأن نظراته لها كانت رائعة ومُريحة كثيرًا .. وكان مبتسمًا بهدوء كأنه لم يحدث شيئًا .. كان يطالعها في ذات الوقت حيث أنه انجذب لعينيها العسليتان ومظهرها الجذاب على الرغم من تواضعه .. ولكنه وقع لتلك الفتاة.
استفاق الإثنان من شرودهما عندما اقتربت روان منها تطمئن عليها وهي تمسك ذراعها.
- روضة، إنتِ كويسه؟
هزت رأسها وهي تطالع ماجد بتيه.
- طب يلا عشان نمشي ومايحصلش مشاكل.
كانت تسحبها خلفها ولكنها كانت تطالعه وهو في ذات الوقت يطالعها بهدوء، وحينما دخلتا غرفة تبديل الملابس .. استندت روضة على إحدى خزانات الملابس وتنهدت هائمة من ملامح ذلك الشاب القوية وأيضًا من مظهرة يبدو أنه من أثرياء المجتمع ويبدو أيضًا أنه قد وقع لها .. قاطع شرودها به صوتها.
روان:
- سرحانة في إيه؟
روضة بهيام:
- في الجنتل مان اللي بره.
روان بضيق:
- فوقي يا رو ضة، الناس دي مش شبهنا ولا من طينتنا انتي مش شايفة الشاب اللي معاه كان بيتكلم إزاي؟ دول حاطين مناخيرهم في السماء.
تنهدت روضة ولم تتحدث بكلمة أخرى وانتظرا قليلاً حتى انتهي الحفل لأنه كان من الممكن أن يقوما بتوزيع المشروبات مرة أخرى ولكن ذلك لم يحدث .. قامتا بتغيير ثيابهن وخرجتا من الفندق.
كان يجلس بجوار مراد في سيارته الفارهة والتي يقودها سائقٌ خاص وينظر للشوارع من خلال النافذة يفكر بتلك الفتاة التي سرقت عقله منذ أن قابلها..
- سرحان في إيه؟
إلتفت لمراد وكاد أن يتحدث ولكنه لمح تلك الفتاة تسير بشارع قريبٍ من الفندق بجانب صديقتها .. أوقف السائق وخرج من سيارته تحت تعجب مراد وعدم فهمه لما يحدث .. اقترب نحوها يسرع في مشيته قليلًا حتى أوقفها.
- لو سمحتي يا آنسة.
لم تتوقف ولكنه قام بمناداتها بإسمها الذي يتذكره لأن صديقتها ذكرته أمامه في الحفل.
- آنسة روضة.
التفتت روضة بتعجب لمن يناديها ودُهِشَت عندما وجدته أنه نفس الشاب الذي قابلته بالحفل .. توقف حينما أصبح أمامها وأخذ نفسا عميقًا وظل يطالعها بهدوء دون كلمة وهي أيضًا كانت كذلك أما صديقتها كانت تنظر لهما بصمت ولم تتعجب من اقتراب المتعجرف صديقه نحوهم، وأخيرًا تحدث ماجد بهدوء:
- أنا معجب بيكِ ومحتاج أتعرف عليكِ أكتر، لإني ناوي نكون سوا .. تسمحيلي بده؟
جميعهم طالعوه بتعجب من جرأته تلك، أما هي استفاقت وتحدثت بارتباك.
- أنا آسفة بس مش هينفع.
ثم التفتت وأخذت بيد صديقتها ورحلت من أمامه ولا تدري لماذا تفوهت بتلك الجملة لأنها تعكس ما بداخلها تمامًا هي بالفعل تريد أن تتعرف عليه ..
أردفت روان بتشجيع:
- كويس إنك إدتيله رد خشب عشان مايفكرش إنك واقعة عليه ويعتبرك واحدة ملكيش قيمة أيوه كده، أنا صاحبتي شاطرة.
ابتسمت روضة بهدوء ثم أخذت تشرد فيما حدث .. أما ماجد فقد كان يطالعها وهي تبتعد رويدًا رويًدا عنه مع صديقتها وأردف مراد:
- وقعت نفسك في موقف مُحرج .. كنت قول إنت عاوز إيه وأنا كنت هجيبهالك لحد عندك .. الفلوس يا صاحبي بتعمل أي حاجة.
التفت ماجد إليه وظل يفكر في حديثه قليلًا .. ثم رحل مع صديقه.
في شقة روان:
كانت تجلس بفراشها المهترئ الموجود بجوار فراش روان تنظر أمامها بشرود تعاتب نفسها على ردها عليه هكذا ..
- روضة، أنا بكلمك.
- معلش يا روان، سرحت شويه.
تنهدت روان ثم أردفت:
- بطلي تعاتبي نفسك .. إنتِ صح.
روضة بتساؤل:
- بس أنا لو كنت وافقت مكنش ده بقا حالي دلوقتي.
- ندمانة؟
هزت روضة رأسها ولكن روان جلست بفراشها وأمسكت بيدها مردفة بهدوء:
- بصي يا روضة، إللي حصل حصل خلاص، وصدقيني لو ليكي نصيب فيه هيرجع تاني، ماتندميش على أي حاجة صح عملتيها، نصيبك بيجيلك لحد عندك وهيفضل وراكي بس كده.
روضة بتنهيدة:
- تمام.
- يلا ننام بقا عشان ورانا بكرة شغل بدري في الفندق.
ابتسمت روضة وأردفت:
- اشكريلي خالك جدا على الوظيقة دي مش عارفه منغيره كنت عملت إيه.
روان بقهقهة:
- مش انتِ بس ده أنا كمان هشكره، لولا إن مدير المطعم في الفندق كان معرفة مكنش زماننا اشتغلنا هناك.
روضة بتنهيدة مع ابتسامة:
- الحمدلله.
روان وهي تعود لفراشها:
- يلا ننام عشان مانتأخرش.
هزت روضة رأسها وأغمضت عينيها تتمنى لو تلقاه مرة أخرى!.
في ظهيرة اليوم التالي:
كان ماجد يجلس في مطعم الفندق مع صديقه مراد يبحث عنها بعينيه لكي يتحدث إليها مرة أخرى، وفي تلك الأثناء كانت روضة تقوم بتوزيع أطباق الطعام على الطاولات وتفاجأت بوجوده يطالعها بابتسامة، شعرت بالإحراج والخجل في آنٍ واحدٍ، استقام نمن مقعده واقترب منها حتى توقف أمامها وبدأ بالتحدث إليها يحاول التقرب منها والتودد إليها..
- إزيك؟
كانت ترمش كثيرًا من دهشتها وأردفت بخجل:
- الحمدلله.
أردف بابتسامة:
- أنا مقدر انك أكيد امبارح اتفاجئتِ من طلبي إمبارح، بس أنا عايز أقولك إني مش هستسلم لحد ما توافقي ودماغك يلين.
ابتسمت بخجل عندما تحدث بذلك الكلام وفهم أن ابتسامتها تلك موافقة على طلبه.
أخرج هاتفه من جيبه وأعطاه إياها:
- ممكن رقمك؟
التقطت هاتفه منه بتردد وكتبت رقم هاتفها .. أما بالنسبة لمراد لم يكن يركز انتباهه عليهما .. كان يركز انتباهه على تلك الفتاة التي ترى نفسها حيث أنها لم تعطه وجه كيف وهو من أغنى أغنياء مصر! .. ولكن صبرًا فالمال يفعل كل شيء.
مرت الأيام وتقرب ماجد من روضة أكثر وصارا يتحدثا كثيرًا على الهاتف .. وفي يومٍ ما كانا يتحدثان.
روضة بتلقائية:
- بقالنا كام يوم بنتكلم ومن الواضح إنك متواضع أوي لدرجة إنك متكلمتش عن شغلك وعن شركاتك وأكيد عن القصر بتاعك، ولا انت عايش في فيلا مثلا؟
صمتت وانتظرت أن يُجيبها وتعجبت من صمته الذي دام لعدة ثوانٍ والتي كانت بمثابة دقائق بالنسبة إليها.
أردفت بمزاح:
- متخفش مش هحسدك.
ابتسمت عندما أجابها.
- محبتش أضايقك أو أحسسك إنك قليلة، بس بالعكس إنتِ عالية في نظري جدا.
روضة بتلقائية وسعادة:
- لا طبعا مش هتضايقني ولا حاجة بالعكس إنت كده تعتبر بتشاركني كل حاجة في حياتك.
- أقدر أفهم من كلامك ده إننا إيه؟ أو أنا إيه بالنسبة ليكِ؟
إحمر وجهها خجلاً من سؤاله ذاك .. ابتسم ماجد كأنه يراها أمامه.
- اعملي حسابك أنا عازمك بكرة هناكل بره هعدي عليكِ في الشغل.
هزت رأسها وهي خجلة على اعتقادها أنه يراها ولكنها استفاقت عندما تحدث:
- مالك؟ سكتي ليه؟
أردفت بانتباه:
- اه تمام ماشي هستنياك.
أغلقا المكالمة بعد بعض عبارات الغزل التي أخبرها بها ماجد .. كانت تبتسم بهيام وهي على يقين تامٍ بأن جميع مشاكلها قد تم حلها .. أو بمعنى أدق سيتم حلها بوجوده في حياتها فمن الواضح أنه يبدو غنيٌ كثيرًا وغامضًا بسبب أنه لا يحب أن يتحدث عن حياته كثيرًا أمام أحد.
- ماتعلقيش نفسك بيه يا روضة، الصنف ده مش مضمون، ووارد يكون بيضحك عليكِ.
استفاقت من شرودها على حديثها.
- بالعكس يا روان أنا حاسة إن هو ده العوض عن كل حاجة عشتها في حياتي، وبعدين ماجد ده لطيف جدا .. كفاية إنه مهندس، وهبقى في يوم من الأيام مرات البشمهندس.
لوت روان فمها من خيبة صديقتها التي تحلم بالمسميات.
- ربنا يهديكِ يلا نامي.
ألقت روضة الوسادة على صديقتها وتحدثت بضيق مصطنع.
- أنا مش مجنونة.
ألقت روان الوسادة في المقابل عليها وأردفت:
- ماشي ياست العاقلة أما نشوف آخرتها معاكي إيه إنتي والبشمهندس بتاعك ده.
إسكريبت/ الجشعة والفقير .. بقلم/ سارة بركات
في اليوم التالي:
كان يقف أمام الفندق بسيارة سوداء جميلة ويرتدي زيًا رسميًا ينتظرها بلهفة لكي تنتهي من عملها وبعد عدة دقائق، خرجت من الفندق وانبهرت بسيارته عندما رأتها واقتربت منه بهدوء.
تحدث بابتسامة:
- وحشتيني الشوية الحلوين دول.
لفت شعرها حول أذنها سبب خجلها .. ولكنها ابتسمت عندما قام بفتح باب السيارة لها، جلست بداخلها وصعد بجانبها وقام بقيادة السيارة، وبعد عدة دقائق:
كانا يدردشان في مطعمٍ ضخم ويضحكان سويًا حيث كان يخبرها ببعض النِكات اللطيفة، ثم تنهد وتحدث باستفسار:
- ماقولتليش بقا إيه اللي مخليكِ عايشه مع روان.
اختفت ابتسامتها وشعر ماجد بضيقها وكاد أن يتحدث ولكنها سبقته بحديثها.
- أنا يتيمة وكان عندي شقة أبويا بس عمي الله لا يسامحه أخدها مني وطردني منها.
حاولت أن تكبت عبراتها وأردفت باختناق:
- وبعد ما مات ورجعت أدور على حقي لقيته باعها وأخد تمنها وعمل لأولاده حاجات كتير ومعرفتش آخد منهم جنيه واحد! ومصدقونيش لما قولتلهم إن أبوهم سرقني .. اتهموني إني طمعانه فيهم في حين إنهم عايشين على فلوسي.
انهمرت عبرة من مقلتيها ولكنها تفاجأت عندما أمسك ماجد بيدها متحدثًا بتأثر:
- متزعليش، أنا مش عايزك تعيطي طول مانا جنبك ومعاكِ .. وبعدين في داهية إللي يزعلك .. أنا معاكِ وهعوضك عن كل حاجة شوفتيها يا روضة.
أردفت بأمل:
- بجد يا ماجد؟
- الله إسمي حلو أوي لما بتنطقيه.
شعرت بالخجل وحاولت أن تبعد يديها عنه ولكنه أمسك بها بقوة.
- مش عايزك أبدًا تشيلي إيدك من إيديا مفهوم؟
هزت رأسها بخجل متفائلة بوجودة بحياتها.
- إيه رأيك نروح السينيما؟
- موافقة.
خرجا سويًا من المطعم وذهبا للسينيما وحضرا فيلما كوميديًا، وجلسا بجانب بعضهما يتناولان النقانق ويضحكان على الفيلم المعروض، وكل ضحكة كانت تضحكها كان ماجد يبتسم لا إراديًا ويشرد بضحكاتها تلك.
مرت الأيام واقترب الاثنان من بعضهما حتى أصبحا شِبه مخطوبين، يخرجان سويًا دائمًا ويُمطرها بالهدايا والمال أيضًا كانت سعيدة جدا أنه يقوم بتعويضها عما فقدت، حتى أنه جعلها تترك العمل في الفندق.
وفي يومٍ ما وفي منتصف الليل:
كانت روان تسير بإرهاق تفكر بطريقة لكي تصل بها إلى المنزل بأسرع وقت فهي تريد النوم فقد أرهقها العمل اليوم كثيرًا عن المعتاد، وأثناء سيرها ظهر مراد أمامها الشاب الذي كانت دائمًا تراه مع حبيب روضة .. وقف أمامها بغطرسة وتحدث بغرور.
- أنا مراد الشوني عندي 30 سنة ابن عمران الشوني صاحب أكبر الشركات في مصر، عيلتي من أكبر العائلات أكيد سمعتي عننا.
أردفت بضيق خافي:
- لا بصراحة ماسمعتش عنكم قبل كده خالص، وبعدين إيه لازمة المعلومات إللي حضرتك قولتها دي؟ إيه المطلوب مني مش فاهمة؟
أردف بضيق:
- انتي ازاي تتكلمي معايا بالأسلوب ده؟؟ فوقي لنفسك ده انتِ ليكِ الشرف إني أقف اتكلم معاكي .. غيرك بيحلموا بس إني ألمحهم.
أردفت بحنق:
- لو انت كل البنات بتترمي وراك وشايفني منهم، مكنش زمانك واقفلي لحد نص الليل تستناني عشان تتكلم معايا كلمة واحدة، خليك زي صاحبك غني اه بس متواضع وعمره ماحسس روضة بفرق في المستوى بينهم، عن إذنك.
تم تركته ورحلت وتركته يفكر في حديثها كثيرًا حتى أنه تعجب عن ما أخبرته به عن ماجد صديقه!
في اليوم التالي:
في شركة الشوني للإستيراد والتصدير:
كان مراد يجلس على كرسي مكتبه يشعر بالضيق، يتذكر تمامًا ما أخبرته به روان أمس حتى قطع شروده ذلك دخول ماجد المكتب وترحيبه له.
- إيه يابني؟ مالك في إيه؟ سرحان في إيه؟
تنهد مراد وأردف:
- مافيش، إنت إيه الأخبار؟
إبتسم ماجد وهو يجلس مقابله مردفَا:
- كله تمام، بس ناوي على خطوة كده ومتوتر منها شويه.
- إحكي.
- عايز أتجوز روضة، بس في حاجات كتيرة أوي هي متعرفهاش عني.
ولكن مراد لم يكن منصبُا تركيزه عليه بالعكس عاد لشروده.
- لا بقا، إنت فيك حاجة مش مظبوطة، مالك يابني؟
تحدث مراد بلامبالاة:
- البنت إللي اسمها روان دي.
ماجد باستفسار:
- صاحبة روضة؟
- اه مظبوط.
- مالها بقا؟
أردف مراد بتنهيدة:
- روحتلها إمبارح الفندق وبعيدًا عن خناقتنا أنا وهي إمبارح قالتلي حاجة غريبة جدا يا ماجد.
ماجد باستفسار:
- قالت إيه؟
مراد بعدم فهم:
- خليك زي صاحبك غني اه بس متواضع وعمره ماحسس روضة بفرق في المستوى بينهم .. صدقني أنا مقصدش حاجة بس هو انت مفهم روضة إنك غني ياماجد؟!!!
تغيرت ملامح ماجد تمامًا بعد أن كان سعيدًا ومتحفزًا لعض الزواج على روضة أصبح مهمومًا بسبب كذبة قد ألفها.
في شقة روان:
- غلطانة.
ذلك ماتحدثت به روضة عندما سمعت ما أخبرتها به روان والتي أردفت بضيق:
- يعني إيه غلطانة؟ لا طبعا .. أنا مش غلطانة، ده واحد قليل الزوق.
- وليه بتعتبريها قلة زوق؟ يمكن هو مش عارف يتقرب منك إزاي فاتكلم كده .. يمكن محتاج اللي يفهمه يتعامل إزاي؟ إدي لنفسك فرصة يا روان زي مانا عملت وصدقيني هتفرحي وهترتاحي جدا في حياتك، مراد هيخرجك من دايرة الفقر اللي إحنا فيها دي، يعني بزمتك عاجبك الحال إللي عايشينه ده.
روان بتنهيدة:
- الحمدلله على كل حال ياروضة، واه عاجبني .. أنا مش زيك، أنا عمري ماكان حلمي أدور على واحد غني عشان يعيشني مبسوطة *ابتسمت بهيام ثم استأنفت* أنا بدور على واحد يحبني بجد ياخد باله مني ويطبطب عليا في نهاية يوم كان مُتعِب في الشغل، يقولي كلمة حلوة تصبرني على كل حاجة، يقول إنه من غيري ولا حاجة، هو ده الحب يا روضة .. الحب عمره ماكان بالفلوس.
أردفت روضة بابتسامة:
- على فكرة بقا ماجد بيهون عليا برده على الرغم من إنه غني .. عشان كده بقولك وارد تلاقي الحب مع مراد وبعدين أكيد هيكون زي صاحبه.
تنهدت روان بيأس ثم أردفت:
- أنا هنزل السوق وهروح كام مشوار كده، وانتي خدي بالك من نفسك حاولي تبقي تقيلة ومش مدلوقة على ماجد، ومش كل ماتحتاجي فلوس تكلميه.
تحدث بهدوء وهي تقوم ببرد أظافرها:
- هو اللي بيعرض عليا على فكرة، ومش بيخليني محتاجة أي حاجة.
- خلي عندك دم وارفضي الفلوس.
- ياااااه حاولت كتير صدقيني بس هو كان بيصمم لحد ما اتعودت إنه يصرف عليا فخلاص بقا.
هزت روان رأسها بيأس ثم خرجت من الشقة.
في شقة بسيطة شقوق جدرانها تعبر عن سنواتٍ كثيرةٍ مرت عليها، إنتهت من آداء فرضها وكانت تدعوا لولدها فلذة كبدها بكل إخلاص وحب، وبعدما انتهت، جلس ماجد أمامها أرضًا وقبَّل يدها.
- تقبل الله يا أمي.
أردفت برضا:
- ربنا يباركلي فيك يا حبيبي ويحفظك من كل شر.
- يا رب.
صمت ماجد قليلًا وهو جالس أمامها يفكر فيما فعله وانتبهت والدته السيدة رحمة لذلك.
- مالك يابني؟ انت فيك حاجة؟
- لا يا أمي مافيش.
- لا يا حبيبي، إحكيلي واضح عليك إن في حاجة مزعلاك.
ماجد بتنهيدة:
- أنا بحب واحدة جدا لدرجة إني مش بحب أحرمها من أي حاجة، بجيبلها أي حاجة عينيها تقع عليها، مش عايزها تحس إنها أقل من غيرها.
أخذ ينظر لشقته البسيطة في حسرةٍ واستأنف:
- بس أنا تعبت يا أمي، تعبت لإني مفهمها الفترة دي كلها إني واحد غني زي صاحبي مراد.
- إنت غلطت يا ماجد من البداية ولازم تصلح غلطتك دي.
- أصلح غلطتي إزاي يا أمي؟
أردفت رحمة ببساطة:
- إنك تحكيلها كل حاجة وبصراحة.
- بس.......
قاطعته واستأنفت:
- ولو هي بتحبك بجد هتكمل معاك ومش هيهمها الفلوس وبعدين المال مش بيدوم يابني لإن اللي بيدوم في الحياة عمومًا بين أي اتنين المودة والمحبة، الحل إنك تكلمها وتعترفلها بكل حاجة.
قبل مقدمة رأسها وأردف:
- شكرا يا أمي إنك شجعتيني وصدقيني أنا واثق إنها بتحبني .. روضة بنت جميلة ومؤدبة وهادية.
- ابقي عرفني عليها.
- حاضر يا أمي.
مرت الأيام وكان ماجد يحاول أن يستجمع شجاعته لكي يخبر روضة كل شئ وفي ذات الوقت كان يقوم بتجهيز شيءٍ آخر من الممكن أن يقوم بتخفيف حِمل الصدمة عليها، أما بالنسبة لمراد فقد عاد يذهب لروان مرة أخرى في الفندق وتلك المرة وافقت روان أن تعطيه فرصة ولكن بشروطها.
في يومٍ ما:
كان يمسك بيدها يدخلان شقة جميلة كانت دهاناتها تدل على أنها حديثة .. ظلت روضة تنظر حولها بانبهار وهي تطالع دهاناتها ومساحتها وكل شيءٍ بها.
روضة بانبهار:
- حلوة أوي الشقة دي يا ماجد، دي بتاعة مين؟
أردف ماجد بحرص وهو مستعد لاخراج مافي جعبته:
- دي بتاعتنا، هنتجوز فيها.
روضة بتعجب:
هنتجوز فيها؟! بس أنا كنت متوقعة إني هتجوز في فيلا متوقعتش إنك هتجيبلي شقة بسيطة كده!"
- ماهو أنا مش زي ماكنتي متوقعة.
روضة بعدم فهم:
- يعني إيه؟
- روضة أنا مش غني زي ماكنتي متوقعة ده، بالعكس أنا شاب بسيط جدا بشتغل مهندس في شركة بمرتب بيتصرف تلت أرباعه عليكِ ده إن مكنش كله، والشقة اللي إحنا فيها دي والدي الله يرحمه حط تحويشة عمره فيها عشان يقدر يأمنلي مستقبلي.
لا تصق مايخبرها به يبدو أنه يمزح معها.
روضة بعدم تصديق وبأعين دامعة:
- ماجد، إنت أكيد بتعمل فيا مقلب صح
هز رأسه بنفي وأردف مستأنفًا:
- مع الأسف يا روضة دي الحقيقة.
أردفت بارتعاش:
- طب .. طب والعربية؟! إنت كل يوم كنت بتجيلي الشغل بعربية شكل ده غير البدل واللبس اللي إنت كنت بتلبسه.
ماجد بصعوبة:
- كل دي حاجة مراد صاحبي، كنت بستلف منه حاجته وعربياته.
انهمرت عبرة من مقلتيها وأردف بحسرة:
- ليه؟ كل ده كان ليه؟
اقترب منها وأمسك بوجهها بين يديه وأردف:
- أنا لما لقيتك بتتكلمي وبتتعاملي بعشم إن أنا غني ومعايا فلوس أنا اتحرجت لإني مش معايا أقدملك كل اللي اتكلمتي عليه بتلقائية ده، اضطريت استلف من صاحبي حاجته، ده حتى فلوس الهدايا أغلبها كنت بستلفهم منه، وكنت بلاقيكي بتنبسطي بالفلوس والهدايا ده غير إنك بقيتي بتطلبي مني مصروف شهري وأنا ماقدرتش أقولك لا مكنتش حابب أزعلك يا روضة.
روضة ببكاء:
- طلعت أنا الطماعة في الآخر؟! أنا بكرهك.
ماجد برجاء:
- لا انتي مش طماعة، أنا بحبك وعشان كده كنت بحاول أسعدك بأي طريقة، سامحيني يا روضة أنا خلاص هبدأ من تاني عشان خاطرك وهعمل المستحيل عشان أعيشك أحسن عيشة يا روضة.
أبعدت يده عن وجهها وتركته ورحلت من الشقة، دمعت عيناه بسبب ماحدث، كيف يضع نفسه في موقفٍ مُحرجٌ مثل ذلك؟ يبدو أن قصتهما قد انتهت ولها كل الحق في أن تكرهه.
في شقة روان:
كانت تجلس على سريرها وتبكي بنحيبٍ عالٍ وهي تضم جسدها بقوة تتذكر كلماته جيدًا، كيف يخدعها طوال تلك المدة؟؟ لقد رسمت أحلامًا كثيرًا بناءًا على ظهوره أمامها كان دائمًا يرتدي الزيات الرسمية، يقود سيارات مختلفة في كل مرة يتقابلان بها، جعلها تتمنى الكثير وكان يحققه لها، كان يعطيها الأموال، لم يجعلها تحتج لشئ، اتضح أن كل ذلك كذب وأنا تلك الأموال اقترضها من صديقه الغني والذي يحب صديقة عمرها روان، كيف سستقابل روان بأي وجه وهي كانت تغتر وتتفاخر أمامها بما يهديها ماجد إياه، دخلت روان الغرفة عليها:
روان بصدمة وهي تقترب منها:
- مالك في إيه؟؟ انطقي بتعيطي ليه؟؟
نظرت إليها روضة بتيه وهي تبكي ثم اختبأت بين ذراعيها تبكي على ما حدث معه، وبعد أن هدأت قصت عليها كل ماحدث.
روان:
- أنا حذرتك يا روضة.
- لو كان قال من البداية ووضحلي إني فاهمة غلط مكنش كل ده حصل.
ربتت روان على ظهرها قليلًا ثم أردفت:
- من بكرة ترجعي الشغل وهعيد عليكي تاني، الست مننا مالهاش غير شغلها وفلوسها اللي من عرق جبينها، الرجالة دول صنف مش مضمون.
ابتعدت روضة عنها تطالعها بهدوء:
- إنتِ لسه بتتخانقي إنتِ ومراد؟
روان وهي بتقوم بتغيير الموضوع:
- ركزي في نفسك بس وسيبك مني، من بكرة هتروحي معايا الشغل.
هزت روضة رأسها.
في اليوم التالي:
كان مراد يتشاجر مع روان في مطعم الفندق:
- برده! مش راضية تسيبي الشغل ده برده؟؟
روان بضيق:
- ده شغلي يا مراد وإنت عرفتني وأنا جرسونة.
- أنا الشغل ده ميناسبنيش يا روان، أنا هتجوزك وهعوضك عن كل إللي شوفتيه.
أتت روضة تقدم الأطباق على الطاولات وانتبهت لشجار مراد مع روان وجميع من في الفندق يطالعونهما .. اقتربت منهم في نية للصُلح بينهما وأتى على سمعها..
"منظري هيبقى عامل إزاي لما الناس تعرف إن الإنسانة إللي أنا عايز أتجوزها بتشتغل جرسونه؟!"
توقفت أمامهم وأردفت:
- الناس بتتفرج عليكم، ميصحش كده وبعدين إيه إللي انت بتقوله ده يا مراد مانت حبيتها وهي كده! إيه اللي إختلف؟
- أنا مقصدش حاجة، أنا بتكلم إن خلاص هي مباقتش محتاجة الشغل ده.
تدخلت روان:
- أنا هفضل أشتغل في الشغل ده لحد مانتجوز يا مراد وبعدها إعمل اللي إنت عايزه.
روضة بتنهيدة:
- بص سيبها تعمل اللي هي عايزاه وبعد الجواز برحتك اعمل اللي انت عايزه.
مراد:
- تمام.
إبتسمت برضا وكادت أن تتحرك.
مراد:
- روضة.
إلتفتت تطالعه باستفسار.
مراد بهدوء:
- بالنسبة لماجد صدقيني هو مكنش يقصد كل ده هو بيحبك و....
روضة وهي تقاطعه:
- ماتفتحش في كلام ملهوش لازمة، الموضوع منتهي من قبل ما يبدأ بالتوفيق ليكم.
في المساء:
كانت روان تتحدث كالعادة مع مراد عن طريق الهاتف وكانت روضة تنظر أمامها بشرود تتذكر أنه في ذلك الوقت كانت هي من تتحدث مع ماجد أما روان كانت تنهرها ولكن الآن الوضع أصبح مختلف، استفاقت على صوت صرخة قوية خرجت من روان ولكن العجيب أنها كانت سعيدة وتضحك.
- يعني إيه؟؟ بتتكلم بجد يا مراد؟ وحياتي عندك متهزرش.
انتظرت رده ثم أردفت:
- ده أسعد يوم في حياتي بجد.
وبعد عدة دقائق قامت روان بإغلاق الهاتف مع مراد ..
روضة بابتسامة:
- طمنيني وفرحيني معاكِ.
روان بسعادة وعدم تصديق:
- والد مراد وافق على جوازنا وعايز يعملنا أكبر فرح في مصر.
سعدت روضة كثيرًا وقامت بضم روان بقوة تبارك لها وتنهدت روضة بارتياح لأنه وأخيرًا ستخرج صديقتها من دائرة الفقر وستكون هي صديقة العروس.
مرت الأيام وكانت روضة تساعد روان في تجهيزات الزفاف بكل مشتملاته وكانت تساعدها في تحضير كل شئ حتى أتى يوم الزفاف.
في غرفة بقصر مراد:
كانت تجلس مع روان في غرفة التجهيز تساعدها في ارتداء ثوب الزفاف، انتبهت روان لشرودها وعدم تركيزها.
- مالك يا روضة في إيه؟
روضة بتوتر وتحاول أن تمثل الثبات:
- لا لا مافيش أنا كويسه.
ولكن روان لم تصدقها بداخلها، أما بالنسبة لروضة فكانت تشعر بالتوتر لأنها ستقابل ماجد اليوم لأنه صديق العريس ولكنها تنوي أنها لن تتحدث معه بل لن تعتبره موجودًا من الأساس.
في حديقة القصر:
كان مراد يسير بجانب روان التي تتأبط ذراعه والمرسوم على وجهها إبتسامة جميلة وعندما اقتربا من المنصة جلسا على الكرسيان المخصص لهما على طاولة عقد القران.
كانت روضة تقف بجانب كرسي روان.
المأذون:
- أومال فين الشاهد التاني يا عريس؟
مراد:
- الشاهد التاني لسه في الطريق دقايق وهيكون هنا.
وبالفعل انتظر المأذون والحضور عدة دقائق حتى أتى الشاهد التاني والذي يكون ماجد.
دق قلب روضة بشدة عندما رأته وتشوش عقلها أيضًا وكان تريد أن ترحل ولكنها لن تستطيع لأنها تريد الوقوف بجانب صديقتها في يوم كهذا، ابتعدت بنظراتها عنه تتجاهله تمامًا لكي لا تتأثر بذكريات الماضي بينهما.
كان ماجد يتنهد بصعوبة بسبب ركضه أثناء دخوله القصر وجلس بجانب مراد ووقعت عينيه على روضة التي تتجاهله، طالعها بلهفة واشتياق وفي ذات الوقت كان يطالعها بحزن.
بدأ عقد القران وبعد أن انتهي بارك الجميع للعريس والعروس، وأثناء زحام الحضور حولهما انتبهت روضة من اقتراب ماجد نحوها وأيضًا نظراته تلك تعني أنه بالفعل يحاول أن يقترب منها هي، لم تشعر بنفسها سوى وهي تهرول راكضة نحو باب القصر لأنها لا تريد أن تتحدث معه تمامًا، كان يلاحقها وعندما اقترب منها أمسك بذراعها يوقفها.
أردف بغضب:
- سيبني، ابعد عني.
ماجد وهو يتمسك بها أكثر:
- مش هيحصل يا روضة، لازم تسمعيني.
- لا مش هسمعك، أنا بكرهك ومش طايقك وجودك حواليا ولا لمستك ليا.
ماجد برجاء:
- اسمعيني يا روضة أرجوكِ أنا لسه بحبك، وعايز نرجع سوا أنا مش قادر أعيش من غيرك أنا كل أيامي في بُعدك كانت عذاب بالنسبالي، أنا عارف إني غلطت وخبيت عنك كل حاجة وأنا معترف بغلطي ده وأخدت عقابي وهو بُعدك عني، بس بُعدك ده كان قاسي عليا بشكل ماتتخيليهوش.
لم تتحدث وظلت جامدة تطالعه بضيق.
ماجد بحزن وهو يمسك وجهها بيديه وينظر في عمق عينيها:
- أنا فعلا خوفت تبعدي عني لو عرفتي إني مش غني، فسكت وماقولتلكيش الحقيقة، وصدقيني كل حاجة بعملها وبقدمهالك كنت بقدمهالك من قلبي يا روضة مش عشان أتسلى بيكِ، أنا كنت بفرح لما بشوف ضحكتك في كل مرة كنت بجيبلك فيها هدية، وكمان لما كنا بنخرج .. كنت بعمل كل ده عشان أخلي الضحكة مرسومة على وشك، اه غلطت إني سيبتك كده عايشة الوهم بس غصب عني أنا كل ده عملته عشان ماتبعديش أنا حبيتك بجد وبتمنى نرجع لبعض ونتجوز ونعيش أحلى أيام حياتنا ونسيبنا من اللي فات، تعرفي إني اشتغلت في شركة كبيرة ومرتبي يقدر يفتح بيت ويجيبلك كل طلباتك وكمان هيفيض عليهم بزيادة، أنا عافرت عشان لما أقدر أقف قدامك الوقفة دي أقدر أقولك الكلام ده .. أنا مش فقير يا روضة ولا عمري كنت فقير، أنا بس ظروفي مكانتش قد كده وصاحب الشركة اللي كنت فيها كان بيستغل مجهودي وبياكل عليا فلوسي، ده غير إن مراد كان بيحاول يقنعني أجي اشتغل معاه في شركته بس أنا كنت برفض، كنت عايز أعمل كل حاجة بمجهودي مش بواسطة .. بس أنا فوقت لنفسي لما قابلتك وقررت أبدأ من جديد في حاجة تانية صح.
كانت تبكي في صمت وهي تطالعه ثم أردفت:
- أنا عمري ما اهتميت للفلوس، طبيعي كل بنت حلمها تقابل عريس غني يحققلها أحلامها ويجيبلها اللي هي عايزاه لحد عندها، وعربيات وخروجات والكلام ده كله .. بس طبعا الحقيقة والواقع غير، أنا اتكلمت معاك واتعاملت معاك بناءًا على الشكل اللي قابلتك فيه من البداية وهو إنك كنت في حفلة كبيرة صاحبها من أغنى أغنياء مصر واللي هيحضرها ده أغنياء جدا وكُبار وانت كنت هناك لابس بدلة شيك جدا ده غير تعاملك الهادي والراقي معايا لما اتقابلنا كل ده خلاني أعتقد وأصدق إنك واحد غني.
- بلاش نفتح في القديم يا روضة، سامحيني وارجعيلي لو لسه بتحبيني.
روضة بإبتسامة وفي ذات الوقت عبراتها تهطل من مقلتيها:
- أنا لسه بحبك يا ماجد رغم الشهور اللي عدت في فراقنا وصدقني أنا مايهمنيش الفلوس لإنه ولا حاجة قصاد بُعدنا، المهم إن أنا وانت نكون تحت سقف واحد ومع بعض وده أغلى حاجة عندي.
قام بضمها بقوة يخبرها كل الكلمات العاذبة والرومانسية الرائعة وكانت هي تطير من سعادتها بعودتهما سويًا.
تمت بحمد الله
انتهت احداث قصتنا نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا