رواية مكتوب علينا نتقابل الفصل العاشر بقلم أميرة صابر
كج
عمر بصلها وقال بهدوء ووجع كبير:لو فاكرة... إحنا من شهرين كنا متفقين اتفاق.
هل لسه مصممة نفركش ؟
نور (بتوتر): بص يا عمر، أنا عارفة إن كل حاجة في الدنيا قسمة ونصيب، بس...
قاطَعها بسرعة، صوته كان مكسور رغم إنه حاول يخليه عادي: خلاص يا نور،متكمليش.
فاهم... إنتِ مش عايزة العلاقة دي تكمل، صح؟
تمام، هعملك اللي إنتِ عايزاه... وفرصة سعيدة.
ولما قام من مكانه، وقّفته:
ولو قلتلك إني حبيتك؟
تجمّد مكانه بصدمة، التفت ناحيتها، وعيونه فيها دهشة وفرحة: قولتي إيه؟
اتنهدت وهي بتحاول تجمع شجاعتها:يمكن كلامي يبان غريب، بس أنا فعلًا حبيتك.
مش عارفة ازاي ولا إمتى، بس وجودك غيّر كل حاجة جوايا.
كنت بفكر بطريقة غلط، وكنت شايفة الدنيا بشكل مش حقيقي
بس لما عرفتك... حسّيت إنك السبب اللي خلاني أرجع لنفسي.
يمكن كنت قاسية في كلامي أوقات، بس والله عمري ما كنت أقصد أوجعك.
ابتسامة ظهرت على وشه، وعيونه لمعت وهو بيقول: وأنا كمان حبيتك يا نور...
حبيتك باندفاعك وبعصبيتك، بكل تفاصيلك اللي محدش بيشوفها.
من أول مرة شوفتك، كنت حاسس إنك مختلفة،فيكِ براءة الطفلة اللي بتدور على أمانها
وعقلك الكبير اللي بيخبي وجعه وراه ابتسامة صغيرة.
تقبلي تكوني معايا؟
تقبلي تكوني حبيبتي، ونصي التاني اللي كنت بدوّر عليه؟
نور ابتسمت: موافقة... وبكل قلبي
بقلم عاشقة الظلام
~~~~~~~~~~
في المكتب، كان سيف ماشي رايح جاي، بخطوات سريعة بتوتر
يوسف بضيق:يابني دوّختني معاك، مالك؟ في إيه؟
سيف وقف قدامه، حط إيده ورا راسه، وكأنه بيحاول يهدّى تفكيره: مش عارف أجبلها إيه يا يوسف...
أجيب ورد؟ ولا كتب؟ ولا حاجة تانية؟
كل الأفكار بتخبط في دماغي ومفيش قرار ومحتار
طب لو عملت لها حفلة عيد ميلاد... أغنيلها؟ ولا ايه
ساعدني يا أخي، حسسني إنك بنى ادم مش تمثال!
يوسف رفع حاجبه وقال بسخرية: هو إنت مديني فرصة أتكلم أصلاً؟
سيف قعد بسرعة وقال بتركيز : اتكلم بقى، قول أعمل إيه؟
يوسف اتنهد وقال بهدوء:
الموضوع بسيط يا سيف... هي بتحب إيه؟
سيف هز راسه بإحباط: معرفش.
يوسف قال وهو بيضحك:
إزاي متعرفش؟... طب بتحب تسمع لمين؟
سيف: برضو معرفش.
يوسف: هو إنت مش حافظ غير كلمة معرفش؟
سيف: وأنا هعرف منين يا أذكى إخواتك؟
يوسف ابتسم وقال : بسيطة جدًا... ما هي ونور أصحاب، اسألها عن الحاجات اللي بتحبها سلمى،ونبقى خلّصنا من وجعت الدماغ دي.
سيف ضحك وقال: فكرة والله.
يوسف وهو بيقوم: على البركة يا ريس... أنا هروح أشوف شغلي،وعقبال ما تسألها وتفوق من الحيرة دي.
الكاتبة اميرة صابر
صلو على النبي
~~~~~~~~~~~~
سلمى بتوتر: ها؟ ايه يا ماما... كنتي بتقولي حاجة؟
نعمة حطت إيدها في وسطها وقالت: لا ياختي، بكلم الجيران!
هو إنتي سرحانة في إيه كده؟ بقالك ساعة ماسكة كوباية الشاي اللي تلجت دى وعينيكي سرحانة فى السقف كإنك شايفة عفريت!
سلمى: عفريت إيه يا ماما أنا (وبتغير الموضوع): تصورى جعانة، هو ده اللي فيا.
نعمة: طب روحي كلى
سلمى قامت بسرعة من قدامها
وفي نفس اللحظة الباب اتفتح
ودخل عمر وهو بيغني :
"عمري ما أنسى أنا قبلك كنت في إيه، ومعاك بقيت أنا إيه...
أنا باقي ليك، ولحد ما عمري..."
(قبل ما يكمل، نعمة قطعته بنظرة استغراب): إيه يا روميو؟
عمر ضحك وقال : في حاجة يا ماما؟ بتكلميني؟
نعمة: لا يا حبيبي، مفيش...
ادخل أوضتك ادخل
عمر ضحك وهو داخل الأوضة
نعمة: العيال اتجننوا رسمي...
الكاتبة اميرة صابر
عاشقة الظلام
~~~~~~~~
بعد ساعتين
راح سيف لمكتب يوسف.
سيف: أنا عرفت كل حاجة من نور... بتحب اللون الأسود، ومبتحبش القراءة، بتحب الألعاب والورد الأحمر، وأكتر مغني بتحبه هو حماقي.
يوسف (بإنبهار): برافو عليك اسقفلك...، أنا منبهر بجد.
سيف (بضحك): سقف للجاسوسة اللي في البيت.
يوسف: طيب تعالى بقى أقولك هتعمل إيه...
عاشقة الظلام
الكاتبة اميرة صابر
~~~~~~~~~~~
وبعد مرور أسبوع
بين انشغال سيف بتجهيز مفاجأة عيد ميلاد سلمى، وتطور علاقة عمر ونور، وقصة يوسف ونورهان...
كانت سلمى ونورهان خارجين من الجامعة.
سلمى:تصورى يانورهان، مشفتهوش بقاله أسبوع! ولا حتى فكر يسأل عليّا... ماشي يا ابن أم سيف.
نورهان:يمكن يكون مشغول يا سلمى، انتي عارفة إن الضباط دايمًا مشغولين.
(نظرت في ساعتها وقالت): بصي، في كافيه جديد فاتح قريب، تعالي نقعد شوية هناك يمكن يغيرلك جو الكئابة ده.
سلمى:كافيه ايه بس ده دلوقتي! بقولك إيه وانتي بتقولي إيه...
نورهان:يلا بس، مش هتخسري حاجة.
سلمى (باستسلام):خلاص، يلا.
وبعد حوالي ساعة، وصلوا قدام الكافيه.
دخلوا، لكن المكان كان مظلم تمامًا، والأنوار كلها مطفية.
سلمى:هو النور قاطع ولا إيه؟
(بصت لنورهان لكن ملقتهاش جنبها): إيه ده؟ راحت فين دي؟
وقبل ما تلحق تخرج، النور فجأة اتفتح...
التفتت، ولقت طريق طويل مفروش بالورد الأحمر، وفي نهايته كان سيف واقف منتظرها بابتسامة هادئة، لابس بدلة أنيقة، وابتسامته مليا وشه.
سلمى بدأت تمشي ناحيته بخطوات بطيئة، قلبها بيدق بسرعة، وكل لحظة بتقرب فيها منه كانت بتحس إن الدنيا كلها واقفة تتفرج عليهم.
لما وصلت قدامه، سيف بصّ لها بنظرة كلها حب وقال بهدوء:
سيف: أولًا، كل سنة وانتي طيبة...
كل سنة وضحكتك منوّرة أيامنا...
وكل سنة والعيون الحلوة دي ما تشوفش دموع أبدًا.
أنا ملقتش يوم أجمل من النهارده عشان أقولك اعتراف صغير...
(وشاور على قلبه بابتسامة خفيفة):
الاعتراف ده كان محبوس هنا من أول ما شوفت عيونك.
عرفت إنك بتحبي الورد... بس حبيت أقولك إن عمري ما شفت وردة أجمل ولا أرق منك.
بحبك يا سلمى... أيوه، بحبك، وهفضل طول عمري أحبك.
سلمى كانت واقفة مصدومة، عينيها فيها دموع فرحة مش قادرة تخبيها، ولسه هتتكلم...
لكن سيف مد إيده في جيبه، وطلع علبة صغيرة فتحها قدامها، جواها كانت دبلتين
سيف (بابتسامة هادئة):
تقبلي تبقي رفيقة دربي؟
سلمى فضلت بصاله ومش مصدقة اللي بيقوله، ودموعها قربت تنزل من الفرحة...
وفجأة، صوت من وراها قطع اللحظة وقال بهزار
يوسف: اقبلي بقى... الواد هيجنني معاه!
التفتت سلمى بسرعة، فاتفاجئت إن يوسف واقف، ومعاه وائل، عمر، والباقى...
قربت منهم ووائل قال بأبتسامة:: سيف جالي من يومين وقالي إنه عايز يتقدملك... وأنا بصراحة مش هلاقي أحسن منه، يستحمل هبلك. فوافقت
عمر بضحك: اهو كنتِ بتتمنّي ان حد يعملك عيد ميلاد... جه اللي يعملك عيد ميلادك
ليلى: والله يا سلمى، مفيش أطيب من قلب سيف... وفعلا بيحبك... وانا بحبك فوافقى
سلمى التفتت لنورهان وقالت
سلمى: حتى إنتي كنتِ عارفة ومقولتيليش؟
نورهان كانت بتضحك بخفة وردّت:: وانا مالي يا رمضان؟!
سلمى بصت لسيف، وقالت بخجل
سلمى: سيف... أنا موافقة. يعني... واحد زيك، ظابط ووسيِم، مش بنلاقيهم كتير .
سيف ضحك جامد (وبعد كده لبسو الدبل)
وكملو احتفال لباقى اليوم
الكاتبة اميرة صابر
««««««««*»»»»»»»»
مكان آخر
شخص بيتكلم في الموبايل
: ها... عملت إيه؟
: مراقبهم كويس يباشا... مش بيغيبوا عن عيننا ثانية، هما دلوقتي في كافيه.
: طيب... كويس. وفي أقرب وقت خلّص عليه... ومش عايز مشاكل... ده ظابط وممكن نقع فى مصيبة
: متخفّش يا كبير... هيوصلك قريب الخبر اللى يفرحك
الرجل: هنشوف... لما يجي خبر موته هنتأكد. سلام.
قطع المكالمة،وقال بخبث:
: اهو جه الوقت... وهخلص منك... أخيرًا.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
