رواية حورية في الجحيم الفصل الحادي عشر 11 بقلم إيمان الشربيني


رواية حورية في الجحيم الفصل الحادي عشر بقلم إيمان الشربيني 




فريدة**

كنت أشعر بالخفه وأنا أسير معه كأن قدماي لا تلامسان الأرض كان والديه في إنتظارنا داخل القنصلية بدأت مراسم توثيق الزواج فور وصولنا ،

وقف أمامي وأمسك بيدي شعرت بنبضات قلبي تزداد نظرت لعينية بابتسامة واسعة  تملئ وجهي 

وحينما قال الموكل بزواجنا 

_ مسيو خالد راغب الشريف هل تقبل الزواج من فريدة عبد الرحمن 

تلاشت إبتسامتي فشدد علي يدي بقوة وقال

_نعم قبلت

لم أستمع لشئ في القاعة بعدها سوي أسم راغب الشريف يتردد في أذني كصدي الصوت

وصوت خالد كأنة يأتي من بعيد

_ قولي قبلت يافريدة 

شعرت بأنفاسي تتسارع وكل خليه في جسدي ترتجف ، نظرت لة بعدم إستيعاب وسألته

_من راغب الشريف ؟

قال عدي _ألا تعلمين أسم من ستتزوجية 

نظرت في وجوه أصدقائي وجميع الحاضرين بصدمه تمنيت أن أستيقظ من هذا الحلم السخيف ، بدأت  إستيقظت حقاً ولكن علي هذا الوقع الأليم ،

تمسك خالد بيدي أكثر وقال بهمس 

_فريده كلمه نعم منك فقط وستصبحين زوجتي الآن .

حركت رأسي نفياً ولازلت أحاول أن أستوعب ما يحدث

_فريدة لا دخل لنا بالماضي كل منهم تزوج ممن يحب وعاش حياتة .

سحبت يداي من يدية وقولت 

_كنت تعلم وخدعتني !!

_لم أخدعك كنت أريد أن لا يعرقل زواجنا شئ

تدخل والده

_خالد إشرح لي الآن ما يحدث ؟

عدي _فريدة إبنة زوجتك السابقة ياأبي

بدت ملامح الصدمة علي وجهه هو الآخر وجلست والدتة في صمت

أردف عدي بدهشه 

_الأمر لا يستحق ما يحدث الأن فلنكمل الزواج 

صرخت باكيه_ لا لن يحدث

صاح بي خالد _فريدة أنتِ مدركة ماتفعلية!!

ترفضين زواجنا من أجل ماضي لم يكن لنا يد فية!!

ثم نظر لوالده يحثه علي فعل شئ

_تحدث يا أبي إقنعها إنه لا يوجد مانع لزواجنا . 


صمت الجميع في إنتظار رد والده الذي تأخر كدهر حتي تحدث أخيراً

_عدي خذ فريدة إلي بيتها الأن 

_ أبي أنت تزيد الأمور سوءً ما المشكلة في أن يتزوجا 


_أبي ماذا تقول !!فريدة لن تخرج من هنا إلا وهي زوجتي . 


رد والده بصرامة _عدي نفذ ماقولتة 

وقف أمامي في حالة يرثى لها متحدي أباه 

_حبيبتي نحن لسنا بحاجة إليهم دعينا نتزوج الأن ..فريده أرجوكي .

توسلاتة كانت تقطعني أشلاء لكن الأمر أكبر مني ومنة أنا أتمزق أكثر منه آلاف المرات

أنا أعلم الحقيقة لكنه يظن أن الأمر مجرد كراهية قديمة

أيكون رفض والدة إتمام الزواج إعتراف منه أنه.. أخي!!!

ماذا لو كان كذلك  كيف سأعيش من دونة كيف سأتقبل هذة الحقيقة المُرة تذكرت كلام تلك العرافة حينما قالت أن هناك رابط خفي بيننا وشعوره الدائم بأن هناك مايربطني به ، أيكون هذا حنين الدم كما يقال !!

كل هذة الأفكار تدور في رأسي كالإعصار 

حاول عدي إقناعي طول الطريق بأننا ضخمنا الأمور لكنها كانت أضخم مما يتخيل لم أتحدث مع أحد فقد كنت في عالم آخر شاردة مع نفسي دموعي كانت هي رد فعلي الوحيد ،

لماذا كلما أزحت حاجز جاء الآخر يبدو أن القدر لة رأي آخر

أصبحنا كاقطبي المغناطيس من كثرة تشابهنا نتنافر

                       *خالد*

ما كنت أشعر بالغضب فقط وقتها بل كنت أشعر بما هو أشد من ذلك بداخلي ضياع و تية إحباط ،حزن يجتث روحي من جسدي 

كنت كالثور الهائج  أزرع القصر ذهاباً وإياباً أريد تفسيرا ً لما يحدث 

جلست أرضاً أمام أبي وسألتة 

_لماذا سرقت فرحتي يا أبي كنت تستطيع بكلمة منكِ إتمام زواجنا

لم أجد رداً

فنظرت لأمي الحاضرة معنا بجسدها فقط إنما عقلها شارد في مكان آخر، هززت ركبتها كي تنظر لي

_لماذا أنت صامتة !! لماذا لم تتدخلي وتوقفي تلك المهزلة ؟

_سامحني يا خالد كنت مصدومة مثلك 

_والآن هل تشعرين بما أشعر به ؟

أمسكت وجهي بيدها ودمعت عيناها 

_هل تشعرين بإحتراق قلبي ياأمي هل عرفتي أنتِ وأبي ذاك الشعور من قبل هل تألمتم مثلي 

_حبيبي هدئ من روعك كل شئ سيكون علي مايرام 

_أي شئ !! لو كان عندكم قلب ما أخترتم الصمت وما أمرها أبي أن تغادر 

جاء صوت أبي حاداً 

_خالد هذه الفتاة لا تصلح لك سيعوضعك الله خيراً منها 

نظرت له غير مستوعب ما قال 

_عن أي فتاة تتحدث !! تتحدث عن فريدة الفتاة المهذبة الخجولة التي أمرتني أن أفعل المستحيل لأجل أن تصبح لي !!

تريدني أن أضيع حبي لأرضي هواك 

فقط لأنك لا تريد ..فقط لأن أمها كانت زوجتك في يوم من الأيام. 

وقفت أمامهم وصرخت بكل ما بداخلي من مرارة وألم

_ لن أترك فريدة حتي لو وقف أمامنا العالم بأكملة.. حتي لو دفعت حياتي ثمناً لقربها .

صعدت إلي غرفتي التي بعثرت وهشمت محتوياتها حتي أفرغ ما بداخلي من غضب قبل أن أتصل بها؛

تفاجأت بردها فور إتصالي كأنها كانت في إنتظاري قالت بصوت أرهقه البكاء 

_خالد أريد أن أقابلك غداً أنت وعدي 

_ولماذا عدي !!

_من فضلك إفعل ما أقول لا طاقة لدي للحديث 

_فريدة أحبك وأقسم لك أنك لن تكوني لغيري 

سمعت صوت شهقاتها وبكائها

_حبيبتي لا تفطري قلبي وتحرقيه ببكائك أرجوكي 

شعرت بإستسلامها


_خالد صدقني إن لم أكن لك فلن أكون لغيرك لقد أبَنت كل رجال العالم يوم أحببتك أرجوك لا تتأخر أنت وعدي .

أنهيت الأتصال وانا مندهش لماذا تصر علي حضور عدي معي لكنني سأفعل كل ماتريدة كل ماتتمني فهي  سعادتي الوحيدة في هذا العالم 

هي وحدها  من يملك زمام فرحي وحزني بسمتي وعبثي راحتي وشقائي 


                   **فريدة **

قررت أن أتمسك بالقليل من التفائل ولا أفكر بالأسوء أولاً حتي إن كنت أوهم نفسي 

جاءت مكالمته في وقتها تماماً كنت أعلم أنه قادراً علي أن يفعل المستحيل لأجلنا ،

فقررت أن أحكي له مالا يعرفه عني وربما عن والده ذلك الرجل القاسي ،

لكن لم يحالفني الحظ تأخر علي أو كان مقدر أن يتأخر حتي يصل والده أولاً وينهي آخر ندفة أمل لدي ،حاولت إخفاء خوفي عندما تقابلت عيناه بعيني، لم يكن الرجل الذي دعاني بإبنتة عندما رأني لأول مرة في قصره،

كان رجلاً شديداً مرعباً تعتلي ملامحة الغضب 

تنفست بعمق كي أهدئ 

_مرحباً عمي تفضل 

جلست بثبات مفتعل لم أشعر بذرة منه بداخلي

_ماذا تريدي أنت وأمك من أولادي ثم صاح بي وإياكِ أن تكذبي 

_أنا لا أكذب أبداً.. أنا لم أكن أعلم أن خالد إبنك 

_وبعدما عرفتي ماذا تريدين ؟ 

تحاملت علي نفسي وحبست دموعي قهراً في عيني وقولت

_من منهما أخي ..خالد أم عدي ؟

_ عن أي أخ تتحدثين !!

_أخي الذي سرقته من أمي بعد ولادته بيومين 

ضيق عينيه قائلاً

_أنتِ تعرفين كل شئ ؛ إذاً فاليكون حديثنا علي المكشوف ؛كم تريدي من المال لتعودي من حيث أتيتي ؟

تمالكت وقولت بكل قوتي

_لن تستطيع شراء حبي ولو بمالك كله 

_إذاً ما المقابل الذي تريديه؟

_أن أعرف من أخي  

_ أعتقد أنك أذكي من ذلك 

_هذا يعني ..

قاطع حديثي قائلاً

_هذا يعني أني رفضت زواجكم لأنه أخيكِ

ولكن أحذري أن تخبرية أو تخبري أحداً 

لأنني لن أسمح بأن يقترب أحداً من أبنائي 

ومن يفكر فقط ستكون نهايتة بإشارة فقط من إصبعي 

وضعت يدي علي صدري وقولت بهزيان

_لا ..أنت لا تقول الحقيقة ..تريد أن تفرقنا

ألقي أمامي شيك وقال بمنتهي القسوة 

_هذا مبلغ يجعلك تكملين دراستك في أي بلد آخر وتعيشين حياة مترفة.. لا أريد أن يراكِ خالد مرة أخري .

سحبت كلماتة الدماء من عروقي نُزعت روحي رويداً رويداً من شراييني سقط علي الأرض بعدما أغلق كل نوافذ الأمل في وجهي سحب الهواء من رئتي وأُشعل الجحيم بذاتة في صدري وتركني بكل جبروت ملقاة علي الأرض وإنصرف 

*خالد**

إنتظرت شروق الشمس وأنا جالس علي فراشي 

لم يغمض لي جفن حتي أصبحت الساعة الثامنة ذهبت إلي عدي بغرفتة حتي أوقظه ونذهب إليها ،

وكانت المفاجأة عندما شرعنا في الخروج من البوابة الكبيرة للقصر منعنا الحراس من الخروج  بأمر من أبي 

ما هذا الهراء نظر لي عدي بدهشة 

_خالد هذه أول مرة يلجأ ولدك لهذا الفعل الغريب !!

_أنا علي يقين بأن هناك أمور لم يخبرنا أبي عنها ويحاول إخفائها

لابد أن أذهب لفريدة الآن بالتأكيد لديها إجابة لما يحدث.

وقبل أن أنهي جملتي تلقيت إتصالاً من أروي 

وجدتها تصرخ _ دكتور خالد فريدة فاقدة للوعي ولا أدري ماذا أفعل ؟

_لا تتركيها ياأروي سأكون عندك في الحال .

سحبت سلاح الحارس وصوبتة نحو رأس قائدهم 

_أقسم لك إن لم تدعني أخرج الآن لأفرغ طلقات المسدس في رأسك 

فقال معتذراً _إنها أوامر سيدي ولا أستطيع أن أخالفها  

_سوف تخالفها وإلا سوف تفقد حياتك 

أمسك عدي السلاح من يدي وقال للحارس 

_إفتح الباب وأنا سأشفع لك عند أبي.. أعدك .

فتح البوابة علي مضض 

وإنطلقنا بالسيارة بأقصى سرعة دقائق مرت كأعوام أفكار سوداء تجتاحني تخيلت كل شئ حدث وممكن أن يحدث خلال هذا الدقائق كنت أشعر بأن رأسي سينفجر ،

تحطم قلبي عندما رأيتها جالسة علي الفراش دموعها كشلال منهمر في صمت، تقدمت منها وجلست بجانبها وأنا اتسائل.. ماذا حدث ؟

نظرت إلي وكأنها في عالم آخر هزت رأسها

يمناً ويساراً برفض دون أن تنطق

نظرت لأروي متسائلاً فقالت 

_كنت بالخارج بينما كان والدك عندها 

_والدي أنا !! 

_نعم قابلتة علي السلم ووجدت هذا علي الطاولة أمامها 

نظرت لما في يدها فإذا بة شيك بمبلغ كبير بتوقيع والدي 

نظرت لها بأسي وأمسكت وجهها بين يدي 

_ ماذا فعل لك؟

أنتظرت أن تجيب أو تتبدل تعبيرات وجهها أو علي الأقل تتوقف عن البكاء فلم يحدث 

_فريدة لماذا لا تجيبي تكلمي إحكي ما حدث 

نظرت للجميع بدهشة 

_لماذا لا تجيب !!

قالت سيلا _ هذة صدمة نفسية لم تتحمل تهديدات والدك 

ضممت رأسها إلي صدري ربما تجد الطمأنينة التي كنت أنا من بحاجة إليها ،

أحاول أن أستمد قوتي منها كي أحارب لأجلنا حرب ليس لي فيها عدو ،

ضممتها بشدة وأشعر أني بعالم الوعي بلا وعي 

عالم بلا منطق عالم مليئ بجميع مرادفات الحزن ؛ تُغتال أحلامي أمامي وأنا عاجز عن إنقاذها

جاء صوت عدي خافت من خلفي وقال وهو يربط علي كتفي 

_خالد دعها كي تتنفس 

إبتعدت قليلا عنها لفت نظري شعرها المنسدل علي كتفيها  تذكرت أنها لم ترتدي حجابها وتكره أن يراها أحداً كذلك فأخفيتها عن أعين عدي وقولت

_عدي أخرج الأن

الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات