رواية نيران الهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم رانيا صلاح


 رواية نيران الهوى الفصل السادس عشر 

مارب النفس

البعض إن لم يكن الجميع في عصرنا، لا يفعل الخير مطلقاً بل لحاجة في النفس يريد الحصول

عليها، ولهذا قل الخير إن لم يكن صار نسيا منسيا.....

مرت ثلاث ايام دون جديد يذكر سوى روتين يومي بحث، ولكن مع هذا الروتين شاع خبر وفاة بدرية" لم يكن الأمر مفجع للكثير، ولكن هنالك جمع من الناس شعر بالحزن والضيق الساعات. ولكن شعار الحزن لم يخيم سوى على ابنتها فقد تلك التي قررت الهروب من الواقع في غفوة

طويلة خشية من الاستيقاظ والتأكد من المحتوم...

وهنا بخارج غرفة المستشفى كانت حرب النظرات تشتعل بين الحاضرين، ليقرر "سيد" تجاهل النظرات، فهو ليس لديه قدرة على الجدال وقلية موجوع الفراق الأم، وغفوة الحبيبة الدائمة. تلك الحبيبية التي خارت قوها بين يديه وقررت الرفض القاطع لما حل بهم زفر ببطء وعيناه تنظر لباب الغرفة برجاء، وشفتاة لا تنفك عن الدعاء لها لتنقطع شفتاه عن دورها مع صوت...... غزي الخزن ملامح "فرج" ليس خيا لفراق زوجته، حاشه لله فحيل الود بينهم قد قطع وتلاشت معة الذكريات، ولكن خزن آب يرى ابنته تستسلم للموت بكل صدر رحب، ظل جالسا في المستشفى منذ معرفك بخبر الوفاء، حتى أنه لم يكلف نفسه عناء الذهاب للجنازة، ليقرر المرابطة أمام باب الغرفة لانتظار تلك اللحظات من كل يوم ليراها، شاحبه شحوب أقرب للموتى، وعينها النابضة بالحياة اغلقت أبوابها بالمتاريس الصلبة، وشفها المشاكسة فقدت احمرازها في إعلان تام للمقاطعة خرجت أنفاشه خالف فالطبيب دخل الغرفة منذ نصف ساعة ولم يخرج، ليضع العقل احتمالا مرفوض :

اترها رحلت ليفق من واقع ذاك الاحتمال يقلبه، على حركة زوجته .....

لم تبرح "سماح " المستشفى منذ ثلاثة أيام، فتلك فرصة لن تعوض لها لرؤية "سيد" التقرر بكل سفور، أنها ستنال وده الذي تم يوصل بها لتبتسم بتهكم وهي تضيف بهمس :

إن شاء الله تغور في أمها التمتع شفتها عن الهمس مع وقوفها أمام "سيد" وهي تمد يدها بكوب شاي تتصاعد ابحرثه، وبلهجة مبطنة، ظاهرها التأثر:

خد اشرب دا، وقفتك دي مهتعملهاش حاجه ... ليتلاشى التأثر، يوميض عين تقشعر له الأبدان : دي بين ايدي ربنا ...

الغرفة وخروج الطبيب :

لم يبسط "سيد" بداة لأخذ الكوب، والقي نظرة مخيفة لها، لتتفرج شفتاه بلهفة، مع انفتاح باب

حمتي يا دكتور...

ابتسم الطبيب بشاشة :

الحمد الله فاقت، وكمان شوية مستقل غرفة عادية، عن اذنكم......

أشرق وجه "سيد" وتمتم بالحمد وذهب سريعا من أمام الغرفة: ليؤدي نذره ويصلي..... تلاشي الخزن من وجه "فرج" وتحرك مسرعا واللهفة تقطر من عيناه، ليفتح باب الغرفة.

وبسعادة بالغة الفرجت شفناه بالنداء لها :

" مريم " ... لكن لا جواب، ليقطع تلك الخطوات الفاصل بينهم في لمح البصر ويجلس بجوارها ...."مريم"

على السرير ويده تنشبت بيدها، ويهمس حار

تضاربت مشاعرها ما بين حب وخوف، اشتياق ونفور، لهفة، وحواء، لتعجز عينها عن التحمل فتفيض بالدمع، ويجف حلقها عن الحديث، رغم عصة مريرة كمرارة العلقم تتجول بداخله. لتشعر بيد والدها تربت على يدها، لتبعد يدها سريعا وكأن الأشواك تنفرش بها.....

تألم قلب "فرج" لرفضها إياه، وبرجاء :

شكرتي ......

على صوت تأقف "سماح " من الوضع بأكمله، وببسمة زائفة، وقدمها تتحرك لتقف بجوار "زوجها "

حمد لله على السلامة يا حبيبتي..

نظرة منهزمة كانت بداية الجواب، قبل أن تنفرج شفتاها، بتساؤل صريح:

فين "رامي .... ولم يكن سؤلا بقدر ما كان رجاء لوجوده كي يطمئن قلبها أن هناك أحد

بجوارها .....

تلكات الحروف بدقتي "فرج " قبل أن يجيب :

بعث يشتري أكل...

حركت رأسها بإيماء، وقبضة من الجليد تعتصر قلبها، ويهمس آخر :

فين "سيد" ... وقبل أن تنتهى من نطق حروف اسمه كان يقف أمامها.....

انهي "سيد" "صلاتة سريعا، وعاد ليطمئن عليها، ليصاب بخيبة أمل: عندما سمع صوته في سؤال عن أخيها، لتتلاشي حبية الأمل سريعا مع سؤالها عن وجوده، لتومض عيناه ببريق أخاذ وتهرول قدماء ليقف أمام الباب، ليتحرك كمسلوب الإرادة مع نظرات عينها الضائعة، و يداه

تقبض على يدها بقوة، دون حديث يذكر....

اشتعلت ايران "فرج"، وارتفع صوته في حدة بالغة :

.."سيد"

تشبعت "مريم" بذراع "سيد"، وبنبرة متعبة ، فجرت احدي القنابل : سيد جوزي، ونظرت له، وهي ترجوا منة التأكيد.....

رجفة قوية مرت بجسده، وكأن ماس كهربي يسري بعروقه، ليحرك عيناة في تأكيد لها واطمئنان

ايه يا عمي مش هتبارك ......

جن جنونه، واستشاط غيظًا، وشعر بوخزات حادة في قلبه وعقلة يأبي التصديق، وبنبرة هادرة

يتضحك على بنتي يا ابن ****

رسم بسمة المستفزة، وبنبرة تقطر برود :

عيب يا عمي، هو أنا زيك ياخد حقوق من صحابها من غير أذنهم، أنا متجوزها من وقت ما

سابت بيتك بإذن أمها.

سیل حاد من الكلمات البدينة والنائبة كان يخرج من فمه، وبوعيد :

ورحمة أبويا ما هسيبك يا "سيد"، ورحل كالعاصفة الهوجاء أخذا في أثره الأخضر واليابس من الود......

جحظت عين "سماح " لتواني، قبل أن تتشبع بالغضب والضيق، لتلقي لهم نظرة مميتة، وترحل

وهي تتمتم بالوعيد لهم ......

مرت عشر دقائق والصمت يرنوا في الأجواء، لتتفرج شفتيها عن اعتذار :

انا اسفة، ولم تنتظر جوابه للكمل، مكنش ينفع أرجع معاهم، أرجوك متسبنيش و أنا مش......

التختنق العبارات بداخلها وتسقط دموعها باحتياج شديد......

انقيض قلية لرؤيها، ولم تسعفة الكلمات للجواب ليجد يداة تتشبت بيدها بقوة أكبر، ويهمس صادق :

أنا جنبك .....

عاد "حسن" إلى البيت، وهو يلهث من الركض فقد نسي إحدى الأوراق الخاص ببعدك، ليلتقظها

سريعا، ويهرول على الدرج، ليسرع أكثر وبنداء :

..."وداد"

امتنعت اليوم عن الذهاب لعملها يفعل الألم الحاد الذي يغزوا جميع أنحاء جسدها، لتتلاشى

الرؤية أمامها، وترتخي ذراعها عن درابزين الدرج، وقبل أن تستسلم للسقوط، كان صوت

"حسن" ينتشلها من اعيائها، لتغمض عينها لثواني لكي تتضح الرؤية أمامها، وبسمة مصطنعة

تحاول اغتصابها من برائن الانهاك ويدها تعود من جديد لتشبث بالدرابزين بقوة أكبر، وبنبرة

جاهدة لنباتها وإخفاء المها :

ايوه يا "حسن"..

كان قد قطع الدراجات الفاصلة بينهم، و يتساؤل قلق :

أنت كويسه ؟...

حركت راسها بإيماء، فلم تجد القدرة على الكلام تقسم إن انفرجت شفتها مستشق اصوات

فراخها الجدران.....

دقق النظر لدقائق في وجهها المتعب، وشحوبها الدائم، قبل أن يجيب :

مستحيل تكوني كويسه بالحالة دي لو محتاجة حاجة حاجة أنا مساعدك، ومش معرف "أيمن"...

أنا كويسه، عن إذلك واستجمعت قواها الضائعة للخروج بثبات مزعوم من البيت، قبل أن

تسقط أرضا....

نظر في أثرها يتعجب، وتحرك ليجلب المفتاح سيارته الساقط أعلى الدرج، والتعجب يطل من

عيناه.....

ظل "ياسين" فرابطا أمام الجامعة من السابعة صباحًا، عيناة تفترس وجوه المارة، ليس للفتنه

بينهم، ولكن بحثا عن شخص بعينه، والآن تذق الحادية عشر صباحا، ولم تظهر بعد، ليلقي نظرة

للبوابة في نفاذ صبر لتقع عيناة عليها، فيتألم قلبة، ويترجل مسرعًا......

انهت "رقية "محاضرتها بذهن غالب، وكأنها كانت مجرد جسد وسط الصفوف، التخرج من المدرج بشرود، وهي عازمة على عدم إكمال اليوم، كانت عينها أقرب لكوب قهوة داكنة، تئاتر ما بداخله على الحواف، ووجها البيضاوي صار أقرب لورده ذابلها، لتتوقف أمام ظل كلما حاولت الحركة تحرك معها، لتطلق العنان لجمام غضبها الكامن للخروج، لتتوقف الكلمات بحلقها، وترفق

الدمع في عينها، وتحركت مسرعة من جواره، فما عاد للحديث قيمة .....

غصة مريرة طفت بجوفه، واعتصر قلبة من الألم، لترتفع يداه تلقائيا للامساك بذراعها، لتتفرج

شفتاة، يتلك النبرة الرجولية الرحيمة :

ممكن تتكلم شوية .....

دقت أجراس الرفض بداخل رأسها لرفض القاطع، ولكن عجزت شفتيها عن الاستجابة، وبنيرة جاهدت کی تبقى خاوية من مكنون قلبها :

الفضل

ممكن تتكلم في العربية أو الكافية الي قدام الجامعة .....

حركت رأسها بنعم، وتحركت لتعبر بوابة الجامعة، قاصدة الكافية .... وبعد مرور خمس دقائق

على الأكثر كانت تجلس على احدى المقاعد، وعينها تنظر من النافذة، بهدوء.....

جلس "ياسين" على المقعد المقابل، وتعترت الحروف في إسعافه، ليرتشف رشفة من كوب الماء

الموضوع أمامه، ليخفي جزء من الوتره، ليشرع بالقول :

" رقية " أنا مش عاوز منك أي رد. لكن .... ليزفر بتمهل، ويداة ترفع تلقائيا لإخراج ورقة مطوية

من جيب بذاته، ليمدة إليها، وبصوت أجس :

فكري كويس، وهنتظر ردك....

اخذت الورقة بتعجب، فلم يكن في أقصى أحلامها الحديث معة، ولكن هناك خطب ما لا تعرفه.

لتبدأ يفتح الورقة المطوية، لتجحظ عينها مع أول كلمة كتبت.....

"لم وان أقل حبيبتي، فما بداخلي لا يكفي الحب لوصفه ..... لتمر نصف ساعة وعينها تعود من جديد القراءة الورقة، وخفقات قلبها تفرع كطبول الحرب، وعينها تحمل الكثير من الشحب على وشك السقوط، وبعدم تصدیق همست :

- "ياسين" أنت متأكد.

حرك رأسه بنعم، وبنبرة قوية فقد علم جوابها رغم عدم نطقها بحرف واحد، ولكن عينها

تحدثت، وخفقات قلية تشعر يمثلها في الجوار :

يلا نمشي ، وأنا هكلم "منصور"...

جلست "وداد" بهدوء على الكرسي المقابل، المكتب الطبيب الخاص بها، ويدها مستكينه فوق قدميها، وعينها حاوية من أدنى شعور يمكن أن يفر يشخص يوما ما، فقد الخواء والحمود العام منبعث من عينها، وبنبرة صلبه فقد كان بداخلها يقين أن هذا المرض اللعين سيعود ليستوطن جسدها من جديد :

مش ها خد ول جلسة ....

تألم "الطبيب " لحالها، وبشفقة حاول أقناعها من جديد للخضوع للعلاج، محاولا بث الشجاعة بداخلها :

"وداد" أن مش هقوتك لازم تتعالجي لكن أنت عارف كويس نتيجة التحاليل، وكون أنك لسه في البداية تقدر تعدي...

وبعد ما تعدي، مرجع ثاني وثالت اسفة يا "دكتور"، عن إذنك... وتحركت بقوة تحسد عليها.

وعينها لا ترى سوى الضباب، لتخرج من الغرفة فتقع عينها على الكثير من هم في مثل حالتها. هذا يبكي، وهذا يقبض على الجدار بألم يزهق الروح، وهذا تبكي والدته بجواره، وهذا مصعوق من الخبر ربما هو مريض أو عزيز على قلبة، وذاك مبتسم بتلبد وقد فقدت عيناه مظاهر الحياة. ليتحرك بسكون من جوارها، لتسقط دمعة حارة كثيران روحها التي اشتعلت التهمس : يا رب...

فتح "سيد" باب الشقة لدخولها، وبنبرة مشجعة على التحرك :

ادخلي.

حركت "مريم" قدمها جزا لدخول الشقة، وعينها تعلقت لثواني باب البيت المقابل، لتبلغ غصة

بحلقها، وتستجيب بإذعان لصوت "سيد"، وبهمس متعب :

عاوزه أنام، وتحركت الغرفة دون انتظار ردة، ولكن خطاها كانت صعبة للغاية، وكان قدمها فقيدة بالأرض من تحتها، عينها تأبى البحث عن طيف، وعقلها ينادي للراحلة أن تأتي، ولكن يقابلها الصمت، والظلام الفتبعت من أرجاء البيت لتدخل الغرفة، و أنفاسها تخرج لاهتة، وكأن

المسافة من باب البيت للغرفة اميال وليست بضع خطوات.......

احترم حالتها، وقرر التحرك للجلوس على احدى كراسي المائدة، ليترك لها مساحة من البكاء والضعف دون ضغط.....

الخامسة عصرا

جلس "حسن" على الكرنيش منتظرا: منتظرا قدم "ياسمين"، وعيناة لا تحيد عن قدماة .....

تحركت "ياسمين" بتوتر، وتخبطت قدمها من الخوف، لتقف بجواره :

حسن ... جسم

لم يرفع عيناة ا عن موضع قدماء، وأشار لها بالجلوس التمر دقائق وكلاهما صامت، ليلتقط عدة انفاس قبل أن يتحدث :

مسافر اخرا الأسبوع ......

ت من أخير أخيرة إيها؛ فهي تعلم يسفره فرهم الدائم إلى المحافظات للجيب بدعاء خالص : تعجبت إن شاء الله ترجع بالسلامة...

لم يجيب على دعائها، وأكمل قائلا :

مهاجر، لحد دلوقتي محدش يعرف غير إلى مسافر أكمل دراسة. لكن أنا .... ليصمت مع ..... احتل الأعر عينها، وبعدم تصديق :

"حسن" مش وقت هزار خالص انت بتعمل كده عشان توجعتي صح .....

بسمة متهكمة شقت وجهه الجامد :

لية شايفه الدنيا بدور في فلكك بس فوقي يا " ياسمين"، مش كل حاجه لازم..... ليضحك بمرارة، قبل أن يكمل :

ارتفع صوتها ببكاء :

أنا تعبت، وتحرك ليرحل بلا عودة، فقد من السؤال عن أسبابها....

عرب یا "حسن"... اهرب

لم يستدير ستدير لها، ليردف :

الهروب كان كان منك يا "ياسمينا".....

خوفت في حاجات حاجات أنت متعرفهاش ليه محدش فاهمني ؟.... ليه كلكم شايفني بدلع ... عاوز

تمني أمشي يا "حسن"، أنت..... وانقطعت عن الحديث مع.....

ارتفع صوته بنبرة هادرة :

أفهم ايه ... افهم أنك ضحكتي الناس عليا ... ولا أفهم رفضك الدايم ليا ؟... وبصرخ، أنا مش أبوكي ، ول هكون زيوا....

لا.... تفرق أيه عنوا... وأكملت بشرود في بدر سحيق يؤلمها كل ليلة... هي حبتوا، وهو دور على حب يرة، وبسحرية مريرة، كلكم في بعض.... ليتحرك موليه ظهره تاركا أيها تحارب خوفها الدائم بنفسها اليوم، فقد مل قديما المحاربة

معها ....

التتحرك بالهزام، وقد أيقنت أن النهاية وضعت...

تحرك "رامي" بغضب، وبدأ يزمجر بضيق كأسد خيس داخلقضبان، لترتفع بداة لتلكم الجدار....

ارتدت "سماح" ثوب الحزن لحالهم، وبنبرة تقطر ضيق :

مشتغلش في نفسك كدا مش كفايا أبوك يا حبة عيني، من ساعة ما عرف ول هو دريان بالدنيا ....

سيل من اللعنات، أطلق من فمه، ويتوعد :

ورحمة امي ما هسيبوا، والله لأشرب من دمو، وتحرك مسرعا نحو المطبخ لأخذ سكين... ركضت خلفة في ذعر، ويصباح تزامن مع لطم ​​صدرها :

يالهوي انت هتعمل ايه .... استهدي بالله كدة هنروح في شربة مية عشان كلب ول يسوا ...

ارتفع صوته يغضب، ودفعها للجدار :

اوعي يا "سماح"، وربنا لاقتلوا ..

لم تبالي باصطدام جسدها، وظلت متشبئة في ذراعة :

وحد الله يا اخويا كده أنت متضيع وأبوك هيموت فيها لازم تفكير وعلى رأي المثل ، أخذ الحق

حرفه، وأكملت دون توقف اهدي ووحد الله وهات السكينة وأنا عندي حل، وربنا يستر .....

زادت لها بإذعان، واعطاها السكين منتظرا سماع ما تريد قوله.....

سارعت باخذ السكين، وتمتمت :

عين العقل يا اخويا، وبسمة خبيثة أقرب لأقعي، بدأت بالهمس بما عليهم فعله...

دخل "منصور" بيته وهو خائر القوى، فمنذ لقائها قبل أيام وهو ينهك نفس بالعمل: هربا من وحوش رأسة ليلا، ليكمل طريقه نحو الغرفة، دون أن يطمئن على أحد، ليدخل غرفته فتجها إلى السرير ليلقي ثقلة فوقة، طالبا بكل رجاء من عينه أن تغلق أبوابها سريعا، وقبل أن يمنع جفناة كان صوت.....

قبل دقائق بالمطبخ الهت "سنة" اطعام "رحيم" وقبل أن تعود للعب معه من جديد سمعت

صوت انفلاق باب البيت، فتحركت بسرعة لترى من لترى ابنها يدخل الغرفته منكس الرأس وكنفة تكاد تقوص في جسده، ليقبض قلبها سريعا، وعادت الحمل "رحيم" لتعطيه لابنتها

وبعد أقل من دقيقة ارتفع صوتها في نبرة هادرة :

اتقي الله يقا في ابنك حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا "قدوة"، لتخرج سريعًا من الغرفة. قاصدة غرفة أبنها، ودخلت دون طرق الباب فهي تعلم انه سيدعي النوم ول يجيب كما في

اليومين المنصرمين، وبنداء قلق على وليدها :

"منصور"... وتحركت لتجلس بجواره على السرير، ويدها تربت على كتفه، ويقلق عجزت عن اخفانه :

مالك يا ضنايا ......

اعتدل من نومة سريعًا، ومد يداه ليرفع يده والدته لقمه، ويحبات يجيد استخدامها :

الحمد لله.

طاقت عينها على وجهة المجهد وبهمس صادق بالدعاء :

ربنا يربح بالك يا بني ...

أمن بالقلب على قولها، دون أن يعود للحديث من جديد، في دعوة منه لها أنه يريد الراحة ليس

الخيطت الحروف بحلقها، فعادت لشحن قوها من حال اينها، برسم بسمة حاتية على وجهها قبل

أن تشرع في القول :

ايه رأيك في "ياسمين" ...

لم يفهم سريعًا ما تريد قوله، ليجيب بعدم اهتمام :

گویسه ..

تشجعت أكثر لتقول :

وأنا موافقه عليها، هي بنت ناس وطيبه وإن شاء الله تسعدك .... التربت على قدمها وتخرج دون انتظار رده ...

هل ضيق من قولها، أم تخيل هذا ... جحظت عيناه من الصدمة، وبدأ كمن رأي شيخا لتو، ليهمس بعدم استيعاب :

"ياسمين ... ليرفع احدي يدا لتضرب اليد الأخرى سريعًا، وهو يتمتم:

عليه العوض ومنو العوض، قال "ياسمين" قال .....

وعلى الجانب الآخر بالغرفة المجاورة، لم يتلق "قدوة" بالاطلاع على تحديث نفسه، ليصدع الهاتف من جديد بالرلين، لزفر بحلق، والتمتم بسخط، قبل أن تجيب بنفاذ صبر على زوجها :

لا مش جايه ....

ارتفع صوت "عزت" بحنق بالتساوي :

يعني ايه يا "فدوة"؟.

يعني الي سمعنا يا اخويا، رجوع مش مرجع، وسارعت باظهار عجزه :

أنا مش مرجع يا اخويا للجوع والفقر ثاني، واخدم أهلك عاوزني تعالي اشتريلي بيت هناء

وسارعت يغلق الهاتف، و همست :

جنك القرف جوازه تجيب الهم وتقصر العمر ...

دخلت "سنة" الغرفة أثر صوت ابنتها الحاد، وبتساؤل :

في ايه ؟.... ولكن الصمت كان الجواب للثواني قبل أن تنفجر الفنية .....

انفرجت شفتها بعدم اكثرات :

عاوزه أطلق ......


تعليقات