رواية اصابك عشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم اسما السيد


  رواية اصابك عشق الفصل الخامس والعشرون 

(الماضي)

امريكا..

بقلب مفطور ودموع اغرقت عينيها ... تقف امام غرفته بالمشفي بأمريكا ... التي وضعوه بها الان.. بعدما استطاعو انقاذه علي آخر لحظه ... بعد عدد لا باس به من المحاولات.. حتي لا يستسلم جسده للنوم الابدي....

لولا صراخها وانهيارها عليهم أن يعيدوه لها ... تتوسلهم ان يرحموها وينقذوه.

الموت والحياه بيد الخالق الرزاق ولكنها تبقي ساعه الفراق مؤلمه .. صعبه .. ونتشبث بأي خيط يعيد لنا الاحبه...

ولكن متى حلت مشيئه الله .. رفع البلاء.. وعادت الحياه..

رفعت وجهها للاعلي .... تدعو الله بقلب مكلوم..

وعينها علي الباب كل دقيقه.. عله يخرج احد ويطمأنها انه استفاق.. اخيرا..

بجانبها اشقائها ووالدتها ووالدها..

لقد كان بالامس معها بجانبها طوال اليوم.. كان مبتسما .. ليس به شئ .. مقبلا علي الحياه..

ماذا حدث له لينتكس بتلك الطريقه .. ويحاول ان يتخلص من حياته بتلك الطريقه .. مؤكد حدث شئ ما ....

اغمضت عينيها ..

وذاكرتها تأبي ان تطاوعها وتنسي ذلك المنظر المؤلم التي وجدته عليه ... تعيده عليها .. مرارا وتكرار

غارقا بدماءه.. ويديه الاثنتين تنزف بغزاره.. في محاوله انتحار.. واضحه .. منه .. ليتخلص من حياته..

الهذا الحد كرهها .. وكره ما بها ...

لا يريد الحياه.. لما ؟

أليست هي بها .. الم يخبرها صباحا انها جعلت لحياته لون وطعم..

أعطتها لونا مبهجا .. وطعما حلوا يذيب مراره ايامه السابقه ..

يوما بعد يوم .. أذن .. لم كان يريد تركها ويرحل ..؟

وهو من تعلقت به الروح والفؤاد

اكان يريد ايلامها .. ام ان هذه انتكاسه وفقط ...

ستزول .. وتزول اثرها .. ام اشتاق لزوجته الاولي وشعر بالذنب لما فعله بها ...

اااه موجوعه دخلت منها علي اثر ذكر زوجته الاولي هذه ..

تعلم انها مظلومه وليس عليها لوم ولا عتاب ..

ولكن .. هنا بداخل قلبها .. شعورا لا اراديا منها بالغيره من كل شئ يهتم هو به ...

لمعت عينيها بإصرار .. تفكر بذلك الحل الجذري التي توصلت ...له

لن تدعه يعيد ذلك مره اخري ..

لو لم تصل في ذلك الوقت لكن انتهي الان ..

ولذلك .. استخدمت الا تفارقه ابدا .. ستقتلع الماضي من جذوره من قلبه .. وتخلق ذكرياتها هي معه ...

هي وفقط ..

يستعيد بناء ذلك القلب المحطم من جديد عليقيا .. قلبا خاليا من الرياء والنفاق.

قلبه يشبه قلبها .. محبا له...

(حصري

اصابك عشق ... اسما السيد)

نزلت دموعها مره اخري تهطل بزاره

لمحتها بذلك فايتقامت من جلستها .. واقتربت منها ومدت يدها تمسح لها دموع عينيها التي لم تتوقف منذ قدموا لهنا ....

ابنتها قويه وستجتاز كل هذا ولكن يبقي قلب الام قلقا ...

علي ابنائها .. ابتسمت لها بحنان...

فبادلتها هي باخري حزينه.. عاتبه .. تشكي لها ما فعله بها ابن اخاها .. من عشقه الروح والفؤاد من اول نظره التقيت به..

هزت بذلك راسها بحنان. وكانها تخبرها لا تقلقي..

اشعر بك.. سيكون بخير..

واقتربت منها تسالها .. بصوت لم يسمعه غيرهم...

للدرجه دي بتحبيه ..؟

رفعت وجهها وتقابلا عيناهم مره اخري.. . وزلت دموعها وهزت راسها بالايجاب لها .. بصمت ...

اخرجت عاليا (والدتها) تنهيده متعبه .. حزينه علي حال ابن اخيها وابنتها .. التي تعشقه تقترب انه لا يشعر بها ...

او هكذا .. خيل لها ...

وعادت لتوضح لها الرؤيه .. ربما ابنتها خانتها نظرتها به..

انتي عارفه انتي هتتحملي ايه معاه..؟

عارفه باسم مريض بإيه..

بسالك لاخر مره .. انتي عندك استعداد تقضي حياتك مع واحد مريض نفسي..

عندك استعداد تحاربي في معركه يا عالم .. هتنتصري فيها ولا هتخرجي بخساره..

وادي اول الطريق .. حاول ينتحر.. ويا عالم هيعيد اللي حصل كام مره

وهتكون نتيجته ايه ..؟

قاطعتها ميما بحسم.. وبغضب مستتر..

مش هخسر.. انا واثقه في نفسي..

وواثقه ان اللي حصل لباسم دا وراه حاجه كبيره.. اكيد سمع خبر مش كويس او حصله حاجه...

وعشان وحيد حاول ينتحر..

بس لا من الليله .. انا مش هفارقه ابدا ..

هكون جنبه ليل مع نهار .. ومش هيبه للوحده تقتله بالبطئ .. وتقتل روحه ..

عاليا .. بصدمه من كلامها ....

تقصدي ايه ... يا ميما بإنك مش هتفارقيه ...

ميما بتنهيه .. ماما .. باسم هيخرج من هنا وانا مراته .. مش ​​هسيبه تاني لوحده .. ابدا .. وادا قراري.

صوتها القوي الجاد .... ملأ المكان .. فسمعه ذلك الجالس بصمت .. منذ بدايه الحديث ..

مراد (والده) .. بصدمه ...

ايه اللي سمعته ده ... مين مرات منين؟

ايه اللي بسمعه دا .....

أخذت ميما نفسا قويا ... تبعته .. بذفره حاره ...

واخذت وضع الهدوء ... التي تتخذه دائما لشرح نظرها لابيها .. بلا صوت مرتفع .. ولا قله حياء ...

وبترييث .. كما عودهم والده .. واعتادت منه ...

و نکست راسها بخجل منه ...

انا يا بابا .. هتجوز باسم .. بعد أذن حضرتك طبعا ...

انا كنت صريحه معاك من الاول .. ودا شئ انت عودتنا عليه .. من صغرنا .. ان الصراحه مش وقاحه .. الصراحه راحه ..

وانت اکثر حد عارف .. شعوري ايه من ناحيه باسم ...

صمتت قليلا ورفعت وجهها تنظر لابيها الصامت .. يسمع منها بترييث اولا ..

واكملت ..

بابا انا بحب باسم ..

لمحت اعتراضه علي وجهه .. فقاطعته سريعا ...
عارفه هتقول ايه .. مريض نفسي ..

يا بابا انا عارفه مل ده .. وراضيه .. باسم محتاجني معاه ..

ودي حياتي يا بابا ..

انا اللي هعيشها ..

مراد بصدمه ..

عاوزاني اوافق علي جوازك كتجربه ياميما .. دا قصدك .. ميما

وايه يعني يا بابا ...

حضرتك عودتنا الحيات تجارب .. والنجاح والفشل

اساسه النوايا والظنون .. علي حسب نواياكم ترزقون

تجهم وجه مراد اكثر وهو يجاهد الا تنفلت اعصابه عليها ...

بس دا جواز يا میما .. عالم تاني .. وحياه تانيه

مش هتقدري تتعاملي مع شخصيه زي شخصيه باسم .. مزدوجه .. شويه بوجه و اوقات كتير بوجه تاني

اكملت غير مكترثه لتخويفه لها ...

اعيد عليه ما رباهم عليه ...

علمتنا .. ان ربنا قال .. انا عند حسن ظن عبدي بي ..

وان النجاح اساسه الظن .. وحسن النوايا ..

يعني لو مشيت طريق وانت واثق انك هتنجح .. يبقي هتنجح ..

انما لو متردد وخايف من الفشل .. يبقي هتفشل ..

وانا يابابا واثقه اني هنجح .. اللي جوه ده كل حياتي ..

ارجوك يا بابا .. خليني اخوض التجربه ..

مش هقدر يا بابا سامحيني .. لو سيبته الوحده هتقتله .. ومش بعيد يكررها تاني وثالث.

ساعتها انت بس اللي مش هتتحمل عذاب الضمير .. لان ساعتها هحملك انت كل الذنب ..
بعقل شارد ووجه مصدوم من تفكيرها .. عاد والدها وجلس مره اخري علي المقعد. خلفه .. بقلّه حيله.

واستدار برأسه ينظر لتلك التي تجلس منكسه الراس بجانبه .. بذلك ..

علها تقترح عليه اقتراحا ينقذه مما هو فيه .. وما يستمع له من ابنته ..

وبصدمه ... سألها ..

عاليا .. سامعه بنتكم بتقول ايه ؟

اغتصبت بسمه علي شفتيها .. وقالت بغزه .. بحلقها ...

اه سامعه .. ومش مصدومه زيك ..

تربيتك .. يا مراد .. الزمن بايد نفسه فاكر ... وانا واثقه انها هتنجح .. زي ما انت نجحت زمان . دي شاربه نفس طباعك .. وحماس الشباب .. فاكر .. يا مراد ..

ابتسم لها بحنان .. ولف ذراعه حول خسرها وقربها منه ...

فاسندت رأسها علي صدره ..

وذكري بعيده تلوح بذاكرتها .. حينما أرسلها .. والدها لهنا .. لتبقي مع ذلك وزوج والدها .. غير مكترث بها ...

ولا بما كانت تشعر وتعاني ..

ضائعه .. وحيده .. مريضه نفسيا .. الي ان قابلته

كان دواءها .. وابتسامتها .. تزوجها جبرا لينتشلها من وحدتها ويفك وثاق عقدها النفسي .. وهي كانت مرحبه باقتحامه لها ..

الغزو عالمها ...

شهرا وراء الآخر .. واصبحت اخري .. عادت لتلك ال .. عاليا .. التي تركتها خلفها بأرض العذبه .. طفله صغيره مفتقده للحب والحنان.

واخيرا الاحتواء ...

وهو كان صبورا .. حنونا .. عليها .. معه لم تشتق ابدا لا لاب .. ولا لاخ .. ولا لصديق ...
كان لها .. الجميع ...

رفعت وجهها له ونظرت بعينيه تفعيل .... وابتسمت تلك الابتسامه الساحره التي وقعته يوما رغم شرودها وحزنها .. وهمست بضعف انثوي يعشقه بها .. لتؤثر به ...

مراد .. خليها تجربة .. زمان كنا لوحدنا .. وانت مسبتنيش .. وقولت نجرب .... دلوقت احنا جارها ...

سندها وظهرها ..

ابتسم وغمز لها بعينه ...

يعني مش عشان ابن اوكي بقي بتوسطيله عندي ..

اتسعت ابتسامتها .. واومات براسها بالايجاب ...

عشان انسان ويستحق فرصه تانيه .. وعشان بنتنا بتحبه يا مراد .. وانا واثقه انها هتخليه يعشقها .. زي ما حصل وخلتني مش شايفه غيرك ..

زفر بتعب وقبل رأسها .. ااه منك انتي يا عاليا ...

وانا يعني هقدر ارفضلك طلب ...

عاد بنظره لتلك البايه التي تنظر له بتوسل ..

خلاص يا ميما .. جربي .. انا هعوز ايه الا سعادتك...

بجد يا بابا موافق

مراد بضحك .. اه موافق..

قفزت من مكانها واقتربت من والدها .. واشبعت تبعد وراسه تقبيلا..

حبيبي يابابا .. انا كنت واثقه انك مش هتخذلني ابدا..

انا بحبك اووي..

صوت اخيها عمار الساخر .. هو من قطع وصله القبل هذه..

وايه اللي مخليكي متأكده ان باسم اصلا هيرضي انه يتجوزك..

عم الصمت المكان .. قليلا..

اقربت هي بثقه منه..

الا ان اقتربت هي بثقه منه...

ومين قالك اني هديله فرصه اصلا يقبل او لا...

ضيق عمار بين عينيه .. وعاد ورفع حاجبه...

ازاي بقي .. هتجوزيه غصب ..

ميما بتحدي.. هتشوف..

عمار بغمزه..

- تحدي ؟

ميما بثقه ..

- تحدي وهتشوف..

نفخت میار شقيقتهم خديها ..

انتو مبتبطلوش نقار .. اخلصو بقي .. هتتجوزي ولا مش هتتجوزي .. خلينا نخلص منك...

جاءها صوتهم القوي بنفس الوقت..

وانتي مالك..

ميار بصدمه من هجومهم .. عليها ...

شايف يا بابا .. انت وماما .. عااا.

صوت الطبيب الذي خرج من غرفه باسم.. هو من قطع حديثهم وضحكاتهم...

يخبرهم ..

انه استفاق.. ويمكنهم الدخول له...

ظهرا

بالقاهره..

رحل الجميع وتبقت هي .. بعدما اطمأنو ان حالتها مستقره وسيفيق بأي وقت..

فقط والدتها من اتت لتبقي معها .. وبحوزتها ملابس
محتشمه كما طلبت منها ...

بابتسامه حزينه وعين تذرف دمع الشوق له ولحديثه...

لحنانه..

ليديه التي تحيطها بليالي البرد والوحده والتعب..

كم تشعر بالخواء .. والوحده هنا .. بدونه...

وسط عائلتها .... وتشعر بالوحده..

ارتدت حجابها .. واقتربت لتؤدي فريضتها ...

وانتهت وجلست علي سجادة الصلاه .. تدعو بحرقه ان يعود لها .. ويقر الله.. عينها برؤيتها له من جديد امامها .... سليما معافا ..

لسانها يأبي ان يطاوعها فتخرج ما بجوفها علنا ..

ومن وسط ذلك الكم الهائل من الوجع بداخلها .. من وسط الف دعوه ودعوه تريد ان تدعو الله بها ..

تذكرت.. كم ذنبا اقترفته.. تريد ان تستغفر الله عليه..

ولكنها ...

لم تستطع اخراج حرفا واحدا .. غير .. كلمه ...

يارب .. يااارب .. وكفي ...

تبعتها بسيل من الدموع .. وذكري صوت حماها الراحل ذلك الرجل الطيب الذي كان له الفضل عليها .. والد زوجها الاول...

عاد ليتردد علي مسامعها ..

وهو يخبرها ... أن الله يعلم ما بقلوبنا وما تخفي الصدور.
يعلم اوجاعنا وما تصبو اليه انفسنا .. حتي ولو لم نقول..

يعلم ذلك الصراع بأنفسنا .. وهو علينا هين..

سيراضينا .. وان عجزت السنتنا عن البوح بما بقلوبنا .... وان ثقلت معاصينا وذنوبنا .. يكفي أن نوايانا طيبه .... والنيه محلها القلوب..

فاستغفري وتضرعي لله .. بقلب خاشع صبور..

حصري لجروب ولنا في الخيال حياه

اغمضت عينيها .. تستدعي صوره وجهه الصبوح وتستشعر يديه التي كانت تطبطب عليها .. بحنان...

يخبرها انه هنا .. ولن يؤذيها أحد...

لم تنسي ذلك الرجل وزوجته يوما .. بكل خطوه تخطيها كان له ذكري معها ...

كانو عوض الله الجميل لها .. بعدما تخلي عنها الجميع.

استندت علي يديها .. واستقامت بوهن.. وسارت قليلا فاصبحت داخل الحمام..

وقفت امام المرآه تنظر لهيئتها بالحجاب...

كم اشتاقت لنفسها به .. وكم توسل لها فراس ان تعود لترتديه..

لطالما لمحت حزنه بين عينيه كلما ذكرها به وطلب منها ان ترتديه..

وترفض بقوه .. ويقبل من اجل ان لا يحزنها ..

كان حزينا عليها .. وهي كانت.. اكثر حزينه علي نفسها .. كانت تعاقب نفسها قبل الجميع ...

ماذا فعل بها الحجاب لتنطره هكذا .. الحجاب ستره لها ..

اغمضت عينيها وعلي شفتيها ابتسامه مطمئنه.. لكن حزينه .. وعاودت لف حجابها .. بثقه .. ان الله سيرضيها ويراضيها ..

خرجت تمشي بخطي ثابته مطمئنه باتجاه غرفته...

تستغفر الله. علي ما فعلته بنفسها..
وبهدوء تسللت لغرفته .. التي نقلوه لها .. بعدما خلعو عنه الاجهزه واطمأنو انه يتنفس بصوره طبيعيه...

واقتربت منه...

مالت عليه وقبلت جبهته بتريث .. تستنشق رائحته التي اختلطت برائحه المعقم والادويه .. ولكنها تريحها ..

وتهدأ من اعصابها ...

تحسست بيدها وجهه الشاحب .. المتعب...

و اقتربت .. بشفتيها .. و

قبلت خده وتبعتها بسيل من القبل على سائر وجهه..

واقتربت من اذنه ... وهمست له.

فراس .. وحشتني .. اصحي بقي .. هونت عليك دا كله...

مش عادتك تقسي عليا اوي كده..

فوق بقي عشان خاطري

امسكت بيديه..

ووضعتها علي رحمها .. تحكي له .. ان هنا توأمان منه.

ينتظرانه .. ليكونا معا .. واخران باكيان بالمنزل ينادون عليه بشوق..

وهي هنا طفله اكثر منهم.. تحتاج لحنانه...

جذبت يده ووضعتها علي حجابها ...

تريه انها عادت لترتدي الحجاب كما كان يريد..

ان يستفيق لتعلم رأيه بها وبشكلها به...

يأست ان يستفيق .. يبدو ان اثر المخدر لم يزول بعد..

قربت المقعد من الفراش.. واقتربت بجسدها منه...

ووضعت رأسها على صدره تستجدي بعضا من الامان الذي كان يغمرها به.. الراحه .. اريد البقاء هنا علي صدره للابد..

بعد دقائق..
كانت عينيها تكافح للبقاء مستيقظه .. تريد النوم وبشده..

حاولت..

وحاولت.. الا ان غفت عينيها وهي ترتمي علي صدره..

لا تعلم كم من الوقت مر عليها ...

ولكنها فتحت عينيها علي يد حنونه .. تمسد علي حجابها ...

وجهها ..

استكانت قليلا.. وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها ...

تلك اليد تعرف صاحبها جيدا...

هو .. مؤكد هو .. من اشتاق له الفؤاد..

ارتفعت انفاسها ... وبصدر يعلو ويهبط رفعت وجهها سريعا ..

فوقعت عينها علي وجهه وصدمت بعينيه المغلقه...

كالمجنونه .. عادت تنظر علي يديه...

اكانت تحلم اذن ..؟ هزت رأسها يمينا ويسارا كالمجنونه

واقتربت منه..

فراس... فراس..

شبه ابتسامه ظهرت علي محياه ولم تلحظها هي من توترها ولهفتها ..

نادت عليه مره واثنتان .. ولم يجب عليها ...

فقط ابتسامه علي شفتيه تتسع كلما نادت عليه..

من توترها وخوفها لم تلحظها ...

عادت دموعها تسيل مره اخري ... وصوت شهقاتها ارتفع ... الي ان وصل لمسامعه...

فتح عينيه بلهفه.. بتعب ووهن

بجسده باكمله..

وحطت عينه عليها ....
وهي تجلس علي المقعد.. تدفن وجهها بين كفيها تبكي بحرقه ..

وككل مره يراها تبكي بها يشعر بذلك الخنجر الذي يطعن قلبه .. وكانها منه .. ابنته .. قطعه من روحه .. لا يستطيع ان يراها هكذا ابدا..

استمعت لصوت ضعيف ينادي عليها ...

تعلم صاحبه جيدا.. ويد امتدت وتكافح لتصل لها ...

جميله .. حبيبتي .. متبكيش .. تعالي هنا

رفعت وجهها مره اخري.. وشهقت بفرحه.. حينما وقعت عينها الغارفه بدموعها بعينه المتعبه...

فراس .. انت .. فوقت اخيرا.

انا كنت فاكره اني بحلم...

وضعت يدها علي وجهها وعادت لتبكي بحرقه مره اخري..

كافح ليقترب من طرف الفراش .. ومد يده الموصوله بانبوب المغزي وجذبها من يدها...

جميله .. تعالي في حضني..

بلا تفكير...

ارتمت على صدره.. تحمد الله مرارا وتكرارا..

وهي تبتسم وتبكي ويديه تمسد علي حجابها .. وتمسد علي وجهها .. ويكافح ليمسح دموعها ..

رفعت وجهها و

لتتأكد انه هنا بالفعل .. باعين مفتوحه ليست مغلقه...

همست باسمه..

.....فراس

صوته المختنق المتعب .. عاد ليروي عطش قلبها ...

ياعيون فراس .. بطلي بكا.. انا كويس

رفعت وجهها تتأكد مره اخري انه هنا بالفعل...
اقتربت من وجهه .. تتأمله.. وبأصابعها تتحسس

جبهته .. ولحيته

الا ان استقرت على شفتيه .. فقبلها بحنان

وعاد ليملي وجهه من هيئتها بالحجاب.. كم يعشقه عليها ...

أصابك عشق ... أسما السيد)

وبتعب واحرف خرجت متقطعه...

شكلك حلو اوي في الحجاب يا جميله.. لو بتحبيني

متقلعهوش تاني..

عادت تبتسم من وسط بكاءها...

و هزت راسها .. بالايجاب

مش هقلعو تاني .. خلاص .. انا كدا كدا .. مكنتش هقلعه ...

انا كنت غبيه .. ازاي خلعته اصلا.

بجد يا جميله ..

بجد يا قلب جميله..

اشار بيديه علي شفتيه فاقتربت بابتسامه.. ولثمت شفتيه...

اشار للمكان الخالي بجانبه..

نظرت لجرح صدره.. بخوف...

فهز رأسه يطمأنها ...

متخافيش .. قربي عاوزك جنبي..

فاقتربت وتقوقعت بجانبه .. علي الفراش...

ااه مطمئنه خرجت من صدرها .. وعاد يتسلل لها ذلك الشعور بالراحه والامان بجانبه

وعقلها اللعين مازال يكذبها .. يخبرها انها بحلم.. وستستفيق منه ولن يكون بجانبها ..

فراس..

- جميلتي..
انت هنا صح ..؟ مسبتنيش ...

رفعت وجهها فباغتها بقبله طويله .. يبثها بها الامان .. سريعا استجاب جسدها له .. كما يفعل دوما.

كانت قبله متعبه .. ولكنها اراحت قلبها ...

ليست بتلك القوه التي تعشقها به .. ولكنها اخبرتها انه هنا...

لم يتركها .. بجانبها ...

ابتعد بوجهه عنها .. ينظر لها وهي تلتقط انفاسها .. وتغمض عينيها ...

ابتسم وذكري بعقله مرت كأنه بحلم وهي تصرخ وتنادي عليه ..

بحرقه .. صوتها الباكي من جعله يستدير لها وهو يسير معطيا ظهره لها ...

صوتها الباكي .. دوما كان نقطه ضعفه...

يتذكر وكأنه حقيقه...

حينما ظهرت والدته الراحله .. فجأه امامه.. ودفعته بيدها بقوه .. حينما تشبثت قدميه بالارض.

ليعود لها ..

وقتها شعر بأنه خرج من الظلمه للنور..

مدت يدها تتحسس شفتيه ... واقتربت تلثمها برقه

وعادت تسأله بنبره متوسله..

مش هتسبني يا فراس صح..

مقدرش ... انا من غيرك مقدرش...

عادت لتدفن نفسها اكثر.. بحضنه مره اخري...

ولم تنتبه لجرح صدره.

تأوه بتعب .. فانتفضت.. من مكانها ...

حبيبي انت كويس..
ببسمه متعبه .. اجابها . ويديه عادت لتجلبها لتستقر باحضانه..

انا كويس ... متقلقيش .. خليكي هنا .. انتي وحشتيني

أووي..

رفعت وجهها حينما تذكرت..

حملها ...

امسكت بيديه الاخري ووضعتها علي رحمها ....

فتذكر حملها ...

انتي كويسه..

هزت رأسها بسعاده..

- هنا في توأم كمان...

بقي ثابتا ينظر لها لثواني..

وهي تبتسم علي وجهه المصدوم..

و همس..

بجد..؟

هزت راسها للاعلي وللاسفل...

بجد..

تلك المره جذب رأسها بقوه.. وعاود تقبيله لها ...

ولكن..

فصل القبله..

يدا قويه فتحت الباب.

تبعتها شهقه جوان المصدومه...

عاااا.. بتعملو ايه ...؟

يد قوبا جذبتها للخارج...

تعالي هنا يا سبب معاناتي .. حد يدخل علي حد كده....
مبيضيعوش وقت .. عااا...

جذبها بدر بحده..

والقاها علي نيره .. التي تكتم فاهها من كثره الضحك .. عليهم .. بجانبها عبير .. التي تضحك هي الآخري..

خدي البلوه دي..

جوان بغيظ .. اف منكو.. محدش بيحترمني كدا..

ومش مقدرين قيمتي..

قرب داوود من نيره...

حبيبتي .. لن اتاخر عليكي .. سأذهب .. لا سلم عمران. وقابل اخي..

ادعي لي..

عبير بلهفه .. سأتي معك داوود بالله عليك.. أريد آراء...

داوود بتنهيده .. اقسم عبير اخي من طلب مني ان لا تطأ قدمك ذلك المكان .. وشدد علي مرارا وتكرارا.. بعدما اخبرته برغبتك..

لا تقلقي .. فقط أعلم موعد خروجه وأخذك بنفسي معي..

عبير بحزن .. حسنا سانتظر.

ولكن ماذا عن قضيه سيد داوود.. هل قرأتها ...

داوود بانتباه.. بالطبع .. وهل أستطيع الا افعل .. ان زوجك يحدثني عنها .. اكثر من أقامه هو ...

لا تقلقي طمأني زوجته .. لن اعود لاسبانيا قبل موعد أقامه..

ولكنها ستأخذ وقتا قليلا حتى يقبلو طلب الاستئناف بها .. لقد وجدت بها بعض الثغرات يستفيدنا..

عبير بسعاده .. لموده التي تذبل يوما بعد يوم..

الحمد لله .. يارب..
اقترب داود من نيره وودعها .. ساذهب حبيبتي .. هل تريدين شيئًا ..

نیره بإبتسامه .. حسنًا .. اذهب. سانتظرك ..
لا تقلق .. سأكون بخير.

داوود بابتسامه .. ان شاء الله

نیره بتساؤل لعبير .. بعد رحيل داوود.

عبير بقولك .. علي حسب كلام داوود معتصم خلاص هيطلع .. طب وموده هتقعد فين؟

عبير بتنهيده... بدر عينها سكرتيره للشركه من اول ماجت عندنا ..

وطبعا لانها امانه معتصم ... الشقه بتاعتي اكيد تعرفيها .. انا حكتلك علي اللي حصل ..

معتصم قرر يتوقف لهم يسكنو فيها .. بس حاليا .. طول ما سيد في السجن .. موده هتبقي معانا .. وبعد ما معتصم يخرج .. ان شاء الله .. هتبقي مع طنط سمر .. هي بتحبها ومتمسكه بيها ...

نيره بإبتسامه .. ان شاء الله يخرجو علي خير والحق يرجع لصحابه ..

ان شاء الله
امريكا.

بغرفه باسم..

بعدما ودعه الجميع وتبقت هي بجانبه...

مدت يدها وحملت سيرفيس الطعام .. بصمت قاتل .. فقط نظرات معاتبه منها له .. تحرقه بها ...

وقع منه..

ومدت يدها وملأت الملعقه وقربتها من فمه.. ليأكل...

نظر لها بخجل يشارك فمه

وشرعت تطعمه بيدها .... الي ان انتهى من اطعامه...

جلست بالقرب منه..

واخذت نفسا .. عميقا .. تهيأ نفسها لسؤاله ...

عملت ليه كدا يا باسم...؟

صمت قليلا..

واجابها.. بشرود.. مش ​​عارف .. الدنيا فجأه اسودت في وشي.. ومعرفش عملت ليه كدا؟

لم تدخل عليها اجابته .. هي تعلم علته ...

فأعادت سؤالها بحده...

متقولش مش عارف .. دي مش اجابه تخليك تنهي حياتك بالطريقه دي .. وتخسر ​​دنيتك واخرتك..

بغضب .. اجابها ...

قولتلك مش عارف

ميما بحده اكبر .... كداب...

نظر لها بصدمه وهي تعريه امام نفسه.. لتصمت..
ولكنها لم تصمت..

اه انت كداب

عشان مش عارف تواجه نفسك بالحقيقه...

مع انها بسيطه...

ابعد وجهه عنها .. وهو يصرخ بها ..

بس ياميما انتي مش عارفه حاجه...

اسكتي..

میما بحده.. لا عارفه .. انهرت لما عرفت ان اخوك بيموت

والسبب ابوك.. مش كدا

عاد ينظر لها بعينين ملؤها الدموع..

وصمت..

اقتربت و رفعت وجهه بيديها ..

باسم.. بوصلي .. وقولي .. انت ذنبك ايه ؟

محمل نفسك ليه فوق طاقتها..

انت عارف انك كنت هتموت كافر.

عاد ليتوسلها ..

ارجوكي يا ميما .. اسكتي .. انا تعبااان .. لوحدي...

ميما بحنان عليه .... اقتربت وجذبت راسه علي صدرها ..

فاستكان... بهدوء علي صدرها ..

اغمض عينيه .. بإطمئنان.. وامان...

وخرج الكلام من شفتيه بسلاسه...

فراس ياميما .. انا مقدرش اتخيل حياتي من غير فراس..

اول ما بدر قالي مدرتش بنفسي..

حسيت ان باسم اللي الادويه مخبياه طلع وظهر للنور.. وكأن في حاجه لا اراديه بتحركني ... مش فاكر غير
اني حسيت ان كل حاجه راحت مني..

وبقيت وحيدا..

وبعدها مش فاكر اي حاجه حصلت....

مش فاكر غير اني كنت مش انا ...

مش انا ياميما .. والله ما انا...

میما بحنان .. طبعا مش انت .. باسم مش كده

وعلي فكره فراس كويس بابا لسه مكلم اونكل كرم وقال انه كويس وفاق.. وعال العال..

انتفض من احضانها ينظر لها ... يتوسلها بعينيه ان تحكي الحقيقه..

بجد يا ميما .. فراس كويس

هزت راسها بالايجاب

اه كويس والله .. وكمان مسكو انكل عمران واعترف علي كل حاجه..

باسم براحه..

الحمد لله .. الحمد لله ...

ميما بحسم..

وفي قرار كدا اخدته كنت عاوزه يبقي عندك علم بيه..

باسم باستنكار .. من جديتها بالحديث..

ودا من ايه ان شاء الله .. وايه هو القرار..

ميما بغرور.. وهي تزيح شعرها الحر من علي عينيها ...

قررت اتجوزك واكسب فيك ثواب

فتح فمه ببلاهه .. عليها .. وعلي حديثها ...

هاااا..

بقي قليلا فاغرا فاهه .. ببلاهه...

وهي تنظر له مقضبه الجبين..
نفض راسه .... كأنه شيء لم يكن .. ولم يستمع لشئ ...

وهو يتمتم ..

ربنا يهديكي ياميما ...

ميما بغيظ .. لكذته بمعدته .. فتأوه من الوجع ...

وبصوت موجوع

انت اتجننتي انا لسه خارج من موته .. عاوزه تكملي عليا ...

اااه ..

قربت منه ورفعت اصبعها بوجهه .. وبحده .. اكملت ...

انا بحذرك يا باسم .. انك تاخد كلامي هزار

دا قراري ومش هرجع فيه ابدا ..

هتخرج من هنا عالسفاره .. اتجوزك وتبقي تحت عيني ..

نظر لها ببلاهه ...

بت ياميما .. هو انتي واقعه اوي كده ..

ملقتيش الا انا .. انا مريض نفسي يابنتي .. خافي علي نفسك ..

لا اتحول واقتلك ..

ميما بغيظ ... تصدق ان انت فقر .. ومش وش نعمه .. وانا خساره فيك ..

خلاص انا هروح اتجوز الواد سولم .. هو هيموت عليا .. اصلا

وانت شوفت بعينك..

باسم بغيره فاضحه..

سولم مين المايع ده.. انظبطي كده..

ميما بلامبالاه .. بتهيأ لك .. دا سولم دا عسل .. على الاقل...

بيساعدني في الورشه .. ومش بيكبر علي شغلي..

وعايش في دور النرجسيه ده..
رفع يده ليجذبها من شعرها ...

فتاوه بتعب ..

اااه .. ماشي ياميما ... اصبري عليا .. اومال مين اللي متمرط معاكي امبارح .. وبهدلتي امه .. هاااا

قومي شوفي الدكتور .. وقوليله هنخرج امتا .. يالا ...

ميما بتساؤل وليه مستعجل مش انهارده متأكد

انت نسيت انك قاطع الايدين .. الاتنين .. هاااا

باسم بغيظ .. لكنها من شامل بكوعه .. غوري من هنا ...

يا ميما .. يالا ..

كل ما اتنيل انسي تفكريني ..

ميما بصدمه .. ماشي يا باسم .. انا همشي .. رايحه الورشه .. لو احتجتلي رنلي ..

كلمه الورشه اشعلت النار بجسده

لا ورشه ايه .. تعالي هنا .. انا تعبان محدش جنبي اهو تناوليني اي حاجه ..

ميما بلا مبالاه.. هبعتلك عمتك بقي .. ملهاش لازمه القاعده..

مدام مش هنتجوز يا شماته عمار فيا..

باسم بصدمه..

عمار .. وعمار هيشمت فيكي ليه .؟

میما بلا مبالاه .. اصل كنت متراهنه عليك .. ان انت هتجوزك .. وهو قالي مش هيرضي .. وهو كسب ..

يالا خيرها في غيرها ...
باسم بصدمه .. اكبر .. وهو يردد كلماتها ...

متراهنه عليا . انا .. اه .. يابت ... هو انا كيس شيبسي..

بلا مبالاه..

لملمت حقيبتها تحت انظاره المغتاظه.. منها ...

وهمت بالخروج..

لم يجد الا ان يتصنع الالم .. لتعود..

ااه.. الحقيني ياميما ...

كما توقع عادت مهروله .. له...

مالك يا باسم في ايه ؟

باسم بتعب مصطنع .. قلبي ياميما بيوجعني..

ميما بعدم فهم .. قلبك بيوجعك .. طب ماسك ايدك ليه.؟

باسم بقله حيله..

ومن بين اسنانه..

غبيه .. غبيه .. ومسترجله .. بس اعمل ايه .. قدري..

ضيقت بين عينيها .. من تمتمته .ظ

بتقول حاجه..

اعتدل واحاطها بيده .. متفاديا جرح يديه..

فشهقت بخجل..

باسم انت اتجننت.

فلتت ضحكه عاليه منه .. خرجت من قلبه لاول مره .. وهو يشعر بأن الدنيا معها وبجانبها.. بلون اخر..

لون جديد عليه..

لونا مبهجا .. كتيابها وضحكاتها ...

وان الحياه معها حتما ستكون مثلها .. لما لا .. اذن ...؟

بالامس .. حينما استفاق قليلا.. ووعي علي نفسه وما فعله
بنفسه..

لم يجد احدا بجانبه .. لينقذه..

لم يجد يدا حنونه .. لتمسد علي جبينه .. وتسعفه ...

انهار جسده حزنا علي حاله .. اولا .. قبل ان يكون وجعا بجسده..

لما لا يقتطف من بساتين العمر معها لحظات جميله..

فالعمر يمضي ولن يعود ابدا..

عمرنا يمضي كالقطار السريع . من تأتي محطته ينزل ويمحي اثره.. ويأتي خلفه اناسا اخرون..

تلك الدنيا اشبه برحله غير معلوم وجهتها .. لاعوده فيها ابدا..

اذن لما لا .. ياخذ حقه من الدنيا اذن .. ويعيش من اجل نفسه..

وينسي ويتناسي ما مر قبلا..

يدها التي امتدت لتزيحه عنها .. جعلته ينتبه انه مازال يحاوطها بذراعيه...

اوعي يا باسم واحترم نفسك..

باسم بسماجه ... واحترم نفسي ليه.. انتي خطيبتي يا ماما ..

وكلها كام ساعه وتبقي مراتي..

میما بصدمه .. هااا...

باسم بضحك عليها .. ها ايه .. بس...

انت مش قلت مش موافق ..؟

باسم بضحك .. ما هو انتي صعبتي عليا .. بقي بنت عمتي اولي من الغريبه...

لكذته ببطنه .. اوعي يا باسم الزفت .. انت.. دا انا الف مين يتمناني..

لم يتركها وجذبها اكثر لتلتصق به .. وهو يضحك بصوت مرتفع

نظرت له بغيظ..

بطل ضحك .. سارينه وانفتحت .. ايه...

صمت ونظر لها ..

واجلي حنجرته.. وبهدوء سألها ..

ميما.؟

عادت.. وشردت بهدوءه وتقاسيم وجهه الرجوليه الجميله..

واجابته .. بهيام...

...نعم .

لو هتجوزيني شفقه .. يبقي بلاش منها ياميما ...

ميما باستنكار

.....شفقه

هز رأسه بحزن... ميما .. انا حاليا بمر بفتره صعبه .. مش عارف الصح من الغلط...

مشواري طويل .. ومش عارف هيوديني لفين؟

قاطعته هي وهي تضع يدها علي فمه...

- هيوديك لعندي..

في نهايه كل طريق هتلاقيني واقفه ومدالك ايدي مستنياك..

انا موافقه اتجوزك واقضي عمري كله .. معاك...

مش شفقه مني..

صمتت تنظر له .. قليلا .. خجله من البوح بمشاعرها ...

فباغتها بسؤاله..

اومال ايه ياميما؟

نکست راسها بخجل

واشارت باصبعها .. علي قلبها ...

عشان في حاجه هنا ليك .. مش ​​قادره تبعد عنك .. من اول ما التقينا ..

زفر براحه .. وقربها اكثر لصدره .. رفعت يدها وحاوطت ...

عنقه ..

ميما ...؟ -

حبيني ياميما .. حبيني اوي ومتسبنش .. ارجوكي .. مهما عملت .. غصب عني ...

وانا اوعدك اتعالج واتغير عشانك

میما براحه .. وسعاده ..

عمري ما هسيبك .. ابدا .. اصلا انا قدرك ونصيبك ...

يا تحبني ..

يا تحبني بردو مفيش خيارات .. تاني .. انت فاهم ...

باسم بضحكه رجوليه .. خلبت لبها ...

- مستبده

ميما بضحك لتغيظه ...

هااا .. هروح لسولم .. اثبت عندك.

باسم بغيره .. ضغط علي ظهرها بقوه ..

سولم مين.. انا قتلك انهارده

تا وهت بوجع.
فأبعدها قليلاً.. يالا بينا...

- علي فين ؟

عالسفاره قبل ما تقفل .. كلمي ابوكي يقابلني هناك...

ميما بفرحه..

بجد.. عاااا.. هيييه

باسم .. بضحك .. واقعه .. واقعه ...

يابت اتقلي لاغير رأيي .. واعملي مكسوفه كدا..

ميما .. بحده.. نعم يا اخويا ... بعينك...

باسم بغلب..

يا غلبك يا باسم .. اخر المتمه.. تقع في ميما...

ميما بضحك وهي تجذبه ليست قيم...

انت كنت تطول واحده في جمالي..

ااه ما انا عارف .. انتي هتقوليلي..

باسم..

- ميما .

بالمشفي القاهره..

بعد يومين..

امام غرفه نيرمين .. بعدما القت القبض على الشرطة علي عمران.

الذي فقد عقله تماما ...

وجن جنونه .. يتمتم .. بأشياء مجنونه .. لا تتعلق بها بالواقع...

وبعد الكشف الطبي عليه.. واثبات جنونه..

النيابه لم تاخذ بكلامه.. وأمرو تحوله لمشفي الامراض
العقليه .. وتجدد حبس معتصم مره اخري..

ومعه جن جنون داوود

وبعد تفتيش البيت الذي كان يمكث به...

وجد هاتف نيرمين .. وهاتف عمران نفسه. وصدمو بالفيديو الذي بعتثته تسنيم قبل موتها بثواني.. وتطابق مع الهاتف

الأصلي الذي وجدوه معها وقت الوفاه...

بقي فقط شهاده نيرمين .. التي استفاقت امس..

بعد نجاح العمليه .. اخيرا

حصري لجروب ولنا في الخيال حياه

بالغرفه..

الظابط بعمليه .. مدام نيرمين .. تقدري تحكيلنا ايه اللي شوفتيه..

الليله بتاع الحادثه..

نيرمين بتعب .. اغمضت عينيها .. وما حدث عاد لذاكرتها مره اخري ...

اخذت نفسا .. وشردت.. في تفاصيل ما حدث.

انا كنت في المصحه .. بتعالج من الادمان .. ومعايا تليفوني .. ماما قدرت بشويه وسايط طبعا تدخلهولي .. لانه ممنوع طول ما انا في المصحه ...

في الليله .. دي .. جاتلي رساله من تسنيم .. فتحتها وكانت الصدمه ..

امي والراجل اللي باعتباره زي والدي مع بعض في السرير ..

اغمضت عينيها .. بخزي علي ذكر مارنه بالفيديو ..

الراجل اللي باعتباره والدي .. هو وامي .. في سرير واحد.

محتش بنفسي الا وانا بخرج من المصحه .. وطبعا لاني اساسا كنت متعوده اخرج بطريقه امي .. من غير ماحد يلمحني ..

دخلت جري .. وانا بتصل بتسنيم .. بس مردتش ..
ووصلت قدام البيت فعلا .. بس قبل ما ادخل .. لمحت ابويا او اللي المفروض يكون ابويا .. داخل زي المجنون....

وفي ايده.. مسدس..

دخلت وراه بهدوء.. و هو من انفعاله محسش بيا..

ووقفت مداريه وسمعت اللي دار بينهم...

ومن وسط كلام كتير مكنش مفهوم ليا .. وعراك بينهم...

الا اني قدرت افهم...

انهم بيتاجرو في الاعضاء البشريه وبيعملو عمليات مشبوهه ...

والاوراق اللي تثبت كل دا كانت مع مختار.. وتحت تهديد السلاح .. قر واعترف علي مكانها ...

عمران.. جابهم من خزنه مختار ... وضربهم بالنار بدم بارد.

من صدمتي ومن اللي شوفته وانا شيفاهم سايحين في دمهم.. صرخت .. وشافني .. هو ...

فضل يجري ورايا .. وانا اجري..

لحد ما افتكرت تليفوني.. اتصلت بمعتصم عشان يلحقني..

وفعلا الحارس جه ورايا وقدر يلحقني .. بس عمران كان اسرع منه وضربني .. في ظهري ..

والباقي انت عرفه ..

الظابط .. بهدوء..

في اقوال ثانيه حابه تضفيها..

نيرمين بهدوء .. لا .. دا كل اللي اعرفه ...

الظابط للعسكري بجانبه...

قفل المحضر علي كده .. ويالا...

بالخارج..

داوود بلهفه
ماذا حدث؟

الظابط بمهنيه .. لقد اثبتت التهمه علي عمران .. سنقوم

بالاجراءات .. للافراج عن اخيك..

اقوالها .. ثبتت تماما .. مع وجدناه ببيت عمران

وشهاده الممرضه .. بدت اوراق الملكيه لاخيك .. لتوقيعها.

انت بصفه..

داوود براحه .. حمدا لله ...

متي سيخرج اذن..؟

غدا ان شاء الله .. لا تقلق ..

ودعهم الظابط .. وصعد داود مسرعا لها ...

بالجناح .... حيث تجلس نيره .. بجانبها .. سهر وسمر وجوان

وعبير وموده الشارده.

صوتا تعرفه اقتلعها من تفكيرها به..

رفعت وجهها لتري من يناديها .. فصدمت بها ..

نیره بصدمه..

ماما ..

سعاد بدموع .. اقتربت منها واختطفتها بين ذراعيها ...

، قلب ماما .. مصدقتش نفسي لما سمر قالتلي وجيتلك جري..

وحشتيني .. وحشتيني اوي يا نيره.. يا قلب امك..

تخشب جسدها .. بين ذراعي والدتها .. وعادت الذكريات .. تعود لعقلها ...

خذلان .. كسره .. ووجع .. واهمال..

ذكرى اب باعها مقابل مبلغ بخس
نزلت دموعها بخزي ... ووالدتها تقبلها .. هنا وهنا ...

رفعت وجهها تستجدي الرحمه .. ان يرحمها ويبرد قلبها ...

لم تكن جاحده يوما .. ولكن الذكري مؤلمه ...

دارت بعينها بالجناح .. الا ان وقعت علي باب الجناحفوجدته يقف ينظر لها من خلف والدها الواقف ينظر لها

بخزي .. .... مبتسما ...

تلك الابتسامه الرائعه .. التي تعشقها علي شفتيه...

وكانه يخبرها .. بها ...

اغفري يا حبيبه العمر.. انا هنا..

ارتسمت بسمه مطمئنه . علي محياها .. وحاوطت. والدتها بذراعها ....

وانتي كمان وحشتيني يا ماما ... اووي...

بغرفه نيرمين

تجلس علي فراشها منكسه الرأس.. حزينه...

اهتزت ثوابتها وماعاد الحق حقا ... من وجهه نظرها .. كل شئ تغير .. لم يعد احد لها .. كما تظن .. من سيتقبلها هكذا

والي اين ستلجأ ... الف سؤال وسؤال...

يدا حنونه ... مسحت علي راسها ... واقتربت مسحت دموعها التي تسيل بلا اراده منها ...

فرفعت وجهها بسرعه لتري من هذا ..؟

نيرمين بخوف
بدر

بدر بإبتسامه..

اه بدر.. ارفعي راسك يا نيرمين .. مش اخت بدر الرشيد اللي توطي راسها كده..

نیرمین بابتسامه حزينه

بس انا مش اختك يا بدر...

بدر بحده.. لكنها براسها .. بيده

انتي هبله يابت .. ولا عبيكه ولا شكلك كده..

طبعاً اختي ..اه من الام.. بس اختي طبعا .. فوقي کده.. عشان مظبطكيش .. واربيكي من اول وجديد..

اصلا انتي والبلوه اللي انا متجوزها عاوزين ربايه من اول وجديد..

اجهشت بالبكاء.. فجذبها لصدره..

ششش اهدي..

نيرمين من وسط دموعها ..

فراس عمره ما هيسامحني ... انا غلطت كتير اوي...

وهو اصلا عمره ما اعتبرني اخته .. انتو كنتو بعيد عني اووي .. وكنت بخاف منكم .. انا مش وحشه كده..

والله كان غصب عني .. ماما هي اللي ملت دماغي بالكلام

و تسنيم الله يسامحها...

جاءها صوته الحنون .. وهو يستند علي الحائط ليصل اليها..

ومين قالك .. بقي ان انا مش هسامحك..

نيرمين بصدمه.

فراس ؟

بالاستقبال..

(المشفي)

تسير بجانبه .. بعدما استأذن من والدتها ووالدها

نيره بفضول.

الي اين داوود.؟

داوود بحب ... لقد اشتقت لكي نيره .. كما اني نفذت وعدي..

واثبتت براءه اخي .. وغدا سيكون بجانبنا .. هنا.

اذا تبقي عليك تنفيذ الوعد..

نيره بصدمه.. انت.. ألا تنسي ابدا داوود..

داود بغمزه .. لا .. وسنحضرهم الان..

نیره بسعاده.. حسنا .. هيا بنا .. انا متحمسه كثيرا..

اقترب من سيارته .. ليفتح لها بابها ... بسعاده.. الا ان صوتا

قويا .. خشنا .. حادا .. ينادي عليه...

من أوقفه .. متسمرا بمكانه..

داوود.. وجف عندك..

بيقولو الحب بالعيون بيبان

وأنا بقول العشق أفعال لا أقوال...

ايه يفيد الحب من غير احتواء وامان

الحب عندي احترام كلمه حلوه وقت الزعل بتبان...

لقمه حلوه بعد يوم شقي من ايد اللي حبيتها ...

اید تطبطب وبين ايديها الدنيا دي انا نستها...

الحب روح حلوه ، وقت الفرح والحزن مجتمعه.

الحب انتي والدنيا انتي اللي انا اتمنتها ..


تعليقات