رواية علي حافة الفقد الفصل الثاني بقلم شهد محمد
عدّى ٤٨ ساعة…
الاوضة هادية مفيش غير صوت الأجهزة اللي بتقيس النبض. عمر قاعد على الكرسي جنب سريرها، وشه مرهق وعينه محمرة من السهر. فجأة شاف إيد مريم تتحرك. قلبه وقع من مكانه، قام بسرعة:
عمر مندهش ومتوتر:
_ "دكتور! دكتور! مريم بدأت تتحرك!"
الدكتور دخل بسرعة، الممرضة وراه. قرب من السرير وابتسم:
الدكتور: "الحمدلله… يا مريم، سامعاني؟"
مريم فتحت عينيها نص فتحة، بصت حواليها باستغراب:
مريم بصوت ضعيف:
_ "أنا… فين؟ إيه اللي جابني هنا؟"
الدكتور: "إنتِ في المستشفى، حصل لك حادثة بس عدّت على خير."
مريم رفعت عينيها على عمر اللي واقف قدامها، متوتر وصوته متقطع:
عمر: "مريم… يعني مش فاكراني؟"
مريم هزت راسها ببرود:
مريم: "حضرتك مين؟ وإيه اللي مدخلك هنا؟"
عمر حس إن الأرض بتتهز تحته. الدكتور أخده على جنب وقال بهدوء:
الدكتور: "معلش يا أستاذ عمر، مريم فقدت جزء كبير من ذاكرتها… حياتها رجعت سنتين لورا. يعني مش هتفتكر إنها متجوزاك."
عمر رفع إيده على وشه، صوته مكسور:
عمر: "إزاي… دي مراتي ومش فاكراني؟!"
الدكتور: "بالراحة… ماتضغطش عليها بالكلام. سيبها تحس بالذكريات معاك من غير ما تقولها إنتي نسيتي. صدقني… مع الوقت هترجع."
---
في البيت بعد الخروج
مريم أول ما دخلت البيت، ابتسمت وقالت:
مريم: "ياااه… البيت وحشني."
لكن فجأة بصت لعمر اللي واقف معاهم وسألت:
مريم: "هو مين الأستاذ عمر اللي معايا طول الوقت؟ غريب كده… بس مش عارفة ليه حسا إني مرتاحة له."
مامت مريم ابتسمت وهي تبص لعمر وقالت:
الأم: "ده مش أستاذ يا حبيبتي… ده جوزك. كتبتي كتابكوا من سنة ونص، وكان واقف جنبك طول الوقت."
مريم اتجمدت: "جوزي؟!"
بصّت لعمر باندهاش: "إنت جوزي بجد؟!"
عمر حس قلبه بيرجع يدق من جديد، بس كتم دموعه وقال بهدوء:
عمر: "أيوه يا مريم… أنا جوزك، وعمري ما هسيبك."
مامت مريم: ايوا يبنتي دا جوزك وشقتك جاهزه
---
الأيام اللي بعدها
مريم ماكنتش مستوعبة في الأول. كل ما عمر يقرب ويتكلم معها ويبين اهتمامه ليها تقول له:
_"أنا مش قادرة أتعامل كزوجة، إنت غريب بالنسبة لي."
وعمر يرد بابتسامة باهتة:
_اي رايك نبقي صحاب نتعمل كاصحاب مش مازوج وزوجه لحد متحس ان مرتاحه لي
مريم اتضايقت من هدوءه وقالت بحدة:
_"وإيه اللي يضمن إني أفتكرك أصلاً؟ يمكن أعيش عمري كله من غير ما أحبك."
عمر بص في عينيها بثقة:
_"حتى لو ده حصل… أنا برضه مش هسيبك. لأن الحب مش شرط يترد دلوقتي… أنا واثق إن قلبك هيختارني في الآخر، زي ما اختارني أول مرة."
.....
بعد كام يوم، عمر اقترح ياخدها تتمشى.
عمر:
_"تعالي نخرج شوية… الهوا هيغيرلك مودك."
مريم مترددة:
_"مش عارفة… أنا حتى مش متعودة أخرج معاك."
عمر بضحكة هادية:
_"خليها أول مرة… اعتبريها خروجة مع صديق."
مريم وافقت بعد تردد. في الحديقة كانت ماسكة عصير وهو ماشي جنبها بهدوء.
_تعرف انا عايزه افتكر كل حاجه وبسرعه لان حسا ان تايهه اوي في حياتي
عمر بابتسامه هاديه:
_ براحه علي نفسك هتفتكري كل حاجه قريب باذن الله
_____
مريم كانت بتحاول تعمل كيكه، وخلت المطبخ كله فوضى. عمر دخل لقاها ماسكة الطبق وبتلغبط فيه .
عمر بضحك:
_"إيه ده يا مريم؟ هو ده اللي كنتِ بتهزمي الناس به زمان كنت بتعملي احلي كيكه؟"
مريم مكسوفة:
_"زمان إيه؟ أنا حتى مش فاكرة إني كنت بعرف أطبخ!"
عمر قرب منها:
_"ماشي… نبدأ من الأول. أهو أنا هعلمك زي ما كنتِ بتعلميني."
مريم تبص له بضيق بس تضحك غصب عنها. هو يقرب منها، يحط إيده على إيدها وهي تمسك المعلقة، لحظة صغيرة بس مليانة إحساس مألوف ليها.
______
وفي يوم عمر خدها عند البحر عند الغروب. قعدوا على رمل ناعم، الموج قدامهم.
مريم بصوت هادي:
_"أنا مش فاكرة… بس حاسة إني كنت هنا معاك قبل كده."
عمر يبص في البحر:
_"كنّا بنقعد هنا ونحكي عن كل حاجة. كنتِ تقوليلي إن البحر بيهديكي."
مريم تلتفت له فجأة:
_"إنت متأكد إني كنت بحبك؟"
عمر يبص في عينيها بثقة:
_"أكيد. وإلا ماكنّاش وصلنا للي إحنا فيه. وإنتِ هتفكري، حتى لو بعد وقت طويل."
مريم سكتت شوية، وبعدين همست:
_"يمكن… يمكن قلبي يفتكر قبل عقلي."
....
كان يوم شمس حار، ومريم تعبت من كل النشاطات والمشي المستمر مع عمر. المشي اليوم كله، المواقف الصغيرة اللي حاول فيها عمر يخليها تحس بالأمان، والألعاب البسيطة اللي عملها معاها في البيت والحديقة… كل ده عمل ضغط عليها بدون ما تحس.
فجأة، وهي قاعدة على الكرسي، بدأت عينيها تدور، وغمضت بسرعة.
مريم بهمس ضعيف:
_"مش قادرة… أنا تعبت… مش قادر…!"
عمر جري على طول، ماسكها قبل ما تقع. قلبه بيدق بسرعة، وعيونه مليانة خوف:
_ "مريم! قومي! متعمليش فيا كده!"
وصلوا للمستشفى بسرعة. الدكتور فحصها بعناية، والقلق واضح على وجهه.
الدكتور:
_"اللحظة دي كانت صعبة… بس في فرصة كبيرة إنها تستعيد ذاكرتها. لازم تديها راحة وعناية… ومفيش ضغط."
عمر ماسك إيدها، صوته كله رجاء:
_ "مريم… كل حاجة هترجعلك. أنا جمبك… زي أول يوم، وهفضل جمبك دايمًا."
مريم فتحت عينيها شوية… وبصت حواليها. فجأة، كل الذكريات رجعت مرة واحدة: يوم خطوبتهم، لحظات الضحك في البيت، المواقف في الحديقة، كل اللحظات الصغيرة اللي عمر كان فيها صبور معاها… وابتسامة على وشها.
مريم دموعها بتنزل من الفرح:
_"أنا… أنا فاكر كل حاجة… كل حاجة يا عمر!"
عمر ابتسم وهو ماسك إيدها بحب:
_ "عارفة دلوقتي؟… كل حاجة رجعتلك، وكل حاجة كانت حقيقية."
مريم وعمر فضلوا ماسكين بعض، ابتساماتهم مليانة حب وراحة.
عمر بهمس:
_"دلوقتي نقدر نخطط للفرح… ونعيش حياتنا سوا زي ما حلمنا."
مريم ضحكت، دموعها على خديها:
_"أيوه… ونفرح، ونكمل كل حاجة من حيث وقفت… بس المرة دي، أنا هكون فاكرة كل لحظة."
"أحيانًا تنسى الدنياو تفاصيلها، لكن القلب دايمًا بيعرف مين يستحق حبك… ومريم اكتشفت ده أخيرًا."
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم