رواية روضتني عنيدة الفصل السابع والاربعون 47 والاخير بقلم لادو غنيم


 رواية روضتني عنيدة الفصل السابع والاربعون والاخير

عادو الجميع من صلاة العيد وقاموا بدبح الاضحية وفرقوا منها علي الأقارب والمحتاجين الفقراء_
ومرا يومين وقرروا الذهاب في رحلة إلي مرسي مطروح المكان المفضل لجدتهم"وجاء يوم الجمعة ثالث أيام العيد علي شاطئ عجيبة كانت تجلس الجدة وبجانبها أدم و حسناء يتأملون بالون البحر ذات الدرجات الزرقاء سبحان الخالق العظيم"وبجانب أحد الصخور الجانبية كانت تقف ميسان أمام أثر تحدثة بإبتسامة هادئة__
مش عارفه أقولك ايه غير انك هدتني حياة جديده مكنتش أعرف عنها حاجة _بسببك أنت أتغيرت وبقيت أنسانه بمعني الكلمة قادره أحس بالأضعف مني وبحزن الناس وكسرتهم بقيت أفرح لفرحتهم وازعل علي زعلهم"اللي عملته معايا ووقفتك جنبي عمري ماهنسا هالك حتي لو حصل نصيب و مكلمناش معا بعض"

أخذ نفسا عميقا ونظرا لها بثبات وقال__
أنا لما عملت كده كنت عايز أديكي فرصه عشان أشوفك هتتغيري والا هتفضلي زي مانتي"بس لقيتك أتغيرتي وبقيتي أنسانه جديدة ونضيفة "الخير جواكي والمحبة كمان" عشان كده نظرتي ليكي أختلفت مقدرش أقول أني حبيتك وفي نفس الوقت مش قادر اكدب نفسي في اني مشدود ليكي "بقيت معجب بيكي وبتقدمك علي نفسك عشان كده مظنش أننا ممكن نسيب بعض _الجواز مش عباره عن حب بس لاء الحب طرف من أطرافه انما الجواز عباره عن موده ورحمة وثقة و خوف وأمانه" وأنا وأنتي علاقة جوازنا بقي موجود فيها جميع الأطراف ديه مبقاش ناقص غير الحب بس ادام الاطراف ديه كلها اتجمعت فاكيد الحب قرب يدخل القلوب. "

كلماته كانت الرحيق لجوفها علمت أن تلك العلاقة ستدوم كما يتمني قلبها مما دفعها للوقوف بجانبه والأمساك بيده وضع رأسها علي كتفه ليسيروا معن علي شاطئ البحر. "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي الجانب الأخر كان يونس يحتضن خصر نواره بيديه ويتطلع داخل عيناها الامعه التي بات مغرم بهي"بينما هي كانت تلف يدها حول عنقه بوجه مشع بالسعادة"وهي تسمعه يتغزل بهي ويقول__
تعرفي لما ربنا يكون بيحب عبده أوي بيبعتله هدية من السما تنور حياته و طريقة نور يضئ عمره وأنتي كنتي النور ده يا نواره في خلال شهرين حياتي كلها اتغيرت من يوم ما دخلتيها علمتيني يعني ايه الحب اللي بجد يعني ايه الأيمان والثقة بالله خلتيني أعرف أن الحب مش محتاج سنين عشان يتولد لاء الحب محتاج بس حد صح يقدر يغزو القلب بنقائة وصدقة"مهما كنت دورت مكنتش هلقي بنت زيك تكمل معايا حياتي. "عيونك وملامحك وتدينك و قلبك الطيب هما دول الكنز بتاعي اللي هفضل أحرب الدنيا كلها عشان يفضله معايا أنا وبس"

غزت الدموع عيناها ببريق الفرح وقلب هائم بالهنا وقالت بنعومة صوتها الدافئ__
أنا كنت مستعدة ادفع عمري كله عشان أسمع منك الكلام ده"أنت كنت حلمي اللي عشت طول عمري أحلم بيه وأتمني أنه يتحقق"وجودك شئ مكلمني اداني عمر فوق عمري مفيش اجمل من اني اصحي كل يوم في حضنك وعلي ملامحك عنيا تفتح"أنت مش بس جوزي وحبيبي لاء أنت إبني اللي هعيش عشان اسعده وارعاه واحافظ عليه وعمري ماهخذلك مهما حصل أنا بحبك يا يونس"

ضمها إلي صدرها بحنان يغزو جسدها وهي تسمعه يقول بلكنه دافئة__
بحبك يا نوارة حياة يونس. "

ضمته إليها أكثر تتشبع من غرامه الذي يذيب قلوبهما"
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأمام الشاطئ في ركن منعزل عن الباقية كان يقف درغام وأمامه غزل التي تحتضن وجنتيه بكفيها بوجه مبتسم تقول__
مش مصدقة أني متجوزه شاب كاريزما وراجل وجدع ومز كده هو في كده يا ناس"

بلل شفاه بإبتسامة أظهرت غمازتي فكية وأحتضن خصرها بقول__
تقدري تقولي كده نصيبك الحلو"بس، طبعا مش احله منك أنتي مش بس حلوة الشكل لاء حلوة الروح كمان مميزه خفة دمك و طيبتك وشخصيتك كل حاجه فيكي شدتني عشان أحبك الظروف اللي عشناها سوا والمحن اللي عدت علينا خلت محبتنا لبعض تذيد ويذداد تمسكن ببعض أنتي بالنسبالي نجمة كانت في السما وقدرت اني امسكها وانزلها لمملكة قلبي وحياتي.بحبك يا غزلتي "

أحتضنته بنيران تطوف داخل قلبها الذي يدق طبول فرحته بغرام ذلك الرجل لها وقالت__
لو الزمن اتعاد الف مره هختار أعيش نفس اللي عشته عشان اوصل للنهاية ديه وأنا في حضنك أنت سندي وضهري واماني وقوتي وقت ضعفي وضميري النضيف وصوت الحب في قلبي أنت كل المعاني الحلوة اللي في حياتي يادرغام بحبك. "

ضمها أكثر اليه ولف بهي بسعادة ثم اوقفها أمامه وطبع قبله علي شفتيها من ثم سحبها لتسكن داخل ذراعية في عناق دافئ يغزوه الحب. "
ـــــــــــــــــــــــــــ
مر عامين ونصف علي حياة أبطالنا وخلالهم عاشوا الكثير من المواقف والأزمات التي ذادت ترابطهم ببعضهم"وجاء يوم الجمعه في منزل الجبالي حيث كان يوم عيد ميلاد زين ابن درغام وغزل الذي تم العامين وفي المساء كان الجميع ملتفون حول طاولة التورته"وأمامهم كانت تتمعن الجدة النظر لهم بعين دامعه وهي تمرر عيناها علي كل ثنائي اولهم غزل و درغام وابنهم زين_والثاني يونس ونواره وابنتهم حياة التي تمت العام ونصف_والثالث أثر وميسان التي تحمل ابنتهم فريده ذات العام"والرابع كان أدم الذي يقف بجانب زوجته فرح التي تزوجها منذ ستت أشهر وتحمل في طفلهم الأول الذي قرر تسميته سمراء ان كانت فتاة لتخليد ذكره سمراء في بيتهم_والخامسه كانت حسناء وعلي يدها طفلها فارس ذات الشهرين التي انجبته من زوجها مروان الشاب الوسيم الذي تزوجها منذ عام _واخيرا كانت دلال التي تمسك بيد خطيبها اديتيا التي خطبت له منذ شهر بعد عناء واعتذار انتها بالحب الحقيقي_ايضا كانوا يقفوا افراد عائلة غزل و عمتهم ثريا"واقاربهم " المقربون بشدة"

اقترب ادم من زوجته الذي يظهر علي وجهها الأرهاق وقال بقلق__مالك يا فرح "؟

مفيش بس حسيت بحاجة بتتحرك جوة بطني شكل كده ابنك هيطلع شقي ذيك."

حك شعره بإبتسامة وقال مغازلها بغمزة__
الشقاوة ديه هوري هالك بالليل بس عالله تهربي مني زي امبارح وتروحي تنامي في أوضة جدتي"والله كان هاين عليا اشيلك ادمها واخدك بالعافيه للأوضة. "

ابتسمت بخجل وقالت__
حقك عليا بس كنت تعبانه وبصراحه كانت هرموناني مش مظبوطه مش عارفه ازي جريت علي اوضتها بس مقولتليش أنت نمت فين ملقتكش في الاوضة الصبح. "

حرك رأسه بملل وقال__
هكون فين يونس و درغام حبة يقضوا لليلة عنب زي اللي كنت بخطط لها منك لله المهم لما لقوني قاعد بتفرج علي التلفزيون شيلوني عيالهم زين باشا و حياة هانم البنات تعيط والواد يتنطط والله كنت هروح المرستان بسببهم وكنت بفكر اطلعهم لابوهم بس عدا علي بالي كده مشهد من اللي هيحصلي لو طلعت لدرغام ويونس وقطعت عليهم خلوتهم فقولت اخدها من قاصرها وقعد بالعيال بدل ما اضرب ادمهم "

ضحكت فرح بشدة علي حديثة المرح الذي جعله ايضا يبتسم. "
بينما أثر نظرا إلي ميسان بإبتسامة وقال__
شكلك تعبان بسبب فريدة بعد مالعيد ميلاد مايخلص اطلعي ارتاحيلك شويه وأنا هشيلها "

ابتسمت لها بامتنان وقالت__
لاء يا حبيبي أنت سهرت بيها امبارح كفاية كده"

مد يده وداعب وجنت صغيرته وقال__
وهو أنا اطول لما أسهر معا فريدة هانم وبعدين أحنا متفقين اننا هنريح بعض أنتي تشليها شويه وأنا شوية مش معقول يعني افضل أنا نايم وأنتي سهرانه بيها ومتناميش ارتاحي أنتي النهاردة وأنا هسهر بيها "!!

رتبت علي يده باابتسامة__
ربنا يخليك في حياتي يا حبيبي."

امسك بيدها بحنان وقال__ويخليكم ليا ياقلبي"
__
اما نواره فكانت تقول بإبتسامة ليونس__
يونس اوعي تكون نسيت تجيب العصير والكيكة لحياة لأحسن ديه لو صحيت بالليل وملقتهمش مش هتنيمنا"

نظرا لصغيرتهم بإبتسامة دافئة__
وهو أنا أقدر بره أنسا حاجات قلبي"طبعا جبتهم وحطتهم فوق في الأوضة"بس بقولك ايه هي حياة طالعه قمر ذيك كده ليه بالطريقة ديه هغير عليها ومش هخليها تتجوز. "

ضحكت نواره بغزل علي مغازلته الممزوجه بالغيرة لها وقالت__
ااه عايز البنت تعنس لاء طبعا أنا هجوزها بس لواحد زيك عشان تعيش السعادة والحب اللي أنا عايشاه معاك "

تنهد بعين مشعه بالحب تعبر عن مايحمله من عشق لها وقال__مش عارف هوصل بحبك ده لفين أنا خلاص قلبي قرب يخرج بره ضلوعي أقسم بالله بحبك وبحب حياة اكتر لانها منك"

اكتفت بنظره عاشقه تعبر عن ماتود قوله لمن يسلبها قلبه كل دقيقة"
__
اما درغام فكان ينظر إلي غزل نظره علمت مغزاها مما جعلا وجنتيها تحمرا خجلا وتقول__
بطل بصاتك ديه بتكسفني عيب كده "

قوص حاجبيه مدعي التعجب__
أنا ببصلك عادي أنتي اللي تفكيرك مش كويس يا غزلتي اعملك اية. "

لوت شفاها بعين متسعه بتعجب__
أنا اللي تفكيري وحش والا أنت اللي بتفكر
في قلة ادب. "

غمز لها بعيناه وقال__
فكر اسيب زين معا ادم النهارده كمان ايه رئيك. "

حركت راسها بإبتسامة الخجل وقالت__
مش هتتغير ابدا بس اعمل ايه بحبك "

اقترب درغام وطبع قبله علي وجنة زين وعيناه تنظر إلي غزل باابتسامة عشق وقال__
أنا بعشق أمك يا زين وياريت تستجدع معا ابوك النهاردة وتنام في حضن جدتك أنعام عشان لزم اذاكر لأمك درس مهم أوي عن الحب. "
أنهي جملته بغمزة اشعلت نيران خجلها مما جعلها تنظر إلي الجميع بارتباك وتقول__
ايه ياجماعه مش هنقطع هنطفي الشمع "!!
" لتجيب عليها الجدة باابتسامة دافئة__
قبل مانطفي الشمع عايزه أقول كلمتين في حقكم كلكم"العائلة ديه طول عمرها متفاهمه ومتماسكه كنا زي اي عائلة عادية الحد لما كل واحد من احفادي اتجوز كنت وقتها خايفه من اختيارت كل واحد منهم للبنت اللي هتكمل معا حياته وتبقي فرد جديد في العائلة_بس معا مرور كل دقيقة كنت بكتشف انهم اختاره صح بنات جدعه حنينين ولاد اصول متربين الخير والمحبه اللي جواهم ذادت بيتنا خير وفرحه ومحبة انتو مش بس قدرته تختاره زوجات تكمل معاكم حياتكم لاء انتوا اختارته امهات تقدر تربي عيالكم اللي من صلبكم وتعلمهم الأخلاق والمحبة "سلايف بيت الجبالي اللي هما زوجات احفادي يبقوا بناتي الجدعان الحنينين ربنا ميحرمنيش منكم والا من اي فرد فيكم وتفضله دايما متجمعين حوليا أنتو واجوزتكم وعيالكم يا حبايبي"

انهت جملتها بدموع الرضا بعدما ذادت من كرامة وفخر زوجات احفادها الذين تقوموا إليها وضموها بحب الابنه الجدتها"بينما الشباب نظروا لهم بسعادة وقد علم كلن منهم أنه اختار الشريكة الجيدة التي ستدوم معه لأخر العمر"ووسط كل تلك المشاعر أمسكت نور بالكاميرا ووقفت امامهم وقالت بإبتسامة __
بمناسبة الكلام الحلو ده ياله ضموه كلكم علي بعض عشان أخد لكم صوره"

تقدموا جميعا ووقفت الجده في وسطهم والتفوا حولها كل ثنائي معا طفله التفوا حولها مثل عقد الياسمين يحاوطهم الدافئ والمحبه ونظروا جميعا إلي الكاميرا بوجوه مبتسمه لتقول نور وهي تراهم عبر عدسة الكاميرا بإبتسامة __
واحله صوره هصورها هتبقي برده لأجمل عائلة شوفتها عائلة الجبالي"
ابتسمت والتقطط الصوره لتكون أخر ذكره نتذكرها عن تلك العائلة واخر حدث نعيشه معهم "ومعا تلك الصوره نختم بهي قصتهم جميعا قصة أرهقني قدرها."


تمت الحمدلله

تعليقات