رواية عشق يحيي الفصل الرابع 4 بقلم سلمي جاد



 رواية عشق يحيي الفصل الرابع بقلم سلمي جاد 


باب الحمّام اتفتح

وخرج يحيى، شعره مبلول

لابس بنطلون تريننج غامق وصدره العريض العاري باين،

وبيبص لها بدهشة


ـ "ليلى؟!"

صوته جه حاد لكنه مش عالي.

ـ "إيه اللي بتعمليه هنا؟"


هي اتجمدت في مكانها، وشها احمر فجأة وهي بتهته:

ـ "أنا... أنا كنت بدوّر على حاجة... افتكرت إنها هنا... خبطت ومحدش ردّ فـ... فـ دخلت..."


مسك الفوطة من على الكرسي وحطها على كتفه

عينه لسه عليها بس صوته بقى أهدى شوية:

ـ "كنتِ فاكرة الأوضة دي فاضية؟"

ـ "أيوه... آسفة جدًا، والله ما كنت أعرف إنها أوضتك."


اتنفس بعمق وهو بيحاول يمسك أعصابه:

ـ "تمام، بس المرة الجاية متدخليش أي أوضة من غير ما تتأكدي."


هي نزلت راسها بخجل وقالت بسرعة:

ـ "تمام، مش هيتكرر تاني."

وبسرعة خرجت من الأوضة،

ودقات قلبها كانت أسرع من خطواتها وهي راجعة لأوضتها.


قعدت على السرير تمسك وشها اللي بيطلع حراره من الخجل وقالت لنفسها :

ـ "يا لهوي... يادي الفضايح!"


وفي أوضته، يحيى وقف لحظة،

باصص للباب اللي خرجت منه،

ابتسامة خفيفة طلعت على وشه رغم كل هدوءه…

“واضح إن وجودها في القصر مش هيعدي بهدوء.”

_________________________________


الصبح – على الفطار في القصر

الجو كان هادي، صوت الملاعق بيكسر الصمت كل شوية.

منال قاعدة على رأس الترابيزة، ويحيى قدام ليلى، وعمر قاعد في النص بيتكلم كعادته بثقة زايدة.


عمر وهو بيبص لليلى بابتسامة فيها دلال:

ـ شكلك لسه مش متعودة على فطارنا يا ليلى، عايزك تاكلي كويس.


ليلى بعدم ارتياح قالت وهي بتحاول تبتسم:

ـ متشكرة، بس أنا باكل تمام والله.


لكن يحيى كان مركز عليه بشكل واضح، بيحاول يخفي انفعاله، بس نبرته خرجت بحدة وهو بيقول:

ـ ليلى مش محتاجة حد يفكرها تاكل يا عمر… كل إنت يحبيبي شكلك هفتان.


الكل سكت لحظة. منال بصت ليحيى باستغراب، وليلى لمحت الغيرة في عينيه، فخدت نفس عميق تخبي بيه ابتسامة صغيرة طلعت غصب عنها.

__________________________________


في الشارع 

ضحى كانت ماشية بسرعة تحاول تلحق محاضراتها، عينيها مشغولة في الموبايل، بتحاول تكلم ليلى:

ـ ردي بقا يليلى عايزة أسألك هتحضري أول محاضره ولا لا .


وفجأة، صوت كلاكس عالي، وبعده صوت بيزعق:

ـ حاسبيييييي !


العربيه خبطتها خبطة كانت بسيطة، بس كفاية تخليها تقع على الأرض.

نزل الشاب بسرعة من العربية وهو بيقول بقلق واضح:

ـ يا دي المصايب اللي على الصبح! انتي كويسة يا آنسه؟!


ضحى وهي ماسكة رجلها بتألم:

ـ حضرتك شايف ايه !

 وبعدين كملت ومعالم الآلم على وشها :ااه رجلي شكلها اتكسرت.


 الشاب مد إيده عشان يساعدها تقوم ،ضحى اترددِت لحظة، بس مسكت إيده عشان تقوم، بس وجعها زاد وصرخت بوجع، فوقتها هو قرر بدون تردد:

ـ خلاص خلاص متتحركيش، أنا هشيلك احسن…


وفجأة شالها بخفة رغم اعتراضها وهي بتقول بتوتر:

ـ استنى يجدع انت بتعمل ايه !


ـ مينفعش تتحركي إحنا مش عارفين ايه اللي جرى لرجلك ..ولو اتحركتي حركه غلط الله أعلم ايه اللي ممكن يحصل. 

ضحى برغم وجعها الا انها كانت مكسوفه من الوضع ده خصوصا وهي قريبه بالطريقه دي من الشاب وضربات قلبها زادت .


الشاب فتح باب العربيه اللي قدام وهو مازال شايلها بين ايديه ،ركبها العربيةوساق للمستشفى بسرعة.


في القصر – في نفس الوقت

ليلى كانت بتجهز شنطتها عشان تنزل الكلية، والموبايل في إيدها، بتحاول تكلم ضحى. بعد محاولات كتير ردت 


_أيوه يا ليلى.


إيه يا بنتي انت فين اتصلت بيكي كتير ومش بتردي 


أنا كويسه يا ليلى .. أنا في المستشفى عشان عملت حادثة بسيطه 


عين ليلى اتسعت بخضة، وصوتها خرج بسرعة وهي بتكلمها:

ـ إيه؟! مستشفى إيه يا ضحى؟! إنتِ كويسة؟


ضحى بصوت مطمن:

_ بسيطة والله، بس رجلي اتكسرت


_ طيب اسم المستشفى إيه


_ مستشفى *****


 قفلت الخط بسرعة وهي بتقول لنفسها بقلق:

ـ أنا لازم أروحلها.


كانت خارجة من أوضتها بسرعة، ويحيى لمحها وهي مخضوضة.

ـ في إيه يا ليلى؟ حصل حاجة؟


ـ صاحبتي ضحى اتخبطت بالعربية وأنا رايحة المستشفى.


ـ تمام، هوصلك أنا.


ـ لا لا خلاص، ممكن أروح لوحدي…


ـ قلت هوصلك. (قالها بنبرة حاسمة)


سكتت لحظة وبعدين هزت راسها بموافقة.


_________________________________


في المستشفى

ضحى كانت قاعدة على السرير، رجلها متجبسة ،وشها باين عليه الملل، لحد ما الشاب اللي خبطها دخل ومعاه عصير.


ـ جبتلك عصير برتقال، عشان الكالسيوم والمناعة ومش عارف إيه كده يعني...


ضحكت بخفة وقالت وهي بتمد إيدها تاخده:

ـ متشكرة جدا .


قعد على الكرسي المقابل لسريرها وقال بودّ:

ـ الشكر على إيه؟ أنا اللي لازم أعتذر، خبطتك من غير قصد وقلّبت يومك فوق تحت.


ضحى ابتسمت بخفة:

ـ ما حصلش حاجة، أنا كويسة الحمد لله.


ـ كويسة إيه بس! ده انتي حصلك كسر مضاعف؟

ضحى ضحكت وقالت:

ـ خلاص يا سيدي، حصل خير.


ـ لأ، أنا مش هسيبك كده. من النهارده أنا مسؤول عن كل تحركاتك لحد ما تفكي الجبس.

ضحكت وقالت له بنبرة مزاح:

ـ يعني بقيت البودي جارد بتاعي؟


ـ بودي؟ آه، من النهارده هبقى البودي بتاعك أنا.


ضحكت وقالت :

ـ بس لايق عليك والله، شكلك شبه الحراس الشخصيين.

ضحك بخفة وقال:

ـ ما هو فعلاً أنا كده... أنا بشتغل ظاااـ


قبل ما يكمّل، الباب اتفتح فجأة وليلى دخلت بسرعة، باين عليها القلق:

ـ ضحى! عاملة إيه؟ انتي كويسة؟


ضحى بسرعة طمّنتها:

ـ أنا كويسة يا ليلى، متقلقيش، الدكتور قال كله تمام.


الشاب قام واقف وقال بودّ:

ـ متقلقيش يا أستاذة، دي بسبع أرواح ما شاء الله.


ليلى ابتسمت بخفة وقالت وهي بتحاول تهدي نفسها:

ـ الحمد لله.


ضحى بحب:

ـ بس يا ليلى مكانش له لزوم تيجي وتتعبِي نفسك.


ليلى ردت وهي تبتسم:

ـ مفيش تعب ولا حاجة... وبعدين ابن عمي هو اللي موصلني.


ضحى بفرحة قالت بسرعة:

ـ إيه ده! الظبوطه ..


ليلى على طول حطت إيدها على بُقّها وقالت بهمس متوتر:

ـ ايوه ياختي، هو واقف بره!


الشاب وجه كلامه لليلى وقال بودّ:

ـ حضرتك صاحبة ضحى؟


ـ أيوه.


ـ اسمك إيه؟


بس قبل ما يكمل، الباب اتفتح فجأة ودخل يحيى بسرعة، ملامحه متغيرة ومشدودة.

هو في الأول كان واقف برا، على أساس إن ضحى لوحدها في الأوضة،

بس أول ما سمع صوت راجل جوه بيسأل ليلى عن اسمها، الدم غلى في عروقه ودخل فورًا.


الكل اتفاجئ، وضحى بصتله باندهاش، لكن قبل ما تتكلم، يحيى وقف متجمد لحظة وقال باستغراب:

ـ زين؟! إنت هنا بتعمل إيه؟


ضحى وليلى بصوا لبعض مش فاهمين، وزين قال وهو مش مصدق:

ـ يحيى! إنت عرفت إنّي هنا إزاي؟

وبعدين لمّ الموقف بسرعة، وبنظرة واحدة فهم إن ليلى بنت عمه اللي كان بيحكي عنها.


ليلى باستغراب:

ـ إنتو تعرفوا بعض؟


يحيى رد بابتسامة بسيطة:

ـ أيوه... زين نقيب في القوات الخاصة زيي، وصاحبي من أيام الكلية .


ضحى بصت لزين بانبهار وقالت بخفة دمها المعتادة:

ـ يعني انت ظابط بجد؟ طب ما قلتش ليه من الأول بس.


بعد ما ليلى اتطمنت على ضحى واطمنت إن الدكتور قالها الجبس محتاج كام يوم راحة،

قعدت شوية جنبها، يتكلموا في كلام خفيف 


ضحى :

ـ خلاص يا ليلى، بلّغي عني للدكاترة إني في إجازة مرضي، واديهم صور الأشعة يمكن يعذروني.


ليلى ضحكت وقالت:

ـ حاضر المهم ترتاحي ومتتعبش نفسك وأنا كمان مش رايحة النهارده، دماغي مش رايقة 


يحيى بصّ لليلى وقال بنبرة هادية:

ـ يلا يا ليلى نتحرك


زين ردّ بسرعة قبل ما ليلى تقوم:

ـ أنا هوصل الآنسه ضحى بيتها متتقلقوش.


يحيى أومأ براسه وقال:

ـ تمام عن اذنكم ،والف سلامه عليكي يا آنسه ضحى


ضحى ابتسمت بخفة:

ـ الله يسلمك يا حضرة الظابط وشكرًا إنك جيت.


يحيى وليلى استأذنوا ومشيوا من المستشفى..وزين لف وقعد مكانه على الكرسي قصاد ضحى واتكلم بمراوغه :

قوليلي بقا انتي بتحبي الظباط ليه ....


______________________________

في القصر


منال كانت قاعدة في الصالون، قصادها ميادة وليندا.

منال كانت بتتكلم في الموبايل بقلق واضح:


ـ طمّني يا يحيى.


جالها صوت يحيى من السماعة، وراه صوت الهوا والطريق:

ـ أيوه يا ماما، إحنا في الطريق للقصر، متقلقيش.


منال اتنهدت براحة وهي تقول:

ـ الحمد لله، قلبي كان هيقع من مكانه لما ليلى خرجت بسرعة كده. خلاص يا حبيبي، هجهز الغدا عشان أول ما توصلوا نتغدى كلنا.


قفلت الموبايل، قامت من مكانها وخرجت من الصالون

أول ما الباب اتقفل، ليندا اتكلمت بصوت مليان غل:


ـ أنا مش هسمح إن اللي اسمها ليلى دي تخطف مني يحيى يا ماما!


ميادة بصتلها بنظرة كلها خبث، وقربت منها وهي تقول بنبرة باردة:

ـ متخافيش يا قلب ماما... مش واحدة جاية من دار أيتام هي اللي هتتجوز يحيى، وتكوش على كل اللي تعبنا عشانه.


ليندا عضّت شفايفها بغيرة:

ـ بس يا ماما، مش شايفة؟ من أول ما جت وهو مهتم بيها... ، وأنا اللي قصاده طول عمري، ولا كأني موجودة!


ميادة ابتسمت ابتسامة فيها سم، وعينيها لمعت بخبث وهي تقول بهدوء:

ـ سيبيها عليا... عندي فكرة، هتخلي يحيى بنفسه هو اللي يجري وراكي، وينسى ليلى دي خالص.


ليندا قربت منها، فضولها واضح:

ـ فكرة إيه يا ماما؟


ميادة غمضت عينيها نص غمضة، وضحكت بخفة فيها مكر:

ـ كل حاجة في وقتها يا حبيبتي... بس لما أبدأ خطتي، ليلى دي هتتمنى ما كانتش دخلت القصر من الأساس ..........


الفصل الخامس من هنا

تعليقات