رواية بين هذا وذاك الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد


 رواية بين هذا وذاك الفصل الرابع 

بعد ما الكل مشي كان باين عليها التغيير وانها بتتجنب الكلام معاه, وفي اخر اليوم بعد ما رتبت كل حاجة مع ام علي طلعت اوضتها وغيرت هدومها, وقعدت على الكنبة ماسكة موبايلها بتقلب فيه بزهق, كان هو كمان غير هدومها ووقف في نص الأوضة بيبصلها وهو حاسس بتوتر لانه معندوش تبرير لكلامه السخيف اللي قاله قدام صحابه, لكنه لازم يقنعها بأي حاجة تصلح الوضع شوية, خد نفس وقرب منها قعد جنبها فمبصتش له حتى, وده خلاه يقول بابتسامة متوترة:

-ياه للدرجادي زعلانة مني! 

كان متوقع انها مش هترد, لكنها بصتله وردت بهدوء:

-انا مش زعلانه, هزعل ليه؟

شك للحظة ان الموضوع مزعلهاش, لكن تصرفاتها باقي اليوم كانت بتثبتله ان فيها حاجة متغيرة:

-لا زعلانة, عشان يعني الكلمتين اللي مالهمش لازمة اللي قولتهم تحت. 

ابتسمت ابتسامة صفرا وهي بتقول:

-انتَ قولت اهو, مالهمش لازمة, وانا مابزعلش من الكلام اللي مالوش لازمة.

-اومال ليه من وقتها بتتجنبيني؟ 

رفعت كتافها وهي بترد:

-عادي, بسبلك حريتك اللي عاوزها, انا بس عاوزه اقولك حاجة يا حسام, ريان مش مكتفك ولا حاجة, لو انتَ حابب نبعد ماتشغلش بالك بريان, ريان ابنك في الآخر وانا عمري ما هسمح لأي حاجة تأثر عليه, وانفصالنا مش.. 

قاطعها وهو بيمسك كفوفها بلهفة حقيقية:

-إيه اللي بتقوليه ده؟! لا طبعًا, انا ماقصدتش كده.. 

اتنهد وهو بيكمل:

-رانيا انا عمري ما هفكر ننفصل, ولا هحب ده في يوم من الأيام, انا بس... انتِ مش قادرة تفهمي إن كل شيء لو زاد عن حده بيكون خنقة, يعني لو انتِ بتهتمي بيا زيادة عن اللزوم طبيعي هتخنق, ملهاش علاقة بأني بحبك او لأ, ولو اتجنبتيني خالص برضو هتخنق! 

يمكن كلامه كان صح, ويمكن اقنعها, لكن فعله معاها قدام صحابه واحراجه ليها مش هتقدر تعديه ولا تنساه. 

-وانا اتكلمت معاكي في الموضوع ده قبل كده, فاكره يومها قولتي إيه؟ قولتيلي اول مره اشوف حد بيكره الاهتمام والدلع, وانا عمري ما هبطل اهتم بيك, مافهمتنيش يومها ومحاولناش نوصل لنقطة تريحنا احنا الاتنين. 

اتنهدت وهي بتقول:

-خلاص يا حسام, حاضر هريحك من زني. 

ضرب كف بكف وهو بيبعد عنها:

-شوف انا بقول إيه وهي بتقول إيه, يا بنتي بقولك نوصل لنقطة تريحنا احنا الاتنين, مش تقوليلي هريحك من زني.

وقفت من مكانها بعصبية وقالت بغضب بيظهر عليها لأول مرة:

-ده قبل ما تحرجني وتكسر بنفسي قدام صحابك, قبل ما ترمي كلامك السم اللي قولته تحت, قبل ما تقول ان ريان رابطك يعني لولاه كان زمانك سايبني... 

لفت حوالين نفسها وهي بترتب شعرها لورا من انفعالها وبعدين وقفت قدامه وقالت:

-حسام يا ريت تسبني اهدى, انا حاليًا حقيقي مش قادرة اتعامل معاك, سبني اهدى ونبقى نشوف هنوصل لفين.

وسابته واتجهت لدولابها وشافها بتخرج شنطة سفر بتحطها على السرير, فراح ناحيتها وهو بيمسكها من دراعها تحت صدمته:

-انتِ بتعملي إيه؟

بصتله بدموع مش عارف من الغضب ولا الحزن:

-هروح اقعد عند ماما يومين اريح اعصابي.

هز راسه برفض:

-لا, مش هتروحي, انتِ عمرك ما عملتيها من يوم ما تجوزنا.

-انا حقيقي محتاجة اهدى و...

رد باصرار:

-اهدي وانتِ هنا, ماتسبيش البيت, مش انتِ اللي من اول جوازنا قولتي كده؟ قولتي مهما حصل محدش فينا يسيب البيت. 

بصتله بسكوت, فشال الشنطة رجعها الدولاب ووقف قدامها وقال:

-انا هسيبك تهدي, واوعدك مش هضايقك, لكن خروج من البيت لأ يا رانيا. 

وسابها وخرج من الأوضة, فقعدت على السرير ودموعها نازلة في سكوت والسؤال  الوحيد اللي دايمًا بيتردد جواها يا ترى مين فيهم الغلطان؟ وهل فعلاً في حد يغلط في اهتمامه بشخص بيحبه؟ 

---------------- 
في شقة صادق, وقت الفطار..
من وقت ما صحي وهو مانطقش بكلمة, ولا امبارح طول طريق رجوعهم من عند حسام نطق, ودلوقتي بيفطر في سكون تام, من غير ما يبصلها حتى, ورغم انها اتعمدت ماتعملش البيض المسلوق اللي بالنسباله ضروري على الفطار عشان يضطر يتكلم معاها إلا انه ماتكلمش! 
نفخت بزهق وهي بتحط كوباية الشاي قدامه بعد ما خلصوا فطار, فخدها من غير كلام. 

-هو انتَ هتفضل ساكت كده؟ 

بصلها باستفسار:

-في حاجة؟ 

-يا سلام! مفيش حاجة؟ هو انتَ اللي زعلان ومقموص؟ من امبارح مابتتكلمش خالص, رغم إن المفروض انا اللي ازعل واقلب عليك كمان, مش كفاية احراجك ليا قدام صحابك؟ 

رفع حاجبه بتهكم:

-احراجي ليكي؟ ده امتى ده؟ 

-اه لما قولت لهالة اه اسمعي منها هي خبيرة في التجاهل ده مش احراج؟ من امتى واحنا بنطلع خصوصيتنا بره قدام حد؟ مش كفاية سخافة صاحبك قدامنا؟ 

احتدت نبرته وهو بيقول:

-ماتتكلميش عن حسام, عشان كل مرة بتتكلمي عنه بتغلطي وبنتخانق. 

لوت بوقها وهي بتقول:

-حاضر مش هتكلم عن سيادة السفير, وده مش موضوعنا اصلاً, انا بتكلم عنك انتَ, ملاحظة إنك واخد جنب, رغم إن المفروض انا اللي اتقمص.

-على فكرة انتِ مأفورة, انا ماحرجتكيش ولا حد ركز في جملتي اصلاً عشان كانوا مركزين مع كلام حسام, كلمة واتقالت خلاص هتعمليلي عليها تحقيق! وإن كان على سكوتي فماعتقدش اننا مكناش بنبطل رغي عشان تستغربي سكوتي.

خبطت على رجليها بكف ايدها وقالت:

-انا مش عاجبني الوضع ده.

ضحك ضحكة سخيفة:

-إيه ده بجد؟ وده من امتى؟ 

ردت بعصبية:

-صادق ماتنرفزنيش, مش كل ما أقول حاجة تقولي من امتى, مش جديد علينا.. مبحبش الأسلوب ده.

نفخ بملل وسألها:

-عاوزه إيه يا سمر؟ انا مش رايق للحوارات دي على الصبح! 

بصتله بجنب عينها وقالت بزعل:

-مش رايق للحوارات دي! لا خلاص مش عايزه حاجة. 

وسابته وقامت, فرزع كوباية الشاي على الطربيذة وسمعت بعدها باب الشقة بيترزع جامد, فعرفت انه راح الشغل. 

وقفت على رخامة المطبخ وحاطه راسها بين ايديها ومش عارفة الحياة بينهم واصلة لفين. 

-------------- 
-كانت قاعدة غم, ياريتك ما عزمتنا امبارح ياخي.

قالها (صادق) بعصبية ووش باين عليه الغضب, فضحك (حسام) ضحكة صغيرة وقال بهم:
-انتَ كمان اتنكد عليك, والله معاك حق, كانت عزومة غم, آخر مرة هعزمكوا فيها.

-طب انتَ تستاهل يتنكد عليك, انا مال امي, ماكنتش كلمة اتنيلت قولتها.

بصلها بضيق وملامحه اتحولت:

-إيه تستاهل دي! مانا برضو ماكنتش اقصد. 

-ماتصيعش يا حسام, ماكنتش تقصد إيه!َ انتَ كنت عارف انتَ بتقول إيه كويس, بس انتَ ماكنتش تتخيل الموضوع يوصل لكده ورانيا تزعل, مش ماكنتش تقصد. 

مسح وشه بايده بزهق:

-انا فعلاً عكيت الدنيا, لدرجة انها كانت عاوزه تمشي.

-وعملت إيه؟ 

-حاولت معاها لحد ما قعدت, واضح انها فعلاً زعلانة اوي من كلامي امبارح, ومعاها حق, كنت دبش صح؟

رفع صادق حواجبه ورد:

-اوي. 

-بفكر اجبلها هدية. 

-رغم إني مش حاسس الهدية هتصلح حاجة بس حاول.

رد بثقة:

-لا انتَ مش فاهم رانيا بتفرح قد ايه لو جبتلها هدية. 

------------------ 
وصل للبيت في وقت بدري عن عادته, لكنه ملقهاش مستنياه في الصالون كالعادة, وكانت ام علي بترتب الصالون قبل ما تنام فسألها عنها:

-رانيا فين يام علي؟

-رانيا هانم طلعت من ساعة اوضتها بعد ما نيمت ريان ومنزلتش.

هز راسه وطلع لفوق وهو عارف انها اكيد لسه زعلانة, دخل الاوضة واتفاجأ انها نايمة والنور مطفي, فتح الاباجورة وقعد جنبها على السرير وهو عارف انها بتتصنع النوم, لانها مستحيل تنام قبل ما يرجع, حتى في كل خناقتهم قبل كده ماكنتش بتنام غير لما تطمن انه رجع واتعشى كمان.

-رانيا... حبيبتي انا عارف انك صاحية. 

لكنها مردتش, نزل راسه يشوف وشها لانها لما بتكون بتتصنع النوم عينها بترمش, لكن لاقى عنيها ثابته, ملامحه بان عليها الاستغراب وهو بيحاول يصحيها, وبعد شوية فتحت عينها بتبصله باستفهام فسألها:

-انتِ نايمة بدري ليه؟

ردت بهدوء:

-ريان عنده بارتي في الحضانة بكره وهروح معاه.

رغم استغرابه من ردها لأنها في العادة بتسهر عادي حتى لو هتصحى بدري لكنه قال بحماس:

-طب قومي كده عندي ليكي مفاجأة.

اتعدلت في نومتها وقعدت فحط بوكس صغير على رجليها, بصتله باستغراب:

-إيه ده؟

-افتحي وشوفي.

فتحت الرباط المزين للبوكس وبعدها فتحته فلاقت ساعة شيك اوي ومعاها انسيال بيلمع, بصتله:

-بمناسبة إيه؟ 

رد فعلها وتره اوي وخصوصًا انه مخالف تمامًا لردود افعالها في العادي, فرد:

-عادي يا حبيبتي, مش شرط يكون بمناسبة, دي هدية... واعتبريها عربون صلح يا ستي.

قفلت غطا الصندوق وحطته جنبها على الكومود, ورجعت باست خده وقالت بنبرة باردة:

-شكرًا يا حبيبي, جميلة, اتعشيت؟

بصلها بصدمة وهو مش مستوعب رد فعلها, ورد على سؤالها بتوهان:

-اه. 

هزت راسها بماشي ورجعت نامت وغطت نفسها باللحاف. 

فضل يبصلها بعد ما نامت وهو مصدوم في رد فعلها, في العادي كانت بتصرخ بحماس وهي بتشوف الهدية, وتلبسها في وقتها وتقعد تسأله لو حلوه عليها, وتقوم تحطها في مكانها المناسب باهتمام وعنيها مليانه فرحة زي الطفل الصغير, وترجع تفضل تحضن فيه وتبوس فيه ومية الف شكرا بتقولها في نفس اللحظة, وتوصفله قد إيه الهدية عجبتها.... فين كل ده؟ معقول زعلانة منه للدرجادي؟ دي حتى لما كانت بتكون زعلانة ماكانش بيكون  ده رد فعلها خاالص..

-وبعدين بقى!! 

قالها بحيرة وهو بيبصلها باسئلة كتير بتدور في عقله, وشعور بالضيق سيطر عليه.

----------------- 
-إيه ده؟ انتِ قاعدة كده ليه؟

قالها (صادق) بقلق لما فتح باب شقته ولاقى (سمر) قاعدة في الصالة, وكمل بقلق:

-في حاجة حصلت؟

ردت بهدوء وهي بتتحرك ناحيته:

-لأ, ليه؟

بص لساعة الحيطة وقال:

-الساعة 1 ونص, لسه صاحية ليه؟

ردت بتوتر:

-يعني قولت استناك عشان لو حابب تتعشى.

رفع حاجبه بذهول لكنه تمالك صدمته وقال:

-انا بتعشى مع صحابي بره. 

-وليه؟ يعني قصدي كل يوم بتتعشوا كلكوا بره؟

-لا مش كلنا, ساعات بجبلي اكل وانا راجع.

سألته بضيق:

-وليه يعني؟ مافيش ست في البيت تعملك عشا؟

قعد على الكرسي ورد:

-والله انا كل يوم برجع الاقي الست نايمة, فالمفروض اصحيكي؟ بوفر عليكي التعب وبجيب اكل من بره.

-على فكرة بيكون في اكل جاهز في التلاجة.

-انا مابفتحش التلاجة اصلاً عشان اعرف.

فركت ايديها في بعض وقالت:

-طب بعد كده حتى لو نمت هسيبلك عشا على الرخامة. 

-زي ما تحبي. 

حاولت تفتح معاه كلام تاني:

-هو انتوا ليه كل يوم بتسهروا بره؟

-يعني هنرجع البيت بدري نعمل إيه, الشغل بيخلص 8 أوقات. 

سألته وهي عارفه الإجابة من قبل ما يرد:

-مين بقى اللي بيسهروا؟ 

-انا وحسام, واوقات حسين بس مش على طول.

ردت بسخرية:

-اه طبعًا اللي طفشانين من بيوتهم بس اللي بيسهروا بره. 

بصلها بجنب عينه ورد..

تعليقات