رواية حكاية مريم الفصل الرابع بقلم مصطفى محسن
مريم شافت في انعكاس المراية اللي في الشباك وشّ "حسناء" واقف وراها، بيبصلها وبيضحك!
مريم اتلفّت وراها بسرعة… ملقتش حد.
قعدت على السرير وهي خايفة.
الباب خبط، والدكتور دخل كشف عليها.
بصلها وقال بلطف:
ـ "الحمد لله… انتي دلوقتي تقدري تروحي بيتك. بس أهم حاجة تنامي كويس وتاخدي العلاج بنظام."
وخرج وسابها.
بعد دقايق، مريم لبست وخرجت من المستشفى.
ركبت تاكسي وروحت البيت.
فتحت الباب لقت أمها قاعدة.
أمها قامت حضنتها وقالتلها:
ـ "حمد لله على السلامة يا حبيبتي."
مريم قالت:
ـ "الله يسلمك يا ماما… أنا هدخل أخد شاور وأنام شوية، عشان مكنتش عارفة أنام كويس في المستشفى."
وفعلاً، خدت شاور، ودخلت أوضتها ونامت.
الساعة اتنين بالليل… مريم صحيت عشان تدخل الحمام.
وهي ماشية في الصالة، النور بقى يطفي وينوّر لوحده، كأن حد بيلعب في المفاتيح.
قلبها بدأ يدق بسرعة. فجأة حست بحاجة سخنة جدًا مكان العلامة اللي على دراعها.
بصت… لقتها بتنور بلون أحمر غامق، كأنها جرح مولّع نار.
وسمعت صوت حسناء بس واطي جدًا وقال:
ـ "مريم… مريـم…"
مريم وقفت مش قادرة تتنفس.
قالت بخوف:
ـ "مين؟ مين انتي؟… حسناء؟"
الصوت رد:
ـ "أنا مش حسناء… أنا اللي كنت عايش جواها."
مريم قلبها كان هيوقف. الصوت قال:
ـ "صاحبتك ماتت من زمان… واللي رجع مش حسناء."
مريم اتصدمت:
ـ "ماتت إزاي؟! دي جتلي البيت، سلمت عليا وعلى أمي!"
الصوت ضحك ضحكة مخيفة وقال:
ـ "اللي جتلك البيت… مش حسناء."
والنور ثبت فجأة، والصوت اختفى.
مريم جريت على أوضتها وقفلت الباب، وقعدت على السرير وهي مرعوبة:
ـ "يا رب… إيه اللي بيحصلي؟!"
مسكت موبايلها واتصلت بالرقم اللي حسناء كانت مديهولها… لكن لقت الخط غير موجود بالخدمة.
قررت تتأكد اكتر، وفتحت حساب حسناء القديم على الفيسبوك.
ولقت بوست قديم من خمس سنين… الناس بتدعي لحسناء بالرحمة.
الموبايل وقع من ايد مريم، وهي مش مصدقة:
ـ "إزاي؟! إزاي أمال مين اللي جالي؟!"
الصوت رجع تاني وقال:
ـ "دلوقتي صدقتى يا مريم؟"
مريم بخوف:
ـ "طيب… انتي مش حسناء… انتي مين وعاوزة مني إيه؟!"
الصوت قال:
ـ "أنا راجع آخد حق حسناء."
مريم:
ـ "تاخد خق حسناء من مين؟! أنا عملتلك إيه؟!"
الصوت قال:
ـ "السر عند شيرين."
مريم قالت:
ـ "شيرين؟… أختي؟!"
الصوت اختفى.
مريم قررت تروح لأختها الصبح وبالفعل راحت.
خبطت على الباب… محدش رد.
خبطت تاني… برضه محدش رد.
بس مريم سمعت ضحك عيال من جوه.
وفجأة الباب اتفتح لوحده، مريم دخلت وهي مرعوبة.
الصالة كانت فاضية. على الترابيزة شمعة مولعة وجنبها صور ليا ولحسناء وشرين، قربت، ولمست الصورة… الشمعة طفت مرة واحدة، ونور الشقة كله نور.… فجاة لاقيت ايد بتتحط على كتفى لافيت بسرعة لاقيتها شرين.
مريم اتفزعت:
ـ "انتي خوفتيني! يا شرين انتى كنتي فين؟!"
شيرين قالت:
ـ "إيه اللي جابك دلوقتي يا مريم؟"
مريم بعصبية:
ـ "عايزة أفهم إيه اللي بيحصل!"
شيرين بصوت واطي قالت:
ـ "أنا هقولك الحقيقة… أنا السبب في موت حسناء."
مريم اتجمدت:
ـ "إيه؟! بتقولي إيه؟!"
شيرين قعدت تحكي وهي صوتها بيرتعش قالت:
ـ "من خمس سنين… حنان صاحبتي قالتلي إن جوزها عاوز يتجوز عليها. وخدّتني معاها عند واحدة اسمها الحاجة منيرة، بتعمل أعمال. أول ما منيرة شافتني، قالتلي: "انتي عندك أخت اسمها مريم." اتصدمت وقلتلها: "أيوة." ضحكت وقالت: "معمولها عمل عشان ما تتجوزش."
سألتها مين اللي عمله؟ قالت: "أقرب صاحبة ليها… حسناء."
أنا ماستحملتش. جبت عنوانها وسافرت الإمارات وروحت لحسناء. حصلت مشادة كبيرة بينى وبينها… السيـ/ـجارة اللى كانت مسكاها فى ايدها وقعت على الستارة، والنار مسكت فيها. أنا جريت… وسبتها جوه."
مريم حطت إيدها على وشها وقالت:
ـ "يعني حسناء كانت السبب في كل اللي حصللي؟!"
شيرين قالتها:
ـ "أيوة… بس اللي رجع مش حسناء. اللي رجع… اللي جواها."
مريم بخوف قالت:
ـ "يعني إيه اللي جواها؟!"
شيرين قالت:
ـ "لما رجعت مصر روحت للحاجة منيرة عشان افك العمل بتاعك يا مريم. الحاجة منيرة قالتلي: ليه عملتى كدة "اللي حصل مش هيعدي بالساهل. حسناء لما عملت العمل، الجِـ/ـن طلب منها يتجوزها وحقق رغبتها… وهي وافقت. انتى فتحتى باب مش هيتقفل أبداً يا شرين . والجِـ/ـن مش هيسيبك غير لما ينتقم منك."
مريم وقفت مصدومة، مش قادرة تنطق.
شيرين كملت وقالت:
ـ "أنا بقالي خمس سنين بعمل تحصين… عشان أبعده عني."
وفجأة… نور الشقة كله طفى.
وسمعنا صوت ضرب قوى على الباب… كأن هيكسره.
شيرين مسكت إيد مريم وقالت:
ـ "هي جت يا مريم… جت تدور على حقها!"
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم