رواية الحلم والقدر الفصل الرابع 4 والاخير بقلم منه السيد


رواية الحلم والقدر الفصل الرابع بقلم منه السيد

 

انا هروح المستشفى حالاُ، اشوف اي اللي حصل تاني وعاوزيني ف اي، ادعيلي يماما 

رحاب: قلبي معاكي يارب يكونو عرفو ان انتي ملكيش ذنب يبنتي ، روحي ف رعاية الله. 


يوسف كان واقف عند باب المستشفى، عينه على البوابة كأنه مستني ليلى.


بس فجأه شاف ليلى، داخله بخطوات مترددة، قلبه خبط في صدره كأنه شاف النور بعد عتمة طويلة.

قرب منها بهدوء وقال:

– "انتي رجعتي؟"

ليلي( بهدوء) جيت أشوفهم قالوا ان هما عاوزيني 

يوسف اتنهد وقال:

– "هو فعلاً حصل جديد، بس قبل ما أقولك، تعالي معايا لمكتب مدير التدريب."

– "خير يا دكتور؟

– "تعالي بس وهتعرفي.


دخلوا المكتب، ومدير التدريب كان قاعد ومعاه ورق في إيده، وشه جاد بس نظرته المرة دي فيها ندم مش قسوة.

بص لليلى وقال:آنسة ليلى، أنا عايز أقولك حاجه. 

ليلى بخوف:

– "خير يا فندم؟"

– "في واحدة من طاقم التمريض اتكلمت النهارده، وقالت الحقيقة."

– "حقيقة إيه؟"

– "إنها شافت مروة بنفسها وهي بتبدل المحلول بالغلط، بس خافت تبلغ ساعتها عشان كانت صاحبتها."

ليلى اتجمدت مكانها:

– "يعني انا مظلومه؟ 

يوسف قال وهو بيبصلها بعين فيها راحة:

– "أيوه، وده اللي كنت مستنيه يسمعوه منك."

مدير التدريب كمل:

– "إحنا استدعينا مروة، وحقّقنا معاها، واعترفت بكل حاجة… والنهارده صدر قرار رسمي بفصلها من المستشفى."

ليلى وقفت مش مصدقة، وقالت بصوت مبحوح:

– "سبحانك يا رب… كنت عارفة إنك مش هتظلمني."

يوسف بهدوء:

– "الحق عمره ما بيضيع يا ليلى."


في اللحظة دي الباب خبط، ودخلت مروة، عينيها حمراء من البكاء، وشها شاحب.

قربت بخطوات بطيئة وقالت:

– "ليلى، أنا… أنا آسفة. والله ما كنت قاصدة أأذيكي، بس كنت خايفة على نفسي."

ليلى بصت لها بحزن وقالت:

– "خوفك خلى ناس تظلمني وتكسرني، يا مروة."

– "عارفة، وعارفة إني خسرت كل حاجة، حتى ضميري."

– "بس ليه؟ كنتِ تعرفي إن الحق هيبان في يوم."

– "مكنتش بعرف أفكر، سامحيني لو تقدري.

ليلى سكتت لحظة، قلبها كان بيقول سامحي، عقلها بيقول لأ.

وبعدين بصت لمروة وقالت:

– "أنا مسمحاكي يا مروة، مش عشانك، عشان نفسي، عشان أقدر أنام وأنا مرتاحة قدام ربنا."

مروة انهارت في البكاء، ومدير التدريب قال بنبرة هادئة:

– "ما تزعلش يا ليلى مني، يمكن كنت قاسي في البداية، بس دي أرواح ناس ومسؤولية كبيره وإحنا كنا لازم نتصرف بسرعة."

ليلى بابتسامة خفيفة:

– "عارف يا فندم، وأنا مقدّرة، بس الحمد لله إن الحقيقة ظهرت."


مدير التدريب قال:

– "قرار الإيقاف اتشال، وهترجعي تدريبك من بكرة."

يوسف قال وهو مبتسم:

– "الحمد لله، كنت واثق إن اليوم ده هيجي."


ليلى:شكراً يا دكتور يوسف، لو مش كنت وراك، كنت فقدت الأمل."

يوسف:الحق بيقوّي نفسه، مش محتاج حد يدافع عنه."


خرجوا من المكتب، وليلى دموعها مش بتوقف، بس المرة دي دموع راحة مش وجع.

رجعت البيت، أول ما دخلت لقت أمها قاعدة ووشها متوتر.

رحاب قالت بسرعة:

– "مالك؟ في إيه؟"

– "عرفوا الحقيقة يا ماما، طلعت مش أنا السبب."

رحاب قامت وهي مش مصدقة، حضنتها وقالت والدموع في عينها:

– "يا بنتي الحمد لله… كنت بدعي ربنا من ساعت ممشيتي الحمدلله يارب 

ليلى ضحكت وهي بتعيط:

– "ربنا استجاب يا ماما، الحمد لله."

رحاب مسحت دموعها وقالت:

– "أنا آسفة لو ظلمتك أو شكيت فيكي."

– "كفاية إنك فرحانة بيا دلوقتي يا ماما."


وفي اليوم التاني رجعت ليلى المستشفى، كل الناس بتسلم عليها وبيعتذروا، الجو كله اتقلب.

يوسف كان مستنيها عند الباب بابتسامة بسيطة وقال:صباح الخير يا ليلى

ليلى: صباح الخير يا دكتور 

– "يوسف: الحقيقه يا ليلى كنت عاوز اقولك حاجه. 

ليلى بقلق. خير يدكتور 

يوسف بصراحه أنا عايز أتقدملك رسمي يا ليلى.

ليلى اتفاجئت وسكتت ثواني وقالت:

– "بتتكلم جد؟"

– "أكتر حاجة جد قلتها في حياتي."

– "طب… لازم أكلم ماما."

– "تمام، كلميها وقوليها تحددلي معاد أجي فيه.

– تمام 

--------------------------

رجع يوسف البيت، قعد مع أهله وقال لهم:

– "أنا عايز أتجوز بنت اسمها ليلى." 

والده بص له وقال:

– "مين دي؟"

– "بنت محترمة، بتشتغل في المستشفى معايا."

– "وأهلها؟"

يوسف اتنهد وقال:

– "أبوها مريض نفسي دا اللي عرفته من صحبتها بس انا ميهمنيش يكفي انها بنت محترمه وهأمن علي نفسي وبيتي معاها. 

الأم قالت بسرعة:

– "بس ازاي يبني طب لو غلطت هنرد علي مين؟ 

والناس هتكلم يايوسف واحنا عيله معروفه.

يوسف بهدوء:

– " انا واثق اني بختار صح يماما ونا ميهمنيش اي حاجه تانيه. 

– "الناس بتتكلم على أي حد، لكن اللي هيعيش معاها أنا مش هما."

سكتوا شوية، وبعدين الأب قال:

– "لو انت شايف إنها كويسة ومقتنع، توكل على الله."

يوسف ابتسم وقال:

– "ربنا يبارك فيك يا بابا."

____________________________________

ليلي: ماما دكتور يوسف قالي ان هو عاوز يجي يتقدملي وقالي خدي معاد من ولدتك 


رحاب: يفرحت قلبي ينور عيني الجمعه كويس حتى اكلم اخوالك يكونو معايا. 

ربنا يقدملك اللي في الخير ويديكي علي قد صبرك يبنتي. 

ليلى: بفرحه امين يارب. 

_____________________________________

وجِه اليوم اللي مستنياه، قاعده في الصالون قلبها بيخبط بسرعة، مامتُها بتوضب الحاجات.


يوسف دخل ومعاه والده ووالدته، الكل سلّم واتكلم بأدب واحترام.

الأب سألها شوية أسئلة بسيطة، والأم كانت بتبص لليلى بإعجاب وهي بتتكلم بهدوء وثقة.

اتفقوا علي كل حاجه ، والكل كان فرحان، حتى أهل يوسف حبو ليلى من اول تعامل وانها جميله وهاديه وواثقه من نفسها وباين عليها الاحترام. 

_____________

 يوسف قعد مع ليلى لوحدهم: 

يوسف: ينفع أسألك كذا سؤال يا ليلى؟"


ابتسمت بخجل وقالت:

ـ "اسأل يا يوسف."


قعد قصادها، وفضل ساكت شوية، وبعدين قال:

ـ "انتي طول الوقت كنتي بتتعبي وبتضحي، بس عمرك ما اشتكيتي.. ليه كنتي بتكملي كده رغم كل اللي حصل؟"


ليلى: لإني كنت مؤمنة إن ربنا شايف. حتى لو الناس ظلمتني، كنت متأكدة إن الحق هيظهر في يوم. وكنت دايمًا بدعي ربنا يرزقني راحة البال، مش أي حاجة تانية."


يوسف بصّ لها بإعجاب وقال:

ـ "وأنا لما شفتك أول مرة، حسّيت إنك مختلفة. مش عشان جمالك، لأ... بس عشان فيكي طمأنينة، كأنك بتطمني الناس من غير ما تتكلمي.


ليلى ابتسمت بخجل، وقالت:

ـ "يمكن عشان كنت محتاجة الطمأنينة دي لنفسي، فحاولت أديها للي حواليا."


يوسف قرب شوية، وقال بهدوء:

ـ "لو سألتك دلوقتي... إيه أكتر حاجة نفسك فيها من بعد كل اللي عدى؟"


ردت بابتسامة بسيطة وقالت:

ـ "نفسي أعيش في راحة... وسط ناس بتفهم يعني إيه رضا، ويعني إيه نحمد ربنا على القليل. نفسي بيتنا يبقى فيه سكينة، وقلبي يبقى مطمن."


سكت يوسف لحظة، وبصّ في عينيها وقال:

ـ "وانا نفسي أكون سبب في الطمأنينة دي."


ليلى اتفاجئت، بس ملامحها فضلت هادية، قالتله بهدوء:

ـ "ربنا يقدم اللي فيه الخير يا يوسف... يمكن ده يكون الخير اللي دعيتله من زمان."


ابتسم يوسف وقال:

ـ "وانا كمان دعيت، ويمكن ربنا استجاب لينا إحنا الاتنين."


سكتوا لحظة، والسكوت بينهم كان أدفى من أي كلام.

دخلت أم ليلى، وقالت بابتسامة:

ـ "جاهزين نقرأ الفاتحة؟"


بص يوسف لليلى، وابتسامته كانت كلها رضا، وقال في نفسه:

"ربنا يتمملنا علي خير. 

وهي ردت النظرة بدعوة صامتة في قلبها:

"اللهم اجعلها بداية طمأنينة مش نهاية خوف."


– "انتي كنتي دايمًا بتقولي عايزة حد ياخد بإيدك للجنة، فاكرة؟"

– "أيوه، كنت بدعي ربنا يرزقني بإنسان سوي، قلبه طيب وقريب من ربنا… يساعدني أكون أحسن مش أسوأ."

– "وأنا وعدك إنك مش هتلاقي مني غير الخير، هنبدأ حياتنا بطاعة مش بذنب."

__________________________

وفعلاً قراوا الفاتحة، وحددو الفرح بعد شهر.

قالت له ليلى وهي بتضحك:

– "مش عايزة فرح كبير، عايزاه بسيط، رقيق، أهم حاجة يكون في رضا ربنا."

يوسف:

– "يبقى فرحنا هيبقى أنضف من أي فرح، لا موسيقى ولا رقص، بس فرحة حلال."

– "وهنطلع عمرة بعد الفرح؟"

– "ده أول وعد بيني وبينك."


وجِه اليوم، الفرح كان في قاعة صغيرة، ديكور بسيط، أبيض ودهبي، والضحكة على وشوش الكل.

ليلى كانت لابسة فستان ناعم، مفيهوش بهرجة، عينيها بتلمع فرحة.

يوسف واقف جنبها، ماسك إيدها بهدوء، وقال لها بصوت واطي:

– "مش قولتلك ربنا بيكافئ الصابرين؟"

– "فعلاً، الصبر جميل، بس مكافأته أجمل لما تكون إنتي فيها."

ضحك وقال:

– "ومن النهارده هنبدأ صفحة جديدة، كلها طاعة."

– "اتفقنا يا يوسف، نحاول نعيش زي ما ربنا عايز."

– "وكل مرة نزعل أو نتعب، نصلّي ونسامح."

– "وكل مرة نفرح، نحمد ربنا."


بعد أسبوع، كانوا في مكة، وقفين قدام الكعبة، دموعهم بتنزل من غير كلام.

ليلى رفعت إيديها وقالت:

– "يا رب، زي ما جمعتني بيه في الدنيا، اجمعنا على طاعتك في الجنة."

يوسف قال:

– "آمين يا رب، دي أجمل بداية ممكن نحلم بيها."


وبصّوا لبعض، عيونهم مليانة حب وطمأنينة.

مفيش خوف، مفيش وجع، بس سلام وسكون.

صوت الأذان ارتفع، زي أول مرة في قصتهم…

بس المرة دي، كان الأذان بيعلن بداية حياة جديدة، مش وجع جديد. 

النهاية


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا


تعليقات