رواية سانتقم لكرامتي الفصل التاسع والخمسون
_ تضعنا الحياه دائما في اختبارات لا نريد الخوض فيها ، ولكن نخوضها
_ تجعلنا نواجه أشخاص فعلنا كل شئ لكي لا نقابلهم صدفه ولكن واجهنهم مره اخري بسبب قدرنا
في نهايه رحلتنا ننظر للخلف ونري أننا أقوي مما كنا نتخيل
_ لو علمنا بكل المواقف والتحديات والصعوبات لكي نصل لكنا سنصاب بالهلع والفزع ونقسم اننا لن نقدر علي المواجهة ولكن في نهايه المطاف واجهنا كل مخاوفنا ، جراحنا ، أشخاص سامه ، علاقات مؤذيه ، تألمنا ، تعلمنا ، نضجنا ، أصبحنا أشخاص غير الذي كنا عليها من قبل ، أكثر عقلانيه ، أكثر خبره ، اختلفت نظرتنا للحياه عن ذي قبل
لا يهم من ظل معك الي نهايه الرحله ؟ من خسرت ؟ من صدمت فيه ؟ من كان بجانبك وخالف توقعاتك ؟
لا يهم ولكن الأهم أنت
ذلك الشخص الذي تراه أمامك في المرأه كل صباح ، ذلك الشخص الذي تنهج روحه معك إذا شعرت بالسعاده يفرح معك بكل جوارحه ، وإذا حزنت يحزن من نياط قلبه ، ذلك الذي كان معك في أول يوم في الروضه ، اول يوم في المدرسه ، اول يوم في الجامعه ، اول مقابله عمل ، اول من تلومه ، اول من تجعل علي عاتقه كل شئ ، اول من تشكك فيه ، واول من تضمه في أحضانك عندما تكون وحيد
هو انت ، انت الذي تكمل رحلتك مع نفسك ، انت الذي تظل معها ، تصادقه ، تتحدث معها ، تعاتبه علي شئ
الجميع يقول ( الكنز في الرحله ) ولكن الحقيقه الذي لم يعرفها الجميع هو ( أنت الرحله ) أنت من تكتشف نفسك وتتعرف علي كل جوانبك ، ولك الاختيار تذلها وتخسرها وتكسب الآخرين علي حسابها ، أم تقدرها وتثق بها
®_________________________®
كان بسيط يقف في تلك الغرفه الذي يقطن به صاحبه ، ينظر إلي تلك المحاليل الموصله بيده ونظر الي ساعه يده تصل إلي الرابعه فجراً ، شعر بشخص يقف بجانبه
شهاب بجمود : حصل ايه ؟
بسيط : انهيار عصبي
شهاب : بقالك كتير هنا ؟
بسيط : ساعه ونص
شهاب : قولتلك بلاش ، كان كفايه كلام واحنا مع حسام ، ايه اللي خلاك تروحله تاني
بسيط : كان لازم يفهم أن كل ده ل مصلحته وأننا مخدعنهوش زي ما فاكر
شهاب وهو يشير إلي يوسف : و ادي النتيجة
بسيط بإنفعال : اعمل ايه يعني يا شهاب ، اعمل ايه أنا تعبت وزهقت من اللي احنا فيه ده ، ومش عارف هنخلص منه امتي ، قولي انت مزهقتش هنفضل مخبين عنه لحد امتي ، هنفضل محملين صفاء كل حاجه لحد أمتي ، عارف يا شهاب صفاء هي اللي المفروض تكون مكانه هي اكتر واحده معرضه للخطر فينا من اول ما بدأنا اللعبه دي كلها ومع ذلك مكمله عشان مين ، عشانه عشان ميتأذيش ، حتي لما دخلنا السجن كانت عينينا عليه وكان في أمان ، وأبوه وأمه بردو في امان لما سافروا من البدايه ، صفاء و جنه هما اللي في وش المدفع لأن ببساطه ليث يعرف يوصلهم في أي وقت واهي يا سيدي صفاء بعتت أختها عند اهلها ، يعني بقت لوحدها ، وانا وانت عارفين كويسين ليث عايزه يعمل ايه فيها وكل ده ولسه موصلناش للي يدينه وندخل السجن ، اعمل ايه ؟ اسيبه بقي يفتكر أننا خدعناه وأنه اتظلم واحنا الظالمين ، لا يا شهاب كان لازم يعرف كل حاجه ، لو مكنش معانا من الاول لازم يبقي معانا دلوقت ، وان كان بعيد عن مراته زمان لازم يحميها دلوقت ، فهمت
®________________________®
_ من اول اليوم سرحان في ايه مالك ؟
كانت دارين تقول تلك الجمله وهي تصب مشروب الشاي في الفنجان وتعطيه ل هيثم ، بعد ما انتهو من إفطارهم ، نظر هيثم لها والإبتسامه مازالت تزين وجهه ، أخذ منها الفنجان و وضعه جانباً ثم أمسك يدها وجلعها تجلس في أحضانه ، ينعم بتلك اللحظات وكأنه وُلد من جديد ، تأملت دارين ملامحه بأستغراب
هيثم : مبسوط اوي أننا مع بعض
ابتسمت دراين له وشعرت بالارتياح بعد جملته ، شعرت به وهو يضع راسه علي رجله وبحركه لا إردايه من دراين غلغلت أصابعها في خصلات شعره
هيثم : مكلمتنيش ليه يا دراين ، ليه فضلتي هناك ؟
دارين : كنت هروح فين ، وبعدين ما انا مكنتش اعرف عنك اي حاجه ولا انت ولا حتي فاكرني ولا لا ، وبعدين داده ألفت قالتلي مره نار روزي ولا جنه الشوارع
هيثم : وانتي صدقتي
دارين : عملت نفسي مصدقه ، علي الاقل كان في داداه ألفت تونسني كان في ناس حواليا ومش هبقي لوحدي ، كان في مكان انام فيه وشغل بعمله ، وفي آخر اليوم كنت بخرج في الجنينه اعيد حساباتي مع نفسي
هيثم : موحشتكيش ؟
دارين : وانت مفتكرتنيش ؟
تنهد هيثم ثم تابع حديثه : انتي متعرفيش انا كان فيا ايه ، ولا كنت حاسس بإيه ، مش هبالغ لو قولتلك اني اتكتبلي عُمر جديد ، ولما اتغيرت وقتها بس حسيت اني مكنتش عايش وان اللي كنت فيه ده كله سراب ، عمري اتسرق ومعملتش حاجه تنفعني فيه ، محستش فعلا اني بدأت اعيش الا من ساعه ما وصلت هنا وخطيت اول خطوه من الطياره ، أسست شغلي ، قربت من ربنا اكتر بطلت حاجات كتير ، وطلع في حاجات كتير اوي معرفهاش ، تعرفي اني مكنتش ناوي اجاي الحفله اللي روزي عملتها دي ، بس في الاخر جيت وحمد ربنا اني جيت
دارين : ممممم بس كان موقف بطولي اللي عملته ، فاكر
Flash back
لم يشعر هيثم بنفسه الا وهو يقذف ذلك الحامل المعدني التي تحمل دارين مما ادي الي خوف كلا من دراين و روزي واستغراب الجميع ، نظرت دارين الي هيثم نظرات ممزوجه بخوف و دموع ، ثم أمسك يدها وخرج بها الي سيارته لم يبالي بأي نداء أحد من حوله ولا حتي بنداء دارين ، لم يهدأ الا عندما جعلها صعدت الي سيارته و صعد هو الآخر و خرج من ذلك البيت بأكمله
كل ما يدور في عقله ، كيف كيف وافقت علي ذلك ، ما الذي أجبرها لتفعل في نفسها هكذا ، أوقف سيارته في مكان هادئ ، ونظر ل تلك التي تجلس بجانبه ، تنظر له بملامح مذعوره وتنقل نظرها في كل مكان
هيثم بهدوء : ليه ؟
دارين : هيثم انت ملكش حق انك تعمل اللي عملته ده ، أنا موافقه و راضيه و .....
هيثم بإنفعال : موافقه علي ايه ، علي انك تشتغلي خدامه وعند مين ، روزي اللي كلنا عارفين هي قد ايه بتكرههك ، حصل ايه ؟
دارين : انت ملكش دعوه ، ولا ليك حق تسألني الاسئله دي كلها ، قولي كده انت كنت فين مكنتش في البلد ودلوقتي راجع تحسابني علي حياه أنا اختارتها ، وبعدين مالها الحياه دي علي الاقل حياه نظيفه عن كل العك اللي كنت فيه ، لو فاكر يا هيثم اني هروح معاك علي بيتك زي ما كان بيحصل تبقي غلطان ، أنا توبت عن كل ده و .......
هيثم : هنتجوز
دارين بصدمه : نعم
أدار هيثم محرك السياره وشق طريقه الي وجهه يعلمها : زي ما سمعتي هنتجوز ، عشان مش انتي بس اللي توبتي عن اللي كنتي بتعمليه
دارين : قصدك
هيثم : قصدي هتعرفيه بس مش دلوقت
لم يأخذ الطريق اكتر من خمس عشر دقائق وكانو أمام مكتب مأذون شرعي ، دلفو وبدأو الإجراءات وتم كتب كتابهم وكان هناك مساعدين في ذلك المكتب استعان بهم هيثم ليكونو شهود ، وبعد دقائق صعدو الي سياره هيثم مره اخري
Back
هيثم : وهي دي حاجه تتنسي ، بس قوليلي محاولتيش تقابلي اي حد منهم
دارين : كفايه يا هيثم ، كفايه بجد لحد كده ، أنا خونتهم لما خد الفلوس وهما خدوها مني ، خلاص أنا مش عايزه اشوفهم تاني ، خلينا كده أحسن كل واحد في حياته ، صح
نظر هيثم له والابتسامه مازالت ع وجهه : بالضبط كده أحسن
دارين : بس انت مقولتليش ....... ( قاطع حديثها صوت جرس الباب نظرت له باستغراب ثم نظرت الي هيثم ) انت مستني حد ؟
هيثم : لا ، هقوم اشوف مين ادخلي انتي جوه
دارين : حاضر
( قام هيثم ليفتح الباب وجد أمامه شخص آخر من يتوقع أن يأتي له )
شهاب : حمد الله علي سلامتك يا هيثم
®_________________________®
ايه يا يوسف مش عارف مين دول ، لحقت تنسه شهاب وبسيط
(قام يوسف من علي مقعده وهو ينظر لهم بذهول ، اصدقائه كيف ، ولما الان ؟ هل تلك المده الاخيره في حياته كانت مؤامره بينهم ، أفاق من شروده وهو يري شهاب يقترب منه ويحضتنه ثم تبعه بسيط ولم يبدي يوسف اي رده فعل )
شهاب : عامل ايه يا يوسف ؟
حسام : يوسف ، بسيط يبقي ابن خالتي ، وعايزك تعرف انكم لما اتصاحبتم أنا مكنتش علي علم ب ده ، عشان بس متفتكرش أن صحوبيتكم انت وهو كانت مصلحه
بسيط : أكيد انت اتخنقت من المكان هنا ، تعاله نخرج ونتكلم
شهاب : مالك يا بني ده احنا بقالنا كتير مشوفناش بعض
وعند تلك النقطه تخلي يوسف عن صمته : كويس انك لسه فاكر ، كنتو فين من ساعه ما خرجت ، وايه اللي خلاكم تظهرو دلوقت
بسيط : يوسف ، في حاجات كتير انت متعرفهاش ، ومكنش وقتها خالص انت تعرفها كنت هتبقي في خطر و .....
يوسف : ودلوقتي جه الوقت اني أعرفها مش كده
تعجب حسام من تلك الطريقه الذي يتحدث بها يوسف : يوسف ، بسيط معاه حق ، في حاجات كتير كان من الاحسن انك متعرفهاش
يوسف : اه وايه كمان ، ومكنش ينفع معرفهاش ليه ، نوغه مش هعرف اتصرف ، ولا فكرني هجري علي باباي ومامي
شهاب بإنفعال : في ايه يا يوسف متتكلم عدل معانا ، احنا جينا عشان ...........
يوسف : ايوه ايوه عشان ايه ، قولولي عشان ايه ، تعرفوني الحقيقة ، تعرفوني انكم الابطال وانا الخايب
حسام : يعرفوك ب ليث اللي كان بيحوم حواليك أنت وأهلك من سنين ، يعرفوك إن كان ممكن تموت لاجل بس يوصل للي هو عايزاه
يوسف : والمفروض اخدهم في حضني واشكرهم وأقولهم مش عارف من غيركم كنت هعمل ايه ، مش كده ، أنا ماشي
بسيط : يا يوسف ، اسمع
( ولكن لم يستمع يوسف إلي ندائهم )
شهاب : سيبو يا بسيط ، هنتكلم معاه لما يهدأ مش دلوقت
بسيط : بس .....
حسام : شهاب معاه حق ، بلاش كلام دلوقت ، خلينا في اللي احنا فيه ، أنا لازم أرجع ل ليث تاني ، وانت استنوا يومين وابقو اتكلمو معاه
( كانت تلك المقابله تدور داخل عقل يوسف قبل أن يبدأ في فتح عينه من نومه ، ليصطدم نور قوي ليغمض عينه مره اخري ، ويحاول أن يقوم بفتحها مره اخري تدريجياً ، يشعر بثقل شديد و عدم إتزان إيضا ولكن تحامل علي نفسه وحاول أن يجلس بدلا من نومته ، شعر ب يد ما يساعده )
بسيط : عامل ايه ؟
نظر يوسف له قليلا : الحمدلله ، ايه اللي حصل ؟
بسيط : جالك إنهيار عصبي
يوسف : بقالي كتير ؟
بسيط : ٤ ساعات تقريبا
يوسف : وانت هنا ليه؟
بسيط : أسيبك لوحدك يعني ، وبعدين شهاب كان معايا بس راح يخلص مشوار وجاي تاني
يوسف : لا متخلهوش يتعب نفسه ( قال جملته وهو يحاول أن ينهض من علي الفراش )
بسيط بأستغراب : انت رايح فين ، انت لازم ترتاح
يوسف : ورايا شغل ، ثم إن ده مش وقت راحه
بسيط : يوسف ، صدقني كل ده كان ل مصلحتك ، احنا كنا بنحاول نحميك ، أنا كنت عايز اعرفك من الاول ، بس حسام والقياده كانو شايفين أن توتر العلاقه بينك وبين صفاء كان في صالحكم ، ع الأقل لما يبان قدام ليث انكم انفصلتو و صفاء مش عايزاك مكنش هيفرق معاه أنك تبقي عايش ولا ميت ، لكن لو كنت عرفت من الاول كان علاقتكم هتتصلح وبردو الخطر كله هيبقي عليك اكتر من اي حد ، ( اقترب بسيط من يوسف ووضع كفه علي كتف يوسف وهو يكمل حديثه ) صدقني احنا كلنا كنا حواليك ، احنا بس وهمنا ليث انك مش فارق معانا عشان يبعد عنك ، انت اول ما خرجت احنا كلنا كنا مستنينك ، فرج اللي كان معاك في الزنزانه احنا اللي خلانه يتصاحب عليك ، بيته ، الورشه ، الحاره كلها كانت مليانه ناس تبع حسام عشان يحرسوك ، صفاء ( وعند ذلك الاسم ألتفت له يوسف ليكمل وعندما رأي بسيط تلك رده الفعل ابتسم ) صفاء كانت اول واحده شافتك لما طلعت وفضلت وراك لحد ما وصلت الحاره ، وهي اللي كانت بتبعت زباين ليك علي الورشه ، كانت عارفه انك بتحب العربيات واي حاجه تخصها ، لكن بصراحه بقي كل اللي عملته معاك اول ما روحتلها كان من دماغها
ابتسم يوسف وشرد : كانت بتنتقم لكرامتها
بسيط : مطلعتش سهله بردو
يوسف بفخر : صافي الاسيوطي عمرك ما تتوقع ايه اللي في دماغها
( ظل ينظر بسيط الي صديقه في محاوله أن يعرف هل سامحه ام لا )
يوسف : بقي طلعت انت بقي ال boss والعقل المدبر اللي كنت بتلعب علي هيثم و دارين
بسيط : أنا غلبان يا چو
يوسف بسخريه : ايوه انت هتقولي ، وهما فين دلوقت
بسيط : هيثم سافر كان بيتعالج من إدمان ولسه راجع ، ودارين الدنيا دشملتها شويه ، بس في الاخر ربنا هداهم واتجوزو إمبارح
يوسف بإندهاش : بتتكلم بجد
بسيط : اه والله ، في بقي مفاجأة لسه عارفها من شهاب قبل ما يمشي
يوسف : خير
بسيط : دارين تبقي بنت عم شهاب
يوسف بصدمه : نعممم
®________________________®
مفاجأه حلوه اوي بجد
كانت صافي تقول تلك الجمله ل عمها و زوجه عمها للمره التي لا تعلم عددها ، من يسمع تلك الجمله يظن أنها تحلق في السماء من فرط سعادتها ولكن إذا نظرت الي ملامح وجهها والي توترها ، تظن أنها تريد ان تقول لهم ( أنتو جيتو ليه ) ، حسنا ف لنري وجهه نظر عمها
كامل : صافي يا حبيبتي ، دي عشر الآلاف مره تقولي نفس الجمله في خمس دقايق
صافي بتوتر : اااااا ..... اصل ...... اصلها فعلا مفاجأة حلوه اوي مكنتش متوقعها خالص ، ليه مقولتليش ، علي الاقل اخدكم من المطار وليه جيتو علي القصر هنا ها ليه ؟
( نظر عمها الي زوجته وملامح الاستغراب تعتلي وجه كل منهم ، حاولت صفاء أن تصلح ما قالته )
صافي : قصدي يعني ، بابا موحشكش ، يعني مش عايز تقعد في الشرقية شويه ، مع الخضره والهواء الطلق ، و السرايا السرايا موحشتكش ، ده حتي جنه قالتلي أن بابا جدد فيها عشانا وكده ، أنا هكلمهم واقولهم انكم هتروحلهم بكره تكونو ارتاحتو من السفر ولا أقولكم روحو من دلوقت اهو يبقي تعب ب تعب وترتاحو هناك
ظلت إلهام تتابعها بنظرات ثاقبه وتراقب كل أفعالها وحركاتها المفرطه وهي تتحدث : صااافي ، انتي مالك في ايه ؟
صافي : مالي ، ما أنا تمام اهو أنا بس عايزكم متزهقوش يعني اصل انا طول اليوم في الشغل وحتي جنه راحت عند بابا عشان زهقت أنها لوحدها ، فبقولكم يعني تروحو هناك عشان متزهقوش زيها وكده ولا ايه ؟
كامل : متأكده أن ده السبب بس
صافي : اه ، اكيد ، طبعا ، ايه هيكون اكتر من كده يعني
إلهام : هنحاول نصدقك ، المهم قوليلي إحم يوسف فين ؟
صافي : يوسف ... اه في الحقيقة...... يوسف بعته يخلصلي شويه حاجات كده
كامل : من إمتي ؟
صافي بخفوت : من أول إمبارح
إلهام : بتقولي ايه
صافي : النهارده الصبح
كامل : يابنتي احنا هنا من الصبح ومشوفنهوش
صافي : امبارح بليل ، امبارح بليل كلمته قولتله علي الشغل يخلصوا ولما يخلصو يطلع علي الشركه وبعد الشركه وراه شغل تاني ، يوسف أصله مشغول احتمال ميجيش قبل أسبوعين
إلهام بفزع : ايه ، أسبوعين
صافي : أسبوعين مين قال اسبوعين ، أسبوع انا قولت أسبوع
كامل : قدرتي تصبري السنين دي كلها مش هتقدري تصبري أسبوع
إلهام : معاك حق ، أنا بس كان نفسي أخده في حضني
ابتسم كامل ل زوجته ثم أخدها بين ذراعيها : هتشوفيه وتحضنيه زي ما انتي عايزه ، يلا اطلعي ارتاحي انتي دلوقت وانا هشوف اخبار الشغل مع صافي وأجيلك
إلهام بحزن : حاضر
( ظلت صافي تتابع حديثهم و تتابع صعود زوجه عمها أيضاً الي الأعلي ، ثم عادت بنظرها الي عمها الذي ينظر لها وهو يرفع أحد حاجبيه ، مما جعل صافي ترسم ابتسامه بلهاء علي وجهها)
صافي : اخبار صحتك ايه دلوقت يا عمي ؟
كامل : بصي بقي ، أنا بقالي كام سنه مجاريكي في كل اللي بتعمليه
صافي : ربنا يكرم أصلك
كامل : وبقنع إلهام بكلامك اللي انا اصلا مش مقتنع بيه
صافي : ربنا يعمر بيتك
كامل : ومش بس كده ، لا ده أنا هأخد إلهام ونسافر الشرقيه بكره ونقعد أسبوع ولا أسبوعين عما يوسف يخلص شغل ويجي هنا
صافي بفرحه : ينصرك دينك
كامل : بس قبل كل ده ( أقترب كامل بضعه خطوات و وقف أمام صافي وأمسكها من أذنها كالأطفال ) تقوليلي كل حاجه من طقطق ل سلامو عليكم كل حاجه يا حبيبه عمك من غير حوارات ولا لف و دوران
صافي بوجع : اي اي ، طيب حاضر ، سيب ودني بس
( تركها كامل و ظل ينظر لها )
صافي وهي تدلك أذنها : طب هنقف كده اتفضل في مكتبك ونشرب اتنين قهوه ولا ايه ؟
كامل بعدم أرتياح : نشرب قهوه ، ونتكلم في المكتب يا بنت اخويا ( ثم سبقها الي المكتب ، كانت تنظر صافي الي طيفه ثم همست) ماشي ، صبرك عليه يا بسيط انت وابن خالتك بتقولو ل يوسف علي الحقيقة من غير ما تعرفوني ، ماشي اما أشوفك بس واطمن علي يوسف ( قاطع حديثها مع نفسها صوت نداء عمها ) ايوه يا عمي جايه
®__________________________®
كانت هايدي تشعر بالملل الشديد ، ف منذ آخر حديث دار بينها وبين شهاب ، لم تري شهاب ، وأيضاً عمها كان متعب من بعد ما سمعه ، بالطبع شهاب لم يخبره بأي شئ ولكنه اخترع قصه ما وأقنعة والداه بها ، كل ذلك وكان حمدي مختفي تماما ، لا احد يعرف اين هو ، خرجت هايدي وذهبت الي النادي ، علي أمل أن يتغير مزاجها للأفضل ولكن ......
_ أنسه هايدي
( نظرت هايدي الي ذلك الشاب الواقف أمامها طويل نسبيا طوله يناسب جسده الرفيع ويتماشى مع بشرته البيضاء وخصلات شعره السوداء وعينها السوداء ولكنها حاده قليلا )
هايدي : مين حضرتك
_ طب ممكن اقعد ؟
هايدي : اتفضل
_ شكرا ، انا اسمي فارس
هايدي : اقدر أساعد حضرتك ازاي ؟
فارس بتنهيد : بصراحه كده ومن غير لف و دوران أنا عايز اتعرف عليكي ، عارف انك مستغربه أو شايفه اني بحاول اعكسك ، مش عارف هتصدقيني ولا لا بس بجد انا اول مره اعمل حاجه زي كده ، وانا مش كل اللي عايزه رقم والداك وهاجي اتقدم ونتعرف في حدود خطوبه
هايدي : بصراحه يا استاذ فارس أنا ، هو ظروفي متسمحش دلوقتي خالص الكلام ده ، ف أنا بعتذر لحضرتك
فارس : عشان متجوزه يعني
هايدي بصدمه : انت ....
فارس : هايدي أنا ضابط ، ضابط فين بالظبط مش هقدر اقولك ، بس انا عارف كل حاجه عنك ، اديني بس فرصه
هايدي : عارف ايه ؟
فارس : عارف ان جوازك من ابن عمك دي لعبه
هايدي : وعرفت ده من مين ، من شغلك بردو
فارس : لا ، من ابن عمك
هايدي : أنا ......
فارس : هفهمك كل حاجه ، بس ممكن الاول تجاوبي علي سؤالي
هايدي : اتفضل
فارس بتوتر : هو انتي .. في يعني مشاعر ل ابن عمك يعني ؟
ابتسمت هايدي علي توتره فمن الواضح أن اول مره يفعل ذلك طريقته ونظراته وكأنه مراهق : فارس أنا ، مش عارفه ايه اللي اتقالك بالضبط ، بس شهاب في واحده في حياتها وانا عمري ما شوفت شهاب غير ابن عمي ، الظروف بس أجبرتنا أننا نتجوز لأسباب خاصه
تنهد فارس بإرتياح بعد اعترافها أي أنه له فرصه في التقرب منها : طيب نبدا من الاول بقي ، بس وعد انك تسمحلي ب فرصه ( قاطع جاوبها صوت رنين هاتفه نظرت وجدته شهاب ، اعتذرت من فارس لكي تجيب )
هايدي : الو
شهاب : ممممم فارس اعترفلك بكل حاجه ولا لسه ؟
هايدي : شهاب ، أنا هقتلك ، أنا في موقف محرج جدا ومش عارفه اعمل ايه
شهاب : خدي نفس كبير واهدي ، ومتقلقيش فارس شاب كويس ويبقي صاحبي ابن خاله بسيط ، انتي عارفه بسيط مش كده
هايدي : ايوه
فارس : أنا معرفه علي الوضع كله هو اصلا جه اتقدملك ف كان لازم يعرف كل حاجه ، عايزك بس تسمعيه و تستحمليه شويه لحسن ده خام ولبخه شويتين ثلاثة كده
هايدي : حاضر
نظر شهاب في ذلك الوقت الي دارين التي كانت تبكي بحرقه داخل احضان زوجها وكان هيثم يحاول تهدئتها : وعلي العموم عاملك مفاجأة هتعجبك اوي
هايدي : مفاجأة ايه
شهاب : يابنتي روحي اسمعي كلام الواد الغلبان ده الاول وبعدين هقولك ، يلا سلام ومطوليش معاه
هايدي : حاضر ، سلام
( عادت هايدي لتجلس علي مقعدها مره اخري وكان فارس في انتظار جوابها )
اومأت هايدي له بالإيجاب ونظرت إلي الأسفل فهي تشعر بالتوتر والخجل : سامعك
ارتسمت الابتسامه علي وجه فارس فهو الآن سيخطو اول خطوه في تلك العلاقة بعد بحث طويل لمده خمس أشهر ليجمع معلومات عنها وعن عملها وأصدقائها والآن هو يشعر بتلك الفراشات التي تتطاير حولهم يشعر بها في معدته وكأنه سيحلق الان من كثره حماسه و فرحته
®________________________®
عندما انتهي شهاب من مكالمته ، جلس علي تلك الاريكه مره اخرى بعد ما هدئت دارين قليلا
دارين : انا عايزه اشوفها ، انا اسفه أسفه علي كل حاجه بس وحياه اغلي حاجه عندك خليني أشوفها
شهاب : هتشوفيها ، بس لما تهدي الاول
دارين : أنا هاديه اهو ، يلا نروح لها
شهاب : هي مش فاضيه دلوقت ، في واحد بيتقدملها ، سيبها تاخد فرصتها
هيثم : يتقدملها ، انت مش قولت انكم متجوزين
شهاب : جوازي أنا وهايدي كان ل غايه مش اكتر
دارين : طب و .... و .....
شهاب : عايزه تعرفي ايه عن ابوكي
دارين بإنفعال : متقولش ابويا ، ده باعني وحرمني من أمي وأختي ، ولسه عنده استعداد أنه يدمر أختي ده ميستاهلش يبقي اب
شهاب : متعرفيش كلامك ده ريحني قد ايه ، دلوقت بس هيبقي مرتاح لما اعمل فيه اللي انا عايزاه
هيثم : شهاب متدويش نفسك في داهيه عشان واحد ميستاهلش ، الفيديوهات اللي انت بتقول عليها دي كفيله تخليه يقضي اللي باقي من عمره في السجن ، وتطلق هايدي وكل واحد يعيش حياته
شهاب : مش بالساهل يا هيثم مش بالساهل ، ده قتل أمي ، وحرق قلب ابويا عليها وكان عايز يحرمني من ابويا كمان لولا ستر ربنا ، وفرق ام عن بنتها ، و .........
(قاطع حديثه صوت بكاء دراين للمره الثانيه ، مما جعله يتوقف عن الحديث ونظر الي دارين ف جلس علي إحدي ركبته ليكون في مستوى دارين )
شهاب بهدوء : داري ، بصراحه انا لسه مش مقتنع بفكره انك بنت عمي ، وإن جيتي للحق مش قادر اقتنع ان انتو الاتنين اتغيرتو واتجوزتو كمان
( نظرت دارين له بغضب وكأنها ستحرقه بنظراته )
شهاب : طيب خلاص هتأكليني في ايه ؟ بس تعالي نفتح صفحه جديده
دارين : لا جديده ولا قديمه يا شهاب ، أنا مرتاحه كده وكفايه لحد كده ، صعب أننا نرجع شله زي ما كنا كل واحد فينا اتغير وليه حياته وانا عملت كتير مش قليل وظهوري ليكم تاني هيجبركم انكم تسامحوني وانا مش عايزه أجبر حد ، شكرا انك عرفتي أن ليا أخت ، وانا وهيثم بعيد عنكم و عن طريقكم وصدقني كده أحسن ، أنا بس عايزه اشوف أختي ، ولو انت أحتاجت اي حاجه اكيد هعملهالك ، انت طلعت ابن عمي ، مش بس صديق من ايام الجامعه
شهاب : طيب يا دراين أنا هسيبك تفكري تاني ، والكلام ده ليك انت كمان يا هيثم ، بس المره دي هتبقي أصحاب بجد ، لا في غيره ولا نفسنه ولا حد عايز ياخد دارين من يوسف ( قال الاخيره بمزاح ، ف ابتسم ثلاثتهم )
هيثم وهو يخفي دراين بين ذراعيها : لا خلاص يا معلم دارين بقت معايا أنا
شهاب : مبروك ، ومبروك علي انك فوقت من اللي انت فيه ، وهسيبكم تفكرو تاني ، وهكلمك قريب عشان تشوفي هايدي يا بنت عمي
( ابتسمت دارين علي ذلك اللقب ، ف كان ذلك اخر توقعاتها ، حقا شهاب ذلك الشاب الذي كانت دائما علي خلاف معه ولا تتذكر انهم كانو كأصدقاء عادين الا مرات قليلة يصبح ابن عمها في ليله وضحاها ، ولكن كل يوم نعشيه في تلك الحياه دائما نتفاجأ بشئ جديد ، جيد ام سئ لا نعرف ولكننا يجي علينا التأقلم )
