رواية ادم عبد العزيز الفصل الخامس 5 بقلم مصطفى محسن

 

 

رواية ادم عبد العزيز الفصل الخامس بقلم مصطفى محسن

دخلنا المكتبة السرّية... الجو كان بارد جدا،وفيه ريحه كبريت على بلاستيك محروق.
النور كان فاصل، ففتحت كشاف موبايلي.

الرفوف طالعة لحد السقف، ومليانة خيوط عنكبوت.

مروة قالت بصوت بيرتعش:
"المذكّرات... كانت دايمًا في الدُرج اللي تحت المكتب."

مشينا سوا ناحية مكتب
عماد حاول يفتح الدُرج، كان معصلج... شد فيه جامد، لحد ما اتفتح.

كان فيه دفتر جلد أسود قديم.
مروة مدّت إيدها بخوف، مسكته.
فتحته... الورق لونه أصفر باهت، والخط مكتوب بإيد جدها "جلال"

بدأت تقرا بصوت واطي، صوتها بيتهز من الخوف:

"طقس الخلود... روحي ستظل حبيسة هذا القماش الأسود... تتغذّى على قوة من يرتديه... لن أكون ذكرى، بل سأعود... كل مرة، أقوى."

وأنا سامع الكلام ده، حسّيت ببرودة... مش برودة عادية، دي كأن حد حاطط تلج على جسمي.

وفجأة... النور الكشاف فصل، والمكتبة غرقت في ضلمة.
عماد طلع موبايله بسرعة وشغّل الكشاف!

عماد قال بصوت عالي:
"لازم نخرج من هنا فورًا!"

قبل ما نتحرك، سمعنا صوت جاي من ورا الرفوف...
صوت زي ضوافر بتجرّ على خشب.
وقفنا متجمّدين مكاننا، والصوت بيقرب... بيقرب أكتر.

عماد قال بصوت مهزوز:
"مين هنا؟!"

وفجأة... الكتب على الرف اللي جنبنا بدأت تقع واحدة ورا التانية.
كأن في حد بيوقعها بإيده.

عماد وجّه الكشاف ناحية الرفوف...
مفيش حد ...بس الكتب لسه بتقع لوحدها.

وفجأة... حسّيت بنفس سخن بيقرّب من رقبتي من ورا.
جسمي كله قشعر.
لفّيت ببطء...

ولقيت وش راجل واقف ورايا.
ملامحه مش واضحة... كأنه دخان أسود متشكل على هيئة راجل كبير، لابس نفس بدلتي، وعينيه سودا.

صرخت ووقعت على الأرض من الخضة.
عماد ومروة جريوا عليا.

"آدم! مالك؟!"
"وقعت ليه؟!"

قلت وأنا بشاور بخوف:

"كان... كان واقف ورايا!"

عماد قال وهو بيحاول يهديّني:
"مافيش حاجة يا آدم."

كنت هرد عليه... بس فجأة حسّيت البدلة بتشدّني من على الأرض.
مش أنا اللي بقوم... هي اللي بتقومني!

وقفت غصب عني، وعضلاتي بتتشنج.
إيديا اتحركت لوحدها، بتنفض التراب عن الجاكيت بحركة فيها غرور.

بصّيت ليهم... بس مكنتش أنا اللي ببص.
كان جلال المنياوي.

ابتسامة شريرة اترسمت على وشي، وصوته خرج من جوايا:

"البيت بيتي... والمكان مكاني... والضيف لازم يحترم أصحاب البيت."

عماد ومروة باصين ليا برعب.
عماد قال بخوف:

"آدم... ده مش أنت، صح؟"

ضحكة جلال ملأت المكان:
"آدم كان مجرد بوابة."

وصوابعه بدأت تطول وتتحول لمخالب سودا وقال:
"دلوقتي... جه وقت الترحيب."

المخالب كانت على وشك تلمس عماد...
بس مروة بدأت تقرا من المذكرات بصوت عالي، وهي بتترعش:

"ما يُفتح بالقوّة لا يُغلق إلا بالقوّة... والروح تعود لقيدها القديم... باسم البادئ والمنتهي، باسم العهد الأول... عُد إلى سكونك الأبدي!"

فجاة نور أبيض قوي خرج من الدفتر، ضرب في صدر ادم.
صرخ بصوت عالي.
وقع على الأرض بتشنج، وكان بيتلوي من الوجع.

عماد قاله:
"آدم! قاوم! اطرده برّه جسمك!"

بس صوت جلال بيصرخ جوا دماغه وبيقول:
"الجسد ده ملكي! مش هسيبه!"

جمعت كل قوتي، وصرخت من جوايا:
"اخـــــــرررررررج!"

البدلة بدأت تطلع دخان أسود ريحته كبريت محروق، لحد ما حسّيت روحي بترجع.
فتحت عيني، ولقيت عماد حاضني.

قلت له:
"جلال... انتهى؟"

هز راسه وقال:
"انتهى... و وانت رجعت يا آدم، الحمد لله."

وانا بقوم حسّيت البدلة خفيفة.
فكّيت الزراير وقلعتها، ورميتها على الأرض.
أول مرة احسّ إني بتنفس براحتي.
حضنت عماد،

ومروة قربت وهى بتعيط وقالت:
"أنا آسفة... آسفة على كل ده."

قلت لها:
"إنتي أنقذتي حياتي يا مروة، لولاكي كان زماني ضعت."

عماد بص للبدلة اللي على الأرض وقال:
"لازم نحرقها... ونخلص منها للأبد."

مسكها من الأرض...
وفجأة، مروة ضحكت.
ضحكة مختلفة... فيها غرور وانتصار.

وقفنا وبصينا لها باستغراب.

مروة قالت:
"مين قال إننا هنحرقها؟"

عماد قالها:
"قصدك إيه يا مروة؟"

مروة ضحكت وقالت بثقة:
"جدي كان عبقري... بس غلط لما اختار أجساد ضعيفة. زيك يا آدم."

بصّت لعماد وقالت:
"جدي كان محتاج جسد أقوى... جسد فيه ولاء."

عماد بص للبدلة اللي في إيده...
وفجأة بدأ يصرخ:
"إيديااااااااا! آآآآآآه!"

الخيوط السودا بدأت تلف حوالين دراعه، وهو بيحاول يرميها... بس مش قادر.
البدلة كانت بتلزق فيه أكتر وأكتر.

مروة قالت بهدوء وهي بتضحك:
"أنا مكنتش بساعدكم عشان أخلصكم من جدي... أنا كنت بساعد جدى عشان يلاقي الجسد الصح... زى جسد عماد."

وقفت مذهول، مش قادر أصدق قوتلها:
"إنتي... إنتي..."

هزّت راسها وقالت بابتسامة مرعبة:
"الأصل بيحن يا آدم... وماحدش بيقدر يهرب من نَسَبه."
وسلالة المنياوي هترجع تحكم تاني."

عماد وقع على ركبته، جسمه بيتنفض، وملامحه بدأت تتشوّه.
عينيه بقت سودة... وابتسامة غريبة ارتسمت على وشه.

بس مكنش ده عماد...
ده كان جلال المنياوي.
بس المرة دي... أقوى، وأشرّ من الأول.

بصلي بابتسامة كلها غرور وقال:

"شكرًا على الهدية... يا صاحبي."

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات