رواية لحظة تفاهم الفصل الخامس 5 والاخير بقلم منال كريم


 رواية لحظة تفاهم الفصل الخامس والاخير

: صوت ضرب نار أستر يارب 

=خدوا كل الفلوس و خلونا نمشي.

كان هذا صوت طه.

وضعت يدها على فمها و تبكي بشدة ، أما هو ركض إلى الباب الحديد و يدق عليه ويصرخ:ماما أنتِ كويسين.

جاء الرد من الغرفة المقابلة بنبرة عالية: أيوة يا حبيبي، العيال بخير اطمئن، أنت و ياسمين بخير. 

= الحمد لله.

صرخ مرة أخرى: بابا ،عمي أخباركم ايه.

أجاب عادل: بخير الحمد لله. 

سأل مصطفى: فين السواق.

فرد العصابة: خدنا العربية منه و مشي.

تنهد مصطفى براحة و قال: الحمد لله أنه بخير.

سألت بدموع: اومال ايه صوت ضرب النار ده.

ذهب إليها و أخذها في حضنه و قال : للتهديد يا حبيبتي.

انهارت من البكاء في حضنه، و لم تستطيع كتمان مشاعرها أكثر، منذ شهور و هي تتظاهر بالقوة و أنها من تريد الانفصال، لكنها لا تريد إلا هو.

اشتبكت في ثيابه و قالت بنبرة طمتقطعة من البكاء: أنت كاذب يا مصطفي و مش بتحبني، و عايز تبعد عني ، سمعتك لما كلمت عمو و قولت، لو مش العيال كنت طلقتها من زمان، قلبي وجعني اوي، أنا عارفة أني قصرت معك من بعد الولادة و مسؤولية الأولاد، بس غصب عني ، مش بمزاجي طول اليوم تمارين و مذاكرة و دروس، بجي على آخر اليوم مش قادرة أقف على رجلي تاني ،بنام من كتر التعب من غير ما حس.

لما سمعتك بتقول كده، غيرتِ على كرامتي علشان كده طلبت منك الطلاق و أنا مش عايزة كده، أنا بحبك، خلينا نحاول علشان نفسنا الأول و بعدين العيال.

طول الحديث يسمع بصمت و يمرر يده بحنان على ظهرها.

حضن وجهها بين يديه ،و من ثم وضع قبلة على جبينها ،و قال بندم و حزن: حقك عليا يا قلبي، حقك عليا على وجع قلبك، بعد الشر عليكِ من الوجع ، عارف أني غلطت بكلامي ده، و طول الليل ضميري وجعني علشان كلامي ده، بس قولته من زعلي منكِ لانك بعيدة عني، بقت كل حياتك الاولاد و أنا صفر على الشمال، كأني مش موجود ،حتي الاكل لو اتاخرت تأكلي مع الأولاد و أنا أكل لوحدي، كنت حاسس بالوحدة اوي، قولت كده من  حزني منكِ لأنك وحشني.

مسح دموعها و قال: تعالي نقعد.

تحركوا و جلسوا على الأريكة، و قال بهدوء: من وقت ما اتفقنا على الطلاق و أنا مش مرتاح، و فكرت كتير لقيت أنه حل غلط،و كل مرة اخترع حجة شكل علشان نأجل موضوع الطلاق.

الطلاق مش حل، الحل نفضل مع بعض و نحاول ندعم بعض، و نقدر الظروف،و نختلق للبعض الأعذار علشان نكمل في سعادة و استقرار.
في كتير زينا نفس المشاكل، و أكيد الحل مش في الطلاق.

: و الحل.

=لحظة تفاهم.

نظرت له بعدم فهم ،ليكمل موضحاً: في وسط الخناقة و أحنا مش طايقين بعض، نأخذ هدنة لحظة واحدة، و نتفاهم بالعقل يمكن تكون المشكلة على شيء تفه، يمكن مفيش مشكلة أصلا.

وضع قبلة على يدها و هو يقول: حبيبتي عارف أن مش بس أحنا اللي مضغوطين في الشغل علشان نوفر فلوس، أنتم كمان مضغوطين أكتر مننا و مطلوب من الست التزامات أكتر من الراجل.

يبقي نحاول نساعد بعض، يعني لو رجعت في يوم و أنا مخنوق ،بلاش تداخلي معي في جادل، و صدقني دقائق و أكون كويس.

و أنا أحاول برضو، انسي كل المشاكل برة البيت.

أكملت هي: و أنت مفيش حاجه لو ساعدتني في شغل البيت، أنا بشتغل أكتر من شغلانة ليك و ل اولادك من غير مقابل.

أبتسم و قال: عايزة مرتب.

أومأت رأسها بالموافقة و أجاب هو: من عيوني يا حبيبتي.

نظرت له بحب و قالت: المقابل حبك، حنيتك أنك تحس بي ، علشان أحس أني مش لوحدي.

أومأ رأسه بالموافقة ، و أكملت هي: بتحبني بجد يا مصطفى.

= بعشقك يا قلب مصطفى.

أبتسمت بخجل دون أجابة.

ــــ يعني خالص مفيش طلاق.

نظروا إلى الصوت كان صوت الجد.

نهضوا بصدمة و سأل: جدي بتعمل ايه هنا.

: هما خاطفوك أنت كمان.

قال الجد بسخرية: ايه الغباء ده يا ياسمين.

= فاهمني يا جدي في ايه.

قال الجد: أهلكم كلموني و قالوا على موضوع الطلاق و دي خطة مني علشان تقعدوا  مع بعض بعيد عن العيال و اي ضغط و تكلموا بهدوء و بعقل.

نظرت ياسمين إلى مصطفى و قالت بعصبية: أنت كنت عارف صح، و بتضحك عليا علشان اعتراف بحبي ليك.

نظر لها بصدمة و قال: عارف ايه يا مجنونة أنا زي زيك، و بعدين ايه الهبل ده، تعترفي بحبك بعد 
١٦ سنة جواز و بينا تلات عيال.

الجد: أنا قولت البت دي غبية.

همس مصطفى بصوت مسموع: علشان تعرفوا أنا متحمل ايه.

نكزته في كتفه بغضب.

تحرك الجد و هو يقول: يلا الكل مستني في البيت.

= يلا 

: أخرس خالص مش عايزة أسمع صوتك، و أعمل حسابك أنا  عايزة أطلق  برضو.

= لا يا حبيبتي بلاش تعملي فيا كده، أصل أموت من بعدك، أنا كمان مصمم على الطلاق.

صرخت بصوت عالي: أحسن برضو.

و تحركت من المكان و لكن    دعست  على حجرة و سقطت على الأرض ، ركض عليها، جلس أمامها و سأل: ياسمين أنتِ كويسة.

حركت رأسها بالنفي مع الدموع المتساقطة منها.

حملها و قال :متخافيش هتكوني كويس، أطلب من جدي يجيب دكتور.

تحدثت بدموع: ليه خايف عليا.

اردف بنبرة حادة: بطلي هبل بقا يا ياسمين أنتِ عارفة أني بحبك  و مفيش طلاق و لا نيلة.

اردفت بعصبية: نيلة، قصدك جوازنا نيلة.

قال بصوت عالي: بحبك يا سوسو.

و تبدلت من حال الى حال ، من هذه الكلمة البسيطة ،و أبتسمت بخجل دون أجابة.

و ذهبوا إلى منزل الجد قضوا وقت ممتعة ثم عادوا إلى منزلهم و هما متفقون على البقاء معنا مدي الحياة.

لم تنهي المشاكل، سوف يظلوا هكذا في شجار دائما على اتفه الأسباب لكن هذه حياة الكثير..

حياة واقعية ليس لها علاقة بالخيال.

أحيانا ناخذ القرار بدون تفكير، و أحيانا نكون لدينا واعي كافي.

من يريد النجاح في الحياة الزوجية، يجب عليه الصبر و السعي لأجل نجاح الزواج، لكن تجلس و نشاهد فقط دمار العلاقة هذا خطأ.

مصطفى و ياسمين كانوا  محظوظين بعائلتهم

لأن  يوجد عائلات تحرض علي خرب البيت، ظن منهم أنهم هكذا يساعدون.

لكن هذا لم يفيد ، الفائدة أن وسط كل مشكلة  ناخد لحظة تفاهم حتي نستطيع فهم الطرف الآخر.
و الافضل أن تكون المشكلة بين الزوج و الزوجة فقط، لا يعلم عنها أحد، لو فعلت ذلك سوف تنحل المشكلة.

تمت بحمد الله

تعليقات