رواية حارة العاشقين الفصل الثاني والسبعون
شقة 'أرغد' داخل غرفة مكتبه جاثية علي ركبتيها رافعة يدها اليمني فوق وجه تطلب منه الإنتظار:
-أنا قلبي مقبوض مش عارفه ليه يا أرغد
تبسم 'أرغد' ساخراً:
-يعني دي أول مأمورية
عدل من جلستها يضعها فوق فخذيه يقبل مقدمة رأسها:
-مفيش حاجة تخوف أدعي لينا أهم حاجة
-
شقة 'صافي' استغلت 'لميس' فرصة تواجده في الشقة بمفرده تنقر أظافر يدها اليمني فوق الباب تستأذن للدخول:
-ممكن أدخل
نفث دخان لفافة التبغ يضعها بين أصابع يده اليسري:
-أكيد لأ
سألته عن أسباب تلك الحالة:
-يوسف أنت بتهرب مني ليه
جلس على سطح الطاولة المستديرة المقابلة لها يرد عليها:
-و ههرب منك ليه
ما أن أقفلت باب الشقة طلب منها فتحه مرة أخرى:
-أفتحي الباب
دمعت عيونها وهي تسأله:
-أنت بتعاملني كده ليه
أخفض رأسه خجلاً:
-أنت هتبقي مرات أخويا يعني لازم يكون في حدود بينا
أومأت برأسها قائلة:
-أنت مش قلت هتفضل معايا لو أحتاجت لك
قلب عيونه وهو يرد عليها:
-لحد هنا و الكلام خلص زين موجود و أنا مش هخسر أخويا علشان أي واحدة
خرج من الشقة متوقف أمام باب شقة 'ليل' يطرق الباب فتح الآخر و علي شفتيه ابتسامة عريضة يرحب به:
-أدخل يا يوسف
ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه 'ليل' رؤيته حالة شقيقه سأله:
-مالك يا يوسف
طلب من 'غزل' تحضير وجبة العشاء:
-غزل حضري العشاء يوسف عندنا
تبسمت 'غزل' ترحب به:
-منورنا يا يوسف دقائق و العشاء هيكون جاهز
تبسم 'يوسف' يرد عليها:
-مش عايزة مساعدة
قهقهت 'غزل' تطلب منه الإنتظار:
-لأ طبعاً
سأله 'ليل' عن أسباب تلك الحالة:
-مالك يا يوسف
تنهد بضيق يطلب منه الإستماع إليه:
-أنت عارف أن مش بخبي عليك حاجة أنت و غزل
طلبت منه انتظارها حتي تأتي:
-أوعي تحكي حاجة لحد ما أجي
قهقه 'ليل' يسألها عن وجبة العشاء:
-فين العشاء نتكلم و إحنا بناكل
-
شقة 'عائلة الجبالي' داخل غرفة نوم 'سليم' جلست 'صافي' فوق السرير تكمل توقيع تلك الأوراق ليقاطعها دخول 'سليم' الغرفة يسألها:
-صافي هنام لسة بتشتغل
قلبت عيونها وهي تكمل توقيع تلك الأوراق:
-أنت مش بتنام في الأرض عايز أيه من السرير
طلب منها إختيار الألوان الخاصة بالشقة:
-يعني أنت مش هتختاري الألوان
تبسمت بعد أن تلاقت أعينهم تطلب منه الصمت:
-عندك الشقة أعمل اللي أنت عايزاه فيها علشان مبقاش مشيت رأي عليك و تبدأ خناقة جديدة زي كل يوم أنا بقيت بتجنب أشوفك
-
محاولة مداهمة باءت بالفشل طلب 'أرغد' من اللواء 'مهران' إخلاء المكان ليرد الآخر خوفاً عليه:
-مش هيحصل يا أرغد حياتك أهم سلم نفسك يا شاهين و أوعدك محدش هيقرب لك لحد ما تخرج
صدح صوت 'شاهين' من مكبر الصوت:
-خليهم يخلوا المكان يا مهران باشا و إلا هخلص علي أرغد باشا
قلب 'أرغد' عيونه وهو يرد عليه:
-سلم نفسك يا شاهين و أوعدك محدش هيقرب لك لحد ما تخرج أنت و أخوك
طلب منه الصمت واضع السلاح الناري في مقدمة رأسه:
-أنا هاخدك معايا لحد ما يخلوا المكان
-
شقة 'عائلة الجبالي' داخل غرفة الصالون طلب 'صخر' من أولاده الثلاثة التوقف خلفه قائلاً:
-سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة
قطع حديثهم صوت رنين جرس الباب دخل الخوف بداخل قلب 'صخر' :
-خير يا رب مين اللي جاي الفجر
خرج من الغرفة يفتح باب الشقة ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه رؤيته 'جيهان' متوقفة أمامه سألها:
-في أيه يا جيهان
دمعت عيونها وهي تخبره:
-أرغد عنده مأمورية و لسة مرجعش
احتضنها 'صخر' يربت علي ظهرها:
-الكلام ده من أمتي
انتحبت و هي تخبره:
-الكلام ده من الساعة 12 و كلمت زميل ليه قالي أن المهمة فشلت و أن اللي رايحين يقبضوا عليه تاجر مخدرات إسمه شاهين عملهم كمين و حصل ضرب نار بينهم
-
شقة 'شريفة' بينما خدشت أظافرها عضلات ظهره العاري مستمتعة لحظاتها الحميمية مع زوجها أبتعد عنها يستلقي بجسده فوق السرير بجوارها:
-ده أيه المزاج العالي ده يا باشا
مد يده اليسرى ياخذ لفافة التبغ الموضوعة فوق الكومود المجاور له يضعها بداخل شفتيه يشعلها بالقداحة:
-أنا علي طول مزاجي عالي معاك يا شريفة
استلقت علي بطنها واضعة كفها فوق خصلات شعره تسأله:
-أنا خايفة حد يعرف أننا مع بعض آسر فاضله أسبوع و ياخد إجازته من الجيش هقوله أنا في القاهرة بعمل أيه
قلب عيونه وهو يرد عليها:
-شريفة مش معني أننا متجوزين في السر أن أنت متبقيش معايا أنت مراتي و من حقك أبقي معاك صحيح ببقي شايل هم أنك لوحدك في الشقة لكن الحرس الحاجة الوحيدة اللي مطمناني
سألته:
-هو أنت بتبقي مبسوط مع صدف في السرير
زفر لعن تلك الحالة:
-شريفة بلاش الطريقة دي أنت عارفة أن بحبك زيها
قفزت من فوق السرير بعد أن أعترف لها بعشقه:
-أنت بتحبني يا باشا أول مرة تقولها
فصل لحظاتهم الحميمية صوت رنين هاتفه المحمول عدل من جلسته يأخذه
من فوق الكومود ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه رؤيته إتصال هاتفي من صديق عمره 'صخر' ضغط على زر الرد وضعه على أذنه ضعف صوته يسأله:
-خير يا صخر
قلب عيونه وهو يرد عليه:
-أرغد كان في مأمورية و اتعمله كمين
استقام 'باشا' من مكانه يسأله:
-يعني أيه اتعمله كمين و فين القوة اللي كانت معاه
دخل الخوف بداخل قلب 'شريفة' سألته:
-في أيه يا باشا
بينما أشار لها 'باشا' بالصمت تنحنح 'صخر' يخبره:
-اللي عمله كمين أسمه شاهين أنا في المستودع و مستنيك هتاخد وقت قد أيه و ترجع إسكندرية
ضرب مقدمة رأسه بالحائط:
-هاجي في طيارة خاصة أقل من ساعة هكون عندك
أنهي اتصاله الهاتفي مع 'صخر' يطلب منها الاستماع إليه:
-تحضري شنطتك هترجعي معايا إسكندرية في نفس الطيارة و صدف و البنات هخليهم يجوا بعدين
-
عينان كسولتان تحت الحاجبين تراقب الواقف علي بعد خطوات قليلة منه :
-دي ثاني مرة تحقنه أنت عايز تموته يا شاهين
ارتسمت علي شفتي 'شاهين' ابتسامة شيطانية :
-مش هيموت و لا حاجة أنا عايزه يبقي زبون الصنف
أنت أصلك منشفها علينا أوي يا أرغد باشا
-
