رواية حورية في الجحيم الفصل الثامن 8 بقلم إيمان الشربيني



 رواية حورية في الجحيم الفصل الثامن بقلم إيمان الشربيني




***خالد ***

كنت جالساً مع أمي وأبي أنتظر عدي علي أحر من الجمر وعندما أتي وجدتة يحمل حقيبة في يدة 

سألتة بلهفة _ماذا فعلت ؟ ماذا قالت لك؟

لكمني بقوة أفقدني توازني وهم أن يلكمني الأخري فصاح به والدي 

_عدي هل جننت !!

_ لا يا أبي لقد عقلت هذه اللكمة من أجل فتاة نقيه جرح كرامتها هذا الوغد..

لأول مرة أشعر بأنني ضئيل  أمام فتاة تحمل كل هذا الكبرياء والطهر ،

فتاة شامخة ترفض أن تهان أو أن يقلل منها أحداً .

قولت بصوت متخاذل

_عدي أرجوك أرحني.. ماذا قالت لك ؟

_ تمنت لك السعادة وتركت لك هذه الأشياء 

_هذا كل شئ!!

أومأ لي منهياً الحديث

حملت الحقيبة وصعدت إلي غرفتي 

أعادت لي الفستان كي تزيد من عذابي وتحرق روحي بفراقها

كم أنتِ قاسية يافريدة

دخل أبي وأنا أضم الفستان إلي صدري جلس بجواري علي الفراش ربط علي كتفي وقال 

_أفعل المستحيل ولا تضيع حبك فإن ضاع سوف تشعر بالندم طيلة عمرك ،لقد أحببت والدتك ولكن فرق القدر بيني وبينها وتزوجت من رجل أخر

بعدها تزوجت من أمرأة أخري بحثت معها عن الحب ولم أجدة ،وعندما علمت أن والدتك قد طُلقت قررت أن أتزوجها برغم من أنني كنت متزوج حديثاً وقتها 

لم يكن عندي أستعداد أن أفقدها مرة أخري. 


_وزوجتك الأخري ألا تري أنك ظلمتها ؟

_هي لم تحبني أبداً فكان زواجنا محكوم علية بالفشل ..طلقتها وتركت لها شقة كبيرة تعويضا لها، لا أريدك أن تمر بما مررت به، هذه الفتاة تستحق وإن كنت تريدها فأفعل المستحيل لأجل إستردادها

_كل الطرق مسدودة.. أنت لا تعرفها ياأبي

_أنت وحدك من يستطيع الوصول 

             

                   *فريدة **

تمر الأيام وأنا أحاول أن أثبت لنفسي أنني بخير من دونه لكني كنت أخدع نفسي وأخدع زياد معي سألتة في يوم هل لازلت تفكر بي فبتسم وقال 

_ لازلت أحاول ألا أفكر بكِ

_ ما رأيك أن تتوقف عن المحاولة 

كانت هذة الكلمات بمثابة موافقة مني علي الارتباط به رأيت السعادة تملئ عينية، 

شعرت بعدها أنني أسوء فتاة علي وجة الأرض

أتلاعب بمشاعر أقرب الناس لي 

من أحبني بصدق كي أنسي به من أحببتة بكل كياني ،أتت أروي لزيارتي بعدها بفترة 

لم أكن أعلم ما وراء هذة الزيارة إلا عندما أعطتني الهاتف وقالت 

_دكتور خالد علي الهاتف يريد أن يتحدث إليكِ

صرخت في وجهها

_لماذا تقلبين علي المواجع !! كنت قد أصبحت بخير لماذا تفتحي الجرح من جديد !!

_فريدة إعطيه فرصة أخيرة 

_لا أستطيع لقد وافقت علي الزواج من زياد 

نظرت أروي لي بصدمة وأنهت الإتصال مع خالد

_أنتي مجنونة كيف تفعلي هذا بنفسك وبخالد وبزياد!!  تصنعين بيدك تعاستكم أنتم الثلاثة وما ذنبة زياد فيما بينك وبين خالد كي تورطية في علاقة لن تنجح أبدا 

قلت بمرارة_هذا أكثر ما يؤلمني 

_فريدة عودي إلي عقلك قبل فوات الأوان 

خالد لا يستحق ما فعلتة بالغت كثيراً في رد فعلك 

وزياد يستحق أن يجد من تبادلة الحب .

تغيرت نبرة أروي في الجملة الأخيرة من المهاجِمة للعطوفة غريبة هذة الفتاة ،قولت وانا أتفرس بها

_هل هذا حب أم إعجاب

وقفت وكأنها تتهرب من سؤالي 

_فقدتي عقلك لا هذا ولا ذاك سوف أذهب الآن لقد تأخرت 

_إنتظري لأري زياد إن كان في شقتة سأجعلة يصطحبك بسيارتة 

_لا لا داعي سأذهب بمفردي 

_كما تشائين 

فضلت أن أجلس في حديقة منزلنا قليلاً كي أستطيع التنفس بعدما غادرت أروي شعرت بشئ يجثوا علي صدري شعرت بالحنين لخالد ..

داهمتني مشاعر كثيرة زادت من إختناقي 

أتي زياد من الخارج وجدني علي تلك الحالة، عندما رأيتة يبتسم لي إغرورق الدموع في عيني وركضت من أمامة صاعدةً لشقتي ،تأنيب ضميري كاد يقتلني هو حقاً لا يستحق مني ذلك 

حاولت أمي أستجوابي عن حالتي التي أصبحت مثل فصول السنة الأربعة 

سألتني بوضوح 

_ بماذا خططي أنتِ وخالد من أجل الزواج ؟

قررت ألا أفصح عن شئ مما حدث فقولت 

_لا شئ

_ماذا يعني لا شئ ؟

_إنفصلنا 

إندهشت أمي _وما السبب؟

_أعتقد أنه لايحبني 

قالت أمي مدافعة _لا أعتقد ذلك هو متمسك بكِ وهذا مابدي لي في مكالمتنا. 

تحسست قلادتي فلم أجدها نهضت بفزع

_أمي قلادتي لقد فقدتها

بحثت عنها في كل مكان كنت فيه شعرت بأنني فقدت خالد شعرت بالضياع بدونها  كدت أبكي 

دخلت شقة عمي أسأل سارة ما إن كانت رأتها 

فأجابت بلا 

خرج زياد من غرفتة واضع يدة في جيب بنطالة ينظر لي بوجوم وقال

_ لما كل هذا الحزن سوف أشتري لكِ أفضل منها  

قولت بصوت مختنق 

_ أريدها هي .

_هي لا تستحق أن تحزني عليها هكذا

أغرورقت عيناي بالدموع وكأنني أعترف بحبي لخالد أمامه

_لكنني أحبها 

أخرج يدة من جيبة وبها القلاد وقال بتعاسة بدت علي ملامحة

_تحبينها أم تحبي من تحمل أسمةُ بداخلها؟

أمسكتها سارة من يدة وفتحتها ونظرت لي بصدمه

_من خالد يافريده؟

أخذتها من يدها وصعدت إلي غرفتي جلست علي فراشي أضمها لصدري وأنتحب لم أعد أحتمل وجع قلبي بكيت حتي خارت قواي


كنت أريدك يا خالد أريدك بشده رغم غضبي منك هل تشعر بالأحباط مني الآن هل فقدت الأمل في رجوعي إليك،

تذكرت تلك الرسالة التي أعطاها لي عدي فأخرجتها من حقيبتي وقرأتها 


( فريدة ياروح قلبي وضياء عمري 

سأصلي وأستغفر ربي وأدعوه أن يغفر لي وأعاهدك أمام الله أنني لن أتذوقها بعد اليوم 

فأنا أدرك أنك لن تكوني لي إن تخلي الله عني 

فلتغفري حبيبتي ..

                     أستحلفك باللة لا تتركيني)


استشعرت الصدق في كلماتة لكني لازلت مجروحة منة ومصدومة من نفسي لما فعلتة مع زياد ؛قررت في الصباح أن أعتذر له مما حدث.. طرقت باب غرفته فأذن لي بالدخول 

تعلقت نظراتة بالقلادة علي صدري

قلت مراوغة كي أفتح معة حوار

_ الازلت تسمع كاظم 

_انا كما أنا يافريدة لم يتغير في شئ سوي قلبي الذي فقد إيمانة بكِ

صمت لفترة كأن الكلمات قد هربت مني 

أسمعني أغنية كاظم

لو أننا لم نفترق 

لبقيت بين يديكِ طفلا عابثا

و تركت عمري في لهيبك يحترق

لا تسألي العين الحزينة، كيف أدمتها المقل

لا تسألي الطير الشريد، لأي أسباب رحـل

رغم الرحيل، ورغم ما فعلت بنا الأيام

قلبي لم يزل، يحيا وحيـدا بالأمل

أنا يا حبيبة كل أيامـي، قتيـلـك فـي الهــوى

كنا نعانق في الظلام دموعنا

والقلب منكسر من العبـرات

هذه النهاية لم تكن أبدا لنا

هذه النهاية قمة المأساة 


تذكرت ماحدث بيني وبين خالد فبكيت بشدة حتي أشفق علي أمسك يدي 

_إهدئي يافريده لا أتحمل أن أري دموعك 

قولت وأنا أنتحب 

_تحملت الكثير مني يازياد لكن قلوبنا ليست ملكنا لتحب مانختارة بل هي من تختار من نحب 

رأيت سحائب الحزن في عينيه وهو يقول

_عشقتي أخيراً يا فتاة الثلج 

_اقسم إن كان الحب بإرادتنا لكنت أخترتك أنت ..أنت أنبل إنسان رأيتة في حياتي

أرجوك سامحني يازياد لم اقصد ان أتلاعب بمشاعرك 

_ لا عليك أنا معتاد علي الصدمات لا أحد يأخذ كل ما يريد أريدكِ فقط أن تكوني بخير .

قولت مغيره دفه الحديث

_تعرف قالت لي عرافة في باريس أنني لن اسعد مع من أحب إلا إذا طلبت منك الصفح 

_إذاً لن أصفح 

ضربتة علي كفة وضحكنا 

أتت سارة

_الله الله تضحكون من دوني..

هيا أخبروني هل اتفقتم علي الزواج ؟

تجهم وجهي وصمت 

فقال زياد بمرارة لم يستطع إخفائها

_إتفقنا علي ألا نتزوج أبداً 

صاحت به سارة _ماذا !!

فقال جملتي الشهيرة 

_أعتقد أن رباط الأخوة أقوي من رباط الزواج 

تعرفين أن سقراط قال

"مسكين الرجل إنه يقف حائر بين أن يتزوج أو أن يبقى عازباً وهو في الحالتين نادم"

قالت سارة _لكنك تحب..قاطعها قائلا بحزم

_سارة لا تتدخلي 

ثم أكمل بمرح زائف ما رأيكم في الذهاب للسينما غدا رحبت سارة بالفكرة بينما أنا كنت منشغلة بتحليل ما يشعر بة الآن


            * خالد **

فقدت عقلي عندما سمعتها تقول لقد وافقت علي الزواج صرخت بكل قوتي في الهاتف 

إياك أن تفعلي يافريد ..إياك أن تفعلي ،

أتي عدي علي صوتي وأخذ مني الهاتف 

_خالد الخط مغلق أهدأ هي لا تسمعك

_ستتزوج من غيري ياعدي لم تكن تهدد كما توهمت 

ماذا أفعل لو فعلتها هذة المجنونة !! ماذا أفعل إن أصبحت زوجة لرجل غيري !!!

_إذهب إليها 

_كيف؟ أنا لا أعرف عنوانها 

_خالد مابك هل توقف عقلك خذ عنوانها من صديقتها أروي ولا تخبر أحداً هنا أنك ستسافر إلي مصر 

_لماذا ؟

_والدك سوف يرفض هو لا يريد أحداً منا السفر لمصر ولا أعلم لماذا

حجزت علي أول طائرة متجهة لمصر وكلي تصميم وتحدي أنها لن تكوني لغيري مهما كلفني الأمر،



الفصل التاسع من هنا

تعليقات