رواية هيلين الفصل التاسع 9 بقلم هنا محمود

 


رواية هيلين الفصل التاسع بقلم هنا محمود



برأسها الكثير من الأسئلة ...هل تم قتل شقيقتها؟!..
كيف ذلك؟..و مَن الفاعل؟.....

تشعر بالذنب لموت شقيقتها روما ماتت و هم علي خلاف تُحاول التكفير عن ذنبها ...

وافقت في استمرار زواجها من "ايدن" لعلها تكشف سر موت "روما"...

زفرت انفاسها بثقل يومين قد مرو لم تعود للقصر تقتن بذلك البيت الغريب عَنها صُحبة ....

_مساء الخير ...

صوت الخشن قد افاقها من شرودها فقد عاد من الخارج لكنها لم تعطيه إهتمام مازلت شاردة ...

اغتاظ من تجنبها له لكنه تمالك ذاته ليحاول فتح مجال للحديث صُحبتها..:
_بقالك يومين مش بتروحي الجامعة ليه؟...

رفعت عينيها لترمقة ببرود و تعاود مُراقبة الإشجار من خلف قضبان الشُرفة ، جلس امامها بغيظ ..:
_مش بكلمك؟...مش بتردي ليه؟...

جز علي اسنانة بغيظ مِنها ليباغتها بسحبها من قدمها ، شهقت بصدمة و هي تحاول الإبتعاد لمنع اي تلامس بينهم...

هي تنفر مِنه و ذلك يغضبة ، ليسألها بهدوء زائف..:
_انتِ بتحبية؟....

كادت ان تجيبة بتعالي لكنه ضغط علي ساقها محذرًا اياها..:
_من غير كدب ، في حاجة ورا خطوبتكم مكنتش بالحُب فا جاوبي علي سؤالي....

قطبت حاجبها بسخط من فظاظة في الحديث ، لتتحدث بتعالي..:
_و انتَ مالك بحبه ولا لاء؟...و بعدين ده خطيبي اكيد بحب...

بتر حديثها حينما و ضع كفه علي ثغرها حابس كلماتها بين كفة ، هو يحاول تمالك غضبة لكنها تستفزة!...

نفر انفاسة بضيق لتصطدم بنقاء بشرتها ، كان يشد علي كُل حرف يخرج من ثغرة مُحذرًا أياها ..:
_مبقاش في هو خلاص ، في انا بَس ...في جوزك...

ارجعت رأسها للخلف بنفور من حديثة..:
_مؤقتًا مراتك لفترة مؤقتة و هبرر موقفي لچاك...

استقام متجاهلا حديثها ببرود ظاهري..:
_يلا عشان نجيب روبين من المدرسة...

ابصرتك بدهشة..:
_نجيب روبين ؟!...انا و انتَ؟...

اكد لها و هو يمد كفة ليعاونها علي النهوض..:
_روبين بيحبك تخدية من المدرسة و انا هروح معاكي...

رفضت مساعدة لتنهض بمفردها ، تشعر بالملل لبقائها بالمنزل لا ضرر من بعض التنزه ...

___________

ارتدت ثوب بلون الزهري يليق ببشرتها قد وجدتة علي الفراش هو من أحضرة!...

تقف امام المرآة تتحسس ثوبها هو يليق بِها ، تَذكرت طفولتهم كان يحضر لها كُل ما تحتاج لتتشابه مع بقية التلاميذ ....

لم تستطع غلق السحاب ، انتفض بدنها بفزع حينما احست به خلفها !..، لم تدرك متي قد دخل للغرفة؟!...

عيونهم قد تلاقت لثواني في انعكاس المراة ....رفع يده بروية ليغلق السحاب ....شَريط ذلك اليوم قد مر عليها دخول شقيقة للغرفة و اتهامة بالباطل الضرب الذي تلقاه علي يد جده و سفر للخارج اسفل بكاء والدته....

كيف رأها والدها بالتبني وصمة عار بالنسبة له و تعنيفها علي يد "چيسكا" ، عُقدة الذنب تٍلك لم تستطيع التخلص مِنها ....

ترغرغت عينها بدموع الآلم ، لتنهمر دموعها و هي تتابع انعكاسة المعلق علي سحابها...

التفت له و هي تبكي بصمت لتنبس بأسف حقيقي..:
_انا اسفة ..

قطب حاجبه بتعجب للتابع بغصة..:
_مكنتش اتمني ان حياتك تبوظ كده ، ان..ا السبب

و هُنا قد فهم مقصدها قد زارتها ذكري الماضي لتشابة المواقف ، هي تبكي لأجلة و هي قد تعرضت للآذي مثلة هو عَلم كِل شئ مِن شقيقها بالتبني ...

رفع يدة ليتحسس و جنتها بخفة ..:
_اهدي ، خلاص ....الي حصل حصل ...المهم الحاضر مش الماضي ...صدقيني لو قولتلك ان سفري كان احسن حاجة حصلتلي في حياتي....

ابتعد عنها ليحضر المعطف الذي احضرة لها ، حاوط بة بدنها ليردف بهدوء و هو يعدل خصلاتها..:
_انتِ ملكيش ذنب كُنتِ طفلة و اتأذيتي زي...

حديثة كمثل الثلج علي قلبها قد برد نار ضميرها التي نهشت بها طول تلك السنوات ، عيونها لم تكن مصدقة لحديثة ..:
_بس الي حصلك كان بس....

قاطعها و هو يمحي دموعها بخفة..:
_محدش لينا كان ليه ذنب ، هما الي اذونا ...

اغلق معطفها ليسترسل ببسمة..:
_يلا عشان منتأخرش علي روبين...

اومئت له و هي تمحو دموعها لتسير خلفة ....

_____________

تجلس جوارة تتابع قيادة بهدوء لم تتخيل بيوم من الأيام أن يعود و يكون زوجها حتي لو لفترة مؤقتة..

بداخلها فيضان مِن المشاعر ، هو كان حُبها الأول من احبة بصمت و انتظرت عودته فقد للإعتذار مِنه ....

اعادت انظارها نحو الشرفة ليلفتها رجل يسير صُحبة فتاة يُمسك كفها و هي تضحك له برقة ....اتسعت عيناها ما أن رأته وجه الرجل كان چاك!....

قاطع شرودها "ايدن"... بعدما لاحظ شرودها..:
_بتبصي علي ايه؟...

ناظر مكان شرودها ليري "چاك" ، شد علي مقبض السيارة ....أهي حزينة لرؤية ؟...أ كانت تحبة؟...

_انتِ بتحبية ؟...

نفت له لتخاطبة لاول مره منذ عودة عما بداخلها..:
_مش بحبه الحُب ده ، چاك كان معايا في كُل حاجة عارف ايه بيوجعني و ايه لاء ، عارف اني كنت عايشة و حاسة لتأنيب ضمير من ناحيتك بيخليني منمش الليل ، كُنت بحرم نفسي من اي حاجة ممكن تبسطني علي اساس اني كده بعاقب نفسي....هو عارف كُل ده و في الاخر حاول يحسيني بالذنب من نحية و هو عايش حياتة؟!....

زفرت بضيق و هي تفرك و جهها بإرهاق لتتابع..:
_شكلي حطيت ثقتي في الشخص الغلط...

جزء بداخلة شعر بالسعادة من حديثها ، هو سعيدة انها لم تعد تثق به بعد الان...لكن لم يعجبة حُزنها بسببة....

ترجلت من السيارة لتحتضن "روبين" ببسمة بشوشة لتسأله ..:
_عملت ايه النهاردة؟...

اجابها بملل..:
_ولا حاجة...

ضحكت بخفة علي اجابة فهو يكرهه المدرسة ، اقترب "ايدن" مِنه ليحملة اسفل أعتراضة..:
_مالك مكشر ليه بس ؟. امال هتعمل ايه لما تكبر ...

رغم شعوره بالضيق من عمة يخاف الوثوق به فيخذلة كوالدة ألا أنه يشعر بالأمان لوجودة!....

اراح " روبين" راسه علي كتف عمة بصمت ، تابعت ذلك المظهر بحب ...كم تمنت ان يكون هو والده ....

______________

تجلس علي الاريكة تضم ركبتاها له تحتضن بدنها ، شاردة بأفكارها ...لا تعلم ما القادم يستحيل ان تعود لذلك القصر بعد ما حَدث...

تريد السفر و الفرار لكنها لا تقوي علي ترك "روبين" ، تُفكر بقاتل "روما " و زواجها ...العديد من الاسئلة...

_قاعدة كده ليه؟...

التفت له ببطئ ليجلس امامها ، ابصرتة لثواني لتسأله..:
_عايزة اعرف مين التسبب في موت روما؟....

ارجع خصلاتها للخلف للتتابع بتشتت..:
_انا زهقت بقيت حاسه بالذنب لكل حاجة و لاي حد...

_قبل ما اجاوب قوليلي ازاي روما و وليام اتجوزو ؟...

زفرت انفاسها بثقل و هي تتذكر الماضي..:
_كانت حامل ، لما بابك رفض جوازهم روما راحت لأهل المدينة و نشرت خبر حملها من ابن الوزيز ....الشعب ثار علي عيلتك و عملو مُظهرات قصاد القصر ان ابن الوزير اتعدي علي بنت من عامة الشَعب ....و عشان بسكته الناس اتجوزة وليام كان ببحبها بس بعد فترة من والدتها كُل حاجة أتغيرت...

كان يستمع لها بصمت ليسألها..:
_و خطوبتك من چاك ايه سببها؟...

رطبت شفتاها لتنبس ..:
_بعد موت روما بابا كان عايز روبين يبقا معانا مكنش واثق في عيلتك و طبعًا الوزير رفض ده ، كُنت علي خلاف مع وليام بسبب معاملة مع روما قبل وفاتها فحب يعاند معايا و قلهم انه يتجوزني عشان اربي روبين ، وقتها چاك اتدخل و طلبني من بابا اتفقة اننا نتجوز لما اتخرج و كده يضمنه اني اكون جزء من العيلة و افضل مع روبين...

_وايه خلي چاك يعمل كده؟....

ابتسمت بسُخرية لتنبس..:
_وقتها كان بيعاند اهله بس مع الوقت افتكر انه اتملكني....

اتنهدت بثقل وقالت..:
_انا عايزة امشي مِن هِنا بروبين مش هستحمل افضل هِنا ..بس وليام استحالة يسيبة 

رفع يده ليعبث بخصلة من شعرها يجيبها بهدوء..:
_مكان روبين جمب ابوة، يعني معايا...


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات