اسكريبت ارك خيالي الابهي وظلي ( كامل) بقلم أية السمحاوي



 اسكريبت ارك خيالي الابهي وظلي كامل بقلم أية السمحاوي 


" اللهم طّـولك يا روح.. ماما قولتلك مش هطلع.. دا طليقي مش جوزي.. هو جاي يشوف بنتـه.. أنا ممنعتوش والله " 


" الله يهديكِ يا شوق.. صحي بنتك تطلع لي ابوها.. "


بصيت على الباب اللي اتقفل و ماما طلعت، قربت من سرير بنتي قعدت جنبها بدأت أصحيها بنتي فيروز.. تلات سنين :-


" فيروز.. حبيبة ماما.. مؤيّد جاي يشوف الأميرة قومي يلا.. "


هي بتحبه جداً و متعلقـه بيه جداً كمان، أول ما سمعت أسمه صحيت بسرعة، و نطـت من على السرير أصل هو بقاله شهر مجاش شافها.. أكيد بسبب شغـله.. 


ضحكت عليها طلعت جري على الحمام غسلت و غيرت هدومها، و طلعت بـره بتجري عشان تشوفه.. 


اخدت نفسي بيأس، هو اللي عمل فينا كده.. بقالنا سنـة مطلقين.. 

ولا مـره خليـته يلمـح طيفي و هو جاي يشوف بـنته.. 

أخرج فيروز تشوفه، و أنا بفضل جـوه.. 


حتى لما بيجيب حاجات حلوه لفيروز، بتيجي تقولي بابا قالي دي ليكِ و دي لماما.. كان يجيبلي الشكولاته المفضله ليا.. 

حتى لما اشترى دبدوب لفيروز.. جابلـي ستتش اللي بـحبه.. 


بيصلح في كسر مفـروغ منـه. 


جوازنا كان عن حب أربع سنين. 

اصل هو أبن خالتي.. حتى لو في مناسبة بيكون موجود فيها مكنتش بحضـرها.. عارفه أنـه بيحبني، و دا كان أقسى عقاب ليـه. 

خسرني.. و بطل يشوفـني.


كنت و نعمة الزوجة لمؤيد، حب، و حنيـه، و احتواء. 


مامتـه اللي هي خالتي، مكنتش عيزاني 

كانت بتتصلب على اتفه الأسباب عشان تتخانق معايا، و لما مؤيد يرجع تقولـه مراتك عملت و سّوت. 


مكنش بيسمع مني، لما كنت أقوله اسمعني شوف إيـه اللي حصل

يقولي يعني أمي هتكدب؟ امي عايزه تخرب عليا مثلاً..؟ 


بقا بيسمع لمامته ضدي في حاجات كتير. 

حتى بقا بيدقق على تفاصيل هايفـه.. 

بقى بعيد عني، لما يرجع من الشغل معتش بيحكيلي يومـه زي كل مـره. 


بقى ينام في أوضه بعيد عني أنا و بنـته..

 بحجـة " أصل البنت بتعيط كتير.. و مش بعرف أنام. "


وصل بيـه الحال إنـه مد إيـده عليا.. رغم إني أيام الخطوبة سألته 

" هل ممكن تضربني في يوم؟ "

رد عليا بحنـيه و نفور شديد و قالي:- " دا تتقطع إيدي قبل ما أعملها يا شوق.. "


أول الجواز كان يرجع البيت إيده مليانة أي حاجة بحبها، و لمـا فيروز كمان جات للدنيا بخير.. 

كان يرجع معاه من كل حاجه اتنين.. ليا و لبـنته.. 


مامتـه بعدتـه عن بيـته، عن مراتـه، عن بـنته.. 

بقى يرجع فاضي، و لما اسأله يقولي 

" انتِ مش حاسه بالمصاريف، انتِ ماديـه.. مكنش أعرف إنك بتحبي الفلوس كده.. انا اتخدعت فيكِ يا شوق.. "


كنت اسأله " انا زعلتك في حاجه؟ تعـاله نتعاتب يا مؤيد و نرجع زي زمان، أنا وحشتني أيامي معاك.. "


كان رده عليا ضحك بسخرية شديدة و يقولي:-


" نرجع؟ دا كان أيام الخطوبة.. البدايات يا شوق.. لكن فعلاً متعرفش الشخص غير لما تعيش معاه.. كنتِ تقوليلي امك دي هتبقى جوه عيوني.. دي خالتي في النهاية.. فين كلامك ده؟؟ "


" و انت بتسمع لطرف واحد، يبقى كده هتعرف منين فين كلامي يا مؤيد؟ تسمع من مامتك كلام محصلش نهائي نهائي.. و احلف بحيات بنتي، إن مافي ولا كلمة من كلام مامتك حصل.. 

و أجي اقولك اسمعني.. تقولي يعني أمي هتكدب.. خلاص صدقها.. و أخرب بيتك.. "


متغيرش، الأمور بتسوء لحد ما واجهت حماتي قولتلها:-


" انتِ بجد مبسوطه؟ و انتِ شايفة حالة ابنك كده، و بـرضه مستمـره بكلامك.. أول مـره أشوف أم عايزه تخرب حياة أبنها.. دا أنا حتى بنت اختك.. طب لو مش عشان ابنك او أنا.. عشان فيروز.. ملهاش ذنب والله.. "


كان ردها عليا صـدمني بجد لما قالت:-


" أنا عايزه راحـة أبني.. مكنتش موافقة عليكِ أصلاً، حتى قولت لأختي مش عايزه الجوازه دي.. أنا عايزه بنت أختي التانيه.. أنا عايزه سلمى تكون هي مرات مؤيد.. قالتلي العيال بتحب بعضها، مينفعش نفرق بينهم، و طلما عايزين بعض خلاص.. قولت و ماله..

لكن أنا مش هرتاح يا شوق غير لما ابني يطلقك، و يتجوز اللي أنا عيزاها.. "


استنيت لما رجع من الشغل جهزت العشا، و هدومـه.. وفضل يلعب مع فيروز في الصالون.. قعدت جنـبه و قولتله كل الكلام اللي أمه قالته.. رد و قالي و هو بينهي الكلام عشان ينام:-


" اممم.. المفروض مني أعمل إيـه دلوقتي!! أتخانق مـع أمي يعني.. أعقلي يا شوق و شوفي حياتك و متخربيش على نفسـك.. 

أمي بس زعلانه من طريقتك معاها.. حاولي تصلحي الأمور و تخليها تحبك.. "


" بس هي قالتها صريحه يا مـؤيد.. مش هرتاح غير لما أبني يطلقك؟ 

انت عايز إيـه تاني؟.. بعدت عني، معتش طايق كلام معايا، بقيت حساك عايش معايا بالعافية، و تستنى الصبح يطلع بفارغ الصبر عشان تسبني و تروح شغلك.. بتنام في أوضه منفصلة بحجة البنت و عياطها.. بقيت بتـدقق على حاجات بايـخه.. انت عارف و واعي كويس لكل حاجه بتحصل.. بس انت مش عايز تطلع مامتك غلطانه قدامي.. 

دا كبرياء مش هيهـد غير حياتك و بيتك.. 

دا أنا شوق يا مؤيد.. مراتك؟ حب عمرك!! 

هتبقى مبسوط لو اطـلقنى.؟ تعاله نبعد و نعيش في بيت بعيد جنب شغلك!. طب عشان خاطر فيروز.؟ "


وقف قدامي بيتكلم بزهق، بنـفور باين جداً على وشـه:-


" عيشـي انتِ عشانـها.. انتِ مش ناوية تعدي الليلة يعني؟ مالك كده نازله نكد نكد كل يوم.. اصلك بقيت بعيد، اصلك معتش بتحبني، اصلك و اصلك.. 

بطلي شغل العيال دا يا شوق.. الموضوع مش هيوصل للطلاق، إلا لو كنتِ حـابـه تخربي على نفسك.. 

و بعدين أبعد أروح فين؟ عيزاني أسيب أمي و أبويا ؟ 

بدأتي تفرقي من دلوقتي.. نامي يا شوق و اعدلي حالك شوية.. "


 لقيت نفسي بعيط بعـجز وقفت قدامـه كنت بصـرخ لأن خلاص معتش عندي طاقة، بـعـدي، بـصّـلح، بـقول مـش مشـكله، عـشان فيـروز، هـحاول معـاه تاني و تـالـت، لكـن هـو مـش بيـتعدل..

 أعصابي بقت صفر:-


" أنا زهقت منك... انت عارف كويس أنها مش بتحبني، مش عيزانــــــــي.. تسمع منها و تيجي تقلب عليا أقـولك أسمعــني زيها.. تقولي و هي هتكـدب!!.. يعـني أنا هـخـرب على نفــسي ليــه..  

أعصابي بـاظت يا مؤيــد.. حرام عليـــكم.. "


" أنا سايبها خالص و نازل أنام تحت.. أصل شكلك مش هتعدي الموضوع الليلة و هتبدأي تمثيل.. و أنا فيا اللي مكفيني.. "


وقفت بصـدمة لقيـته فعلاً نـزل و قفل الباب، قربت من الأوضة نمت جنب فيروز.. كسر خاطري!! كسـرني؟ 

لي أول مـرة يشوفني بعيـط و يتجاهلني! 

أنا ؟؟؟ دا لما كان يشوف الدموع في عيوني، كان بينهـي الحوار

و يعدي الموضوع..

 وعـدتني عـمرك ما هتيجـي عليا يا مؤيــد... و كنت أول حد يخذلني..


يوم ميلادي، جهزت حفلـه في البيت أغـير شوية من الجـو المتوتر، بحاول أرجع مؤيد ليا تاني.. 

قولت أكيد هيجي بـدري، أكيد مش هينسى يوم ميلادي، هـو عُـمره ما نسى هديـة يوم ميلادي حتى و أحنا مخطوبين.. 


عدى ساعة، و اتنين، و تلاتـه.. و أنا مستنياه أنا و فيروز.. 

الساعه بقت وحـده و نص و هو لسه مرجعـش. 

رنيت عليـه، قلقت عليـه رد و قالي.. 


" أنا سهران عند اختي شوية أمي قالتلي أنها تعبانه ولازم أشوفها ..اتعشوا انتم، نسيت اقولك . "


" انت مش ناسي حاجه!؟ "


" مَـظُـنش.. "


" يوم ميلادي يا مؤيد النهارده.. "


" بطلـي تـفاهه و هـيافـه يا شـوق.. و نامي.. انا هتأخر بره شوية. "


و قفلنا المكالمة على كده، بصيت للشمع اللي ساح 

و التورته اللي هو بيحبها و عملتها عشـانه.. 

و على فيروز اللي نامت.. 

سبت كل حاجه زي ما هيـا.. و شيلت فيروز و نمت جنبها في الأوضـه. 


مزعـلتش، معيـطش، كنت هادية جداً.. و دي كانت أبـشع حـاجـه.. 


صحيت وقتها على فتح الباب، بصيت في السـاعة لقيتها أتنين بليل.. 

سمعت صوت الأوضه التانيـه بيتقفل.. نزلت من جنب فيروز.. 

طلعت للصالون بصيت على كل حاجه كنت عمـلاها.. 

كنت عايـزه أعـاتبه، نتكلـم، في حاجات كتيـر لازم تتصلـح

معتش عنـدي طـاقة أحـاول لوحدي. 


قـربت من البـاب عشـان أدخل اتكلـم معاه، و نتعاتب.. 

لكن وقفـت مكاني زي ما يكون سـكينة شقـت قلـبي نُصيـن.. 


" أيـوا يا سلـمى.. لا مـحضرتش العيد ميـلاد ولا حتى جبت هـدية.. لازم أعلـمها الأدب.

 أمـي قـالتـلي الحـب دا عامل زي الغيامة السودا على العين، أول ما بتروح بتتصدم في اللي بتحبـه و كمية العيوب.. شوق اتغيرت جداً بعد الجواز.. البيت نكد نكد.. 

مش عارف ادخل البيت والله... شكراً يا سلمى انك سمعاني دايماً.. 

مش عارف من غيـرك كنت هتكلم مع مين.. تصبحي على خيـر. "


رجعت تانـي للأوضـه، شيلـت فيـروز و طلعت من الشقـة.. 

مشيت في الشارع رايـحة بيت بابا، اللي على أخر الشارع اللي فيـه بيت جــوزي.. 


ماما فتحت ليا الباب، اتصدمت لما لقتني جيت في الوقت ده.. 

كنت هتسأل كتير دخلت على الأوضة بصمت و قولت جملـة واحده:-


" مش قادره... بكـره نتكلم "


تـاني يوم صحيت على صوت ماما بتقولي إن مؤيد هنـا.. 

نزلت بهدوء مريب، غيرت هدومي و طلعت لقيـته قاعد متعصب جداً.. قعـدت لقيـته اتكلم و صـوته عالي..:-


" انتِ ازاي تطلعي من البيت من غير آذني؟ و طلعتِ أمتى أصلاً؟ انتِ معتش ليكِ حاكـم ولا إيـه يا شـوق.. "


ضحكت على كلامـه، رديت عليـه ببــرود جداً:-


" أولاً متعليش صوتك، انت مش في بيتك.. ثانيًا طلقني.. 

هتدخـل ابوك و أبويـا و كبير العيـلة و يابنت الناس، و بيتك و بنتك.. كـل ده كلام فاضي، كلام حمـضان.. ميتبلعش.. 

لو جبت كبير البلد نـفسه.. مش هتنازل عن الطلاق يا مؤيد.. 

و مش هريـحك ولا هقولك أنا بّطـلق ليـه.. 

مـصدق أمك؟ و مـاله.. أنا نكـدية؟ و مـاله.. 

أنا ماديـه؟ و مـاله.. أنت اتخدعت فـيا؟ و مـاله.. 

أنا بقا أهو، بريـحك مني خــالص.. و بقولك طلقني و دلوقتي قبل ما تطلع بـره باب البيت... "


و فعلاً طلقـني قبل ما يطلع من البيت، أمي كانت بتحاول معايا

بس لا خلاص كده.. معتش فيـه طاقـة.. 


كانت أخر مـره يشوفني هو اليوم ده. 

كان يجي يشوف بنـته و يبعتها على أساس إنها عيزاني أقعد معاها، عشان يشوفني.. لكن مكنتش بناولـه اللي هو عايـزو.. 


رن عليا كتير جداً، مكنتش بّـرد عليـه. صوتي كمان حـرمته منـه.. مش هو بيعـلمني الأدب.. و سلمـى بتـسمعه كويس.. و كـلام أمه صح.. و الحب غيـامة سـودا.. و أنا نكـدية.. و اتغـيرت بعد الجواز.. يشبع بقا... كان يبتعلي رسايل.. 

 يقولي " ردي عليا عايز أكلمك"


" هشوف فيروز النهارده عايز اتكلم معاكِ. "

" شـوق أنا حقيقي كنت في غيـبوبة.. "


كنت أشوف الرسايل و مـردش عليـه.. 

منـكرش أن هو وحشني، لكن مش مؤيد جوزي. 

لأ، مؤيـد خطيبي.. أنما جوزي دا شخص مـعرفـهوش. 


طلعت من سرحـاني على فتح الباب، و فيروز دخلت بسـرعة بتعيط. 

حضنتها بـسرعة بسألها " مالك.. بابا زعلك. "


" مؤيـد متعـور جامد أوي.. و مجبس دراعـه و رجليـه يا شوق. "


اتصدمت، معقوله عمل حادثـه. 

ضربت كلامي كلـه في الحيط، و طلعت مع فيروز فعلاً أشوفـه. 

لقيتـه قاعد بيبصلي، سليـم.. مش متجبس.. 


غمضت عنيا بغيظ، كانت خطـة منهم عشان أطلع

بصيت على فيروز، بتضحكلي و بعدين طلعت جري على أمي جـوه.. 


قعدت قدامـه مرفعتش عنيـا عليـه.. فِـضل ساكت رفعت عنيـا عشان يتكلم، مثبت عيـونه عليا، عيونـه كلها حب، نـدم.. حاجات كتير قـدرت أقرأها كويس.. تحت عيـونه هالات.. ملامـحه كلـها حـزينة.. بعـد إيـه يا مؤيد النـدم. 


" وحشتـيني يا شـوق.. "


" انا طليقتك على فـكره.. حاسب على كلامـك.. عملت كده عشان تتكلم معايا؟ اتفصل يا استـاذ مؤيد أتكـلم..  

لكن قبـل كلامك أحب أقولك أي رجـوع مفـروغ منـه. "


فِضل ساكت شويـة، و بعدين سأل بصوت واطي حزين:-


" ليـه طلبتـي الطـلاق؟ "


" أصل عياطي و أنهياري تمثيل، و انت فيك اللي مكفيك.. 

أصل أنا نكـدية و جاحـده و قالبـه البيت غـم و أنت يا عيني طهـقت. 

كنت أنا الشريره القاسـية في الحكـاية. و أنت البريء المظلوم.. 

حبيت بقا أخليلك البيت هادي من زني و نكدي و غمي و تمثيلي.. و تنام براحتك عند مامتك، و تنام مرتاح في اوضـة تانيـه من غير زن البنت.. عشان يوم ميلادي هايف و تافـه.. ريحـتك من شوق يا مؤيد.. زعلان ليـه دلوقتي.. "


حلفت إني مش هعيط، لكن دمـوعي دي خايـنة، نزلت بضعف و صوتي خاني:-


" كنت ترجع من بـره، تيجي تنام على رجلـي و تحكي يومـك كان عامل إيـه.. لما كنت أعيط كنت تقفل الموضوع و تقولي ولا يهمك يا حبيبة مؤيد.. وعدتـني عمـرك ما تمـد إيـدك عليا مهما كانت المشكله.. و خلفت بـوعدك معايا.. كنت تهرب من كل حاجه ليـا... 

لكن لما بقـت سلمى الصـدر الحنين.. نسيت شـوق أم فيـروز.. 

سلمى بتسمعك كويس؟ بتخفف عنك؟ مش عارف من غيرها كنت هتعمل إيـه؟؟ روح لسلـمى بقا.. "


غمـض عيـونه كان مفكـر إني مسمعتش!؟

دموعي زادت أكتر، صوتي بقى عالي.. و أتاري ثباتي طول الأيام دي كان على الهامش، و لما شوفـته أتبخـر.. 


" مطلبتش منك كتـير.. كنت بس عيزاك تسـمعني.. 

أمك قالتها صريحة يا مؤيد، صـــــريحة مش محتاجه تتفهـم... 

و فعلاً، نفذت كلامها، و الموضوع وصل للطلاق بينـا.. 

قولتلك أنا مش ببعدك عن أهلك، تعاله ناخد بيت بعيد نسكن سوا.. 

و كل فـترة هنيجي نشوفهم.. أمك مش بتحبـني.. 

صّـلح أنت الحكاية، و أبعدني عنهـا.. حافظ على بيتك و على مامتك.. 

بدل ما تلجئ ليا.. روحت لسـلمـى.. اللي انت عــارف كـويس إنها كانت بتمـوت فيـك.. و أمك كلمتك كتـير عليـها.. 

انت أنانـي يا مؤيد.. أنت أنانـي.. و يخـسارة أيامي معاك.. "


لقيـته وقف قـعد قدامي على رجليـه على الأرض، بعدت عـنه و أنا حقيقي منهـاره، لما يكون جـرحك من الشخص اللي كنت تخاف عليـه من الهواء.. صعبـة والله صعبـة. 


" أنا عارف إني مهما أقول مفيش حاجه هتتصلح.. أنا بس عايز فُرصه تانيـه، أعيش معاكِ اللي معشتهوش يا شوق.. 

والله و بالله كنت حاسس إني في غيـبوبة. 

معـرفش أنا عقلي كان فـين و أنا بعمل كده.. 

لما كنت أرجع، ألقي أمي منهـاره من العيط و بتشتكي منك...

كنت عبيط والله معرفش مكنتش بسمع ليكِ ليـه؟ 

حقك عليا يا شوق.. أنا والله اشتريت بيت قدام البـحر و عايش فيـه لوحدي من بعد الطلاق بشهر.. لأني وعيت و فهمت كل حاجه متأخر.. 

مش انتِ بتحبي البـحر؟ تعالـي نعيش اللي فاتنا مع فيروز.. ". 


صمت مريب كان ردي عليـه، كمل كلامـه و هو بيقعد جنب مني بمسافة كويسة:-


" بخصوص سلمى، والله العظيم دي كانت تاني مـره اتكلم معاها.. 

أمي شافتني زهقان و مدايق، قالتلي اتكلم مع سلمى شوية و أحكي معاها، اشتكيلها من بنت خالتها.. اتكلم معاها شوية قولها ازاي أخلي شوق ترجع زي الأول.. كنت تايـه سمعت الكلام و كلمتها فعلاً.. 

مش عارف عقلي كان فيـن.. أنا مش عايز غير فُـرصه أعوضك.. و أعوض نفسي عن حاجات كتير حَـرمت نفسي منـها. "


" نـرجع؟ دا كان أيام الخطـوبة.. البدايات يا مؤيد.. "


فكـرته بكلـمته اللي كان قلهالي، رد عليا:-


" معنديش مشكـلة أرجع حياتنـا كلها بدايـات تاني يا شوق.. "


" اتكلمت مع غيري، خليت غيري تاخد مكاني و دوري في حياتك و تحتويك.. مع أن مراتك موجوده.. بس انتم الرجالة لو الواحده ولعت صوابعـها العشـرة شـمع.. هتقولوا عليها هبـله بتولع في نفسها. 

أنما لما الواحده بتديـلكم على دمـاغكم، تحتـرموها.. صنف غريـب.. "


وقفت عشان أطلع من الصالون، معتش قادره أتكلم معاه أصلاً. 

وقفت لما نـده عليا، لفيت لقيـته بيتكلم و قال:-


" هتديني فُـرصه.. أنا غبي والله إني ضيعتك من إيـدي.. فُـرصة واحده يا شوق.. و ليكِ الحق بعدها تقرري حياتك.. قولتِ إيـه؟ أنا مؤيد يا شوق.. حبـيبـك "


" قولت إن دي أخـرة الطرف التالت في العلاقـة بين اتنين.. من اهلك من أهلي من صحابك من صُحـابي.. الطـرف التالت حتى لو هيصـلح، الموضوع بيكبـر.. و تحس إن في فجـوة بين الأتنين مهمـا يعملـوا مش هتتلـم تاني.. أصل خلاص بقا في مجـال لأي طرف تالت.. 

مش قادره أسامحك يا مـؤيد.. هرجع عشان بنتي.. عوض فيـروز عن غيابك و عن حاجات كتير معشتوهاش سوا.. أنا لأ. "


...  


واقفـه في البلـكونة بتفـرج عليـه و هو بيلعب مع فيروز على البحـر، رفعت التليفون صـورتهم سوا.. و نزلـته قبل ما يشوفني.. 

رجعت معاه بعدما عقد القران تاني.. 

لسـه بعلـمه الأدب، بتعامل معـاه بجفـا.. بجهـز كل حاجه من غير صوت، من غير حسي، ولا هزاري.. بس مبسوطه إن فيـروز مبسوطه معـاه.. 

كان قرار صح فعلاً لما رجعت.. فيـروز ملهاش ذنب تتحـرم من العيلـة. 


خرجت من شرودي على فتح الباب و دخل شايل فيروز، سبتهم و دخلت المطبخ أجهـز، الغداء.. 

و صوت ضحكـته مع فيـروز خطفت قلبي.. 

ابتسمت عليـهم و.. 


إيـه ده؟ لقيـته بِيُحضني و صوتـه حزيـن عكس ضحكـته مع فيروز'-


" وحشتني شوق المـرحه.. اللي مكنتش بتسبني في حالي و تنكـش فيا و تهزر معايا.. شـوقي تعـب من شـوقك يا شـوق.. "


مش بقولكم دموعي دي خايـنه، ضمني أكتـر:-

" حقك عليا.. أظن عقاب كافي والله.. " 


منـكرش إن هو وحشـني، مش كتير شوية صغيرين أصلاً.. 

أنا كدابـه أوي فعلاً.. 

بعدت عنـه و لفيت وقفت قدامـه و لسه دموعي مستمره:-


" أنا لسـه زعلانه منك.. بس هحضنك عشان انت صعبان عليا بس مش أكتر. ". 


ضحـك عليا، عارف إني بخبـي شوقي.. هو حافظني عموماً.. 

فتح إيـديه الأتنين، ضحكت وسط دموعي و ضربتـه في كتـفه بغيـظ.. و بعدين ضميـته.. و دموعـي أول ما حضـنته ذادت أوي.. صوت عياطي بقا عالي.. الأيام كانـت صعـبه أوي من غيـره.. 

رغـم زعلـي، و غضبي منـه.. لكن حقيقي كانت أيام بشـعه.. و كان عاجبـني محولاتـه إنـه يـرجعني..


و هو بس بيكـرر أسـفه و بيضمني أكتر، كـان لُقى أحباب 

اتفرقوا بسبب تكبير الدماغ، و تصعيد الأمور، و منحلش المشكلة في وقتها، و بنسمع للغيـر.. كنت بصّـلح كل حاجه.. لكن هو كان بيفسد كل حاجه.. رجع حابب يعوضني، هحاول اتقـبل.. 

أصل في النهاية كان شيطان.. 

و أحب اعمال الشيطان، خراب البيت.. 


لقيـنا فيروز دخلت، مؤيد قرب منها شالها قعدها على المطبخ. 

و فجأة شالني زيها و قعدني جنبـها، و قال:-


" الغدا عليا النهارده.. الشيف مؤيــد هيعملكـم أحلى صنيـة فراخ.. "


" في مستشفى قريبة يا بابا هنا؟؟ "


ضحكت على فيروز جداً، و شاركني مؤيد الضحك و قرب منها يضربها بضـحك، و أنا بحاول أبعـده عنها.. 


و بعد ما كانت ضحكات فيروز و مؤيد بس اللي في البيت كل يوم.. 

أنضم ليـهم ضحكـتي.. و بنحاول نعـوض اللي فاتنـا.  


فـي ناس تستحـق الفُـرصه، و نـاس حرام فيها الكـلام

و في نـاس يبـان عليها النـدم، و ناس تـانية تهون عليها العشـرة بالأيام. 

و في ناس تـجرح مُجـبرة، و ناس بتكـرر الـجرح بمـعّاد. 

و ناس تـرجع تتمنـى اللُقـى، و ناس تبيـع بأي مال 

و نـاس ممكن نـرجع لها، و نـاس ندوس عليها بالمـداس

و في النهاية قلوب الناس، يا تحافظ عليها 

يا تسيـبها لغيـرك يشتريـها بالمـاس.. 


و أنا كـشـوق، عــارفه معـنى الشـوق و كفـاية عليـه نـار شـوقه في غيابي.. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


لأنَّك ساكنٌ في كُل كُلِّي 

‏أراك خيالي الأبهَىٰ وظلِّي. 


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات