![]() |
اسكريبت قناص القلب كامل بقلم حبيبه مجدي
فى يوم مشرق بتتوسطه أشعة الشمس على أحد البنايات
السكنيه الفاخرة و اللى بيكون فيها واقف هو بقناعه الأسود الخفى و عينيه الرصاصيه اللى مركزة بدقة ؛ علشان تصيب الهدف بإحترافيه من غير ما يبان أى أثر للفاعل، فضل ثواني
لحد ما لمح هدفه و هو بيخرج من بناية الإذاعة و التلفزيون
و الحراس اللى بيحاوطوه من جميع الجهات لحمايته، خد نفس عميق و هو بيشد أجزاء القناصه الخاصة بيه و بعد ثانيه انطلقت الرصاصه لرأس الشخص ده و اخترقتها لحد ما وقع جثة هامدة على الأرض و فورًا بدأ الهرج و المرج تحسبًا لأى هجوم و شاف الكل و هما بيخرجو الأسلحة، و أول ما شاف كده أخد قناصته
و حطها فى شنطته المخصصه و طلع الفون و هو بيبعت مسدچ ڤويس
_ " انتهى "
و قفل موبايله و أخد الشنطه و خرج من الشقه من الباب الخلفى للعماره و دخل عربيته علاطول اللى كان راكينها قدامها بالظبط
و هو بيبص قدامه على الكاميرا المتعطله بسبب اختراقه ليها و ابتسم بسخرية، هو دايمًا قبل أى عمليه بيكون دارس كل حاجه تخصها و كل نواحيها و ولا عمره فشل فى أى عملية هو ذى التعلب فى ذكائه، ذى الصقر فى تحقيق هدفه و الديب فى شراسته ؛ علشان كده ملقبينه ب " قناص المدينة "
*****
و فى مكان تانى فى مبنى كبير بتحكم فيه العدالة، و فى أحد الأوض الداخلية للقسم كانت واقفه هى بشموخها و هيبتها المعتادة و عينيها اللى شبه النار الحارقه و كفيله بنظرة تقتل أى حد، بيحلفو بيها فى جهاز المخابرات كله و يتهزلها شنبات لمجرد سماع إسمها و ليه لأ؟ و هى اللى لما بتدخل أى مهمة بتنهيها من غير تفكير، هى الأساس هى قلب الداخليه " دارين التوهامى " البنت البسيطه اللى بالرغم إنها مش من عيله غنية إلا إنها قدرت بمجهودها و إصرارها توصل للمرتبة اللى هى فيها دى دلوقتى
مشيت خطوات بسيطة تجاه الشخص المرمى قدامها ده و عمال بيترعش و نبضات قلبه متسارعه من بس مجرد ما يبصلها، هو عارفها كويس و عارف هى تقدر تعمل إيه كويس؛ علشان تخليه يعترف و يقول كل حاجه عاوزاها و مرة واحدة نزلت لمستواه و قربت منه ساعتها حس نفسه وقف و مبقاش شايف حاجه غيرها ولا سامع حاجه غير صوتها التهديدى القاتل ليه
_ " تعرف إن فى نوعين من الرمله، أه فى الرمله الناعمه اللى بطير مع الهوى و فى رمله تانيه اللى هى الخشنه اللى قالبه على طينه و بتلزق فى البنى أدم و أنا الصراحه مش بحبها خالص بس تعرف بيكون ليها فايدة فى حاجات تانيه يعنى ضرر و منفعة ذيك كده ذى بردو ما ليك لازمه *** و كملت بخبث *** ملكش بردو و ممكن أخلص عادى منك ذى الطينه اللى أنا مش بطيقها "
قامت وقفت و هى بتبصله و بتتكلم بنفس الخبث اللى فى عينيها
_ " بس أنا قلبى مش مطاوعنى أعمل فيك كده الصراحه "
و مرة واحدة ضغطت برجليها جامد على رجله المليانه جروح من أثر الضرب و هو صرخ بشدة من الوجع
_ " أوه معلش يا حامد مخدتش بالى إنى وجعتك، طب استنى كده هروح أجبلك حاجه تطهر الجروح دى أصل أنا بردو قلبى طيب و مبحبش الظلم "
مشيت شويه لحد ما راحت لزاويه فى الأوضه و محطوط فيها چركن كبير شويه، فتحته و مسكته و قربت منه و بعد كده بدأت ترش عليه الجاز اللى كان فى الچركن و هو كان عمال يصرخ من الوجع و هى لسه مستمرة
_ " معلش معلش هو بس بيحرق شويه بس عشان تخف "
و بعد كده وقفت رش عليه و بعد كده سألته بتصنع الذهول
_ " إيه ده؟ أنت شامم اللى أنا شماه ده، مش دى بردو ريحة جاز ولا أنا بيتهيألى "
حامد بخوف: " أنتِ، أنتِ هتعملى فيا إيه؟ "
دارين بخبث: " لا لا متقلقش مش هعمل حاجه بس بصراحه كده أنا نفسى أوى هفانى على سجاره استنى كده "
و مرة واحدة طلعت الولاعه من جيبها و ولعت النار منها و اتصنعت إنها بدور على السجاير
_ " أوه إيه ده شكلى كده نسيت السجاير خلاص بقى مش مشكله بس أنت ميرضكش إن الولاعه بعد ما شغلتها ترجع كده من غير استعملها ولا إيه رأيك "
قالت الأخيرة بلؤم و فجأه رمت الولاعه عليه و هو بدأ يصرخ بسبب الحريق اللى كان فيه و مكنش قادر و بعد كده صرخ بصوت عالي مع كلام متقطع
حامد بصراخ: " خلاص خلاص هقول على كل حاجه، هما اللى مشغلينا نهرب البضاعه عن طريق الشحن اللى بنسلمها و هقول على الريس هقول على كل حاجه بس إلحقونى "
و أول ما دارين سمعت اللى عاوزاه و إنه قرر يعترف مشيت ببرود و جابت طفاية الحريق و بدأت ترش عليه لحد ما انطفت خالص و هو قعد على الأرض بيعيط و هو مش قادر من الحرق اللى فى جسمه
_ " ما كان من الأول يا حمود و لا أنت لازم تزعلى و تخلينى اضايق "
و اتجهت ليه و هى بتمسكه من هدومه
_ " انطق يلا و اخلص "
_ " الريس اسمه شريف الكردى هو عنده مصنع بيصدر إطارات العربيات و فيها بيحشى أكياس البودره و يهربها بره البلد و غير كده هو مشغل واحد فى المينا متخصص إنه يمشيله أموره من غير شوشره؛ علشان كده هو بيعدى بسهوله "
و بعد كده بعدت عنه و هى بتبص عليه بقرف و تفت عليه و سمعت الباب و هو بيدخل منه اللوا و بيصقفلها بفخر
_ "براڤو عليكى يا دارين أنا فخور بيكى جدا "
دارين وقفت ليه بإحترام و رفعت إيديها تحية ليه
_ " ده شغلى يا سيادة اللوا و إن شاءلله تقبضو عليهم فى أسرع وقت ممكن، بعد إذن حضرتك "
و حيته مرة تانيه و بعدها مشيت خارجة بره الأوضه و هى بتتجه لمكتبها بفخر و شموخ و كل العيون متسبته عليها، فمين اللى ميعحبش بأنثى ذيها قوية و جميله و تسحر أى حد بعينيها اللى بيخوفو دول و برغم كده هى مع الناس طيبه جدا و حنينه يعنى هى خليط بين حاجات كتير محدش يقدر يفهمه، بعد شويه وصلت المكتب و دخلت قعدت و بعدها دخل حسن زميلها و هى أول ما شافته كشرت؛ لأنها مبطيقوش، هو مغرور و شايف إنه يقدر يمتلكها بس هى مش هتديلو الفرصه دى أبدا
حسن بسماجة: " ألف مبروك يا ديرو حقيقى أبهرتينى ده أنتِ طلعتى يتخاف منك على كده "
دارين بابتسامة مستفزة: " والله ده أقل ما عندى و كويس إنك عرفت كده فخاف منى بقى؛ علشان اللى بيتحدانى مبيكونش ليه عندى غير الموت و أنا بقى من الناحيه دى مبرحمش "
حسن بتملك: " بكرة تكونى ملكى يا بيبى "
_ " بكرة الساعه كام؟ "
حسن بوقاحة و هو بيغمز ليها : " الساعه ١٢ بليل فى سريرنا "
_ " إيه ده؟ هو مش ده نفس المعاد اللى هايدى كانت معاك فيه إمبارح بردو يا حسونه "
حسن بتوتر: " ه هايدى مين و قصدك إيه؟ "
دارين بخبث: " هايدى البنت اللى إمبارح خرجت بيها من النايت و أخدتها على شقة أكتوبر يا سونه، لا بس أنت إيه طلعت نمس الصراحه البت جامده أوى "
و غمزتله و هو مش عارف ينطق حرف و كأنها جابت جردل مايه بتلج دلقته عليه، هى إزاى عرفت كل ده، حقيقى الست دى مفيش منها ولا فى ذكائها و مكرها، لكن هو حاول يفضل ثابت و اتكلم بطبيعيه
_ " و هو ده يعبنى فى حاجه أنا راجل و ده من حقى عادى "
دارين بسخرية: " تصدق بالله أنا فى سؤال هموت و اعرف إجابته هى البنات دى بتروح معاك على إيه ما هما يا سكرانين
و مش بيشوفو يا إما مجانين "
حسن بغرور: " لأ وحياتك دول عشان واقعين "
_ " على دماغهم "
_ " لأ يا حلوه واقعين فيا وحياتك و بعدين هو أنا مين اللى يشوفنى و ميعجبش بيا ده أنا بقى حسن الزينى "
_ " طُظ "
و ابتمست بتشفى و هو اتصدم منها و خرج من المكتب و هو بيتوعدلها
_ " بكرة تيجى تحت درسى يا دارين "
و مشى لمكتبه و بعد كده دخل حمزة مساعد دارين
_ " ماله ده كان خارج من عندك و بيشيط "
_ " ولا حاجه زى كل مرة بيحاول يستعرض قدامى هيبته و ميعرفش إنها خيبته "
ضحكو الاتنين و هو اتكلم بفخر
_ " لا بس كنتى جامده انهارده يا جبروتك حقيقى وصلت بيكى تولعى فى الراجل بقلب بارد "
دارين بقوة: " أولا أنا كنت عارفه أنا حرقته من تحت علشان ميتأذيش أوى و ثانيًا إنك تتعود تشوف أسوأ من كده يخليك معندكش قلب أصلا تشفق بيه على حد "
_ " الله عليكى يا أجمد ظابط فى الدنيا كلها بقولك أنا هروح
أنا أجبلك الفطار اللى بتحبيه و هو سخن و راجع علاطول "
_ " تعرف ياض أحلى حاجه فيك إنك فاهمنى دايما يلا طير "
مشى حمزة بسرعه و بعد كده طلعت تليفونها و اتصلت على والدها
دارين بحب: " عامل إيه يا حبيبى كويس؟ "
الأب بحنية: " الحمدلله يا حبيبتى أنا بخير طول ما أنتِ بخير "
_ " فطرت و أخدت الدوا اللى حطيتهوملك "
_ " أيوه يا بنتى الحمدلله يسلملى إيدك "
_ تسلم من كل شر يا حبيبى طيب أنا هروح أنا؛ علشان عندى شغل خُد بالك من نفسك "
_ "حاضر يا حبيبتى و أنتِ كمان خُدى بالك من نفسك "
و بعد شويه دخل ظابط ليها و هو بيقولها بإحترام
_ " سيادة اللوا عاوزك فى مكتبه يا حضرة الظابط "
دارين بتساؤل: " مقالكش عاوزنى فى إيه يا ترى "
_ " لأ الصراحه بس أكيد شكلها مهمه جديده "
دارين بتهكم: " هو مفيش غير أمى يسلمها مهمات كأن الداخليه كلها وقفت عليا "
_ " بصراحه و أنا مش قصدي حاجه والله بس أنتِ الصراحه من أكفأ الظباط حقيقى و هو بيثق فيكى جدا؛ علشان كده بيسلمك أنتِ أخطر المهمات دى و أنا واثق إنك هتنجحى فيها ذى البقيه "
دارين بتشكر: " شكرا جدا يا عصام على كلامك ده "
_ " العفو على إيه بس روحى بسرعه بقى علشان تشوفيه سلام "
و خرج من المكتب و هى بتفكر إيه المهمه اللى هيطلبها منها المرادى و قررت تروح؛ علشان تنهى سلسلة تساؤلاتها دى وصلت مكتبه و خبطت و هو سمح لها بالدخول و هى دخلت و بتأدى التحيه ليه
_ " تحت أمرك يا سيادة اللوا عرفت إن حضرتك طالبنى "
اللوا بتنهيدة حارة: " أقعدى يا دارين "
قعدت دارين قدامه و هو كان بيحاول يهدى علشان يتكلم
_ " بُصى يا دارين فى عملية خطيرة المرادى غير أى عمليه حصلت و أنا عشان بثق فيكى قررت أسلمك المهمه دى و أنا واثق إنك هتنجحى و ترفعى راسى ذى كل مرة "
_ " طبعا يا فندم و دايمًا يارب أبقى عند حسن ظنك بيا بس إيه هى المهمه دى؛ لأنى حساك إنها شغله تفكيرك و مضايقاك "
_ " إمبارح جتلنا إخباريه بقتل واحد من أشهر المذعيين فى
مصر و إحنا من تحرياتنا اللى كُنا بنعملها اكتشفنا إن المذيع ده كان يعرف معلومات عن ناس خطيرة و ناوى يقولها فى برنامجه
بس ملقناش أدله على كلامه ده و بعدها علاطول مات بس مش دى المشكله، المشكله هنا إن بردو كان من كام اسبوع حصل نفس الحوار لرجل أعمال معروف فى البلد و قبليها حوادث كتير حصلت بس الفكره هنا إن كلهم ماتو بنفس الطريقه و هى رصاصه من قناصه نوعها مش مصنوع فى مصر أصلا و حتى الرصاص مكنش مصنوع هنا بردو ده غير المسافه اللى بتنطلق منه الرصاصه لراس الضحيه بتوحى إن الشخص ده عنده مهارة كبيرة فى التصويب و إنه قناص محترف جدا كمان لحد ما الناس لقبته ب " قناص المدينة " و بقى حديث الأخبار و النت كلها و محدش لحد دلوقتي قدر يوصله و طبعا إحنا كمان مش عارفين مين اللى بيموله إذا كان من بره ولا هنا "
و وقف و هو بياخد الملف و بيديهولها
_ " و دى هتبقى مهمتك يا دارين إنك تقبضى على القناص ده و تعرفى مين الجهه اللى بتموله و أنا واثق إنك مش هتخذلينى "
وقفت قدامه و أخدت الملف و هى بتبص ليه بثقة و أمان
_ " و أنا بوعد حضرتك إنِ أكون عند حسن ظنك فيا "
و بعد كده رفعت إيديها و هى بتحيه للخروج و اتجهت لبرا و هى عماله بتفكر فى قضية القناص ده و إزاى تبدأ فى البحث عنه و تعرف الجهه دى لحد ما مشيت لمكتبها و هى بتفكر فى خطه
*********
و فى شقة راقية فى أحد المناطق السكنيه الفاخرة كان واقف قدام المرايه و هو بيحط البرفيوم الخاص بى و بيعدل هيئته الجذابه، هو حقيقى كان وسيم جدا و عيونه الرصاصيه اللى لما حد يبصلها كفيله إنها تقتله بس اللى لو حد ركز جامد فيها هيلاقى حب و حنيه كفيله تغرق اللى قدامه و تخليه طاير فى الجنه لكن ساعات الدنيا بتحكم منشوفش غير الجانب السئ منها
و قليل بس اللى بيفهمها بعدها مسك موبايله يشوف الرسايل اللى جاتله و لما كان بيقلب فى أحد المواقع لقى الخبر اللى كان متوقع نزوله
الخبر: " مصرع قتل المذيع شريف الكردى عقب خروجه من محل عمله برصاصة فى الرأس أدت إلى وفاته و بعد التحريات تأكد لنا أنها كانت من إحدى عمليات المجرم المجهول
" قناص المدينة " و مازالت التحقيقات تعمل على إيجاد الأدلة
للوصول لهذا القناص المجهول "
ابتسم بسخريه عليهم هما كل مرة بينزلو عن الجرايم اللى بتحصل و بيفشلو دايما فى الوصول لأى حاجه، خرج من الأوضه و هو بيتجه الباب؛ عشان يخرج من الشقه لكن قبل ما يخرج سمع موبايله و هو بيعلن عن اتصال من صديقه الأمريكى المسئول عن تحرى المعلومات الخاصه به و رد عليه و هو بيكلمه بالإنجليزيه
_ " مرحبا چاك، هل من جديد؟ "
_ " مرحبا إلياس ، نعم يوجد لقد علمت بأن هناك ضابطا جديدًا قد استلم قضيتك مؤخرا "
إلياس بسخريه: " جميعهم فشله لم يستطع أحد اكتشاف أى شئ عنى و فى كل مرة يتسلمها ضابطًا جديد ولا يستطيع العثور على أية معلومة تُفيده، إنهم حمقاء للغايه "
چاك بتحذير: " لكن هذه المرة غير إلياس فلقد تسلمتها إمرأة و ليس رجل و الجميع يشهدون بذكائها و شچاعتها و أنها لم تخسر قضية من قبل و هم يثقون بها كثيرًا و لذلك يجبُ عليك توخى الحذر أكثر "
إلياس بسخريه أكبر: " بل بالعكس چاك فهذه المرة جائو بأضعف ما عندهم و هم يعتقدون أنهم بهذه الطريقه سيقدرون القبض على قناص المدينة اللتى يُسبب لهم الذعر و القلق فى قلوبهم "
_ " لكن من الأفضل أن تتوخى الحذر يا قناص و أن لا تستهن به أبدًا فالجميع يقول لى أنها شديدة و قوية و لا تخسر أبدًا فتوخى الحذر جيدًا؛ لأن الاستهانة به سيوقعك فى الموت لا محالة "
إلياس بضيق: " حسنًا چاك سأحذر لكن أُريدك أن تُرسل لى جميع المعلمومات عن تلك المرأه و جميع ما يخُصها "
چاك باستغراب: " غريبًا حقا! فأنت لأول مرة تطلب منى معلومات عن أحد الضباط و أنت دائما ما تعلم بعض المعلومات منى و تكتفى بها لكن لماذا هذه المرة تطلب منى فيها هذا الطلب العجيب إلياس "
_ " لأنى أريد معرفة من تلك المرأه اللتى تشكر بها كثيرًا و أن الشرطه قد يأست من مُلاقاتى حتى سلمت القضية لتلك الضابطه لذلك أريد معرفة من هى تلك الضابطه الشچاعه، بالحق هل تعلم إسمها؟ "
_ " نعم إنها تُدعى دارين التوهامى و على الرغم من بساطتها لكن الجميع يحلفون بها و يرتعبون خوفًا عند سماع إسمها "
_ " حسنًا چاك فلتقم بإرسال صورتها لى الأن و من ثم تُرسل لى جميع المعلومات عنها، اتفقنا "
_ " اتفقنا إلياس لكن لا تخبر أحد أنى أعطيتك تلك المعلومات فلتعلم أنهم يراقبونك من الحين لأخر "
_ " أعلم چاك حسنًا سأنتظر رسالتك إلى اللقاء "
قفل معاه و بعد دقيقه لقى رسالة چاك وصلت فتحها و شاف الصوره و مرة واحدة اتسمر مكانه أول ما شافها قد إيه جميله
و عينيها المليانه قوة و شجاعه و ملامحها الأنثويه الجذابه كأنها ذى النجمه اللى الكل بيبص عليها لكن محدش قادر يطولها و كان بيدقق جامد عليها لحد ما ابتسم بخبث و سخريه عليها و هو بيقول بتحدى
_ " خلينا نشوف يا حضرة الظابط إذا كنتى فعلا هتقدرى على المهمه دى ولا لأ و من هنا هتبدأ التسليه "
و قفل الموبايل و خرج من الشقه و ركب عربيته و بعد حبه وصل قدام المبنى المتوسط الذى يملئه ضحكات الأطفال و الألعاب و بعد كده خرج من العربيه ألعاب كتير و كانت جميله جدا و دخل الملجأ و هو بيبتسم بسعادة من قلبه، فده المكان الوحيد اللى بيحس براحه فيه و إنه مش قناص لأ بيحسسه
إنه شخص يتحب فى الحياة و إن بيكون هنا الشخصيه اللى ميقدرش يطلعها قدام أى حد و أول ما الأطفال شافته صرخو بفرحة و هما بيجرو عليه و بيحضنو بسعادة و هو بيبادلهم الحضن بكل حب و بدأ يوزع عليهم الألعاب و هو فرحان
لفرحتهم و لما خلص التوزيع فضل يدور عليها و هو مش
لاقيها لحد ما عرف إنها أكيد قاعده جوه بترسم ذى كل مرة، دخل ليها و هو بيبتسم بحب ليها و أول ما شافها اتكلم بصوت عالى علشان يلفت انتباهها
_ " أنا جيت "
انتبهت عليه و ابتسمت بفرحة أول ما شافته و جريت بسرعه عليه و هى بتحضنه بحب و هو شالها و بدأ يزغزها و هى بتضحك و بتقوله بطفوله
_ " وحشتنى أوى يا إيسو اتأخرت المرادى أوى "
ابتسم لها و هو بيبصلها بحب و بيقولها
_ " أسف يا برنسيس نورين حقك عليا بس كان عندى شغل جامد و بسبب كده اتأخرت عليكى حقك عليا المرادى يا أميرتى "
_ " خلاص أنا مسامحاك بس لو كنت جايبلى الشوكولاته بتاعتى ذى كل مرة "
ابتسم و هو بيطلع السوكولاته من جيبه و بيديهلها
_ " و أنا أقدر بردو أنسى حاجه ذى دى يا أميرتى طبعا افتكرت و جيبتها سماح بقى "
_ " هو أنا أقدر بردو أزعل منك يا إيسو "
و حضنته بحب و هو كمان حضنها
_ " ربنا يخليكي ليا يا قلب إيسو من جوا أنتِ يلا بقى علشان نلعب شويه ذى كل مرة و تشوفى أنا جايبلك إيه انهارده "
نورين بفرحه طفوليه: " ماشي يلا بينا "
أخدها و راحو يشوفو الهديه و بعد كده قعدو يلعبو مع باقى الأولاد و فضلو على كده لحد نص اليوم بعدها مشى و رجع
على بيته و هو بيفكر فى الظابط دى اللى من ساعة ما شافها
و هو بيقسم إنها هتموت لا محاله
********
و فى يوم جديد مشرق كانت دارين بتجرى و هى فى النادى و كأنها بتصارع السحاب و مش شايفه حد ولا سامعه حد غير نفسها لكن مرة واحدة اتخبطت فى حد و وقعت و رفعت وشها للشخص ده شافت شاب وسيم جدا و باين عليه رجل أعمال لكن كانت أول مرة تشوفه فى النادى و هو مد ليها إيديه بلطف و هو بيتكلم باعتذار
_ " أنا أسف، أسف جدا ليكى والله "
هى كانت لسه هتنفعل عليه لكن أول ما سمعت اعتذاره كأن نارها منه انطفت ده غير نظراته اللى خلتها ترتبك و مش عارفه تتكلم فقامت من على الأرض من غير ما تمسك إيده و اتكلمت بهدوء
_ " تمام خلاص مفيش مشكله "
_ " عامة أنا لسه أول مرة هنا أزور النادى فا مش عارف الأماكن أوى و كنت لسه هشوف بقى إذا هشترك فيه ولا لأ؛ فعلشان كده اعذرينى "
_ " قولت خلاص مفيش مشكله و إن شاءلله يعجبك، النادى هنا فى كويس و فى حاجات فيه مميزه "
_ " فعلا فيه حاجات فيه مميزه جدا و انا مبسوط انى هبقى هنا بس شكلك تعرفى هنا النادى كويس "
_ " أه أصل أنا هنا بقالى سنتين و حبه هنا جدا عشان كده بنصحك بيه و بقولك إنه كويس "
_ " تمام أنا رايح بقى عشان أدفع الاشتراك و اجى من بكره و بتمنى أشوفك تانى يا... "
دارين بتوتر: " دارين، معاك الظابط دارين التوهامى "
إلياس بتصنع الذهول: " بجد! أهلا و سهلا بيكى اتشرفت جدا و سعيد إنى قابلت حد ذيك هنا "
_ " أنا أسعد يا أستاذ... "
إلياس بابتسامة: " إلياس، إسمى إلياس "
_ " اتشرفت بيك يا أستاذ إلياس، عن إذنك "
و كملت هى جرى و هو ابتسم بخبث على مشيان خطته الرائعه
و عند دارين كانت خرجت من النادى و هى بتتمشى لبيتها و كل تفكيرها مع الشخص اللى قابلته ده و مش عارفه هى ليه شاغله عقلها بيه بس هى أول مرة كانت تحس إحساس غريب أوى و هو الخوف مش عارفه ليه لما بصت فى عينيه حست إن فيهم حاجه غريبه رعبتها مع إن عمرها ما خافت من حد و الناس كلها بتحلف بشجاعة قلبها؛ علشان كده سموها بقلب الداخليه بس دلوقتي حست بحاجه أول مرة تجيلها فى قلبها و بتتمنى إن الشعور ده ميصبهاش تانى و بعد وقت وصلت لبيتها و دخلت لقت باباها قاعد بيتفرج على التليفزيون قربت منه و حضنته بحب و هى بتبوس راسه
_ " عامل إيه يا حبيبى، كويس؟ "
الأب بابتسامة: " أنا كويس يا حبيبتى، أنتِ عامله ايه؟ "
_ " الحمدلله يا بابا بخير "
_ " حسك تعبانه و مش راضيه تقوليلى يا قلب بابا "
دارين بابتسامة هاديه: " لا يا حبيبى متقلقش بنتك أسد أنا هروح بس دلوقتي علشان انام عاوز حاجه "
_ " لأ يا حبيبتى نامى و ارتاحى "
باست راسه و دخلت أوضتها و نامت على السرير و هى بتفكر فى الشخص اللى شافته انهارده و هى مش عارفه هو شاغل تفكيرها كده و هى اللى عمرها ما همها حد جه واحد ذي ده و
قلب موازينها و فضلت فى الدوامه دى لحد ما راحت فى النوم
*********
و فى صباح يوم جديد فى النادى تحديدًا فى صالة الملاكمه كانت دارين بتتمرن و هى بتضرب فى الكيس قدامها بكل قوتها و كأن عدوها واقف قدمها و بطلع غلها فيه بكل حواسها و تركيزها و مش شايفه ولا سامعه حاجه حواليها ولا حتى اللى كان واقف بيبص عليها بإعجاب و انبهار حقيقى كل مادى ما بيزيد إصراره عليها بس يا ترى إيه سر ده؟ هو ليه أصلا بيعمل كده؟ و هو ممكن برصاصه واحدة يخلص عليها لو عاوز بس اشمعنا هى مش بيقدر يتحكم فى نفسه قصدها بيحس كأنه مش إلياس القناص لأ ده إلياس البنى أدم بجد معاها هى بيحضر بقلب إلياس البنى أدم مش الشيطان اللى ماشى يقتل فى الناس بدم بارد و ولا همه حد و مرة واحدة انتبه إنها وقفت تدريب رسم ابتسامه جذابه و هو بيقرب منها
_ " السلام عليكم يا حضرة الظابط مبسوط جدا إنِ شوفت حضرتك من تانى "
ردت عليه بابتسامه هاديه لكن فيها حبة توتر
_ " أنا أكتر يا أستاذ إلياس "
_ " لا لا مفيش داعى لأستاذ إلياس دى أنا إسمى إلياس و بس "
_ " تمام، و أنتَ بردو قولى يا دارين من غير حضرة الظابط "
_ " تمام اتفقنا "
سكت حبه و بعدها اتكلم بإعجاب و مكر
_ " بس حقيقى أنا معجب جدا بطريقتك فى اللكم و كأنك بتضربى عدوك مش كيس ملاكمه "
ابتسم و هو بيحاول يجاريها فى الكلام و هى بصتله و ضحكت و هى بتقوله بفخر و ثقة
_ " علشان لما بركز فى حاجه بنسى أى حاجه حواليا و خصوصا لو الشخص ده كان أمره يهمنى و أنا لو حطيت حاجه فى دماغى عمرى ما بخسرها مهما حصل "
_ " طب طالما كده بقى إيه رأيك نلعب أنا و أنتِ ماتش ملاكمه و اللى هيخسر هيعزم التانى على الغدا "
دارين بابتسامة: " و أنا موافقه يلا بينا "
و اتجهو لحلبة الملاكمه و هما الاتنين بيلبسو الجوانتى و بيجهزو نفسهم و باصين لبعض بتحدى لحد ما بدأو يعدو عشان يبدأو و بدأت الجوله بينهم و هما الاتنين مستنين اللى يهجم على التانى بس كل واحد فيهم ثابت فى مكانه لحد ما مرة واحدة فجأته دارين بلكمه كانت قويه شويه على وشه لكن هو فضل مركز و مهتمش للألم و بدأ كل واحد يهجم على التانى لحد ما فجأها
هو بلكمه فى دقنها وجعتها جدا لكنها حاولت تدارى ده علشان ميستهزقش بيها و فضلو على الحال ده لحد ما قررت دارين تنهى المباراة دى بأقوى حركه ليها بعد ما شافت فعلا هو قد إيه شاطر حاولت تشتته بعينيها و قربت منه ببطأ و مرة واحدة نطط و هى بترفع إيديها علشان تضربه فى نص وشه لكن للأسف أملها خاب أول ما إلياس نط هو كمان و ضرب رجليها و أدى لعرقلتها و مرة واحدة ضربها هو فى وشها بس الضربه دى كانت شويه من اللى قبلها و انتهت الجوله بفوز إلياس عليها و هى قامت بألم و هى مش مصدقه إنه فعلا فاز عليها، للأسف هى استهزئت بيه و مكنتش تتوقع إنه بارع فى الملاكمه؛ علشان كده ضحكت و
هى بتصقف ليه و بتقوله بإعجاب
_ " براڤو حقيقى براڤو "
_ " أسف لو كنت أذيتك "
دارين بهدوء: " لأ خالص أنا كويسه ويلا بقى علشان أعزمك بقى طالما أنتَ دبستنى "
إلياس بضحك: " بس بصراحه أحلى تدبيسه بالنسبالي "
اتكسفت منه و بعد كده مشيو لبره و راحو ياكلو و هما بيتكلمو و مبسوطين لحد ما خلصو و هو حاله تليفون و قرر يقوم يمشي
_ " أنا أسف يا دارين بس أنا لازم أمشى؛ لأن عندى شغل مهم "
_ " أكيد مفيش مشكله "
كان هيمشى بس لف ليها و قالها بابتسامة ثقة
_ " هنتقابل تانى "
و مشى و هى كانت قاعده و عمالع تفكر هى مالها إيه اللى بيحصلها معاه دى عمرها ما كانت شخصيتها عمرها أبدا ما سمحت لحد يغلبها لكن ده غلبها و هى تقبلت و مموتوتهوش
فى إيديها يا ترى إشمعنا هو و إيه اللى لسه مخبياه الدنيا لقلبها اللى بيعافر مع الأيام، بعد شويه قررت تمشى و نادت على النادل علشان يحيبلها الحساب بس اتفاجأت باللى قالهولها
_ " الحساب مدفوع من بدرى يا فندم "
دارين باستغراب: " بجد! ده مين اللى دفعه؟ "
_ " اتفضلى حضرتك "
و كان بيدلها ورقه صغيره متنيه و أخدتها منه و هو مشى و بعد كده فتحتها و هى بتقرأها
الرساله: " مش كل اللى بيتقال حقيقه لينا و أنا مستحيل كنت هخليكى تدفعى حاجه لأن اللى بيدفع التمن هو بس اللى بيتمنى القرب لو بنظرة "
عدت الايام و هما كانو بيقربو من بعض أكتر و كل واحد فيهم بيفكر فى التانى لحد ما فى يوم فى النادى فى الكافيتريا كانت قاعده و هى مستنياه يجى و بعد شويه شافته وصل و هو اتجه ليها و قعد قدامها بابتسامة خطفت قلبها و هى كمان ابتسمتله و هى بتقوله
_ " بقولك غمض عينيك "
هو استغرب فى الأول و خاف ليكون فى حاجه كشفتها بس كان مضطر يخصعلها و فعلا قفل عينيه بتوتر و هى شاورت للجرسون و فى لمح البصر جه و هو بيحط التورته المتزينه على الطرابيزه و مشى و هى اتكلمت بحماس
_ " فتح بقى "
فتح عينيه و اتصدم أول ما شاف قدامه التورته و هى بتبتسمله بفرحة
_ " كل سنه وانت طيب "
إلياس بحب: " و أنتِ طيبه "
_ " إيه رأيك صحيح، عجبتك؟ "
كان مش عارف يتكلم لأول مرة فى حياته يعجز عن وصف كلمة تدل على اللى حاسس بيه لأول مرة حد يفتكره أو يفكر فيه و كان فاكر إنه هيفضل طول عمره كده محدش بيشوفه أصلا بس هى جت و عملت اللى عمره ما تخيله و عنيه لمعت بالدموع اللى عمرها ما عرفت طريق عنيه بس هى قدرت تحرك قلبه فى أقل من الثانيه و كأن العالم كان بياخده فى حضنه لأول مرة من قسوة الأيام عليه و اكتفى بهز راسه و هو مبتسم بامتنان و فرحة ليها و هو بيقولها بحب
_ " عحبتنى و خطفت قلبى كمان "
و كمل و هو بيمسك إيديها بحماس؛ علشان يقومو
_ " بس أنا عندى فكره أحلى، تعالى معايا "
دارين باستغراب و تساؤل: " هنروح على فين بس "
_ " تعالى معايا بس و ثقى فيا "
قالها و هو بيبص فى عينيها بعمق كأنه بيرسل ليها بعينيه تأكدلها على إنها تطمن و هى معاه و قالت بدون وعى
_ " أنا واثقه فيك "
ابتسم ليها بحب أول ما سمع الجمله منها و حس بشىء غريب فى قلبه بيتحرك لكن حاول يتجاهله و أخدها و ركبو العربيه و هو كان فاضل سايق لحد ما وصلو بعد وقت لمبنى كبير دارين استغربته لكن أول ما شافت الاسم و عرفت إنه ملجأ زاد من
حيرتها و هى مش قارة تفهم هما جُم هنا ليه لحد ما ما اتكلم
و قالها بتشجيع
_ " يلا انزلى و أوعدك مش هتندمى "
بصت فى عينيه و هى حاسه بقلبها هيخرج من مكانه نزلت من العربيه و هو كمان و مشيت معاه و معاهم التورته و دخلو الملجأ و كان بيسلم على الناس و هو ماشى، واضح كده إن كل اللى هنا يعرفه و بعد شويه دخل جوا المبنى و فى مجموعة أطفال بتلعب مع بعض و أول ما شافوه جريو عليه و حضنوه بفرحه و هو قعد على الأرض فى مستواهم و حضنهم كلهم بحب و بعد كده وقف جنبها و هو بيقدمها للأطفال
_ " يا ولاد دى طنط دارين، تعالو سلمو عليها "
و فعلا الأطفال جريت عليها و خضنوها بحب و هى كمان كانت مبسوطه جدا وسطهم و بعد كده اتكلم بصوت عالى بحماس و فرحه
_ " طب بما إننا كلنا مع بعض فانا انهارده نويت احتفل بعيد ميلادى معاكو و هناكل التورته كلنا "
هللو الأطفال بفرحه كبيره و فضلو يتنططو بسعادة و هو قالهم إن شويه و هيجى معاهم يحتفل و بعد كده أخدها و مشيو شويه لأوضه فى المبنى و هى استغربت و قالت
_ " هو احنا رايحين فين "
إلياس بابتسامة: " استنى و هتعرفى "
و فضلو ماشين لحد ما وصلو لأوضة فيها رسومات و ألعاب كتير و فيها بنت قاعده و بترسم و شكلها كان مندمج فى الرسم أوى و شافت إلياس بيقرب منها و بيقولها بمشاكسه
_ " ياه معقوله مندمجه فى الرسمه لدرجة محستيش بوجودى "
لفت البنت ليه و بصتله بفرحة و طلعت تجرى عليه و هى بتحضنه بحب و بتقوله بطفوله
_ " وحشتنى أوى يا إيسو "
_ " و أنتِ كمان يا أميرة إيسو وحشتيني المهم بقى قوليلى إيه الرسمه اللى خلتك متحسيش بوجودى كده "
سابته و مسكت الرسمه و خبتها ورا ضهرها و هى بتبتسمله
_ " الأول غمض عنيك بعد كده هوريهالك "
ضحك ليها بفرحه و غمض عنيه و هى طلعت الرسمه ووحطيتها قدامه بفرحة
_ " فتح بقى "
فتح عينه و فرح من قلبه أول ما شاف رسمه كانت رسمهاله ليها و ليه و ماسكين إيد بعض و بيلعبو و قالتله بسعادة و طفولة
_ " كل سنه و أنتَ يا أجمل إيسو فى الدنيا "
حضنها بسعادة و فرحة اكتاحت قلبه و قالها
_ " و أنتِ طيبه يا أجمل نورين فى الدنيا كلها يا قلب إيسو أنتِ"
و كل ده كان قدام دارين اللى كانت واقفه و هى مبسوطه و متأثره بكمية الحب اللى بينه و بين الطفله دى على الرغم من
إنها متقربلوش إلا إنه من شكله باين عليه بيحبها جدا كأنها بنته، و بعد كده شافته و هو ماسك إيد البنت و بيقربو منها و هو نازل لمستوى نورين و بيقولها
_ " بصى بقى نورى دى دارين هى تبقى صاحبتى و هتبقى صاحبتك أنتِ كمان يلا سلمى عليها "
و قبل الصغيره ما تمد إيديها ليها كانت دارين نزلت لمستواها و هى بتاخدها فى حضنها و بتسلم عليها بحب
_ " إزيك يا نورين، عامله ايه ؟ "
نورين بطفوله: " أنا كويسه يا طنط "
دارين بعبوث مصطنع: " لأ متقوليليش يا طنط بصى أنا إسمى صحيح دارين بس أنتِ عشان مميزة و غير أى حد هتقوليلى يا ديرو، اتفقنا "
نورين بفرحة: " اتفقنا يا ديرو "
_ " قلب ديرو أنتِ يا نورى "
و حضنتها مرة تانيه و كل ده قدام إلياس اللى كان واقف و هو شايف حبها ليها و حقيقى عرف إنه برغم الجمود و الصلابة اللى هى فيها إلا إنها عندها حب و حنية مش عند حد و قلبه كان حاسس من أول ما شافها إنها مش ذى ما كل الناس بتقول عنها بس هو للأسف مش عارف إشمعنا قلبه صدق غير كده، خرج من شروده عليهم و هو بيقول لنورين بابتسامة
_ " يلا بقى يا نورى روحي عند الميس؛ علشان بتحضر التورته "
جريت نورين بسرعه و فرحة، أما دارين فضلت تبص لإلياس و هى فى عينيها حاجات كتير منهم حب و منهم تساؤل و منهم إعجاب و منهم استغراب و هو شاف الحيرة دى و قرب منها و قالها بهدوء
_ " طبعا هتقوليلى إيه اللى جابنا هنا و ليه... "
قطع كلامه جملتها و هى بتقوله بهدوء
_ " لأ أنا مش هقولك جينا هنا ليه بس أنا عندى سؤال تانى اشمعنا نورين اللى حسيتك إنك بتعاملها بطريقه مختلفه عن الباقى؟ "
إلياس بتنهيدة حزن: " كل اللى أنتِ شوفتيهم دول جم هنا و هما لسه عيال صغيره بيبيهات بترضع ملحقوش يشوفو أب أو أم إنما نورين هى الوحيدة اللى للأسف شافت أبوها و أمها و هما بيتخلو عنها و بتترجاهم إنها تفضل معاهم و ميسيبوهاش هنا بس هما بدم بارد سبوها و مسألوش فيها ساعتها كنت عاوزه أعرف هما ليه عملو كده فى بنتهم و أتارى إنه هما كانو أصلا متبنينها و هى صغيره و فضلت معاهم لحد ما كبرت حابه و تعلقت بيهم لأنهم مكنوش بيخلفو لكن لما عرفو إن هيجيلهم طفل من لحمهم و دمهم اتخلو عنها و سابوها كأنها لعبة وقت ما شافو حاجه أحلى راموها و مبقاش ليها لازمه عشان كده هى بتتجنب القعده معاهم برا و دايما قاعده هنا و بتحب ترسم و مكنتش عاوزه تصاحب حد؛ علشان متتعلقش بيه و يسيبها زى اللى قبليه و أنا أصلا بصعوبه عقبال ما رضيت إنها تصاحبنى و من وقتها و أنا بحبها
و بهتم بيها أكتر من أى حد "
دارين بتساؤل: " طب و اشمعنا تقلبتك أنتَ؟ "
إلياس بابتسامة حزن: " علشان مفيش حد يفهم وجع حد إلا لما يكون حاسس بيه يا حضرة الظابط "
بصتله بحزن معقوله هو ممكن يكون حصلتله نفس التجربة القاسيه دى و برغم كده قدر إن يتحدى العالم لوحده ما بقى
كده و مرة واحدة ابتسمتله و هى بتمسك إيده و بتشجعه بكلمات تحاول بيها تهون على قلبه المحتقن
_ " من النهارده اعتبر إن ده أول عيد ميلاد ليك و سنه جديدة كأنك مولود فيها من أول و جديد و دلوقتى يلا بينا نطفى الشمع يا إلياس "
بص على إيديها و ابتسم بحب شديد و قلبه حاسس إنه بيدق بطريقه عمره ما عملها قبل كده ولا بيعمله غير معاها و بس، راحو الاتنين فعلا و قعدو مع الأولاد يحتفلو بعيد الميلاد و بعد شويه خلصو و مشيو من الملجأ و هو بيوصلها البيت و بعد مده وصل و هى كانت هتودعه بس وقفها كلمته
_ " شكرا "
_ " على إيه؟ "
إلياس بعشق و سعادة: " على كل حاجه يا دارين "
ابتسمت بكسوف و نزلت من العربيه و هى بتشاورله و هو أول
ما شافها اختفت شغل العربيه و راح لبيته، و بليل فى الساعه ١٠ كانت قاعده و هى بتمسك التليفون و بتبص على الصور اللى اتصوروها فى العيد ميلاد و عمال بتدقق فى وشه و ضحكته
و عينه و كل حاجه فيه، هى خلاص مبقتش عارفه إيه اللى بيحصلها معاه مبتحسش بحاجه و هى جنبه، بس يا ترى ليه
ليه هو بالذات اللى بتحس معاه كده و إيه السر فى كده، لكن فجأه قطع تفكيرها صوت رنة موبايلها و هى بتشوف إسمه اللى بيرن عليها و ردت بسرعه
_ " ألو "
_ " شكلك كنتِ بتفكرى فيا و اتصلت فى وقتى "
دارين بضحك: " بصراحه أه أنت شكلك ظابطها "
_ " لأ ده مش أنا اللى ظابطها ده قلبى هو اللى ظابطها "
دارين بتوتر و كسوف: " ه هو أنتَ ي يعنى اتصلت ليه؟ "
_ " إنزلى و أنتِ هتعرفى "
و قفل المكالمه و هى انصدمت لكن قررت تنزل و تفهم ليه قالها كده و فعلا قامت و غيرت لبسها و خرجت و قبل نا تنزل اتأكدت إن باباها نايم و نزلت و شافته قدامها و هو واقف بطلته الجذابه و هو لابس چاكت إسود جلد و بنطلون إسود و كان ساند على موتسيكل وراه و مش فاهمه إيه اللى جابه هنا و راحتله و هى بتسأله باستغراب
_ " أنتَ إيه اللى جابك هنا فى الوقت ده؟ "
_ " إيه رأيك تعيشى مغامرة دلوقتي "
بصتله بعدم فهم و هو راح عند الموتسيكل و ركبه و شارلها على ورا إنها تقعد و هى ضحكت بعدم تصديق
_ " ده بجد! "
هز راسه ليها بتأكيد و هى جريت بحماس و قعدت فعلا وراه بفرحة و هو بيبص عليها و قالها بحذر
_ " إمسكى فيا كويس؛ علشان متوقعيش "
و فعلا نفذت كلامه و مدت إيديها الاتنين بتوتر و هى بتلف إيديها حوالين وسطه تمسك فيه... أما هو فحس برعشه فى جسمه من لمستها هى أول ست تقرب منه و تلمسه كده هى الوحيدة اللى هدم كل الحواجز عشانها و مرة واحدة مشى بالموتسيكل و هما مبسوطين و دارين كانت كل شويه تسيبه
و تقف تفرد إيديها و تحس بالهوا كأنها طير بيتحرر و بيطير
فى الجو حقيقى عمرها ما حست الإحساس ده قبل كده و من غير وعى سندت راسها على ضهره بفرحة و هو كان حاسس بيها و قلبه بيرفرف من السعاده و مرة واحدة سرع فى سواقته و كان فيه منحدر صعب يتجاوزه لحد ما مرة واحدة نط بالموتسيكل من فوق بحركات محترفه و كأنه متعود عليها من زمان و هى مش مصدقه احترافيته بالطريقه دى لحد ما بعد شويه وصلو لمكان على النيل و نزلو وقفو قدامه و هما مستمتعين بالهوا و سألها بسعادة
_ " مبسوطه "
دارين بسعادة بدون وعى: " مبسوطه؛ علشان معاك "
اتصدم من اللى قالته و هى مكنتش تقل عن صدمته من اللى قالته بس اتمالكت نفسها و نزلت عينيها فى الأرض و هو قرب منها و همس بصوت عاشق ملهوف
_ " دارين "
رفعت عينيها فى عينه و هى بتبصله بعمق و هو ابتسم ليها
و قالها بصوت أول مرة يحسه
_ " أنا عمرى ما كان فى حاجه غاليه فى حياتى أو متمسك بحاجه فى الدنيا دى ولا عمرى حسيت بده "
و حط إيده على قلبه و هو بيكمل بصدق
_ " ده عمرى ما حسيت بيه قبل كده أنا كنت عايش و بس من غير إحساس ولا خوف لكن من ساعة ما شوفتك و هو مبيثبتش فى مكانه معاكى أنتِ و بس بيدق تفتكرى ده معناه إيه؟ "
أما هى كانت و اقفه و قلبها بينط و كأن هيحصلها حاجه حطت إيديها على قلبها و ردت بدون تفكير
_ " مقدرش أقولك على حاجه أنا كمان حساها و مش عارفه سرها إيه بس كل اللى أعرفه إن السؤال و الجواب هى دقة
قلبنا اللى بتبقى مجنونه و إحنا مع بعض "
مسك إيديها بحب و هو بيقول بنبرة متيمة
" أنا عن نفسى عرفت الجواب و أنتِ؟ "
و هى ابتسمتله و ردت و هى بتهز راسها بإيجاب ليه و فضلو على الحال ده شويه لحد ما قررو يمشو و ركبو الموتسيكل و
وصلها البيت و نزلت و قبل ما تمشى قالها بابتسامة و عشق
_ " هتوحشينى "
دارين بعشق و خجل: " و أنتَ كمان "
و جريت على فوق بسرعه و هو ابتسم و حط إيده على قلبه
و هو بيقول بهيام
_ " بحبك يا دارين*** و كمل بحزن *** سامحينى "
و بعدها مشى و راح لبيته
*********
و بعد يومين كانت دارين راكبه عربية الشرطه و هى بتتجه لأحد أكبر قاعات المؤتمرات اللى اتكلفت بحمايتهم؛ لأن جالهم إخبارية بوجود القناص و هى قررت إنها لازم تمسكه انهارده حتى لو كلفها حياتها و بعد مده وصلت و العساكر حواليها و هما بيحاولو يأمنو المكان و هى كانت واقفه و مشغله جميع حواسها فى انتظار أى هجوم لحد ما عدى وقت و المؤتمر خلص و الرؤساء بدأو بالخروج و الأمن محاوطهم و هى اطمنت لما الكل كان قرب يمشى ولكن مرة واحدة انطلقت طلقة اخترقت أحد الرؤساء و وقع على الأرض جثه هامدة، الكل كانت فى حالة صدمه و هى كانت بتدور بعينيها عن مصدر الطلقه لحد ما وقعت عينيها على خيال شخص و هو بيراقب المكان مفكرتش كتير و جريت تجاه المكان ده بأسرع ما يمكنها و هى مش شايفه حد حواليها... أما هو شافها و هى بتجرى تجاهه و عرف إنها شافته قرر يهرب بسرعه من المكان، هى بالذات مينفعش تشوفه و جرى بسرعه و هو بيهرب من الباب الخلفى بس الصدمه أول ما شافها واقفه قدامه و هى مصوبه المسدس بتاعها تجاهه و بتقوله بتحذير
_ " إثبت عندك يا قناص أنتَ مطلوب القبض عليك "
كانت عينيها ثابته عليه و هو كان بيحاول ميبصلهاش جامد فى عينيها و رفع إيده و هى قربت منه شويه و مرة واحدة ضرب إيديها بالشنطه اللى كانت فى جنبه و هى مفكرتش قبل ما تهجم عليه و هو بيحاول يصدها و ميأذيهاش لحد ما شافها و هى بتنط؛ علشان تضربه برجليها لكن هو قدر بكل سهوله إنه يعرقلها و ضرب رجليها بعد ما نزل تحتها و هى وقعت على الأرض بس بسرعه قامت و هى بتشوفه واقف و هو بيستعد لأى حركه منها
لكن هى فضلت واقفه مكانها و استغرب من كده لكن عرف كده بعد ما حط حسن المسدس على راسه من ورا و هو بيقول بوعيد
_ " اتشاهد على روحك يا قناص "
لف ليه و هو شايفه بيسحب أجزاء المسدس استعدادًا لقتله لحد ما هى اتكلمت باعتراض و غضب
_ " لأ يا حسن متموتوش إحنا هنسلمه للشرطه "
لكن هو مكنش سامعها و كان مُصر على قتله و لما شافته دارين إنه خلاص هيدوس جريت تجاهه و هى بتمنعه بصوت عالى
و أول ما انتبه ليها استغل القناص ده و مسك إيده اللى فيها السلاح و هما الاتنين بيتخانقو عليه و هى اتدخلت بينهم و هى بتحاول تنهى الاشتباك ده عشان ميتصبش حد منهم بس الاتنين كانو بيصارعو بعض و مش مهتمين مين اللى هيموت لحد ما وصلو لحافة السور و دارين كانت واقفه لكن حسن زقها بقوة و رجليها فلتت و قبل ما تقع مسكت فى السور و هى خايفه و بتحاول تطلع و حاسه إنها خلاص هتموت حاولت كذا مره ترفع نفسها لكن من غير فايدة و فى أخر مرة كانت إيديها فلتت و غمضت عينيها و هى بتستسلم للموت لكن فجأه حست بإيد بتمسكها بقوة افتكرته حسن بس اتصدمت أول ما فتحت عينيها و لقت القناص اللى كان بيحاول يسحبها تجاهه و فضل يحاول و هما الاتنين باصين فى عيون بعض و هى شافت نظرة خوف فى عينيه لحد ما اتحامل على نفسه و شدها بقوة لحد ما طلعت و قعدو هما الاتنين و هما بينهجو و هو قام مرة واحدة وقف و بصلها بعمق و جرى بسرعه لحد ما اختفى من قدامها... أما هى فضلت ثابته مكانها و هى حاسه إنها مشلوله مش قادره تفكر ولا تتحرك و لمحت حسن اللى كان مرمى و فاقد الوعى و العساكر اللى حاوطوها و هما بيطمنو عليها إنها بخير و هى مكنتش بترد على حد ولا سامعه حد، و بليل كان قاعد فى بيته و هو بيفكر يكلمها ولا لأ، هو خايف عليها و مش عارف جرالها إيه بعد ما سابها و راح نحية تليفونه بس قبل ما يتصل سمع صوت جرس الباب و استغرب مين اللى ممكن يجيله دلوقتي اتجه ليه و راح فتح الباب و اتجمد مكانه أول ما شافها واقفه قدامه ملامحها خاليه من أى تعبير
إلياس باستغراب: " دارين، فى إيه مالك يا حبيبتى؟ "
متكلمتش و فضلت باصه فى عينيه و دخلت و قفلت الباب و قالتله بنبرة هاديه
_ " مضايق من وجودى؟ "
إلياس برفض: " لأ طبعاً بالعكس "
و مرة واحدة اتفتحت فى العياط و هى بتقوله بتعب
_ " أنا تعبانه، تعبانه أوى يا إلياس "
هو كان مذهول من شكلها أول مرة يشوفها و هى بتعيط كده قرب عليها و هو بيمسح دموعها بحنان و بيسألها
_ " إيه يا حبيبتى اللى تعبك؟ قوليلى و أنا جنبك "
متكلمتش و عياطها زاد لحد ما مسك إيديها و دخلها جوه
و قعدها على الكنبه بهدوء و هو لسه بيسألها بقلق
_ " يا حبيبتى فهمينى إيه اللى تعبك طيب احكيلى "
بس بردو مردتش و هى بتحاول تاخد نفسها و قام بسرعه
_ " أنا هروح أجبلك ميه لحظه واحده "
و قام بسرعه و مشى خطوتين بس فى لحظه وقف مكانه بعد ما سمع أكتر صوت ودنه حافظاه فى حياته و هى كانت شد أجزاء السلاح اللى بعديه علاطول سمع صوتها التحذيرى
_ " إثبت مكانك يا قناص "
غمض عينه بوجع، هو كان عارف إن اللحظه دى هتيجى بس متوقعش تيجى كده و فتحها و هو بيبتسم بلا مبالاه و هو بيلف ليها و بيسقف بفخر و حط إيده فى جيبه
_ " براڤو، براڤو عليكى يا حضرة الظابط قدرتى تكشفينى فعلا أنا قناص المدينه اللى كل الناس بتترعب منه و دوخ الداخليه كلها و محدش قدر يمسك عليه حاجه *** و كمل بخبث *** حتى أنتِ يا دارين "
دارين باستغراب: " قصدك ايه؟ "
إلياس بسخريه: " قصدى إنك دلوقتي كشفتى إنى القناص بس تقدرى تقوليلى إيه اللى معاكى يثبت إن أنا القناص "
اللعنه، اللعنه على قلب حب تعلب ماكر متجسد فى شخصية إنسان بخبث و مكر محدش يتخيله، هى إزاى اتخدعت فيه كده إزاى قدر يضحك عليها و يلعب بيها... أما هو كمل بخبث
_ " إيه سكتى ليه، ملقتيش حاجه ولا إيه "
دارين بغضب: " أنتَ إنسان حقير و زباله خدعتنى و لعبت بيا
و أنا اللى فكرتك نضيف و محترم طلعت واحد مخادع و ندل
و استغلتنى، عملت كده ليه؟ ها! قولى عملت كده ليه؟ ليه رسمت عليا دور الحب كنت حابب توصل لإيه باللى بتعمله فهمنى ها! "
إلياس بحزن: " أنا ممثلتش عليكى يا دارين أنا فعلا حبيتك و من قلبى أنا صحيح فى الأول كنت بلعب عليكى لكن والله أنا حبيتك بجد و مكذبتش عليكى فى ولا حاجه قولتهالك "
دارين بإنهيار: " كداااب، أنت واحد كداب و غشاش و أنا بقى مش هستنى الحكومه تقبض عليك و تموتك أنا هخلص عليك
بإيدى و ريح الكل من شرك "
قالتها بإصرار و هى بتحط صوبعها على الزناد لكن هو فجأها لما قرب منها أكتر و وقف فى وش المسدس و هو بيقول بتحدى
_ " إعمليها يا دارين، يلا، يلا اقتلينى و انتهزى الفرصه "
إيديها اترعشت و هى بتبص فى عينيه و فضلت كده لا منها بتتراجع ولا منها بتتقدم لحد ما شهقت أول ما فاجأها و هو بيسحب منها المسدس و هو بيوجهه تجاهها
_ " مش قولتلك انتهزى الفرصه و اقتلينى بس للأسف أنتِ غبيه و ضيعتى الفرصه من إيدك يا حضرة الظابط "
و قرب المسدس من راسها و هى كانت واقفه ثابته و مش فارق معاها لحد ما داس على الزناد و كانت مستنيه قدرها و تموت بس اتفاجأت لما لقت المسدس مفيهوش رصاص و هو ابتسم بسخريه و حط المسدس فى إيديها و هو بيقول بهمس يخوف
_ " لو كنت عاوز أقتلك كنت سبتك تموتى الصبح "
دارين بحزن: " ياريتك كنت سبتنى أموت على إنى كنت أعرف الحقيقه دى، أنت عارف أنا كان شعورى إيه و أنا ببص فى عينيك ببص فى عين حبيبى مش عين القناص و أصحى على حقيقه أوحش من موتى ألف مرة، نظرة عينيك اللى شوفتها خلت قلبى يموت مليون مرة و أنا الشخص اللى مطلوب منى أسلمه بإيدى للعداله هو حبيبى، هو القناص اللى الدنيا مقلوبه عليه، هو الحاجه الوحيده اللى خلى ده قلبى يدق، هو القاتل، حبيبى القاتل "
_ " ساعات الدنيا بتجبرك على حاجات مكنتيش تتمنيها؛ علشان كده الطريق ده جالى و أنا مستسلم ليه و متراجعتش عنه و أنا عارف أخرى إيه يا حضرة الظابط "
دارين برجاء: " سلم نفسك، سلم نفسك أحسنلك يا إلياس "
_ " مش هسلم نفسى يا دارين و امشى يلا حالا و أه صحيح "
و مرة واحدة إيداها خزينة الطلقات بتاعت المسدس و قال بسخرية
_ " أصل من كتر ما ركزتى فى عينيا وقعتيها منك للأسف "
مشيت للباب بحزن و قبل ما تخرج بصتله بشفقه و هى بتحذره
_ " أنا حذرتك يا إلياس و خليك فاكر إنك اعترفت نهايتك إيه "
و مشيت وقفلت الباب، أما هو كان مش شايف أى حاجه قدامه
و كسر كل حاجه حواليه و هو حاسس إنه بيتخنق و نزل على الأرض و قعد يعيط بندم
_ " سامحينى يا دارين أنا والله حبيتك بجد بس خلاص طريقى مبقاش فى رجوع... بحبك "
و بعد كام يوم فى احتفال كبير فى الميدان العام و كل الظباط
و العساكر محاوطين المكان بعنايه و هى كانت واقفه بتراقب الوضع و هى خايفه من ظهوره، خايفه يعمل حاجه تانى بس هى المرادى مش هتسمحله... و فى برج كبير بعيد عن الاحتفال كان واقف و هو بيبص عليهم و شايفها و هى واقفه بتراقب المكان
و ابتسم بسخريه عليها لحد ما بعد وقت وصل الهدف اللى كان عاوزه جهز قناصته و هو بيوجهها ليه و مش مركز فى حاجه حواليه غير الهدف سحب أجزاء القناصه و هو بيستعد و فى ثانيه خرجت الطلقه من مكانها بس علشان تستقر فى جسم دارين، بص بصدمه عليها و هو شايفها، شايف حبيبته و هى بتسيح فى دمها بعد ما وقعت على الأرض، شاف نظرتها ليه
و هى بتعاتبه و من غير ما يحس جرى بسرعه تجاه الإحتفال
و لسوء حظه إنه وقتها فاضل ماسك القناصه بتاعته و دخل وسط الناس لحد ما بقى فى وسطهم و هو شايفها مرميه على الأرض و بتبص عليه بتعب و لوم و لسه هيقرب منها بس وقف أول ما حس بصوت طلقتين اخترقو جسمه من ورا و هى اتصدمت من المنظر و عيطت بحرقه و هى بتنفى براسها
و بتصرخ
_ " لأ وقفو لأ متعملوش كده أرجوكو لأااا "
بس هو مستسلمش و حاول يتقدم تجاهها بس للأسف أخد رصاصتين كمان فى صدره و كان لسه هيرفع قناصته بس هما مدوش ليه الفرصه و خرجت كل الطلقات تجاهه من كل اتجاه لحد ما دمه اتصفى، وقع على الأرض بدموع و تعب و برغم كده حاول يزحف لدارين المنهاره و بتتوجع فى نفس الوقت و هو مكنش همه حاجه غير هى و بس فضل يزحف بتعب و دموع لحد ما أخيراً وصلها و إيده الغرقانه بالدم لمست وشها و هو بيتحسسه و باصين فى عيون بعض و دموعهم اختلطت كأنها
زى المطر و هى كمان حطت إيديها عليه و هى بتتحسسه و شايفه دمه زى الشلال حواليها قرب راسه من راسها و هو
بيتكلم بألم
_ " أ أنا، أنا أسف يا دارين بس أنا ك كنت عارف إن دى النهايه أسف إنى حبيتك و قربت و و أنا اللى مكنتش قد القرب ده أنتِ أجمل حاجه حصلتلى فى حياتى و إن شاءلله هتعيشى و تكملى
أنا، أنا مش زعلان إنى هموت أنا بس زعلان إنى مش هشوف عيونك الحلوه دى تانى "
و قرب من راسها و باسها عليها بدموع
_ " بحبك يا دارين "
دارين بوجع: " إلياس "
ابتسم لها بحب و مرة واحدة خارت قواه و راسه وقعت عليها لحد ما بقى جثة هامدة، أما هى صرخت بدموع و قهر على حبيبها و قناص قلبها لحد ما تعبت و غمضت فى حضنه باستسلام
" أه و أه من وجع حبيب مدامش "
" و تعب قلبى اللى مراحش و ملمش "
" الدموع حارقه و الوجع مبيوقفش "
" و النار قايده على حبيبى و مبتتشفش "
" الناس حسدتك على شجاعتك و جمودك "
" و مشفكش يوم و أنت ضعيف و رايح صمودك "
" عينيهم حسدتك و الغيره نهشتك "
" لحد ما تايه و مش شايف حواليك دنيتك "
دموعها نازله عليه مش بتقف و هى قاعده جنب قبره و بتحسس بإيديها عليه و بتقول بلوم
_ " قولتلى إنك كنت عارف النهاية صح! مبسوط دلوقتي ها، مبسوط و أنتَ شايفنى كده، قربت ليه؟، قربتلى ليه و خلتنى أحبك ليه؟ ليه وجعت قلبى من الفراق، أنا لحد دلوقتي المنظر بيطاردنى فى أحلامى و مش قادره أنساه أو أتجاوزه؛ لأنه عمره ما هيتنسى، عمره "
و فضلت تعيط بحرقه بس بعد كده قالت بفرحه
_ " بس أنا، أنا عاوزاك تفرح أنا جبتلك حقك و قبضت على العصابه و انتقمت منهم و أنت دلوقتي أكيد مرتاح "
و ملست على القبر كأنه و شه و الرماد أختلط بإيديها و قفلت إيديها حطتها على قلبها و هى بتفتكر لما لاقو الورق و المستندات فى شقته و هو عارف إنه مش هيرجع و كان واثق إنها هتقبض عليهم، وقفت و هى بتبص للقبر بحزن و بتقوله بوعد
_ " أنا هاجى أزورك كل شويه و متخافش أنا هاخد بالى من الملجأ و من نورين كأنك موجود و عمرى أبدا ما هنساك يا إلياس يا قناص قلبى "
و ابتسمت بحزن و مشيت بصعوبه و ركبت عربيتها تجاه الملجأ و بعد شويه فى الملجأ بعد ما دارين راحت؛ علشان تزور الأطفال و بعد كده راحت لنورين اللى أول ما شافتها حضنتها بفرحة و سألتها بحزن طفولى
_ " هو إيسو مش ناوى يرجع بقى يا ديرو ده وحشنى أوى "
دارين و هى بتحاول تكتم دموعها: " للأسف هو مش هيجى دلوقتي خالص هيطول شويه بس تعرفى إن هو شايفك و أنتِ
لأ "
نورين بتساؤل: " إزاى يعنى يا ديرو "
_ " يعنى دلوقتى هو حوالينا فى قلبنا و حاسين بيه و كل ما تكونى عاوزه تشوفيه بصى فى السما و كلميه و هو هيشوفك
و يسمعك "
_ "بجد!"
_ " أيوه بجد "
و فضلو واقفين و هما باصين للسما بحب
النهايه
تمت بحمدالله
