اسكريبت الزوجه الصالحه ( كامله جميع الفصول) بقلم ندي السيد


اسكريبت الزوجه الصالحه الفصل الاول بقلم ندي السيد 

-" بيتنا كُله ولع، مابقاش فيه رُكن سليم ".

جُملة قالها إياد بعياط، وهو بيكلم أخوه في الغُربة 


مؤمن اتصدم ،وبدأ يلف حوالين نفسه من التوتر اللي أتمكن منه:

-" أنت بتقول ايه يا إياد، أمتى ده حصل، وإزاي "؟

إياد مَسح دموعه، وحاول يهدي نفسه عشان يعرف يتكلم بهدوء:

-" كُنا عند عمتو وداد بالموسم، فجأة جالنا إتصال من الجيران إنه بيتنا بيولع ".

مؤمن قعد على كُرسي كان وراه، وبدأ يهدّي أخوه :

-" طب أهدى بس، إن شاء الله، بابا فين أكلمه ".


-"إياد عياطه زاد، وماقدرش يتكلم، وفضل ساكت لثواني ".


مؤمن بخوف:

-" ما تنطق يا إياد، بابا فين أكلمه ".

إياد بشهقات متقطعة:

-" بابا دَخَل في غيبوبة أول ما شاف مَنظر البيت ".

مؤمن قلبه وقع من القلق، والخوف على باباه:

-" ده يوم مش فايت بقى،طب ماما فين هي، وملك، طمني عليهم ".

إياد بنبرة حزينة:

-" عند بابا جوا، ماتقلقش عمامي جُم كلهم ".

مؤمن بسرعة:

-" أديني عمي صالح أكلمه، وخليك جمبهم ماتسبهمش دقيقة واحدة ".


-" إياد دَخل الأوضة اللي باباه موجود فيها، وقال لعمه إنه مؤمن عايز يكلمه ضروري ".


صالح طلع برا، و حَاول يطمن مؤمن على باباه:

-" ماتقلقش يا مؤمن، أنا جمب اخويا ماتخفش عليه ".

مؤمن بخوف:

-" بالله عليك يا عمي ما تكدب عليا، قُل لي بابا كويس ولا لا، وماما عاملة ايه دلوقتي ".

صالح في محاولة إنه يطمن مؤمن أكتر:

-" والله يا ابني باباك كويس، الدكتور قال إنه زعل جامد، ودخل في غيبوبة، وهيفوق كمان ساعة، أو اتنين بالكتير، ومامتك، وأختك في الحفظ ،والصون ".

مؤمن هِدي شوية، وأطمن على أهله، وقال لعمه:

-" أبعتلكم كام عشان مصاريف المستشفى، وكمان أهلي هيقعدوا فين، إياد بيقول لي إنه البيت كُله بقى زي الفحمة ".

صالح بهدوء:

-" ماتبعتش فلوس ولا حاجة، عيب عليك أنا موجود، ودفعت كل حاجة، وأنا يا سيدي بيتي مفتوح ليهم ".

مؤمن بقى رايح، جاي في مكان شغله من التوتر، وقال بزعل:

-" بس يا عمي يدوب بيتك مكفيك أنت، وعيالك، كدا هنتقل عليك، أنا هبعت مبلغ مُحترم تتأجر لهم شقة كويسة يفضلوا فيها لحد ما الأمور ترجع لمجراها ".

صالح بعد تفكير:

-" تمام ماشي، بس أنا هاخدهم عندي على البيت لحد ما تبعت الفلوس، ولو مامعكش فلوس كفاية قول، وأنا هتصرف أنا، وأعمامك ".

مؤمن رد عليه بسرعة:

-" لا ماتقلقش، كمان ساعة كدا، وهبعت الفلوس ".


-" مؤمن قَفل مع عمه، وقعد يفكّر يجيب فلوس تكفيهم منين، بقاله كذا يوم ماشتغلش، ويدوب الفلوس اللي معاه تكفيه".


دخل عليه إسلام صاحبه، واتفاجئ من حالة مؤمن اللي كان باين عليه الزعل، قال له بترقب:

-" في ايه يا مؤمن، أنت كويس "؟

مؤمن بص له بقلة حيلة، وقال له:

-" مش كويس خالص يا إسلام، بيتنا اللي في مصر أتحرق، ولازم أوفر لهم فلوس عشان تقضيهم، أنا مش عارف أتصرف إزاي، قُلت لعمي كمان ساعة ،وهجهز الفلوس، وأنا مش عارف أجيبهم منين ".

إسلام بصدمة:

-" لا حول ولا قوة إلا بالله، قدر الله وما شاء فعل، أهم حاجة إنه أهلك كويسين ".

مؤمن بتنهيدة:

-" الحمد لله ".

إسلام غاب نص ساعة، ورجع لمؤمن لقاه حاطت إيده على رأسه، وباصص في الأرض، راح له، وقال له:

-" أنا أتصرفت لك في المبلغ ده، وشوف اللي معاك، وابعته، دول هيكفوا إيجار شهر واحد، ومصاريف البيت لحد ما الأمور تتعدّل".

مؤمن بإمتنان:

-" والله العظيم ما عارف أشكرك إزاي، تسلم يا حبيبي، وعد مني هرجعهم أول ما أموري تتحسّن".

إسلام طبطب على كتف مؤمن، وقال بنبرة هادية:

-" يا ابني مفيش بينّا شُكر ، مش أنت بتعتبرني أخوك، ولا هو كلام، وخلاص ".

مؤمن اتأثر بكلامه، وقال له بهدوء:

-" حقيقي أنت ونعم الصاحب، ربنا يجعل الفلوس دي في ميزان حسناتك ".

إسلام بابتسامة:

-" آمين، روح بقى حاوِل تبعتهم عشان يعرفوا يتصرفوا ".


-" مؤمن راح بسرعة للبنك عشان يحوّل الفلوس، استلف من صاحب الشغل مبلغ كبير بحيث يشتروا هدوم جديدة مكان اللي اتحرقت ".


| بعد نص ساعة |


مؤمن اتصل بعمه، وقال له:

-" الفلوس بعتها عن طريق البنك، أتمنى المبلغ ده يكفيهم، لو الفلوس قصَّرت يبقى كملوا أنتوا ".

صالح برزانة:

-" تمام، أنا هبدأ أدوَّر لهم على شقة مفروشة تكون كويسة ".

مؤمن أتنفس بهدوء، وقال له بإمتنان:

-" شكرًا على وقفتك جمب أهلي ، جميلك فوق راسي ".

صالح بهدوء:

-" ده أخويا يا مؤمن، وعمري ما أتخلى عنه في محنته".


-" قفلوا مع بعض، وصالح راح قال لمامت مؤمن على الفلوس اللي اتبعتت، واتنقاشوا كلهم مع بعض هيباتوا فين الليلة ".

-"نبيلة الحُزن بان في ملامحها، وصوتها،و بدأت تخلص إجراءات خروج جوزها من المستشفى، أخدت إياد، وملك، وراحت على محل ملابس عشان تشتري هدوم بدل اللي أتحرقوا ".

ملك بعياط:

-" ماما أنا مش قادرة أقف على رجلي، هقعد هنا أستانكم ".

إياد سند أخته، وقال لها بحنان:

-" تعالي معايا أوديكِ لبيت عمي ترتاحي ".

نبيلة بصت لبنتها بِحُزن :

-" روحي يا حبيبتي مع أخوكِ ، أنا هشتري الهدوم، وأمشي على طول ".


-" إياد وَصل ملك لبيت صالح، وقال لهاجر بنت عمه تاخد بالها منها، وبعدها رجع لمامته على المكان اللي سابها فيه ".


إياد بسرعة:

-" ماما، معلش اتأخرت عليكِ".

نبيلة بابتسامة باهتة:

-" لا يا حبيبي ماتاخرتش ولا حاجة، يلا ندخل عشان ما نتاخرش أكتر من كدا ".


-" بعد ما خلصوا رجعوا على بيت صالح، أطمنوا على عبدالله، ومرات صالح، وبنتها حاولوا يخففوا عنهم شوية ".

بُشرى بابتسامة لطيفة:

-" اتفضلي يا نبيلة، البيت بيتك يا حبيبتي ".

نبيلة اكتفت أنها تبتسم لها، وقالت لها بإمتنان:

-" تسلمي يا حبيبتي، والله جِميلك ده فوق راسي ".

بُشرى بِود :

-" أنتِ أختي، وسلفتي، يعني ده واجب عليا، ومفيش واجب بين الأخوات ".

نبيلة أخدتها في حضنها، وبدأت تعيط، وصوتها بيترعش من الخنقة اللي هي فيها:

-" أنتِ عارفة إنه البيت ده جوزي طَفح فيه الدم عشان يطلع له بالشكل ده، عيالي قضوا فيه طفولتهم، وكل رُكن ليا، وليهم فيه ذكريات، الحمد لله راضية بقضاء ربنا، بس الابتلاء صعب ".

بُشرى بهدوء:

-" ربنا يعوضكم يا حبيبتي، الحمد لله أنها جات في البيت، وماجتش في حد من ولادك ".

نبيلة بحزن:

-" الحمد لله يا بُشرى، أنا عاملة على مؤمن زمانه قلقان علينا، وكمان صُحابه هناك سلفوه عشان يقدر يبعت لنا حاجة تقدر تساعدنا، كان عندي إحساس السفرية دي هييجي وراها حاجة ".

بُشرى بحنان:

-" ماتقلقيش، ربك هيدبرها من عنده، لازم تكوني قوية كدا عشان ولادك ".

نبيلة بإمتنان:

-" إن شاء الله يا أم هاجر، معليش هنتقل عليكم اليومين دول ".

دخل صالح وهي بتتكلم، وقال لها بعتاب:

-" عيب عليكِ يا أم مؤمن، البيت نوّر بيكم والله، ده أنا أشيل أخويا فوق راسي ".

نبيلة بابتسامة باهتة:

-" تسلم يا رب، معلش استأذنكم أكلم ابني ".


نبيلة حاولت ماتبينش حزنها لابنها، وقالت له بضحكة مصطنعة:

-" عامل ايه يا حبيبي، ماتقلقش باباك زي الفل، وبقى كويس جدًا ".

مؤمن بِشَك :

-" ماتضحكيش عليّا يا ماما، إياد قال لي إنه بابا دخل في غيبوبة ".

نبيلة بهدوء:

-" ما هو فاق يا مؤمن، وبقى بخير، ماتقلقش، وخلي بالك من نفسك يا حبيبي ".

مؤمن أطمن شوية، وقال لمامته بحنان:

-" ماما لو أحتجتي أي حاجة قوليلي على طول، ويبقى طمينيني عليكِ دايمًا ".

نبيلة بابتسامة:

-" إن شاء الله يا حبيبي، مع السلامة، وخلي بالك من نفسك كويس، هنروح بكره نشوف شقة كويسة لحد ما الأمور تهدأ ".

مؤمن بتنهيدة:

-" طيب، ربنا معاكم ".


•مؤمن قفل مع مامته، واتصل على عمه عشان ياخد باله من باباه، ويشوف لهم شقة كويسة يسكنوا فيها. 

•اليوم عدى بين قلقهم على عبدالله، وبين إنهم بيدوّروا على شقة مفروشة ليهم .


| تاني يوم الصبح |


بُشرى بِمُحايلة :

-" يا بنتي أفطري الأول، وبعدين أمشي، هتقعي من طولك كدا ".

نبيلة اتنهدت، وقالت لها:

-" مليش نِفس يا بُشرى، يادوب نلحق نمشي دلوقتي ".

صالح بهدوء:

-" سبيها براحتها يا بُشرى ، احنا لازم نمشي دلوقتي، أنا من امبارح وأنا متصل على واحد صاحبي، وهو شاف لنا إمبارح شقة قريبة من هنا، هنروح نتفرج عليها الأول ".

نبيلة بفرحة بانت في صوتها:

-" بجد يا أبو هاجر، ماقولتش ليه من امبارح ".

صالح بضحك:

-" لسة قايل لي النهاردة، إمبارح فضل يدوّر كتير، وطول الوقت ده كان بيتفق مع صاحب العمارة ".

إياد بفرحة:

-" طيب الحمد لله يا عمي، كنا قلقانين مانلاقيش حاجة كويسة ".

نبيلة بِلهفة :

-" طب يلا نروح، يدوب نروح نتفرج عليها، ونبدأ ننقل فيها ".


-" نبيلة، وصالح، وإياد اتفرجوا على الشقة، وعجبتهم، خلصوا كل حاجة مع مالك العمارة، واتفقوا على تمن الإيجار ".

-" الشقة كانت عبارة عن 4 غُرف، وصالة كبيرة، وحمام، ومطبخ، والعفش اللي فيها كان جديد، وكويس بالنسبة لسعر الإيجار بتاعها ".


بعد ما وصلوا البيت، نبيلة راحت لعبدالله وقالت له بلهفة:

-" روحنا النهاردة نشوف الشقة، كانت جميلة أوي، وكمان واسعة، والفرش بتاعها جاهز، يعني هنروح نسكن فيها على طول ".

عبدالله بابتسامة باهتة:

-" الحمد لله، المهم يكون الإيجار كويس ".

نبيلة سكتت شوية، وبعدين قالت له:

-" بصراحة كدا عايزة أقولك على حاجة ".

عبدالله بترقب:

-" أكيد اتفضلي ".

نبيلة اتنهدت بهدوء، وقالت له:

-" بصراحة الشقة عجبتني أوي، هي عائلية، وكمان حلوة أوي، إيه رأيك ناخد الشقة دي تمليك، وبيتنا اللي أتحرق ده، نهده كله، ونبدأ نبني فيه من الأول للولاد عشان يتزوجوا فيه ".

عبدالله بتفكير:

-" و هنجيب فلوس منين للتمليك، مؤمن لسة مسافر من شهرين، يعني لسة قدامه كتير ".

نبيلة بهدوء:

-" ما هو احنا هنبيع الأرض بتاعتنا، وهنشتري الشقة دي، واللي يفضل نحوشه في المستقبل لعيالنا، وبعدين مؤمن بيشتغل شغلانة حلوة أوي، في أقل من سنة هيشطب الشقتين له، ولاخوه ".

عبدالله بتفكير:

-" معاكِ حق، أنا هتصل بمؤمن، وأقول له ".


عبدالله بصوت هادي:

-" عامل ايه يا مؤمن، بقالي يومين ماسمعتش صوتك ".

مؤمن بفرحة:

-" الحمد لله إنك بخير يا بابا، كنت قلقان عليك أوي ".

عبدالله بهدوء:

-" الحمد لله، قدر الله وما شاء فعل، المهم عايز أقول لك على حاجة مهمة ".

مؤمن بتوتر:

-" خير يا بابا ".

عبدالله حكاله اللي مامته قالت عليه، وبعدها قال له:

-" إيه رأيك بقى، نعتمد، ولا نصبر شوية ".

مؤمن أتكلم بثبات:

-" والله تفكير ماما كويس، كدا هنكون ضربنا عصفورين بحجر واحد، وأنا إن شاء الله في خلال سنة بالكتير هكون كوّنت نفسي كويس ".

عبدالله بارتياح:

-" خلاص على بركة الله، ربنا يوفقك يا ابني، وأشوفك أنت، واخواتك دايمًا في أحسن حال ".

مؤمن بابتسامة:

-" آمين يارب، استأذنك يا بابا ورايا شغل للركُب".

عبدالله بتنهيدة:

-" ربنا يعينك يا ابني، معلش هي الدنيا كدا لازم تتعب عشان تقدر تعيش ".

مؤمن بثبات:

-" إن شاء الله هعيشكم عيشة كويسة، أحسن من اللي كنّا عايشينها ".

عبدالله بتفاهم:

-" الحمد لله احنا أحسن من غيرنا بكتير، أحمِد ربنا دايمًا ".

مؤمن: -" الحمد لله، مع السلامة يا حبيبي ".


نبيلة بترقب:

-" هااا، قال لك ايه "؟

عبدالله بابتسامة واسعة:

-" قال فكرة كويسة، وهو مؤايد جدًا ".

نبيلة بفرحة:

-" الحمد لله، تعالى معانا بقى نروح نتفق على كل حاجة مع مالك العمارة ".

عبدالله قام من مكانه، وراح لبس هدومه، واستعد، وقال لهم بعد ما خَلص:

-" يلا يا نبيلة، أنا جهزت ".


-" عبدالله، ونبيلة راحوا يشوفوا الشقة، وقعدوا اتفقوا على تمن الشقة، وفي الآخر اشتروها، وكتبوا العقد ".


عبدالله بتفكير:

-" معقولة الفلوس اللي هتطلع من الأرض هتكفي، وتفيض، ولا يدوبها على تمن الشقة بس ".

نبيلة طبطبت على كتفه بحنان، وقالت له:

-" مفيش مشاكل لو أتزنقنا كام شهر، ولا حتى سنة، المهم نعيش في مكان كويس، ملك كبرت وبكرة يتقدم لها ناس نعرف نستقبلهم في مكان يليق بينا ".

عبدالله سكت شوية، وبعدين قال لها بتفهم:

-" معاكِ حق في الحتة دي ، إن شاء الله الأمور هتتعدل ".


| بعد مرور يومين |


نبيلة كانت مشغولة في تنقيل بعض المستلزمات للبيت الجديد، وقالت لملك بتعب:

-" دخلي دي هناك، وروقي الصالة كويس، كدا مابقاش قدامنا غير إني أروح أجيب طلبات البيت ".

ملك بسعادة:

-" حاضر يا ماما، هعمل كل حاجة لحد ما تيجي ".

نبيلة بفرحة بانت في صوتها:

-" تمام يا حبيبتي، الحمد لله الأمور شبه أتعدلت، لولا الفلوس اللي مؤمن بعتها، ماكناش عرفنا ناخد الشقة دي ".


-" نبيلة طلعت تتسوق، وتجيب رفايع المطبخ اللي ناقصة، وعبدالله، وإياد لسة ماجوش، وملك قعدت لوحدها في البيت مستنية حد ييجي ".


| بعد مرور ساعتين |


-"ملك خافت من القعدة لوحدها، وماكنش معاها موبايل عشان تتصل على مامتها، فضلت متوترة وكل شوية تروح، وتيجي في الشقة، وفي الآخر قررت تطلع تشوف حد من الجيران عشان تتصل على حد ".


ملك راحت للشقة اللي جمبهم، وخبطت على الباب، وقالت للست اللي طلعت لها بإحراج:

-" لو سمحتِ يا طنط، ممكن استخدم الموبايل بتاعك اتصل على ماما ".

فاطمة بابتسامة لطيفة:

-" أكيد يا حبيبتي، اتفضلي ".

ملك بإمتنان:

-" شكرًا لحضرتك، استأذنك اتصل عليها ".


ملك بخوف:

-" ماما أنتِ فين؟ بقالك ساعتين غايبة ".

نبيلة بصوت تعبان:

-" أعمل إيه بقى، رُحت السوق، وجبت خُضار ،وبعدها رحت على محل اجيب باقي الرفايع بتاعت المطبخ، في حاجات ناقصة كتير ".

ملك بارتياح:

-" الحمد لله يا ماما، طمنتيني، افتكرتك توهتي ولا حاجة ".

نبيلة بضحك:

-" عيب عليكِ هو أنا صغيرة، وبعدين رقم مين ده، يبقى خلصي معايا، و روّحي بسرعة ".

ملك بهدوء:

-" حاضر يا ماما، مع السلامة ".


ملك بعِرفان :

-" شكرًا لحضرتك، اتصلت عليها، وقالت لي أنها لسة بتشتري حاجات ناقصة من المطبخ".

فاطمة باستغراب:

-" أنا أول مرة أشوفك هنا، أنتوا هتسكنوا هنا جديد ".

ملك بابتسامة:

-" إن شاء الله، وكمان ماما بتجيب طلبات البيت عشان تيجي، وتطبخ لنا ".

فاطمة ردت بسرعة:

-" يبقى أنتوا لسة ماكلتوش حاجة، لما مامتك تيجي قولي لها ماتطبخش حاجة النهاردة، أنا هحضر لكم الغداء ".

ملك بخجل:

-" لا يا طنط، تسلمي، ماما هتيجي كمان شوية، ملوش لزوم ".

فاطمة بابتسامة:

-" يا حبيبتي أنتوا خلاص بيقتوا جيرانا، والجيران لبعضها، قوليلي أنتوا كام فرد ".

ملك بتفكير، وابتسامه خجولة:

-" احنا 4 أفراد، بس أنا خايفة ماما تزعق لي ".

فاطمة طبطب عليها بحنان:

-" ماتقلقيش، مامتك زمانها تعبانة دلوقتي، أنا كمان ساعة بالكتير هكون حضرت لكم الغداء ".

ملك بكسوف:

-" تسلمي يا طنط، أنا ممكن أساعدك ".

فاطمة بسرعة:

-" لا يا حبيبي، روحي ارتاحي شوية، زمانك تعبانة برضو، بنتي جوا هتساعدني ".

ملك بإصرار :

-" لا والله هساعدك برضو، مش أنتِ قُلتي الجيران لبعضها ".

فاطمة بابتسامة:

-" طب ادخلي، هروح أصحي سلمى، وأجي ".


فاطمة بصوت واطي:

-" سلمى، ممكن تقومي يا حبيبة ماما، في ناس ناقلين جديد، ولسة ماكلوش حاجة، قومي ساعديني أحضر لهم حاجة ".

سلمى أتقلبت على السرير بتعب، وقالت لها بصوت خافت:

-" أنا آسفة يا ماما، مش قادرة أقف على رجلي، اليوم النهاردة كان صعب عليا ".

فاطمة بزعل على بنتها:

-" خلاص يا حبيبتي، ارتاحي وأنا هتصرف ".


فاطمة طلعت لملك، وقالت لها بحرج:

-" لسة جاية من الشغل، وتعبانة، أنا وأنتِ هنحضر الأكل سوا ".

ملك بتفهم:

-" مفيش مشكلة، أنا هساعدك ".


فاطمة، وملك بدأوا في تجهيز الأكل، وبعد ساعة ،وعشر دقايق الأكل جهز، وبعدها بشوية نبيلة جات، وكمان عبدالله، وابنه ".


نبيلة دخلت الشقة مالقيتش ملك، راحت على الشقة الوحيدة اللي موجدة في الدور ،وخبطت:

-" لو سمحتِ ملك بنتي هنا ".

سلمى باستغراب:

-" ماعرفش يا طنط، استني هسأل ماما ".

نبيلة بخوف:

-" هي قالت لي أنها اتصلت من حد هنا ".

سلمى بعد ما افتكرت كلام مامتها:

-" آه صح، تقريبًا أنتوا اللي ساكنين جديد ،بنتك عندنا، بس أنا مادخلتش المطبخ عشان كدا قلت ماعرفش ".

نبيلة أتطمنت شوية، وقالت لسلمى:

-" ممكن تناديها بعد إذنك ".

سلمى بابتسامة:

-" حاضر ".


سلمى دخلت المطبخ لقيت بنت ماتعرفهاش، قالت لها:

-" تقريبًا أنتِ اللي مامتك مستنياكِ برا".

ملك بفرحة:

-" الحمد لله أنها جات، أنا هطلع لها يا طنط ".

فاطمة مشيت وراها عشان تكلم نبيلة:

-" الحمد لله إنك جيتي بعد ما الأكل جهز، تعالي ارتاحي شوية باين عليكِ التعب ".

نبيلة باستغراب:

-" أكل ايه "؟

فاطمة بابتسامة بشوشة:

-" أنا حضرت لكم أكل عشان أنتِ زمانك تعبانة، ومش هتقدري تعملي أكل، ثواني وهجيب لكم الأكل على شقتكم ".

نبيلة بابتسامة:

-" والله ما عارفة أشكر حضرتك إزاي، حقيقي مُمتنة لحضرتك ".

فاطمة ردت بسرعة:

-" لا يا حبيبي، ملوش لازمة الكلام ده، احنا خلاص بقينا جيران، وكمان ألف مبروك الشقة الجديدة ".

نبيلة بإمتنان:

-" الله يبارك فيكِ ، إن شاء الله هنكون صُحاب ،مش جيران بس ".

سلمى واقفة وساندة رأسها على الباب بابتسامة:

-" والله يا طنط جيتك هنا بمثابة حياة لماما، من كام شهر كدا بتقول لي أنا بزهق من القعدة لوحدي، وعايزة حد يونسني ".

نبيلة بفرحة:

-" إن شاء الله هنونس بعض، وبعدين ما أنتِ قاعدة مع مامتك ".

سلمى بزعل:

-" أنا بشتغل من الصبح للظهر، وبعدها من العصر للمغرب ".

نبيلة اتنهدت بتعب:

-" ربنا يعينك والله، بس كدا كتير عليكِ أوي، ممكن تشوفي شغل تاني يكون دوامه بسيط ".

سلمى بهدوء:

-" أنا أصلًا بشتغل شغلنتين، ماما بتتعالج من القلب، وبنحتاج فلوس كتير ".

نبيلة بزعل:

-" ألف سلامة عليكِ يا فاطمة، إن شاء الله ربنا هيكرم بنتك من أوسع أبوابه، ربنا يعينها ".

فاطمة بصوت هادي:

-" الله يسلمك، والله أنا زعلانة عليها أوي، قلتلها تشتغل في مكان واحد، مارضيتش ".

سلمى بسرعة:

-" أنا لازم أعمل كدا، وبعدين أنا بجهز نفسي برضو ".

نبيلة بهدوء:

-" خير إن شاء الله، مؤمن ابني لسة مسافر من كام شهر كدا، وبرضو دوامه كبير أوي، ده حتى أحيانًا بينام قبل ما نطمن عليه ".

فاطمة:

-" مفيش بيت غير وفيه مشاكل، واي بيت بيصرف، عشان كدا التعب لازم يكون ملازمهم ".

سلمى بضحك:

-" يا نهار ابيض، بقالنا خمس دقايق بنتكلم على الباب، ده حتى نسينا نقول اتفضلي ".

نبيلة بابتسامة:

-" عادي ولا يهمك، أنا أصلًا لازم أمشي عشان جوزي جه ".

ملك بسرعة:

-" طب يلا بقى، نستأذن احنا يا طنط فاطمة ".

فاطمة باستيعاب:

-" مش هتاخدوا الأكل ولا ايه "؟

نبيلة خبطت رأسها براحة، وقالت لها:

-" الكلام أخدنا، تسلمي يا فاطمة، جميلك فوق راسي ".

فاطمة بابتسامة لطيفة:

-" لا جِميل ولا حاجة، أنا هنقل معاكم".


| بعد مرور ساعة إلا تلت |


ملك خبطت على الباب، وسلمى طلعت لها:

-" اتفضلي يا سلمى، تسلمي، وبلغي شُكري لطنط فاطمة، الأكل كان جميل".

سلمى بابتسامة:

-" بالهنا والشفا على قلبك يا ملوكة، بس ماكنش له لزوم تتعبي نفسك وتجيبي الحلويات دي ".

ملك بادلتها نفس الابتسامة، وقالت لها:

-" احنا عملنا الكيكة، وقلنا ندوقكم منها، إن شاء الله هتعجبك ".

سلمى أخدتها منها، وقالت لها:

-" تسلمي، إن شاء الله هتبقى حلوة عشان من ايدين طنط نبيلة ".


-" عدى كذا شهر، والأمور اتطورت بينهم، فاطمة، ونبيلة بقوا زي الأخوات، وسلمى، وملك بقوا صحاب برغم فرق السن اللي بينهم، في الوقت اللي سلمى موجودة في الشغل، كانت نييلة، وملك بيقعدوا مع فاطمة، ويضحكوا مع بعض، وعبدالله، وإياد بينزلوا يشتغلوا".


| في المكان الشغل بتاع سلمى |


سلمى بهدوء:

-" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ممكن أعرف أستاذ إبراهيم فين ".

آدم بجدية:

-" بابا تعبان حاليًا، وأنا هنا مكانه مؤقتًا ".

سلمى بتفهم، وبعملية:

-" أستاذ إبراهيم كان طالب مني شغل جديد، وأنا خلصته ممكن تشوفوه ".

آدم اخد منها الملف، وقال لها باستغراب:

-" ليه المجموعة دي صغيرة كدا، آخر مرة شوفت فيها مجموعة هنا كان فيها حوالي 20 كولكشن جديد ".

سلمى بثبات:

-" المصنع بتاع والد حضرتك بيواجه مشاكل بسبب ضعف المادة الخام ".

آدم بتفكير:

-" بصراحة أنا مدير مطعم، فَ ماعرفش أنتِ تقصدي ايه، فاللي أنتِ شيفاه صح اعمليه ".

سلمى اتكلمت بهدوء:

-" أنا هنا مجرد موظفة، يعني ماليش تعاملات كتير، في الفترة الأخيرة والد حضرتك بدأ يقولي أعمل شغل جديد لإنه مش واثق في مدام سهير، فأنا برضو ماعرفش أتعامل مع المصانع ".

آدم حط ايده على رأسه، وقال لها بثبات:

-" طب أنا لازم أقف جمب بابا، ومش هعرف أعمل حاجة لوحدي، ممكن تبعتي حد يساعدني ".

سلمى بعملية:

-" أنا هبعت لحضرتك أستاذ مُنير، هو الايد اليمين للأستاذ إبراهيم ".

آدم بإمتنان:

-" شكرًا ليكِ ، ممكن تبعتيه دلوقتي ".

سلمى بثبات:

-" تمام، بعد إذنك ".


سلمى:

-" أستاذ مُنير، آدم ابن المدير عايز حضرتك ".

مُنير بتوتر:

-" في حاجة ولا ايه "؟

سلمى بابتسامة بسيطة:

-" حضرتك اتوترت ليه، هو بس عايز يتناقش معاك بخصوص المصنع ".

مُنير بارتياح:

-" طيب الحمد لله، هروح له دلوقتي ".


مُنير خبط وآدم سمح له يدخل:

-" حضرتك طلبتني، إن شاء الله خير ".

آدم بص له بترقب:

-" ممكن أعرف ليه الكولكش الجديد مش كويس، مفيش غير 6 بس بالعدد ".

مُنير بهدوء:

-" الموضوع ده بقالنا شهور بنعاني منه، كلمنا مدام سهير وقالت لنا مليش دعوة، وكمان كلنا شاكين أنها غيرت المصنع اللي بنجيب منه المواد الخام ".

آدم بنرفزة:

-" لما ده كله طلع منها، سايبنها ليه ".

مُنير بإرتباك:

-" والد حضرتك طلب من سلمى تمسك الشغل مكانها لحد ما يتصرف معاها ".

آدم حاول يهدي نفسه عشان يعرف يتكلم بهدوء:

-" طب ناديلي سلمى، وسهير ".


سلمى دخلت بهدوء كعادتها، واتكلمت بثقة:

-" حضرتك طلبتني ".

وفي الجهة التانية سهير دخلت بخوف، وقالت له:

-" في حاجة حصلت ولا ايه ".

آدم بثبات:

-" مدام سهير، أنتِ غيرتي المصنع اللي بنتعامل معاه ليه، لا وكمان من ورانا ".

سهير بتوتر:

-" أنا ماغيرتش المصنع، هما اللي بقوا يغشوا في المواد الخام ".

سلمى بهدوء:

-" إزاي بقوا يغشوا، أنا بقالي سنة شغالة هنا، ولا مرة اشتكينا من ضعف المواد الي بتجيلنا".

آدم أتكلم بعصبية:

-" والله يا آنسة سلمى واضح من التوتر اللي بان عليها أنها عملت حاجة، فبالتالي هي مطرودة ".

سهير بصدمة:

-" لا بالله عليك، أنا ماعملتش حاجة صدقوني ".

آدم أتكلم وهو مضايق:

-" اتفضلي بالأدب، احسن ما أجبلك الأمن ".

بعد ما سهير مشيت، آدم بص لسلمى بترقب، وقال لها:

-" أنا اتصلت بوالدي، وقلتله إني هعينك مكانها ".

سلمى ردت بسرعة:

-" لا ماقدرش أخد الشغل ده، أنا هفضل في مكاني أحسن ".

آدم باستغراب من ردة فعلها:

-" ليه بس، ده حتى المكانة هتكون أعلى ".

سلمى هديت شوية، وقالت له بثبات:

-" أنا بشتغل شغلنتين، ولو غيرت مكاني هأثر على الشغل التاني ".

آدم بهدوء:

-" كدا كدا المرتب بتاعك هيعلى، وكمان هزوده عشان تكوني عوضتّي الشغل التاني، غير كدا ماعرفش ليه تهلكي نفسك في شغلنتين ".

سلمى بزعل:

-" مضطرة، ماما مريضة قلب، وأنا مسؤلة عن علاجها ".

آدم بتفهم:

-" مفيش مشاكل، أنا هزود المرتب، وكمان هخلي بابا يساعدك ".

سلمى سكتت شوية ،وبعدها قالت له:

-" طيب سيبني اليوم ده أفكر فيه ،وهبعتلك ردي بكرة إن شاء الله ".

آدم بهدوء:

-" إن شاء الله ".

| في بيت سلمى |


سلمى دخلت البيت بتعب، وقالت لمامتها:

-" ماما أنا جعانة أوي ".

فاطمة بابتسامة دافية:

-" أنا مجهزة الأكل، روحي غسّلي ،وتعالي ".

سلمى غسّلت ،وقعدت عشان تتغدى، مامتها قالت لها بهدوء:

-" عايزة أكلمك في موضوع كدا ".

سلمى بتركيز مع كلامها:

-" اتفضلي سمعاكِ".

فاطمة بابتسامة:

-" بعد ما مشيتي الصبح، نبيلة جاتلي، قعدنا سوا، وقالت لي أنها بقالها فترة بدوّر لابنها على عروسة، وقالت لي مش هنلاقي زي بنتك زوجة مناسبة لابننا، ايه رأيك في الموضوع ده ".

سلمى باستغراب:

-" هو أنا اعرفه يا ماما، وبعدين جهازي لسة ماكملش ".

فاطمة بهدوء:

-" يا حبيبتي اسمعيني للآخر، مؤمن بيسافر 7 شهور، وبينزل شهرين، هو كمان أسبوع وهييجي ،هتقعدوا مع بعض، وتشوفي هل في قبول ولا لا، ولو على الجهاز هتتخطبوا سنة على الأقل هنكون ظبطنا حالنا ".

سلمى بتفكير:

-" ماما أعملي اللي أنتِ شيفاه صح، ولو عليا هقعد معاه واشوفه هل مناسب ولا لا ".

فاطمة بفرحة:

-" خلاص ماشي، إن شاء الله تبقوا من نصيب بعض ".

سلمى باستغراب:

-" ليه يعني ".

فاطمة بهدوء:

-" يعني العيلة محترمة، وكمان بتشكّر في ابنها جدًا، هو شغال هناك في شركة، وفي خلال سنة بالكتير هيكون جهز نفسه ".

سلمى بابتسامة:

-" ربنا يقدم اللي فيه الخير يا ماما، ماتقوليش كدا عشان ممكن مايكنش الشخص المناسب ".

فاطمة بصوت هادي:

-" براحتك يا حبيبتي، أنا بس مبسوطة عشان لو في نصيب هتكوني جمبي، ومش هتبعدي ".

سلمى بزعل:

-" ماتخفيش من الموضوع ده، إن شاء الله مش هبعد عنك كتير، وهجيلك كل يوم يا ستي ".

فاطمة بابتسامة:

-" ربنا يحفظك ليا يا سلمى، أنتِ سندي من بعد أبوكِ ".

سلمى أخدتها في حضنها، وقالت لها بحنان:

-" احنا الاتنين سند لبعض يا ماما، أنا عايشة عشانك أنتِ".


-" سلمى خلصت كلام مع مامتها، ودخلت تنام، بعدها فاطمة اتصلت بنبيلة، وقالت لها إنه سلمى موافقة بس بتقول لما هو ييجي، وتشوفه الأول".


نبيلة بفرحة:

-" مؤمن فاطمة جارتنا قالت لي إنه بنتها ماعندهاش مانع ،بس قالت تشوفك الأول ".

مؤمن بلا مُبالاة:

-" ماشي، أنا هنزل على الأسبوع الجاي، وبعدها نشوف الموضوع ده ".


-" مؤمن قَفل مع مامته، وهو مضايق لسبب، قعد في مكانه وهو بيفتكر اللي حصل من أسبوع".


| تاني يوم الصبح |


سلمى نزلت زي كل يوم الشغل، وصلت، وبعدها راحت لمكتب المدير:

-" ممكن أدخل ".

آدم، وهو مشغول:

-" اتفضل ".

سلمى بثبات:

-" أنا كلمت ماما، وهي موافقة ".

آدم ساب اللي في ايده، وقال لها:

-" يعني نقول مبروك الوظيفة الجديدة ".

سلمى بهدوء:

-" إن شاء الله ".

آدم بحرج :

-" ممكن اسألك سؤال ".

سلمى:

-" أكيد طبعًا ".

آدم مسح على شعره بإحراج، وقال لها:

-" ليه دايمًا أنتِ حزينة كدا، على طول مكشرة، وفي نفس الوقت عيونك حاسس فيهم وجع ".

سلمى كان هاين عليها تعيط، بس مسكت نفسها بالعافية، وقالت له بصوت خافت:

-" عمرك شوفت شخص يتيم، وسعيد، ده شيء مستحيل ".

آدم بص لها بزعل:

-" أنا آسف ماكنتش أعرف، الفضول خادني أعرف سبب زعلك الدايم ده ".

سلمى بهدوء عكس اللي جواها:

-" مفيش داعي تتأسف، مش أنا الوحيدة اللي يتيمة، وبعدين الحمد لله ماما مكفياني ".

آدم بابتسامة هادية:

-" ربنا يحفظها ويبارك في عمرها ".

سلمى بصوت هادي:

-" تسلم يا أستاذ آدم، لو حضرتك محتاج حاجة في الشغل، هكون موجودة ".

آدم بهدوء:

-" حاليًا مفيش حاجة مهمة، ممكن تشوفي الشغل الجديد ".

سلمى بثبات:

-" تمام، بس أنا محتاجة اتواصل مع المصنع اللي كنا بنتعامل معاه ".

آدم بثقة:

-" تمام، أنا واثق فيكِ".


| بعد إنتهاء الدوام |


سلمى بفرحة غمرت قلبها:

-" ماما أنا النهاردة أستلمت الوظيفة الجديدة، بكدا مش هضطر أشتغل مرتين ".

فاطمة بسعادة:

-" الحمد لله يا حبيبتي، ربنا يوفقك في شغلك الجديد ".

سلمى حضنتها، وقالت لها:

-" تسلمي يا فطوم، طابخة لنا إيه النهاردة ".

فاطمة بابتسامة واسعة:

-" طبخالك مكرونة بالبشاميل اللي أنتِ بتحبيها ".

سلمى حطت إيدها على بطنها كدليل أنها جعانة:

-" أنا واقعة من الجوع، هروح أغسل، وأصلي ،وأجي ".


-" فاطمة جهزت الأكل، وسلمى جات أكلت، ولسة هتقوم تنام، مامتها قالتلها: مؤمن جاي بكرة، هتقابليه ولا ايه ".

سلمى بهدوء:

-" تمام، بس ييجي بكرة ،وبعدين أقرر ".

فاطمة بابتسامة:

-" تمام، ادخلي ارتاحي شوية ".


| تاني يوم في بيت نبيلة |


-"مؤمن وصل تحت العمارة، وعرف رقم الشقة، طلع لهم وخبط، أخته فتحت له بصدمة، وذهول لإنها ماكنتش تعرف إنه هييجي بدري، كان عامل لهم مفاجأة ".


ملك بفرحة:

-" حمدًا لله على سلامتك يا غالي، ليه ماقولتش إنك وصلت عشان نستقبلك ".

مؤمن بضحكة:

-" حبيت أعمل مفاجأة، المهم إني موجود وسطكم دلوقتي ".

نبيلة جات على الصوت، وأول ما لمحت مؤمن أترمت في حضنه، وقالت له بعتاب:

-" الحمد لله على سلامتك يا ابني، وحشتني أوي، ليه ماقولتش إنك هتوصل بدري ".

مؤمن بابتسامة واسعة:

-" حصل خير يا جماعة، أنا بس حبيت أجي أصدمكم كدا ".

عبدالله بصوت عالي:

-" كدا يا واطي تيجي من غير احم ولا دستور ".

مؤمن بص له بحب:

-" ما أنا لو كنت قلتلكم كان زمانكم محتارين من الصبح، أومال فين إياد بقى ".

نبيلة سحبته من إيده، وقالت له:

-" لسة رايح الجامعة من شوية، تعالى كُل لقمة تسندك الأول ".

مؤمن بتنهيدة:

-" أنا جاي تعبان من السفر، وأكلت في الطريق، هدخل أغير هدومي، وأنام ".

نبيلة بتفهم:

-" ماشي، استنى هحضرلك هدومك ".

مؤمن بسرعة:

-" لا مفيش داعي، أنا هجهز لنفسي ".


| في المصنع |


آدم بعصبية:

-" لحد أمتى يا بابا هتفضل تاعب نفسك، أنا موجود، وهمسك الشغل مكانك، المفروض ترتاح شوية".

إبراهيم بهدوء:

-" أنا اتعودت على الشغل، عايز مني أسيب الحاجة اللي بحبها مرة واحدة ".

آدم حاول يهدي نفسه، وقال له بِمُحايلة:

-" أنا عايزك ترتاح، أنت ماشوفتش يوم راحة يا بابا ".

إبراهيم كان لسة هيرد سلمى دخلت، وقالت لهم:

-" في حد عايز حضرتك برا يا أستاذ إبراهيم ".

إبراهيم هز رأسه، وقال لها:

-" تمام، أنا جاي دلوقتي ".

بعد ما مشي، سلمى قالت لآدم بهدوء:

-" ممكن أروح بيتنا بدري النهاردة ".

آدم باستغراب:

-" في حاجة ولا ايه "؟

سلمى بهدوء:

-" يعني في عريس متقدملي، ولازم أكون موجودة ".

آدم بابتسامة هادية:

-" تمام، ربنا يتمم لك على خير ".

سلمى بإمتنان:

-" شكرًا لحضرتك ".


-" سلمى خلصت دوامها، و روحت البيت لبست فستان بسيط، وحضرت الضيافة مع مامتها، وبعدها بشوية أهل مؤمن جُم".


عبدالله بابتسامة بشوشة:

-" والله يا مدام فاطمة احنا مهما نلف مش هنلاقي حد في أدب، واحترام سلمى".

فاطمة ردت بثبات:

-" كلامك على رأسي والله، مؤمن مامته كلمتني عنه كتير، وهو ما شاء الله باين عليه كويس ".

عبدالله بابتسامة هادية:

-" احنا طالبين إيد الآنسة سلمى، لابني مؤمن، وأظن كدا في تفاهم بينا، مش ناقص غير إنهم يقعدوا مع بعض، ويشوفوا هل في تفاهم ولا لا ".

فاطمة بهدوء:

-" إن شاء الله، ربنا يقدم اللي فيه الخير ".


| في أوضة سلمى |


مؤمن بثقة:

-" ممكن أعرف أنتِ بتشتغلي في إيه ".

سلمى باستغراب، و هدوء:

-" في حد بيبدأ الكلام بسؤال زي ده، إلا لو بتحاول تهرب مثلًا".

مؤمن بتوتر:

-" ليه بتقولي كدا، أنا عرفت إنك بتشتغلي، فحبيت أعرف نوع الشغل، عشان بصراحة ماعنديش نية إنه مراتي تشتغل ".

سلمى بلا مُبالاة:

-" أنا عن نفسي مابحبش الشغل، بس مضطرة، أكيد يعني في يوم من الأيام هسيبه ".

مؤمن بترقب للكلام:

-" يعني هتسيبي شغلك بالبساطة دي، يبقى ماستغلتيش بشهادتك ".

سلمى ضحكت بصوت هادي:

-" أنا مامعيش شهادة أصلًا، أنا واخدة دبلوم صنايع، كنت هدخل ثانوي بس الظروف ماسمحتش".

مؤمن بتفهم:

-" عشان كدا، طب ايه رايك لو في نصيب نطول الخطوبة ".

سلمى بعدم فهم:

-" ما هي هتبقى سنة "

مؤمن بتوتر:

-" قصدي نخليها سنتين مثلا ".

سلمى بِشَك:

-" ممكن أعرف السبب ".

مؤمن بص لها بترقب:

-" يعني مفيش أسباب، عادي أنا حابب تبقى سنتين ".

سلمى عدلت قعدتها، وبصت له بثقة:

-" في حياتك بنت؟"

مؤمن بتوتر:

-" حاجة زي كدا ".

سلمى سندت رأسها على ايديها، وقالت له بثبات :

-" أحكي، أنا سمعاك ".

مؤمن بقلق منها:

-" بصراحة ومن غير كدب، أنا كنت بحب واحدة من 3 سنين، كنا بنتكلم سوا، ومتفقين نتجوز، بس من أسبوعين كدا لقيتها بعتالي، وبتقولي أنا اتخطبت، وقتها الدنيا أسودت في وشي، وحاليًا بحاول أنساها، وإن شاء الله أنتِ هتقدري تعوضي مكانها ".

سلمى بهدوء تام:

-" يعني ايه هقدر أعوض مكانها، هو أنا ديكور هيتحط مكان ديكور تاني ولا ايه ".

مؤمن بحزم:

-" على فكرة أنا صريح معاكِ جدًا، يعني كان ممكن أكدب عليكِ ، بس حبيت اقول الحقيقة، وأنا قلتلك هنساها، بصراحة ماما شكرت فيكِ أوي، وأنا مش هلاقي زيك تاني ".

سلمى بثقة:

-" تمام، أديني يومين أفكر ".

مؤمن بثبات:

-" تمام، خدي راحتك ".


مؤمن نادى على باباه، وقال له:

-" يلا يا بابا، قالت هتاخد يومين تفكر ".

عبدالله بهدوء:

-" تمام، نستأذن احنا بقا، الوقت اتأخر ".


فاطمة دخلت أوضة سلمى، وقالت لها بلهفة :

-" هاا، ايه رأيك ".

سلمى بصت لها ،وضحكت بصوت واطي:

-" أنا مش موافقة أصلًا، يومين كدا، وقولي لهم إني رافضة ".

فاطمة بصدمة:

-" ليه كدا يا سلمى، ده حتى مؤمن زي ما مامته قالت بالظبط، مؤدب، ومحترم ".

سلمى ضحكت أكتر، وقالت لها:

-" مؤدب، ومحترم كمان، ده واحد كان مرتبط ببنت 3 سنين، يعني كان مقضيها حب، ولفلفة، وفي الآخر بيقولي أنا صريح معاكِ ،وماحبتش أكدب، وأنتِ هتقدري تعوضي مكانها ".

فاطمة بذهول:

-" يا نهار ابيض، فضل 3 سنين يكلم بنت في الحرام بدون رابط شرعي ".

سلمى بضحك:

-" تخيلي، المصيبة هو عامل زي السم اللي في العسل، من برا الشاب المؤدب اللي مفيش منه اتنين، والخفي أعظم، بيكلم بنت 3 سنين يبقى حبها من أعماق قلبه، لا وكمان راحت اتخطبت لواحد تاني، مش صعبان عليا غير اللي هيتحوزها،وكمان البنت اللي هتكون من نصيبه ".

فاطمة سكتت شوية، وبعدين قالت لها بتوتر:

-" طب ما هو قالك هينساها، يبقى هيحاول، ويمحيها من حياته، ده أحلى حاجة هتكوني جمبي على طول ".

سلمى اتكلمت بإنفعال:

-" نعم!! يعني ايه ينساها، وليه اخد واحد له علاقة مع حد قبلي، طول فترة الجواز هيفضل فاكرها، اللي بيحب مابينساش يا ماما، أنا مش مستعدة ييجي عليا يوم ويكون معايا جسد بس، وقلبه مع واحدة تانية، ولا ييجي في يوم ينطق اسمها بالغلط قدامي "

فاطمة بزعل على بنتها:

-" خلاص يا حبيبتي، اللي يريحك، طب ده أعترف لك، ممكن حد تاني مايعترفش بكدا، ويكون مكلم قبلك ".

سلمى بثقة:

-" أنا طول عمري بدعي ربنا يكتب من نصيبي حد شبهي، ملوش في الأفعال الحرام، أنا فضلت محافظة على قلبي، وما زلت للشخص اللي هيكون من نصيبي، وأنا واثقة إنه ربنا هيستجيب دعائي ".

فاطمة طبطب عليها بحنية:

-" ربنا يعوضك بحد جميل زيك، أنا آسفة، أنا جيل قديم، مكناش نعرف يعني ايه حب ".

سلمى هديت شوية، وبصت لها بغمزة:

-" يعني ماكنتيش بتحبي بابا".

فاطمة بضحك:

-" تنشقي يا سلمى، أنا ماقصديش كدا خالص، قصدي مكناش بنتكلم زي بنات اليومين دول، كان اللي يتقدم لنا ،وحصل نصيب، نحبه بعد ما نتجوز ".

سلمى بابتسامة بسيطة:

-" ما ده اللي نفسي فيه، حد يحبني، واحبه بعد الجواز ".

فاطمة بهدوء:

-" إن شاء الله يا حبيبتي، ربنا يرزقك بحد شبهك ".


-" الليلة عدت على الكل بدون أحداث جديدة، مؤمن مفكر سلمى هترضى بأنها تكون بديلة للبنت اللي كان بيكلمها، وعيلته عايشة في الوهم إنهم خلاص هيبقوا لبعض، وفي الناحية التانية في مكان تاني خالص، آدم بيفكر في سلمى هل هتوافق ولا لا ".


١ف-"سلمى صحيت، ودخلت اتوضيت، وصلّت، ده كان اليوم الوحيد اللي صحيت فيه بدري ،بعد ما قرأت الوِرد بتاعها، دخلت المطبخ، وحضرت الأكل، فضلت مستنية مامتها عشان تصحى ".


فاطمة قامت، واستغربت لما لقيت سلمى صاحية، وقاعدة في الصالة، قالت لها و صوتها باين فيه أثر النوم:

-" ايه اللي مصحيكِ بدري كدا، مش عادتك يعني ".

سلمى بضحك:

-" أهو تغيير، تعالي نفطر، أنا جهزت كل حاجة ".

فاطمة بسعادة:

-" يومي بقى حلو من أوله، ربنا يسعدك دايمًا ".

سلمى بإحراج:

-" ماما أنا آسفة إني مقصرة معاكِ ، بس أنتِ عارفة نظام شغلي".

فاطمة بابتسامة دافية:

-" يا حبيبتي أنا عارفة والله، وبعدين يا ستي سبيني اتبسط إنك حضرتي الأكل".

سلمى بصت لها بحنان، وقالت لها:

-" لو أعرف إنك هتتبسطي كدا، هقوم كل يوم بدري، وأحضرلك أكلك بنفسي ".

فاطمة طبطب عليها بحنية:

-" وأنا مش عايزة حاجة غير إنك تكوني بخير، وبس ".

سلمى بهدوء:

-" إن شاء الله يا حبيبتي، تعالي نفطر سوا عشان يدوب أمشي بعد شوية".


-" سلمى خلصت أكلها، وراحت على المصنع ".


آدم أول ما لمحها، راح لها بسرعة، وقال لها بإحراج:

-" عملتي ايه في موضوع إمبارح ".

سلمى باستغراب من سؤاله:

-" رفضته، بس ليه بتسأل ".

آدم الفرحة بانت في عيونه، وماعِرفش يداريها:

-" كدا حلو أوي ".

سلمى بصت له بِشَك:

-" كلامك قلقني، قصدك ايه بكلامك ".

آدم باستيعاب:

-" لا مفيش حاجة، يبقى تعالي لبابا بعد ربع ساعة كدا ".

سلمى بثبات:

-" حاضر ".

آدم راح لمكتب باباه، وقال له بحماس:

-" بقولك ايه يا حاج، هي رفضت العريس، كلمها بقى في الموضوع ده، هي هتجيلك بعد ربع ساعة ".

إبراهيم ضحك على ردة فعله، وقال له بِشَك:

-" أوعى يا واد تكون بتحبها ".

آدم قعد قدامه، وقال له بهيام:

-" بابا أنت عارف إني مش من النوع الهوائي، دايمًا الحمد لله بغض بصري، وعمري ما كلمت بنت في الحرام، أنا شُفتها،وعجبتني، وبإذن الله هحبها لما يبقى لينا نصيب مع بعض ".

إبراهيم بفرحة:

-" والله هنيئًا ليا على تربيتي ليك، ماتقلقش من الموضوع ده، سلمى بنتي قبل ما تكون موظفة عندي ".

آدم قام، وباس باباه على رأسه، وقال له:

-" بالله عليك ما تضيع البنت من إيدي ".

إبراهيم بضحك:

-" وهضيعها ليه، روح أنت بس شوف شغلك ".


سلمى دخلت بكل أدب، وقالت لإبراهيم:

-" ابن حضرتك قال لي إنك عايزني ".

إبراهيم بابتسامة بشوشة:

-" أقعدي الأول عشان الموضوع كبير شوية ".

سلمى بقلق:

-" خير يا رب، في ايه ".

إبراهيم ضحك على ملامحها اللي اتغيرت:

-" مفيش يا ستي، الواد آدم عايزك في الحلال ".

الفصل الثاني من هنا

تعليقات