رواية عقد البنات الفصل الحادي عشر 11 بقلم لبني الموسوي

 

 


رواية عقد البنات الفصل الحادي عشر بقلم لبني الموسوي



بقلمي سَأنقل لكمْ ..
مشاعرهم التي لا يُمكن لها أن تُقال
لمأساةِ تلكَ الجميلة 
التي تربتْ علىٰ العزِ والدلال
عَمتْ صرخاتُ الورْدِ في المكان ،
حينَ شُهدتِ الضحيةُ مُلقاةً علىٰ الأَرض
وصغيرُها يجثو بجانبِها
يا الله !
هذا مُحال
أحلمٌ ما تراهُ وردُ الشام ؟ 
أمْ هوَ من وحي الخيال ؟

أيُّ وجعٍ ذاكَ
الذي أُطلِقَ بصراخِ الشاهدة الوحيدة ؟
قبلَ أن تشدَّ الرِحال
أكانتْ تروي لمنْ تركَ مكانَ عملهِ
واتاها مُهرولاً
الحادثة الأليمة ؟
أمْ أنها الجريمة ؟
تلكَ التي وقعتْ نتيجةً لخسارةِ الماكرِ بالنِزال

وبصوتهِ المبحوح انهىٰ الجِدال
ليصلَ بهمْ الحال
إلىٰ بابِ المستشفىٰ
فمُنذ أن نُقلتْ بالعربةِ البيضاء 
ارتفعتْ الأصواتُ بطلبِ الرجاء
متشبثينَ بما بينهم وبينَ خالقِهم 
مِنْ حبلِ الوصال
حيثُ عُلقتْ علىٰ اِستجابةِ الدُعاءِ جميعُ الأمال .

دخلت قمر ناصر على سدية الموت وابنها تبعها بالسدية التالية ، الأضواء البيضاء التلمع على جانبي ممرات المشفى وتخترق ظلام رؤيتها تعاكس السواد الاِحتل ذاكرتها ، اصدقاؤها التعدهم جزء لا يتجزأ من عائلتها كانوا ولا زالوا منذ دخولهم المكان يهرولون مسرعين من خلفها ، تلاقفها الطبيب بمنتصف الطريق متوجه بيها للطوارئ وصاروا الاطباء يتناوبون بالدخول والخروج من وإلى هذه الغرفة تتخلل خطواتهم السريعة خطوات الممرضات المذعورة وهنَّ بحالة اِستنفار تام لمشاركة الكادر الطبي في إنقاذ روح إنسانة لا تزال في مقتبل العمر ، ظاهرًا ذهبت ضحية لحادث سرعة باطنًا هيَّ ضحية لمريضٍ نفسي

بدأت التدخلات الطبية في محاولةٍ جادةٍ لاِنقاذها وجميع العيون داخل هذه الغرفة في حالة ترقبٍ شديدٍ لنبضها المتباطئ ، "فهل لها أن تنجو ؟"

وبعد العديد من المحاولات المستميتة بجهدٍ جديرٍ بالتقدير دوى صوت الطبيب المشرف على اِنقاذها بعبارةٍ عادت لمن فقد الحياة حياته

- اِستقرت الحالة الحمد لله ، المريضة نجت من الموت المحتوم باِعجوبة"

وحين وصلت البشارةُ لاصدقائها اولائكَ الذينَ ماتت قلوبهم من قساوة الاِنتظار ، سادَ الصمتُ في الممر تبعهُ تنهيدةُ اِرتياحٍ عميقةٍ من الفتى بعينيهِ الحمراويتين اللتين كانتا تتلألأان بينَ الدموعِ والارتباك ، كأنهما تحويان كل الحزنِ والخوف الذي اجتاح قلبهُ منذُ اللحظةِ الأولى التي شاهدها فيها وهيَّ مستلقية على التراب تصارع مرارة الموت بالحياة

ليتلوها شهيقُ الفتاة ، بعد أن اجهشت بالبكاء وكأنها ارادت باِنهياريها أن تُفرغ كل المخاوف التي اخفتها منذُ بدأ الحادثة في صدرِها الشجاع ، إذا لولاها لما نجت صغيرةُ آل ناصر من الممات

أما هيَّ فما زالتْ تحتضر
تعدُ مراتِ الخيبة في عالمِ اللا وعي
لتسأل نفسها
هلْ لها يومًا علىٰ منْ آذاها أن تدوس وتنتصر ؟

وعندَ الاِفاقة بدمعِها المُنهمر
حيث وهبَ الله شجرتُها الدُرية 
المزيد من أوراقِ العمر
هلموا بنا لننتقل معًا إلى سردِ القمر.

وشوشة الموظفين ، اصوات الأجهزة الطبية ، رائحة المستشفى المعروفة ، عقلي الباطن يدور بالفراغ لكن حواسي بتفاعل مستمر مع العالم الخارجي

الاسئلة تتكرر براسي بشكل مستمر أني وين وشنو صار ويايَّ ؟ اجهل الاِجابة ، اِنرفعت ايدي بحركة خفيفة وصار الحديث يتسلل لمسامعي على شكل جمل متقطعة ، ما بين الوعي واللاوعي ميزت صوته

مصطفى : نعم ؟ أني المرافق للمريضة

- نريد ناخذها للأشعة ، تگدر تحملها وحدك للنقالة لو اصيح للعاملين ؟

الأصوات تروح وترجع ما عندي وعي كامل والاسئلة تتذبذب بأذني "شتصير منها حضرتك؟" "وين أفراد عائلتها؟" "فتحت لها طبلة؟" "جبت العلاج؟"

جسمي خدران ، بارد ، خفيف حسيت نفسي حلقت بعدما استبدل ملمس ظهري برودة فرشة السرير بدفء اليد البشرية ، بدأت استعيد الرؤيا بتشويش تدريجي ، ملامح الشخص الحاملني مو واضحة لكن مألوفة بالنسبة لي ، باللحظة الغمضت عيني بتعب هبط جسمي من فراغ التحليق ، صرخت صرخة نابعة من أعماق روحي وأني اشد قبضة ايدي على كفه بسبب قساوة الألم الداهمني فجأة من دون ما اعرف مصدره المباشر حتى بعدها استعيد الوعي والرؤيا بوقت واحد على صوته وهوَ يكرر بالاِعتذار

مصطفى : آسف والله آسف آسف ، آسف

- اِنتبهوا على رجلها من تنقلوها من مكان لثاني

من مسكة ايدي اللا زالت مشدودة على قبضة ايده عرفت مصطفى هوَ الكان حاملني ، سحبتها من كفه بصعوبة احاول استوعب الموقف الأني بيه حاليًا

قمر : ابني ، ابني وينه ؟

- تحركوا يلا

مصطفى : لحظة وين يتحركون متشوفين منظرها !

دخل للغرفة ورجع فرشة السرير بيده ستر جسمي عدل الغطاء الجراحي البراسي يضم بقايا الخصل الظاهرة من شعري ونصى بمستوى سمعي يجاوب على السؤال البقى لساني يلهج بيه بصورة مستمرة

مصطفى : ابنچ الحمد لله وضعه مستقر لا تخافين وورد عنده بالوقت الحالي

قمر : مصطفى ..

مصطفى : ثقي باالله يمام بخير وطلع منها سلامات، أنتِ ساعة الحادث مو وگفتِ گدامه فجسمچ صار بمثابة الدرع اجت الضربة بيچ مو بيه ، مجرد رضوض على خدوش بسيطة لأن انشمر من مكانه مسافة الرصيف ، المهم النتيجة ابنچ حاليًا بخير صدگيني

قمر : بروح اخوك تحچي الحقيقة

مصطفى : وروحه للغالي ما حچيت إلا الحقيقة وبس ترجعين اجيبه للغرفة تشوفيه زين هيچ ؟

قمر : بابا ..

مصطفى : بعدنا والله محتارين شلون نبلغه الخبر

- يلا أخي خلينا نتحرك الدكتور منتظرها

ابتعد عني يهز لها براسه ، اخذوني للأشعة يحركون بالنقالة ومصطفى يمشي بموازاتنا ، وصلوا دخلوني راد يتبعني منعه الموظف طالب منه ينتظر بالباب

ما بين دوي الحاضرين مع الطبيب 
واوجاع الجسد الصارت تنعكس على روحي
غمضت استذكر حقارة كذبته المتنغفر "خانتني" !

( Flash Back) ..
العودة بالذاكرة إلى الماضي القريب .

قمر : شنو يعني خيانة ؟ تتصل بشخص قصدك

بهاء : لا جابت صاحبها ببيتي وعلى فراشي

قمر : مستحيل ! عقلي مديگدر يستوعب كلامك

بهاء : وشلون ترديه يستوعب ؟ اجمعچ وياها وجه لوجه حتى تشرح لچ تفاصيل خيانتها ؟ إذا هذا يرضيچ انفذه حتى ترضين ولو على حساب كرامتي

قمر : إذا هيچ الحچي ليش بعدها على ذمتك ؟

بهاء : حتى لا تنحسب باچر عگبة على بنتي ويصيحوا لها اصحاب العقول التعبانة "بنت المطلقة" ، خليها تموت وهيَّ على ذمتي ولا تسرح وتمرح بكيفها

قمر : ليش ما واجهتني بالحقيقة ؟

بهاء : ما گدرت والله ، حبيتچ اي بس اعرفچ ؟ اكيد لا ما اعرفچ ولا اعرف طريقتچ بالتفكير ، شلون راح تباوعي لي بعدما تعرفين بمرتي خاينتني ، شلون تباوعين لبنتي وأمها عديمة أخلاق خانت ابوها وهيَّ على ذمته من دون متفكر بيها على الأقل ، زين اجي وياچ حچيت وبعدين ؟ راح تحفظين السر ؟ لو يومين والگى سيرتي وسيرة بنتي على لسان أهلچ ، وإذا عرفوا راح يسمحوا لچ توافقين ؟ أنتِ نفسچ توافقين على رجال متعرض للخيانة الزوجية لو تنهين الموضوع من قبل ليبدا لأن تخافين ترتبطين بإنسان بنظرچ ممكن يكون معقد بسبب تعرضه لصدمة الخيانة من مرته وشريكة حياته ، جاوبيني ؟

قمر : بس هذا مينطيك الحق تكذب عليَّ ، أقلها لو معترف هيَّ عايشة وبعدها على ذمتك

بهاء : احچي حچي معقول قمر ، تعرفيها على ذمتي وتوافقين ! وإذا عرفتِ ما راح تسأليني عن سبب الخلاف ؟ ، بعدين أني ما كذبت هيَّ فعلاً ميتة ليش العايشتها هسه همْ تتسمى حياة

قمر : يعني أنتَ الخليتها تصير مقعدة ؟

بهاء : هوَ صح بلحظة عصبية اخذتني الحمية على شرفي الداسته بنت الكلب بفعلتها بس لا مو أني السبب ، صاحبها ***** من شافني دخلت للغرفة وتعرفت عليه راد يفلت بعملته فركض عليَّ تضاربنا إلى أن آخذ السلاح رماها قبل ليرميني حتى ليترك وراه دليل يدينه بس ما صار اليريد واثنيناتنا بقينا عايشين هيَّ اِنشلت وأني طلعت سالم، بقيت وراه لحد ما طلعته من تحت الأرض ردت اخلص عليه بس تراجعت ، لا هوَ ولا هيَّ يستاهلون ألوث ايدي بيهم فقدمته للعدالة واِنحكم مؤبد

اِلتزمت الصمت ممتنعة عن أي رد فعل كلامي ..

بهاء : قمر ، أنتِ أم وأني أب وتعرفين الموضوع من يتعلق بأولادنا نسوي المستحيل لاجلهم ، اخفائي للحقيقة سببه الوحيد بنتي وعيونها لبنتي ، ثقي بالله وجودها بحياتي وعدمه واحد لدرجة صار لي سنين من يوم الحادثة تقريبًا وأني مشايفها لا مدورها بحر ولا برد لأن أمرها ابدًا ميعنيني وإذا تشوفيني مبقيها على ذمتي فالسبب اولاً بنيتي وثانيًا ما اريد سيرتنا تصير على لسان اليسوى والميسوى في حال لو عرفوا الحقيقة ، خليها هيچ ميتة بعيوني قبل لتموت بعيون العالم عقابًا لها وحفاظًا على سمعتي وسمعة بنتي الما عندي غيرها بالدنيا

قمر : صعبة ، صعبة بهاء

بهاء : شتردين اسوي حتى تصدگيني ؟ اجي بالحال اخذچ من ايدچ ونروح تواجهيها ؟ لو اجيب لچ قرار مصدق من المحكمة بحكم ذاك ****** ، لو شنو تردين بالضبط فهميني ؟ بالقرآن ممستعد اخسرچ

قمر : لا ما اريد اواجهها لأن هالموضوع خاص بينك وبينها ، أني داحسبك على الشي الخاص بينك وبيني واتصور هذا ابسط حق لي عليك بعد كل شي عرفته

بهاء : حقچ والله ما گايل مو حقچ بس همْ حقي من اخفي العار اللبسني بسببها خصوصًا أني وياچ بعدنا بأول الطريق ومثلما خفت على بنتي تخسر سمعتها بسبب أمها خفت اخسرچ لنفس السبب في حال لو عرفتِ بالحقيقة من البداية ، هوَ ما كان اكو أي سبب للرفض وشلعتي گلبي يلا وافقتِ عليَّ لعد لو توفرت أسباب الرفض لا ومو أي أسباب شيصير ساعتها ؟ اكيد ترفضين وتنتهي فرصي وياچ من قبل لتبدا

بقيت على نفس الصمت وهوَ مستمر بالتبرير ..

بهاء : كافي جاوبيني ، شتردين شنو اليريحچ ؟ گولي والله مستعد اسوي المستحيل المهم ترضين

قمر : ما اريد غير الوقت الكافي للتفكير

بهاء : يعني مصدگتني ؟

قمر : مصدگتك بس المشكلة ما گاعد اتقبل فكرة إنك بديت ويايَّ الطريق بالحيلة ، اي تمام أسبابك مقنعة لكن أني ما استاهل منك تخدعني

بهاء : متستاهلين وحقچ على راسي من فوگ ، وعد أول وآخر مرة اضم عليچ شي وأيًا كان الضمان الراح يرجع ثقتچ بيَّ مستعد اقدمه وأني الممنون

قمر : ما اريد شي ، كل الاطلبه منك وقت افكر بيه

بهاء : لچ كل الوقت ، وارجع واگول مستعد اجمعچ بيها وتتواجهون حتى يطمئن گلبچ لكلامي

قمر : لا لا ما اريد اشوفها وحتى وإن رجعت علاقتنا يبقى الحال مثلما هوَ عليه وتبقى هيَّ على وضعها بحكم الميتة مو لخاطرك لخاطر بنتك

بهاء : من أول حديث جمع بيناتنا عرفت عقلچ شگد واعي وچبير وهذا ثاني شي شدني لچ بعد عيونچ

قمر : استأذن

بهاء : لحظة قمر ، بالنسبة لأهلچ شنو ؟ والله كلش صعبة عليَّ اگعد گدامهم واحچي بخيانة أم بنتي ، اتمنى لو تحليها من يمچ من غير متضطريني اتواجه وياهم على الأقل بخصوص هالموضوع بالذات ، أما غيره أني حاضر وإن رادوا مشية تضاهي القبلها

قمر : أني راح اتصرف لتشيل همهم

بهاء : براس ابنچ تفكرين بالعقل مو بالعاطفة ، ويا ليت لو تخلين نفسچ بمكاني ومتستعجلين بالقرار

قمر : إن شاء الله .

سديت الخط باعصاب مرتعشة ما ادري شلون گدرت ألزم نفسي گدامه طوال المكالمة

سرحت بخيالي احاول اوصل لحل منطقي ، الحجاب على السرير سحبته بعصبية ادردم ويا نفسي

"تريدني افكر بالعقل مو يا حيوان ! بسيطة راح افكر بعقلي حتى تعرف هالعقل المستهان بيه شنو ممكن يسوي ولوين راح يوديك"

"الكلب ، كل ظنه يگدر يضحك عليَّ بكلمتين وارجع اصدگه من جديد ميعرف الگدامه إذا انتزعت ثقتها باِنسان تلبس لبسة الچفن وتدفنه دفنة التربان"

سلكت الممر الخلفي فتحت الباب وطلعت متوجهة لبيت عمتي ميسم ، صار صوت حنين بأذني دتحچي ويا والدتها طرقت على الباب بقوة فتحته والموبايل بيدها ، نهت المكالمة تنتر بوجهي

حنين : خير يا طير أي مصيبة هذه الشمرتچ علينا

قمر : مصطفى وين ؟

حنين : هلـــو ، هلو عيني هلـــو ، هيچ بكل صلافة جاية تسألين على رجلي وينه !

قمر : حنين ما ناقصتچ جاوبي وبلا حچي زايد

حنين : اكلي ***

دفعتها من الباب بعصبية ودخلت اصرخ بعلو صوتي "عمـة" ، المسكينة من الهبطة طلعت تركض حافية

ميسم : ها عمة ها خيرچ !

قمر : اريد احچي ويا مصطفى وينه ؟

حنين : لتجاوبيها لا وحق الله ألزمها هسه اسويها نصين گدامچ

ميسم : حنين طبي جوا وتچفي الشر كافينا مشاكل

سحبتها من گدامي مستبدلة مكان حنين بمكانها

ميسم : والله يا عمة ما ادري وين راح ، صارت فرد سالفة بالبيت غثته كلش

حچتها تأشر بعيونها على حنين من غير ما تجلب الشك حتى توصل لي فكرة هيَّ السبب بمغثته واِسترسلت بالكلام

ميسم : اي ، فطلع من البيت مزعوج وما گال وين رايح نتصل عليه ميرد ، حتى والله ظل بالي يمه

حنين : وهيَّ منو حتى گاعدة وتبرري لها

تقدمت باِتجاهي نظرة الحقد بعيونها ، سحبتني من گدام عمتي للباب دفعتني بحركة قوية سقطت على ظهري بدل متجي تساعدني سدت الباب بوجهي

ميسم : يا صلفة يا بنت الصلفين على هالعملة

گمت انفض بملابسي من أثر التراب ، رجعت عمتي فتحت الباب خاتلة وراه ما لابسة على راسها حجاب

ميسم : تعالي عمة ، فدوة لوجهچ الحلو تعالي ، لا تزعلين امسحيها بوجه عمتچ وأني اعلمها خل يجي رجلها هذه تجاوزت كل الحدود بعد مينسكت عليها

هزيت راسي ومشيت روحي بطرف خشمي اخاف لا على أي لحظة انفجر بوجه الشخص الغلط ، داتواجه بخطواتي للبيت لمحت من زاوية النظر الجانبية سيارة مصطفى مركونة بالساحة خلف بيتهم

تحركت بسرعة ، وصلت عند باب بيتنا اِلتقط جهازي شبكة الواي فاي فتحته داخلة على الانستغرام ، اريد الگى محادثته عاجزة "آلاف الرسائل الوصلتني بعد رسالته وضعي حاليًا صاير مثل الديبحث عن أبرة بكومة قش يعني مستحيل راح اگدر اوصل له بين كل هالرسائل"

خطر على بالي ادخل على حساب هبة ، المتابعتهم ينعدون على الأصابع اكيد احصله عندها وفعلاً أول ما فتحت صفحتها صار منشور قبل يومين گدامي ديتريگون بالدوام سوى ومسوية له تاك

فتت لحسابه بعدين للرسائل وافقت على محادثته الصارت بيناتنا بزواج هتان وضغطت اِتصال ادعي ربي يكون عنده نت لأن ما عندي طريقة سريعة اگدر اوصله بيها بهاللحظات غير حساب الانستا

عيوني دتراقب الشاشة ، ثواني معدودة وفتح الخط ما انطيته مجال يستوعب الصدمة سألته باِنزعاج

قمر : وين أنتَ ؟

مصطفى : اهلاً أم يمام ، ببيت أخوية صاير شي ؟

قمر : اطلع لي جايتك بالطريق

سديت الخط من عنده مغيرة اِتجاه خطواتي لبيت محمد ، وياما وصلت فتح الباب وطلع حتى ما لابس ملابس الطلعة ببجامة البيت ، ردها بهدوء متقدم عليَّ اِلتقت خطواتنا بمنتصف الطريق ، سلم ونبرة الاِستغراب واضحة بصوته

قمر : من كم ساعة بس ، طلبت من عندك متتدخل بعد بأي موضوع يخص حياتي وهسه انجبرت على التراجع عن كلامي واجيت بنفسي اطلب مساعدتك

مصطفى : حاضر ، بشنو محتاجتني ؟

قمر : رقم زوجته وإذا عنوانها اكون ممنونتك أكثر

مصطفى : بس ما اعتقد تارك لها عنوان ينذكر وهوَ مدعي گدام الدنيا كلها وفاتها

قمر : مسألة هيَّ عايشة ولسه على ذمته همْ تعتبر صعبة الكشف مع ذلك گدر صديقك المحامي بكل سهولة يكشفها ، فمثلما اِنكشفت كذبته الأولى راح تنكشف الثانية وإلا ما تلگوا لكم ثغرة توصلنا بيها

مصطفى : احاول بس ما اوعدچ

قمر : وأني ما رايدة منك مجرد المحاولة رايدة وعد

رن موبايلة بيده ، فصله يباوع لي بحيرة

مصطفى : إذا هدفچ المواجهة ليش متتصلين عليه وتطلبين منه شخصيًا يجمعچ بلقاء وياها

قمر : هوَ اصلاً عرض عليَّ هالشي بس لا ، مستحيل اواجهها من خلاله لأن أني متأكدة راح ياخذ جميع الاِحتياطات اللازمة قبل هاللقاء حتى يبرر كذبته ويثبت ادانتها باِثبات برائته ، مصطفى اليوم اِكتشفت هالشخص ابدًا مو هين وإذا تريد تلعب وياه ضروري تستعمل نفس منطق الحيلة اللي تعود يستعمله هو ويا العالم ، اريد منك وعد تحصل لي عنوانها أو رقم تلفونها على الأقل من دون متخليه يعرف أو يسمع أو حتى يشتم خبر بالموضوع هذا

رجع موبايله يرن ، كرر عملية فصل المكالمة للمرة الثانية ، بعده ما حاچي رن من جديد رفض الاِتصال محول الجهاز للوضع الصامت ومرجعه لجيبه

قمر : ما اريد اطول عليك أكثر ، انطيني جواب نهائي اعتمد عليه تگدر لو اشوف غيرك ؟

مصطفى : محد غيري يگدر يتحرك بهدوء ويحصل لچ الترديه من غير ميلفت اِنتباهه خصوصًا أهلچ ، أي حركة منهم حاليًا وإن كانت بسيطة راح يكون عنده علم بيها من نقطة الاِنطلاق لنقطة النهاية

قمر : ما زالك واثق لهذه الدرجة ليش دتطول علينا الموضوع ! على العموم كلامك صح وهوَ هذا اللي خلاني ألجأ لك من دون الكل ، اعرف كل حركة منك ومن صديقك المحامي بعيدة عن الشبهات وخارج دائرة شكوكه وهذا بالضبط الداسعى له ، هسه شگلت ؟

مصطفى : يعني شنو ؟ دتطلبين ألبس ثوب الشرف واصير جنتل مان على گولتچ

قمر : شنو منتظر تجيك الفرصة حتى تذلني !

مصطفى : أو يمكن منتظر اِعتذار عن كلام انحچى بحقي وأني ما استاهله

حنين : يا كلبة يا ***** يا ******* أني لچ *****

حتى ما لحگت ادور وجهي ، تلقيت منها كفخة على راسي من شدتها انرميت بحضن مصطفى

دتسحبني منه رجعني ورا ظهره ودفعها ، ظلت تعد وتصف يريد يسكتها ماكو اشكال الغلط والمسبات على لسانها ما خلت لي ميت نايم بترابه ما رجعته للحياة بمسبتها وكلامها البذيء

عصب ، هدد ، هدأ ، حاول وياها ، عدت مرات يرفع ايده ينوي يضربها ويتراجع ميگدر يرفع صوته كافي صوتها الديلعلع والراح يلم علينا أمة الثقلين

ظهرت نفسي من خلف ظهره اريد انسحب من هذا المكان ، الكلام السمعته بحقي وبحق أهلي كلش كافي لحد الآن ما عندي نية اسمع الأكثر ، بعدني ما خطيت الخطوة الأولى رجعت اِنسحلت هالمرة من حجابي بحيث سقط واِنكشف ستري گدامه

نصى بسرعة ، ناولني الحجاب من غير ميرفع نظره عليَّ ونزل بالغلط عليها ، حاكم قبضته على معصم ايدها وهيَّ مثل الحيوان الثائر ممهتمة لكل شي دتسمعه منه حايرة شلون تفلت نفسها وتوصل لي

حنين : وخر مصطفى وخــر ، اخابرك ترفضني مو ؟ حضرتك مسوي روحك زعلان وأنتَ سايگها مواعيد غرامية بنصاص الليالي ويا هالمطلگة الـ*****

مصطفى : كلمة زايدة ترحين لأهلچ بعد مترجعين

حنين : اي ليش لا حتى يخلى لك الجو ويا ****** مالتك الذبحت نفسها تريد بس تنام جواك

وسعت عيوني من بشاعة الألفاظ الداسمعها وقبل لا ارفع ايدي اضربها سبقني مصطفى بردة فعله وانطاها كف رجعها بيه خطوات ليورا إلا شوية توگع

حنين : تضربني علمودها ! علمود هذه ****** أم ***** الكل يوم نايمة بحضن رجال شكل.....

سديت أذني اصرخ بعلو صوتي ..

قمر : كافي تماديتِ هواي ، قسمًا بذات الله وعلى هالكلام المسيتوا بيه شرفي إذا ما تعاملت وياكم بالطريقة التليق بيكم وسويتها مو بس گعدة زلم لا سويتها دم ما اطلع أني بنت ناصر

بقى مصطفى يعتذر بعيونه قبل لسانه ، اريد اتحرك ماكو جسمي ينفص عكس رجلي الثبتت بالأرض وكأنما تصنمت بهاللحظة وهيَّ مستمرة على نفس الوتيرة تسب وتغلط وتطعن بشرفي ما سكتت ابدًا إلى أن جبرته يفقد السيطرة على نفسه ويشبعها راشديات حتى بعدها يسحلها من يمي بعصبية متوجه بيها للسيارة ، بعدني واگفة اراقب الموقف صعدها بالصدر وسد الباب حيل أول ما صعد حچت شي خلته يلطمها على حلگها ومباشرةً شغل سيارته دايس لها بانزين التراب ترس الجو وراه

رجعت للبيت منهارة طريقي ما اشوفه من العصبية ، كلامها صار يدور مثل التيزاب براسي ولا اراديًا تحول الغلط والمسبة من لسانها للساني وكأنما داحاول اسوي الما گدرت اسويه بحضورهم واثأر لنفسي ولسمعتي ولشرفي النداسوا منها بالخفاء

دخلت لبيتنا صادفت ورد كانت تبحث عني بالحديقة ظلت تسألني بشك عن سبب عصبيتي ضيعت عليها السالفة وفتت اسأل عن والدي ، على قدر ما كنت مستاءة من الموقف والغضب مسيطر عليَّ على قدر ما استعاديت هدوئي ورجع لي وعيي لمجرد أن وصلت لباب غرفته ووضعت ايدي على المقبض "عمو اِبراهيم إنسان طيب ميستاهل اخليه بهيچ وضع محرج ويا والدي واِخواني بسبب وحدة مثل حنين وحتى عمتي ميسم مراح تكون بحال أفضل من زوجها ساعة اليوصل خبر لأهلي عن عملة چنتها ، هيَّ غلطت صح بس أني همْ غلطت من تركت الكل وتوجهت لمصطفى اطلب مساعدته واعرفها شگد مريضة نفسيًا بالغيرة فالحل الوحيد اسكت وانسحب منها ومنه من هذه اللحظة"

طرقت الباب ودخلت ، بابا متمدد على سريره أول ما صرت گدامه اِستقام بالجلوس فاتح لي ذرعانه ، ما اكذب من اگول أكثر شي كنت محتاجته حنانه فتحركت بسرعة رامية نفسي على صدره ، حضنته حضن طويل ، حضن رجع لروحي سكينتها وأمانها

بعدها شرحت له كل شي صار ويايَّ بالتفصيل ومن دون ما أتطرق لموضوع حنين طالبة منه يساعدني

ناصر : بنتي على أي اساس رايحة تحچين ويا الرجال وابوچ موجود ! اطلعي أنتِ من الموضوع أني اعرف شلون راح اتصرف وياه وغصبًا عليه يجي ويواجهني

قمر : عرفت هسه ليش رحت حچيت ويا مصطفى وما اجيت حچيت وياك؟ اترجاك لتسويها ما اريدكم تتحركون خطوة وحدة قبل لا اتواجه ويا زوجته

ناصر : بالله أني حسيت ، من صارت المشية وليوم مشتراة الذهب وگلبي ممرتاح اكو شي غريب گاعد يصير ويايَّ بس شنو هوَ ما عرفته ، المشكلة سألت شگد سألت مو بس أني حتى اخوانچ الكل ها بدون استثناء مدح بيه وبأخلاقه وسواه هوَ ولا غيره ماكو ابن حلال بيهم گال زوجته عايشة حتى جيران أهله كلهم على نغمة وحدة أرمل ، يعني لهذه الدرجة طلع نغل وگدر يخفي سره عن كل هالعالم ! وإلا مستحيل يشتريهم كلهم متصير له

قمر : كل شي راح نعرف إذا گدرنا نوصل لزوجته

ناصر : وبعدين ؟

قمر : جوابي يتحدد بعد لقائي وياها

ناصر : هسه المطلوب شنو ؟

قمر : تصرف وشوف لك طريقة توصلني لها بس كون طريقة آمنة بحيث متخلي بهاء يشك دنبحث عنها

ناصر : مو گلتِ حچيت ويا مصطفى !

قمر : بابا زوجته كلش تغار ما اريد تصير له مشاكل بسببي ، خلينا احنا نتصرف أحسن

ناصر : صار شي بنيتي ؟ تصادمتِ وياها ؟ 
سمعتچ حچاية گولي ؟

قمر : لا بس تگدر تگول طلبت مني وبصريح العبارة أبعد عن زوجها

رن موبايله مكالمة عمل اِضطر يجاوب عليها ، بعدني انتظره يخلص مكالمته ويتفرغ لي اجاني اِتصال من مصطفى على الانستغرام رفضته بسرعة رجع اتصل رفضته دز أكثر من صوتية بعدها طلع لي ديكتب مو طبيعتي استخدم البلوك وقائمة الحظر عندي ما بيها غير حسابين بس ما ادري ليش ومن دون أي تفكير دخلت على حسابه حظرته قبل ليكمل كتابته .

ناصر : اي وين وصلنا

قمر : اريدك تجيب لي عنوانها وادري ميصعب عليك

ناصر : ما يصعب وإلا ما اوصل لها بس مال ترديني اسأل وادور وهوَ نايم على أذنه ميعرف بالموضوع مستحيل ، عيونه علينا بنتي

باوعت له محتارة ، قبل لا يحچي أني اعرف بهالشي بس ما عندي حل ثاني مصطفى وراح ، رجع موبايله يرن بيناتنا على السرير لمحت اسمه على الشاشة ، سحبه يرد

ناصر : وعليكم السلام ..
هلا عمي ، الحمد لله بخير إذا أنتَ بخير
اي ؟
حچت هذه هيَّ گاعدة گدامي
لا يابة ليش صاير شي وما عندي علم ؟
اي عادي سوالف نسوان عيب علينا نحچي بيها

عرفته ديجس نبضه ويشوف إذا حاچية له لو لا لأن ردة فعل والدي مو مال سمع الحقيقة منه كاملةً

طالت المكالمة بينهم وكان الحديث على مدار وقت الاِتصال مقتصر على مصطفى فقط أما والدي آخذ دور المستمع ، لنهاية المكالمة يلا شاركه بالحديث

ناصر : اي فهمت عليك ومن الأساس هذا كان رأيي مو بس رأيك ، هاي هيَّ يابة صايرين راح ننتظرك ، بالعكس أني الزحمتك ، الله وياك سلم على الأهل

قمر : شنو ؟

ناصر : مصطفى الراح يوصلنا بيها

قمر : لا عفية بابا

جدال مطول ما بيني وبينه اِنتهى بهيمنة كلمته على كلمتي ، ما گدرت ألح أكثر لأن ما اريد اجلب الشبهة لنفسي فتظاهرت بالاِقتناع رغم عقلي يضج بالرفض

مر يومين على مكالمتهم بالثالث رجع والدي الظهر من الدوام يبشرني مصطفى گدر يحصل مو رقمها الخاص وحسب بل وصل لنا حتى لعنوانها

على اعصابي اِنتظرت للعصر ، بالخمسة طلعت ويا والدي بهدوء تام متوجهين لأهل زوجته ما كان اكو أحد من الأهل يعرف بتحركاتنا غير الوالدة

وصلنا على حسب العنوان ، المنطقة شعبية الجانب الأيمن منها عبارة عن بيوت التجاوز وبيتهم كان أحد هذه البيوت ، طرق والدي الباب تأخروا ، دقائق يلا فتحه شاب بعده بعمر المراهقة من هيئته الخارجية وطريقته الغريبة بالنظر عرفته كفيف

بعد السلام ، صار والدي ياخذ وينطي وياه بالحديث محتار منين يبدا وهوَ ميعرف أي شي عنهم غير بس اسم البنية بعده بحيرته طلعت مرأة مسنة بالشيلة والدشداشة السودا ، أول ما شافتنا تقدمت وملامح التعجب على وجهها اخذت الباب من الولد واگفة بيناتنا سلم عليها الوالد بوجه بشوش يحاول يطمئنها هيَّ همْ ردت علينا السلام بذات البشاشة

ناصر : أني ناصر وهذه بنتي قمر اجينا قاصدين بنتچ أريج الله يحفظها ، إذا أمكن تسمحي لنا نقابلها شغلة ربع ساعة مو أكثر

تغيرت الاِبتسامة اللي كانت مرسومة على ملامحها لنظرات الدهشة لمجرد سماعها الاسماء وكأنما تعرفنا من قبل الأمر الدفع ابنها يتسائل باِستغراب

- منو ذولة يمة ؟

- ها يمة ، هذه شمسها قمر قمر صديقة أختك من أيام الدراسة جاية تزورها ، بس منين حصلتِ عنوان بيتنا الجديد خالة اِنتقلنا من زمان ؟

حچتها تترجانا بعيونها نساعدها بمواصلة هالكذبة

قمر : سألنا خالة واليسأل ميتوه

- تفضلي بنتي حياچ ، يمة فوت أنتَ جوا خلي البنية تاخذ راحتها بالگعدة ويا أختك

تحركنا بوقت واحد هوَ دخل للبيت وأني داعبر عتبة الباب حتى افوت للطرمة لزمته بسرعة تمنعني اتقدم

- من دون مشاكل ووجع راس لنا ولكم ارجعوا للگاع الجابتكم علينا ما عايزين أذية

ناصر : منين خايفة حجية ؟

- ما خايفة بس بشر لا يعرفكم ولا تعرفوه على شنو بعد هالزيارة ! چفونا شركم حتى نچفيكم شرنا

قمر : لا تعرفينا وتعرفينا كلش زين لذلك رافضة هذه المقابلة لأن خايفة من زوج بنتچ بهاء ، صح ؟

- يمة فدوة لطولچ والله احنا عالم فقرا مو گد هذا الرجال ولا گد مشاكله ، اخذي ابوچ وروحي يلا

ناصر : حجية الله ابو الخير ، احنا جايين نساعدكم منضركم وبالنسبة لهذا اللقاء ميعرف بيه اليتسمى بهاء ولا راح يعرف إلا إذا انتم سمحتوا لنا بذلك

اجى شاب بهذه الاثناء يطلب ابنها من الحديث الدار بيناتهم عرفته صديقه ، اكو موضوع دتحاول تخفيه عنه ولهذا السبب ما صدگت تلگى الفرصة التخليه يغادر هالبيت ، وصت الولد ينتبه عليه وظلت تراقب خطواتهم ، ابتعدوا مسافة يلا رجعت تتواصل ويانا ، كرر الوالد جمل الاِقناع على مسامعها جملة بعد الثانية ، رافضة ما راغبة مزعوجة ، لو بيدها متخلينا نعتب هالباب خطوة وحدة بس خوفها من السر الخافيته على ابنها ويقينها من اِصرارنا على هذه المقابلة دفعنها تسمح لنا بالدخول مرغمة

دخلت قبلنا واحنا بظهرها تبعناها بخطوات متروية نفسح لها المجال الكافي حتى تاخذ لنا طريق ، عند الباب الداخلي توقفنا ننتظر الأذان منها صاحت عن بعد "تفضلوا عيني" أول خطوات كانت بعمق هذا البيت خطواتي ، تقدمت بظل صوت بابا وهوَ يصيح يا الله بدافع الاستئذان ، طلعت الحجية من الغرفة تأشر بمعنى منا دخلت والوالد خلفي صارت بوجهي بنية شابة تصغرني بالسن جالسة على الكرسي المتحرك وعين الله عليها على الجمال الحاملته !

ما استغربت وجودنا عكس والدتها لأن من الواضح مبلغتها مسبقًا منو احنا وشعندنا جايين الأمر اللي ساعدنا ندخل بالموضوع بدون مقدمات واكيد هيَّ كذلك مثلها مثل الوالدة خافت من كشف سر بهاء ورفضت مباشرةً من غير متاخذ وتنطي ويانا بالكلام

بعد عدة محاولات من والدي طمئنها قدومنا سببه مساعدتها قبل ليكون مساعدتي واعدها هذا الخبر مستحيل يوصل لبهاء إلا بموافقتها ، وافقت واخيرًا تفتح گلبها وتفصح لنا عن سبب خلافها وياه

أريج : فتحت عيني يتيمة الأم وبعد سنوات متتجاوز عدد الأصابع العشرة صرت يتيمة الأب كذلك ، أمي رجاء الدتشوفوها گدامكم هيَّ بالحقيقة مرت أبوية الأولى ما صار عندها أطفال فتزوج أمي الله يرحمها بس لمجرد ولادتي للحياة تمرضت بمرض عضال على أثره توفت تاركتني بأمانتها ، ربتني حبتني دارتني مثلما تداري المي بالصينية وعلى عيني ولأن يتيمة رزقها رب العالمين بعد الكبر بأخوية كرار لكن للأسف نولد ضرير حتى نصير أني وهيَّ عيونه بهذه الحياة من بعد اِستشهاد والدنا ، طبعًا الوالد اِستشهد ورا السقوط تاركنا نتخبط بالحياة ما عندنا معين يعيننا غير رب العالمين وراتب ذوي الشهداء اليا دوب سند أمي حتى تگدر تربينا بيه من غير منعتاز لمنية العالم"

"بعمرها كله ما فرقت بيني وبين أخوية وبعمري ما حسيت هيَّ مرت أب ، اللمسة الدافية تمسح على راسي قبل لا توصل لراسه واللگمة الهنية تدخل لحلگي قبل لا تتحول لحلگه ، عشت بيناتهم مدللة بحياة هادئة بسيطة مليانة بالمحبة والألفة إلى أن اجى ذاك اليوم الأسود التعرفت بيه على بهاء"

"طلعت من الصبح أمي متوجهة لمؤسسة الشهداء عندها معاملة تخص راتب الشهيد واخذتني وياها ، بيومها بهاء همْ كانت عنده مراجعة لهذه المؤسسة بحكم عمله وشاء القدر أن نلتقي بهذا اليوم كأول لقاء تغيرت بيه كل مجريات حياتي للاسوء"

"محامي شاف مرة عجوز وبنية صغيرة يتخبطون ما بين غرف المؤسسة وموظفيها فتقدم هوَ من باب المروءة والشهامة عارض عليهم المساعدة ، بعد ما نهى لنا المعاملة على أتم وجه انطانا الكارت الخاص بعمله مذمم أمي أي شي تحتاج متتردد تتصل بيه"

"واجى اليوم الاِحتاجته اِتصلت تستفسر منه فطلب منها تجيه للمكتب ومثل عادتها متتحرك خطوة من البيت إذا متاخذني وياها ، ما استغرق الموضوع أكثر من لقاءين ودز أهله يطلب ايدي للزواج بحركة غير متوقعة صدم بيها أمي قبل ليصدمني"

"أمي شافت بيه فرصة متتعوض وعلى هذا الأساس قنعتني بعدما كلفت الناس الخيرة يسألون عن كل شي يخصه أصله فصله أخلاقه دينه ومثلما الكل مدح لكم بيه مدحوا لها بيه لأن بالظاهر هوَ فعلاً إنسان سوي وفرصة لكل بنية بس بالباطن محد يگدر يكشف حقيقته إلا اليعاشره بالعشرة الخاصة"

"بعدني مراهقة عايشة الحرمان المادي بكل انواعه فاِنغريت بمكانته سمعته راحته المادية شكله اللي بالظاهر مريح للنظر واِقتنعت فعلاً هوَ هذا بالذات اليگول عنه فرصة متتعوض فوافقت على هالزواج"

"صرت ببيته بظرف شهرين بحيث ما صبر لما انهي السنة الدراسية وبمجرد أن خلصت اِمتحانات نصف السنة قدم موعد العرس أني همْ ما عارضته ، عشت وياه حياة وردية بيت وحدي أثاثه من ارقى الأثاث هوَ إنسان طيب كريم حنين صاحب لسان حلو وكلمة معسولة ، شفت بيه حنان الأب المفتقدته من زمان وعوضني عن كل حرمان عشته بحياتي ، أهله ناس طيبين منعزلين مبتعدين عن كل أنواع المشاكل حسيتهم أهل ما بيوم عاملوني معاملة الچنة والعيال الشي الجبرني احبهم واحب جمعتهم"

"شگد ما اگول كانت الأيام الأولى ويا بهاء أسعد أيام حياتي همْ ما ابالغ ، عشت بجاله عيشة الأميرات طلباتي أوامر وأوامري مجابة فتعلقت بيه بشكل مو طبيعي لدرجة صرت ما اتحمل ابقى بمكان هوَ مو بيه اجي لأهلي عصرية ساعتين زمن وارجع وياه كله بس لأن ما اطيق ابتعد عنه ، ياما وياما أمي لامتني عتبت عليَّ عابت على تعلقي بهالإنسان بس كل شي ما فاد حبيته وحبه صار مثل المرض الما له علاج حتى لو تريد تتخلص منه متگدر"

"هيچ عشت وياه إلى أن صرت اماشيه عمية عن كل شي حياتي مستقبلي شخصيتي كرامتي اِنعميت حتى عن عيوبه الصارت تظهر يوم بعد يوم أكثر وأكثر"

"أول عيب واجهته جبرني اترك دراستي بعد أشهر بسيطة من زواجنا ولمجرد تخرجي من السادس بحجة أني رجل شرقي غيور أغار عليچ من مجتمع الكلية وما احب اشوفچ تختلطين ويا الرجال ، اكيد عارضته بالبداية بس بعد اصرار وجدال طويل خيرني بينه وبين الدراسة وأني بكل غباء رضخت لتهديده ووافقت على ترك دراستي في سبيل يرضي عليَّ الأمير بهاء وما اخسره علمود الشهادة"

"ومنا بدت رحلتي ويا عيوبه الما له نهاية ، أناني جدًا بقراره الشي اليريده يصير حتى لو عارضته وكأنما ما لي كل وجود بحياته ولا لكلمتي أهمية واِعتبار ، بعد متسلط مستبد مزاجي مغرور لمجرد أن اِنتهت لهفة البدايات البيناتنا صار يحسسني أني نكره گدامه وهوَ متفضل عليَّ بهذا الزواج ، مو بالكلام المباشر لا بس تلميحاته كافية حتى تحسسني بالنقص ساعة اليصير موقف مقارنة ما بيني وبينه ، إذا ناقشته يستهزأ وإذا حاورته يطلعني صفر على الشمال دائمًا هوَ الفهيم وأني بنظرة الجاهلة الغبية ما فد يوم آخذ رأيي بقرار ولا سمح لي اشاركه باِختيار حتى وإن كان هالاِختيار يخص حياتنا المشتركة"

"وكل هالعيوب تهون إذا قارناها بعيب الغيرة ، غيور بشكل لا يطاق بحيث يغار من ظله إذا صار گدامي ، مع مرور الأيام حرمني من كل شي وهبني اياه بداية زواجنا الطلعة الطبة الاِختلاط المجاملة حتى من زيارة أهله منعني بسبب غيرته من أخوه البعمري تقريبًا إلى أن وبصورة تدريجية تحولت غيرته إلى شك مخيف وصل بيه الحال يشك حتى بنفسه"

"صار يحسب عليَّ كل شي ، النظرة الكلمة الهمسة الصفنة حتى النفس هذا الآخذه صار وياه بحساب ، فجأة يطب للبيت يفتر بزواياه بنظرات غريبة وكأنما ديبحث عن شخص مفقود ، ياخذ موبايلي يفتشه برنامج برنامج يفوت على المكالمات المحذوفات ينزل بيَّ تحقيق شوكت گعدتِ؟ رجعتِ نمت؟ شنو اكلتِ؟ همْ شربتِ؟ اِتصل احد؟ اندگ الباب؟ بشنو خلصتِ يومچ؟ سابحة؟ راشة عطر؟ ليش حاطة حمرا؟ شعجب لابسة هيچ؟ شيريد ما ادري بكل مرة اكذب نفسي لا مستحيل هذا حرص مو شك ليش ديشك شسويت قابل حتى يجي ويشك بيَّ !" 

ومن اجي اسولف لأمي تظل تلوم وتدفعني ، احچي لا تسكتين واجهيه خل نشوف شبيه وشغيره إلى متى تظلين بهذا الضعف مو داسچ وأنتِ ساكتة ومع ذلك اظل ساكتة ، اخاف منه اخاف من زعله عودني إذا يزعل ماكو شي يراضيه غير مزاجه زعله مر مثل عشرته الصارت أمر وأني گدامه لا حول ولا قوة متعلقة بيه مثل تعلق البنية بابوها اخاف لا بلحظة اخسره وينتهي كل شي"

"صرت اتصل على خواته بالسر ، احچي استفهم هوَ هيچ لو صار شي غيره؟ اِنصدمت من عرفته شكاك بالفطرة حتى على خواته مسيطر وخنگهن بالشك قبل زواجهن ، زعلت اخذت موقف لمتهم شلون هيچ سكتوا عن الحقيقة وما واجهوني بيها من البداية بعدين وبمرور الأيام اِكتشفت همَ مثلي لا حول ولا قوة خاضعي له ويخافون من زعله وخسارته فرجعت علاقتي بيهم طبيعية لأن همَ فعلاً ناس طيبين ويختلفون عن ابنهم اِختلاف جذري"

"خلال هذه الفترة وبعد سنة و9 أشهر من زواجنا رزقني رب العالمين منه ببنتي ملاك ، اِنشغلت بيها عن كل شي واخذتني بجيتها من هموم الحياة بس رغم هالشي بهاء وبدل ميتحسن بطباعه ومعاملته لي صار يتغير للاسوء وصل بيه الحال يحرمني حتى من زيارة أهلي كل شهر ازورهم مرة وهالشهر همْ تجيه فترات يتحجج ويسلبه مني ، فقدت عقلي ما ادري شلون لازم اتصرف حبسة البيت بدت تخنگني بشكل مو طبيعي لدرجة حسيت بنفسي راح اتمرض احچي وياه يابة متريد اطلع وحدي آمنا بالله زين أنتَ طلعني خليني اغير جو اشتم هوا اشتري بعض اللاوازم التغير من مزاجي ماكو أذن من طين وأذن من عجين إذا الحايط يسمع سمعني هوَ"

"كل هذا وبعدني بكل غباء احبه ومتعلقة بيه مگاعد اگدر اخطي خطوة انتشل بيها نفسي من هالضياع ، حچيت ويا أمي گالت تعالي يمنا ازعلي فترة بلكي يتغير رفضت وقاومت وحاولت بس النتيجة بقى الوضع هوَ هوَ ماكو شي تغير فسمعت كلامها وسويت لي مشكلة وياه رحت على اثرها لأهلي زعلانة ، فاد؟ جاب نتيجة؟ لا بالعكس زاد بتصرفاته لدرجة هملني ولا كأني موجودة بحياته بعدين من شافني طولت بالزعلة وحتى يسوي لي گرصة أذن اجى يريد ياخذ بنتي مني وسواها"

"تخبلت ، بدل ميتوسل بيَّ ارجع صرت اتوسل أني على الرجعة ، بالشافعات وبعد تدخلات من أهلي وأهلي رجعني للبيت ، منا أني قررت اتغير واعيش حياتي مثلما ما اريد مو مثلما يريد بس شلون وهوَ حابسني؟ بديت اعانده احاول اضغط عليه اريد اطلع اريد اشتري ملابس اريد اروح لأهلي بس ابد كل شي ميفيد حتى المشاكل تأثر بيَّ متأثر بيه ، كلما انوي آخذ موقف نهائي من زواجنا هذا اتراجع ادري بيه راح يحرمني من بنتي وأني عندي بنتي بالدنيا"

"إلى أن بيوم من الأيام صارت قسمة اخته الصغيرة ووصلوا لمرحلة العقد ، بوقتها كنا على خلاف قوي ومن اجيت اطلب منه يطلعني اشتري لوازم الحفلة لي ولبنته لأن صار لي فترة بالسنة تقريبًا ممشترية أي شي يخصني وملابسي بدت تجرد ، رفض يستهزأ بكلامه 'البسي من العندچ بالكنتور يظلن أحسن من الجرود الكنت تلبسيها ببيت أهلچ'، وگفت عاجزة بشنو أرد ومن كل عقلي بقيت يومين انتظر اعتذار منه ولو بطريقة مو مباشرة مثلاً يطلعني يشتري لي أو يسمح لي اطلع ويا أمي اشتري بنفسي بس ابد مو بهاء اليطخ خشم ويتنازل للمقابل"

"هنا قررت اتصرف ما ابقى معتمدة عليه ، كاميرات البيت لها فترة الأسبوعين تقريبًا عطلانة ولأن دوامة ما بين المحكمة والمكتب ماخذ كل وقته تعاجز يفرغ نفسه ويصلحها ، اِستغليت هالموضوع وبديت ابحث بالبيجات من لگيت الشي اليعجبني اِتفقت ويا أخته تمر للبيت تاخذ قطعة من ذهبي تبيعها وتخلي المبلغ يمها ، بعدها اوصي على الطلب الاريده وانطيهم رقمها الخاص ومن يوصل تستلمه شخصيًا وتجيبه بحضوره على أساس هدية منها لي ولبنتي ومو غريبة الشغلة البنية الشهادة لله دائمًا بمناسبة وبدون مناسبة تذكرنا ولو بشي بسيط وهوَ عنده علم بهالموضوع فمراح يشك بشي ، ممكن بس يسوي لي مشكلة لأن يحسب أني شاكية لها من تصرفه ولهذا السبب قررت تشتري هالملابس كهدية"

"لأول مرة اخطط واعرف بنفسي عندي مكر النساء المعتاد بس ما كنت اعرف حظ ما عندي ، كان من المقرر وحسب الإتفاق الطلب يوصل الأربعاء يعني قبل حفل المهر بيوم بس سواها الحظ وخلاهم يقدمون الموعد بحيث وصل الثلاثاء ، اِتصلت حماتي تبلغني ديتصلون عليها لأن الطلب وصل وهيَّ طالعة ويا أختها وأمها متگدر تستلمه وإذا اجلت الاِستلام يتأجل الطلب للجمعة الأمر الجبرني استلمه بنفسي لأن وقت ما عندنا ، انطت رقمي للمندوب جاوبت بتردد بهاء ما صار له غير نصف ساعة من غادر البيت مع ذلك حتى غيابه هذا يرعبني"

"وصل المندوب على حسب العنوان فاِتصل يبلغني ما گدرت اطلع ادري بنفسي الداسويه أني مو گده ، طلبت منه يتقدم أكثر بحيث يوگف لي بباب الشقة وافق الولد ورجع دز رسالة أني عند الباب ، تركت بنتي بالغرفة نايمة وطلعت فتح له ، سلمني الطلب اريد افحصه خايفة احس على ساعة بهاء يسوي لي مداهمة وفعلاً الأقدار تؤخذ من الأفواه وداهم بهاء الشقة برجوعه المفاجئ ، داسلمه مبلغ الطلب من دون فحص سمعت صوت هورن سيارته بالباب بس رفعت راسي صار گدامي متت اريد اتصرف ما اعرف شلون وبلحظة غباء مني سحبت المندوب بحركة سريعة لداخل البيت سادة الباب علينا" 

"اِنصدم من تصرفي الغريب ، اِعترض اِمتنع جادل ، راد يغادر توسلت بيه يساعدني رفض بس من سمع الباب دينفتح ركض على المكان الايدي أشرت له عليه ما اعرف إذا حب ينقذ نفسه لو ينقذني ، هذا همْ فات من الباب الشك بعيونه ليش وشلون شك ما عرفت بوقتها ، اِشتم الريحة؟ اِستغرب لون وجهي المخطوف؟ شاف دراجته بالباب؟ المهم ما عبرت عليه وسألني مباشرةً 'منو وياچ بالبيت؟' "

"موقف ما اتمناه حتى لعدوي وبلحظة فقدت النطق مو بس التركيز ، صار يركض مثل المجنون داخل زوايا البيت وأني وراه اريد احچي اريد اعترف ميسمع لي فقد عقله يفتر ويجهر بالغلط والمسبة عليَّ وعلى الولد إلى أن وصل لمراده وعثر عليه"

"بهذا الموقف بالذات جملة 'فقد عقله' قليلة كلش على الحالة الوصل لها بهاء تحول من إنسان لوحش لا يسمع لا يدرك لا يعقل قنع نفسه هوَ ديتعرض للخيانة وصار شغله الشاغل شلون ينتقم مننا بأبشع طريقة وعلى هالأساس صدر بحقنا حكم مسبق من دون شاهد أو دليل ، رفع سلاحه يهددنا بيه حتى نتحرك لغرفة المنام وبوسط توسلاتي الذليلة وتبريرات الولد اللحوحة صرنا بوسط غرفة النوم دفعنا وقفل الباب غلط سب بعثر المكان بعدني ارتعد من الخوف احاول استوعب الديصير هذا واقع لو أني عايشة بعالم الأحلام ما احس إلا خرجت الرصاصة من سلاحه لزنده ، صوب نفسه بنفسه!"... 




وفي الجانبِ الآخر ، 
ثمةَ من سيشاركنا في اِظهار الحقائق

مصطفى : ادري يا عمي مو ألف دليل ودليل عندها على أي اساس تسكت وتلبس التهمة !

ناصر : يابة رب الضرب نفسه حتى يحول هالمسألة مسألة دفاع عن الشرف يفيد بيه دليل ؟

مصطفى : وضربها ؟

ناصر : اي ، المسكينة من حلاة روحها ركضت على الشباك تريد تلم العالم حتى يخلصوها طلق رصاصة على ظهرها ولهذا السبب هيَّ مقعدة والمسكين الثاني همْ اكل له رصاصة ببطنه وحاليًا هوَ محكوم بعدما اِعترف على نفسه بجريمة هوَ ممسويها

مصطفى : يا جريمة بالضبط ؟

ناصر : على اساس عنده علاقة بالمخلوقة ومن اجى زوجها وكشفهم تلاوى وياه إلى أن صوبه بيده حتى بعدها يصوبها بظهرها وقبل ليخلص عليه ياخذ بهاء منه السلاح بالقوة ويصوبه ببطنه، حابكها ابن الحرام كلش زين بحيث انتقم لنفسه بكل هدوء وخلص روحه من المساءلة القانونية بالدليل والبرهان حتى مكان الإصابة ونوعها حاسبها بالحسبان

أريج : حاولت والله يا عمي حاولت ، بمجرد افاقتي وأني على سرير المستشفى طلبته حتى ابرر موقفي دخلت أخته اِعترفت باِتفاقنا راويناه الرسائل طلبت منه يفحص أي كاميرا بالمنطقة مسلطة على بيتنا سويت المستحيل في سبيل اقنعه ومتأكدة اقتنع لكن هوَ مريض ومرضه خلاه ينتقم مني بس لأن ما سمعت كلامه وتحركت من ورا ظهره ، گال بلسانه 'إذا ما خليتچ تتمنين لو ميتة على إنچ تسوين هذه الحركة من ورايَّ ما اتسمى أني بهاء' وفعلاً سواها بحيث من ردت اتحرك وأبرئ نفسي من التهمة هددني بأهلي تحديدًا بأخوية ووصل بيه الحال من الخسة والنذالة يهددني حتى ببنتي اللي هيَّ بنته!"

"ومثلما هددني هدد المندوب ، من سوء حظي مو بس حظه طلع الولد يتيم والمعيل الوحيد لعائلته وحتى ليصيبه الشر من بهاء ضحى بنفسه قابل بكل العواقب المهم أهله يبقون بخير بعيدًا عن المسألة ولهذا هوَ اِعترف على نفسه بذنب غيره"

ناصر : وأهله وين من كل هذا ؟

أريج : ارجع واگول أهله ناس طيبين ، أول ما صارت المشكلة سندوني صدگوني وگفوا بجانبي بس تالي جبرهم مثلما جبر غيرهم ينسحبون ولأنهم يعرفون ابنهم عبارة عن كتلة شر ساعة اليسيطر عليه غضبه يسوي الميخطر على بال إنسان اضطروا يقطعون تواصلهم ويايَّ ما رجعوا إلا بعدما عدت فترة زمنية على الحادث وتناسى بهاء السالفة وهم تواصلهم ما كان مباشر عن طريق التلفون وبالسر حتى بنتي اشوفها بالصور ما اگدر احچي وياها لا اِتصال عادي ولا مكالمة فيديو لأن كبرت وصارت تفتهم ويخافون لا على لحظة تفلت الموضوع گدام أبوها وننفضح"

"اخذني بذنب ظنونه وحرمني من كل شي ، حياتي مستقبلي صحتي الوگفة على رجلي والأهم من كل هذا حرمني من بنتي الما لحگت اشبع منها ولا هيَّ الشبعت مني ، ما انسى صرخاتها بيوم الاِرتكب بيَّ جريمته من غرفتها تصرخ تصيح علينا تستنجد بينا بس ولا رف گلبه قيد شعره عليها وكأنما ميسمعها"

"اِنتقم لنفسه مني ومن الشاب الما له كل ذنب اللي صار باحقر طريقة ممكن يتخيلها العقل البشري ، هوَ اِنحكم على جريمة ما اِقترفها بمحاكمة سرية بطلب من بهاء لكونها تمس الشرف وما راد تظهر للعلن حتى لا تنمس سمعته ، وأني نفاني ويا أهلي بعدما سلبني كل شي لهذا المكان الگاعد تشوفوه بعينكم من بيت رغم بساطته يظل اسمه بيت ملك لبيت تجاوز لا يدفع عنك حرارة الصيف ولا يحميك من برد الشتا ، ناهيك عن تهديداته المستمرة صاير لنا مثل سچينة خاصر شيريد غصبًا عنا ننفذ ومن حلگ ساكت"

"قبل لا يخطبچ قمر تقدم لبنية وكلته كمحامي بس الفرق بينچ وبينها أنتِ نقذچ رب العالمين وهيَّ نقذنها خواته ، ما گدرن يعيشين الذنب العاشنه بيَّ بعد سكوتهن عن حقيقة اخوهن فاِتصلن حچن لها كل شي ولأن بنت حلال اِنسحبت من هذه العلاقة من دون متنطي بيهن ، هنا بهاء تخبل حرگ الدنيا عليَّ كل ظنه أني وراها ومن تأكد من برائتي رجع على خواته لولا وگفة ازواجهن وياهن الله يعلم شيسوي بيهن ، عاد من خطبچ بعد ما گدرن يتحركن لأن هنا راح يتأكد احنا ورا هالموضوع وإذا تأكد الله وحده اليعلم شنو راح يكون عقابهم من هالإنسان المريض"

"بس تدرين ، اِكتشفت شي مشترك بينچ وبين هذه البنية اثنيناتكم مقتدرين ماديًا وبهاء ومن خلال معاشرتي له يموت على ريحة الفلوس يبيع أمه وأبوه إذا ربح هالبيع مادي يعني دخوله لحياتها وحياتچ مجرد طمع وإلا مو بهاء الشكاك ياخذ منفصلة العفو من الكلمة بس حتى اقرب لچ المثال هذا الإنسان يدور جمال يدور كمال يدور ماديات يدور سمعة يريد يحوي كل شي بيد وحدة والايد الثانية يصفع بيها شريكته بالحقيقة المرة من بعد هالاحتواء"

مصطفى : ابن الحرام

ناصر : لا وليدي لا تحچي هيچ "يخرج الخبيث من الطيب" أهله طيبين وخوش آوادم بس هوَ السمح لشيطانه يسيطر عليه ويخليه بهذا السوء ، المهم هسه أني محتاجك بشغلة حياة أو موت

مصطفى : آمرني عمي

ناصر : ميأمر عليك ظالم ، البنية ومثلما سولفت لك متأذية خسرت صحتها خسرت حياتها خسرت بنتها وكله بسببه ، فرايد لي محامي على معرفتك أنتَ بعد عملك ويا جماعة القانونية ومتصعب عليك الشغلة بس كون محامي شاطر يتكفل بقضيتها من الألف للياء إلى أن يرجع لها حقها منه بالكامل

مصطفى : بالخدمة طلبك موجود بس شنو بالنسبة للبنية موافقة على هالتحرك يعني ؟

ناصر : هيَّ خايفة ممطمئنة مترددة مع ذلك ممنكر عندها شخصية قوية متعطشة للاِنتقام وضميرها همْ حي شايلة ذنب الشاب الراح بالرجلين بسببها بس بنفس الوقت قليلة حيلة مقعدة النذل لاوي ايدها بأخوها وبنتها ولأن تتمنى ترجع حقها بعد متنتقم منه وتخلص الشاب من سجنه تنازلت وسمعتني"

"أني بدوري گدرت اقنعها توافق على أن نسلك وياه طريق المحاكم بشرط اضمن لها الحماية القانونية من أي تصرف يصدر عنه خصوصًا هوَ صار له سنين يهددها وصراحةً مصطفى أني ابدًا ما استبعد الأذية منه ، هالإنسان بالذات حتى الجريمة ممكن يرتكبها إذا مست المسألة مصلحته الشخصية ولك الدليل "خوف أهله وسكوتهم" شنو سببه غير ابنهم ويعرفون كلش زين ما مدى مقدار الشر البداخله ووين ممكن يوصله في حال إذا ثار لخدمة مصالحه"

مصطفى : وأني اتفق وياك مليون بالمية كلامك عين الصواب ولهذا السبب ولأن احنا وهيَّ نعرف ببهاء إنسان خطير شلون راح نگدر نوفر لها هالحماية !

ناصر : ما ادري ، لعد ليش محتاج لي محامي شاطر غير حتى يرشدني للطريق الصحيح

مصطفى : إذا حل هذه المسألة يم المحامي وصلت إن شاء الله ، صديقي موجود وماكو بشطارته

ناصر : دخيلك يابة مو مثل آريان راح جاب لي صديق صديقه على اساس محامي شاطر وثقة بالتالي طلع العينتين مريض نفسي ، حظي واعرفه ميوگعني غير بس بالزبايل حشا من اگول بوجهه

مصطفى : لا لا عمي وعيونك صديقي ضامنه مثلما ضامن نفسي ، عشرة عمر ورجال چبير بالسن قبل المقام اسأل عن "عباس الجنابي" واسمع الخير

ناصر : وهذا شلون راح اوصل له ؟

مصطفى : رقمه موجود مكتبه موجود ، تتصل عليه آخذك له ، بكيفك شتقرر أني وياك

ناصر : هوَ نفسه البلغك بزواج بهاء ؟

مصطفى : نفسه ويعرف عنه المحد يعرفه

ناصر : زين لعد خلينا نروح له أحسن من الاِتصال

مصطفى : هذا هو مثلما تريد ، شوكت ؟

ناصر : باچر شتگول ؟

مصطفى : صايرين عمي ، بمكالمة وحدة اكون يمك وبالوقت التريده

ناصر : رحم الله أمك الطيبة ويحفظ لك أبوك وليدي

ثاني يوم العصر استعديت على اِتصال منه ، تحركت بسيارتي لبيته كل ظني نروح وحدنا بس تفاجأت من طلع وقمر وياه ، ادري بيها ماخذة على خاطرها بعد الموقف الأخير الانحطت بيه بسببي مع ذلك مشت الموضوع عادي گدام والدها وسلمت برسمية ، وصلنا لمكتب المحامي كان جالس وبضيافته شخص عنده يمه اِستشاره قانونية ، ويا دخولنا نهض يستأذن للمغادرة ، ودعه وتقدم باِبتسامة احتضنني يسلم

عباس : يا اهلاً وسهلاً بابو الياس ، زارتنا البركة

مصطفى : بوجودك البركة أستاذي

رفع ايده يصافح عمي ..

مصطفى : اعرفك اقربائي ، أستاذ ناصر وبنته قمر

عباس : اهلاً أستا....

اِلتفت عليَّ الصدمة واضحة بعيونه ..

عباس : هوَ !

مصطفى : هوَ

عباس : يا مرحبا وميتين مرحبا بأستاذ ناصر جليل ، أني بحلم بعلم اشوف أحد كتابي المفضلين واگف گدامي ! يشهد ربي مدمن إدمان على اِبداعك

ناصر : على راسي اتشرف

عباس : اسمع يگول اتشرف هذه المفروض تتسجل بالتاريخ ، عمي أني الاتشرف هوَ أني اطول ، تفضلوا استريحوا تفضلوا ، شتشربون چاي گهوة عصير

ناصر : چاي وممنونينك

طلع لباب المكتب طلب من الولد يجهز الچاي ورجع گعد ورا مكتبه موجه النظر لعمي ناصر تحديدًا

عباس : اي أستاذ ناصر شنو آخر اصداراتك

ناصر : هسه دعوف الاِصدارات جايك بقضية مهمة

عباس : اسمع وللصبح اسمع بس بشرط ها ، ورا ما اسمعك أنتَ تسمعني

ناصر : صار

عباس : تفضل ، كلي آذان صاغية

سرد التفاصيل بمساعدة قمر إلى أن وصلوا للنقطة الحاسمة "حماية البنية قبل رفع القضية"

عباس : سهلة وماكو اسهل منها ، تعهد خطي بعدم التعرض وباِجراء جدًا بسيط عند أقرب مركز شرطة ننهي بيه كل مخاوفكم

ناصر : قصدك بهاء اليتعهد ؟

عباس : نعم وساعتها أي ضرر يصيبها أو يصيب أحد أفراد عائلتها وإن كان ضرر جدًا طفيف هوَ راح يكون المسؤول الأول والأخير عنه يعني باِختصار هالاِجراء البسيط راح يشل حركته

ناصر : زين بالنسبة للقضية مالتها تنرفع عادي بعد مررو كل هالسنين ؟

عباس : عند المحامي العادي راح تواجهون صعوبة لكن عندي أني لا ، ألف منفذ ومنفذ قانوني اگدر اسلكه وافتح عليه بدل القضية خمسة أهمها قضية الشروع بالقتل وتضليل العدالة

ناصر : بس سويها ولك عليَّ ضعف المبلغ التطلبه

عباس : كلك فلوس أستاذ شرف لي اخدم حضرتك

ناصر : خادم ربك ، وهسه بالنسبة للتعهد ؟

عباس : هذا الاجراء يكون بعد فتح القضية الرئيسية وقبل تبليغه حتى نكسب الوقت ونمنعه يتحرك ويا تحركنا ، أني ما اگدر انكر هوَ محامي مو قليل وراح يكون خصم صعب إذا ما لعبناها وياه مضبوط من نقطة البداية ، فخلونا نلاعبه على مهلنا

ناصر : وياك بكل شي وياك ، شتحتاج هسه ؟

عباس : احتاج اشوفها ، عندي كم سؤال فيصلي لازم اسمع الاِجابة منها شخصيًا

ناصر : تعرف بالوضع يعني حاليًا جيتها مستحيلة

عباس : مو مشكلة أني اروح لها بس حدد لي وياها موعد معين وبخدمتكم

ناصر : متفقين ، شتأمر أستاذ ؟

عباس : عمي يا أمر ! كتابك وعليه توقيعك يخليني ادفع رسوم القضايا رسم رسم من جيبي

ناصر : مو كتاب اِصداراتي كلها بين ايديك بس همْ شتأمر هذا تعبك وميصير تتنازل عنه

عباس : ابد والله ما اطلب ولا اقبل منك فلس واحد

ناصر : هيچ تخلينا ننسحب قبل لا نتحرك الخطوة

بقوا واحد يصد واحد يرد محد منهم يتنازل للثاني ، آخر شي الأستاذ عباس من شاف عمي يتكلم بصورة جدية لدرجة راد يسويها صدگ وينسحب وعده راح يتفاصلون بكل شي بس مو قبل لا يلتقي بالبنية ويحصل منها على اجوبة لاسئلته

اِنتهوا من تفاصيل القضية وظلوا يتحدثون بمواضيع عامة ، طال النقاش بيناتهم لأكثر من نصف الساعة الأمر الجعل من قمر تمل وتنهض مستأذنة منهم ، غادرت المكتب متوجهة للسيارة فتحت لها البصمة من مكاني أذني يمهم وعيوني عليها صعدت بالخلف وسحبت موبايلها تتصفح بيه ، بعدني اراقبها رفعت عيونها بمجرد أن اِلتقت نظراتنا عبست الوجه حادة نظرتها عليَّ واِندارت عني للجهة المعاكسة

غادرت المكتب بعدما استأذنت من عمي يسمح لي احچي وياها ، من طريقي دخلت للأسواق اِشتريت وطلعت متوجه للسيارة ، أول ما فتحت الباب فزت عيونها بالموبايل بس البال شارد ، صعدت ماخذ بطل المي والعصير من العلاگة قدمت لها اياه اعتذر

مصطفى : آسف فززتچ ما ادري بيچ صافنة

قمر : أنتَ ليش بعدك بالموضوع !

مصطفى : داخذي من ايدي

رفعت حاجبها تباوع لايدي ورجعت نظرها عليَّ ..

قمر : شكرًا ما اريد

مصطفى : داخذي يمعودة مو متني تعب

قمر : مصطفى ترى أني داحچي جد ما اتشاقى !

مصطفى : وأني همْ احچي جد ، ايدي تعبت اخذي

دارت عيونها للجامة مستاءة تستغفر بصوت واضح من دون متجاوبني ، نزلت بطل المي والعصير على حضنها ورجعت نظري للشارع ، لحظات من التوتر سادها الصمت عن الكلام قطعته باِعتذاري

مصطفى : اعتذر ، ما اعرف منين لازم ابدا كل الكلام تبخر من عقلي حاليًا بس أني شرحت لچ موقفي من الموضوع بالانستا ما اعرف إذا سمعتِ البصمات أو لا لأن مباشرةً حظرتيني بس ارجع واعتذر

قمر : تعتذر ! خير إن شاء الله

مصطفى : اسمعيني أم يمام....

قمر : اسمعك ليش لا حتى وراها اسمع من مرتك بس يوصل لها الخبر بجمعتنا عادي شكو بيها تغلط تسب تطعن بشرفي شيضر حضرتك المهم تعاندنا وتسوي البراسك وأني انقبر مو مهم المهم عنادك

مصطفى : مموجودة ، من ليلتها اخذتها لأهلها وما رجعت بعد ولا راح ترجع إلا إذا اجت واِعتذرت لچ

قمر : ومنو گال أني منتظرة اِعتذار منكم ؟

مصطفى : هذا أقل واجب بحقچ

قمر : يعني أنتَ دتشوف الموقف عادي كلش ممكن ينمحي باِعتذار وكلمة مجاملة مو !

مصطفى : ما گلت عادي كل اللي اريد اوصله...

قمر : شتريد مصطفى شتريد ، غيرك واحد يخجل يرفع عينه بعيني بعد الكلام السمعه من مرته ، أني تگول عليَّ ***** ! أني الينگال لها ميتة حتى....

باوعت لها بالمرآة الأمامية ، صفنت بوجهي متداركة الموقف وحبست الكلام بداخلها عكس الدموع الما گدرت تحبسهن وخاننها بالاِنسياب على وجناتها حتى بعدها تمسحهن بحركة سريعة وتلتفت للشارع

قمر : ما گدرت احچي عن الصار بيناتنا گدام بابا مو لخاطرك لخاطر عمتي ووالدك وللسبب نفسه ما گدرت ارفض جيتك ومساعدتك حتى ليشك بس إذا عندك ذرة كرامة تنسحب من هالموضوع ومتراويني وجهك بعد حتى لو بالصدفة

مصطفى : وإذا ما اِنسحبت ؟

قمر : ساعتها تثبت لي أني كنت على حق بتهجمي عليك وتطلع صدگ مو رجال حالك حال أكبر وبهاء 

مصطفى : عجيب ! ليش كل هذا ليش أنتِ مسالمة ويا الكل بس من يوصل الموضوع لمصطفى فجأة تتحولين لوحدة ثانية تمامًا عدوانية وهجومية ! اي صح وما ناكر الكلام الصدر عن حنين كلش معيب بحقي قبل لا يكون معيب بحقچ بس ردة فعلچ من البداية وقبل لا يصير هالموقف بيناتكم هيَّ هيَّ ما تغيرت ، ما اعرف يعني معقولة كنتِ تفضلين لو باقية عمية على إني اجي وافتح عيونچ بالحقيقة ! 

قمر : مصطفى أنتَ تفهم بالحچي لو لا ؟ گلت قبل وارجع اعيد اطلع من حياتي ما اريد بعد مساعدتك ولا اريد ألمحك گدامي لأن ممستعدة اسمع مسبة من وحدة ما شامة ريحة التربية والأخلاق بحياتها

مصطفى : يعني هذا ردچ على كلامي !

قمر : وما عندي غيره

مصطفى : صار مثلما تحبين راح انسحب من هذه القضية ومن حياتچ كلها

قمر : وابني

مصطفى : وابنچ ولا يهمچ

ورد : يعني بسبب مرتك دتهاجمك كلما تلتقون وأني عبالي بعدها ماخذة موقف من موضوع كشفك لبهاء

مصطفى : شعجب ما حچت لچ ؟

ورد : كل شي ما حچت هسه داسمع منك لأول مرة لأن كلما اسألها شديصير ترد بعدين ، زين مرتك بشنو تجاوزت عليها لهيچ قفلت عليك ؟

مصطفى : عوفي التجاوز هيَّ رادتها حجة من صارت سالفة بهاء وقمر متحاملة عليَّ

ورد : اوگف اوگف حجة شنو بلا ! ترى من قبل لا تصير سالفة بهاء صار تصادم بينها وبين مرتك ومن ذاك الوقت وهيَّ ماخذة منك موقف ، طعنت بيها طعنت بهبة طعنت حتى بيَّ ، اسمع مصطفى إذا أني سكتت فلأنك تعنيني وحاسبتك فرد من أهلي وإلا قسمًا بالله العلي العظيم على الكلام الانحچى بحقي لاطيح حظها وحظ رجلها إذا كان رجال غيرك ، هبة همْ كذلك موقفها منك نفس موقفي بالضبط أما قمر فتختلف عنا لأن ماكو شي يجبرها تتحمل الاِهانة وتسكت اصلاً فضل منها من تجاوزت اللي صار وما وصلته لخالي غير لأنها حاسبة خاطر لعمتها ولأهلك

مصطفى : يا حچي هذا ! ما عندي علم بيه

ورد : بيوم زواجي ، تحچي ويا أمها بالتلفون وتسمع البنات ما خلت شي بگلبها ذبت كل سمها عليهن ، آخر شي الصبح من صادفت أهل هبة ووصلتهم بسيارتك غارت وظلت تطعن بهبة ولأن قمر دافعت لها عيرتها مرتك المصون بِاعاقتها عاد هنا ما گدرت تسكت هيَّ منا ملچومة وتجي ست الحسن تزيدها عليها صارت من الروس ببيت عمتي گوة فاككوهن

نصى على نفسه بالكرسي رافع ايده أعلى رأسه ..

مصطفى : وروح أخوية واگف وياها على شعرة بس بكل مرة انوي انهي هالزواج اتراجع واحط الله بين عيوني اگول أني مكبرها الخلافات واِنعدام التفاهم وراد بأول سنة من الزواج لازم تتحمل مصطفى لازم تصبر لازم تستوعب بس قسمًا بالله تعبت تعبت ورد تعبت شگد بعد اتحمل حتى تنعدل وتصير آدمية ومنا لوقتها بعدني صابر لو محملها لبيت أهلها جنازة !"

"لچ بعمري ما رافع ايدي على مرة هيَّ وبتصرفاتها جبرتني ارفع ايدي عليها ، گعدت حچيت نصحت حاولت ومن شفت ماكو منها أي اِستجابة گلت لها يا بنت الحلال خلينا كل واحد يروح بطريق طلعت ساعتها أني الظالمها لدرجة ظلت تدعي وتتحسب مقدمًا وسوت روحها متگدر تعيش بدوني وإذا تركتها ذنبها يظل برگبتي طول العمر ، اي ما أنكر تحبني بس الحب وحده شيسوي ورد إذا ماكو تفاهم ماكو تنازل ماكو اِنسجام ، ما ادري والله لأول مرة أحس بروحي عاجز لهذه الدرجة وما اعرف الصح من الخطأ ، صار بالشهر زعلانة ببيت أهلها ادز المصرف بيد أخوها لا سألت لا وصلت لا رفعت تلفون عسى ولعل تمل وتاخذ قرار الاِنفصال بنفسها تالي متالي قبل يومين جابوها أهلها صغيرة وتحمل ولتحط عقلك بعقلها وذيچ وينها رجعت هيَّ هيَّ حتى من گعدت اتناقش وياها ظلت مصرة هيَّ الصح وأني الغلطان"

ورد : أني همْ ما اريد ادخل بخطيتها ابد بس نصيحة ومثلما يگولون أهل المثل أعبر النهر ما دامه ضيگ يعني ما دام بعدكم ببدايتها وماكو أطفال بالنص تصرف مصطفى واخذ خطوة جدية بهذه العلاقة لأن المثل حنين مستحيل يعمر لها بيت

مصطفى : هسه خلينا من مشاكلي واحچي لي بأي طريقة نبلغ خالچ مو والله خايف على هالرجال

ورد : اسكت ، هوَ أني اعرف حتى اجاوبك

رن جهازي بيدي وبنفس الوقت طلعوا ينادون علينا علمود يمام ، أمي دتتصل ، أشرت يروح يشوفهم ورديت بسرعة اجاني صوتها بنبرته المليانة بالشك

عطاء : وين أنتِ ورد ؟

ورد : ببيت خالي

عطاء : يا بيت ولچ مو هذا خالچ يمي ديسأل عليچ وعلى بنته على أساس من العصر أنتم يمي وأني همْ من العصر متصورتچ ببيت خالچ ، شديصير وياكم احچي الرجال مناقصه مصايب ؟

ورد : يعني ما گلتِ له ؟

عطاء : شلون اگول له وأنتن من العصر مختفيات !

ورد : ألزمي اعصابچ لخاطر خالي تمام ؟ قمر وأبنها سووا حادث وأني حاليًا وياهم بالمستشفى

عطاء : صخام الصخمني حادث ايش ولچ احچي همَ بخير؟ بيهم شي؟ صار لهم شي؟ احچي عاد

ورد : لا لا ما بيهم الحمد لله ومحد يدري بالحادث غير أني ومصطفى ، هذا اجى ويمام بحضنه بخير وصحته تمام بس قمر تضررت شوية بس ماكو خطر على حياتها ، افتحي الموضوع ويا خالو بطريقتچ الله يخليچ حاولي تحاچيه بهدوء تعرفين بوضعه الصحي مو حمل صدمات وماكو أحد يگدر يواجهه بالحقيقة غيرچ ها وقبل لا تواجهيه بلغي واحد من ولده همْ يسنده وهمْ يوصله للمستشفى ابد لتخليه يجي لهنا وحده ، هسه أني مضطرة اسد الخط لأن صحت ودتصيحني

نهيت المكالمة على صوتها تصيح والممرضة تحچي وياها ، بلغني مصطفى يمام أموره تمام وجاهز يغادر المستشفى بس لازم واحد من أهلها يحضر حتى يستكمل اجرائات خروجه ، اخذته من ايده ودخلت عليها بس شافته نهضت بلهفة قبل لتستقيم صرخت من آلام جسمها مرجعة نفسها للسرير

بصعوبة گدرت تحضنه ، تركته يمها وغادرت المكان بعدما اجاني اِتصال من خالو ، فتحت الخط بموقف صعب ينشرح عصبي قلق منهار كل مشاعر الدنيا اِجتمعت بنبرة صوته لحظتها

سأل شصار ، بينما شرحت له الموقف باِختصار صار هوَ واخوانها بالمستشفى ، رغم التوتر الواضح حتى بطريقة اِستجوابهم إليَّ لكن بذلوا قصارى جهدهم في سبيل لا ينتقل توترهم هذا لقمر وأبنها

آريان واگف يستفسر من مصطفى ونيار ديوقع على خروج ابن أخته من المستشفى ، ويا رجعته طلع خالو من يم قمر يمام بحضنه

ناصر : ورد بوية اخذيه وارجعي للبيت وأنتَ همْ عمي مصطفى رحم الله والديك ما قصرت روح ارتاح

مصطفى : وبهاء ؟

ناصر : حسابه يمي مو يم غيري

هز راسه ، سلم عليهم وطلعنا سوى جايين بسيارتي فتح ايده يطلب السويچ انطيته اياه ساق هوَ ، من الباب تلگتني ماما تستجوب وتحقق بعدني اشرح لها الصار اِتصلت مرت خالي كل ظنها قمر يمنا حاولنا نخفي عليها الحقيقة بس گلب الأم يحس ولأن دققت ويانا بكل كلمة نحچي واجهتها أني بالحقيقة ، اِنهارت بالاِتصال نريد نهدئها ماكو آخر شي لبست ماما عبايتها وراحت لها تركض ، شوية ورجعت بيبي وأطفال عشق وياها سألتها عن مرت خالي گالت اخذت أختچ وراحت لهم للمستشفى

يومين والجو متكهرب ، قمر مثلما هيَّ على نفس الحالة الصحية لكن حالتها النفسية دتسوء يوم بعد الثاني أكثر وأكثر ، رجعت اِنعزلت متحچي متضحك متجامل ولا تشاركنا أوجاعها حتى من اجوا ياخذون إفادتها كانت ترد على قدر السؤال إذا مو أقل ، منسمع صوتها إلا إذا حبت تسأل عن أبنها ، خالو وولده ديتحركون بس محد منهم يحچي شديصير ، حاولت اسحب لسان هتان هوَ الثاني همْ رفض يقر بالحقيقة ، سكوتهم خوفني لا يكونون مخلصين على بهاء ويرحون بيها لذلك ما لگيت حل غير مواجهة مصطفى وحده اليگدر يجاوب على اسئلتي ، اِتصلت عليه الظهر قبل لا افتح وياه الموضوع بلغني عمتي تريد تزور قمر وراح ياخذها العصر بنفسه ، طلبت منه يمر عليَّ داروح وياهم ونهيت المكالمة ، للعصر جهزت نفسي وبقيت انتظرهم قرابة الخمسة اِتصل رفضته بسرعة وطلعت صعدت سلمت على عمتي وبمجرد أن حرك السيارة واجهته بمخاوفي

مصطفى : لا لتخافين ما لمسوا منه شعرة ميردون حقهم يضيع بساعة عصبية وتركوا الموضوع للقانون أستاذ عباس رفع الدعوى وديمشي بيها

ورد : وهوَ موجود لو اِنهزم الجبان ؟

مصطفى : موجود لأن ما خايف حاسب لكل خطوة ألف حساب ، على أساس گايل بإفادته اجيت احچي وياها بخصوص خلاف بيناتنا ولأن كانت العصبية مسيطرة عليَّ سقت السيارة باِتجاهها سريع من دون ميكون عندي علم بالعطل الصاير ببريك السيارة ولهذا السبب فقدت السيطرة وما گدرت انقذ الموقف ، فحصوا سيارته فعلاً بيها عطل الخبراء تدخلوا من خلال فحص كاميرات المراقبة وصدقوا على كلامه لأن النغل ساق السيارة بطريقة تأكد هوَ فاقد السيطرة عليها وما قاصد يرتكب هالجريمة

ورد : شنو يعني راح نخسر الدعوى !

مصطفى : أستاذ عباس صديقي واعرفه شگد عنيد مستحيل يستسلم بسهولة بعده يحاول بس محد يگدر ينكر بهاء مو سهل ومكان اقدم على هالحركة الاِجرامية إلا لأنه مجهز اقوى الدفوع لنجاته

رجعت ظهري على الكشن اتحسب عليه بعيني هذه شفت الشر بعيونه كان يقود السيارة اِتجاهها بوعي كامل وهوَ قاصد يقضي عليها من كل عقله إذا فلت من القانون يگدر يفلت من عقاب ابوها واخوانها

وصلنا للمستشفى ، دخلنا عليها وهوَ ظل ينتظر برا على قدر ما تحمدت لها عمة بالسلامة ردت غيره ما نطقت حرف واحد ، شوية واجى نيار وگف يفحص رجلها وهيَّ تتأوه بوضوح ، رفع عينه نظر لعشق بنظرة مجردة من الأمل ورجع يباوع عليها

نيار : إن شاء الله بعد أقل الساعة تغادرين المشفى بس مو على البيت للمؤسسة تكملين علاجچ بيها

قمر : ما اريد اخذني للبيت نيار

نيار : بهذا وضعچ مستحيل

قمر : رجلي مرة ثانية ؟

نيار : ماكو شي يستوجب القلق لتفكير بيها

قمر : شيلها نيار

نيار : قمر

قمر : شيلها اترجاك ، خليني بدون رجل أحسن لأن تعبت منها تعبت من أوجاعها تشبعت بالعمليات ما احسها فادتني بقدر ما ضرتني ، على شنو اتحمل كل هذا ؟ علمود المشي ؟ ما اريد امشي بعد شيلها

رمقها بنظرة مزيج ما بين التعب والعتب وسحب الكرسي جلس محتضن كفها بكفينه

نيار : أول وآخر مرة اسمع منچ مثل هالكلام ، شنو شيلها شنو ما اريد امشي ليش كل هالضعف مو قمر التستسلم لقدرها ، رجلچ ولله الحمد مو مثل المرة السابقة ما تضررت إلا بشي بسيط لا تحتاج عمليات ولا علاج مطول ، قبل فترة فتحنا بالمؤسسة قسم جراحه يضم فريق من اكفأ الاطباء من ضمنهم طبيب لبناني مختص بجراحة العظم شرحت له حالتچ ووعدني راح يتكفل بيها ويعالج الضرر

قمر : ما اريد والله ما اريد ارفعها الله يخليك ارفعها

ميسم : گولي يا الله عمة ، أنتِ بنت ناصر القوية مو لچ هالحچي مو لچ الاِستسلام ، شصار يعني اعتبريه چلب مسعور وعضچ تعضيه؟ لو تعضين نفسچ؟ لو تعالجيها وتدفريه بنفس الرجل الدتتخلين عنها هسه بضعفچ ، گومي يمة صيري قوية وگومي لازم تمشين إذا مو علمودچ علمود أبنچ المحتاج لطولچ ومساندتچ ترى محد يعوض وگفتچ وياه إذا وگعتِ

فجأة صارت تبچي بحرقة ، أشر لنا نيار نخلي الغرفة اِنسحبنا بسرعة تاركيه وياها ، نجح يقنعها وبنفس اليوم نقلوها للمؤسسة ، باليوم البعده باشر الدكتور بمعاينتها وعلاجها من دون ادنى تأخير

اليوم بطريق الرجعة من الدوام تحديدًا قبل وصولي للبستان بخمس دقائق رن موبايلي عشق تتصل

ورد : ها تفاحة

عشق : وصلتِ للبيت لو بعدچ ؟

ورد : راح اوصل خير ؟

عشق : اكلي لگمة على السريع وتعالي يم قمر بينما اوصل للبيت اشوف ولدي اسبح وارجع للمؤسسة

ورد : شكو شصاير يا ستار

عشق : قبل ساعة كنت وحدي يمها اجى أكبر الكلب لو تشوفين شسوى بيها غلط تهجم صيح على ابو كله بسبب غرورچ وكبريائچ رايحة تنتقمين مني بواحد متعرفين أصله من فصله منين وهذه النتيجة أبني كان راح ضحية لعنادچ واِنتقامچ السخيف

ورد : لا والله ! محد سخيف وتافه غيره على اساس مرته يعرف اصلها من فصلها منين اشو خلگ وحدة دايحة ***** بنات الشارع اشرف منها ، له عين ويحچي القذر

عشق : الما يشوف حدبته يشوف حدبة غيره

ورد : وهيَّ شسوت ؟

عشق : شتسوي يعني ، مو تعرفين بيها دتمر بحالة نفسية اِنهارت حطت ايديها على اذانها تصرخ وهوَ ولا كأن يشوف مستمر يلوم ويحچي عليها انچلب كأنهُ ما صدگ يلگى الفرصة حتى يذلها ويأذيها ادفع اريد يمعود اطلع البنية راح تموت ماكو ، آخر شي انجبرت اتصل على نيار موجود بالمؤسسة ما ردتها تكبر بس هوَ كبرها ، اجى طلعه برا وعلگت بيناتهم تضاربوا وواحد صار يهدد بالثاني ، بس بيناتنا الحچي خفت كلش لأن لأول مرة أحس أكبر جدي بتهديده

ورد : خيطير غير هالمرة صدگ خالي والولد يسووه اثنين إذا تجرأ وآذاها

وصلت للبستان بابه مفتوح على حيله ! عشق بعدها ويايَّ على الخط تحچي وأني متصنمة الموقف جدًا مريب لأن مستحيل الشباب يتركوه مفتوح معناها اكو شخص غريب دخل للمكان

ما وگفت عند بيت أهلي ، طلعت بوجهي على بيت خالي صارت سيارة أكبر گدامي بعدني ممستوعبة الدتشوفه عيني لمحت يمام گاعد بحضنه ، فات من يمي مثل الطلقة دست بريك سريع رفعت مرت خالو ايدها تركض وراه وتصيح موجهة كلامها إليَّ "يمة ولچ الحگيه بسرعة اخذ الطفل من بين ايدي"

رجعت بگ سريع وعشق خبصتني تسأل شنو ديصير صحت بعصبية اسكتها ، غيرت اِتجاه السيارة لمخرج البستان وقبل لا اغادر اتلقيت الصدمة الثانية سيارة مصطفى واگفة بالجانب الثاني أبوابها مشرعة وهوَ مغمى عليه يمها ، نزلت اركض وصلت يمه اثار الضرب واضحة عليه نصيت مذعورة سندت راسه على كف ايدي دارفعه من الأرض انترس كفي دم ضاربيه على هامة راسه ضربة قوية

للحظة مر شريط فقد أحمد على ذاكرتي وحال عمو اِبراهيم البعده لليوم ما گدر يتشافى من جرح ابنه ، صرخت من گلبي احاول اصحيه حتى مرت خالو نست يمام وظلت تولول عليه ، اِحتاريت شسوي نزلته بمكانه ودفعتها اركض باِتجاه السيارة وصلتها اريد آخذ الموبايل ايدي متروسة دم مسحتها بثيابي وسحبته عشق ناهية المكالمة ، فتحت البصمة اريد اعاود الاِتصال بيها دخلت للبستان

ورد : بسرعة عشق بسرعة مصطفى مضروب يمكن مواجه أكبر تعالي ساعديه فاقد وعيه والدم ماليه

عشق : لا لا لتحركيه

أشرت لمرت خالو حتى تمنعها تحرك راسه وركضت عليه ، تركتها يمه ورجعت آخذ موبايلي اِتصلت على أخوه بس عرف فقد عقله سد الخط بوجهي بعدما بلغني هوَ بالطريق ، فجأة اِرتفع صوت مرت خالي بالصلوات درت نظري عليهم مدري شلون عشق صحته فتح عينه دايخ وقبل أي كلمة نطق اسم يمام

عشق : شبيه يمام !

مصطفى : أكبر

ورد : اخذه اي اخذه بس راح يرجع ، عشق تصرفي بسرعة حتى لونه تغير

عشق : لازمه خياط ، منو موجود ويساعدني

صفنت بلحظة اِدراك حتى بعدها اركض لبيتنا صحت من مكاني بأعلى صوتي على نظر ويا طلعته وصل محمد ، بين ذعرهم وخوفهم عليه والتساؤلات المستمرة عن سبب حالته نقلناه للمستشفى

اِنخبصنا بيومها ، منا سالفة يمام ومنا وضع مصطفى تزاحمت المشاكل علينا ، قمر لأن ظل بالها يم أبنها بسبب موقف أكبر الأخير وياها ظلت تتصل تريد بس تحچي وياه واحنا بأمر من خالو استمرينا بخلق الحجج والاعذار في سبيل ميوصل لها خبر بالصار

گاعدة بالمستشفى انتظر عمتي الراحت تطمأن على مصطفى والموبايل بيدي ارد على هبة الصرعتني بالرسائل خايفة عليه وتريد تجي بس بلال ميخليها ، لمحتها عن بعد اجت تتمشى ويا زوجها نهيت المحادثة ويا هبة بسرعة وگمت استقبلهم

ورد : ها عمة شلونه ؟

ميسم : الحمد لله زين هسه شوية ويطلعوه للبيت

ورد : الحمد لله ، تعالي اگعدي

سندت ايد عمو اِبراهيم گعدته على الكراسي وأني سندتها ، جلسنا بصف واحد من شفته اِنشغل عنا بترديد الدعاء تقربت على عمتي اهمس بمسامعها

ورد : عرفتوا منو سواها ؟ أكبر مو ؟

ميسم : لا ، نسابته

ورد : نسابته شنو ! أهل مرته يعني ؟

ميسم : اي الله لا يوفقهم

ورد : ليش !

ميسم : هيَّ راحت بالشهر زعلانة لأهلها وما رجعت غير من كم يوم ، بعدها ما صار لها أربعة أيام راجعة فتحت وياه موضوع والله شنو اريد اسافر لأربيل ويا أهلي ، هوَ عود راد يضبها شوية ويسيطر على الوضع لأن طلعتها من ماعونها خري مري لبيت أهلها ألمن تزوجت ما ادري ، المهم گال لها لا مترحين صار لچ شهر يمهم ما شبعتِ ، گلبتها عزا على راسه يومين وهيَّ شايشة بالمشاكل شافت كل شي ما فاد وياه گومي باليوم الثالث انتظريه يطلع لدوامه وحضري روحچ ، أني انصدمت طلعت وجنطة السفر بيدها سألت وين رايحة؟ چان تجاوبني بكل صلافة گولي لأبنچ ما عاش اليمنعني عن أهلي طالعة وياهم لأربيل واريد اشوفه شراح يسوي ، لا وأهلها المرعبلين اجوا اخذوها بنفسهم وهمَ يعرفون رجلها ما راضي بعد عليمن تطلع لعنة الله على الما يشبه أهله"

"هذا همْ من رجع من الدوام واِنصدم بروحتها فقد عقله ظل بنص البيت يصيح عبالك احنا السبب ، يتصل مترد دز لها صوتية گدامي گال لها بالحرف لا ترجعين ظلي يم أهلچ وما اطلع رجال إذا بقيتچ على ذمتي بعد هالعملة مالتچ"

"بنفس الصلافة الاخذوها بيها رجعوها البارحة ، كل عقلهم مصطفى راح يسكت طردهم من الباب همَ وبنتهم شگد حاولوا حتى ما سمعهم عاد اخوانهم البلا شرف حمت حميتهم على أختهم العار أول اتصلوا البارحة يهددوه واليوم تربصوا له بالبستان ويا رجعته من الدوام وتكالبوا عليه المخانيث"

ورد : عمة بعينها وعينهم شهالعالم !

ميسم : حظه عمة حظه ، وهذا أخوه همْ شايش ما گاعد يهيد يريد يرد لهم اياه گوة أبوه لازمه

ورد : ومصطفى شناوي يسوي ؟

ميسم : يطلگها شيسوي يعني كافي سكتنا لهم كلش هواي شگد چنت اجي على نفسي واداري على سوء اخلاقها ودناءة تصرفاتها بس كافي وصلت حدها عالم مو مال اِحترام ما رايدين البنتهم الستر ولا هيَّ العاجبها تنستر ، بالعافية عليها الطلاگ

وفعلاً ما سكت لها مصطفى بنفس اليوم وبعز تعبه وكل الأستاذ عباس حتى يمشي بقضية طلاقهم

ثاني يوم اخذت اِجازة ورحت من الصبح لقمر ، طول ما أني يمها تسأل عن أبنها خلصت الحجج وتلاشت من عقلي الاعذار لدرجة ما صارت تصدگ بأي عذر اگوله لأن من البارحة طالبته ومدنوصلها بيه بحجة مريض حرارته مرتفعة ومخلصها نوم ، للظهر اجى خالو واجهها بالحقيقة وصلت لمرحلة من الاِنهيار اضطروا ينوموها بالمهدئ ، ما گدر خالو يغادر بقى يمنا ، العصر ويا جية هبة بدت تصحى عيونها مغمضة ولسانها مستمر يهذي باسم يمام

اِنتظرناها إلى أن صحت بالكامل ، المسكن مفعوله بيها جسمها خامل لسانها ثگيل بس عيونها تحچي

قمر : بابا ابني

ناصر : راح ارجعه وعيونچ راح ارجعه

قمر : هسه اريده

ناصر : بنتي اسمعي ، يعني أنتِ تتصورين أبوچ ميگدر يهد عليهم وياخذه من بين عيونهم؟ اگدر ونص بس احچي لي بالنتيجة شنو راح يصير؟ يرجعون يهدون واحنا نرجع نهد ويهدون ونهد ونظل هيچ حرب مطاحن وبالنهاية محد واگع بيها غير هذا الطفل الما له كل ذنب ، أكبر من سوى هذه الحركة واجى اخذه من نص بيتي معناها باع العشرة باع الزاد باع الملح ونوى على الشر ، شنو الفائدة اجيبه لچ والحرب بينچ وبينه مستمرة هوَ يهدد بأهله وأنتِ تهددين بأهلچ ويمام بيناتكم ، الأهل والعمام مو حل الحل الوحيد القانون وأني بالقانون راح ارجع لچ ابنچ رجعة ميغادر حضنچ بعدها ابدًا وگولي گالها أبوية وسواها

قمر : يا قانون هذا بابا يا قانون ! تريدني اصبر على غياب ابني علما ارفع دعوى ولو اكسبها لو لا

ناصر : أني من البارحة وكلت أستاذ عباس گال خلال هاليومين يجي يحچي لچ بالتفاصيل ووعدني مقدمًا ما راح تطول هالدعوى أكثر من جلستين

قمر : وأني شلون راح أصبر شلون أأمن وابني يمهم؟

ناصر : رغم كل سلبيات أكبر يبقى يمام ابنه مثلما هوَ ابنچ يعني مستحيل يتركه لهم ، ثقي بكلام أبوچ

شگد حاول يلا نجح يقنعها ، للمغرب اجت والدتها تبقى يمها وأني وهبة رجعنا ، باليوم التالي وصل لي خبر من مصطفى العصر الأستاذ راح يزور قمر على دعوى الحضانة بس صار عندي علم بالموضوع مريت على هبة اخذتها وتوجهنا للمؤسسة

گاعدين يمها وعشق ونيار يحچون وياها اِنطرق الباب ودخل خالو هوَ والأستاذ ، سلم تحمد لها بالسلامة وسحب الكرسي گعد يم سريرها ، بس قدموا له الضيافة اِنسحبوا على شغلهم يخففون من الزحمة

عباس : اي بنتي أني ما راح اطول عليچ لأن ما اريدچ تتعبين وأنتِ مريضة فخلينا ندخل بصلب الموضوع مباشرةً ، صار لي يومين اشتغل على القضية فتحتها على واسطتي بدون موعد ووصل لطليقچ التبليغ وحسب مصادري الخاصة عرفت هوَ ناوي يستغل الحادثة الصارت وياچ حتى يسلب منچ الحضانة وإذا لعبها صح راح يگدر يسويها وياخذه"

"راح يدفع بهذه الدفع ويگول أنتِ السبب بالحادثة وتعرض ابنه لجريمة كان ممكن يروح بيها لولا لطف رب العالمين لأن أنتِ الدخلتِ بهاء لحياتكم"

"أني بدوري راح اگدر احسم الدعوى لصالحچ إذا مو بجلسة بجلستين لو مهما قدم دفوع ومهما حاول يتلاعب ويراوغ بس ها هالحسم متوقف على شرط"

"نخسر الدعوى القمناها على بهاء بخصوص الحادث اِنتبهي نخسرها مو نبطلها لأن أكبر بجميع الأحوال ناوي يدفع بيها وإذا ما كانت نتيجتها جاهزة راح يأمر القضاء بالنظر بيها حتى يشوف الحق ويا من وبالتالي تطول دعوى الحضانة ، أني اگدر وبكل سهولة اكسب لچ الدعوى ضد بهاء بس هيچ راح تخسرين حضانة ابنچ بعدما يثبت أبوه أنتِ مو أهل لهذه الحضانة ، خلينا نتنازل عن المهم لأجل الأهم وإذا على بهاء وراس الوالد الغالي راح مو بس اخلصچ واخلص زوجته لا راح اخلص العالم كله من شره ولچ عليَّ ميطلع من الدعاوي القمتها عليه بأقل من المؤبد وأني عباس الجنابي"

قمر : يعني إذا خسرناها اكسب حضانة ابني اكيد لو ممكن اخسرها هيَّ الثانية

عباس : أفا تخسريها وأني بظهرچ !

ضرب صدره بكف ايده مستقيم بالجلوس ..

عباس : ابنچ وحضانته تاخذيها مني بس خليچ ورايَّ وشرط مراح يگدر يسترده منچ ، عندي دفوع قوية تخص حياته بيئته أهله ونزاعاتهم العشائرية كل هذه الأمور ترجح حضانتچ للطفل على حضانته 

وافقت مجبورة لأن ابنها عندها قبل نفسها ، استأذن المحامي يروح وخالو نهض يرافقه بس غادروا رجعت لعزلتها نحچي أني وهبة نحاول ماكو حتى من ترد علينا كفيان شر ما لها مزاج لأي شي ، بعدها متمددة واحنا نحاول نحچيها رجع خالو أول ما فتح باب الغرفة فتحت عيونها الدموع متجمعة بيها

ناصر : لتخافين بنيتي وعدچ وأني ادريه گد هالوعد ، أيام قليلة ويرجع ابنچ لحضنچ صدگيني

قمر : راح اسافر بابا

ناصر : شنو !

قمر : بس اكسب حضانة يمام ارجع لروسيا يم هتان وحيدرا ، ما اريد ابقى بالعراق هالمكان مو مكاني

ناصر : أنتِ شدتحچين

قمر : مصممة وقراري نهائي اترجاك تقتنع وإلا مراح اعيش هنا صدگني ما اعيش نفسي واعرفها

ناصر : سدي الموضوع

قمر : ما اسده بس اسمعني...

ناصر : سديه بنتي ، خلينا نكسب دعوى الحضانة أول ولكل حادثٍ حديث لتسبقين الزمن بقراراتچ

حچاها وغادر المكان مزعوج ، صدمة العمر كلامها بالنسبة لي ولهبة ، ظلينا نلوم بيها وهيَّ مثل العادة تسمع بعيون متحركة من غير متناقش أو تتجاوب ويا المقابل على الأقل بلغة جسدها

بس سمع هتان بهالموضوع اجى على العراق ، الكل ضدها محد ايدها بالفكرة حتى اخواتها اللي بالخارج رفضوا قرارها هذا وصاروا يقنعوها بالعدول عنه

غادرت المؤسسة بحالة جسدية سليمة على عكس الحالة النفسية المستمرة بالتدهور ، رافضة الدعم رافضة الحديث حتى دكتورتها النفسية رافضة ترد على اِتصالاتها ، ساكنة ويانا بالجسد لكن روحها مو ويانا عايشة بهالحياة لأجل ابنها وبس شغلها الشاغل صار شلون تكسب الدعوى وترجعه لأحضانها

ومثلما وعدها الأستاذ عباس اِنحسمت هذه الدعوى بجلستين وبالجلستين أني وهتان رافقناها ويا خالو

دخلنا للمحكمة أكبر موجود ، شافنا هز راسه يسلم على خالو بكل وقاحة رجع السلام اسقاط واجب واخذ موبايله يتصل على المحامي ، هتان ما رفع عيونه عنه على قدر ما اكله بنظراته خله وطلع برا ، بقى نظري يتجول بارجاء المكان هناك ولمحت حنين وأهلها بالجهة الثانية گاعدة وتخزر بينا رجعت لها نفس النظرة رفعت حاجبها مستنكرة موقفي توني درت وجهي عنها دخل مصطفى الأستاذ وياه سلموا وراح المحامي يكمل شغله

عباس : أستاذ ناصر جلستكم إن شاء الله بالعشرة هسه راح تنعقد جلسة أبو الياس بغرفة القاضي الثاني اخلص منهم واتفرغ لك

ناصر : على راحتك

دخلوا بالثلث ساعة طلعوا وجه حنين ميگصه الطبر تباوع لقمر وتدردم يمكن تسبها ، دتتجاوزنا ورا أبوها من شافت الكل منشغل ويا الأستاذ رجعت على السريع بخطواتها وگفت بمواجهة قمر

حنين : خو ظليتِ ورايَّ لحد مطلگتيني بس متفوت لچ والله العظيم مراح تفوت لچ

ورد : هيو هيو شبيچ أنتِ هيّ شكو بطلاگچ !

حنين : هيَّ أساس المشكلة وبسببها زعلت بالشهر وكبرت السالفة بيناتنا ، الحية أم الزلم تتمسكن لحد متتمكن عبالها راح تصفى لها متدري الله بالمرصاد

ورد : صح بسببها صدگناچ صدگناچ

حنين : سدي حلگچ أنتِ محد حاچي وياچ ، اسمعي ولچ قمر مو عبالچ طلگتيني راح تاخذين مكاني بيوم لا والله ميصير لچ هالشي واگلبها عزا على راسچ إذا فكرتِ بيوم تسويها ولتنسين حوبتي مراح تتخطاچ تعثرچ يعني تعثرچ وكلما تعثرين تذكريني

على صوت صياحي اِنتبهوا ، شافها مصطفى واگفة يمنا تقدم بسرعة دفعها بكف ايده يخاطب أبوها

مصطفى : اخذ بنتك منا بسرعة لا ابتلي بيها

حنين : حسبي الله ونعم الوكيل بيك وبيها وبأهلك حوبتي راح تتطلع بيكم إذا مو اليوم باچر

- تعالي بابا الحچي ميفيد وياهم

ورد : تتحسب الحية

حنين : ماكو حية غيرچن أنتِ والبصفچ *****

هتان : هاي عليمن دتفشر !

فزع من مكانه متوجه عليها ، وگف مصطفى بيناتهم يدفع بيه وابوها يسحب بيها غير تسكت ظلت تلعلع لسانها لسان دلالات فرجت المحكمة علينا

قمر بسكون تام ما صدر عنها أي رد فعل يذكر ، أول ما غادرت حنين رجع الهدوء عم المكان ، استفسرت من مصطفى عن قضيته الحمد لله انفصل عن هذه المريضة وتخلص من هالعلاقة السامة

اِنعقدت جلسة الحضانة ودخلت قمر ويا المحامي ، من التوتر ظليت واگفة تأخروا قرابة النصف ساعة يلا طلعوا هوَ أني شفت وجه قمر لو گلبي صار بين كفيني كل ظني دتبچي لأن خسرت القضية طلعت كاسبتها وهذه اليسموها دموع الفرح

ما سكتت قمر ظلت على نفس البچية حتى من اجى خالو وابنها بيده حضنته بلهفة واستمرت تبچي ماكو على لسانها غير اريد اسافر ، حالتها النفسية تدهورت بشكل عجز كلام الدنيا عن اقناعها

يوم يومين ثلاثة ، الوضع ظل على ما هوَ عليه وقمر مصممة على فكرة السفر كلما يواجهوها بالرفض كلما تزيد باصراها وانعزالها أكثر إلى أن جبرت خالو يخضع لرغبتها ويوافق على فكرة السفر

ناصر : روحي سافري بنتي الله وياچ

قمر : ويمام ؟

ناصر : أني اجيب لچ الموافقة على سفره من أكبر

نبض : لا قمر الله عليچ لتسويها ألمن مسافرة وكل احنا هنا شلون ينطيچ گلبچ تعوفينا وتهاجرين

ناصر : عوفيها خالي تريد تسافر خلي تسافر

نيزك : تسافر شنو شبيك ناصر صدگ تحچي !

ناصر : كافي دايخ ما اريد صوت

راح لغرفته تبعته بعصبية ، ثواني واِرتفعت اصواتهم بالصياح قمر دخلت لغرفتها وسدت الباب ، نريدهم يسكتون ماكو آخر شي دفعتني نبض حتى اتحرك لأن تعرف بميانتي ويا خالي ، الباب مفتوح دخلت عليهم گاعد على طرف السرير محتضن راسه بين ايده وهيَّ مستمرة تلوم بيه وتحمله المسؤولية

نيزك : خصم الحچي وحتى لا اتعب نفسي واتعبك ما اخلي بنتي تسافر وحدها تحلم ناصر

ناصر : سافري وياها إذا عاجبچ

نيزك : لا والله هذا حلك يعني !

ناصر : المطلوب ؟ امنعها ؟ هذه حالتها گدامچ ما خليت شي ما سويته ما اقتنعت استحدم القوة مثلاً واعاملها مثلما اعامل الطفل حتى تظل يمچ !

نيزك : متريد تقتنع لتقتنع براحتها ليش شحصلت من العراق حتى تريدها تبقى بيه ، عوف كل شي وخلينا نسافر وياها

ناصر : گطنة وطلعيها من أذنچ سفر ما سافر وغربة ما ارجع اتغرب على آخر عمري ، انولدت على هذه الگاع وراح اموت على هذه الگاع ، سديها

نيزك : ما اسدها ولازم تسمعني

ناصر : وإذا ما سمعت ؟

نيزك : تأذيني ناصر ، بنتي هذه شلون اخليها للغربة مو كافي اخوانها تچلمها عليَّ بفراگها

ناصر : اي وأني شبيدي

صرخها ونهض من مكانه دفر الطبلة ..

نيزك : البيدك تعوف كل شي وترجع لمكانك

ناصر : من الأخير اعوفكم كلكم وما اعوف العراق

نيزك : أنتَ ما ميت على العراق ومتريد تعوفه اللي مگعدتك هنا عطاء....

قبل لتكمل كلامها صرخ بيَّ اطلع من الغرفة ، بعدني ممعترضة دفعني بحركة قوية ورگع الباب اجت نبض تركض واگفين ونسمع صوته ما شفت خالي بهذه الحالة من العصبية غير يوم الواجه أمي بموضوع أستاذ وحيد ، تربطنا نريد نتحرك منعرف شنسوي بچت بنتها راحت لها تركض ، واگفة محتارة شلون اتصرف طلع من غرفته بركان ثائر يمشي باِتجاه باب الممر ويصيح بأعلى صوته

ناصر : كافي بس وصلت لهامتي خلص العمر وأنتم تاخذون مني متنطون من يوم مرجعت للعراق وأني قسمت اعاملكم بمثل أنانيتكم آخذ ما انطي اليريد يسافر يسافر واليزعل خل يزعل محد له خاطر يمي

غادر البيت تارك الجو مشحون بالتوتر ، لليل وهوَ ماكو ، واگفة ويا نبض بالمطبخ نجهز للعشا گعدت بنتها راحت تجيبها شوية ورجعت يمام وياها

ورد : لعد وين أمه ؟

نبض : نايمة لگيته يم مسرة هوَ الگعدها

دتحچي داخت ، اخذت بنتها منها بسرعة وسندتها للكرسي گعدت عابسة ملامحها وكأنهُ تريد تستفرغ

ورد : حامل يمعزاية !

نبض : اي

ورد : عزا بعينچ نبض ما صار كم شهر من ولدتِ هسه أمي تلعب بيچ جولة

نبض : درت يمعودة وغسلت شراعي ، احنا من أول مقررين نجيب اثنين واحد ورا الثاني ونگعد سنين اريد اشوف مستقبلي والعمر ديركض خو ما اظل بس افكر بالحمل والتربية همْ اريد اعيش حياتي

ورد : اي ليش لا مو راح تكتفون بهالاثنين

نبض : نكتفي وداعتچ حتى لو كلش كلش نوينا على الثالث فبعد سنين ، من يكبرون ذولة ويعتمدون على نفسهم حتى اگدر أني اعتمد عليهم

ورد : يعني راح نرجع لاسطوانة التنساه

نبض : اشو الحمد لله هالحمل هواي أهون ، يعني مجرد دوخة ولعبان نفس بسيط من دون استفراغ

ورد : ربچ حبيبتي ربچ رحم بحالچ لخاطر هالطفلة ، ثول نبض والله خطية دخل تشبع من حنانچ گبل رگعتيها بضرة

نبض : مراح اقصر وياها والله بس اريد استغل هذا الوقت حتى اكمل الدكتوراه واصير استاذة ويا آريان شعور حلو كنت طالبته صرت مرته وراح اصير عن قريب زميلته بالمهنة ، اِنجاز مو صحيح

ورد : الاِنجاز اللي الله يحرمنا منه ، لولا حبي للفلوس ما احرك روحي من الفراش اخلصها نايمة واقرا قصص بلا وظيفة بلا وجع گلب والله بطرانين

سمعنا صوت ابن عشق طلعنا بسرعة جاية ويا نيار بعده نسلم عليها اجوا الشباب ، نتصل على خالي وماكو رد تعشينا تعللنا صارت الـ12 وهوَ ممبين

اِتصلت على ماما اخاف رايح لها هوَ أني سألت عنه لو اِبتليت دخلتني تحقيق تريد تعرف ليش داسأل ، من استغرابها عرفته ما مار عليها ، بعدهم الشباب يحاولون وياه رد على آريان واخيرًا

آريان : ها يابة وينك ؟
لا بس ظل بالنا مو عوايدك تتأخر
وين ؟
تمام تمام لتعصب على راحتك

سد الخط يبلغني راح يبات برا

صارت صدگ وقمر بدت تجهز نفسها للسفر وخالو وفى وياها بالوعد وجاب لها موافقة أكبر اللي ما صدگ تتخذ مثل هالخطوة هذا اليريده تبقى بالغربة وتنعزل عن الكل حتى يضمن بقاءها وحيدة على أمل يگدر الزمن بيوم يغير قدرهم وتوافق ترجع له

خلال هالفترة اِنحسمت قضية أريج لصالحها وانحكم بهاء بالسجن المؤبد مع ذلك ما اقتنع أستاذ عباس وميز الحكم حتى يوصله للإعدام ولأن الإعدام ممتفعل حاليًا بقانون بلدنا صار السجن مصيره

اجى حيدرا من دون عائلته اللي من المفترض يجون وياه بس علمود قمر ما جابهم وفور وصوله بدا يمشي بالاجرائات السريعة ويا خالو إلى أن تم كل شي وحان موعد سفرتهم

حاول هواي مصطفى في سبيل يوصل لقمر لكن كانت رافضة أي حديث سواء وياه أو ويا غيره ، قبل يوم من السفر اِستغليت رغبتها بالخروج الليلي للبستان وانطيته خبر حتى يجي يحاچيها

دنمشي أني وياها بخطوات بطيئة اجانى صوته من الجانب ، اِلتفتنا بوقت واحد هزت له راسها كاِشارة للسلام وتحركت بسرعة رادت تغادر قطع طريقها

مصطفى : صار لي هواي اريد اوصل لچ وما اعرف الطريق ، يمكن الوقت مو مناسب لأن اثنينا طالعين من تجربة فاشلة ومحتاجين الوقت حتى ننسى ونبدا من جديد بس قرارچ المفاجئ بالسفر جبرني اجي وافتح الموضوع ويا والدچ قبل لا افتحه وياچ

قمر : حاچاني وأني بلغته بردي ، اكيد وصل لك

مصطفى : وصل لي بس مع ذلك مصمم احچي وياچ بنفسي ، ما راح انطيچ وعود ولا كلام زائف أفعالي الشي الوحيد الراح يثبت لچ إن شاء الله أني شگد شاريچ ومتمنيچ تكونين شريكة حياتي الاكمل وياها الباقي من عمري...

قمر : لا مصطفى...

مصطفى : بس اسمعيني رجاءً...

قمر : ما اسمع ، الزواج وعقلي ميجتمعون بفكرة وحدة واتمنى تتفهم موقفي وتنهي النقاش

مصطفى : على الأقل لتسافرين

قمر : ما لي مكان هنا

مصطفى : المكان بناسه واحنا مكانچ

قمر : اخواني هناك ومكانهم هوَ مكاني

دارت وجهها مشت خطوتين وتوقفت ، وجهت له الكلام من دون متلتفت ناحيتنا

قمر : آسفة إذا بيوم جرحتك بالكلام ، حلل ذمتي

مصطفى : محاللة وموهبة

قمر : اشوفكم بخير

ثاني يوم موعد السفر ، ودعناها بدموعنا الحارة الكل بصفحة ومرت خالي بصفحة ثانية المسكينة مگاعد تتقبل فكرة سفرها وهالشي ديأذيها كلش

ودعت الكل بالحضن البارد ، مشاعرها شبه ميتة وماكو شي ديأثر بيها حتى لحظات الوداع هذه ما لمحت اثارها بملامحها

نرجس : هيچ گالوها يا قمر يا بيبي ، بلا متت شلون يعني أموت من دون ما اودعچ ترضيها ؟

قمر : عمرچ طويل إن شاء الله

شافت بيبي تبچي رجعت حضنتها ، ما بعدت عنها إلا وهيَّ هادئة ، باست أمها حضنت أبوها وطلعت ويانا هتان راح يوصلهم ، دتصعد للسيارة باوعت لخالو الواگف بصلابة بس منهار من الداخل

قمر : بابا خليك ويا أريج ، تريد تفتح دعوى الطلاق تريد تكمل دراستها تريد تتعالج ، هواي الأحلام بس الحال يمنعها اعتبرها بنتك واسندها بهالدنيا

ناصر : ميحتاج توصيني البارحة حچيت ويا المحامي حتى يساعدها بالدعوى بنتها رجعت لها ودراستها همْ يمي حتى موضوع علاجها نيار راح يتكفل بيه

هزت راسها مبتسمة بحزن وصعدت بالسيارة ، أني وياهم طول الطريق حاضنه ابنها وصافنة على الشارع ما حچت ولا كلمة بس الدموع تلالي بعينها

وصلنا للمطار ، راح حيدرا يكمل الاجرائات وهتان بقى يوصي بيها ، صار موعد انطلاق طيارتهم نصيت بوست يمام حضنته ورفعت نفسي اباوع لها بعتب بادرت هيَّ وبمجرد أن لمتني لحضنها نزلت دموعي

ورد : أول ما اجيتِ لهنا كرهتچ وتمنيت لو ما جاية ولا داخلة لحياتي واليوم وبنفس الموقف راح ترحين منا بس وأنتِ تاركة ندبة بحياتي وكأنما الگاعد اودعها أختي الفتحت عيني على وجودها وبلحظة قررت تروح وتتركني ، مداتحمل فكرة غيابچ قمر

قمر : إذا راح هتان أمانة لتنسين أمي وأبوية خليچ دائمًا ترحين وترجعين عليهم

ورد : ما انساهم بس أنتِ همْ لتنسين وجودي ما راح يعوض مكانچ

نادوا على رحلتهم باوعت لنا مبتسمة بقهر ووياما لزمت ايد ابنها انهمرت الدموع من عينها ، حمله حيدرا رجعت حضنت هتان وحضنتني ، 

بعدها غادرت مباشرةً ويا أخوها ايد بيد من دون متلفت وراها

رجعت قمر للمكان الاجت منه حتى ترجع وحيدة غريبة مفضلة العزلة على أذية البشر وجحودهم .

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات