رواية علي ناصيه الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم حبيبه محمد



 رواية علي ناصيه الحب الفصل الثامن عشر بقلم حبيبه محمد


18


-موافقه تِتّجوزيني وتّكوني رفيقة عمري ، وصاحبة ذكرياتي ،و ونّيسة حياتي ؟.


ساعات كِتير مِش لازم النهايه دايماً تكون زي ما إحنا كّنا راسمين ومّخططين ! .


مِش لازم تخلص على اول صفحه إنت قرأتها او مِن أول سطر إنت كّتبته ! .


فِي حكايات في حّياتنا مِحتاجه إنها متخلصش بّسهوله ، محتاجه وقت ، معافره ، خيبه وأمل جديد ، حب وفراق كبير ، محتاجه قلب يتجدد كّل يوم .

قلب يعرف ويفهم ويقدر يعني إيه حّب !.

محتاجه بس شوية مّحاوله .


ساعات كِتير في حياتنا بيكون لازم نّحب عشان نعيش ، وعشان نعيش لازم نلاقي شخص يستحق الحّب ده .


وانا في سنه من السنين وفي يوم من الايام لما اتعرضت لصدمه كبيره بفقدان اهلي مّره واحده كنت محتاج احب واتحب ! 

مش سهل إنك تخسر أسره وحضن وبيت وسعاده ، مش سهل إنك تصحى في يوم تلاقي إن اللي كانوا حواليك بيحبوك إتبخرو !.


كنت تايهه ، متخبط ، حزين، متكتف !

بجرب مشاعر الوحده لأول مره ، ياقوت كانت اول حد جديد يظهر في حياتي ، شغلت دماغي بِيها قبل عقلي ، كانت شخص اعترف إنه كان يستحق المحاوله .


لكن لما بتفوق فجأه بتعرف إن ساعات اسهل طرق الهرب إنك تعترف إنك هربان وانا كنت هربان من نفسي ليها ولما فوقت رجعت لنفسي .

ولمسك.


تفتكر ربنا ممكن يكون عاوز يعاقبنا إنه يخلينا نحب ناس والناس دي متحبناش؟ 

الاجابه لا ؛ احنا بنحب ناس اه بس مش شرط إنهم يحبونا ! ممكن يحترمونا ، يقدرونا ، يودونا ، لكن يحبونا ؟ مش شرط .


يمكن ..

وهرجع اقولها تاني وتالت ورابع إن ربنا ساعات بيحطنا في طريق ناس عشان نكون سبب في وصولهم لناس تانين .


عمر دخل المصحه مِن يومين ؛ كان قلبي بيتقطع وانا بوصله ، كان مستسلم بشكل يخوف ويعيط ، كنت كل ما ابص ليه اشوف سنين الكليه ، الضحك ، الجري ، سندوتشات البطاطس السوري اللي كنا بناكلها سوا !.


كنت بشوف فيه ذكرياتي .

الاخ اللي اتمنيته دايما يكون في حياتي .

شوفت فيه الصاحب والحبيب حتى لو كان غلطان في حقي !

ساعات ؛ عشان العشره والمحبه تدوم لازم نعدي ونسامح وإلا كان كل الحبايب والصحاب في العالم ده إتفرقوا .


كانت المصحه على طريق المقطم ، بحثت ودورت كتير عن احسن وأفضل مركز إدمان لحد ما لقيته ، دكاتره على مستوى عالي ، رعايه شامله ، خدمات غير محدوده ، مِن الأخر بيأهلك وبيصلحك إنك تتخطى وتعيش حياه جديده .


حضنته .

مسكت نفسي من العياط .

ودعته ووصيته .

شوفته وهو بيختفي من قدامي مع الدكاتره ودعيت يرجع بالسلامه .


إفتكرت شّكله من يومين لما رجع من مقابلته مع ياقوت واول ما شافني اترمى في حضني وعيط ؛ قد إيه إحنا بنكون ضّعاف قوي لو حبينا سّت بجد !.


معرفتش التفاصيل اللي حصلت بينهم بالظبط لكن من شكل عمر عرفت إنه كان لاول مره يدوق ويعرف معنى فراق الحبايب بجد !.


سّر عمر فضل جوايا وخبيته ؛ حتى عن اقرب الناس ليا ، اصل مش هستحمل لو في يوم من الايام حد عرف سره وعايره بيه !.

هِي دي الصداقه بجد ؛ احفظ سرك واكون قد المكانه اللي انت حطتني فيها .


أما عن المخفي جميل ؛ فقر وإعترف مِن اول قلم عن كل حاجه ، اسم جونير الحقيقي اللي عرف يوصل ليه عن طريق إنه اخترق الحساب بتاعه مره وهو بيحول ليه الفلوس وطلع اسمه صادق صالح .


اسمين ملهمش علاقه ببعض ولا بالشخص نفسه .

أتحكم عليه بتلات قواضي ، قضية مخدرات ، قضية سرقه ، قضية إختلاس .

اتحولت أوراقه للنائب العام وقريب هنسمع عنه اخبار تشرح القلب بعون الله .


كان ده اهم وأسعد حدث حصل في حياتي خلال اليومين دول .

كنت مدمر وانا بشوف عمر بيصرخ بليل من وجع راسه وصداعه المزمن .

الدكتور قالي مرفوض إنه ياخد اي انواع مسكن لإن للأسف نوع المخدر اللي كان بياخده عامل زي الخلايا الخامله لو استقبل مسكن هيتفاعل ويرجع يتنشط تاني .


لازم الخلايا دي تموت لوحدها بدون علاج .

محتاجه بس إراده .

فكرت الف مره اني اقتل جّو ، ولومت نفسي مليون إني بعدت عنه .


لكن دلوقت .

حاليا ، أنا بقيت مرتاح نفسيا لما دخل المصحه وخليت دكتور مخصوص يشرف على حالته ويوصل ليا كل المعلومات عنه اول بأول .


بعدها بيوم بدأت ارتب للحفله اللي مستنيني فيها وبعدها اكبر واهم إنجاز في حياتي كلها .

قررت اتقدم لمسك فيها هتقولي إزاي ؟ هقولك تعالى احكيلك أنا عملت إيه خطوه بخطوه .


اول حاجه عملتها إتفقت مع عم نعيم إنه ميعرفش مسك آي حاجه ويحاول يتصرف بطريقه طبيعيه وإن دي مجرد حفله هيحضروها معايا كـتكريم وتشريف ليا وطبعا هو وافق بدون آي مقابل .


علبة هريسه بالمكسرات طبعاً .


عرفت طنط ناني الخطه كلها وكانت للأسف هتكشفني لما وقفت مره واحده عشان تزغرد لكن لولا ستر ربنا كان زمان كله حاجه باظت ،فرحتها فهمتني إني إتأخرت اوي اوي على ما خدت الخطوه دي .


أما عَنّ مسك ؛ وبعد مليون إعتذار ، ومليون تلميح بأغاني نجاه اللي بتعشقها قررت ترضى عني في الاخر وتديني فرصه ، فرصه اثبت ليها إني بحبها وعاوزها بجد .


اوقات كتير الست مش بتكون محتاجه غير إنها تحس انها مهمه وتستحق المحاولات اللي بتتعمل عشانها .

اصل فيها إيه لو قولت ليها على طول إنك بتحبها ؟

اشتريت ليها ورد بدون مناسبه ؟

خرجتها كل اسبوع ترفيهه عن الحياه القاسيه اللي بنواجهها ؟

تفتكر هتقابل ده في النهايه بإيه ؟


بحب .

الست اصلها حب ، قلبها مليان حب ، جرب تقدم ليها بذره هديه ؛ هترجعها ليك شجره مليانه ثمار .


نزلنا سوا إمبارح نشتري الفستان اللي هتحضر بيه الحفله طبعا بعد مليون اعتراض منها وإن عندها فساتين كتير لكني قولتلها إني حابب يكون ده هديه مميزه بينا .


-حلو الأحمر ؟.

-احمر ليه يا ياقوت ! بقولك حفله مش ريد كاربد اختاري الوان هاديه عشان خاطري .

-مالو الأحمر ده رمز الاناقه !.

-عاوزه تلبسي احمر وتمشي جنبي ! يا سلام اقول للناس أنا بقى كده اتفضلوا اتفرجوا على المزه اللي معايا ؟.

-غيران !.

-ابقى حمار لو مقدرتش قيمتك وغيرت عليكي من عيون الناس .


ضحكت .

إتكسفت ، رجعت الفستان مكانه وبدأت تختار حاجه اجمل وأهدى لحد ما اختارت فستان لافندر جميل ، منقوش بالورد ، طويل وواسع بإكمام طويله وواسعه ، ورقبه كمان طويله متزينه بحبات لؤلؤ رقيقه .

كانت زي الاميره صوفيا بالظبط .


عملنا شوبينج.

ورغم إن في قاعده ثابته بتقول قد إيه الرجاله بتكره الشوبينج مع الست إلا اني كنت مستمتع اوي ، فكرة إنك تشارك حبيبتك في كل تفصيله هيا بتشتريها ، تاخد رايك ، تخيرك بين روج لونه بينك والتاني نود وانت أصلا مش عارف الفرق بينهم بس عاوز تشوفهم عليها وبس !

تفتكر مش فكره تستحق التجربه ؟.


كل حاجه كانت ماشيه متظبطه .

كل الخطط المره دي مكان في حاجه بتعيقها وكإن المره دي التسهيل جِه من عند ربنا وبإشارة واضحه قالي :-

"ده الغصن الاخضر اللي من نصيبك".


جِه يوم الحفله .

كنت متوتر .

قلقان .

خايف وعاوز اهرب !.


-مِسك تقبلي تتجوزيني ؟.

-بقى إنت عاوز تتقدم لبنتك بالكلمتين دول بس ؟ لا يا حبيبي مرفوض مرفوض مرفوض !.

-عم نعيم متحسسنيش انك كنت خاطب تاني بمعجم عربي ! ده انت مشوفتهاش غير ليلة الفرح ! .

-ولو بنتي تستاهل راجل يحفظ الشعر عشانها خليك كاظم الساهر .

-كاظم الساهر مره واحده ؟ ليه رايح اخطب سعاد حسني ؟ أنا غلطان إني قولتلك تيجي تخفف عني التوتر قبل ما ننزل وترتني اكتر ما أنا متوتر !.

-الله ! مش عاوز اطمن على بنتي ؟ افرض ثبتها بكلمتين وهيا عبيطه وهتتثبت أنا عارفها اموت وانا مش مطمن عليها !.


-عم نــعيــم ! قولتلك الف مره متجيبش سيرة الموت دي على لسانك عشان خاطري .

-ليه ؟ كلنا لها يا عمران .

-قوم روح يا عم نعيم قوم يا شيخ نكدت عليا .


ضحك وقام حضني .

فكرت إني اخسر حد بحبه تاني كانت تخوف اكتر من ان يطلعلك تعلب في وسط الصحراء.


خلصت لبس ؛ لبست بدله لونها رمادي اشتريتها جديد على زوق مسك .

رشيت آخر رشه من البرفيوم بتاعي وخرجت من الشقه المره دي مكنتش هروح العربيه بسونه ، الشركه بعتت ليا عربية تاخدني عشان كده اقترحت على عم نعيم يجي هو بسونه بحيث أوصل قبلهم واظبط الدنيا .


وده اللي حصل .


-ها يا نصرت ظبطت الدنيا زي ما قولتلك ؟ 

-طبعا ؛ بعد ما تقول كلمتك الافتتاحية للحفله هنشغل الاغنيه اللي انت عاوزها وهنطفي النور ونسلطه عليها وانت تنزل بقى وتقرب منها وتقع الفأس في الراس.

-نردها ليك في الأفراح يا عم الناس .


لأول مره اكون متحمس بالشكل ده .

يمكن عشان هبدأ حياه جديده وهكون اسره سعيده لاول مره ؟. 


ساعات السعاده بتكون متمثله في حبك إنك تعيش ، تتخطى ، تحاول ، تقع وتقوم .

ساعات السعاده بتيجي من كسر ، من وجع ، ساعات بتيجي من خيانه .

تفتكرو لو مكنش حصل اللي حصل كنت قدرت اشوف سعادتي الحقيقيه مع مسك ؟.


الخير فيما اختاره الله لينا مش في اللي إحنا إخترناه.


-مهندس عمران الجماعه وصلوا وكله منتظر دخولك في الساحه وقتك عشان تظهر .

-شكلي حلو ؟.

-شكلك عريس ميضيعش.


واحد .

اتنين .

تلاته .


إتفتح الباب الكبير وخرجت من وراه .

صوت صفقات عاليه كلها كانت ليا ، مباركات وتهنئه ليا على البرنامج اللي فاد شركات كتير وساهم في إنجاز الوقت بالنسبه ليهم ، كنت ماشي وسطهم وانا حاسس قد إيه عوض ربنا بيكون حلو اوي !.


الباب اللي انطردت من واحد زيه قبل كده إنهارده بخرج منه وانا ناجح ومحقق حلمي .


تخطيت الناس ، سرعت في خطوتي وطلعت فوق الإستديج الخشب الموجود في نص القاعه ، كل الأنظار كانت عليا لكن أنا ؛ نظراتي كانت بتدور عليها هِيا .


لحد ما لقيتها .

عارف إحساس علاء الدين ، الفقير ، الحرامي اللي كان بيسرق من الدنيا سعادته وكل ده اختلف أول ما شاف الاميره ياسمين ؟ 

أنا كنت علاء الدين ، البسيط ، التايهه ، الوحيد ، اللي بقى حياته كلها وسعادته في عيون الياسمينا بتاعته .


كانت تجنن ، تهبل ، تخطف ، وتجبرك تحبها .

تسريحة شعر ولا أروع ، شعرها كله على جانب رقبتها اليمين ، مكياج بسيط زود من جمالها جمال .

كنت ملفته لدرجة إني اتمنيت لو اقدر أحطها في برواز واحتفظ بيها لنفسي وبس .


ابتسمت ليا اول ما عيونها جات في عيوني وهنا خدت شجاعة الدنيا كلها أني اتكلم .


-بحب اشكر كل الحضور الموجودين لتواجدكم وتشويقي وتكريمي لإنسان بسيط زيي كان كل حلمه بس إن شغله وموهبته ينالوا تقديرهم ، وبعد محاولات ، وقعات ومطبات كتير ، ربنا وفقني ، وعوضني وجبر بقلبي ، عاوز اقول ليكم بس حاجه صغيره ؛ ساعات الحلم بيكون محتاج أمل والأمل محتاج صبر ، لو في طريقك لتحقيق حلمك خسرت حاجه من الاتنين دول صدقني هيكون صعب إنك توصل ، طول ما أحنا عايشين ، بنتنفس، بنفكر ، لازم نحلم ونتأمل ونصبر ووقتها صدقني هتوصل .


تصفيق عالي .

نظرات فخر وانبهار سعيت كتير عشان أشوفها .

واخيراً دموع فرحه وسعاده قدرت إني أفوز بيها .


|| احلو عمري ، احلو عمري ، احلو عمري 

لما اتقابلنا إحنا الإتنين 

وبعد اول لقى طويل لاقتني من اشواقي بقول

لاحد بعدك يملى عيوني ولا حب غير حبك يرضيني||.


إنطفى النور .

سكتت الأصوات إلا من صوت مياده .

همس ولمز قدرت اسمعه وانا نازل من على السلم براحه .

نور ابيض قوي نور مره واحده على مسك اللي اتفاجأت وتوترت ورجعت ورا وهنا كل الأنظار إنعكست ليها .


ومن وسط الضلمه قربت أنا ليها .

كانت هيا دايما النور اللي في آخر طريقي مهما كان وحش وغامض !.


كنت ماسك مايك في إيدي هنا رفعته وبدأت اتكلم فيه .


-طبعاً كلكم مستغربين إيه اللي بيحصل ، أنا قررت في اليوم المميز ده إني لازم زي سعيت إنه يكون مميز إني لازم أسعى اكتر إنه يكون يوم عمره ما يتنسى ، ابدأ فيه صفحه جديده في حياتي وتكون مِسك هيا اول صفحه من الجزء التاني من حياتي ، الجزء اللي عرفني يعني إيه حب ، يعني ايه صبر ، يعني إيه إنتظار ! مسك صديقة الطفوله ، رفيقة الذكريات ، كانت قدامي لسنين طويله لكن أنا كنت معمي عنها وعن جمالها لحد ما خطفتني ليها ، وانا الصغير على الحب وقعت في حب ست الحسن والجمال .


|| مرت سنين قبلك وسنين 

معرفش كنت انا امتى وفين فين

ومين يقول انا وانت نبقى اثنين

انا مين ياعمري وانت تبقى مين ||.


كنت شايف عيونها اللي بتلمع .

هيا دي اللحظه اللي كانت مستنياها من زمان واللحظه اللي عمرها ما هتنساها ابداً .

مسك كانت تستحق حاجه جميله زيها .

كانت تستحق راجل يحبها بدون ما يفكر في غيرها ابداً .


-زمان إنتي اختارتي تحبيني بصوت نجاه ، تستنيني سنين ، تراقبيني بلهفه ، تسهري عشان تشوفيني ، حبيبتيني بقلب نجاه ، قلب مليان حب ، مليان امل ، مليان دفى ، شوفتيني حبيبك في كل مره كنت ببقى بعيد عنك ، سمعت حبك في كل كلمه نجاه كانت بتقولها "أنا بستناك أنا ؛ وليلي شمعه سهرانه لـ ليلة حُب بِيك " ، معرفش إزاي قلبي كان قاسي عليكي او عمره ما شافك بس إنهارده أنا جاي ليكي بقلب مياده ، قلب داق التعب والوجع والفراق والوحده ، قلب عاش متخبط ومتلخبط ، جاي ليكي بقلب عايش يعيش معاكي إنتي وبس ! يمكن جيت متأخر بس عارف إنك لسه مستنياني صح ؟.


كل راجل جواه كاظم الساهر مبيظهرش غير في لمسات معينه من حياته ولو مظهرش دلوقت هيظهر امته ؟ .


قربت لحد ما وقفت قدامها بالظبط .

كنت سامع صوت ضربات قلبها ، دموعها نزلت وكإنها كان جواها جزء فقط الامل إنه يعيش المشاعر دي .

ده أنا قلبي كان عاوزه طلقه والله .


-ششش بتعيطي ليه ؟ كلامي مش عاجبك !.

-أنا .. أنا اول مره يعجبني كلامك انهارده .

-يا سلام ؟ يعني قبل كده مفيش ولا لا كلمه عجبتك ؟.

-عجبني..عجبني لما قولتلي بحبك !.

-حبيتيها؟.

-حبيتها عشان انت صاحبها وبس .

-وصاحبها بيقولك للمره التانيه إنه بيحبك وعاوزك ورايدك وطالبك تقبلي تتجوزيني يا مسك ؟.


رجعت خطوه لورا ؛ خرجت من جيبي علبة قطيفه لونها احمر فيها خاتم دهب على شكل ورده لونه ابيض كان عجبها واحنا بنعمل شوبينج .

وبحركه لا تقلل من قيمة الراجل او تهز كرامته ، او تجرح كبرياءه نزلت على ركبتي وفتحت ليها علبة الخاتم .


|| قد ياروحي ما تمنيتك بكل روح الروح حبيتك

دانا من حبي بخاف عالحب

يوم يخلص ومايفضلش لغيرنا حب

ويجوا الناس يحبوا في يوم

مايلاقوش مايلاقوش شوية حب||.


-عمران !.

-موافقه تكملي معايا حياتك كلها مع قلب مش طالب غيرك .

-إنت…إنت عملت كل ده عشاني ؟.

-ومش شايف إني في ست في الدنيا يستحق يتعمل كده ليها في الدنيا قدك .

-أنا بحبك اوي !.

-وانا ركبتي وجعتني يلا اقبلي بقى .

-موافقه يا مجنون .


وقفت بسرعه وحطيت الخاتم في صابعها وهنا .

النور كله نور من جديد وكأني كنت في ضلمه من غيرها .

صفقات جديده .

وصوت زغروده عرفت مصدرها كويس وانا شايف ماني جايه علينا بسرعه وبتخطف مسك في حضنها في حضن طويل وكإن دي كانت لحظه النصر المنتظره .


قرب مني عم نعيم ، حضني ، طبطب على ضهري ، ضحك بسعاده ولمعه بانت في عيونه .


-طلعت صايع يا واد عجبتني الحركه .

-اني نزلت على ركبي ؟.

-لا انك طفيت النور ، تخفيف أحمال برضو .


ضحكت .

عم نعيم هيفضل عم نعيم ولو إيه اللي حصل .


بعدت مسك أخيراً عن حضن ناني .

قربت مني .

وقفت قصادي .

عيوني في عيونها .

ضحكت فضحكت ، قربت فقربت ، مديت ايدي مسكت ايديها فأتمسكت بيها جامد .


-حبتني بجد ؟.

-ابقى عبيط لو محبتكيش السؤال الحقيقي إزاي محبتكيش من زمان !.

-عشان كنت تايهه .

-وأديني لقيت طريقي فيكي .

-هتوه مني تاني ؟.

-واروح فين وكل الطُرق ليكي في الاخر .


|| يالي ابتديت الحب معاك 

عمري الحقيقي ابتدا وياك

احلو عمري في غمضة عين ||.


تفتكر الحكايه ممكن تخلص لحد هِنا ولا لسه الحدوته فيها فصول تانيه ؟.

اعتقد حدوتة الحب عمرها ما هتخلص ، هتفضل مليانه دايما مشاعر ، مواجهات ، عقبات ، والأكيد مصاعب .


لكن فكر معايا كده هل عندك إستعداد إنك تتوه لوحدك ؟ 

ولا إن حد يتوه معاك !.


أنا عندي استعداد أتوه في الدنيا ، تشيل وتخبط وتحط فيا لكن في النهايه هكون عارف إن لو كل الطرق تاهت مني 

لو كل الشوارع اتقفلت 

لو كل المباني اتغيرت 

لو كل البشر اختفوا 

مسك موجوده 

وهتفضل على طول موجوده .


أنا مستعد أتوه طول ما الضمان في الاخر إني هلاقي مسك .

أنا كده كده تايهه فيها 

وفي عيونها 

وفي ضحكتها 

وفي صوت نجاه وهيا بتقول :-

"شكل تاني حبك إنت شكل تاني 

حب غالي ، حب ناره مدوباني".


•••••••••••••••••••••••••••••••


-اتفضلي يا ياقوت دي أوضتك اللي هتفضلي فيها طول فترة العلاج الجايه .


تفتكر ليه في الشطرنج الملك ورغم إنه اقوى حد بيموت في الاخر ؟ 

عشان الجنود ماتوا ؟ ولا عشان الوزير اتقتل ؟ 

تفتكر ليه في الاخر عشان اللعبه تخلص لازم يكون كِش مَلك !.


يمكن عشان الملك هو السبب في كل حاجة من البداية، هو اللي الكل بيحارب عشانه، والكل بيموت عشانه، بس عمره ما نزل خطوة في ساحة الحرب إلا لما الدنيا ضاقت بيه.


الوزير بيتحرك في كل الاتجاهات، بياخد قرارات، بيغامر، بس أول ما يقع، اللعبة تهتز…

والجنود، دول أول من يمشوا، أول من يضحّوا، بيتقدموا بخطوات بطيئة كأنهم رايحين لمصيرهم وهم عارفينه


ويمكن كِش مَلك مش نهاية اللعبة… يمكن هي لحظة الحقيقة، اللحظة اللي بيكتشف فيها الملك إن القوة مش في التاج، ولا في عدد الحركات اللي يقدر يعملها،

القوة كانت دايمًا في اللي بيقفوا قدامه عشان يحمّوه، مش في اللي بيتوجوه.


وانا كنت فاكره نفسي ملكه ، بحرك الكل زي ما أنا عاوزه ، طلع كل ده وهم .

أنا كنت محميه بأسوار عمري ما شوفتها واول ما وقعت .

بقى كش ملك ليا .


قبل ما ادخل هنا ؛ روحت مع بابا جلسة الكيماوي بعد إصرار رهيب مني وافق .

دخلت معاه المستشفى ايدي في إيده ، قلبي بيدق جامد ، ببص حواليا بذهول وانا مش مصدقه الحاجات اللي بشوفها !.


أطفال صغيرين بعمر عشر سنين ويمكن اقل قاعدين بيتعالجوا من الكانسر .

شعرهم واقع 

حواجبهم واقعه 

ملامحهم مرهقه ، ملامح اهلهم موجوعه !

ازاي الواحد عمره ما بص ليهم وحمد ربنا على النعمه اللي هو فيها !.


وصلنا للاوضه اللي بابا هياخد فيها العلاج ، قعد على كرسي بسيط ، اتوصل محلول بدراعه ، غمض عيونه بألم ودقايق وبدأ جسمه يرتخي وكأنه رحب بصاحبه الجديد .

المرض .


بصيت ليه .

شوفت راحتي في تعبه .

شوفت مستقبلي في شقاه .

شوفت قسوتي في ألمه .

ليه الإنسان قاسي كده على حبايبه ؟.


قعدت قصاده وكل شريط من حياتي بيعدي عليا وكأنهم آخر سبع دقايق هشوفهم فيها .

ليه بنتعمى عن الحقيقه ونوجع بعض ؟ ليه مبنشوفش الدنيا بقلوبنا !.


لما خلصت الجلسه إصراري إني أتعالج زاد .

عرفت معنى صحتي ، قدرت قيمة النعمه الي ربنا أداها ليا وانا فرطت فيها بسهوله .

قررت أتعالج عشان لسه في ايام في حياتي محتاجه أعيشها .


محتاجه أعيش بدون مشاعر كره ، نفور ، تكبر !.


خرجت مِن الأوضه وبصيت حواليا ، كانت طرقه طويله مليانه اوض مختلفه ، بيمر فيها ممرضين لابسين لبس الشغل لونه ازرق ، بيضحكوا في وشك .

مكنش شكل المصحه بيخوف زي ما في الافلام .

ولا يمكن عشان أنا دافعه فلوس ؟.


قفلت الباب ورايا واتمشيت في المكان كنت في الدور الأرضي ، أصلا المكان عباره عن دايره مكون من سبع طوابق ، اول طابق بيطل على جنينه واسعه مليانه شجر محاوط الأسوار الموجوده .


موجود امن في كل حته لكنهم سايبين ليك مطلق الحريه إنك تتحرك عشان متحسش إنك في سجن !.


خرجت للجنينه .

عمري ما حبيت الشجر او الزرع لكن المره دي إرتحت ليه ، اتمشيت وسطهم ، اتمنيت لو معايا تلفوني أخرجه واسمع بيه اغنيه تناسب الجّو الهادي ده .


|| ليه سكتي ليه بتخبي عن قلبي إيه ؟

حضني بينده عليكي وإنت بعيده عليه

مين غيري مين يفهم بنظرة عين ؟

إيه اللي شاغل بالك ده إحنا عشرة سنين ||.


إتلفت حواليا بسرعه أدور على مصدر الصوت ، كانت اغاني ! 

مشيت ورا مصدر الصوت لحد ما وصلت لمكان مستخبي ورا الشجر الكبير بفروعه المتفرعه ، قربت أكتر واكتر ، شِبك فستاني الأزرق بغصن ميلت افكه لكني إتغابيت عليه فاتقطع.


زعلت .

اضايقت .

حسيت إني عاوزه اعيط .

أنا عاوزه اخرج مِن هِنا المكان ده ضاغط عليا بشكل يخوف ويرعب !.


قعدت على الارض وسط الزرع وعيطت .

معرفش هل كنت بعيط على فستاني اللي اتقطع ولا على ايامي اللي اتغيرت ملامحها !.

الحقيقه

أنا كنت بعيط عشان عمر وحشني .


وحشني بشكل يجنن .

وحشني بشكل واجعني .

عشان كده كنت بخاف من الحب عشان هو بيخوف !.


-إنتي قاعده كده لي ؟.


أعراض الانسحاب بدأت تظهر 

بدأت اسمع صوته 

اشم ريحة برفانه 

احس بخطواته 

أعراض عمرها ما وجعتني ، أعراض بتخليني احبه اكتر .


-يا بنتي إيه اللي مقعدك كده في حشرات في الارض !.


استوعبت

ده صوته ! 

رفعت راسي بسرعه وهنا هو إتفاجئ هو كمان بوجودي .


بصينا لبعض كتير 

كل الطرق تقاطعت بينا من جديد في نفس الطريق .


-انتي بتعملي إيه هنا !.

-جيت …جيت أتعالج !.

-واللي بيتعالج بيقعد على الارض كده يعيط ؟ 

-مكنتش بعيط .

-يا سلام عبيط أنا عشان اصدق ، قومي يا بنتي قومي .


مد ليا كف إيده فمسكته

عمر موجود ! 

أكيد أنا بتخيله ، اكيد أنا اتجننت .


-انت هنا بجد ولا أنا بتخيلك ودي أعراض انسحاب ؟.

-لا أنا موجود بجد إنتي كويسه !.

-وحشتني يا عمر .

-…….

-هتفضل زعلان مِني كتير ؟ طب..طب يرضيك إيه اعمله ونتصالح ؟.

-…….

-كنت فاكره إن اللي بيحب بيسامح لكن شكلك هتفضل شايل مني عن إذنك .


|| صعبان عليا و أنا شيفك و أنا شيفك قدامي وعرفك

بداري عني لي في قلبك بداري و أنا حاسس بيكي

أنا عايش في الدنيا عشانك والدنيا إيه جنب حنانك

يبكي القلب ليالي قدامك ولا أشوف الدمعة في عنيكي||.


دموعها 

نظرتها 

صوتها 

كلهم كانوا نقطة ضعف ليا .


وحشتني 

وحشتني فوق ما تتصور ، لسه ريحة حضنها متعلقه بيا ومصبر نفسي بيها .


الحقيقه ؛ إني اللي أقنعت عمران يجبني المصحه دي بعد ما عرفت من عمي نصرت إنها هتيجي تتعالج هنا .

كنت عاوز اكون جنبها 

أشوفها بعيوني وهيا بتتغير 

بتحاول 

بتعافر 

كنت عاوز اشوف في عيونها إني استحقّ تعمل حاجه عشاني !.


عمران كان عارف السبب بس عمل نفسه من بنها .

خاف يضغط عليا اهرب 

أتجنن 

انتكس !.


لفت وشها وكانت هتمشي لكني مديت ايدي بسرعه ومسكت إيديها .

كان صعب 

صعب إني أشوفها قدامي ومقولش ليها إنها وحشتني !


-ماشيه ليه ؟

-مبقاش المكان مكاني .

-مين قالك كده !.

-عيونك .

-طب وسمعتي صوت قلبي ؟ سمعتيه بيقول إيه ؟

-…..

-انتي كمان وحشتيني يا ياقوت ، وحشتيني فوق ما تتصوري بس لازم نتعذب شويه عشان نتعلم بعد كِده إننا منغلطش ، على عيني أشوفك قدامي وابص بعيد ، وعلى عيني يكون ما بينا مسافات لا تذكر ونشوف بعض أغراب ، بس الغلط مش بالسهل ! وانا عاوز أتربى واتعلم .


-بس..بس إنت بتوحشني يا عمر أنا..أنا معرفش حد غيرك في الدنيا !.

-هتعدي ، شهرين ، تلاته ، اربعه كلها مجرد ايام وتواريخ وهتعدي وبعد كده نرجع لبعض احسن واقوى وأنضج مش نفسك تشوفي الدنيا بعيون تانيه ؟.

-نفسي اشوفها بعيونك إنت وبس .

-يبقى نستحمل ، ونصبر ، وندعي ، ونقرب من ربنا مش يمكن ده إختبار لينا !.

-إنت شايف كده ؟.

-أنا شايف إننا نستاهل فرصه احسن ، وحياه أريح ، وقلب اهدى .

-عندك حق .

-يلا نرجع اوضنا ونرتاح ورانا مشوار طويل لازم نكمله 


الدنيا .

شباك صغير اوي بتشوف منه الي على قدك بالظبط .


تشوف لحظة فرح، أو طرف حُلم، أو وشّ بيعدي ومبتلحقش تحفظ ملامحه.


وكل ما تكبر، تحاول توسّع الشباك بإيدك،

بس الزجاج يعكس صورتك قبل ما يورّيك العالم.

تفتكر إنك شايف كل حاجة،

بس الحقيقة إنك شايف بس الحتّة اللي اتسمحتلك.

والباقي؟

ورا الضباب… مستني لحظة صدق منك عشان يبان.

يمكن علشان كده، الدنيا مش واسعة…

هي ضيقة على قدّ البصيرة مش على قدّ البصر.

الفصل التاسع عشر من هنا


stories
stories
تعليقات