رواية حب منكسر الفصل التاسع عشر 19 بقلم اية عيد

 

 

 

رواية حب منكسر الفصل التاسع عشر بقلم اية عيد



:- ماما!

لفت بسرعة وقلق ولقت رعد وراها بيبصلها بجمود وهو شايل عُديّ.
بصت لرعد ولسة ملامح الخوف والتوتر علي وشها.
قال رعد بنبرة حادة وبأعينه الصقرية:اهدي...مش هعمل زي ما انتي عملتي...لو هعملها! هعملها قدامك، مش من وراكي.

صد*رها اتقبض علي قلبها لكن نظرت للارض بضيق وسكتت وهي بتاخد انفاسها الثقيلة المرتعشة.

نظر لها رعد قائلا :مش عايز غير اجابة واحدة....هتيجي ولا لا؟!
استغربت ونظرت له قائلة :قصدك ايه؟!
قال بنبرة باردة :هرجع مصر...مع ابني،هتيجي ولا لا؟!
اتصدمت وبصتله بعصبية مكبوتة وقالت:مش هينفع ننزل مصر...عُديّ حياته هنا، وتعليمه هنا....م مش...

قاطعها قائلا بحده:في الحالتين، انا هاخده...وكفاية اني بقولك لو عايزة تيجي.
قال عُديّ :يلا ياماما...انا عايز نكون سوا.
شاور رعد لعُديّ وهو بيبصلها بحده قا*تلة قائلا :لولاه...كنت مشيت وسبتك، وكنت اخدته معايا...بس هو عايزك.

قربت عشان تاخد عُديّ بعصبية قائلة :مش هنمشي، ومش هتقدر تاخده مني...انا محامية و.... 

رجع خطة للخلف ونزل عُديّ ووقفه جمبه ناظراً لها بحده وقال:مش محتاج اعرفك انا هاخده ازي...وانتي عارفة، اني هقدر اخده، ولا انتي ولا غيرك يقدر يوقفني. 

بصتله بشده ولا تنكر بأنه لا يكذب، وكل كلمة تخرج منه ليست مُزاحاً. 
اتحرك عُديّ عشان يروح لحياه، لكن وقفه رعد وقرب منه وشاله تاني ناظراً لها وقال:اختاري...وانا مش هعيد كلامي تاني. 

ولف واتحرك وبصلها عُديّ بخوف وهو يكاد علي البكاء رافعاً يده لها، وهي خافت...
قالت بسرعة ورجفة في كلامها:طيب، طيب...م موافقة،هاجي معاكم. 

وقف ولم ينظر لها حتي...وبعدها اتحرك وخرج من الشقة وهي مشيت وراه بسرعة وهي بتبص لعُديّ. 

نزلوا للاسفل وسيارة رعد كانت موجودة، لكن وراها عربيات حراسه. 
استغربت... وقال عُدي بابتسامة:واو...هما مين دول؟! 
ابتسم رعد بخفة وقال:حراسك. 
ابتسم عُدي بثقة وشاور بيده الصغيرة لاحد الحراس قائلا :تعالي يابني شيلني.
نظر له الحراس بتوتر وهو بيبص شمال ويمين مش عارف يروح ولا ييجي. 
ضحك رعد بخفة وقال:اهدي عليهم شوية. 
قربت حياه من رعد ونظرت له بحده واخدت عُديّ في حضنها واتحركت تركب العربية تحت نظراته المجمدة لها. 

ركب العربية ،وهي قعدت عُدي علي رجلها ونظرت من الشباك بضيق.

نظر عُدي لرعد قائلا :انا عايز اسوق يابابا. 
ورفع ايده عشان رعد يشيله، لكن شدته حياه قائلة:بس يا عُديّ. 
نظر لها رعد قليلا، وسِكت...نظر للطريق وقاد. 

قال عُديّ :هو انتي مقولتليش ليه ان بابا يبقي رعد؟!
سكتت ونظرت من النافذة... لكن قال رعد بصوت شبيه للحده:جاوبي...مينفعش تسكتي هنا. 

نظرت له بضيق وبعدين بصت لعُديّ قائلة : نتكلم بعدين ياحبيبي. 
سكت عُديّ بضيق ونظر قدامه. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

في فيلا يونس. 

كان نايم علي الارض مكانه، جمب التلفون...شعره متبهدل وهدومه غير مرتبة. 
شافته الخادمة واستغربت انه نايم كدا. 
قربت منه قائلة :سيدي!
فضلت تنادي عليه كدا لحد ما صحي، وفتح عينه ببطء. 

نظرت له قائلة :هل انت بخير؟! 
قام قعد وبصلها باستغراب من تأثير النوم...فجاة استوعب وبص للتلفون مسكه بسرعة وهو بيتنفس بسرعة قائلا :ح حياه.

قالت الخادمة بحزن:لقد ذهبت. 
قام وقف بسرعة وهو بيبص حواليه وهيتجنن، عينه احمرت والجنون سيطر عليه. 
خرج جري من القصر ونظر للحراس بغضب قائلا :كنت فين انت وهو لما مشيييت!!!

سكتوا ونظروا للاسفل، لانهم اصلا ميقدروش يمنعوها من الخروج. 
بصلهم بغضب قائلا :مش عايز اشوووف وش حد فيكم...امشوااا.
اتنهدوا وبعدوا عنه، وهو مسك تلفونه اتصل بصديقه. 
وبعدما اتاه الرد قال يونس:ليو!...تيجي انت والرجالة، وتخليهم الاول يدورا علي حياه ويعرفوا مكانها. 

ليوا:ليه؟! هي راحت فين؟! 
يونس بغضب:اعمل ال بقولك عليه...كله بسبب شورتك الطين، يا رتني ماسمعت كلاااامك. 

وقفل الخط فوراً وجري علي عربيته، ركبها وانطلق متجه لمكتبها علي امل انها تكون هناك...
انفاسه عالية بشكل جنوني وعيونه حمراء وهو ينظر للطريق لا يردد سوى كلمة واحدة:انتي بتاعتي. 

وضغط علي الفرامل بقوة واعين حادة يطق منها الهوس والجنون. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

في المدرج الخاص بالمطار. 
بيتحرك رعد وهو شايل عُديّ وحياه ماشية وراه وبتبص حواليها بتوتر، كانت قلقانة علي يونس وعايزة تطمنه عليها هي و عُديّ، بس تلفونها مش معاها. 

طلعوا علي سلم الطائرة الخاصة برعد، وهي وراه.
لكن قالت بسرعة:ط طب اوراقي واوراق رعد...احنا نسيناها. 
مردش عليها وكمل في طريقه، لانه اصلا جاب كل الاوراق من عربيتها. 

دخلوا للداخل واتقفل الباب...اتجه رعد لذالك الكرسي الواسع وقعد عليه وجمبه عُديّ. 
اتنهدت حياه بضيق وقعدت علي الكرسي ال قصادهم او ال جمبهم بمسافة. 

ابتسم عُديّ بفرحة قائلا :اول مرة اركب طيارة. 
نظر له رعد وابتسم بخفة، وبعدها نظر لتلك المتوترة وواضح علي ملامحها الخوف. 
همس عُديّ وقال:اصلها بتخاف من الطيران. 
نظر له رعد وسكت. 

الباب اتفتح ودخل ايمن وقفلوه تاني لانهم علي وشك الانطلاق. 
نظر ايمن لحياه وقال بابتسامة:اهلا يا حياه، اتشرفت بمعرفتك. 

اومأت له بتوتر وسكتت. 
قرب ايمن من عُديّ وقال:انا ابقي صاحب ابوك ياعم. 
اعاد رعد رأسه للخلف قائلا بسخرية:ولا اعرفه. 

بصله ايمن بغيظ، وضحك عُديّ. 
نظر ايمن لحياه وبعدها نظر لعُديّ وابتسم بغمزة قائلا :ما ايه رأيك نبدل المقاعد وتيجي انت معايا. 

ابتسم عُديّ واومأ له. 
ايمن شال عُديّ واتجه لحياه وقال:معلش بس عايزين نقعد هنا في الصف الاول. 
اتنهدت حياه وقامت وهي جس*مها وايدها بيرتعشوا اصلا ودايخة. 
قال عُديّ :روحي اقعدي جمب بابا ياماما. 
نظرت لرعد الذي ينظر من النافذة بجمود، لكنه سامع كل كلمة. 

قالت بضيق:لا، هقعد ورا. 
ووقفت وكادت التحرك لكن الطيارة اتهزت حاجة بسيطة خلتها تقع علي الارض بسبب دوختها،ايدها وركبها كانوا علي الارض، وهي مسكت في الارض بخوف وهي بتتعرق وبتبص للاسفل.

قام رعد وقرب منها وقومها وهي مش نستوعبة حاجة اصلا، اخدها وقعدها في الكرسي ال جمبه ال ملتصق بكرسيه اصلا. 

ابتسم ايمن وضر*ب كفه في كف عُديّ وقعدوا علي الكراسي وربطوا الاحزمة. 

اما رعد،قعدها علي الكرسي وقرب منها عشان يربط حزام الامان، لكن وجوههم كانت قريب، وعيونهم اتقابلت وهو شايف التوتر والحزن في عينها. 

ربط الحزام وبِعد ونظر امامه قائلا بصوت حاد ومخنوق:لما جيتي اول مرة كنتي كدة برضوا!...يمكن لا، بسبب احاسيسك ال اختفت وقتها. 

سكتت بضيق ولم تنظر له. 

بدأت الطائرة بالتحرك...وهي انفاسها عليت وصد*رها بيعلوا ويهبط...ارتفعت الطائرة، وغص*ب عنها لفت جس*مها ومسكت في دراعه بقوة وهي تغمض عينيها. 

نظر لها بهدوء وسكت، وبقي يفكر...لا ينكر بأن مشاعره مازالت موجودة...ولكن ما فعلته به يجعل الغضب يشتعل داخله....لا ينكر ان ما فعله خطأ، ولكن هي...خطئها كسره وخلاه زي الميت في الحياه...خلته يأنب ضميره طوال هذه السنوات وهو يرى نفسه السبب...كان بيقعد بيلوم نفسه علي كل حاجة، علي وفاة فهد، وعلي ابنه، وعلي حبسها في السجن...كان بيأكد لنفسه كل يوم ان هو السبب في كل حاجة حصلت في حياته. 

غمض عينه وهو يكتم انفاسه الضعيفة، قلبه كان ينقبض حتي المو*ت...لا يريد ان يَضعُف مجدداً. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

في مصر____وتحديدا في قصر الجبالي _في غرفة زيدان. 

كبر السن ظهر عليه، ومستلقي علي السرير وبيسعل. 

فجاة تلفونه رن،مسكه وكان رقم مجهول. 
استغرب لكنه رد ووضع الهاتف علي اذنه ولم يتحدث.

سكوت طويل، لا يوجد رد...لا احد يتحدث. 
زيدان استغرب اكتر وافتكرها خدعة ولسة هيقفل الخط لكن.... 

:بابا. 
ايده ثبتت واتصدم،قلبه نبض بسرعة كبيرة...ونظر للهاتف. 
كان صوت بنته، عايدة. 
وكأن كل شيء يعود اليوم. 

وضع الهاتف علي اذنه، وسمع صوت امرأة تبكي قائلة :بابا. 
لم يتحدث...ظل يستمع، ولكن هي كانت سامعة صوت انفاسه وعارفة انه سامعها. 
اكملت بتلك النبرة:انا اسفة يابابا...سامحني...ا انا عايزة اشوفك. 

قال بنبرة متجمدة تكبُت غضبه:انا معنديش بنات. 
ولسة هيقفل الخط لكن سمع صوت صراخ...اتصدم ووضع الهاتف تاني علي اذنه. 

قالت عايدة بنبرة اعلي :ارجوك يابابا...انا محتاجاك، ساعدني. 
سكت. 
وكملت هي بنبرة باكية:ارجوك...دا عنواني، انا في مصر ****. 
لم يرد وهي كملت قائلة :انا ندمت ولله، م مش عايزة امو*ت قبل ما تسامحني. 
اندهش وقلبه حن فعلا. 
قفل الخط وهو بيفكر يعمل ايه؟...يروح ولا لا؟ يسامحها ولا لا؟... لكن السماح بعيد جدا. 

اتنهد وقام بتعب وجاب جلبابه وعصايته يستند عليها، واتحرك للخارج مكانش في حد في الصالة. 
كمل طريقه وخرج....لكن سعاد كانت خارجة من المطبخ وشافته، استغربت انه خارج وهو تعبان. 

اتحركت وراه ببطيء وهي شافته ركب العربية والسائق بدأ يقود. 
نادت علي احد الغفر وقالت:خد العربية التانية والحقه واعرف هو رايح فين. 
اومأ لها واتجه للعربية وركب وانطلق. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

____في فرنسا___في الطريق. 

وقف يونس العربية بغضب، وعربيات رجالته جت ومعاهم ليو. 

يونس بغضب:ها لقتوها؟! 
ليو:لا، لم نجدها...ولكن...

نزل يونس من العربية ومسك في ياقة قميصُه بغضب قائلا :اتكلم...وايه؟!
قال ليو:تتبعنا رعد الجبالي، ومش في الفندق، و...وواضح كدا انه مشي. 

استغرب يونس، لكن فجاة اتصدم وقال:مشي...مشي كدا بعد ال حصل امبارح، ا اكيد في حاجة...ايوا.
ونظر لليو بحده وقال:تعرفلي حالاً هو رجع مصر ولا لا.

اومأ له ليو...ولف يتحدث مع احد الرجال. 
اما يونس مسك تلفونه وتتبع تلفون حياه....اتصدم لما لقاه مقفول. 

عينه احمرت وقبض بيده علي الهاتف بقوة، كل تفكيره انها هربت مع رعد وسابته هو وهي عارفة انه بيحبها، بل مهووس بها. 

اتجه لعربيته وركب.
فتح الدرج الصغير ال بيكون في العربية واخرج منه مسد*س... نظر للامام والشر يطق من عينه.

شغل العربية وانطلق بسرعة...وليو والرجالة استغربوا، لكن انطلقوا بسيارتهم معاه.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

____في مصر___وبعد خمس ساعات.

نزل رعد من العربية وهو يقف امام فلته...معاه حياه وهي ماسكة ايد عُديّ.

عُديّ اتزهل من الفيلا وحجمها الواسع قائلا :الله، دا بيتي!!! 

قرب منه رعد وابتسم وشاله قائلا :دا بيتك...ايه رأيك؟!
حضنه عُديّ بابتسامة وسكت....ورعد اتجه للداخل.

حياه كانت بتبص عليهم وعلي تناسقهم كا اب وابنه...نظرت للفيلا بل نظرت للشارع كله...بعدما هربت من هذه البلد عادت مجددا...كل ذكرياتها من يوم ما وعت علي الدنيا لاخر يوم سافرت فيه رجعت....كل حاجة عدت قدامها...
نظرت للفيلا وافتكرت لحظاتها هي ورعد فيها...قلبها وجعها....لكنها اتحركت ودخلت وراهم.

دخلوا وكان في بعض الخد*م واقفين بأحترام.

طلع رعد لفوق ووراه حياه.

طلع لاوضته هو وقال:انت هتنام معايا من هنا ورايح.
ابتسم عُديّ وقال:انا وانت وماما.

بصتله حياه بشده ولقت رعد بيبصلها بجمود.
اتحرجت وقالت:ل لا...انا هنام في الاوضة التانية.
قال عُديّ بضيق:ليه...طب ما دا بابا....مش عمو يونس.

نظرت له حياه بضيق وقالت:كفاية يا عُديّ...انزل يلا عشان تستحمي. 
نزلو رعد بهدوء وجري عُديّ علي حياه ال اخدته ومشيت متجهة لغرفتها...تحت انظار ذلك الرعد. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

امام منزل ما في القاهرة...كان بيت كبير ولكن مش فيلا. 

دخل زيدان وسيارته برا مع السواق. 

رن الجرس...وقف قليلا،واتفتح الباب. 
كانت عايدة اول ما شافته عينها التمعت بالدموع. 
نظر لها بجمود وضيق وسِكت. 
قربت منه عايدة عشان تحضنه، لكنه وضع يده امامها قائلا :اياكي...انا مجتيش عشانك، عايز اعرف انتي عايزة مني ايه وبس. 

تساقطت دمعة من عينها وشاورتله عشان يدخل. 
نظر للداخل ودخل...المكان متبهدل ومتكسر، رغم جماله من الخارج، لكنه متبهدل جدا من الداخل دا غير الحائط ال مش مدهون وكأنه بيت قديم جدا او تحت الانشاء. 

اندهش وقال:ايه ال جابك هنا!!! 
نظرت للارض ودموعها تساقطت بغزارة قائلة :د دا قدر ربنا...بعد ال عملته فيكم عشان الفلوس، ربنا جابني هنا...بقت حالتي كدا. 

نظر لها قائلا :حسيتي بعمايلك دلوقتي...وازاي اصلا وصلتي لهنا. 

اكملت قائلة بصوت مبحوح:ال عملت كدا عشانه رماني...رماني بعد ما دمرت حياتي وعيلتي عشانه. 

بصلها زيدان بحده قائلا :جاية تندمي دلوقتي!!! انتي دمرتينا كلنا، حتي بنتك ال من لحمك ودمك مسلمتش من تحت ايدك. 

سكتت وهي بتعيط بندم. 
اكمل زيدان وهو بيقعد علي الكرسي بتعب:مش مصدق انك بنتي...انا ندمان ولله اني ربيت واحدة زيك. 
نظرت له وسكتت بحزن وضيق. 

قام وقف وقرب منها ناظراً في عينها وقال بحده غامضة:لو زبيدة مأخدتكيش من الشارع...مكنتش شوفتك ولا اعتبرتك بنتي. 
نظرت له بشدة.
واكمل هو بنبرة غاضبة:ربيتك في بيتي...وحطيت في عقل عيالي انك بنتي...وكلتي وشربتي وفي الاخر...تطنعيني في ضهري وتسر*قيني وتقت*لي حفيدي. 

سكتت وبصت في الارض فا هي تعلم الحقيقة، هي وهو والمرأة الذي ربتها. 

اكمل بنبرة حاده:اخص عليكي...دلعتك وخليتك احسن من ولادي، وتتطلعي كدا....دا حتييي بنتك سبتيها زي اليتي*مة تواجه مصيرها، بقالي خمس سنين معرفش عنها حااااجة. 

نظرت له بدموع قائلة :س سامحني يابابا انا.... 
قاطعها قائلا بحده:ششش...انا مش ابوكي، متنسيش...انا معرفكيش. 

سكتت بضيق في قلبها...لكن رفعت نظرها ليه قائلة بصوت مبحوح:عايزة منك طلب...لو شوفت حياه...اطلب منها السماح مكاني، وقتها مش هكون انا موجودة.

استغرب لكنه محبش يتكلم اكتر واتحرك وخرج من الباب، وهي نظراتها عليه بحزن وتعب.

فجاة خرج شخص من الغرفة ال وراها في يده إبرة، اقترب منها و....... 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

في فيلا رعد____في وقت قبل المساء. 

في غرفة حياه. 
كان عُديّ واقف علي السرير بينشف شعره ويرتدي بنطالاً اسود. 
قربت منه حياه وهي في ايدها تيشرت صغير رمادي. 

قال عُديّ ببراءة:ماما...هو احنا هنعيش مع بابا علي طول، صح؟! 

نظرت له وسكتت. 
قال بضيق:هو انتي مقولتليش ليه ان بابا يبقي رعد؟! 
اتنهدت وقالت بتوتر:ه هو انت مش مشتاق لعمو يونس؟! 

سكت قليلا بتفكير وقال:هو واحشني، بس انا عايز اقعد مع بابا دلوقتي. 
قالت بصوت مخنوق:هو انت عايز تعيش هنا؟!...يعني مش عايز ترجع فرنسا؟! 
قال عُديّ بغيظ:لا...مش بحب الولاد هناك، وكل الناس مختلفة عني...انا بتكلم عربي احسن من الفرنساوي. 

سكتت وقربت منه ولبسته التيشرت. 
قال عُديّ :انا كنت بسألك علي بابا كل يوم وانتي مش بتردي...هو سابني بجد؟! 

نظرت له بشده وفضلت ساكتة. 
قال بحزن:هو انا وحش عشان يسيبني!
قالت بسرعة:لا...لا ،اوعي تقول كدا تاني، هو بيحبك...ب بس الظروف ال فرقتنا. 
نظر لها وقال:انا مش عايز ابعد عنه...ولا عنك، ارجوكي خلينا نعيش معاه. 

نظرت للاسفل وهمست بضيق:علش اساس اني هعرف امشي منه. 
نظر لها عُديّ وقال بابتسامة:انا رايح عنده تعالي. 
مسك ايدها،لكن هي بعدتها بهدوء وقالت:محتاجة اغير هدومي الاول. 

ابتسم وقال:ماشي هستناكي. 
ونط من علي السرير وجري للخارج متجه لغرفة والده. 

اتنهدت بقوة واتجهت للدولاب الواسع الحديث ذات اللون الابيض والرمادي. 
فتحت الدولاب، كان في ملابس ليها، كان مجهز كل حاجة قبل ما يرجعوا مصر....كان جايب ليها ملابس واسعة ومقفولة، بس مفيش طرح...وكإنه مبقاش مهتم تلبس ايه متلبسش ايه، بقت علاقتهم جافة جدا. 

اتنهدت بضيق واخدت دريس منهم واتجهت للحمام. 

____________بعد وقت_

خرجت وهي ترتدي دريس طويل فضفاض بأكمام واسعة وشبه شفافة، لونه ازرق ووردي. 

قربت من المراية ونظرت لنفسها وتحديدا علي شعرها حركت رأسها بمعني لا بضيق وسرعة قائلة :محدش ليه دعوة بيا...انا حرة، واعمل ال انا عايزاه. 

اخدت نفس عميق، ولفت وخرجت من الغرفة عشان تدور علي عُديّ. 

قربت من غرفة رعد بتردد وارتباك، لقت الباب مفتوح حاجة بسيطة. 
نظرت للداخل واتصدمت. 

لقت رعد عا*ري الصد*ر وبيلعب ضغط و عُديّ قاعد علي ضهره بيضحك بطفولية. 

نظرت تحديدا لرعد ابتلعت ريقها، لم تره من سنوات هكذا...عضلاته برزت اكتر بنيته بقت اقوي، كان يتصبب بعض قطرات العرق الخفيف مما ذاده اثارة.
قلبها نبض بقوة...مشعرها بدأت تخرج من ذالك القفص مجددا...نظراتها عليه هو وبس. 

لكن فجاة قال عُديّ بفرحة:ماماااا. 
اتصدمت بل اتخضت بشدة، ونزل عُديّ من علي ضهر رعد وجري عليها، ورعد اتعدل وقعد ناظرا لها بأعينه الصقرية الهادئة. 

كانت هتمشي بس عُديّ مسك ايدها وهو بيشدها للداخل قائلا :تعالي شوفي عضلات بابا، دي كبيرة اوي. 

اتوترت بشده،و عُديّ شدها ودخلوا للداخل. 
ورعد قام وقف وامسك المنشفة كي يمسح رقبته وجبينه. 
وعُديّ وقفها قدام رعد بالظبط، ووقف علي السرير في المنتصف بينهم. 
كان رعد ينظر لها في اعينها بجمود....وهي هي التوتر كان مخليها مبرقة وانفاسها بتتقطع من الاحراج وهي تنظر له محاولة عدم النظر لجس*ده المعضل. 

عُديّ بابتسامة ثقة:شوفتي بابا عامل ازاي...انا كدا اتطمنت علي نفسي، هبقي زيه لما اكبر. 
بص رعد ليه وابتسم بخفة وهدوء وقرب منه وشاله قائلا :هتبقي اقوي مني كمان. 
ابتسم عُديّ ونظر لحياه وقال:قربي ياماما.

نظرت له وانفاسها عليت بتوتر وقالت:ي يلا تعالي عشان تاكل. 

واتحركت بسرعة وخرجت من الغرفة وهي بتتنفس بسرعة. 

نظر لها عُديّ بأستغراب وبعدين بص لرعد وقال:يابني استر نفسك. 
ضحك رعد ونظر لابنه وقال:انت بتجيب الكلام دا منين؟! 
ضحك عُديّ وقال:من الانترنت.

ضحك رعد بخفة ونزله واتجه للداخل كي يغير ملابسه وينزل....اما عُديّ اخد نفس براحة وبعدين لف وخرج من الغرفة ونزل للاسفل. 

___________في الاسفل. 

كانت حياه واقفة وبتساعد الخدم وبتاخد منهم الاطباق وتحطها علي السفرة وهي متوترة بسبب تفكيرها. 

نزل عُديّ وطلع علي الكرسي وقعد علي التربيزة وقال:دا انا جعااان جدا. 
بصتله حياه وابتسمت بخفة. 
وعُديّ قال:ماما...هو انتي مش بتكلمي بابا ليه؟! 
سكتت وهي بتحط الطبق...لكن اخدت نفس ونظرت له قائلة :لا ياحبيبي، بنكلم بعض...ب بس مش اوي. 

اومأ لها بتفهم وسكت. 
وهو ينظر للطعام ال كلهم اكل مصري وكان نفسه يذوقه من زمان، حياه كانت بتعمل ليه بعض الوصفات فقط في فرنسا. 

اما حياه كانت بتحط الطبق امام مكان رعد، وفجاة الطبق كان هيقع. 
اتخضت وقربت تمسكه بسرعه لكنه كان هيقع لولا الايد ال مسكته. 
حركت رأسها ونظرت للاعلى لقت رعد...وكان قريب منها جدا. 
كتمت انفاسها بخجل واحراج وبعدت بسرعة. 

اتنهد رعد بهدوء وحط الطبق علي السفرة، وكل الخدم مشيوا ودخلو المطبخ. 
نزل عُديّ وقرب من رعد ال ابتسم وشاله وقعده علي رجله. 
قعدت حياه في الكرسي ال جمبهم. 
ونظرت لرعد بتوتر وقالت:م مش هتعرف تاكل، هاته عنك. 

نظر لها بجمود قائلا :سبيه. 
سكتت ونظرت لطبقها بضيق. 

عُديّ كان ساكت، ورعد بيأكله...وحياه بتاكل بس بتفكير...ياترا كل دا هياخدهم لفين لسة. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

عند يونس ____في فرنسا. 

كان واقف في فيلته زي المجنون، رايح جاي وفي ايده مسد*سه. 

دخل ليو ومعاه احد الرجال. 

ليو:دا سافر فعلا...واظن راح مصر. 
بصله يونس بعيون حمراء وغضب وقرب منه بخطوات ثقيلة لكن مخيفة قائلا :يعني خدها معاه...ومقدرتش اوقفه...خد حُبي معاه...وكله بسببك. 

ليو بلع ريقه وقال:جون، اهدأ...انا لم أكن اعلم بأنها مازالت زوجته. 
يونس بغضب:اخرررس...دي مراتي انااااا، دي ليا انااا...هي مش هتبقي لغيري. 

ليو بتوتر:حسنا...اهدأ قليلا،سنجد حلاً، س سنسافر لمصر وسنذهب للتحدث معها لكي تعود. 
يونس بنظرة مخيفة:تؤتؤتؤ، لن نذهب! بل انا سأذهب.

استغرب ليو، لكنه اتصدم لما لقي يونس رفع عليه المسد*س.

ليو بخوف:جون، هل جننت؟! ا انا صاحبك.
يونس بحده:انت السبب لو مسمعتش كلامك مكانش حصل كل دا.
ليو بتوتر:جون انا لم اكن اعلم بأن هذا سيحدث صدقني...انا اخيك لا تفعل بي هذا.

نظر له يونس بنظرة مرعبة قائلا بنبرة جافة: قولتلك...حَسّن لغتك العربية يا ليو...انا معنديش اغلى منها هي.

كاد ليو علي التحدث لكن صوت رصا*صة دوّى في المكان، استقرت في قلب ليو الذي ينظر ليونس بصدمة ويضع يده علي قلبه الذي ينتشر حواليه الدماء الدافئة....ووقع ارضاً.

وايد يونس لم ترتعش حتي، بل كان ينظر له بحده واعين مفتوحة ويطق الشر والدماء منها.
حتي الحارس اتصدم من فعلته ولم يتكلم.

نظر يونس للحارس قائلا بنبرة غليظة:ارميه في اي حتة...واحجزلي علي اول طيارة لمصر...حالاً.

اومأ له الحارس بخوف وقرب من ليو المقتو*ل علي الارض وبدإ يجره للخارج.
ويونس لف وقعد علي الكرسي بجمود وهو ينظر لجثة ليو بكل برود...وفي ايده المسد*س، وعلي وجهه بعض قطرات الدم.

ابتسم بجنون وسط فعلته واعاد رأسه للخلف يضحك بطريقة مجنونة ومرعبة...لدرجة ان الخدامة كانت واقفة عند المطبخ بتبصله بخوف.
توقف عن الضحك، لكنه لسة مبتسم ونظر للسقف قائلا :اههه...حياه،اسم علي مُسمي، بس...يإما هتبقي حياتي يا إما...مو"تي.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

في مصر____في المساء___في فيلا رعد.
وتحديدا في غرفته.

كان قاعد علي السرير ويرتدي تيشرت اسود يبرز عضلاته وبنطال رمادي واسع.

كان قاعد جمبه عُديّ وحواليه بعض العاب وبيلعبوا سوا.
ضِحك عُديّ وقال:فاكر اليوم ال ضر*بت في الراجل.

ضِحك رعد بخفة وقال:اه.
ضحك عُديّ بقوة وهو بيفتكر اليوم، ورعد ينظر له بابتسامة هاجية لكن جواها مشاعر كتير.

الباب خبط ودخلت حياه بتوتر وهي معاها بيجامة صغيرة، وكانت هي لابسة بيجامة حرير بنص كم وبنطال، ولونهم وردي.

دخلت بتردد وقالت:يلا يا عُديّ غير هدومك.
قام وقف علي حرف السرير امامها وهي قربت منه عشان تغير ليه ملابسه.
تحت نظرات ذالك الرعد لها بهدوء من اعلي لاسفل.
كانت لامحة نظراته بس ساكتة لكن ايدها بتترعش من التوتر.

خلصت، ونظرت لعُديّ بعد ما قفلت ازرار البيجامة وقربت منه وبا*سته من خده بابتسامة هادية.
قال عُديّ بحزن:تعالي نامي معانا...انتي كدا هتنامي لوحدك.
ابتسمت بضيق وقالت:عادي...نام انت وارتاح، وبكرا ابقي نام معانا.

نظر لها بحزن وقال:بس انا عايزك تنامي هنا، مينفعش تنامي لوحدك بيبقي في عفا*ريت.
ضحكت بخفة وقالت:بس انا كبيرة ومش هخاف.
قرب وحضنها قائلا :لا خليكي هنا...نامي معايا انا وبابا.

اتنهدت وقالت:بس بقي يا عُديّ يلا روح نام.
حرك رأسه بمعني لا ونظر لرعد قائلا :ما تقول كلمة يابابا.

نظر له رعد، وبعده نظر لها وقال بجمود:براحتها...عايزة تيجي! تيجي انا مش هاكلها يعني.
بصتله حياه بضيق وقالت:لا شكرا، مش عايزة منك حاجة.

نظر لها وقام وقف وقرب منها قائلا بحده خفيفة :انا مش بعزم عليكي اصلا.
رفعت رأسها وبصتله قائلة بضيق:انا مقولتش حاجة عشان تكلمني كدا.
قرب اكتر وقال:ولله!!!وايه بتاعت مش عايزة منك حاجة دي؟!
بصتله بعصبية خفيفة وقالت:اه قول بقي انك عايز تتخانق وخلاص.
قال بحده:انا ال عايز اتخانق برضوا!!! يعني مش سامعة كلامك المستفز؟!

وقفت قدامه ببرود قائلة :انا هادية اهو...ولا قولت حاجة مستفزة ولا بتاع. 

كل دا وعدي قاعد علي السرير في النص مبتسم بسعادة، وكأنه بيجرب شعرو خناق اهله قدامه، كان متحمس يشوف ال صحابه بيتكلمه عنه. 

قرب رعد منها اكتر ومبقاش منهم مسافة قائلا بحده:متتكلميش معايا كدا.
قالت بغيظ:انا اتكلم زي ما انا عايزة، مش بمزاجك علي فكرة. 

وفجاة بتلقائية شدها بدراعه من خصرها بقوة لعنده،لدرجة بأن يده لمست جس*مها فعلا. 
اتصدمت والكهرباء عادت تاني تجري في جس*دها...ايدها علي صد*ره المعضل، وعينها عمالة تروح وتيجي عليه هو. 

سمعوا صوت ضحكة عُديّ ال استلقي علي السرير من كتر الضحك ومغمض عينه. 
نظروا له...وبعدين رعد بصلها، واستوعب قربهم اتنهد بحده وبِعد عنها بضيق. 
وهي بِعدت كمان وبلعت ريقها ونظرت للاسفل بضيق. 

بصلهم عُديّ وقال:والنبي كملوا الخناقة. 
نظروا له هما الاتنين، ورعد ابتسم بخفة وقرب منه وهو بيدغدغ معدة ذالك الصغير قائلا :قاعد بتتفرج علي مسرحية انت ولا ايه! 
ضحك عُديّ بقوة وطفولة، وبصتلهم حياه وغص*ب عنها ابتسمت بهدوء. 
لكنها لفت واتحركت عشان تخرج من الغرفة لكن وقفت لما رعد قال بنبرة هادية:استني...نامي هنا النهاردة، عشان عُديّ ميزعلش.
ابتسم عُديّ ونظر لرعد وبعدها نظر لحياه.
لفت حياه وقالت:لا...عشان تعرفوا تناموا براحتكم.
عُديّ بحزن:والنبي ياماما، تعالي بقي.

نظرت له قليلا وسكتت وهي واقفة مكانها.
نزل عُديّ من علي السرير وقرب منها ومسك ايدها وشدها ناحية السرير، قعدت علي الحرف....وعُديّ ابتسم واتحرك وقعد في النص... بين حياه ورعد.

اتوترت حياه، ومبقتش عارفة تفكر.
اما رعد استلقي جمب عُديّ وهو حاطط ايده علي صغيره.
لفت حياه واستلقت لكن ضهرها ليهم.
نظر لها رعد قليلا بهدوء، افكاره بتروح وتيجي وعقله وقلبه بيكلمه...هل يسامحها ولا لا...بس لازم هو يطلب السماح الاول، كل واحد لازم يعترف بغلطه ويعتذر... ومن بدأ هو من يبدأ....

_________________في منتصف الليل.

اتقلبت حياه في نومها، وكانتش قادرة تنام...فتحت عينها وقامت قعدت نظرت جمبها لقت عُديّ نايم، بس رعد مش موجود.
استغربت ونظرت ناحية النافذة ولقته واقف فعلا ساند ايده علي السور وينظر للاشيء.

اترددت، بس قررت انها تقوم...حان وقت التحدث.

اتجهت لهناك.

وقفت وراه وقالت وهي تحضن نفسها بخفة :الجو برد.

لف بهدوء ونظر لها قليلا وسِكت.
نظرت هي للاسفل وقربت ووقفت جمب السور وهي تنظر للقمر وقالت بصوت خافت:انا اسفة.

نظر لها واتنهد وقرب منها وقال:انا ال اسف...مكنتيش هتعملي كدا لولا كلامي.
لفت ونظرت له بحزن، وضهرها بقي للسور.

اخد نفس عميق وقال:الغلط مكانش علي حد فينا...كان علي الوقت والظروف...قدرنا ال وصلنا لهنا...ب بس متوقعتش انك تبعدي لدرجة انك تتجوزي....وتاخدي ابني مني. 

رفعت نظرها وبصتله وقالت بحزن:ا انا...غ غصب عني، عارفة اني حرمتك من ابنك...ب بس انا....

قاطعها قائلا بصوت مخنوق:خلاص...خلاص ياحياه.
نظرت له ولقته ينظر للاسفل، ويقبض علي يديه، وقال:مش هيفيد بحاجة لما نعيد الماضي، كفاية ذكرياتنا.

اخذ نفس قوي وقال بصوت خانق:انا بس...بحاول، بحاول اصلح ال اتكسر، بحاول انسي عشان اعدي واعيش مع عُديّ...مش عايز احرمه من حاجة...عايزه يفضل يحبني، مش عايزه يكر*هني...ك كنت خايف ليضايق اني ابوه. 

اترددت وقربت ومسكت ايده ونظرت في عينه بحزن وقالت:متزعلش مني.

نظر لها ،فضل يتأمل ملامحها ال وحشته طوال هذه السنوات...لم يعى علي نفسه إلا ا وهو يضع كف يده علي خدها.
غمضت عينها واستشعرت لمسته لها.
قرب منها اكتر حتي حاصرها عند سور البلكونة، نظر في عينها اشتياق ورغبة حقيقية ظاهرة في عينه...مبقاش قادر يخبي مشاعره عنها...حبه غطي علي نار غضبه منها.

فتحت عينها ونظرت له، لا تنكر بأنها مازالت تُحبه، لا تنكر بأنها مازالت تضعُف امامه، قلبها يتحكم بكل مشاعرها وحواسها بجانبه.
شافت الضعف في عينه، شافت حزن وعِشق يظهرون في ملامحه وعينه.
رفعدت ايدها الاتنين وحطتها علي خده...في نفس اللحظة التي تساقطت دمعة دافئة من عينه...دمعة تُعبر عن اشتياقه لها، تُعبر عن وحدته طوال هذه السنوات، تُعبر عن ضعفه وعدم قدرته علي الابتعاد. 

قرب منها وحضنها بقوة وهو يدفن وجهه في عنقها يستنشق رائحتها الذي اشتاق لها...يلف ذراعيه علي خصرها ويقربها منه اكثر.
وهي تلف يدها حوالين رقبته، ومغمضة عينها وسط تلك الدموع الذي تتجمع في اعينها.
كان بيقربها منه اكتر واكتر كأنها هتطير منه....مشاعره غلبته وسيطرت عليه قلبه كان مرتاح جدا...وكأنها ازالت عنه كل الحقد والغضب والانتقام...لم يعد يريد سواها.
"ومَا ادرَاك بِرجلُ نسىَ العالم بإستنشاقهَا"

stories
stories
تعليقات