رواية حياة ال عاصم الفصل التاسع عشر 19 بقلم سلوي عوض


 رواية حياة ال عاصم الفصل التاسع عشر 

جوزيف: أنا هسافر، بس خليك إنت متابع الأخبار من بعيد، وأي جديد تكلمني على طول.
الرجل: أمرك يا ريس.

سامر (وهو في طريقه إلى القسم، يتحدث مع نفسه): أكيد فيه حاجة غلط، ولما يعرفوا في القسم إني أنا النجم سامر عاصم الأمور هتختلف. بس ما هم عرفوا في المطار واتعاملوا معايا على إني مجرم! طيب أعمل إيه بس؟ مافيش غير كده… أرمي التهمة على جدتي! يعني هي هتعيش؟ جد ما عاشت! لكن أنا لسه شباب وعاوز أعيش حياتي. بس كده، أنا أفهمها إن الحاجة اللي لقوها معانا دي فيتامينات ليها عشان ترجع شبابها، وهي هتقولهم كده، وأطلع أنا منها زي الشعرة من العجين.

سامر (ملتفتًا إلى جدته وهم في عربية الترحيلات): بجولك إيه يا جده؟
كريمه: عاوز إيه تاني؟ مش كفاية ضيعتنا؟
سامر: مافيش ضياع ولا حاجه، اللي في الشنطه دي بودرة فيتامين، مش مخدرات ولا حاجه، لما يحللوها هيعرفوا كده.
كريمه: صح يا سامر؟
سامر: آه، دي غالية جوي، ده أنا كنت شاريها ليكي عشان تقويكي وترجعك شباب من تاني.
كريمه (بفرحة): بجد؟ هرجع شباب؟
سامر: أمال إيه! عشان كده عاوزك تجولي في التحقيق إنها بتاعتك إنتي، عشان برضو يدوهالنا.
كريمه: خلاص، هجولهم كده عشان آخدها وارجع شباب الشباب.

(ليصلوا إلى القسم العسكري)

العسكري: يلا يا متهم، منك ليها يا وليه! مش عيب عليكي؟ وانتي كركوبه كده تتاجري في المخدرات؟
كريمه: بس يا جاهل! دي فيتامينات، هترجعني شباب الشباب من تاني، إيش فهمك إنت؟

(وفي أثناء التحقيق، ينفي سامر أي علاقة له بالبودرة، لتعترف كريمه أن البودرة ملك لها هي وسامر مالوش أي علاقة بيها)

الظابط: حوّل المتهمة للنيابة.
كريمه: الحق يا سامر! هيحولوني للنيابة!
سامر: حاجه عاديه، وأول ما يحللوها هيعرفوا إنها مش مخدرات ويطلعوكي.
كريمه: خلاص تمام… نيابة نيابة.
الظابط: لا، ما هو حضرتك كمان متحول للنيابة، ووكيل النيابة هو اللي هيقرر مصيرك.
اما ف البلد كان عاصم يجلس مع المعلم محسن 
عاصم: الحمد لله كفينا ووفينا ومش ملاحقين على الطلبات.
محسن: ربنا يوفّقكم ويفتحها عليكم كمان وكمان.
عاصم: بعد إذنك يا عمي، هاخد شوج معانا عشان نشتري ملابس ليها هي ومنيره وجمر، وبالمرة أفسّحهم.
محسن: ماشي يا ولدي، خدهم معاك.
عاصم: أنا طالع أجولهم يجهزوا.
محسن: طيب، ابقى شيّعلي شوج عشان عاوزها.
عاصم: خير؟ هي عملت حاجة ولا إيه؟
محسن: لا يا ولدي، الصراحة البنية ست الكل، أدب وأخلاق، حاجة مافيش كده. وإن كان على اللي حصل معاها ده، كان غصب عنها.
عاصم (بحزن): منه لله سامر.

(ليصعد عاصم إلى غرفة شوق ويطرق الباب)

شوق: ادخل.
(ليدخل عليها عاصم)
شوق: خير يا عاصم؟ في حاجة؟
عاصم: لا، بس عمي محسن عاوزك، وبعد كده البسي عشان هنخرج نجيب ملابس ليكم ونفسّحكم انتي والبنات.
شوق: حاضر، هنزل أشوفه.
عاصم: وأنا هخش لمراتي المجنونة عشان تجهز، وانتي ابقي فوتي على جمر وقولي لها تجهز.
شوق: حاضر من عيني.

(وهنا تنزل شوق)

شوق: السلام عليكم.
محسن: وعليكم السلام.
شوق: عاصم جالي إن حضرتك عاوزني.
(ليخرج محسن مبلغًا ماليًا)
محسن: خدي يا شوج، هاتيلك ملابس وحاجات زي البنات.
شوق: كتر خيرك، عاصم هيجيبلي.
محسن: انتي مسؤولة مني، خدي بجا.
شوق: ربنا يخليك ويسترك زي ما سترتني.
محسن: يلا روحي اجهزي وافرحي معاهم.
شوق: عن إذن حضرتك.
محسن: اتفضلي.

(أما عاصم فكان جالسًا مع منيرة)

عاصم: يلا يا مجنونة، اجهزي عشان نشتري ملابس ليكم ونفسّحكم بالمرة.
منيرة: يا خواتي، جوزي عسل جوي.
(لتقبّله منيرة من جبينه)
عاصم: والله مجنونة.
منيرة: مجنونة بيك يا بابا.
عاصم: طيب يلا يا قلب بابا، اجهزي.
منيرة: ثواني، عاصم، بس تجيلي عشان الجو برد.
(لتتحدث منيرة مع الطفل اللي في أحشائها)
منيرة: سامع يا جمر؟ بابا.
عاصم: والله جنان رسمي بتكلمي عيل لسه متكونش حتي.
منيره: ايش فهمك انت، الطفل بببجا حاسس بكل حاجه بتحصل من ميتولد حتي.
عاصم: انا نازل وانتي خلصي وحصليني.
(ليتركها عاصم وينزل ليجد محسن جالسا)
محسن: هيا شوج منزلتش؟
عاصم: نزلت وطلعت.
عاصم: جوللي بجا كت عاوزها ف ايه؟
محسن: ابدا كت عاوز اديها مبلغ عشان تشتري اللي نفسها فيه.
عاصم: ليه كده بس هو انا يعني كت هجصر معاها؟
محسن: بس هيا مرتي ومسؤله مني.
(هنا تنزل قمر ثم تنزل منيره وشوق أيضاً)
عاصم: ياله بجا يا حلوين.
منيره: ياله اما نشوفو هنروحو فين.
عاصم: يعني انتي لو سكتي هيجولو الساكته.
قمر: اهي فوتو جدامي خلونا نخلصو.
منيره: افرد وشك يا عم الحج.
عاصم: عارف انا مش هخلص منكِ.
حياة: (في فيلا عامر) بحالة هياج تام، بتتصل على عز وهو لا يرد عليها.
حياة: مبيردش ليه الزفت ده، هيكون فين بس؟
(تنزل حياة لتبحث عن عز ولكنها لا تجده)
حياة: ادخل اشوفه عند نهله — يوووه، جناحها فوق.
(تجد إحدى الخادمات ترتب الهول)
الخادمة: مشوفتش عز، ده خرج هو ونهله هانم من امبارح ولسه مرجعوش.
حياة: متعرفيش راحو فين؟
(تسمع صوت جرس الباب)
الخادمة: حاضر.
(تفتح الخادمة لتجد محضر ده: ورقة طلاق)
محضر: ورقة طلاق حضرتك، امضيلي هنا.
حياة: انا — توقه حياة وتأخذ ورقة الطلاق.
حياة: كده يا عز تعمل فيا؟ انا كده! (تصرخ من شدة الألم وتدعك أنفها)
(يدخل عامر صريخاً)
عامر: انا انسرقت انا اتدمرت! نهله دمرتني، هي وابنها مضوني على كل املاكي، خلاص مبقاش حيلتنا حاجة — افتقرنا حتى الفيلا خدوها! (يطلق على نفسه النار ويسقط صريعاً)
حياة: بابي بالي رد عليا!
نهله: (تدخل ومعها عز) انتو ايه اللي عملتوه ده؟ انتحر بابكوا!
حياة: انتو سرقتونا ونصبتوا على بابي وخليتوه انتحر!
نهله: اخرسي يا بنت! خدي امك وغورو من هنا!
حياة: (في حالة هياج تام) ارجوك يا عز اديني الكوك، دماغي هتفرتك وجسمي كله بيوجعني.
عز: ده كان زمان عاوزه ادفعي، بس هتدفعي ايه؟ انتي خلاص مبقاش حيلتك حاجة.
نهله: اطلعي هاتيه الدهب! وبعد كده عاوزه تشمي، هتشتغلي عندي خدامة — فاهمة؟ هاتيه وامشي.
وجيده: (تتعامل بخشونة) ايوه.
نهله: وابلغ البوليس عن انتحار الحيوان ده.
(نهله تدفع حياة بقدمها)
نهله: اطلعي هاتيه!
حياة: ربنا ينتقم منكم دمرتونا!
نهله: كلمه تانيه وهرميكي برا! هاتيلي مية وملح عشان الخدامة تغسلي رجلي.
حياة: لاء طبعا مستحيل.
عز: خلاص مافيش بو*دره — واعملي حسابك بكره الشلة كلها معزومة هنا وهتخدمي على الكل. اخر يوم صداع.
نهله: وتعالي اقعدي تحت رجلي وادعكيها بضمير.(تأتي الخادمة وتضع مياة ساخنة لقدم نهله)
لتقترب منها حياة وتدعك لرجلها
نهله: اه ايه ده يا حماره وجعتيني غبيه!
(حياة تبكي)
نهله: لازم أعلمك الأدب. (تضع وجه حياة فالماء الساخن وتضحك ضحكتها الخليعه)
عز: خلاص سيببها.
 (يرمي البودرة على الأرض) تعالي شمي يا شمامه!
(حياة تجري على البو**دره وتضع وجهها في الأرض لتشم)
عز: شمي كمان وكمان يا شمامه!
نهله: خلاص كفايه كده بعد الحفلة نطردهم، عاوزين ننضف الفيلا.
حياة(لا تهتم، تصبح م**دمنة على الشم) شمي البودره.
عز: بصي يا ناني، البت بقت شمامه بامتياز.
نهله: خلاص كفايه، بعد الحفلة نطردهم وننضف الفيلا.


تعليقات