![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل التاسع والعشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
نظر له جاسر بغضب ..... ان كنت تعلم انى لا أستطيع حمايتها او لديك أدنى شك انى سأفعل لما تحدثت بهذا الأمر من البداية انت تعرفني جيدا وتعرف ما انا قادر على فعله وان لم يكن هناك خطبة كما تريد
ليكمل بحدة ......و تعلم أيضا أنى لا احب ابدا أن أبدو كالمغفل ولا اعلم ما يدور حولي وصدقني تلك المرة لن انتظر أن يخبرني أحدهم بالحقيقة. ولن اقبل بشخص يرفضني ولكن على ما يبدو أنها استطاعت أن تضمك إلى صفها لدرجه انك لا تريد إخباري باى شئ فعلى ما ارى الجميع يعلم كل شئ الا انا
نظر له مختار بابتسامة ..... تبدو كالمغفل لتتسع ابتسامته اكثر... هذا هو الأمر اذا ليختم حديثه بالضحك في
نظر له جاسر بصدمة وغيظ. .... ما المضحك فى الأمر عاد مختار وجلس مرة بعد ان نهض وكان على وشك المغادرة
- اتعلم ماذا جاسر ليس الأمر بانك تشعر انك تبدو كالمغفل ولكنك تشعر بالغيرة تشعر بالغيرة عليها من تواجد أي أحد برافقتها وانا اكثر من يعرفك جيدا جاسر لذا انت مكشوف امامى تماما فلا تحاول الإنكار انا معك انك احيانا تبدو غامضا ولا يمكنني أن أعرف بما تفكر ولكن يمكنني أن أعرف جيدا بما تشعر به تجاه رحيل حتى انك تشعر بالغيرة منى أليس كذلك صمت جاسر ولم يجيبه فهو معه حق فيما يقول يشعر بالغيرة والالم من ثقتها بالجميع.. حديثها مع الجميع الا هو لا يمكنها ان تثق به
ليكمل حديثه ...... والان تشعر بالغيرة والغضب ليس لرفضك فقط لانها تعلم ان الامر ليس حقيقى ولكن انها فضلت أي شخص سواك
نظر إليه وهو يلاحظ صمته ... صمتك هذا أكبر دليل على صحة ما اقول وان معي الحق لكن لا اريدك أن تنسى شيئا أيضا كل شخص بالخارج وثق بها وساعدها دون مقابل وسيفعل ذلك إلى النهاية حتى ولو لم يكن له مصلحه في ذلك سيفعل أيضا لذا لا تلومها على ذلك
صحيح انا إلى الآن لا اعلم ما الذى جمعهم ولكن من الواضح انها رات منهم ما جعلها تثق بهم بعد ما حدث وتطمئن لهم لذا أن أردت الحصول على ثقتها حقا اجعلها تطمئن إليك اولا حتى تستطيع الثقة بك
تنهد جاسر بضيق ..... وكيف سأفعل ذلك - لا اعلم ولكن عليك اكتشاف ذلك تعلم انى كنت أستطيع فعل ذلك بدونك فاى منهم سيفعل ذلك دون تردد فهم في النهاية معا منذ البداية ولكن أردت أن تتاح لك الفرصة لتتقرب منها وتحميها وتكتشف ذلك بنفسك
غادر مختار وتركه يفكر في كلامه جيدا هو سيساعدها ويحميها بالطبع حتى وان لم تبادله نفس مشاعره يعلم أن حديث جده صحيح فهو محق فى كل ما قال ظل ذلك اليوم في المكتب حتى اقترب الصباح دون أن يشعر ليصعد إلى غرفته ليرتاح قليلا
بدء يوم جديد
علم الجميع بأمر الخطبة وانها ستكون في نهاية هذا الاسبوع فى البداية كانت الدهشة والصدمة هى المسيطرة عليهم كيف تطورت الامور بين جاسر ورحيل الى تلك الدرجة ولكن في النهاية جاسر من يريد ذلك لذا كانوا مرحبين وسعداء جدا بالطبع كان هناك البعض منهم قلق ولكن في النهاية كانوا سعداء لهم
ترك مختار لإلهام وصفاء الاعتناء بتحضيرات الحفل والتجهيز لكل شىء كما اهتم مازن والبقيه بأمر المراقبة تجنبا لحدوث أي شئ
استيقظ كلا من جاسر ورحيل متأخرين هبط جاسر وجد الجميع يبدو عليهم الانشغال وعلى ما يبدو انهم علموا بالأمر
فالجميع قام بتهنئته وتمنوا له السعادة ليبتسم في داخله بسخريه
- هل انت جاهز. - اجل جدي
هبطت رحيل هى ايضا وقام الجميع بالمباركة لها. تحدث مختار لرحيل ....هيا رحيل اذهبى مع جاسر لاختيار الثوب الذى تريدينه
ذهبت رحيل برفقته دون أن تتحدث كان كلاهما صامتا طوال الطريق لم يتحدث أي منهم وكلما حاول جاسر الحديث تذكر حديثها بالأمس وكم جرحه الأمر كثيرا
وصل كلاهما الى المكان المنشود ودلفا للداخل كانت عينيها تتفحص تلك الفساتين الموجودة الى ان استمعت الى حديث دائر بين شاب وفتاة جعلتها تعود إلى ذكرى سيئة كانت قد تناستها
- سيكون الحفل ضخم وسيحضره العديد من الشخصيات المهمة لذا لا أريد منك ارتداء هذا الحجاب الذى تضعينه
- انت ماذا تقول كيف تريد منى ذلك وما العيب في ارتدائه - لقد اخبرتك سيكون هناك العديد من الاشخاص المهمة وسيحضر أصدقائي أيضا هل تريدين ان نصبح محط سخرية منهم ... استمعى لي جيدا انتى لم تعودي من تلك الطبقة المتوسطة التي كنتي فيها
- نظرت الفتاة بصدمة ..... ما الذى تقوله انت هل جننت لقد عرفتني وانا كذلك كيف يمكنك أن تطلب منى شئ كهذا
- اكمل حديثه بكبر وغرور .... انت ستصبحين زوجتي لذا من الأفضل أن تستمعي لكلامي وتهتمي لمظهري أمام الجميع كما يجب أن تنتبهى لما ترتدينه
- لن افعل ما تقول ولن اتخلى عن حجابي ابدا
أعاد لها ذلك الحديث تلك الذكرى التي تناستها صحيح لم يكن نفس الحديث ولكن المواقف متشابهة ليلفت نظرها احدى الفساتين الخاصة بالمحجبات قد أعجبها كثيرا نظرت لذلك الحجاب الملحق به لتقرر شرائه
ولكن حديث ذلك الشاب قد أزعجها بشدة لذا لم تستطع الصمت أكثر من هذا
تذكرت حينما اجبرها على عدم ارتدائه مرة أخرى. كلما حاولت الرفض كان يعاقبها بطريقته حتى انه قام بإحراقهم جميعا امامهم لكي لا ترتديه مرة أخرى
حتى اصبحت الآن لا ترتديه وكم يحزنها ذلك توجهت إليهم واقتربت من الفتاة لتمسك بيدها كان جاسر يتحدث في الهاتف ولم يعلم بذلك الحديث الدائر
- اياكى أن تتخلى عن حجابك من أجل أي شئ او لأي سبب حتى ولو كان من أجل هذا الشخص وهي تشير لذلك الشاب الذى برفقتها باحتقار
نظر لها الشاب بغضب ..... ومن انتى حتى تتدخلي في أمور لا تعنيكى
لتكمل رحيل حديثها بغضب اكبر..... اتعلم ماذا انت لست رجلا لو كنت رجلا حقا لم طلبت منها هذا الطلب هل تتباهى بتعريه الفتاة التي ستكون زوجتك من أجل تلك المظاهر السخيفة التي تتحدث عنها كيف تسمى نفسك رجلا
حاول الشاب دفعها ولكن جاسر كان قد وصل إليها بعدما لاحظ عدم وجودها واستمع إلى صوتها العالي ذهب لهناك ليلحق بها قبل أن يتمكن ذلك الشخص من دفعها ليقوم جاسر بلكمه بغضب مرة تلو الاخرى... ماذا تفعل هل كنت سترفع يدك عليها
حاول الشاب رد تلك اللكمة ولكن جاسر كان أقوى منه تحدث الشاب بغضب وغرور ... انت لا تعلم مع من تورطت ستدفع الثمن غاليا ثم من هى لتتدخل في أمور لا تعنيها ليقترب جاسر منه مرة أخرى بعد ان حاول البعض التدخل وانهاء الأمر.
- حقا ليلكمه مرة أخرى هذا لتعلم انت مع من تورطت
لم تهتم رحيل بحديثه وتحدثت للفتاة مرة أخرى.... صدقينى مثل هذا الشخص لا يؤتمن فكرى جيدا في حديثى حتى لا تندمين
أخذها جاسر من يدها بقوة وخرج من المكان جاسر بعصبية .... هل يمكنك أن تخبرينى بما حدث وما قاطعته رحيل بعصبيه .... ذلك الرجل عذرا هو ليس كذلك يريد منها أن تنزع حجابها وتغير من ملابسها من أجل أصدقائه وسخريتهم هل تصدق
صمت جاسر قليلا ..... ولكن ليس لنا شأن بالامر ليفعلوا ما يحلو لهم اعلم معكى حق ولكن لا يمكننا التدخل في شئون الآخرين ونحن لا نعرفهم حتى ماذا كان سيحدث لو كنتي بمفردك رحيل ..... وان لم تكن هناك علاقة بيننا او اعرفها ولكنى فتاة مثلها ولها على حق النصيحة ليس من الصواب أن نرى الخطأ ونصمت عليه بحجة أن الأمر لا يعنينا أن صمت الجميع على هذا سيكون الجميع مخطئين
عذرا سيد جاسر ولكن لم أتمكن أن اظل فى دور المشاهد فقط صمت جاسر فهى معها الحق فى حديثها لذا أراد ام ينهى الأمر ويغادر من هنا ..... حسنا هل أعجبك شئ بالداخل
- اجل
- حسنا عاد مرة اخر للداخل وجلبت رحيل الثوب الذى اختارته منذ قليل واعطته للعاملة
- الن تقومي بتجربته
- ليس هناك داعي لذلك اعلم انه سيكون مناسب
- انا حتى لم اراه
- ستراه في الحفل
قامت العاملة بوضعه فى احدى الحقائب وسلمته إليها غادروا المكان بعد ان دفع جاسر ثمنه وهو متعجب من تصرفاتها
مر اليوم وكذلك الايام التي تليه إلى أن اتى نهاية الأسبوع يوم الحفل اليوم المنتظر
وصل الخبر لمنير كان غضبه وجنونه قد وصل لعنان السماء فقد قام بتحطيم المكان بأكمله فهو لم يستطع الوصول إليها طوال تلك الأيام فهي لا تذهب للخارج ولا حتى للشركة لم تخرج سوى ذلك اليوم برفقه جاسر وعند رؤيته لصورها برفقته قام بإحراقها وهو يتوعد لها والاغرب من ذلك انها لا ترد على أي من اتصالاته او رسائله على الرغم من رؤيتها لتلك الرسائل كان ذلك أكثر ما يثير جنونه ولكنها لم تكن على علم بتلك الرسائل فجدها قد أخذ هاتفها وطلب من جاسر ان يحضر لها هاتف اخر برقم جديد
وهو من كان يرى تلك الرسائل التي يرسلها لها وتهديداته المستمرة لها مما زاد من حنقه وغضبه فأصبح يتوعد له بالكثير وها هو اليوم أرسل له الدعوة لحضور الحفل
يريد أن يريه انها اصبحت بخير وأنها لم تعد تخشاه فهي الآن في حماية عائلتها وأنها لن تكون يوما له
في منزل العائلة تم تجهيز كل شئ في حديقة المنزل فالجميع كانوا سعداء للغاية فلا احد منهم يعلم بحقيقه الأمر ولم يخلو الأمر من القلق والخوف للبعض الاخر
رفضت رحيل أن يساعدها احدا فى ان تتجهز قامت بإغلاق الغرفة من الداخل
فهي كانت تشعر بالقلق والتوتر الذى كاد أن ينهيها كانت خائفة من كل شئ تخاف من ردة فعله
ماذا ان تعرض لأحدهم او قام باذيتهم ماذا ستفعل حينها لم يعتد الأمر يقتصر على رحيق فقط فأصبح هناك الكثير للقلق بشانه
كان محقا حين أخبرها ان الآن لديها الكثير للقلق بشانه كان هناك العديد والعديد من الأفكار والسيناريوهات فى رأسها لما يمكن أن يفعل
ظلت تضرب على راسها تود ان توقف تلك الأفكار التى تدور فى رأسها دون توقف تشعر ان رأسها وقلبها سينفجروا الآن تمنت لو حدث ذلك لينتهى كل شئ وترتاح
علم مختار بانها رفضت ان يساعدها احد فذهب إليها وطرق على باب غرفتها إلى أن فتحت له الباب بعد ان علمت انه هو
