رواية شط بحر الهوى الفصل الخامس والثلاثون
كان يجلس و هو ينظر إلى إنعكاس صورته فى مياه النيل ، كل شيء يذكره بها و بطيفها كانت خفيفه فى كل شىء ، روحها ، ظلها ، حتى فى جمالها كان خفيف لم يكن ذلك المبالغ فيه مطلقاً .
بفقدها فقد طعم الحياة الحلو هو بيده من فعل ذلك لا أحد غيره ، من يلوم و اللوم كله عليه فقط .
لكن يوجد خطأ عليها .. نعم ، بل و خطأ كبير أيضا ، فهى من ظهرت من العدم ، هى من جاءت تهز عرش قلبه حتى عقله زلزلته دون مجهود يذكر.
لا مخطئ بل قد فعلت.
دفن وجهه بين راحتيه و هو يتذكر كم من مره كانت تتودد له و تطلب قربه بكل لطف ، كم كانت مراعيه و هادئه متقبله كل غضبه و ثوراته الغير مبرره حتى تقلباته المزاجيه تحملتها.
تحملته حتى و هو فى صراع مع نفسه يحدد ان كان يميل لها أم لا .
بل هى حتى من بادرت بإظهار حبها له ، بل و عرضت الزواج عليه و كان موافق … المصيبه تكمن هنا….
لم يصدها يوماً و لم يمنعها أن كان لديه ألف سبب و سبب كما ذكر .
لم يكن تفكيره وحده بل نفس كل تلك الأفكار كانت تتوارد إلى خاطر نغم فى نفس التوقيت .
تتذكر كل ما حدث معها كأنه شريط عرض سينمائي و هى تجلس على مقعدها فى الطائره التى ستغادر بها هذه البلاد نهائيا بلا رجعه .
تأمل ذلك و ستحرص على ان يكن ذلك … و كان كل ما سبق يدور بخلدها هى الأخرى .
فتحت نافذه الطائره لجوارها بينما تشعر بإهتزازها و إقلاعها عن الأرض تستعد لكى تحلق بعيداً عن تلك الاراضى التى لم تجلب لها سوى مشاعر الحزن و الحسره .
أبصرت أمامها معالم القاهره فشعرت بأن كل معلم منهم و كأنها يودعها معتذرا عما فعله ابنهم بها .
اغلقت النافذة بحده و كأن الإعتذار غير مقبول و أستراحت برأسها للخلف تتكئ به على ظهر مقعدها السياحى تغمض عيناها تتذكر كيف أتت إلى تلك البلاد و بأى حاله غادرتها .
فقد أتت شعله من النشاط و الشغف بداخلها طاقه كبيره و حب أيضاً .
كانت متتوقه لرؤية شقيقتها مشتاقه ، شددت من إطباق جفناها تمنع نفسها من البكاء فهى الآن أكثر إشتياقا و حبا.
تتفق مع غنوة فيما قالت فياليتها لم تأتى و لم تراها و تتعلق كل منهما بالآخرى ، فقبل ذلك كانت غنوة لها مجرد سيره تثير فى نفسها مشاعر حلوه كون لديها شقيقه قد تكون رائعه و حنونه ، تتذكر لليالى كم جلست تتمنى ذلك .
لكن ها هى قد أتت و جلست معها استشعرت فيها حنان أمها الذى لم تراه منها ، غنوة ما هى إلا صوت و صوره لأمها لكن الشخصية مختلفه.
أنه المزيج الرائع ، فزواج العم صالح الرجل الطيب الحنون من إمها الهيفاء المثيرة كام نتاجه غنوة من الخارج هى” ڤيولا ” أمهما و من الداخل هى العم صالح بطيبته و أخلاقه .
رغماً عنها شبح ابتسامه تكونت على زوايا شفتيها و هى تقر أنه ليس الأمر كذلك تماماً ، ليس بتلك المثاليه و أن غنوة هى شقيقتها و تحبها جدا و هى بالفعل طيبه و حنونه جدا لكن هذا لا ينفى أبدا انها تمتلك لمحه من بعض خصال ڤيولا السيئه كالخبث و الدهاء و انها بارعه جدا فى التمثيل ، تفعل بمهاره شديدة .
فهى نفسها صدقت صدقا تاما أنها تعشق ذلك الأقرع ، ليتضح فى النهاية أن كل ذلك ما هو إلا خطه كبيره كانت معتمده على الذكاء و التخطيط و سياسة النفس الطويل الذى هو بالضرورة صفه متوارثه لها من صالح ، لكن عبثا فأخيرا غلبت صفة ضيق الخلق و قلة الصبر التى تملكها ڤيولا و قررت إختصار المسافات فقد سئمت و جلبته لبيتها كى تقتله.
فتحت عيناها بحنين ، فالطائره لم تكد تجتاز الغلاف الجوي لمصر و ها هى قد اشتقاقت شقيقتها بجنون.
و أيضا إشتاقت لذلك الحسن معدوم الحس و الضمير تبا له بكل لغات العالم ، عليه لعنة الله لما فعله بقلبها ، لن تسامحه ما حيت .
________ سوما العربي __________
كان يقترب منها رويداً رويداً بداخله جنون و إشتياق لا يوصف ، و لا تسعه حتى الكلمات .. هو عاجز عن وصفه ، لكن عيناه فعلت بجداره .
يفكك أزارار قميصه زر زر ، مع كل زاد يزداد الرعب داخلها تصرخ فيه لكنه لم يكن يبالى صراخها او اعتراضها ، القى قميصه أرضاً بإهمال و اقترب منها أكثر يخلع عنه ساعة يده الثمينة ذات الفصوص الماسيه .
إلى هنا و لم تتحمل ، لقد خلع ساعته .
صرخت فيه بقوه أكبر : أنت بتقلع الساعه لييه .
كان قد أصبح إمامها تماما ، بل ملتصق بها و هو عارى الصدر و ساعة اليد.
إبتسامة عابثه ناتجه عن الشعور بلإنتصار بعد صبر طويل تكونت على جوانب فمه و لم يجيب بعد بل فرد ذراعيه و ضم بخفه كتفيها كدفعه جعلتها تدخل فى أحضانه العاريه مرغمه ليقول : أصلها غاليه أوى ، أخاف عليها من المدعكه إلى هتحصل.
نعم .. كان حدسها صحيح.. كانت محقه .
حاولت ان تبتعد عنه و قالت بقوه واهيه : أبعد عنى يا جدع انت ، أنت فاكرها لحمه عند جزارين و لا ايه .. لو خلاص مش قادر روح شوفلك واحده من الى بالساعه .
هارون : تبقى مادرستنيش كويس يا غنوتى .. و أنا الى قولت إنك معاكى ماجستير و دكتوراه في هارون الصواف .. أنا ماليش فى الرخيص يا حبى .. و لا السهل.
صمت و هو يغمز لها بعبث ثم إكمل سريعاً : أنا أحب الصعب الى زيك كده ، و بعدين بقا حد يسيب مراته و يروح يرمرم من برا ده انا حتى أبقى عبيط .
جاوبت عليه بقوه تهوى رويداً رويداً كلما طال قربه منها و جلده يقابل جلد بشرتها و تشعر به : أنا هعتبر نفسى ما سمعتش كلامك ده و دلوقتي حالا أبعد عنى .. و إلا..
قاطعها و هو يقترب منها يميل عليها يقبل وجنتها قبلاات صغيره متقطعه يردد بصوت أجش : و إلا ايه .. هممم.. يعنى الحق عليا .. هو انا فى منى.. أنا قولت أساعدك.
شعر بقوتها تنهار بالفعل و كما توقع ، جسدها يخونها و يستجيب بخبث لقبلاته .
أبتسم بحب شديد و هو يستمع لصوتها الذى حاولت أن يخرج صارماً لكنه كان لين إلى حد كبير يظهر فيه تصنع الحده و هى تسأله : تساعدنى ازاى بالى بتعمله ده .
غض على شفته السفلى و قال بابتسامة عابثه : إنتى مش كنتى عايزه قلب ابوكى.. يالا.. اتفضلى.. مدى ايدك خديه .
اتسعت عيناها بصدمه منه و من حديثه لتزداد ابتسامته يقول : مدى ايدك ماتتكسفيش .. أنا زى جوزك بردو يعنى نعتبر قرايب .
غنوة : و كمان بتسخر و تستخف بألامى .
هز رأسه يمينا ويسارا و هو يضحك ثم اقترب الخطوه التى قد ابتعدتها هى و قال بأنفاس ملتهبه : غنوة ، أنا بحبك ، و عايزك و انتى كمان يا غنوة ، إنسى الى فات و ليكى عليا يا ستى انى هحاول أنسى .
غنوة : تحاول.. الله على كرم أخلاقك.
هارون : شوفتى.. و لعلمك دى أحلى حاجة فيا .
حاولت إبعاده حتى و لو إنشات و قالت : قولت لك ابعد عني.
لكنه كان مستمر فيما يفعل يمد يده إلى حجابها ينزعه عنها برفق و تمهل شديد كأنها لم و لن تعترض .
انتهى من فك حجابها يفكك خصلاته الكثيفه حول وجهها المستدير ينظر لها متأملا بوله : قمر .. حبيبتى قمر و لو إن لسانها طويل شويه.
لم تيأس رغم خيانة جسدها لها و ظلت تحاول المقاومه تردد بصوت لين مهزوز : إبعد عنى يا هارون .
لكن هارون لم يبتعد و إنما زاد قربه بعدما استمع لنبرة صوتها التى تنافى ما رددته .
حديثها يأمر بشئ و جسدها الذى يشعر به منصاع له ينفذ شئ أخر .
ضمها له بذراعيه لتلتحم بجسده العارى فتشعر بقشعريره لذيذه انتقل مداها إليه يشعر بها مستلذه تحاول الإعتراض
تنهد بحراره و بعدها ردد بصوت رخيم : انتى بتحبينى و أنا متأكد ، أنا عمرى ما ضحكت على نفسى ، بعرف الى قدامى من نظرة عينه بس .
كلماتها أثارت غيظها و ابتعدت عنه بحده تقول : انت هتعيش ، ده انا لفاك فى جيبى من أول يوم قابلتك فيه ، فاكر يوم الاسانسير ، و لا فاكر الى قبله .
إبتسم بإتساع و ثقه يردد : لا طبعا مش ناسى ، انتى إلى شكلك ناسيه يومها أنا قولت إيه .
تذكرت على الفور و اشتعلت عيناها تردد : فاكره لما عرضت عليا اكون عشيقتك.
هارون : براڤو عليكى ذاكرتك قويه .
غنوة : يا بجاحتك .
هارون : هو أولا لما تحبى تضايقينى او تشتمينى ما تقوليش يا بجح او بجاحتك لأن ده وسام على صدري أساساً ، أنا هارون البجح و ليا الشرف.
غنوة : أنعم و أكرم .
هارون : ثانياً يا مراتى يا حلوه دى مش بجاحه منى أنا بس بضربلك مثال حى لأنك و أنتى واقفه معايا ساعتها كنت شايف فى عينك إنك مش بتحبينى ولا حاجة و انتى ساعتها ماكنتيش بتحبينى .. تنكري ؟
غنوة : لأ
هارون : براڤو .. فينا بجاحه من بعض
غنوه : لم نفسك و أحفظ أدبك .
زم شفتيه و هز كتفيه مستنكرا يردد: أنا مش عارف ليه شايفه البجاحه وحشه .. دى حاجة لذيذه أوى.
صكت أسنانها بغيظ فقال : ما علينا .. أنا مبسوط انك ما أنكرتيش … ساعتها انتى كان فى ف دماغك خطه ، بصراحه و بجاحه ببجاحه يعنى أنا كنت فاكره طمعانه فيا ، بس طلعتى طمعانه فى قلبى .
قال الاخيره بنبره لعوب ماكره و هو يغمز لها بعينه اليسرى .
و استطرد فى الحديث : هدف سامى و هدف نبيل كمان .
إحتضنها له يقول : بس بعدها انتى حبتينى يا غنوة و أنا عارف حتى أنا نفسى بدأت أغير نويايا ليكى و مابقتش الحكايه مجرد لعبه لأ ، انا بقيت فعلاً بحبك و عايز اتجوزك .. لما نظرت عيونك ليا اتغيرت غصب عنك و أنتى مش واخده بالك أنا كمان الى جوايا اتغير و اتبدل .. و هو ده الى حصل فعلا لو مهما حاولتى تقاوحى و تنكرى .
أبعدت نفسها عنه و قالت بكل ما تملك من قوه : بس انا مش بحبك يا هارون يا صواف.
مد يده يداعب خصلات شعرها ثم قربهم من انفه و استنشق عبيرهم و ردد بوله : لأ.. و الله بتحبينى يا حرم هارون الصواف .
صرخت فيه : فوق بقااا… أنا مش مراتك
فردد كى يسايرها : ماشى يا حبيبتى مش مراتى و لا حاجة كده حلو.
حديثه البارد أثار عصبيتها فصرخت فيه : انت بتاخدنى على أد عقلى .. شايف انى عيله صغيره و لا عبيطه ؟
قبلها قبله خفيفة و سريعه يردد : أحلى عيله صغيره و عبيطه شوفتها ف حياتى .
اهتز فكها العلوى من زيادة استفزازه لها و قالت : أممم.. طب أحب أصدمك و أقولك انى مش مراتك و لا حاجة يا باشا.
هارون : بجد .. أمال المأذون و كتب الكتاب إلى أنا جيت عشانه بيتك ، يا بنت اللذينا عرفتى تجرجرينى صح.
أخذت نفس عميق تبتسم بإنتشاء و شعور رائع يتسللها كلما شعرت انها غلبته فى أى أمر مهما كان تافه و قالت بحبور : كتب كتاب إيه الى بتتكلم عنه ، يا حبيبي هو عيي تانى ؟
رفع حاجبه بتوجس و قلق ، نيرتها اللعوب الواثقه أثارت حفيظته و سأل : كتب كتابنا ، أنا مش جيت لك و جبنا المأذون .
غنوة : يا خساره يا هارون ، كنت زينة الشباب.
هارون : انا مابحبش الهزار بتاعك ده .
غنوة : و أنا ههزر معاك بتاع إيه ؟ تكونش جوزى مثلا و أنا ماعرفش ؟!
زادت عصبيته و أوشك صبره على النفاذ يصرخ فيها : بطلى أسلوبك ده و قوليلى قصدك ايه ؟ مافيهوش هزار الموضوع ده .
غنوة : و أنا قولت لك أنى مش بهزر .. إحنا ماتجوزناش أصلاً .
هارون : نعمم ؟ ده انا أروح فيكى فى داهيه.
غنوة : تؤ تؤ تؤ .. مش عايزاك تستعجل على الداهيه و لا تشغل بالك بيها أنا هوديك بنفسى بعد ما اخد قلب أبويا .
لكنه لم يبالى كثيرا ، تركيزه منصب على شئ واحد : ردى عليا .. قصدك ايه .. مش عايز اتجنن عليكى … يعنى ايه مش مراتى و ما اتجوزناش ؟!
غنوة : زى ما سمعت .. ما إتجوزناش .. أنت مضيت على حاجه ؟ شوفت المأذون حتى ؟
عاد بذاكرته للخلف يحاول أن يتذكر و هى ساعدته حين قالت : أنا خدرتك قبل ما يحصل أى حاجة بالشربات بتاع أشجان… فاكر؟
اتسعت عيناها بصدمه و غضب يتذكر أن ما تقوله قد حدث و هو بالفعل آخر ما يتذكره عن ذلك اليوم و لا يذكر أنه قد وقع أى عقود او شئ من هذا القبيل .
نظر لها بغل و غيظ .. شعور انه مغفل يوصله الى قمة الجنون.
أبغض شعور لديه و قد أوصلته له غنوة لاكثر من مره و ليست واحده .
فأقترب منها بخطوات ثابتة يردد بأعين مشتعله : بقى انا تضحكى عليا و تستغفلينى كل ده .. و كمان فى الآخر يطلع مافيش كتب كتاب .
كان كلما تقدم منها خطوه تعود هى بذعر للخلف خطوات ترى الشر منبثق من عيناه و قد نجح فى إثارة رعبها بينما يردد: براحتك.. كتب الكتاب ده كان عشانك .. لكن أنا بكتب كتاب او من غيره معتبرك مراتى فمش فارق معايا كتير يعنى .
ردت عليه بينما تحاول الهرب منه : قصدك ايه ؟
أجابها و هو مستمر في الاقتراب منها محدد الهدف : يعنى أنا عايزك من اول يوم شوفتك فيه و انتى دلوقتي فى بيتى ، تحديداً في اوضتى و ثانيه واحده و هتبقى على سريرى.
اتسعت عيناها بصدمه و رعب فأبتسم بظفر و قال : عايزك تنسى الدنيا بقا و تغمضى عينك و لا ماتتعبيش نفسك و تحاولى تنسى أنا هنسيكى يا روح هارون.
حاولت الفرار من بين يداه سريعا لتذهب ناحيه الباب تقبض على مقبض الباب تحاول فتحه لتكتشف انه مغلق بالمفتاح .
التفت برعب لتجده قد حاصرها بين جسده و الباب و ذراعيه حولها يلفها بهما يردد : هتروحى منى فين بس يا روحى… أنا مش ناوى اعتقك من إيدى النهاردة ، و ما صدقت اليوم ده جه .
غنوة : لو قربت منى هصوت و ألم عليك الناس .
هارون : ناس مين الى هتلميهم بس يا حبيبتي مافيش هنا غير كاظم و أراهنك أنه بيحاول يتصنت علينا دلوقتي .
غنوة : يا عيلة قذره.
رد عليها هارون و هو يداعب خصلات شعرها : أوى.. إحنا فى عيلة فى القذراه و البجاحه إيه ما قولكيش .
حاولت ان تتوسل له مردده : لو سمحت عشان خاطرى … إلى انت عايزه ده حرام
هارون : مين قال كده .. أنتى مراتى
غنوه : يا دى النهار الابيض .. هو انا مش قولت لك الى فيها لحقت تنسى.
هارون : تؤ.. أنتى الى نسيتى إننا اتجوزنا عرفى و أنتى مضيتى على العقود بكامل إرادتم و هو الجواز إيه غير إيجاب و قبول.
غنوة : و إشهار.
هارون : ما أنا جيت لك.. جيت لك يا بنت الناس عشان نعمل الإشهار و انتى الى ماعجبكيش و عارضتى .. يعنى العطله من عندك شوفتى بقا هارون حبيبك طيب أد ايه و نيته صافيه و خير .
صرخت فيه بجنون : ما تقولش حبيبى .
أبتسم و التصق فيها أكثر يردد : لأ حبيبك.. أنتى بتحبينى.. و أوى كمان .. غنوة انتى مش شايفه نفسك عامله ازاى قدامى دلوقتي .. و مش شايفه جسمك الى بيقرب منى لوحده .. طبيعه .. ربنا بيخلق كل زوجين فى الدنيا دول بيدوروا على بعض.
ضمها له بهدوء شديد و هى استكانت بين أحضانه مستسلمه رغماً عنها فكل ما يقوله صحيح و هى فقط تقاوم مقاومه واهيه و مكشوف حتى أنها واهيه.
زاد من ضمها له مبتسماً و هو يشعر بها تعشقه لكن تقاوم يردد بجوار أذنها : شششش … أنسى كل الى فات و كفايه تفكير و سيبى نفسك ليا.
أغمضت عيناها إثر همسه الذى اثار فيها قشعريرة قويه و قد خارت قواها و خانها كل شيء فيها حتى عقلها و ذكريات والدها و العهد الذى اتخذته.
تتتخدر بين ذراعيه و هى تشعر به يفكك أزارار قميصها و يده تتسلل بخبث إلى بشرتها الغضه من الداخل يردد فى أذنها عبارات تذيب الحديد.
هو كذلك كان مخدر كليا و مغيب عن الواقع .
و بينما هو مازال مستمر في فك قميصها جعد ما بين حاجبيه و هو يستمع لصوت جلبه قادمه من بعيد من الخارج .
. أصوات متداخله تقترب شيئا فشيئا يستمع أحدهم يردد إسمه .
أقترب الصوت أكثر و بصوره أقوى جعلت غنوة تستفيق على فداحة ما فعلت و أنها كادت تستسلم له .
أبعدته عنها بعزم قوتها و هرولت ناحية شرفة غرفته لترى ماذا هناك و هو الأخر يتبعها .
لتتسع عينا كل منهما بصدمه كبيره ، أخر شئ توقعه ، بالفعل آخر شئ .
فهو حرفياً على شفا الجنون و هو يبصر امام بيته تلك السيده التى تدعى أشجان و هى تتقدم جيش من رجال و نساء الحى واقفه فوق إحدى عربات النقل الصغيره بيدها مكبر صوت تردد فيه هتافات و عبارات كثيره و يردد كل رجال الحى من خلفها.
ظلت أشجان تردد سبابها و الجمع من خلفها يردد.
خرج إليهم حارس البيت يقول : انتو مين و عايزين إيه.
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت كى يسمع الكل : عايزين الى مشغلك.. عايزين بنتنا ..مش هنمشى من غيرها … مش كده يا رجاله .
رد عليها الجميع : كده
تولت أشجان المهمه و رددت : أنت يالى ما تتسمى يالى أسمك هارون.. أطلع لنا هنا.. بت يا غنوة… أنا جيت لك اهو.. عملك حاجه يا بت ؟
بينما هارون يقف يحاول فقط أن يستوعب ، لم يحاول إبداء أى رد فعل بل هو حالياً فى مرحلة محاولة الإستيعاب … أن ما يراه يحدث بالفعل على الحقيقه و ليس بفيلم عربى .
صرخت غنوة عالياً كى تجذب أنظارها و هى تلوح بذراعيها: أشجااااان.. أشجاااان .. انا هنا يا أشجان .
تعالت دقات على باب الغرفه فذهب سريعاً و فتح وجد كاظم هو من كان يدق ، يقف و هو لا يستطيع تمالك نفسه من الفرحه يردد و هو يتراقص : غزال مصر القديمة جه برجليه … عندنا تحت .. عاااا.
نظر له هارون بإستياء و ردد : عاااا ؟! دى بتصيح لابن أخوك ؟ هو ده الى مخليك مش عارف تقف على بعضك و مسيب مفاصلك ؟ ده بدل ما تروح تشوف الفضيحه الى هى بتحاول تعملها و توقفها.
رقص كاظم فرحا يصفق بيديه مهللا و هو يردد : ما أنا جايلك عشان كده .. قشطه يا ولا .. مربااا.. مربا يا واد يا هارون.
صك أسنانه ورد عليه بينما كور قبضتيه : أبعد من سكتى يا عمى أحسن بلاش ترجعنى هارون القديم معاك.
رد عليه كاظم سريعا لكن و هو يتحرك امامه بهروله : ابعد ايه .. ده انا قتيل الليله دى.. و هسبقك كمان .
تحرك سريعاً و من بعده هارون تلحقهم غنوة التى جلبت حجابها و ذهبت سريعا فبالتأكيد ستسطيع الفرار من هنا
خرج ثلاثتهم ليهلل أهالى الحاره حينما ابصروا غنوة أمامهم و رددت أشجان فى مكبر الصوت : الواد ده عملك حاجه يا بت .. قولى ما تخافيش .
هارون : هو انا مش قدامك اهو ما تكلمينى عادى هسمعك على فكره إيه لازمته الكلام فى البتاع إلى فى ايدك ده حد قالك عليا اطرشيت .
ردت عليه أشجان فى مكبر الصوت من جديد عند عمد مادام يضايقه و قالت : لأ لسه بس ما تقلقش .. هطترش و تخرس كمان و تنشل عن قريب و على يدى بإذن واحد أحد.
هارون ساخرا : على يدك ؟ طموحه اوى
أشجان : و قسما بالله ما حد هينول الشرف ده غيرى.
عض كاظم شفته السفلى و ردد : أموت أنا .
اشجان : سكت الراجل الكهنه ابو ركب دايبه الى جنبك ده .
كاظم : لاااا.. انا ركبى مش دايبه.. ده انا جامد اوى.
هارون : استنى انت يا عمى دلوقتي
كاظم : لأ مش هستنى .. لازم اوريها إن ركبى مش دايبه و انى مش كهنه .
أشجان : بقولكوا إيه.. كل ده مش قصتى.. إحنا عايزين بنتنا عشان نروح.
غنوة : خلاص يالا … أنا جايه معاكوا.
خطتت بقدميها كى تتحرك لكنه جذبها من ذراعها بقوه و قال : تعالى هنا انتى رايحه فين .
غنوة بقوه : ايه هروح .
هارون : قلبك قوى اوى .. فاكره إن التجمع الحلو ده فى صالحك ؟
جعدت ما بين حاجبيها تنظر له بترقب بينما هو زم شفتيه بإستياء مصتنع و قال : للأسف يا زوجتى الجميله التجمع ده ضدك .
غنوة : نعم ؟
هارون : أمممم .. ف بكل أدب و هدوء كده تدخلى بيتك مش عايزين شوشره .
غنوة: بيتى إيه أنا بيتى هناك.
رفع هارون حاجبه الأيسر و قال بتهديد واضح : بيتك هنا .. بيت جوزك يا روحى إلى هو انا .. انتى بنت بلد و عارفه تفكير ولاد البلد مش هيبقى حلو ابدا لما أطلع الورق العرفى الى معايا … هتبقى فضيحه يا روحى .. طب انتى يرضيكى ؟! يرضيكى سمعة عم صالح تتمرمغ فى التراب .
كان يقولها بتبجح شديد يتصنع حرصه الشديد عليها.
و غنوة تقف متسعة العين مصدومه بالفعل غير قادرة على اتخاذ أى رد فعل من الصدمه فما قاله هو ما لم تحتسب له حساب أثناء وضع خطتها الذكيه تلك..