رواية خلق من الصدف حياة الفصل الثالث بقلم نورا سمير السري
_وفي حد عنده اخت زيي كده ويزعل، لا انا زعلانه زعلانه زعلانه يعني.
الابتسامه ظهرت علي وشه وحضني وهو بيقول بتنهيده ارتياح:
_الصخره اللي كانت علي قلبي أنتِ ساعدتيني في شيلها، كلامك ريحني وشال من عليّ هموم كتيرة، من زمان وانا نفسي اسمع الكلام ده بس انا كُنت بحاول ابقى ثابت طول الوقت مينفعش اقع ولا اميل خصوصاً أن بابا مسافر! دائماً بحاول ابقي كويس بس لما ضاقت دنيتي جيت لعندك بس طبعاً انا لجئت لربنا قبلك وحكيتلهُ بس كنت محتاج كلامك فعلاً، وبعدين يابت اي الحكم اللي بقيتي تقوليها دي ده انا اكبر منك وأنتِ اللي ثبتيني
طلعت من حُضنه وانا بقول:
_ونعم بالله،
ياعم احنا نقدر دأنتَ الحاكم هِنا ومفيش ولا قبلك ولا بعدك
سمعت صوت حد ورايّ وهو بيقول:
_يعني اي مفيش لا قبله ولا بعده امال انا ابقي اي؟!
اي ده بجد! ده صوت بابا، بابا رجع من السفر!
خالد قام واترمي في حُضنه
وانا عيطت، دموعي نزلت بسرعه بدون انزار مني
بابا بقاله ثلاث سنين مسافر عشان شركته اللي برا ومكنتش بشوفه غير في صورة او وانا بكلمه فيديو كول
وحشني اوي ابتسامته وضحكته وهزاره معانا، وحشني دفاعه الدايم عني ووقوفهُ جمبي، وهو كمان! هو كمان وحشني!
قرب مني وهو بيقول بإبتسامه وعيونهُ بتلمع:
_ وحشتيني يابشمهندسة
اترميت في حُضنه وقولت بدموع ونبره مُرتعشه:
_غيبت عننا كتير اوي ووحشتني كتير اوي يابابا، مكنش ينفع تسيبنا كده
ربت علي ضهري وقال بتنهيده:
_اسف يابنتي، انا عارف اني بعدت عنكم كتير، بس والله كان غرضي انكم تعيشوا في مستوي احسن طول الوقت حتي لو ده هيكلف بُعدي عنكم! بس عرفت ان مش كل حاجه الفلوس، وجودكم جمبي اهم انا مش ضامن عُمري وجيت عشان اعوضكم اللي فات حقكم علي عيني والله
ضميتهُ اكتر وانا بترعش، وقولت من بين دموعي:
_ربنا يطول في عمرك يابابا، وانا عمري ماهخليك تسافر تاني، انا مكنتش مستحمله بعدك عني الفترة اللي فاتت، لان غيابك طال اوي، اوي يابابا!
طلعت من حُضنه وهو باس جبيني وخرجنا نقعد برا
فقال خالد بحُزن مُصتنع:
_ايوا ياختي ابوكِ جالك ومعتيش هتحتاجي حاجه مني وأنتَ بقي طلاما معاك لين هتنسى ابنك يعني انا كده طرف ثالث! وانا كرامتي متسمعش بكده
قالت ماما:
_ امال تسمح بإي ياعين امك؟
قال بإبتسامة:
_ طرف رابع طرف خامس كده يعني
اصل لسه أنتِ بردو
ضحكت وقولت:
_طب بعد اذنكم بقي هسيب القعدة الجميلة دي وانزل عشان المحاضرات
نزلت واتقابلت انا و"ريماس"و"نيرة"، دخلت المُحاضرة ومبصتش علي الدكتور فسمعت صوتهُ بيقول:
_ممكن اعرف حضراتكم اتأخرتوا لي؟
اي ده ثانيه
ده صوت يوسف!
لفيت بصدمه وزهول، مقدرتش اتكلم فعلاً، اي الصدفه دي ولا هيّ أصلاً مكنتش صدفه
اتكلمت ريماس وقالت:
_معلش يادكتور آخر مره
هز راسه وهو نظره تجاهي! تجاهلتهُ وقعدت في المدرج، كُنت شارده فعلاً، ازاي هو دكتور في الكُـليه؟ وازاي وهو قاعد عندنا طلب مُساعدتي في شركة الاستثمار؟
انا مبقتش فاهمه حاجه! هو انا كان بيتحور عليّ ولا اي
شيلت الافكار من بالي لان انا مبشغلش بالي فعلاً بحد
مش عيزاه يمسك عليّ زله اني مش مركزة
ركزت في المحاضره وكنت بدون اللي بيقوله
وفي لحظه كان ماشي جمبي وانا مش اخده بالي فقال بهمس:
_ تصميم المباني.. اي تصميم المداني ده!
رفعت راسي وضيقت حاجبي بإستغراب فشاور علي الورقه
كُنت كاتبه المداني بدل المباني لان افكاري كانت في تصميم المدن فأجت معايّ كده
قولت ببردو:
_ والله مباني مداني زفت أنتَ قولت اللي قولتهُ وانا بكتب
قال بغضب:
_ ومش ده بقي اللي قولتهُ يابشمهندسة
رديت بإبتسامه بارده وقولت بمنتهي السهولة:
_ معلش اعتبر نفسك قولتهُ
نغذتني نيرة عشان اسكت بس انا لما ببقي عايزه اتكلم محدش بيوقفني حتي لو مين
مشي من قدامي وانا حاسه بدخان طالع من ودانه من كتر الغضب اه والله زي مابقولكم كده
يعني سايب المدرج كُـله وجاي يركز انا كاتبه اي؟،بس يلا اتلقي نصيبه وزياده
قال في نهايه المُحاضرة:
_طبعاً حابب اوضح حاجه لان في ناس دخلت متأخّر ومش فاهمه انا مين او اي اللي خلاني اديلكم مش الدكتور مُعتز
نقل نظره ناحيتي انا وصحابي لان ببساطه احنا اللي داخلين متأخر!
ايوا صحيح ليه هو مش دكتور مُعتز!
قطع حبل افكاري صوتهُ وهو بيقول:
_ انا يوسف زين الدين، لسه جاي من برا مصر امبارح، الدكتور مُعتز طلب مني ابقي مكانه لان الفتره دي هيكون مسافر بوالدته لانها تعبانه دعواتكم ليها، اسبوعين فقط وهيجي تاني انا دارس مجال الهندسه بس مشتغلتش فيه اطلاقاً نظراً لاني مش عايز ادرس بل كنت عايز ادرس! ومتقلقوش هكون طول الفتره كويس مع الكُل
بص ناحيتي وقال:
_الا اللي هيعتبرني هين!
طب اجري منين ولا امشي ازاي ولا اروح فين، انا كنت فكراه بيشتغلي وزودتها معاه، زودتها اي دانا نيلتها
احلف بإي اني فكرته بيشتغلني والظاهر فعلاً كان عايز مُساعده بجانب ان هو دارس
بلعت ريقي ونيرة وريماس بصولي، اللي هو اشربي بقي عشان تبقي تتسرعي كويس!
الكُل خرج وبما اني كُنت في اخر بيدج كُنت خارجه الاخر معاهم لحد ماسمعت صوتهُ بينده بإسمي بعد مالفيت ضهري
طب والله اعيط!
مسكت في ايد ريماس فقال ببردو:
_لوحدك!
الصحاب دول ساعات بيبقوا خاينين اوي ياجماعه والله
العيال سابوني وجريوا!
اتقدمت خطوة مِـنه وانا ببلع ريقي بتوتر فقال:
_قربي كمان!
قربت خطوه فقال تاني:
_قربي يالين!
قولت بعصبيه وانا ببلع ريقي:
_مش هقرب اكتر من كده!
ابتسم وبعد وشهُ
شيفاك بردو
حمحم وقال:
_ أنا مكنتش جاي استظرف او اضحك عليكِ، الموضوع ببساطه ان لما نزلت القاهره امبارح وبعد ماكلمتك تحديداً رن عليّ واحد صاحبي وقالي اجي مكانهُ وقولتلهُ الاجراءات وبتاع قالي ملكش دعوه انت مظبط الدنيا، اديني بس موافقتك! طبعاً مقدرتش ارفضلهُ طلب لانهُ صديقي وبيمر بظرف مقدرش اسيبهُ فيه، وبعدين انا مليش اي علاقه بالهندسه المعماريه انا درست فيها اه لاكن مشتغلتش فيها أبداً
ضيقت حاجبي بإستغراب وقولت:
_ملكش علاقه بالهندسه المعمارية ازاي امال أنتَ جاي تعمل اي؟ تعلمنا الطبخ؟
ضحك علي كلامي وبعدين قال:
_ مانا يابنتي بقولك دارس هندسه معماريه بردو بس مش بشتغل فيها
قولت بتساؤل:
_امال شغال في اي
قال بتوضيح:
_انا شغال في هندسة الطيران والفضاء
قولت بزهول:
_ ياراجل!
كلمه طلعت عفويه والله، اعمل ايه الوقتي، اطلع اجري ولا اي
حمحمت بحرج وقولت:
_ معلش استغربت بس لان اول مره اتقابل مع شخص في هندسه الطيران والفضاء علي ارض الواقع
قال بصراحه واضحه:
_ ما طبيعي يابنتي متقابليش حد، دا أنتِ محبوسة يااما في اوضتك يااما (للفن حياة تبدأ من هـُنا )(معرض اللوح) او في الكليه هتشوفي بشر ازاي أصلاً
لي يابني كده، حطمتني من الداخل يارجل، انا عارفه اني انطوائيه بس بردو متقولهاش في وشي كده
ابتسمت وقولت بسخرية:
_ وأنتَ عرفت عني كُل ده في يوم؟! وأنتَ ازاي عرفت اني بروح هناك أصلاً
قال بتلعثم:
_ ا.. اصل..انا كنت معدي وراكِ بإمارة ماروحتي هناك وبعدين مشيت روحت اقابل اخوكِ شوفتك في وقت مختلف عن ما كُـنتِ رايحه وساعه ما الحاجه وقعت احم لتاني مره شوفت اسم المعرض!
هعمل نفسي مصدقه وامشي لان انا لو مصدقتش هقوله وأنتِ اي عرفك بردو اني روحت تاني؟ مايمكن روحت مشوار غيره واتأخرت!
بس يلا هسيبه بمزاجي
استئذنت مِـنه وطبعاً الباب كان مفتوح فخرجت
فوني رن بإسم بابا وانا علي باب المُـدج فتحت عليه وابتسمت ولسه هتكلم بس قاطعني كلامه:
_ "خالد" عمل حادثة ي"لين"!
شهقت بصدمه وقولت:
_ اي يابابا اللي بتقولهُ ده خالد حصله اي؟
_ لسه معرفش محدش طمنا، احنا في مستشفي*******تعالي بسرعه
دموعي نزلت بسرعه،وحسيت برعشه في جسمي! خالد اخويّ مستحيل يسيبني انا عارفه!
سمعت صوت يوسف وهو بيقول بخوف:
_مالو خالد يالين في اي؟
دموعي بتنزل ومش قادره ارد، ايدي بترتعش
مسك ايدي وقعدني علي الكرسي فسحبت ايدي بسرعه
_ مالو خالد يالين متقلقنيش عليه
قولت بدموعه ورعشه:
_ خالد عمل حادثة!
برق بصدمه وقال بخوف:
_ طب حصلهُ اي اتكلمي!
قولت بنفي ودموع:
_ معرفش! معرفش
_ طب عارفه في مستشفي اي
هزيت راسي فقال:
_ طب قومي
ملحقتش ارد فقال:
_يلاا
ركبت معاه في العربية وانا بعيط،فكره فقد اخويا بتوجعني مابالك لو حصلهُ حاجه، كميه وجع في قلبي مش قادره اوصفها! ياتري ماما عامله ازاي دلوقتي
يوسف كان بيحاول يهديني طول الطريق مع انهُ بردو خايف وقلقان وده شوفتهُ في ملامحه، كل شويه يديني مناديل ويهون عليّ بكلمات زي انهُ هيبقي كويس ومقلقش،كُنت حاسه انهُ بيقول الكلامه ده يصبرني ويصبره لانهُ محتاج يسمعهُ
جريت علي بابا وانا بقول بدموع وشهقات:
_ خالد حصلهُ اي يابابا قولي اخويا جرالهُ اي!
كنت بصرخ ومُنهاره، فضمني وربت علي ضهري وقال:
_ متخفيش ياحبيبتي هيكون بخير أنتِ بس ادعيله
طلعت من حُضنه فقال:
_ كان راكن عربيتهُ وبيعدي الطريق، فكان فيه عربيه جايه سريعه وخبطتته بس صحاب العربيه جابوه المستشفى!
زعقت وقولت:
_ مين دول؟؟ وهما فين انا مش هرحمهم ولو اخويا حصلهُ حاجه هيبقي اخر يوم في حياتهم
اتنهد وقال:
_معرفش يابنتي هما فين بس هما لسه في المستشفى، اوعي تكوني قولتي لمامتك حاجه!
هزيت راسي بنقي وقولت:
_لا، هي متعرفش؟
_ايوا
اتكلم يوسف وقال:
_إن شاء الله هيبقي بخير ياعمي
بابا ضيقه حاجبه بإستغراب وقال:
_ ي.. يوسف؟
هز راسه فبابا حضنه وهو بيقول:
_ وحشتني يابني حمدلله علي سلامتك!
ابتسم وقال:
_الله يسلمك ياعمي وانت والله وحشتني واديني نزلت اهو
اي ده؟ كلهم عرفوا يوسف الا انا
اي ده بجد
بعد شويه الدكتور خرج وقال:
_ كان عنده كسر في دراعه وكف ايده وخبطه بسيطه في دماغه الحمدلله مش عميقه!
ياراجل! بسيطه ومش عميقه، انصحك تمشي من قدامي لهزقك
قبل ماادخل اشوفه لقيت بنت جايا علينا وهي بتقول بخوف:
_ انتوا اهل خالد
ضيقت حاجبي وقولت:
_ايوا حضرتك مين؟
بلعت ريقها وقالت بتعلثم:
_ ان.. انا اللي.. خبطته بالعربية!
برقت بصدمه وقربت منها فقال يوسف:
_عشان كده توقعت بردو ان اللي بتسوق ست اكيد مش راجل هيدشمل راجل زيه
انتوا عايزين مننا اي؟ عايزينا ننقرض ليه انا مش فاهم
قولت بعصبيه:
_أنتِ مبتشوفيش عشان تخبطيه؟ مبتعرفيش تتنيلي علي عينك تسوقي بتركبيها لي؟؟
قال بخوف:
_والله كُنت متعلمه وبجرب امشي لوحدي بيها بس..
قولت بغضب:
_ بس اي؟ جربتي تدوسي واحد!
قال بابا:
_ خلاص يالين كفايه عليها كده حرام يابنتي
قولت بسخريه:
_وهو مش حرام تمشي تدوس في خلق الله كده
قالت بأسف:
_انا عارفه اني غلطانه انا اسفه بجد
حسيت اني زودتها وهزقتها بما فيه الكفايه، الحمدلله هو بخير ومجرلوش حاجه وهي اعتذرت
اتنهدت وقولت:
_حصل خير
قالت بتوتر:
_طب ممكن ادخل اطمن عليه معاكم؟
بابا هز راسه فقولتلها:
_ايوا
دخلنا نطمن عليه، راسه ملفوفه بشاش وايده ودراعه لسه هيتجبسوا بس مش انهارده عشان الورم
مبسوطه اوي انهُ بخير ومعايّ، متشلفط اه بس بخير ومع الوقت هيكون احسن
انا بس خايفه من رده فعل امي اللي هتودينا كلنا ورا القمر مش الشمس
قربت مِـنه وحضنته وقولت بإبتسامة:
_ ياعم سلامتك ولا بتعرف يعني غلاوتك!
ضحك وباس راسي وقال:
_ الله يسلمك ياحبيبه قلبي
قال يوسف بإبتسامة:
_الف سلامه عليك ياحبيبي كده قلقتنا عليك داحنا كنا هننتحر ياراجل
قال بابا بإبتسامة:
_الحمدلله ان أنتَ كويس، أنتَ مشوفتنيش وانا جايلي تلفون بيقولوا لي فيه انك عملت حادثه سبحان من صبرني لغايه دلوقتي!
قال بإبتسامة:
_الحمدلله يابابا انها اجت علي قد كده، اوعوا تكونوا قولتوا لماما!
هزيت راسي بنفي وقولت:
_ طول عمري بداري عليك
ابتسم وحضني تاني فقالت البنت اللي خبطته:
_ حمدالله علي سلامتك وانا اسفه بجد علي اللي حصل
ابتسم وقال:
_حصل خير قدر الله وماشاء فعل!
هزيت راسها وقالت بتوتر:
_ واسفه مره تاني بجد وعن اذنك هسيبك مع مراتك وعيلتك!
ضيقت حاجبي بإستغراب وقولت انا وخالد في نفس واحد:
_ مراتك!
