رواية أقدار متباعده الفصل الثالث بقلم هنا محمود
كُنت شاردة طول طريق العودة و أنا بفتكرة " يُقصد اية انه فاكرني؟"...
وقتها قاطعنا والداة نوح لما اتدخلت ...
زفرت انفاسي بضيق استوطن أفكاري قاطع شرودي "نوح" ..:
_سرحانة في ايه؟..
نفيت ليه ..:
_ولا حاجة تعبانة بَس...
همهم ليا وقال ببسمة ..:
_ليه بس كده احنا لسه هنشوف فيلم سوا ...
ضميت جسمي ليا و انا بحاول اتلاشي اي خلاف بنا وقولت بتردد..:
_ينفع انام النهاردة حاسة اني تعبانة ...
فجأني لما مسك كفي و مسح عليه بخفة وقال بإبتسامة..:
_ماشي يا حبيبتي أستريحي ..
بصتيلة بصدمة بالدلهالي ببسمة حاولت اردهاله لكن كان صعب عليا اني ابتسم في وش مصدر عذابي!...
قلعت جزمتي و رميت جسمي علي السرير من غير ما أغير دخل ورايا وقال..:
_بكرا هنروح الشركة عشان نشوف اخرتها مع ابوكي ايه؟...
__________
طقم رسمي بالون الأسود ساتر لجميع أجزاء جسمي فردت شعري زي ما بحب مع ميكب رقيق مناسب ليا ...
فتحت باب الاوضة كان قُصادي لأول مره ينام في البيت من فترة طويلة بعد خلاف بينا أدي اني أذي نفسي بالس..كينة و اتحول لجرح غائر...
نبست بتسأل..:
_انتَ نمت هِنا؟...
اومئ ليا وقال..:
_اه بيتي وحشني ...
قرب مني و هو بيعدل خصلاتي وقال ببسمة ..:
_دايمًا جميلة يا حبيبتي...
ارتفع طرف شفتي بخفة كإبتسامة خفيفة ليه سحبني من كفي و فتحلي باب العربية كُنت مستغربة من أسلوبة لكني مهتمتش...
و صلنا بعد وقت الشركة ، قعدت قُصاد بابا من غير ما أرفع عيوني ليه شاردة كالعادة ....
_زمانة علي وصول...
اتكلم بابا و هو بيمسك ملف و بيحطة قُصادي تابع بعدها ..
_انا معنديش وقت و انتِ عارفة مبحبش حد غريب يمسك حاجة في الشركة عايزك تمسكي قسم التصاميم لحد ما أخلص الصفقات ...
مسكت الملف كُنت هستلم منصبي برسمية مش كلام بينا !...سحب "نوح" مني الملف ببعض الضيق و قرا محتواها ..:
_انا مش موافق زي ما انتَ عارف مبحبش مراتي تشتغل و تضيع وقتها بعيد عَني ...
و هِنا حسيت بأنه طوق النجاة ليا ممكن اقدر اطلع من المتاهة الي روحي محبوسة فيها يمكن اقدر امسك طرف خيط اتحرر بيه ؟...
فقال بابا بهدوء..:
_انا عارف بس ده كان شرطي في شراكتنا محدش غريب يمسك منصب في الشركة
مديت ايدي و مسكت كف "نوح" و قولت بترجي و بسمة ليه يمكن يلين..:
_بس انا زهقت من كنتر القعدة في البيت و القعدة لوحدي خليني امسك الشغل لو سمحت و كده كده هروح بدري يعني هترجع تلاقيني متقلقش...
عيوني كانت مُترجية راقب عيوني لثواني و قال بهدوء..:
_ماشي بس متتأخريش...
متوقعتش انه يوافق و هِنا ضحكت دون إصطناع حسيت ان في أمل !...
انفتح الباب و دخل "آدم" منه و كالعادة حسيت برجفة في جسمي لما تلاقت عيونا قعد علي الكُرسي بثبات و عيونة متعلقة علي "نوح" بقسوة!...
رحب بابا بية وقال ..:
_اهلا يا آدم ...
حرك راسة ليه بخفة و نبس..:
_هنتكلم في الشُغل ؟...
تحمحم بابا بخفة وقال..:
_زي ابوك الله يرحمة ...
تابع ببسمة خفيفة ..:
_الشراكة بينا في المشروع ده هتبقا مكسب لينا احنا الأتنين هتكون هَنا مسؤالة التصاميم التواصل هيكون معاها ...
عيونا اتلاقت للحظة حبست فيها انفاسي دون إدراك !...حسيت بكف "نوح" و هو بيشد علي ايدي بغضب....
بعد "آدم"نظراتة عني و قال ..؛
_يبقا نبدأ الشُغل....
_____________
بنطلون اسود قماش عليه قميص بني و بلطو أسود ختمته بجزمة و شنطة بنفس اللون حياتي بقت بهته و غامقة زي الالوان دي
لاول مره من فترة احسن ان ليا هَدف و وميض امل ممكن امسكة ....
فردت شعري و حاولت ابتسم يمكن الدُنيا تضحكلي
قعدت علي مكتبي و بدأت اشتغل بشغف بسببه توقفت عن الحاجة الوحيدة الي كُنت بستحمل عشانها شغفي في التصاميم ....
قاطعني صوت طرق علي الباب و بعدها دخول "آدم" ايدي وقفت عن الحركة لكني بعدت عيوني عنه فقال..:
_عاملة اية ؟...بدأتي؟...
همهمت ليه بخفة و انا بمد ليه اول تصميم ليا ..
_ده اول حاجة بالنسبة لشكل المباني...
قعد علي الكُرسي الي قُصادي و تمعن في التصميم و قال بعدها..:
_رقيق و هادي و بسيط يشبهلك ...
رفعت عيوني المرتجفة ليه بتعجب من حديثة فتابع ..:
_البنت الصغيرة الي كانت بتراقبني و انا بذاكر كبرت و أتغيرت ...
عيونا اتلاقت فرطب شفايفة ..:
_بس متوقعتش انك تتجوزي نوح و بعد وقت قصير كده من موت حَسن ...
تابع حديثة ببرود..:
_دي كده تُعتبر خيانة؟...