رواية شمس الحرام الفصل الثالث 3 بقلم آيه طه

 


رواية شمس الحرام الفصل الثالث بقلم آيه طه 



كريم قال لخضرة: وديها أوضتها… وجهزي لها خلجات نظيفة.


خضرة سألت بخوف: وإنت؟ مش هتطلع ترتاح؟! 


رد وهو بيخلع الجلابية السودا: أنا مش خارج النهارده… ولا هسيب البيت مكشوف.ومن غير حمايه اكديه... 


سلمى وقفت في مكانها، لا قادرة تطلع ولا قادرة تقعد ولا حتى تاخد نفسها.


بصتله وقالت بهمس: أنا مش طالبة حماية… أنا بس مش رايده اشيلك همي.


بصلها بنظرة سريعة وقال بهدوء قاطع: إنتي ماعدتيش لوحدك… فاهمة؟ وانتى مش هم انا اللى رايد احمى واوقف ظلم عمي ديه... 


سكتت، مش عارفة ترد ولا تصدق.


في بيت العمدة مراته "نعمة" كانت قاعدة في الصاله، 


دخل عليها واحد من رجالة العمدة وقال: الحكاية باظت… وكريم باشا خطف البت قصاد الخلق ودفن الراجل في مدافن عيلته.


هي شهقت بدهشة : واه واه بتقول مدافن إيه؟! مش كان جوزها ولا فيران الغيطان؟ كيف يدفن فى مدافن اسياده اكديه... 


الراجل كمل: ماهو طلع ماعندوش ولا حد غيرها… زيها بالظبط. والناس بدأت تتكلم إن العمدة ضربه لأنه رفض يسيب مرته ويطلقها علشان العمدة رايدها.. 


الجملة دي كانت خنجر في كرامتها،


قامت واقفة وقالت بصوت متوتر: أنا مش هماني البت… أنا هماني الناس تقول إن جوزي اتفضح قدام الكفر؟!


رد الراجل: هو باشا كريم هونها وقال الكلام ديه للكل قبل ما ياخد الجثه. 


عين نعمة ولعت: يعني كمان فضحنا رسمي؟


العمدة يرجع البيت أول ما دخل، مراته وقفت له في وشه: هي البنت دي هتفضل تاخد مننا احترامنا وسمعتنا؟ ولا الباشا اللي ساكن جوه دارنا هيتسلى علينا؟


العمدة رمى التليفون على الترابيزة وقال: أنا اللي هسلمه للتراب قبل مايطلع عليه نهار تاني!


ردت بغل: طالما هو عايش اكديه… هيفضل يخلي الناس تبلعك! ويقويهم عليك... 


العمدة قال وهو يولع السيجارة: يبقى نشيله من قدام الناس… ومن على الأرض كلها.


هي بصت له بترقب: "عني ناوي على قتله صوح؟


رد من غير ما يرمش: هو ولا غيره… البت دي مش هتبات بره حكمي.


بالرجوع لبيت كريم سلمى أخدت شاور، ووقفت قدام المراية، شايفه نفسها من غير طرحة ولا دموع لأول مرة من مبارح.


دخلت خضرة عليها بهدوء: غيري خلجاتك وانزلي تاكلي لقمة.


سلمى قالت من غير ما تتلفت: أنا مليش وش أكل في بيت حد… ولا هطول اهنيه.


خضرة قالت : اللي زيك ماينفعش تعيش من غير ضهر… والباشا مش واخدك علشان شفقة.


سلمى ردت بنبرة مبحوحة: أنا حتى مش خابره هو ليه عمل اكديه.


خضرة قالت وهي بتقف وراها: يمكن علشان هو الوحيد اللي ما بيخافش من اللي ظلمك.


كريم كان قاعد على مكتب قديم، قدامه ورق وتليفونه، ورجالته واقفين برا.


دخل عليه واحد من رجالة البلد وقال: يا باشا… العمدة بيلم رجالته، ومراته ولعت نار في صدره، وبيقول مش هيسيبهالك.


كريم رفع عينه وقال ببساطة: ولا أنا هسبهالو.


الراجل سأله بخوف: والبت دي؟ هنسيبها فوق اكديه؟


كريم رد وهو بيكتب حاجة: من اهنيه ورايح… أي حد يلمس شعره منها كأنه لمس دمي.


الهدوء في البيت كان مريب. خضرة صحيت بدري وجهزت شاي وفطار خفيف، لكن سلمى كانت قاعدة على طرف السرير،

كانت بتبص للحيطة اللي ملهاش صوت وتحاول تستوعب حجم الخراب.


خضرة خبطت الباب: افتحي يا بنتي.. الجو ساقعة انزلى كولى وادفي.


سلمى ردت من جوه وهي متماسكة بالعافية: مش رايده وكل كتر خيرك.


خضرة قالت: كريم باشا تحت من الفجر… ما نامش. ورايدك... 


🔹 كريم في الصالة


كان واقف قدام الشباك، لابس قميص وبنطلون بسيط، وسيجاره مطفي بين صوابعه. أول ما سلمى نزلت، ما بصش ناحيتها، لكن صوته خرج واضح:

لو محتاجة ترجعي المقابر نزور جوزك نروح… بس مش لوحدك.


سلمى اتفاجئت من عرضه، وقالت بارتباك: أنا… أنا مش رايدة حد يشوفني هناك.


رد من غير ما يلتفت: اللي شافك مكسورة هيشوفك واقفة.


هي بصت له بقلق وقهر وسكوت طويل… لحد ما خضرة قطعت اللحظة: فطاركم هيبرد.


في نفس الوقت – عند العمدة كان قاعد في المكتب جوه البيت، ومعاه اتنين من رجالته، ونعمة مراته واقفة وراه 


قال لهم بصوت ثابت: بالليل هنبعت واحدة ست تدخل بيت كريم… تشوف البت دي فين وتنام فين وبتعمل إيه.


واحد من رجالته قال: طب ولو مسكوها؟


العمدة نفث دخان وقال: اللي دخلت بيته من غير جواز ياما تطلع له ست، يا إما تطلع له فضيحة.


نعمة قالت بخبث: أو نجيبها من عنده غصب… والناس تقول إنه خطفها مش حماها.


العمدة هز راسه وقال: أي باب يوسع الحرب… افتحوه.


رجوع لبيت كريم بعد الفطار، سلمى وقفت في الصالة تايهة، مش عارفة تعمل إيه… هي لا ضيفة، ولا أمان، ولا فاهمة كريم عايز منها إيه.


قالت له فجأة: أنا مش هقعد اهنيه كتير… وخايفة عليك بسببي.


هو بص لها لأول مرة من الصبح: وجودك اهنيه مش جميل ولا دين… وجودك حق.


قالت بتوتر: بس أنا مكسرة… ومش قادرة حتى أبص في عيون الناس.


قرب خطوتين وقال بنبرة هادية: لما حد يتظلم… العيب مش عليه، العيب على اللي ظلمه.


كتمت دموعها وقالت: أنا خسرت كل حاجة… جوزي وبيتي وكرامتي وراحتي و…


قطع كلامها: لسه ماخسرتيش نفسك.


قبل الضهر بشوية، خضرة دخلت عليهم تنبه: البواب بيقول إن في ستات من بلد العمدة بيسألوا عليكي قدام الباب من بدري.


سلمى اتجمدت مكانها، ووشها شحب: ستات مين ؟! ورايدين منى ايه؟ 


خضرة بصت لكريم وقالت: شكلهم مبعوتين لنشر الخبر.


كريم رد فورا: اقفلي الباب الحديد… وماترديش على حد واصل.... 


سلمى قلبها وقع: هما هيعملوا إيه؟


رد بنبرة حاسمة: هيحاولوا يوسخوا صورتك… قبل ما يوسخوا دمك.

الفصل الرابع من هنا

تعليقات