رواية جريمة في الأعماق الفصل الرابع 4 بقلم شادي اسماعيل

 

 

 

رواية جريمة في الأعماق الفصل الرابع بقلم شادي اسماعيل

انهار في العياط وقال بدموع…
- انا صحيح كنت بغير منه.. لكن عمري ما كنت اقدر اذيه.. هيثم أول حد لقيته جنبي لما وعيت على الدنيا.. يمكن ابويا فرقنا عن بعض.. لما فرق في المعاملة بيني وبينه.. بس لا.. مش ممكن أذيه أبدًا.
كان صادق في كل كلمة قالها.. وانا كنت متعمد استفز مشاعره.. عشان اعرف الحقيقة.. قومت من مكاني وقعدت على الكرسي اللي قدامه.. ناولته منديل وبعدها قولتله...
- انا عارف إني ضغطت عليك شوية.. بس انت طبعًا مقدر.. وفاة اخوك مش طبيعية.. انه يختفي شهرين وفجأة تظهر جثته.. الموضوع ماينفعش يعدي كدة.. ولازم نعرف ايه اللي حصل؟.. ومين اللي عمل فيه كدة؟.
مسح دموعه وقال بصوت مبحوح...
- انا عارف يا فندم.. انا كمان عايز اعرف مين اللي عمل في كدة.
- يبقى تساعدني عشان نوصل للحقيقة.
- وانا اقدر اساعد حضرتك ازاي؟.
- تقولي كل حاجة عن اخوك.. كان يعرف مين؟.. ومين اللي في بينه وبين اخوك عداوات؟.. واخر فترة قبل اختفاءه كانت عاملة ازاي؟.. كل حاجة ممكن تساعدنا في الوصول للقاتل.
- حاضر يا فندم.. هيثم طول عمره واخد الدنيا بصدره.. أي حاجة تطلع في دماغه يعملها.. مش مهم نتيجتها ايه.. وهيخسر ولا هيكسب.. المهم إنه يعمل اللي نفسه فيه.. والحقيقة رغم إني كنت بغلطه في ده.. لكن ساعات كنت ببقى عايز اقلده.. اجرب اضرب الدنيا صرمة زيه.. لكن ماكنتش شجاع قده.. ورغم انه ماكنش بيخاف من حد.. لكن برضه ماكنش في أطيب منه.. مشكلته انه مابيعرفش يظهر مشاعره قدام حد.. لكن لو احتاجته في أي حاجة.. هتلاقيه واقف في ضهرك.. وعمره ما يتخلى عنك.. المشكلة بقى إن في ناس كانت بتستغل النقطة دي.. ويدخلوه في مشاكل وحوارات.
- مشاكل زي ايه؟.
- اي حاجة بقى.. يروح يخرج واحد من السجن.. أو يروح يتخانق مع واحد اضرب.. وساعات كان يمضي على نفسه وصولات أمانة مكان ناس.. ماكنش بيحسب أي خطوة بيعملها.. لحد ما في الفترة الأخيرة.. الدنيا عكت فوق دماغه.
- ازاي يعني؟.
- في يوم واحنا قاعدين في المحل.. واحد صاحب هيثم اتصل به وقاله إنه واقع في مشكلة.. طبعًا هيثم كالعادة راح جري عشان يلحق صاحبه.. لكن لما وصل هناك لقى صاحبه قاعد في الشقة لوحده.. ومافيش أي حاجة.. فسأله باستغراب...
- في ايه يابني.. جايبني على ملى وشي ليه؟!.
- ادخل بس وانا هحكيلك.
دخل هيثم الشقة وقعد على الكنبة وبعدين ساله تاني...
- ماتنطق في ايه؟.
- بصراحة كدة انا معكوك في حوار وحش أوي.
- حوار ايه ده؟.
- المعلم بيومي حالف يقتلني لو ما رجعتلوش الفلوس اللي انا واخدهم منه.
- فلوس ايه؟.. وبعدين انت مالقتش غير الراجل ده؟!.. ده بيطلع الجنيه بجنيه.
- اعمل ايه بقى؟!.. اهو اللي حصل.
- طب انت عليك كام؟.
- 100 الف جنيه.
- يخرب بيتك.. ووديت المبلغ ده كله فين؟.
- حطيته في بضاعة وخسرت.
- انت مافيش فايدة فيك.. راهنت تاني.
- بقولك بضاعة يا هيثم.
- يعني انا مش عارفك.. هتضحك عليا انا!.
- ماشي يا سيدي.. خسرتهم في الرهان.. هتقعد تقطمني لحد ما المعلم بيومي يجي ويقتلني.. بقولك شوفلي حل.
- وانا احلهالك ازاي دي؟!.
- ماعرفش يا هيثم.. اتصرف يا أخي.. يعني انت بتحل مشاكل كل الناس.. ومش هتعرف تحل مشكلة صاحبك!.
بصله هيثم باستغراب وقاله...
- اوعى تكون جايبني هنا وفي نيتك اني هسلفك المبلغ ده.
- هاه!.. لا.. لا طبعًا.. انا هقوم اعمل كوبايتين شاي.. واجي نشوف هنلاقي حل للمصيبة دي ازاي.
- ماشي يا بُرّم.
قام عمل الشاي وبعد ما رجع بداوا يتكلموا تاني في المشكلة.. لكن هيثم أول ما شرب الشاي حس إن دماغه تقلت والدنيا بتلف به.. وفي خمس دقايق مابقاش داري بحاجة.. الكارثة إنه لما فاق لقى نفسه عريان في السرير.. وجنبه واحدة.. ماكنش يعرفها ولا عمره شافها.. وقبل ما يحاول يستوعب اللي حصل. سمع جرس الباب.. اتخض وحاول يدور على حاجة يستر بها نفسه.. بس مالقاش غير بنطلون.. لبسه.. والجرس عمال يرن جامد.. خرج فتح الباب.. وساعتها لقى راجل واقف قدامه.. ومعاه اتنين كمان.. الراجل أول ما شافه.. بصله باحتقار.. وزقه ودخل على جوة.. طبعًا لقى البنت في الأوضة بمنظرها ده.. فاتجنن.. ومابقاش عارف بيضرب في هيثم ازاي.. بعد كدة البنت فاقت.. وساعتها هيثم اكتشف الكارثة.. الراجل يبقى أبو البت.. والاتنين دول اخواتها.. والبنت قالت انها تعرف هيثم من زمان.. وانه واعدها بالجواز.. الراجل أجبر هيثم يتجوز البنت.. وفعلًا نزل جاب مأذون واتنين شهود.. وخلاه يكتب عليها.. ومن ساعتها والبنت دي عايشة في الشقة.. وهيثم كان بيروح يطمن عليها من وقت للتاني.. لحد ما اختفى.
****** 
بعد ما خلص يعقوب كلامه.. كنت مستغرب اللي بيقوله.. فسألته...
- وهيثم اتجوزها وسكت عادي كدة؟.
- للأسف اه.. هيثم بعد ما فاق من الخضة دي.. عرق الشهامة نقح عليه.. وحس بالمسؤولية ناحية البنت.
- انت عرفت الحكاية دي ازاي؟.
- هو اللي حكهالي.
- امتى وازاي؟.
- قبل ما يختفي بكام يوم.. لقيته جاي وبيحكيلي الموضوع ده.. وعرفت منه إن الحكاية دي حصلت من زمان.. وإن البنت خلفت.. بس وهو بيتكلم معايا كنت حاسس إنه مش مظبوط.. وإنه بيحكيلي الموضوع ده لغرض تاني.. غير اني اعرف.. زي ما يكون ماكنش مطمن وحاسس بخطر.
- طب والبنت دي فين دلوقتي؟.
- ماعرفش.. هيثم ماقاليش أي حاجة عنها.
- اومال كان بيحكيلك ليه؟!.. طب صاحبه اللي اتصل به.. تعرفه؟.
- اه.. يبقى عاطف صاحبه.
- اكتبلي عنوانه ورقم تليفونه لو معاك.
- حاضر يا فندم.
بعد ما خدت من يعقوب بيانات عاطف.. طلبت منه يروح.. وانا لو واحتاجته هكلمه.. بعدها قولت لـ عماد يروح يجيب عاطف.. البنت دي ممكن تكون ورا اللي حصل لهيثم.. أو على الأقل عارفة مين السبب.. لكن المفاجأة إن عاطف ده اختفى في نفس التوقيت اللي اختفى فيه هيثم.. وماحدش عارف طريقه من يومها.. القضية دي غريبة جدًا.. كل ما اقول خلاص اتحلت.. ترجع وتتعقد تاني.. طلبت سجل مكالمات هيثم وعاطف قبل اختفاءهم.. وبدأت اراجع تفاصيل القضية مرة تانية.. البنت هي العامل المشترك ما بين الاتنين.. والاتنين اختفوا في نفس الوقت.. يبقى اكيد اللي عمل في هيثم كدة.. على علاقة بعاطف.. استنيت سجل المكالمات واول ما جِه اكتشفت حاجة غريبة جدًا.. 

الفصل الخامس من هنا 

شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات