رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والثمانون 84 بقلم مني عبد العزيز


 رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والثمانون 

يعكف يديه لصدره جالس على قارعة الطريق قابع كما هو عيناه على الفندق لم تتزحزح برهة واحدة من يراه يشعر بأنه تمثال نحت بعناية فائقة جنى الليل بظلمته وهو كما هو
لولا حركة صدره التي تعلو وتهبط لاعتقد المارة بأنه بالفعل تمثال، تثاءب بتعب وجهد نوم زهده و حرمة حتى يحمي وصية متيمه قلبه وروحه، ندته الطبيعة لنداء لم يستطع أن يتجاهله.
مرغما تحرك كالالى الذي عطبت برمجته خطوة للأمام وللخلف يلتفتوا ينظر على الفندق حتى توارى عن الأعين
يدخل بستان الورود القريب من الفندق يمشي في ممشى
بين أشجار الزينة حتى توقف أمام باب مغلق يتلفت حوله يتأكد من عدم رؤية أحد له يخرج مداية مفتاحه يفتح بابا ويدلف بداخله يسير في ممر طويلا حتى وصل لمبتغاه.
يصعد ثلاث درجات رفع يده لقابص الكهرباء ليضيء المكان حوله يخرج هاتفه يضعه في وصلة الشاحن على طاولة صغيرة دلف للداخل نحو باب صغير بعد دقيقتين سُمِعَ قرقعة مياه الصنبور وخرج يرتمي على الأريكة
يعتدل بجلسته يشبك أصابعه يرتكز على فخذه وجبهته على يديه يتنهد بحزن وهو لازال يسأل حاله ؟ ماذا تفعل بهذا الوقت؟ وما حالها؟ هل نامت الان ام لازلت بلا نوم!؟ يتساءل ماذا فعلت جعلت تلك المجنونه نهال تخرج منهارة بتلك الحالة وصوت صرخاتها يدوي بالمكان.
يمدد جسده بعد يوم طويل قضاه على قدمية متسمرا، سابح في أفكاره لترتخي جفونه ويغط في نوم متقطع يجاهد في عدم ذهابه في نوم عميق لينهض فزعًا على صوت أحد يسير بالممر ويقترب من الوصول لمكانه يسرع بالاختباء خلف الأريكة يراقب من يدلف المكان يتنهد براحه فور رؤيته لغادير.
ينظر لمن تقترب تتلفت حولها فور رؤيتها للانوار يخفض رأسه ويبتسم على كلماتها.
غادير: أكيد عمو زايد سابقني اه لو يعرف إن معايا نسخه من المفاتيح كان عملتي كفته،
حتى وصلت الى باب مصعد صغير في زاوية الغرفة يخرج من مخبئه بعد صعودها وفرحة واضحة على ثغرة فور تأكده من وصولها.
عاود الجلوس مكانه يشعر بسعادة وفخر بنفسه لولا افكاره ومساعدة غادير له وتصميم تلك الأفكار والدراسة العلمية لما نجحوا في تنفيذها دون معرفة أحدهم مستغلين قيامهم ببعض ترميمات بالفندق وعمل ممر سري ومصعد يساعدهم في دخول الفندق والخروج دون أن يشعر بهم أحد من العاملين بــ الفندق والمغادرة منه دون معرفة أحد ، كما في منزله عندما صمم على عمل نفق سري
يربط منزلهم بأخر ملك لهم وتم إنقاذ الجميع من موت محتم لولا فضل الله عليه استطاع كشف ذلك المخطط الشيطاني، لـ نهال وزوج شقيقته.
يشد في جسده الذي يتوسل له بالراحة يلتقط مديايه مفتاحه وهاتفه ويخرج مسرعا قبل عودة ابنة شقيقة ورؤيته، يسرع بالخروج والتأكد من غلق الباب خلفه ويخطو تجاه باب البستان الخارجي يقف قليلا ثم يشير إلى عربة أجرة ويغادر يخبره بالمكان ويغادر سريعا.
وصل إلى وجهته ترجل من العربة أخبر السائق بان ينتظره قليلا يدلف الى بناية يصعد عدة درجات سريعا ثم يدخل لداخل شقة يتوقف أمام مكتب صغير يلقي السلام على الجالس الذي يرفع رأسه يهب واقفا مرحبا به ويشير له بالجلوس.
زايد: مرة تانية هقعد المرة دي مستعجل شوية هما كلمتين وها مشي على طول.
الشخص: على طول بتجي مستعجل كده ياباشا وتمشي
زايد مد يده في جيب سترته أخرج ظرف وقدمه للشخص
اتفضل.
الشخص: زي عادتك تجيب الظرف وتمشي من غير ما تقول حضرتك مين.
زايد: ببتسامه طفيفه يلا سلام عليكم .
الشخص: طلب صغير اعتبرة فضول مش أكتر، فيك تجاوب او متجوبش.
زايد: اتفضل.
الشخص: عشرين سنه وحضرتك بتجيب الظرف ده وتكفل الدار ولا مرة اتاخرت يوم ولا فوته نفس اليوم كل سنه وتقريبا نفس الساعة.
زايد: كل اللي أقدر أقوله حتى لو حصلى حاجه ان شآء الله الظرف ده مش هيتقطع هيوصل في نفس اليوم.
الشخص: طيب هى تبقالك ايه مراتك بنتك والدتك.
زايد: هي ولا وحده منهم بس هي كل دول .
الشخص: ها قصدك ايه.
زايد: سلام وياريت زي ما كل مره بقولك المكان يبقي عامل ازاي.
الشخص: متقلقش يا باشا بقالنا سنين مع بعض عمرك لقيتنا قصرنا ولا المكان نقصه حاجه.
زايد رحل تاركا الرجل يتحدث يشير له بالسلام ويغادر ، يصعد إلى عربة الأجرة ويخبره بالعودة إلى نفس المكان .
عينه على الطريق يهز رأسه كلما داهمته ذكرى عبور ذلك الطريق من سنوات ماضية ، يعتدل بجلسته وهو يرى احدي سيارات الفندق يقودها مساعد شقيق زوجته تعبر بالطريق المعاكس للطريق الذي يعبر عليه يدقق النظر بداخلها، يصرخ في سائق عربة الأجرة بأن يسرع خلف السيارة في الاتجاه المعاكس.
السائق: يابيه دي لفة كبيرة اوي على ملفها تكون العربية خرجت من المعادي كلها.
زايد ‌ يخرج نقود ويعطيها للسائق ويسرع بعبور الطريق
للجهه المقابله يشير إلى عربة أجرة يصعد بجوار السائق
يحثه بالإسراع خلف العربة، بالفعل فعل السائق بعد أن وعده بإعطائه مبلغ مالي كبير، فجأة إختفت العربة من أمامهم لا يراها كاد يجن ويصرخ بالسائق يتهمه بالتقصير
بعد وقت من الاتهامات المتبادلة، ترجل من السيارة بعد دفع المبلغ الذي اتفق مع السائق عليه يجوب المكان على قدميه
مر وقت وهو لا يرى السيارة يركل الأرض بقدمه يصرخ بصوت عالى وعين مرقرقه بالدموع أصبته حرقة بقلبه
يجلس على إحدى الاستراحات في الطريق، أخذ يحدث نفسه.
زايد: خلاص هتستسلم يا زايد وتسيب بنتك تضيع من بين إيديك، تعبت وسلمت بدل ما تهد الدنيا لحد ما تلاقيها، هعمل ايه هعمل ايه هتجنن العربية فص ملح وداب، إمكن كان بيتهيألي ومكنش فى عربية ولا حاجه ، طيب لو الكلام
ده صح السواق اللي شف العربية وكان بيجري وراها ايه، و
زهروان أنا شفتها بنفسي معقوله كمان بيتهيألي، أكيد لا أنا لسه متجننتش ولا عقلي فوت، طيب أعمل ايه وأصرف إزاي
يارب دلني على الطريق يارب لو كانت ال شفتها زهروان
نجيها يارب، يارب احفظها.
لم يعد يتحمل فقد كل ذرات عقلة أخرج هاتفه ليتأكد ممن رآها، أجرى إتصال هاتفي لـ يصعق مما سمع.
زايد: هالة زه.
ـ هالة مقاطعته ببكاء سامحني يا بيه عماد أخذ إمي والولد وهددني لو منفذتش اللي يطلبه مني هيموتهم، والله حاولت كتير أفهمها وأنبها حتى أنا كتبت ليها ورقة تقراها وتأخذ
حذرها بس للاسف ما قرتهاش واستعجلت ومشيت، الحقها يابيه الحقها عماد واللي مشغله مش ناوين على خير دول عرفوا كل حاجة عنها من وقت ما دخلت الفندق لحد ما خرجت معاهم في واحد من الشاغلين هنا حكالوه على كل حاجه، عرفوا إن الست اللي بتسأل عليها من وقت دخول الفندق تبق إمها.
_زايد يسحب نفس عميق بهدوء قاتل : إحكيلي كل حاجه حصلت إمبارح من أول ما دخلت الفندق للحظة اللي سابت الفندق فيها.
هالة قصت عليه كل ما حدث من وقت دخول زهور حتى خرجت مسرعه من الفندق وما طلبه عماد وتلك القصة عن
سلسبيل وكم عانت وأين مكانها.
زايد يضع الهاتف على اذنه لا يتحرك ولا ينطق بحرف يستمع فقط لكل كلمة بدقة، يهب واقفا بصوت مرعب.
زايد: العنوان ايه بالتفصيل اللي قلتي عليه.
هالة: أخبرته العنوان الذي أعطاه لها عماد، يلتف حوله يتأكد بأن زهور بخطر محتم، يغلق مع هالة السكرتيرة
يهب واقفا محدثا نفسه.
زايد: اه يا عاصم الكلب اقسم بالله ما هسيبك أطمن على البنت بس ومن سلامتها وبعدها موتك على ايديا، يجري اتصال هاتفي بأحد الأشخاص.
زايد: عنوان عاصم ايه واخر مره شفته كان من أمته.
الشخص: أخبره العنوان ليلتفت حوله بفرحه يسرع بخطواته ولازال الأخر يحدثه، اتصل على اللؤاء محمود بلغه بكل حاجه أنا خلاص قربت من العمارة بعد ما ادخل تجيب رجالتك وتجي ورايا يغلق الهاتف بسعادة ويضعه في جيب سترته فور وقوع عينيه على السيارة التي رأى فيها زهور، يهرول تجاهها ويسرع بدخول البناية ويصعد بالمصعد ليتوقف بالعنوان الذي أخبره به من كلفه بمراقبة زوج شقيقتة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت غادير القصر فور دخولها وقفت متسمره مكانها وهي ترى والدها وباقي العائلة يحاولون السيطرة على عمتها زينة التي تصرخ بإنهيار تحاول الخروج والبحث عن ابنتها.
إقتربت منها بعد ترك ما تحمله بيدها بهدوء تحدثها.
_ عمتو زينه اطمني حضرتك أنا لسه راجعه من عند نيرة
هى كويسه اوي عمو زايد جنبها متقلقيش، وكمان يومين هتخرج من المستشفى وعمو زايد يخرجها ويجوا على هنا
متقلقيش حضرتك.
تنظر لزينة التي تنظر لها بريبة وتبتسم لها بثقة.
ـ اوعدك يا عمتو يومين بس الدنيا تهدا وهاخدك تزوريها
ونجيبها ونيجي على هنا.
زينه ببكاء: انتي وابوكي خرجتي وجيتي اهو ليه خايفين من خروجي انا كمان اشوفها واطمن عليها.
زيدان: انتي متعرفيش عملنا ايه عشان نيجي لهنا، اعقلي يا زينة غادير خلاص طمنتك وتعالى ارتاحي وكلي خالي الباقية تأكل من يومين ما أكلتوش.
غادير تربت على يد زينه تعالي يا عمتو اطمني خالص نيرة بخير و أنا اطمنت عليها، الأمور تهدأ وهنخرج كلنا، لو حد فينا ظهر اليومين دول الباقية بخطر ربنا نجانا من الحريق باعجوبة.
أومت زينة لها و انصاعت لكلماتها تسير معها بهدوء وصعدوا للأعلى دلفوا غرفة واحدة رتبت الفتيات المكان للطعام وجلس كل منهم يتناوله كًلا شارد في ملكوته.
زيدان ينظر لابنته أن تقترب منه تشير له بعينها تطمئنه بما يشغل باله،يلتف الجميع على صوت بالقرب من باب الغرفة
تصدح ضحكه خفيفه على ما يسمعونه.
سيسيليا: صحيح هم بطني، نازلين أكل ولا على بالكم الغايبين، مافيش حد فيكم افتكر يقومني من النوم عشان أكل ناسين إني جعانه ونايمه مش أكلت، وحضرتك يا ست غادير نسيتي عمتك اخت جوزك وقاعدة تأكلي كده عادي بزمتك يا شيخة جايلك نفس تاكلي وضميرك مرتاح وعمتك ما اكلتش.
غادير بضحك: ايوى ضميري مرتاح جدا كمان تعالي يا لمضة كلي.
سيسيليا: هو فين الأكل على أساس خليتوا حاجه انتم نسفتوا الاكل كانكم بقالكم عشر سنين ماكلتوش.
زيدان: احنا نقدر منعملش حسابك يا حبيبة عمك، استحالة طبعا.
سيسيليا: مش واضح يا عمو لو كنت فاكرني كنت جبت ولد قمر زي أبيه زين تجوز هولي بدل كده ما أنا الوحيدة اللي هتخرج بره العايله.
أمال: سيسيليا عيب كدة مايصحش الكلام ده لا وقته ولا سنك يسمحوا بالكلام ده.
سيسيليا: بس يا ماما الله لا يسيئك بلاش نتعاتب عشان أنا شايلة منك اوى، قاعده تكلي ونسياني ولا على بالك بنتك الطفلة البريئه سيسيليا ال محتاجه تاكل وتتغذي.
آمال: الله يسامحك يا زايد انت السبب في طول لسان اللمضة دي.
سيسيليا: فينك يا أبو زاهر يا عسل تجبلي حقي منهم كلهم.
زيدان: مينفعش أنا.
سيسيليا: اممم ينفع .
غادير: يا سلام يا سي بابا هتنسي بنتك وحدتك كده بسهوله.
سيسيليا: يابنتي بطلي نفسنه واشتريني لصفك انا عمتك اخت جوزك مفروض تتمني لي الرضا عشان ارضى عليكي واعيشك مرتاحه.
جلس الجميع يتحدثون ويضحكون على كلمات سيسيليا المضحكه ليمر الوقت وهم بتلك الحالة حتى ان ورد لـ غادير اتصال هاتفي.
تخرج هاتفها الذي يهتز دون أن يصدر اي صوت، تستأذن للدخول إلى المرحاض تفتح الاتصال تتحدث بهمس، وتغلق الهاتف وتسرع بالخروج بهدوء دون ان يشعر بها أحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زهور تسمرت مكانها فور سماعها لصوت ينادي عليها واحد يجذبها لاحضانه تستمع لكلماته تغمض عينيها تتسارع دقات قلبها.
الشخص: زهروان بنتي حبيبتي، ياقلبي سنين وانا بحلم باليوم ده.
زهور تشعر بزلزلة بجسدها صدرها يعلو ويهبط أنفاسها تخرج بصوت عالي فور وقوع عينها على من تحتضنها يدها إلى جانبها واقفة كالتمثال الحجري تجز على أسنانها، تكور يدها تنظرلمن تمسكها من رسغها تشير لها بالجلوس، تغمض عينها تحاول تجميع أفكارها تفتحهم بصدمة مع سماعها صوت من يقترب منها لتجلس على الأريكة،
تكور قماش الأريكة بيدها تهمس لحالها.
زهور: ليه متوتره وقلقانه بدل ما تفرحي مش هي دي اللي فضلتي سنين مستنيه اليوم ده عشان تكليمها وتعتبيها، وريني شجعتك هتقولي اللي جواكي إزاي، يلا اسأليها كل الاسئلة اللي نفسك تسأليها ومحضرها على لسانك، تلتف لها ترسم ابتسامة باهتة على وجهها.
زهور: ياه معقولة انتي هنا و شايفاكِ قدامي مش بحلم
ولا بيتهيألى، انا مش قادرة استوعب ولا أصدق إنك موجودة و شيفاكي ، تعرفي ستي أحلام هتفرح اوي
انا هتصل عليها تجي تشوفك وتقبلك بنفسها، مش هتصدق.
السيدة بجوارها تنظر لعاصم الذي التف لا إراديا تجاه مساعدة المتنكر بالسائق، يستشير،في إجابة محبوكة.
السيدة : صحيح أمي وحشاني أوي ونفسي اشوفها بس انتي أهم يا زهروان.
زهور: ليه كده حتى جدي يحيى وخالي نفسهم يشوفوك؟
السيدة: أنا كمان نفسي أشوفهم واكلمهم أكيد كلهم وحشني
أمي وأبويا وأخويا وبيتنا بس مفيش حد أهم منك، عاوزة اشبع منك احكيلي عنك وعن حياتك رجعتوا امته من البلد، أحكيلي ناويه تعملي ايه مع أهل أبوكي.
زهور تكاد تجز على أسنانها أنفها يتسع من شدة الغضب أظافرها تغرسها في الأريكة أخرجت خيطانها بيدها، ظلت عدة ثوان على تلك الحالة رفعت راسها وعينها مصلتة على الجالس يشير للسيدة بيده على عينيها و يرسم بأصابعه على وجنتيه خط، تضحك بداخلها بتهكم، تمتثل هي لما يشير للسيدة به.
زهور بدموع: أنا شفت ايام قهر كل الناس ظلموني، حتى جدي وخالي نفسهم ظلموني دايما يقولوا امك جبتلنا العار، لولا ستي أحلام هي ال كانت بتحميني منهم كانوا عايزين يجوزوني راجل كبير في السن عشان يرتاحوا مني، ستي هربتني منهم وجينا هنا مصر وعشنا في الحارة، واشتغلت بالفندق وبالصدفة عرفت إن الفندق بتاعنا.
السيدة تنظر لعاصم الذي يشير لها بالبكاء تهز راسها له، وتضع يدها على وجهها تخفيه.
هو ده اللي كنت خايفه أرجع عشانه خفت منهم صممت افضل هنا عشان أجيب حقي وحقك منهم، انا بعد
ما ضيعت سنين رايحة جاية على الفندق، عشان أقابل أبوكي وأخليه يعترف بكي، سنين راحت من عمري وعبدالرحيم وابنه زايد نكرين مني لحد ما حطوا ايديهم على الورث وتمكنوا منه وسيطروا على كل حاجه زايد بكل جبروت وحقد.
قال لي حبيب القلب مات من زمان ولو حاطه في دماغي الورث مافيش حاجه تثبت إنك مراته ، الخبر نزل عليا قاتلني ضيعت عمري وبنتي وجوزي مات هرجع لاهلي أقولهم ايه جوزي مات وكمان أهلة حطوا اديهم على الورث
وأنكروا جوازي من ابنهم.
محستش بنفسي ولا حسيت بي أي حاجة مشيت أصرخ وأبكي، الدنيا اسودت في عنيا رميت نفسي قدام عربيه
معدية قدام الفندق، نجت بإعجوبة واحد من بتوع الأمن صعبت عليه أنقذني وداني المستشفى وفضل جنبي وأخذني بيته وبعد ما عرف زايد الحرامي رفده من الشغل، فضلت عايشه معاه في بيته هو وأهله سنين.
وامبارح اعمك عاصم عرف طريقي وقدر يوصل لي فضل يعاتبني ليه ما رحتش ليه وهو كان جابلي حقي تعرفي انا غلطت اني مرحتلوش كان كل حاجه اتغيرت كنا زمانا عايشين مع بعض وجاب لينا حقنا ، ده بس مكنش صحبه ده كان أقرب واحد لابوكي.
وهو ال حكى لي انك بدورى عليا، وجبني على هنا وقال انه هيساعدنا أنا وانتي ناخد حقنا ويرجع الفندق والثروة ال اخدها زايد وعبد الرحيم.
زهور بغضب شديد هبت واقفة: انا مش هسكت على ال عملوه فيكى لازم أنتقم منهم، بس ازاي اعمل كده وانا لوحدي صحيح أنا طرت زايد، بس انا معرفش هو بيفكر في ايه وكمان أنا لوحدي وهم عائلة كبيرة وليهم نفوذ.
عاصم هب واقفا من مكانه إقترب منها مد يده يجذبها له
كور يده بضيق فور جلوسها مرة أخرى يتحدث بغيظ فقد فوتت عليه فرصة الأقتراب منها وضمها بين يديه.
متقوليش كده أنا موجود وها قف جنبك وأخدلك حقك منهم ومش بس كده كل اللي يملكه عبد الرحيم واولاده هيكون باسمك انتي وتحت تصرفك،بس حطي ايدك في ايدي ونتفق.
زهور تضحك بداخلها، تنظر إلى نظراته المتبادلة مع السيدة
يحثها على التحدث، تقسم بداخلها سوف تنتظر للنهاية حتى تتعرف على كل مخططاتهم.
السيدة: شفتي يا زهروان عمك عاصم هيساعدنا نرجع حقنا
اسمعي كلامه وحطي ايدك في ايده و اسمعي كلامه هو الوحيد اللي هيجيب حقنا .
زهور بمكر تتحدث بتأثر: أكيد أنا إيدي في إيدك يا عمي كل
ال هتقول عليه انا هعمله على طول، قولي حضرتك مطلوب مني ايه وأنا أنفذه على طول.
عاصم بفرحه: مفيش غير كام ورقة هتمضي عليها والباقي سبيه عليا اه فى حاجه مهمه هتفضلى قاعدة هنا مش هتروحي هنا ولا هنا عشان ميوصلوش ليكي ويأزوكي.
زهور: أنا موافقة طالما حضرتك موافقة فين الورق ده وأنا أمضي عليه حالا.
عاصم بفرحه يشير لمساعدة بإحضار الأوراق: كام ورقة هتمضي عليها وانا اللي هقفلهم، يشير بعينه للسيدة بالتحدث.
تقترب منها السيدة تتحدث لها تقاطعها زهور بسألها.
السيدة اخيرا زهروان يا بنتي ربنا جمعنا ومش بس كدة هناخد حقنا ونتقم من ال فرقونا.
زهور: هو ليه حضرتك بتناديني زهروان مش بتناديني باسم انتي اختارتيه ليا.
السيدة: ها ابدا ابدا بس خفتك تزعلي.
زهور: لا طبعا هزعل من اية انا بحب الاسم اللي انتي اختارتيه ناديني بيه.
السيدة: ها اصل اصل.
زهور: اسمي زوزو هو ده الاسم اللي ستي قالت انك دلعتني بيه.
السيدة: اه صح زوزو اصل نسيت يا زوزو هههه.
زهور تلعب لسانها بحلقها تنظر بطرف عينها علي الواقف يتفحص في جسدها تعض علي لسانها باسنانها تحدث نفسها
إصبري يا زهور اتحملي التمثلية الفشلة دي كام دقيقة تانيه
ترفع عينها ترى السائق يضع أمامها على الطاولة ملف به عدة أوراق ويشير للسيدة بان تحدثها، زهور فهمت انه يريد ان يشغلها عن قراءة الاوراق.
زهور: فين القلم.
عاصم: عماد انت اتجننت جايب الورق ومجبتش القلم.
عماد: القلم انا حطه جنب الورق زهور وهي ترفع الملف تنظر علي الطاوله مفيش حاجه معلش بتحصل ممكن يكون وقع علي الارض او جبونا قلم تاني.
استغلت انشغالهم ومررت عينها سريعا علي الاوراق لتشهق فور وقوع عينها على احدى الورقات تغلق الملف تحاول تهدئة نفسها، تضع الاوراق علي الطاولة تجد من يرفع القلم امامها.
عاصم: جبتلك قلمي الخاص اتفضلي امضي بيه واسمحيلي ادهولك هديه مني ليكي.
زهور تومى برأسها دون ان تتحدث فتحت أول ورقة بالملف
: امضي فين.
عاصم: اشار لها علي مكان التوقيع وهو يكاد يطير من السعادة هنا يا حبيبتي امضي هنا.
زهور: كتبت اول حرف من اسمها ثم تركت القلم من يدها لتختفي ابتسامة عاصم الذي تحدث بحده.
عاصم: ما مضتيش لسه مش تكملي اسمك.
زهور: ماهو مش هينفع أنا افتكرت حاجه مهمه اوي.
الجميع: ايه.
زهور: أنا لسه قاصر مكملتش واحد وعشرين سنه عشان أمضي وكمان والدتي هي المفروض الوصية عليا وتمضي هي واه نسيت كمان اقولكم حاجه مهمه اوي.
عاصم بعصبيه: ايه تاني.
زهور تلتف تجاه السيدة : الورث مكتوب باسم حضرتك سلسبيل أحمد يعني انتي الوحيدة اللي تقدري توكلي عمي عاصم او أي محامي يجيب حقنا، اتفضلي القلم إمضي حضرتك.
السيدة: ها أمضي انا ازاي.
زهور: ازاي اي القلم اهو اتفضلي امضي علي الورق.
السيدة: أصل أصل.
عاصم يحاول أن يهدئ من عصبيته ينظر الي مساعدة أن يرفع الاوراق من علي الطاولة.
زهور تمسك الاوراق بيدها تحاول جذبها: سيب الاوراق لسه مش اتمضوا.
عاصم : يحاول ان يجد رد مناسب اصل الاوراق دي عشانك بس مكنش في بالنا ان الثروة باسم والدتك، على العموم حصل خير في كام ورقة بس هتمضيهم انتي.
زهور تهب واقفه بعد أن فقدت كل ذرات تحملها: ممكن نأجلها أنا تعبانه دلوقتي وعايزة أخد أمي ونرتاح شوية
بعد اذنك هنرجع الفندق قبل ما حد منهم يعرف اني مش موجودة ويعمل حاجه كده ولا كده، تلتف للسيدة وتحاول ان تخرج الكلمات من فمها.
ـ يلا بينا يا يا إمي في كلام كتير عايزة أحكيه ليكي محتاجه أعرفك وتعرفيني.
عاصم يشير الى مساعده والي السيده بترك المكان يقترب من زهور التي ارتدت للخلف عدة خطوات كلما إقترب منها وهو ممسك بالاوراق والقلم بيده.
_ انا من بدري عارف انك كشفتي اللعبه بس قلت أصبر عليكي إمكن تطلعي هبلة زي ابوكي لكن طلعتي كولك زايد وعبد الرحيم، نهال طلع معها حق بس علي مين أنا عاصم عارفه يعني ايه عاصم.
زهور تبتعد عنه فور التفافه للخلف يصرخ على من مساعدة.

تعليقات